خالد ممدوح العزيصفحات سورية

حرب إعلامية ضد الفضائيات يخوضها النظام السوري،وقودها جثه مشوهه …!!!


خالد ممدوح العزي

المعركة الإعلامية السورية:

يكتب الإعلامي اللبناني سامي كليب مؤيد النظام الأسدي، زوج المذيعة الإعلامية لونا الشبل التي تقود المعركة الإعلامية ضد الفضائيات العالمية من فضائيات الدنيا السورية، التي يمتلكها صاحب الأموال السوري رامي مخلوق، مقالة هامة جدا بخصوص اللعب الإعلامي للنظام السوري في جريدة السفير اللبناني بتاريخ 5 اب “أغسطس”2011،تحت عنوان ” مسلحو سوريا والموقف الروسي”والتي تنص إحدى فقراتها على إن :

“ربحت سوريا معركة الصورة. تسلّح الروس بمشاهد رمي جثث رجال الأمن من فوق جسر العاصي صوب المياه فرفعوا نسبة حججهم داخل قاعات مجلس الأمن الدولي. نجحت موسكو في الحؤول دون تكبيل حليفتها دمشق بقرار دولي حازم.

هي الصور تقود جزءا من معارك سوريا. كانت الفضائيات العربية والدولية أول من اختارها عنوانا لإسقاط النظام السوري. بثت تلك الفضائيات صورا فعلية لمتظاهرين، وأخرى مفبركة جيء ببعضها من اليمن أو العراق. اكتشفت السلطات السورية أهمية المعركة التلفزيونية. اختارت أن تبث صورا مخيفة لعمليات قتل يتعرض لها رجال الأمن. نجحت المعركة الأولى وربما تنجح المعارك المقبلة لو تم بث كل ما تملك تلك السلطات من صور فيها تقطيع جثث وقطع رؤوس على طريقة تنظيم القاعدة في العراق وغيره”.

طبعا منذ بدأ الانتفاضة السورية عرف النظام السوري أهمية التلاعب بالإعلام، الذي يشكل سلاحا فتاك، يمكن استخدامه في معركته الداخلية والخارجية من اجل تشويش العقول والقلوب، لذلك جهز كل الإمكانيات الإعلامية والتقنية والفنية للخوض في حرب ضد الإعلام الأخر، الذي يصفه إعلام معادي، وإعلام محرض ضد النظام الممانع والمقاوم.

لم يكتفي النظام السوري بتجنيد القنوات السورية بممارسة هذه الحرب والتشويش على سير الانتفاضة الشعبية ، وتشويش صورتها، وأهدافها، من خلال تشخيص طبيبها وفيلسوفها الرئيس السوري الذي وصف الانتفاضة السورية وشعبها بأنهم جراثيم ،هذا التشخيص مهم من قبل طبيب شرعي رئيس هذه الجراثيم.

عمد نظام الأسد الأمني إلى منع قنوات الإعلام الفضائية من البث لأجل فرض تعتيم إعلامي كامل لإخفاء المشهد السوري من خلال التالي:

1- التضييق على مكاتب هذه القنوات ومراسليها ،ومنعها من التحرك الميداني ،منع القنوات الحرة من ممارسة عملها الإعلامي وفقا لأعذر وقحة تكمن بالخوف على الصحافيين من تعرض العصابات لهم،أو بان هذه القنوات تحاول زعزعة الأمن القومي السوري من خلال التحريض على التظاهر ،وكذلك بث المعلومات الكاذبة والأفلام المفبركة .

2-الضغط على كافة الإعلاميين السورين العاملين في القنوات الإعلامية الحرة الخروج منها تحت الضغط والتهديد، بسحب الجنسية، أو التنكيل بالأهل، والتشهير الشخصي،…الخ،وهذا ما حدث مع الكثيرين من إعلامي الجزيرة وفي طليعتهم “فيصل القاسم، ورولا إبراهيم”،والعربية “زينة اليازجي”.

3-سحب المصداقية من الإعلام الفضائي من خلال بث صور واخبار وأفلام فيديو كاذبة لبثها في قنواتهم ،وعندها يقوم الإعلام السوري وشبيحته الإعلاميين لينقضوا على هذه القنوات وتكذيب الإخبار او الصور المنشورة على شاشاتها من خلال تحديد نقاط إعطابها بسرعة .

4- مهاجمة كل المواقع الالكترونية ومحاولة قرصنتها بمساعدة الجيش السوري الالكتروني الذي تشرف وتدير أعماله المخابرات السورية.

5- المقابلات التلفزيونية الذي يقوم بها النظام السوري على محطاته الفضائية “الدنيا والإخبارية، والتلفزيون السوري الفضائية، كاعترافات إرهابيين ومندسين، كرد إعلامي على كل الآراء المطروحة ،من اجل تشويش الأفكار الشعبية.

6- السماح لكل وسائل الإعلام الحليفة للنظام السوري بالتجول وتغطية الإخبار التي تريد نشرها المخابرات السورية ،وفقا لتوجهاتها الخاصة وليس توجها لخدمة المعلومة والحفاظ على مصداقية الخبر، وكلنا يعرف ماذا تبث “قناة المنار اللبنانية” و” قناة أو توفي اللبنانية العونية “،وكذلك مشكلة التحقيقات التي تنشر على صفحات الجرائد الموالية للنظام السوري وفي طليعتها تحقيق جريدة السفير اللبنانية من قبل المرسل “غيدي فرنسيس” و تحقيقه الشهير منمدينة حماة ، بتاريخ 14تموزي”يونيو”2011 العدد11936 تحت عنوان ” للحرية غضبها ومواجعها”،والتي أدى هذه التحقيق إلى إحراج الجريدة من خلال تقديمها اعتذارا مباشرا على نشر هذا التحقيق المفبرك ،إضافة لقناة الدنيا السورية والإخبارية السورية وجريدة الوطن السورية .

ضخ المعلومات الكمية وتغيب النوعية :

يعمد النظام على استخدام اشخص يلقى عليهم ألقاب مختلفة كمحللين وخبراء استراتجيين وصحفيين واساتذة في الجامعة،ليكونوا ضيوف دائمين على القنوات الإعلامية المختلفة ، من اجل بث اكبر كمية من المعلومات التي لا تهدف إلى طرح معلومات ذات مصداقية، وإنما تهدف لطرح كميات مختلفة من المعلومات الغير منطقية وغير مترابطة ومضحكة ،فمهمة هؤلاء الشبيحة تكمن في عدم تصديق كلامهم المطروح أو المعروض على طاولة النقاش الجدي ،وإنما هو تشويش أفكار المشاهدين والتشكيك بمعلوماتهم من خلال ضخ اكبر كمية ممكنة من المعلومات الغير حقيقية وغير مترابطة،و التي لا يمكن للمشاهد ربطها، وإنما التشكيك فيما بعد بكل معلوماته ومصادرها وناقلها،والتي تعمل على الشك بكل المعلومات والأخبار والأقوال والصور التي تعرض على وسائل الأعلام الفضائي ،وبناء لذلك يكون الشبيح الإعلامي نجح في طرح معلومات كمية وغيب المعلومات النوعية عن المشاهد العربي.

مسلسل زينب الحصني:

يعتبر مسلسل زينب ألحصني من مسلسلات الحرب الدعائية المخابراتية السورية التي تقوم ضد الفضائيات الإعلامية ، ومنظمات الحقوق المدنية والأهلية،والإعلام الحر ،وخاصة العربية منها ك”الجزيرة والعربية”، لقد حاولت السلطة السورية بظهور زينب على تلفزيون السلطة لسحب الثقة الإعلامية من قنوات فضائية وإعلامية قامت بالتطبيل والتزمير لعملية القتل التي نفذتها السلطة بحق المدعوه “زينب ألحصني” التي سلمت إلى أمها،بعد أن أخذت منها توقيعا وإقرارا بان ابنتها تم قتلها من قبل العصابات الإرهابية.طبعا تسلمت إلام جثت القتيلة الذي قطع رأسها وسلخ جلدها إلى جانب أخيها الشهيد محمد ألحصني .

وفيما بعد ظهرت زينب على شاشة التلفزيون الرسمي السوري الذي قالت بأنها لم تمت بل هربت من بيتها بسبب ضغط أخواتها”.لكن الفخ الذي نصبته المخابرات السورية للمعارضة بعدم موت زينب ترك الباب مفتوح إمام الفخ الذي وقعت به المخابرات نفسها ،كيف تسلم جثة إلى أهلها بعد أن يتم إخراج وثيقة رسمية لوفاتها، تم إمضائها من الطبيب العام والمدعي العام والمشرف على البلدية ودار الإفتاء والمقدم الأمني” أكرام حسين” المسؤول عن المستشفى العسكري السورية في حمص ، فالسؤال الذي يطرح نفسه على الجميع ،كيف يتم اخرج جثة فتاة على علم كل هؤلاء المعنيين، وتجبر والدتها على توقيع إقرار رسمي،وفيما بعد يتم إظهارها على التلفزيون السوري ، فمن هي اذا هذه الفتاة القتيلة الفائضة في برادات الموت السورية.

منظروا الإعلام في سورية :

النظام السوري يخوض معركته الإعلامية ضد الإعلام والمنظمات الحقوقية،من خلال شبيحته الإعلاميين ومنظريه الدائمين التي أفرزتهما شعبة المخابرات السياسية السورية ليقوموا بتنفيذ هذه المهمة:

-طالب إبراهيم طبيب الأسنان الذي يعمل في شعبة المخابرات السورية والذي فجأة أصبح كاتب سياسي ومنظر استراتيجي للنظام، صاحب نظرية البارجة الألمانية التي حاولت الدخول إلى ميناء بانياس النفطي، عقاب صقر النائب اللبناني الذي يقاتل في اللاذقية أصيب ونقل على متن طوافة عسكرية إسرائيلية ،هو الذي تحد في مقابلة على الجزيرة الجميع وحتى الله بان يثبت احد بان النظام قتل زينب ألحصني ،هو صاحب فيديو مشهور على اليوتوب يقول فيه بان عدد إفراد الجيش الذين قتلوا يعدون على أصابع الأيدي ،ونحن مضطرون إلى تضخيم العدد إلى هذا الرقم والكذب … .

-بسام أبو عبدا لله دكتور العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة دمشق تاجر شنطة في بازارات موسكو “الشركيزفسكي رينوك.

– شريف شحاذة الرياضي ألمخابراتي اخو المقدم وفيق شحاذة ذات السمعة السيئة في بانياس ورئيس فرعها ألمخابراتي .

-بتثية شعبان مستشارة الرئيس الإعلامية والسياسية ذات الطرح

والراويات الديماغوجية من عصور القرون الوسطى .

-بشار الجعفري صاحب البذلة البيضاء في خطاباته كمندوب في هيئة الأمم ،والذي يمارس الكذب العلني أمام مندوبي العالم لتسويق نظرية العصابات التي تغزو سورية لتبرير القتل البشع.

فالجعفري الذي اخبر العالم في كلمته الذي ألقاها في مجلس الأمن بتاريخ 5 أكتوبر، لقد تم اغتيال الدكتور نائل الدخيل عميد كلية الكيمياء في جامعة البعث في حمص بتاريخ 27 أيلول ” ولكن الدخيل تبين بأنه عميد ركن” جنرال” عسكري وعميد الصناعات الكيمياء في الكلية الحربية السورية.

معركة سحب المصداقية:

فالنظام يحاول منذ فترة توجيه المعركة ضد وسائل الإعلام الفضائية التي تشكل أزمة له من خلال بث فضائح النظام الذي يرتكبها في سورية يومية.

فالمعركة الإعلامية طويلة والأمثلة كثيرة والتي نتوقف على بعض الحوادث التي لا تزال عالقة في ذهن كل المشاهدين والتي تعتبر مسلسل تركي من مسلسلات حرب الإعلام المخابراتية التي يقوم بها النظام السوري:

1-بث خبر انشقاق أمين فرع حزب البعث في مدينة الرستن السورية وتكذيبه فيما بعد.

2-عرض تفاصيل قائد المنسيقيات السورية غسان سلواية التي تبنى كل شيء في مظاهرات الاحتجاجية في سورية وتبين فيما بعد بان غسان سلواية مختل عقليا وقد اثبت أهله شهادات صحية .

3-تعذيب الطفل حمزة الخطيب في درعا ، والطبيب الشرعي يخرج على الشاشة التلفزيونية يقول بان الطفل لم يعذب وجثته تحللت ،وفيما يبت الإعلام السوري بلقاء والد الطفل في القصر الجمهوري الذي زار الرئيس بشار الأسد وتم لقاءه في مقابلة دون أية صور أو عرض تلفزيوني .

4-اعتقال المهندس المصري “محمد رضوان “،الذي اتهم بأنه عميل موساد صهيوني ،وفيما بعد تم إطلاق سراحه بعد طلب مباشر من المجلس العسكري المصري.

5-اعتقال احمد البياسي في مدينة البيضاء بعد بث فيدو البيضاء وشهادة البياسي على الجريمة، وإخراجه فيما بعد على شاشات التلفزة السورية،واليوم لا احد يعرف أين هو اليوم .

6- تصريح السفيرة لمياء شكور في فرنسا إلى وكالة “الفرنس برس “،وفيما بعد تم تكذيب الخبر من خلال كلام السفيرة نفسها من خلال اتصالها بوسائل الإعلام العربية .

7- قصة زينب ألحصني التي حاول تركيب فخ للإعلام من خلال إظهارها على التلفزيون السوري بعد موتها وتشيع جنازتها.

8- اليوم النظام يحاول تسريب معلومات على مواقع “الفيس بوك” وبعض المواقع الالكترونية التي تقول ربما تم اغتيل الشهيد نواف البشير تحت التعذيب ،أو الجثة التي تم تسليمها مكان زينب هي ربما تكون للمعتقلة طلى الملوحي،وهذا ما أجبرت المعارضة السورية التريث بالقرار والمطالبة بظهور الملوحي والبشير على التلفزيون.

الدولة تخوض حربا إعلامية ضروسة ضد الأعلام الأخر من اجل تكذيبه لفرض إعلام الدولة الشمولي والدكتاتوري ،لكن الوقت قد فات النظام والقطار يسير بالاتجاه السليم مهما حول الأعلام السوري وضع العربات أمام الأحصنة.

د.خالد ممدوح ألعزي

صحافي وباحث إعلامي، و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى