صفحات العالم

حرب تحرير سورية تبدأ من تركيا


عبدالله الهدلق

وقعت أنقرة مع دمشق عام 1998 اتفاقية «أضنة الأمنية التي تتيح بنودها للقوات التركية تعقب مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي السورية، إضافة إلى امتيازات أخرى، لذا فإن معاودة مقاتلي حزب العمال الكردستاني نشاطاتهم داخل الأراضي السورية قد تدفع تركيا لتفعيل تلك الاتفاقية لاسيما في ظل تداعيات التطورات الأمنية الأخيرة في سورية وقرب انهيار نظام بشار الأسد البعثي النصيري المجرم، وكان أردوغان قد قال: «إن السكين بلغت العظم ولا يمكن السكوت عما يحدث بعد فشل حزب العمال الكردستاني من نقل القضية الكردية من السلاح إلى الساحة السياسية»، وقد أمر أردوغان بمواجهة أي عمل عسكري بأقوى رد سياسي وأمني وعسكري بما في ذلك اجتياح الأراضي السورية لتعقب فلول حزب العمال الكردستاني المحظور بعد أن عاود نشاطاته المسلحة انطلاقا من داخل الأراضي السورية، ودفع بمجموعات من مقاتليه للتسلل إلى تركيا عبر الأراضي السورية.

حذرت وزارة الخارجية التركية المسافرين وسائقي الشاحنات الأتراك من سوء المعاملة وأحيانا القتل التي قد يتعرضون لها من السلطات السورية خلال مرورهم بالأراضي السورية، وتأكيدا لتحذير الخارجية التركية فقد ألقت الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية القبض على خمسة سوريين حاولوا الدخول إلى الأراضي السعودية بجوازات سفر تركية مزورة لاقتراف أعمال إرهابية وتفجير منشآت حساسة أهمها قناة العربية الإخبارية التي فضحت ممارسات النظام البعثي النصيري الحاكم في سورية وجرائمه الوحشية ومجازره وإبادته الجماعية للشعب السوري الثائر والتواق للإطاحة بنظام بشار الأسد البعثي المجرم.

كشفت التحقيقات الأولية مع المزورين المقبوض عليهم أدوراهم وانتسابهم إلى حزب البعث الحاكم في دمشق وأن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية السورية زودتهم بجوازات السفر المزورة لتخريب أجهزة حكومية ومنشآت رسمية وقناة العربية الإخبارية المؤيدة للشعب السوري الثائر والفاضحة بشكل يومي للنظام القمعي الدموي الحاكم في سورية وجرائمه ضد الإنسانية ومجازره وإبادته الجماعية لشعبه والناقلة بصدق لما يحدث في محافظات ومدن وقرى ومناطق سورية من قتل وتعذيب واختطاف وترويع منذ أكثر من خمسة أشهر.

تم عرض جوازات السفر المزورة على المختصين في الأدلة الجنائية لكشف التزوير وارسال المعلومات الى تركيا للتأكد من مطابقتها لبيانات مواطنين اتراك اختفوا في سورية وقتل عدد منهم على ايدي اجهزة مخابرات نظام بشار الاسد، خلال قيادتهم لشاحنات محملة ببضائع، وجرى عرض تلك الحقائق على العديد من القنوات الفضائية بما فيها قناة العربية الفضائية.

تجري الاستعدادات على الحدود التركية الجنوبية المتاخمة لسورية لعملية عسكرية ضخمة مدعومة بالطيران لانقاذ الشعب السوري من المجازر والمذابح الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية التي يقترفها نظام بشار الأسد ولتحرير سورية من قبضة مجرمي الحزب الحاكم امثال ماهر الاسد، آصف شوكت، رامي مخلوف، اسرة شاليش، اسرة الأسد، داود راجحة، وغيرهم لاسيما بعد ان اعلنت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها لندن ان الوفيات في السجون السورية واثناء الاحتجاز في مراكز الشرطة مع محاولات نظام بشار الاسد المجرم سحق التظاهرات والاحتجاجات وتعذيب المعتقلين، بلغت الوفيات اكثر من «2800» شخص منذ ان بدأت الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام ورحيل الاسد في مارس الماضي، وتقول منظمة العفو الدولية ان تقريرها يعزز حجتها لاحالة النظام السوري الى المحكمة الجنائية الدولية وفرض حظر على السلاح وعقوبات مالية اكثر صرامة ضد اعضاء بارزين في حزب البعث النصيري الحاكم، لان الوفيات نتيجة التعذيب في المعتقلات السورية تتضمن جرائم ضد الانسانية وابادة جماعية.

تأتي الاستعدادات التركية لتحرير سورية متزامنة مع توسيع العقوبات الامريكية ضد دمشق لتشمل وليد المعلم وزير الخارجية وبثينة شعبان المستشارة الاعلامية لبشار الاسد، وسفير سورية في لبنان علي عبدالكريم علي، وتجميد ارصدتهم وحظر اية مبادلات تجارية معهم، بصفتهم من ابرز المدافعين عن نشاطات النظام والمؤيدين للرعب الذي يمارسه ذلك النظام الدموي ضد شعبه، كما تأتي تلك الاستعدادات التركية بعد الدعوة التي اطلقها الرئيس الامريكي باراك اوباما لبشار الأسد للتنحي.

  الوطن الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى