بيانات الانتفاضة

حزب الشعب الديمقراطي السوري: بيان إلى الشعب السوري


اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري

بعد منتصف ليل الثلاثاء الواقع في 19\7\2011، وفي أعقاب أسبوع من الحصار والمراقبة بدأتا مع الساعات الأولى لدخول الجيش وأجهزة القمع والشبيحة إلى مدينة قطنا، اقتحمت مجموعة مسلحة من الملثمين، مجهولي الهوية، منزل الرفيق جورج صبره، عضو الأمانة المركزية للحزب، بطريقة وحشية أثارت الهلع في نفوس ساكنيه، واقتادته إلى جهة مجهولة، ولم يعرف حتى هذه اللحظة مكان وجوده، ولا الجهة التي قامت باعتقاله، كما قامت الأجهزة إياها باعتقال الناشط السياسي نظير الصيفي في نفس الوقت  .

وسبق لأجهزة القمع أن اعتقلت الرفيق ، منذ شهرين، ثم اعتقلت نجله المحامي أيهم صبره، وشقيقه الناشط ميشيل صبره، على خلفية نشاطهم ومشاركتهم في حملة التظاهرات التي شهدنها مدينة قطنا، في سياق دعمها ومؤازرتها لانتفاضة الشعب السوري المباركة  .

ويأتي استهداف الرفيق جورج من قبل أجهزة السلطة، بسبب الدور السياسي والوطني الذي ما فتئ يؤديه على الساحة الوطنية والسياسية،     منذ الأيام الأولى لاندلاع انتفاضة الشعب السوري السلمية، حيث أعلن الحزب دعمها بكل الأشكال الممكنة، داعياً    للانخراط في مختلف نشاطاتها، حيث كان للرفيق دوراً بارزاً في إطار دفاعه المتواصل عن قيم ومبادئ وأهداف ثورة الشباب السوري، المطالبة بالحرية والكرامة للشعب والداعية للتمسك بالوحدة الوطنية في مواجهة نظام تسلطي، قائم على الاستبداد والفساد. وكذلك بسبب نشاطاته ولقاءاته الواسعة مع مختلف قوى الحراك الشعبي والشبابي، وخصوصاً في مدينة قطنا، وكذلك إطلالاته الإعلامية والسياسية المتواترة، والتي عبّر  من خلالها عن تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية.

إن حملات الاعتقال اليومية والمتواصلة، والتي شملت البلاد من أقصاها إلى أقصاها ، تندرج في سياق الأزمة الخانقة التي تتخبط فيها السلطة، والتي بدأت تظهر تجلياتها بوضوح في مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وفي خيارها الأمني والعسكري، وحملاتها الإعلامية التي تعتمد التحريض والفتنة وتشويه الحقائق، و في توريط الجيش في مواجهات دامية، الأمر الذي يعرض وحدته للخطر، ويبعده عن أداء دوره في الدفاع عن الوطن وحماية الشعب، كما تتحمل السلطة مسؤوليتها الكاملة عن اتساع ظاهرة النزوح والهجرة التي خلقت أزمة اجتماعية وإنسانية، ناهيك عن الأزمات الأخرى السياسية التي سببها النظام على مدى سنوات حكمه الطويلة.

لقد أصبحت مفرزات الحل الأمني وتداعياته، أنشوطة تتزايد وطأتها في تشديد الخناق على النظام، وعلى فرص خروجه من المأزق الذي وصل إليه، مما دفعه لامتطاء لعبة التحريض الطائفي، واللعب على حافة الحرب الأهلية، متوهماً أنها ستشكل له طوق نجاة.

إن حزبنا إذ يشجب ويستنكر اعتقال رفيقنا، والألوف من المعتقلين على خلفية هذه الثورة يطالب السلطة إطلاق سراحهم جميعاً، ويحملها مسؤولية تعريضه لأي أذىً جسدي أو نفسي، ويناشد جميع القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية والسياسية، رفع الصوت عالياً تضامناً مع جميع معتقلي الرأي، وكذلك عن المتظاهرين السلميين ونشطاءالحراك الاحتجاجي، كما يطالب الهيئات والمنظمات الحقوقية، الوطنية والدولية، إبداء كل أشكال التضامن مع معتقلينا ومع قضية الشعب السوري عموماً، وتصعيد حملة الضغط على السلطة لوقف القمع والقتل وسفك الدماء.

 المجد والخلود لشهداء الثورة السورية الأبرار

الحرية لمعتقلي الرأي، وجميع معتقلي الثورة الأبطال.

النصر لثورة شعبنا السوري.

دمشق في 21\7\2011

                                                      اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى