صفحات الحوار

حسين العودات: النظام الحاكم لن يقبل بالمبادرة العربية او حتى تعديلها


عقد الوفد الوزاري العربي الذي زار دمشق اليوم لقاءا مغلقا مع الرئيس السوري بشار الاسد, وناقش معه المبادرة العربية التي تسعى حل الأزمة التي تمر بها سوريا منذ قرابة ثمانية اشهر, وأعلن رئيس الوفد العربي وزير خارجية دولة قطر” ان اللقاء مع الرئيس الاسد كان طويلا وصريحا, وهناك نقاط اتفق عليها, وأخرى تحتاج الى نقاش” ويتشكل الوفد العربي الوزاري من وزراء خارجية الجزائر والسودان وسلطنة عمان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وأوكلت الجامعة العربية مهمة الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة أعمال العنف والاقتتال، ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين النظام وأطراف المعارضة, لتنفيذ الإصلاحات السياسية. من جانبها رحبت هيئة التنسيق الوطنية بمساعي الجامعة العربية وبرعايتها لمحاولة أيجاد مخارج للازمة الوطنية السورية. وترحيبها باعتبارها الممثل الرئيسي للمعارضة الوطنية الديمقراطية في الداخل, وترى الهيئة ان استمرار الحل الأمني الذي يمارسه النظام منذ ما يزيد عن سبعة اشهر, يشكل المانع الأساسي أمام اي حل سياسي.

وعن زيارة الوفد الوزاري العربي وموقف هيئة التنسيق الوطنية من المبادرة العربية, أجرت نشرة كلنا شركاء اللقاء التالي مع عضو المكتب التنفيذي للهيئة, المعارض حسين العودات:

أجرى اللقاء كمال شيخو_ كلنا شركاء

كلنا شركاء: التقى الرئيس السوري بشار الاسد اليوم في دمشق, الوفد الوزاري الذي طرح على النظام السوري المبادرة العربية المطالبة “بالوقف الفوري والشامل لأعمال العنف والقتل، ووضع حد للمظاهر المسلحة, والتخلي عن المعالجة الأمنية تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا والانجراف نحو اندلاع صراع بين مكونات الشعب السوري وحفاظا على السلم الأهلي” هل تعتقد ان النظام السوري سيقبل بالمبادرة او انه سيطلب تعديلها او رفضها؟

العودات: النظام السوري الحاكم لن يقبل المبادرة العربية او حتى تعديلها, لان مقدمة المبادرة تطالب بوقف الحل الأمني وسحب الجيش والإفراج عن المعتقلين, لذلك لا يمكن ان يوافق على مثل هكذا مقدمات, فمنذ اليوم الأول من طرح المبادرة العربية, تحدث النظام عن عقد الحوار انه سيكون في دمشق او في القاهرة, اي انه تعامل مع المبادرة في هذه النقطة فقط ومن نهايتها, دون التعرض للمقدمات التي تهيئ المناخ لعقد هكذا اجتماع, وبتقديري ان النظام لن يقبل بهذه المبادرة ولن تستطيع الجامعة تعديلها لتتناسب مع شروط النظام لأجراء اي حوار مع المعارضة والخروج من الأزمة الراهنة.

كلنا شركاء: رحبت هيئة التنسيق الوطنية بمساعي الجامعة العربية وبرعايتها لمحاولة أيجاد مخرج للازمة السورية. كما رحبت الهيئة بزيارة الوفد الوزاري الذي يزور دمشق اليوم, وأبدت رغبتها باللقاء معه وعرض وجهات نظرها حول سبل معالجة الخروج من الأزمة الراهنة التي تشهدها سوريا منذ قرابة ثمانية اشهر. هل حدث اتصال بينكم وبين الوفد الوزاري وإمكانية عقد لقاء بينكم وبين الوفد الوزاري في دمشق؟

العودات: حاولنا الاتصال بالوفد الوزاري دون اي جدوى, وهو لم يتصل بنا, والوفد لم يبلغنا نيته في عقد لقاء مع الهيئة اليوم او لاحقا, ولكن اعددنا مذكرة نوضح فيه موقف الهيئة من المبادرة العربية, سنرسلها لهم بشكل رسمي, وعلمنا ان الوفد سيلتقي بالرئيس وسيعود فور انتهاء هذا اللقاء.

كلنا شركاء: المبادرة العربية تضمنت” إجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية وأطراف المعارضة بجميع أطيافها، للبدء في عقد مؤتمر لحوار وطني شامل بمقر الجامعة العربية وتحت رعايتها خلال 15 يوما” ما موقف هيئة التنسيق من عقد هكذا حوار تحت مظلة الجامعة العربية؟

العودات: هيئة التنسيق لا تقبل اي حوار دون مقدمات او خلق مناخ له, يبدأ بالوقف الفوري لأعمال العنف وسحب الجيش والقوات الأمنية, والسماح بالتظاهر السلمي, والإفراج عن المعتقلين السياسيين, مع إجراءات أخرى لابد منها قبلل الحديث عن اي حوار, وعندما يباشر النظام بخلق هذا المناخ الايجابي الملائم, ويطمئن جميع الأطراف ويعيد الثقة, للانتقال بعدها الى مرحلة لاحقة. بعد ذلك يمكن البحث في هذه المرحلة القادمة, ماذا نريد منها؛ وما تصورنا لها, وكيف ستكون شكل المرحلة الانتقالية وما مدتها ومن يقودها؛ وما هي صلاحياتها, هذه المرحلة وأشكالها هي التي سنتحاور بها مع النظام. ولكن المشكلة الآن ان النظام يخوض في الحوار دون ان يتحاور, لأنه يمتنع عن إيقاف العنف ولا يسمح للتظاهر ولا يفرج عن المعتقلين, ويطلب من المعارضة الحوار معها, ولا ادري على ماذا سنتحاور, اذ ان النظام يدعي انه أصدر مجموعة مراسيم خاصة بالانتخابات والتعددية السياسية واقر قانون أعلام جديد, وشكل مؤخرا لجنة لتعديل الدستور, اذا على ماذا سنتحاور!!

كلنا شركاء: أعلن الرئيس السوري بشار الاسد انه سيترأس مؤتمر الحوار الوطني, الذي بدأت اللجنة التحضيرية بإرسال الدعوات الى الجهات المشاركة. هل وصلتكم دعوة لحضور هذا المؤتمر, وما موقف الهيئة منه؟

العودات: التقت بنا أكثر من مرة ما تسمى لجنة الحوار, بهدف دعوتنا للحوار, ورفضنا حضور اي مؤتمر او حوار رسمي, وقلنا لهم لا حوار بدون مقدمات تخلف بيئة ومناخ لعقد هكذا اجتماع, وهذا الحوار سيكون بين أهل البيت الواحد, لا أكثر ولا اقل. واسأل اذا كان هناك جدية من قبل النظام لهذا الحوار, فلماذا لم ينفذ توصيات ومقررات اللقاء التشاوري الأول الذي عقد في العاشر من شهر تموز الماضي وفي دمشق, حيث انه اتخذ 18 توصية, لم ينفذ النظام أية توصية او قرار, وكان لقاءا محليا وترأسه نائب ريس الجمهورية. فأي حوار يتحدث عنه النظام, ولماذا سيعقد وما هو هدفه ومن هم المشاركون, وهل سيبحث هذا المؤتمر قضايا مركزية ام قضايا مطلبيه؟

كلنا شركاء: كشفت مصادر مطلعة عن تقدم الحوارات بينكم وبين المجلس الوطني, وأكدت انه خلال فترة قريبة سيتم الإعلان عن صيغة توافقية بين الطرفين الرئيسيين اللذان يمثلان المعارضة السورية, ما صحة هذه المعلومات؟

العودات: بدأت الاتصالات بالفعل بيننا, ولكن لم تحقق نتائج كافية للإعلان عنها, ولم تحقق نتائج ايجابية بعد, وكل ما في الأمر ان الاتصالات قد بدأت, ولكن هناك صعوبات من طرف المجلس الوطني لوجود أكثر من رأي في اتخاذ قرار حول مشاركتنا. نحن في هيئة التنسيق نصر ونعمد على أيجاد صيغة توافقية وخلق آلية تنسيق بين الطرفين.

كلنا شركاء: الرؤية السياسية لكل طرف سواء هيئة التنسيق او المجلس الوطني مختلفتان ولا يوجد أوجه تقارب بينكم, هل تعتقد ان هناك لدى الطرفين نية استعداد لتقديم التنازلات لتقريب وجهات النظر وانجاز صيغة توافقية؟

أظن ان الخلاف ليس خلافا جذريا, وأسال أين هو الخلاف؟! لان واقع الحال يشير الى ان خلافتنا تتمحور حول بعض الاتهامات التي ليس لها أية صحة, كادعاء البعض ان هيئة التنسيق لم تطالب بإسقاط النظام, وهذا غير صحيح؛ لأننا دعونا في بياننا الختامي الى إسقاط النظام الاستبدادي الأمني الفاسد بشكل واضح وصريح. وانا اعتقد ان هناك مشاكل في المجلس الوطني تعيق انجاز هذا الاتفاق, وهي التي تتعكز على ظنون واتهامات وأوهام بان هيئة التنسيق الوجه الآخر للنظام وتنسق مع السلطة, وواقع الحال غير ذلك أكيد, ونحن لا نعطي اي أهمية لمثل هذه الادعاءات, ونحن نعلن موقفنا بشكل مباشر في جميع البيانات التي تصدرها الهيئة. وبرأيي ان الاتفاق بين هيئة التنسيق والمجلس الوطني لابد من انجازه, وما حدث انه قبل الإعلان عن المجلس كانت هناك نقاشات متقدمة بين جميع الأطراف الرئيسية الثلاث المعارضة عقدت في الدوحة وأعلن وقتها عن اتفاق مبدئي, الا أنها لم تكلل بالإعلان عن الاتفاق النهائي وانتكست تلك المبادرة, والآن هيئة التنسيق متمسكة بالوصول الى هذا الهدف, وإيجاد تنسيق او صيغة موحدة سواء في التوجه العام او بالاتفاق على برنامج مشترك بيننا.

نص المبادرة العربية:

1- التأكيد مجددا على الموقف العربي المطالب بالوقف الفوري والشامل لأعمال العنف والقتل، ووضع حد للمظاهر المسلحة والتخلي عن المعالجة الأمنية تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا والانجراف نحو اندلاع صراع بين مكونات الشعب السوري وحفاظا على السلم الأهلي والحفاظ على المدنيين ووحدة نسيج المجتمع السوري.

2- تشكيل لجنة عربية وزارية برئاسة وزير خارجية دولة قطر وعضوية كل من وزراء خارجية الجزائر والسودان وسلطنة عمان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية, تكون مهمتها الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة أعمال العنف والاقتتال، ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية وأطراف المعارضة لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري.

3- إجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية وأطراف المعارضة بجميع أطيافها، للبدء في عقد مؤتمر لحوار وطني شامل بمقر الجامعة العربية وتحت رعايتها خلال 15 يوما، اعتبارا من تاريخ صدور هذا القرار من أجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري والتغير المنشود.

4- قيام اللجنة العربية الوزارية المعنية بتقديم تقرير إلى المجلس في أقرب وقت ممكن يتضمن تقييما دقيقا للوضع في سوريا، واقتراح خطوات التحرك المطلوب لاحقا، بما في ذلك ما يلزم لضمان أمن الشعب السوري، وإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف والتطورات.

كلنا شركاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى