صفحات المستقبل

حقناً للدماء … جمّدوا و دوّلوا


يعترينا ارتباك ونحن نتابع تحركات اللجنة العربية الخاصة بسوريا , فبعد رفض المبادرة التي حملها نبيل العربي ذات النقاط الأربع عشرة الشهر الماضي , تمت الدعوة لاجتماع الجامعة مجددا بناء على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي لتبني مبادرة جديدة ,وكديدن النظام السوري , فالانكار والمكابرة والصلف الفارغ تجسدت بالرفض الفوري ( وإن قيل على لسان مندوبه تحفظاً على الشكل والمضمون ) وما يدعو للاستغراب هو القبول لاحقاً بزيارة اللجنة لدمشق والتي تم تقديمها بوسائل اعلام النظام بأنه تلقى تطمينات وضمانات من بعض الدول ( الجزائر , عمان , الامارات ) بأن المبادرة ستكون على مزاجه .

هنا يجب التفكير ملياً هل تم قبول هذه المبادرة من ناحية المبدأ بعد اعتقال القذافي وتصفيته بتلك الطريقة المهينة ومالذلك من تداعيات على الوضع السوري ؟ أم أن الأسد ارتأى أن يحذو حذو صديقه اليمني في مهاتراته وجولاته مع المبادرة اليمنية , وتقمصه دور السياسي المحنك الذي يغدو على رأي ويمسي على آخر ؟وبذلك تدفن المبادرة قبل أن تولد .

المتبصّر بتصريح الأسد لصحيفة الديلي تلغراف وكذلك لقناة روسيا المليء بالتهديد والوعيد , يستطيع أن يستشف بأن هنالك أمر ما لم يقل على لسان وزير خارجية قطر الذي تكلم بديبلوماسية جامدة اثر زيارته لدمشق وكذلك تصريحه لاحقاً رداً على كلام الأسد بأن المنطقة كلها في عين العاصفة والحل يكون بالاصلاح لا باللف والدوران والاحتيال ! وتأكيده أيضاً على أهمية العمل بأي اتفاق لا التركيز على الاتفاق نفسه , غمزاً منه لما عرف عن النظام السوري من كذب وتدليس .

وما مغادرة الوفد السوري للدوحة بدون تقديم رده على ورقة العمل المطروحة بالأمس إلا فصل جديد من فصول تخبط النظام وغبائه , وبما أن اللجنة ستنقل فحوى لقاءاتها ومبادرتها الى مجلس الجامعة يوم الأربعاء القادم فإننا نأمل بأن يكون الرد الحاسم بتجميد عضوية النظام السوري واتباعه بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري ومن ثم إخراج القضية من أروقة الجامعة العربية لتضع العالم أمام مسؤولياته وهنا سيعلم الأسد بأن ما فات لا يمكن العودة اليه وهذا جل مانرجو .

http://the-syrian.com/archives/50809

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى