أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 15 تشرين الثاني، 2012


محادثات لافروف تؤكد استمرار الخلاف مع دول الخليج

الرياض – عبد العزيز العطر وأبكر الشريف

دمشق، بيروت، انقرة – ا ف ب، رويترز – أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات أمس في الرياض مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي تركزت على البحث في أوضاع سورية، على رغم أن الوضع السوري لم يكن ضمن بنود الاجتماع حين تم الاتفاق على عقده بين الجانبين قبل نحو شهرين.

وبدأ لافروف محادثاته في الرياض باجتماع استغرق أكثر من ساعة مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، ولم يدل أي منهما بتصريحات بعد انتهاء محادثاتهما. وقالت مصادر لـ «الحياة» إن السعودية شددت على موقفها الداعي إلى وقف النزاع والقتل في سورية. ورجحت أن يكون حوار لافروف – الفيصل تطرق إلى اتفاق الدوحة الذي أسفر عن توحيد غالبية فصائل المعارضة السورية، من خلال الائتلاف الوطني السوري الذي رحبت به القوى الغربية الكبرى ودول مجلس التعاون وجامعة الدول العربية. وقال رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ان الاجتماع مع لافروف اكد استمرار الخلافات بين روسيا ودول الخليج بشأن الازمة السورية. وجدد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة موقف دول مجلس التعاون بأن بشار الأسد فقد شرعيته بسبب ممارسات القتل بحق أفراد شعبه.

واكد لافروف في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع وزراء مجلس التعاون على ضرورة تسوية الازمة السورية عبر الحوار وتوفير الفرصة لمرحلة انتقالية حسب ما تم الاتفاق عليه في جنيف في آخر تموز (يوليو) الماضي. وقال انه لا توجد حاجة الى قرار جديد من مجلس الامن لأن بيان جنيف يكفي. كما دعا الى وقف اعمال العنف وقال ان الانتهاكات تحصل من الجانبين والاولوية هي لسفك الدماء. وطالب كل الاطراف بالسعي الى وقف النار. وذكر ان ربط حل الازمة برحيل الاسد يعني ان سفك الدماء سيستمر.

واستبق وزراء الخارجية الخليجيون لقاءهم لافروف باجتماع تنسيقي استغرق نحو نصف ساعة. وتجمع مواقف الدول الست على ضرورة بذل كل جهد ممكن لوقف إراقة الدماء في سورية، وتخفيف المآسي التي يعيشها الشعب السوري، وتعزيز المساعدات التي تستهدف اللاجئين والنازحين السوريين.

واستبعدت المصادر التي تحدثت إليها «الحياة» أمس أن يكون لافروف ألمح إلى أي مرونة محتملة في الموقف الروسي الذي تعتقد القوى الغربية ودول الخليج العربية أن مؤازرته لنظام بشار الأسد هي التي تحول دون نجاح الثورة السورية، وتطيل أمد الاقتتال وتزيد حجم الدمار في سورية.

واستبقت وزارة الخارجية الروسية اجتماع الرياض بالإعلان عن أن لافروف سيبحث مع نظرائه الخليجيين القضايا كافة، خصوصاً الأزمة السورية وضمان أمن الخليج. ورجحت مصادر أن يكون لافروف سعى إلى إقناع السعودية بالسماح بمشاركة إيران في المساعي المبذولة لإنهاء النزاع السوري.

وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف انتقد امس في حديث مع صحيفة فنلدية المواقف «المنحازة» التي تتخذها دول تدعم المعارضة السورية. وقال «اننا لا ندعم احدا في هذا النزاع، لا الرئيس الاسد ولا المتمردين، خلافا لما يظنه الناس عموما لكن مع الاسف، وجهة نظر بعض الدول منحازة: بعضها يقول يجب ان يرحل الاسد فورا والبعض الاخر يريد ارسال اسلحة، وهذا خطأ حسب رايي».

ميدانياً اتسع امس نطاق المعارك الدائرة عند الحدود السورية مع كل من تركيا واسرئيل. وبدا ان قوات المعارضة تتقدم في هذه المناطق. فقد سيطرت على مدينة رأس العين في محافظة الحسكة التي تعرضت لقصف جوي مكثف في محاولة لاخراج المعارضين منها. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 18 عنصرا على الاقل من قوات النظام قتلوا امس في الاشتباكات مع مقاتلي المعارضة في محيط تجمع اصفر نجار العسكري وقال ان المقاتلين سيطروا «في شكل كامل» على هذا التجمع القريب من مدينة رأس العين.

من جهة اخرى اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك خلال جولة قام بها امس في مرتفعات الجولان المحتلة ان «معظم القرى عند سفح الهضبة اصبحت تقريباً بكاملها في يد الثوار» واضاف انه يبدو ان فاعلية الجيش السوري في هذه المناطق تتقلص بشكل متواصل. ووصف باراك سيطرة الرئيس السوري على الوضع في بلاده بانها تتعرض لـ «تفكك مؤلم». واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي رافق باراك في الجولة ان اسرائيل تواجه «تحديا» جديدا في سورية لوجود «قوى تابعة للجهاد العالمي» معادية لها، واكد نتانياهو ان «النظام السوري يتفكك الى قوى جديدة وعناصر اكثر تطرفا ضد اسرائيل تابعة للجهاد العالمي باتت تترسخ على الارض، ونحن نستعد للتعامل مع ذلك».

وعلى الحدود التركية سمع مراسلون امس اصوات الطائرات الحربية تحلق داخل الاراضي التركية وذلك بعد وقت قصير من قصف طائرة سورية لرأس العين التي تقع بجوار بلدة جيلان بينار التركية. وكانت طائرة حربية سورية حلقت على الحدود ووجهت ضربتين قبل أن تعود وتقصف مرة أخرى مما أدى إلى اهتزاز المباني على الجانب التركي من الحدود وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وأعاد الهجوم مجددا الحرب الى جوار الأراضي التركية ومثل اختبارا لتعهد انقرة بالدفاع عن نفسها في مواجهة أي امتداد للعنف من سورية.

وهدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأن حكومته لن تتردد في «الرد بصورة أشد» على الحدود. وترأس امس اجتماعا مع وزيري الخارجية والدفاع وقائد الأركان العامة لكن لم ترد تفاصيل عما جرى في الاجتماع. غير ان وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ اكد ان الجيش التركي مستعد للرد على اي انتهاك لمجاله الجوي من قبل طائرات النظام السوري.

وتجري أنقرة الان محادثات مع حلفائها في حلف شمال الاطلسي في شأن إمكانية نشر صواريخ أرض – جو على الحدود فيما قد يعتبر مقدمة لاقامة منطقة عازلة. وقال مسؤول أمني تركي لوكالة «رويترز» إنه تم اول امس اخلاء ثلاث قرى تركية على بعد نحو 140 كيلومترا إلى الغرب «لدواع أمنية».

وتترافق التطورات الامنية مع تزايد التأييد الذي يحصل عليه «الائتلاف الوطني للثورة والمعارضة السورية» من جانب القوى الغربية، فبعد اعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعتراف بلاده بالائتلاف «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري» رحبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بائتلاف المعارضة واعتبرته خطوة مهمة ستساعد واشنطن على توجيه مساعداتها وقالت انه يعد اختراقاً كبيراً سيساعد المجتمع الدولي على تحسين توجيه مساعدته لمن هم اكثر حاجة إليها».

وينوي الائتلاف الجديد للمعارضة نقل مقره الدائم الى القاهرة بعدما كان مقر «المجلس الوطني» في اسطنبول. وأكد العضو في الائتلاف وليد البني إن محادثات تجري مع الحكومة المصرية لوضع الترتيبات النهائية بشأن المقر الجديد.

وردت الحكومة السورية امس على اعلان الائتلاف الجديد للمعارضة ووصفه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد بانه «اعلان حرب» وقال ان المعارضين «لا يريدون حل المسألة سلميا»، في حين يدعو النظام «الى حوار وطني مع كل من يريد الحل السلمي». ووصف المقداد الاعتراف الفرنسي بالمعارضة بانه «موقف غير اخلاقي لانه يسمح بقتل السوريين. الفرنسيون يدعمون قتلة وارهابيين، ويشجعون على تدمير سورية».

                      أوباما مستعدّ للتحدّث مع الائتلاف السوري

واستمرار الخلاف بين روسيا ودول الخليج

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

صرّح الرئيس الاميركي باراك اوباما في مؤتمره الصحافي الاول منذ إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية في 6 تشرين الثاني الجاري، انه تشجع باتفاق المعارضة السورية على انشاء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في اجتماع بالدوحة الاحد.

وقال انه سيتحدث مع الائتلاف باعتباره “ممثلاً شرعياً” للشعب السوري، لكنه غير مستعد للاعتراف به حكومة في المنفى. واضاف انه يشاطر اسرائيل قلقها من نقل أسلحة كيميائية في سوريا خلال القتال والاضطرابات الحالية هناك.

وفي الرياض، انعقدت الجلسة الثانية للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا على المستوى الوزاري، في حضور وزراء خارجية الخليج ونظيرهم الروسي سيرغي لافروف، والذى  سيطرت على جدول اعماله تطورات الازمة السورية.

وسبق اجتماع الوزراء لقاء ثنائي جمع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ولافروف.

وفي نهاية الاجتماع صرّح رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية  الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بأن روسيا ودول الخليج العربية لا تزال مختلفة على سبل إنهاء الصراع في سوريا.

اما لافروف، فندد بالعنف في سوريا ووصفه بأنه “مشين”. وقال ان معارضي الرئيس بشار الاسد في حاجة الى ضم المعارضة داخل سوريا الى صفوفهم.

ومع استمرار الغارات الجوية السورية على مناطق مجاورة للحدود التركية، حذر وزير الدفاع عصمت يلماظ النظام السوري من انتهاك المجال الجوي لتركيا.

واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل تواجه “تحديا” جديدا في سوريا لوجود “قوى تابعة للجهاد العالمي” معادية لاسرائيل في هذا البلد، وذلك بعد التوتر غير المسبوق الذي شهده خط فك الاشتباك في هضبة الجولان المحتلة على هامش التطورات في سوريا.

دمشق تعتبر اجتماع المعارضة في الدوحة “إعلان حرب

الائتلاف الوطني يتخذ القاهرة مقراً دائماً للتخطيط

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

نددت دمشق باجتماع المعارضة السورية في الدوحة، واصفة إياه بأنه “اعلان حرب” على نظام الرئيس بشار الاسد، كما وصفت اعتراف فرنسا بالائتلاف الموحد الذي انبثق من هذا الاجتماع، بأنه أمر “غير أخلاقي”. واستمرت الاشتباكات واعمال القصف في الاحياء الجنوبية لدمشق.

صرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد :”قرأنا اتفاق الدوحة (الذي توصلت اليه المعارضة) الذي يتضمن رفضاً لاي حوار مع الحكومة”، معتبراً ان هذا الاجتماع “هو اعلان حرب”. وقال: “لا يريد هؤلاء (المعارضون) حل المسألة سلمياً”، مضيفا ان النظام يدعو “الى حوار وطني مع كل من يريد الحل السلمي”، وهو مستعد “للحوار مع المعارضة السورية التي تكون قيادتها في سوريا، وليست بقيادة الخارج او صنيعة منه”.

وصدر هذا الموقف بعد توقيع المعارضة الاحد اتفاقا نهائيا لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي التزم “عدم الدخول في أي حوار أو مفاوضات مع النظام”، في ختام اجتماع موسع في الدوحة.

وفي تعليق أول على اعتراف اطراف عدة أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري، رأى المقداد ان الاعتراف الفرنسي “موقف غير اخلاقي لانه يسمح بقتل السوريين. هم (الفرنسيون) يدعمون قتلة وارهابيين، ويشجعون على تدمير سوريا”. وفي اوستراليا، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان بلادها “ستقدم 30 مليون دولار اضافية كمساعدة انسانية لتوفير الغذاء للذين يعانون الجوع في سوريا واللاجئين الذين فروا الى تركيا والاردن ولبنان والعراق”. وتستضيف هذه الدول مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين هربوا من العنف في بلادهم، وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عددهم الى نحو 700 ألف في نهاية السنة الجارية. وأعرب الاردن عن عزمه على انشاء مخيم ثالث للاجئين السوريين في شمال المملكة.

وأفاد مسؤول رسمي ياباني ان اجتماع “اصدقاء الشعب السوري” الذي تأمل اليابان في ان تشارك فيه نحو 60 دولة، بينها دول في جنوب شرق آسيا، سيعقد في 30 تشرين الثاني الجاري في طوكيو.

القاهرة مقر المعارضة

وفي القاهرة، قال مسؤولون في “الائتلاف الوطني” السوري ان هذا الائتلاف سيتخذ العاصمة المصرية مقرا له مع سعيه الى الحصول على اعتراف الدول الأجنبية به حكومة شرعية لسوريا.

وقال مساعد لرئيس الائتلاف معاذ الخطيب مشترطا عدم ذكر اسمه: “اتخذ قرار بأن تكون القاهرة المقر الدائم الذي يجتمع فيه ائتلاف المعارضة السورية للتخطيط”.

وأكد العضو البارز في الائتلاف عن “المجلس الوطني السوري” وليد البني القرار. وقال إن الائتلاف يجري محادثات مع الحكومة المصرية لوضع الترتيبات النهائية المتعلقة بالمقر الجديد.

 الوضع الميداني

في غضون ذلك، قتل 18 رجلا من القوات النظامية على الاقل في اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط تجمع عسكرية بالقرب من مدينة رأس العين التي سيطر عليها المقاتلون الجمعة.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان المقاتلين سيطروا على تجمع اصفر نجار الواقع جنوب غرب رأس العين، وأن ثلاثة مقاتلين قتلوا وفرّ من تبقى من القوات النظامية التي استقدمت تعزيزات الثلثاء الى محيط البلدة.

وأشار المرصد الى شن الطائرات الحربية غارات جوية على رأس العين، وعلى تجمعات للمقاتلين في تل حلف واصفر نجار.

ودارت اشتباكات عنيفة في حيي التضامن والحجر الاسود، ترافقت مع سقوط قذائف على الاحياء الجنوبية من دمشق.

وأوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “ارهابيين استهدفوا اليوم (أمس) بقذائف هاون منازل المواطنين في المنطقة الواقعة خلف الجامع الاموي بدمشق وضاحية الاسد السكنية، مما أدى الى وقوع أضرار مادية في الابنية السكنية”. كذلك شنت الطائرات الحربية غارات على مناطق عدة، منها مدينة حرستا في ريف دمشق، ومدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد ، ودير الزور في الشرق. وفي حلب التي تشهد معارك يومية منذ نحو اربعة اشهر، نقل مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” عن مصدر عسكري ان المقاتلين سيطروا على مستشفى الكندي وعلى حاجز عسكري هو الاخير للقوات النظامية في شمال المدينة. وقال ان المقاتلين “شنوا الساعة 3,00 فجر اليوم (1,00 بتوقيت غرينيتش) هجوما شاملا على الحاجز العسكري مقابل مستشفى الكندي”، وأنهم “نجحوا في السيطرة على الحاجز والمستشفى”. وقالت طالبة تبلغ من العمر 25 سنة تقيم في الجوار: “ذقت ليلة من العمر أحسست بأنها الأخيرة. كان المنظر مروعا، وصوت الرصاص لم يتوقف مدى ساعة ونصف ساعة”. واضافت ان “المسلحين أمطروا الحاجز والمشفى حيث جيش (نظامي) بأكثر من 20 قذيفة هاون. كنا نصلي كي يبزغ الفجر وتتوقف الاشتباكات لنرحل عن منزلنا. لم نصدق أننا سنظل أحياء حتى الصباح”. وأدت أعمال العنف الى مقتل 48 شخصا، استنادا الى المرصد الذي أحصى سقوط اكثر من 37 الف قتيل في النزاع المستمر منذ نحو 20 شهرا.

المقــداد ينتقــد اعتــراف فرنســا بـ«الائتــلاف»:

الجامعــة العربيــة قــوة تنافــر بيــن العــرب

اعتبرت دمشق، أمس، أن اجتماع المعارضة السورية في الدوحة قبل أيام هو «إعلان حرب»، وان اعتراف فرنسا «بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» موقف «غير أخلاقي».

وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، لوكالة «فرانس برس»: «قرأنا اتفاق الدوحة (الذي توصلت إليه المعارضة) الذي يتضمن رفضا لأي حوار مع الحكومة»، معتبرا أن هذا الاجتماع «هو إعلان حرب». وكان «الائتلاف» التزم «بعدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام»، داعيا إلى تفكيك الأجهزة الأمنية السورية.

وأضاف المقداد: «لا يريد هؤلاء (المعارضون) حل المسألة سلميا»، في حين يدعو النظام «إلى حوار وطني مع كل من يريد الحل السلمي». وأبدى استعداد النظام «للحوار مع المعارضة السورية التي تكون قيادتها في سوريا، وليست بقيادة الخارج أو صنيعة منه».

وانتقد المقداد موقف دول مجلس التعاون الخليجي من الائتلاف، واعتبارها اياه «ممثلا شرعيا للشعب السوري». وقال: «لا اريد ان اضخم دور دول الخليج لاننا نعرف انها لا تبدي الموقف نفسه. ثمة صيغ تفرض على كل الاعضاء آخذين في الاعتبار الموقف الصعب لبعضها، والتي لا تريد الدخول في مواجهة مع قطر والسعودية».

وشكك نائب وزير الخارجية السوري في الاحتضان الدولي لـ«الائتلاف» لان «الكثير من الدول الاعضاء في مجموعة اصدقاء سوريا، والتي هي في الواقع (مجموعة) لاعداء لسوريا، تقول لنا انها ارغمت على المشاركة. لكن لا اعتقد ان الامر سينعكس على الاعتراف. ستأخذ هذه الدول بعض الوقت للتفكير». وانتقد جامعة الدول العربية التي «فقدت هويتها وصدقيتها. يأتي وزير خارجية (قطر) ويسحب من جيبه ورقة ويقول لنظرائه هذا هو القرار والكل يتبناه»، معتبرا ان الجامعة «لم تعد مقرا لتطوير سياسة لتوحيد جهود العرب. اصبحت هذه الجامعة قوة تنافر بين العرب».

واعترفت الولايات المتحدة وفرنسا بـ«الائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري». ورأى المقداد ان الاعتراف الفرنسي هو «موقف غير أخلاقي لأنه يسمح بقتل السوريين. هم (الفرنسيون) يدعمون قتلة وإرهابيين، ويشجعون على تدمير سوريا».

واعتبر ان هذه الخطوة «خطأ كبير»، وهي على «تعارض مع التاريخ الفرنسي في العلاقات الدولية. لا يمكنني أن افهم طريقة اتخاذ القيادتين الحالية والسابقة موقفا متعجرفا كهذا». وأضاف: «اعتقد أن أمل الناس حول العالم سيخيب جراء هذا الموقف». واعتبر أن موقف باريس في الأزمة السورية يعود إلى «تاريخها الاستعماري»، واعتقاد القيادة الفرنسية الجديدة أن هذا التاريخ «سيعود مجددا».

ودان المقداد إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن مسألة تسليم أسلحة إلى المقاتلين ستطرح من جديد، معتبرا أن هذا الموقف «غير مقبول». وقال إن «فرنسا تقدم الآن مساعدة تقنية ومالية لقتل الناس»، مضيفا «هم (الفرنسيون) مسؤولون عن قتل الآلاف من السوريين عبر تقديم مساعدة مماثلة إلى المجموعات الإرهابية». ودعا فرنسا إلى «ترك الشرق الأوسط وشأنه، وعدم لعب لعبة مماثلة»، مشيرا إلى أن «دعم الإرهاب يخالف القانون الدولي، وان التدخل الفرنسي السافر في الشؤون السورية الداخلية يخالف ميثاق الأمم المتحدة».

وكان المقداد قال، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثت أمس، إن «سوريا ستدافع عن نفسها في حال تعرضها إلى أي اعتداء، مضيفا أن «نزهة البريطانيين والفرنسيين وغيرهم لن تكون ممتعة جدا إذا حاولوا الاعتداء على بلد عربي آخر، خاصة أن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه مثل هذا التدخل».

وقال المقداد، ردا على سؤال عما إذا كان يتوقع تدخلا عسكريا في سوريا: «كل المؤشرات تعطي الانطباع بان مثل هذا التدخل مستحيل وصعب، لكن نحن أيضا نتعامل مع مسألة معقدة وهناك الكثير من المصالح، وكما قلت مصالح إسرائيل، تترجمها في كثير من الأحيان بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وآخرون، لذلك يجب ألا نستبعد القيام من خلف مجلس الأمن بأعمال كما تم في أماكن أخرى. لكن أنا أثق بأن هذه الدول التي تمر الآن بأزمات اقتصادية وأخلاقية عميقة جداً على المستوى الدولي قد لا تكون قادرة على القيام بذلك».

وحول وعود الحكومة السورية بالرد على أي تدخل عسكري خارجي، حتى بالسلاح الكيميائي، قال المقداد: «نحن أعلنا انه لا يوجد لدينا سلاح كيميائي، وإنا لن نستخدمه حتى في حال وجوده. هذا موقف ثابت. نحن سندافع عن شعبنا بالطرق المشروعة التي كفلها القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

(«السفير»، ا ف ب)

استمرار الغارات على رأس العين

اشتباكات في الجولان ومعرة النعمان

استمرت الغارات على بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا لليوم الثالث على التوالي، حيث حلقت طائرة حربية سورية على الحدود ووجّهت ضربتين قبل أن تعود وتقصف مرة أخرى، مما أدى إلى اهتزاز المباني على الجانب التركي من الحدود وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وفي المقابل، أرسلت تركيا طائرات مقاتلة إلى حدودها مع سوريا، بحسب «رويترز»، في غياب أي تأكيد رسمي من أنقرة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن «18 عنصراً على الاقل من القوات النظامية السورية، قُتلوا في اشتباكات مع مسلّحين في محيط تجمع عسكري في شمال البلاد قرب الحدود مع تركيا». موضحاً ان الاشتباكات ادت ايضاً الى «مقتل ما لا يقل عن ثلاثة مسلّحين واصابة اكثر من عشرة بجروح»، مشيراً الى ان «من تبقى من عناصر القوات النظامية فروا في اتجاه المنطقة الواقعة بين مقبرة رأس العين وأحد روافد نهر الخابور الذي يمر في المنطقة».

في دمشق، انفجرت عبوة ناسفة في محل تجاري في احد أحياء غرب دمشق ما تسبب بحريق وأضرار مادية، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا».

واستهدف مسلّحون بقذائف هاون منازل المواطنين في المنطقة الواقعة خلف الجامع الأموي في دمشق وضاحية الأسد السكنية، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في الأبنية السكنية، بحسب «سانا».

في جنوب دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في حيي التضامن والحجر الاسود بين القوات النظامية ومسلّحين، وتعرّض حي العسالي للقصف.

في ريف دمشق، قضت وحدات من الجيش على مجموعات مسلّحة في الحجيرة وعقربا، وشنت طائرة حربية غارة على حرستا والغوطة الشرقية.

في حلب، داهمت القوات السورية مخابئ لمسلّحي المعارضة في المدينة ودمّرت سيارات واسلحة. وسيطر المسلّحون على مستشفى الكندي وعلى حاجز عسكري هو الاخير للقوات النظامية في شمال المدينة.

في إدلب، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومسلّحين عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان، ترافقت مع قصف مروحي تعرّضت له المدينة، بحسب المرصد.

في القنيطرة، وقعت اشتباكات متقطعة على اطراف قرية رويحينة الواقعة خارج المنطقة المنزوعة السلاح، بين القوات النظامية ومسلّحين، بحسب المرصد.

في دير الزور، اشتبكت وحدة من الجيش مع مسلّحين من «جبهة النصرة» في شارع المؤسسة قرب دوار غسان عبود، وفي حي العرفي وقضت على أعداد منهم، بحسب «سانا».

في البوكمال، استهدفت وحدة من الجيش تجمعاً للمسلّحين وعُرف منهم محمد المطر من مجموعة تُدعى «لواء القعقاع».

في حمص، اشتبكت وحدة من الجيش مع مجموعات مسلّحة في حيي باب هود والخالدية، ونقلت «سانا» عن مصدر في المحافظة قوله إنه «عرف من المسلّحين المقتولين السعوديان وردان الحايلة وخليف أحمد الخالدي والتركي قاسم قندزدار».

في ادلب، فجر مسلّحون عبوتين ناسفتين على طريق إدلب المسطومة وثالثة عند دوار اريحا.

في ريف إدلب، دمرت وحدات من الجيش تجمّعات عدة للمسلّحين في قرى طعوم وفيلون وكفرروحين وزردنا ومعرتمصرين وسرمين وبكفلون وسرجة وحفسرجة، حيث قُضي على مجموعة مسلحة عرف منهم التركي أولاند عمر ومتزعم المجموعة يوسف حاج موسى.

وسطت مجموعة مسلحة على ثلاث شاحنات محملة بنحو 15 طناً من المواد الغذائية والسلع والمواد التموينية والمفروشات والمساعدات الطبية والعلاجية والمساعدات الإنسانية كانت متجهة إلى محافظتي حلب وإدلب.

(رويترز، أ ش ا، أ ف ب، «سانا»)

لا اتفاق بين روسيا ودول الخليج حول سوريا أوباما: ائتلاف المعارضة ليس حكومة منفى

اصطدم الموقفان المتناقضان لكل من روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، حول كيفية التعامل مع الازمة السورية، حيث كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على موقف موسكو القائل بأن الأولوية هي لوقف العنف، وأن المطالبة باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد لا تساعد على وقف العنف، وهو ما يتباين تماما مع السياسة الرسمية التي تبناها مجلس التعاون.

وشن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، هجوما لاذعا على قطر والجامعة العربية وفرنسا، معتبرا أن اجتماع المعارضة السورية في الدوحة قبل أيام هو «إعلان حرب»، فيما رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوحيد صفوف المعارضة، لكنه أكد على انه غير مستعد للاعتراف «بالائتلاف كحكومة في المنفى».

في هذا الوقت، واصلت تركيا «حماية»

المسلحين عبر تهديدها بإسقاط الطائرات والطوافات السورية، التي تقوم بمهاجمة بلدة رأس العين الحدودية، إذا انتهكت الأجواء التركية.

وأكد وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ، إن الجيش التركي مستعد للرد على أي انتهاك لمجاله الجوي من قبل الطائرات السورية. وقال إن «قواعد التدخل التي حددها رئيس الوزراء (رجب طيب اردوغان) مازالت سارية» وذلك ردا على سؤال بشأن القصف الجوي السوري الذي يستهدف منذ ثلاثة ايام المسلحين في مركز رأس العين الحدودي. واضاف «سيتم اتخاذ الرد اللازم ضد اي طائرة او مروحية تنتهك مجالنا الجوي». وذكرت صحيفة «حرييت» إن القرار اتخذ بعد زيادة الطلعات الجوية السورية، وقصفها قرية رأس العين الملاصقة للبلدات والقرى التركية.

لافروف و«التعاون الخليجي»

وقال رئيس الحكومة وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، بعد اجتماع لافروف ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض، «لقد تحدثنا مطولا حول الوضع في سوريا وكيفية إيجاد حل»، مضيفا إن «الجانب الخليجي كانت له وجهة نظر، والروس كانت لهم وجهة نظر أخرى، ولم يصل الجانبان إلى اتفاق في وجهات النظر».

وقال لافروف، الذي التقى نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل على انفراد، إن «إهراق الدم في سوريا مشين والأولوية لوقف العنف». وشدد على «ضرورة العمل مع طرفي النزاع في سوريا من أجل وقف سفك الدماء». وأعلن أن المعارضين في الخارج بحاجة إلى ضم المعارضة داخل سوريا إلى صفوفهم. وحث كل جماعات المعارضة على توحيد الصف وتشكيل فريق للتفاوض مع الحكومة.

وأضاف لافروف أن «روسيا ترى بيان جنيف لمجموعة العمل حول سوريا أساسا كافيا للعمل من أجل حل الأزمة بطريقة سلمية، وأنه لا توجد هناك حاجة لاتخاذ قرار أممي جديد بشأن سوريا». وشدد على «عدم وجود حلول عسكرية للأزمة السورية»، مشيرا إلى أن «تقديم مطالب باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد لن يؤدي إلا إلى استمرار سفك الدماء».

وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف انتقد، في مقابلة مع صحيفة «هلسينغين سانومات» الفنلندية نشرت أمس، المواقف «المنحازة» التي تتخذها دول تدعم المعارضة. وقال «إننا لا ندعم أحدا في هذا النزاع، لا الرئيس (السوري بشار) الأسد ولا المتمردين، خلافا لما يظنه الناس عموما». وأضاف «لكن مع الأسف، وجهة نظر بعض الدول منحازة: بعضها يقول يجب أن يرحل (الأسد) فورا والبعض الآخر (يريد) ارسال أسلحة، وهذا خطأ حسب رأيي».

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مؤتمر صحافي في واشنطن، «أرحب بكون المعارضة السورية أسست مجموعة يمكن أن تكون متجانسة اكثر من السابق، سنتحدث إليهم»، مشيرا الى ان واشنطن يمكن ان تتعامل مع «الائتلاف على انه ممثل شرعي للشعب السوري»، لكنه استدرك «نحن غير مستعدين للاعتراف بهم كحكومة في المنفى، الا اننا نعتقد انها مجموعة تتمتع بصفة تمثيلية». واضاف «نعتبرها بمثابة تمثيل شرعي لطموحات الشعب السوري». وتابع ان «احدى المسائل التي سنواصل التشديد عليها هي التأكد من ان هذه المعارضة تتجه نحو سوريا ديموقراطية ومعتدلة وتشمل» كل المجموعات.

واعلن اوباما ان الولايات المتحدة لا تفكر حاليا بإرسال اسلحة الى المعارضين لانها تتخوف من ان تقع في ايدي متشددين.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد «قرأنا اتفاق الدوحة (الذي توصلت إليه المعارضة) الذي يتضمن رفضا لأي حوار مع الحكومة»، معتبرا أن هذا الاجتماع «هو إعلان حرب». وكان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» التزم «بعدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام»، داعيا إلى تفكيك الأجهزة الأمنية السورية.

وأضاف المقداد «لا يريد هؤلاء (المعارضون) حل المسألة سلميا»، في حين يدعو النظام «إلى حوار وطني مع كل من يريد الحل السلمي».

وانتقد موقف دول مجلس التعاون الخليجي من «الائتلاف»، واعتبارها إياه «ممثلا شرعيا للشعب السوري».  (تفاصيل صفحة 10)

 («السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

باريس ستطلب رفع الحظر الأوروبي على إرسال “أسلحة دفاعية” إلى سوريا

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اليوم، أن بلاده ستطلب من الاتحاد الأوروبي رفع الحظر على إرسال “أسلحة دفاعية” إلى سوريا، وذلك بهدف التمكن من إرسال أسلحة من هذا النوع إلى مقاتلي المعارضة.

وقال فابيوس لإذاعة “ار تي ال”، إنه “في الوقت الحاضر هناك حظر، وبالتالي ليس هناك أي سلاح يتم تسليمه من الجانب الأوروبي. المسألة قد تطرح، ستطرح على الأرجح في ما يتعلق بالساحلة الدفاعية”.

وأضاف أن “هذا الأمر لا يمكننا القيام به إلا بالتنسيق مع الأوروبيين. المسألة ستطرح لأن الائتلاف (السوري المعارض) طلب هذا منا”.

وتابع أن “موقف فرنسا يقوم على عدم تسليح النزاع لكنه من غير المقبول طبعا أن تكون هناك مناطق محررة وان تتعرض لغارات جوية من مقاتلات (الرئيس السوري) بشار (الأسد)”.

وشدد على “مسألة التسليح ستطرح”، من دون تحديد موعد، لكنه لفت إلى أن الأمر سيكون قريبا.

ويعقد فابيوس اليوم، اجتماعا في وزارة الخارجية مع نظرائه الألماني والبولندي والاسباني والايطالي، بالإضافة إلى وزراء الدفاع في هذه الدول. كما أنه من المقرر أن يعقد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مطلع الأسبوع المقبل.

وقال وزير الخارجية الفرنسي “علينا التوصل إلى توازن والأمر ليس سهلا: إذ علينا أن نتفادى الانتقال إلى التسليح من جهة، ومن جهة أخرى الحؤول دون تدمير المناطق المحررة”.

وأضاف “نقوم بمباحثات مع (مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا الأخضر) الإبراهيمي، ومع روسيا لأننا نريد التوصل إلى حل”.

وأشار فابيوس أخيرا، إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، سيستقبل السبت في باريس مسؤولي الائتلاف السوري المعارض الجديد، من بينهم رئيسه الشيخ احمد معاذ الخطيب والرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري جورج صبرا “احد أصدقاء فرنسا”.

(ا ف ب)

انطبـاعـات عـن لحظـة غـزاويـة

حلمي موسى

فجأة ومن دون سابق إشعار تغيرت الصورة. فالهدوء الذي ساد غزة منذ صباح الأمس حتى ما يقرب المساء تبدد دفعة واحدة. الجالسون في المطاعم هبوا على دوي انفجار غير عنيف على وجه الخصوص. شبان تراكضوا هنا وهناك من باب الفضول أو سواه. دقائق قليلة مرت وإذ ببعض السيارات تهرع وصافرات سيارات إسعاف وسيارات مطافئ. مدينة غزة صغيرة والخبر ينتشر فيها بسرعة البرق. ضاع الخبر بين أزيز الرصاص الذي لعلع في أكثر من مكان. شاع الخبر بعد ذلك بقليل، فانتشر الناس كما في يوم قيامة.

كان الخبر صغيراً ولكنه صاعق. اغتيال أحمد الجعبري… لم ينل حتى سماع الخبر لقب الشهيد. فهو في مكان ما بين التصديق والتكذيب. بين الأرض والسماء. هذا ينفي وذاك يؤكد ولا معرفة لأيهما بالحقيقة. ولكن شمس الحقيقة في غزة لا تغيب طويلاً. دقائق قليلة وأحمد الجعبري شهيداً. لا حاجة لبيان ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ولا شأن للناس بما أذاعته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن استهداف الجعبري.

واندفع الناس، ممن يعرفون قيمة الرجل ومعنى الخبر إلى الشوارع. هذا يبحث عن أبنائه وذاك يبحث عن الماء والخبز ومواد دأب الناس على تخزينها لأوقات الطوارئ. أما السيارات فبدت كآلات مجنونة تهرع في كل الطرقات، بعضها يبحث عن محطة وقود للتزود بأكبر قدر ممكن، وبعضها يوصل الناس على عجل إلى مقاصدهم، بيوتاً أو أقارب. وبين هذا وذاك، وكتدبير احترازي، تستعد عائلات للابتعاد عن مناطق مواجهة محتملة وتذهب إلى أماكن أكثر أمناً في غزة العارية أمام السلاح الإسرائيلي إلا من إيمان أهلها.

صار الكل يعلم أنها الحرب قبل أن تبدأ. لا يهم إذا جاءت في يوم هادئ أو مشحون، لكنها جاءت. وقبل أن يكمل الناس استعداداتهم وقضاء حاجاتهم جاء القصف الإسرائيلي عنيفاً على منشآت داخل مناطق سكنية، فارتفعت ألسنة اللهب في مواضع عدة. كثر يرون أن هذه في البداية مجرد مقبلات حربية. رد الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حماس، لن يتأخّر. فغزة خلافاً للإسرائيليين وبعض العرب لا تؤمن بالرد في الزمان والمكان المناسبين. وحتى لو كان الرد انتحارياً فغزة لا تؤمن بعقلانية الرد. الناس في الشوارع، محبّ حماس ومبغضها، تريد بغالبيتها الرد.

فالشهيد الجعبري أقرب لأن يكون نوعاً من كرامة الناس في غزة. إنه ليس السياسي اللامع ولا الخطيب والواعظ، إنه المقاتل الذي علم جيلاً بكامله القتال. والناس في غزة تحب القتال وإن لم تجد عدواً تخلقه، وتحب المقاتل، خصوصاً من يكرس نفسه له ويحترفه. وإسرائيل عدو نموذجي، وهي عدو كافٍ. لا حاجة لعداء أحد دونه.

وترتفع أصوات مكبرات الصوت في المساجد مهللة ومكبرة وكأن هذا هو الردّ الأولي. الكل يعلم أن الليل ساتر وحجاب لمن يريد أن يرد على إسرائيل بالصواريخ. والليل لم يحل بعد، لكنه لا يستطيع التأخر. ومن المؤكد أن قسماً من المتسابقين في زحام المرور بسياراتهم وعلى دراجاتهم النارية يهرعون إلى ثغورهم بانتظار أن يرخي الليل سدوله. كثير منهم أكثر من عاشق لليل وعاشق للشهادة. هكذا الحال في غزة بعد أقل من ساعة على قرار إسرائيل تغيير قواعد اللعبة. لا أحد يعرف الحال بعد ساعات وأيام. إنها أقرب ما تكون ليوم الحشر حين يُسأل الناس عما أعدّوه لهذا اليوم. في الأيام القريبة يعرف الناس ما يوم الحساب.

قطر: العدوان الاسرائيلي على غزة يجب الا يمر دون عقاب

الدوحة- (ا ف ب): دعت قطر مجلس الأمن الدولي إلى “الاضطلاع بمسؤولياته” في وقف الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة أن “العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يجب الا يمر دون عقاب”.

وقال رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء القطرية الرسمية الخميس “احب أن ادين باسم دولة قطر واعزي الضحايا في غزة، وان هذا الاعتداء الآثم يجب الا يمر دون عقاب ويجب على مجلس الأمن أن يضطلع بمسؤولياته في حفظ السلام والامن في العالم”.

واضاف في تصريح على هامش الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا في الرياض ان “هذه القضايا هي التي تجعل التطرف هو المنهاج ونحن نرفض الارهاب ونرفض التطرف، لكن هذه القضية ومثل هذه الاعتداءات غير المسؤولة وغير المبررة يجب ان تدان من قبل العالم”.

واستشهد 11 فلسطينيا على الاقل، بينهم أحمد الجعبري القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة حماس، واصيب اكثر من مئة آخرين بجروح في اكثر من 60 غارة جوية شنها سلاح الجو الاسرائيلي على قطاع غزة منذ الاربعاء، كما افادت مصادر طبية فلسطينية صباح الخميس.

وزير خارجية قطر يعلن عدم تطابق وجهات بين دول الخليج وروسيا حول سوريا

الرياض- (يو بي اي): قال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مساء الأربعاء إنه لا تطابق بوجهات النظر بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع روسيا حول سوريا.

وأوضح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري “أن الاجتماع الوزاري المشترك الثاني للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية، الذي عقد في الرياض مساء الأربعاء ناقش الوضع في سوريا وكيفية ايجاد حلول له”.

وقال في تصريح صحفي عقب انتهاء الاجتماع الوزاري المشترك “نحن لدينا وجهة نظر وأصدقاؤنا في روسيا الاتحادية لديهم وجهة نظر، ولم تتطابق هذه الوجهات”، مؤكداً أن الجميع اتفق على مواصلة الحوار في هذا الشأن.

وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا مساء الاربعاء اجتماعا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ناقشوا خلاله تطورات الاوضاع في سوريا.

وقال بيان رسمي وزع في الرياض مساء الاربعاء إن الاجتماع الوزاري المشترك الثاني للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية لبحث الأزمة السورية وتطوراتها.

وشارك في الاجتماع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، ووزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، والشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت، والشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله.

وحضر الاجتماع الأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية ، ووكيل وزارة الخارجية للعلاقات

المتعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير، والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وسفير روسيا الاتحادية المعتمد لدى المملكة الدكتور أوليك أوزيروف، وسفراء دول الخليج العربية لدى المملكة.

وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أعلن الاربعاء أن وزراء خارجية الخليج الست سيبحثون مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الأزمة السورية وتطوراتها.

أوباما يرحب بتوحيد المعارضة السورية لكنه غير مستعد للاعتراف بها كحكومة في المنفى

واشنطن- (ا ف ب): رحب الرئيس الامريكي باراك أوباما الاربعاء بتوحيد صفوف المعارضة السورية لكنه أكد انه غير مستعد للاعتراف بالائتلاف المعارض الجديد كحكومة في المنفى.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي “ارحب بكون المعارضة السورية اسست مجموعة يمكن أن تكون متجانسة اكثر من السابق، سنتحدث اليهم”، لكنه تدارك “نحن غير مستعدين للاعتراف بهم كحكومة في المنفى، الا اننا نعتقد انها مجموعة تتمتع بصفة تمثيلية”.

واضاف أوباما “نعتبرها بمثابة تمثيل شرعي لطموحات الشعب السوري”، معربا عن الاختلاف مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أعلن الثلاثاء ان “فرنسا تعترف بالاتئلاف الوطني السوري على انه الممثل الوحيد للشعب السوري وبالتالي بمثابة الحكومة الانتقالية المستقبلية لسوريا الديموقراطية”.

وكانت وزارة الخارجية الامريكية اعربت منذ الثلاثاء عن وجود فارق مع مواقف باريس حيال الائتلاف الجديد للمعارضة السورية الذي اعلن الاحد في الدوحة بقطر. واعتبرت واشنطن ان الائتلاف “ممثل شرعي للشعب السوري”، متجنبة الاعتراف به كحكومة انتقالية مستقبلية.

واضاف الرئيس أوباما ان “احدى المسائل التي سنواصل التشديد عليها هي التاكد من أن هذه المعارضة تتجه نحو سوريا ديموقراطية ومعتدلة وتشمل” كل المجموعات.

وقال أوباما ايضا “راينا عناصر متطرفين يندسون داخل المعارضة”، مكررا المخاوف الغربية من وجود مقاتلين اسلاميين متشددين في صفوف المعارضين المسلحين في سوريا.

وتقدم الولايات المتحدة منذ اشهر مساعدة انسانية ومساعدة “غير قتالية” للمعارضة السورية، رافضة رسميا تزويد مسلحي المعارضة اي شحنات اسلحة.

وقال الرئيس الامريكي “نحن نحترس وخصوصا عندما نبدا بالحديث عن تسليح مسؤولي المعارضة لكي لا نضع اسلحة بين أيدي اناس قد يسيئون إلى الامريكيين أو الاسرائيليين”.

لافروف: الأولوية يجب أن تكون وضع حد للعنف في سوريا

الرياض- (ا ف ب): قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء إن الاولوية في النزاع السوري يجب أن تكون لوضع حد لاراقة الدماء في سوريا بدلا من تشكيل تجمع للمعارضة وذلك في ختام محادثاته مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي في الرياض “من الاساسي التوصل إلى وضع حد لاراقة الدماء في سوريا”، مضيفا ان خطة لوضع حد للعنف وضعت في اجتماع جنيف في حزيران/ يونيو تفي بالغرض.

وقال ايضا ان “روسيا مقتنعة بان الاولوية هي لوضع حد لاراقة الدماء. هذا ما تنص عليه خطة جنيف”، بحسب الترجمة العربية لتصريحاته بالروسية.

واضاف “نعتقد ان من الاهمية بمكان وقبل اي شيء اخر ان تعمل الاطراف الخارجية على تطبيق خطة جنيف. لا احد يقوم بذلك”.

وتنص خطة جنيف التي تحظى بدعم موسكو، على دعوة كل الاطراف في سوريا الى الالتزام بوقف لاطلاق نار الى جانب خطة اقترحها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الموفد الاممي الى سوريا ثم تشكيل حكومة انتقالية واعادة النظر بالدستور.

واضاف لافروف ان “اعلان جنيف تتوفر فيه كافة العوامل التي تمكن اللاعبين الخارجيين من تنفيذها بغية اعطاء فرصة لوقف اطلاق النار وبدء الحوار حول تشكيل هيئة انتقالية حول جوهر ومواعيد المرحلة الانتقالية ولا بد ان يتفق السوريون انفسهم حول ذلك ولا يفرض عليهم ذلك”.

واشار إلى أن “روسيا اقترحت اقرار وثيقة جنيف في مجلس الامن لكن شركاءنا لم يكونوا مستعدين لذلك وطلبوا ادخال طلبات غير موجودة في اعلان جنيف بما في ذلك تغيير النظام وتهديدات بعقوبات”، مضيفا “وعلى هذا الاساس لم يتم الوصول الى اتفاق”.

وقال لافروف ردا على سؤال لوكالة فرانس برس “نحن لا نقوم بتغيير الانظمة واملاء شيء على زعماء دول ان يفعلوه، لا نعتقد ان روسيا تدافع عن نظام بشار الاسد، نحن ندافع عن الشعب السوري”.

واضاف “من يرى ان مصير بشار الاسد اهم شيء في هذه القصة فلا بد ان يعرف ان سفك الدماء سيستمر لان بشار الاسد قال انه يريد ان يبقى في بلاده ويموت فيها ويواصل العمل وهذا قراره وليس املاء من احد، ولا بد علينا انذاك ان نكون مستعدين لان ثمن ذلك سيكون ضحايا جدد”.

وانتقد لافروف الائتلاف الجديد للمعارضة السورية الذي اسس في الدوحة، مؤكدا انه “لم يحدث توحيد للمعارضة كلها وانما المجموعات الممثلة في الدوحة، فيما المجموعات المعارضة في الداخل لم تذهب الى الدوحة”.

واوضح “اولا تم توحيدها على اساس اسقاط النظام، ودمار كافة مؤسسات هذا النظام، فقط بعد ذلك يعقد مؤتمر وطني لكي يفكروا ما يفعلوا”.

وتابع “لا اعتقد ان هذه الطريقة تجنب الازمات الجديدة. المعارضون يرفضون الحوار مع النظام ويعني ذلك انه تم توحيدهم على اسس تختلف عن تلك التي وردت في وثيقة جنيف والتي تم اقرارها بالاجماع”.

وقال “بدون اشراك المعارضة الداخلية في العملية من الصعب ان نجد هذه العملية الشاملة، نسعى الى اشراك المعارضة الداخلية في العمليات الايجابية وليس على اساس رفض الحوار”.

من جهته، قال الشيخ خالد ال خليفة وزير الخارجية البحريني ورئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي إن “القضية السورية شكلت محور الاجتماع من واقع استشعار دول الخليج مسؤولياته”.

واكد أن “مجلس التعاون على موقفه الملتزم بالاجماع العربي والاسلامي حول ضرورة اضطلاع مجلس الامن بمسؤولياته في حفظ الامن والسلم الدوليين واصدار قرار دولي فاعل يحقق الايقاف الفوري للقتال ويوقف الة الحرب الشرسة للنظام ويحافظ على سوريا وطنا وارضا وشعبا ويسهم في الانتقال السلمي للسلطة ملبيا تطلعات الشعب السوري”.

وشدد على ان “صدور قرار من مجلس الامن اصبح اكثر الحاحا من اي وقت مضى خصوصا في ظل فشل كافة المبادرات المطروحة”، معربا عن امله في “انضمام روسيا في هذه الجهود الدولية”.

ولفت ال خليفة إلى أن “اتفاق الدوحة الذي اثمر عن تشكيل ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري من شانه ان يرد على ذريعة انقسام المعارضة السورية ويزيل اي شكوك حول امكانية الفراغ السياسي”.

واضاف “نتطلع للعمل يدا بيد مع روسيا لدعم الائتلاف ونجاح اهدافه”.

وكان مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والكويت والامارات وسلطنة عمان والبحرين وقطر، أول تجمع اقليمي يعترف الاثنين بائتلاف المعارضة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري.

وتدعم دول المجلس المعارضة المسلحة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد في حين تعتبر روسيا حليفا لهذا النظام.

ائتلاف المعارضة يختار القاهرة مقرا له

تركيا تدفع طائرات مقاتلة إلى الحدود بعد قصف سوري

المعارضة السورية تسيطر على قرى في سفوح الجولان

انقرة ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قال شهود من رويترز إن تركيا دفعت بطائرات مقاتلة إلى حدودها الجنوبية الشرقية مع سورية الأربعاء ردا على هجوم سوري جوي استهدف بلدة رأس العين الحدودية، في الوقت الذي قالت فيه إسرائيل إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد تترنح أمام مقاتلي المعارضة المسلحة الذين يتمركز بعضهم على السفوح الشرقية لهضبة الجولان.

وتقصف طائرات تابعة للقوات الجوية السورية رأس العين منذ أيام في محاولة لإخراج معارضين للرئيس السوري بشار الأسد سيطروا على البلدة الأسبوع الماضي خلال تقدم في منطقة شمال شرق سورية حيث يعيش عرب وأكراد.

وسمع طاقم مراسلي رويترز على الحدود أزيز طائرات حربية داخل الحدود التركية بعد وقت قصير من قصف طائرة سورية لرأس العين التي تقع بجوار بلدة جيلان بينار التركية.

وكانت تركيا قد أرسلت طائرات من قبل إلى حدودها التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر مع سورية وردت بالمثل على قصف سوري عشوائي لكن لم يصدر تأكيد رسمي فوري من أنقرة بأنها دفعت بطائرات مقاتلة اليوم.

وحلقت طائرة حربية سورية على الحدود ووجهت ضربتين قبل أن تعود وتقصف مرة أخرى مما أدى إلى اهتزاز المباني على الجانب التركي من الحدود وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وأعاد الهجوم مجددا الحرب الى جوار الأراضي التركية ومثل اختبارا لتعهد انقرة بالدفاع عن نفسها في مواجهة أي امتداد للعنف من سورية.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وهو من أشرس منتقدي الأسد الثلاثاء إن حكومته لن تتردد في ‘الرد بصورة أشد’ على الحدود.

وتجري أنقرة الان محادثات مع حلفائها في حلف شمال الاطلسي بشأن إمكانية نشر صواريخ أرض جو على الحدود فيما قد يعتبر مقدمة لاقامة منطقة عازلة.

وقال مسؤول أمني لرويترز إنه على بعد نحو 140 كيلومترا إلى الغرب تم إخلاء ثلاث قرى حدودية تركية الثلاثاء ‘لدواع أمنية’.

وعلى الحدود الجنوبية لسورية أثار العنف قرب الجولان المحتلة قلق إسرائيل التي ردت مرتين هذا الاسبوع بإطلاق النار بعد وصول بعض النيران السورية إلى المنطقة التي تحتلها في أول اشتباك مسلح على الهضبة الاستراتيجية منذ 1973.

وحذرت إسرائيل الأسد من امتداد العنف الى الجولان المحتلة لكن وزير الدفاع إيهود باراك قال امس الأربعاء إن قبضة الرئيس السوري تتعرض ‘لتفكك مؤلم’.

واضاف خلال زيارة للجولان مشيرا إلى السفوح الشرقية للهضبة حيث يقاتل الجيش السوري المعارضين المسلحين ‘كل القرى تقريبا عند سفح هذه الهضبة وما بعدها في أيدي المتمردين بالفعل.’ وقال ‘فاعلية الجيش السوري تتقلص بشكل متواصل.’

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي رافق باراك في زيارة الجولان التي احيطت بالسرية إلى أن غادرا إن إسرائيل قلقة من أن تتعرض قواتها ومستوطنوها في الجولان لإطلاق النار وأن تخترق قوات معادية الهضبة.

وقال في بيان منفصل إن هناك ‘تصدعات’ في نظام الأسد وإن ‘قوات تنتمي للجهاد العالمي أشد عداء لإسرائيل ترسخ وجودها.’ وتستخدم إسرائيل تعبير ‘الجهاد العالمي’ للإشارة إلى تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له في أنحاء العالم.

وفي القاهرة قال مسؤولون في الائتلاف الجديد للمعارضة السورية إن الائتلاف سيتخذ من القاهرة مقرا له مع سعيه للحصول على اعتراف القوى الأجنبية به كحكومة شرعية لسورية.

وانتخب رجل الدين السني معاذ الخطيب الذي فر من سورية إلى القاهرة في تموز (يوليو) رئيسا للائتلاف يوم الأحد. والائتلاف احدث محاولة لتوحيد المعارضة بعد أكثر من عام من التشاحن فيما بينها.

وقال مساعد للخطيب مشترطا عدم الكشف عن اسمه ‘اتخذ قرار بأن تكون القاهرة المقر الدائم الذي يجتمع به ائتلاف المعارضة السورية للتخطيط.’

واعترفت فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي الست بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري لكنه لم يحصل بعد على الاعتراف الكامل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية والجامعة العربية.

ونددت دمشق الاربعاء باجتماع المعارضة السورية في الدوحة، معتبرة انه ‘اعلان حرب’ ضد نظام الرئيس بشار الاسد، وان اعتراف فرنسا بالائتلاف الموحد الذي نتج عن هذا الاجتماع، هو امر ‘غير اخلاقي’.

في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات واعمال القصف في الاحياء الجنوبية لدمشق، في حين قتل 18 عنصرا من القوات النظامية في اشتباكات قرب مدينة حدودية مع تركيا يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.

وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لوكالة فرانس برس ‘قرأنا اتفاق الدوحة (الذي توصلت اليه المعارضة) الذي يتضمن رفضا لاي حوار مع الحكومة’، معتبرا ان هذا الاجتماع ‘هو اعلان حرب’.

السوري الذي لم تعرفوه

صحف عبرية

جلست على ضفة بحيرة متجمدة خارج مدينة تقع في الشمال البعيد من الكرة الارضية. وكانت الريح الباردة تضرب وجهي وأحاول بلا نجاح ان أرفع قبعة المعطف شيئا ما. كنت أنتظر هنا أكثر من ساعة في ليلة بلا نجوم. وحينما استقر رأيي بالضبط على التخلي جاء يلبس لباسا رياضيا وحذاءا رياضيا. وقال بابتسامة تُدير الرأس: ‘أعذريني على اللباس لأنني سأخرج بعد الحديث للجري. فالرحلات الجوية والحياة المُنعمة تُفسد قدرتي البدنية تماما’. انه ودود جدا. وحينما يحيط به جمهور أكبر يبدو أكثر صرامة أو جامدا تقريبا. سكبت لنا كأسين من الشاي من التيرموس الذي جلبته.

يتولى ن.س عملا سياسيا رفيعا في تحالف الثوار السوريين. وقد جاء الى هذه المدينة الشمالية كي يتحدث عما يحدث في سوريا وكي يؤكد في الأساس رغبة المتمردين القوية في تدخل سريع، عسكري ايضا، للحكومات الغربية فيما يجري في بلاده. حينما قدّمت نفسي قبل ذلك حظيت بمصافحته وقال: ‘آه، يديعوت احرونوت، أنا شديد الاطلاع على ما يحدث في اسرائيل، وأنا اقرأ الـ واي نت بالانجليزية كل يوم’.

‘في كل يوم يمر’، يقول الآن، وهو يُدفيء يديه فوق كأس الشاي، ‘يزداد التطرف. ان الحقيقة بسيطة فليست تلك حربا أهلية بل هي ثورة شعب يريد ان يكون حرا على سلطة مستبدة قاتلة وسننجح. فنهاية بشار الاسد صارت مكتوبة، والسؤال هو ما الثمن الذي سنضطر الى دفعه قبل ان يحدث ذلك’.

يجري الحديث جريانا سلسا طبيعيا ويتحدث ن.س بصوت متحمس عن دمشق قبل ان يخرج جاليا وعن اعتقاله في السجن السوري (وكان ذلك عقابا لأنه سأل اسئلة محظورة)، وعن الشوق الى بيته وعن شعوره حينما يرى الفظائع في الفيديو. وهو يتحدث عن الفظائع خاصة ما لا يحصى من اعمال الاغتصاب وقتل الاولاد بلهجة منضبطة نسبيا. ‘ان جثث الاولاد تتراكم في الشوارع لأن قناصة السلطة ينتظرون ان يأتي الآباء لجمعها وعندها يطلقون النار عليهم ايضا’، يقول.

ان ن.س، وهو رجل مثقف يعد بأن سوريا ‘الجديدة’ ستكون ديمقراطية بصورة رائعة تعطي النساء والأقليات حقوقا متساوية (‘بعد بضع سنوات انتقالية قاسية بالطبع’). وهو يتحدث عن التسامح وعن بحث الشعب السوري الطبيعي عن السلام. ‘ان من يظل حياديا في حال عدم العدل يختار جانب المضطهد’، يقول مقتبسا من كلام رجل الدين من جنوب افريقية ديزموند توتو.

من الواضح للقيادة السياسية للمتمردين انه يجب التوصل الى سلام مع اسرائيل، يضيف. ‘نحن نعلم ان السلام ضروري من اجل بناء الدولة من جديد. يجب ان يعود الجولان بالطبع الى أيد سورية لكن كل ذلك سيتم على نحو ناضج’. وهو يتحدث عن صلاته بعدد كبير من ‘الجهات’ في البلاد.

ودع بعضنا بعضا بمصافحة وتمني مشترك للسلام بين شعبينا واتجه الى عدوه الليلي حول البحيرة. وبقيت أنظر في الظلام الجامد وفكرت انه اذا كان كل شيء متفائلا الى هذا الحد فلماذا لم يرفض فقط اجراء اللقاء باسمه الحقيقي بل أصر ايضا على ان تكون ظروف اللقاء غامضة. ‘أنا أعلم أنكِ لا تريدين ايقاع ضرر بي وأنتِ تدركين عظم الخطر’، قال بابتسامته المُذوبة.

إيمي غنزبورغ

يديعوت 14/11/2012

مال دول الخليج لا يمكنه حماية اللاجئين وانهاء معاناتهم.. والحل حماية السوريين كما حمى الغرب الاكراد بعد حرب الخليج

في مخيم اطمة… الليل يحل مبكرا.. لا ماء ولا طعام.. فقط وحل ومأساة وزمهرير

لندن ـ ‘القدس العربي’: الفضيحة التي ضربت البيت الابيض وادت لاستقالة مدير الاستخبارات المركزية سي اي ايه، الجنرال ديفيد بترايوس وتهدد مصير مسؤول اخر كبير، جاءت في وقت برز فيه بترايوس كواحد من الحلفاء الاقوياء للمقاتلين السوريين الذين يخسرون بخروجه من الاستخبارات حليفا قويا. فالجنرال الحاصل على اكبر عدد من الميداليات والنجوم كان شخصيا الرجل الذي قام باعداد الخطط كي يقنع من خلالها الرئيس باراك اوباما كي يتخذ موقفا اكثر شدة من الازمة السورية، وكان داعما لتواجد للاستخبارات الامريكية وان بشكل محدود على الحدود التركية مع سورية وذلك حسب مصدر نقلت عنه صحيفة ‘التايمز’ البريطانية.

واشار الباحث في معهد الدراسات الملكية المتحدة في لندن، مايكل كلارك الى ان بترايوس يعد واحدا من المفكرين الاستراتيجيين القلائل لدى الاداراة الامريكية. ولهذا اثارت استقالته المفاجئة دهشة الرئيس الامريكي اوباما. وكان بترايوس قد قدم استقالته بعد انفضاح علاقة غير شرعية اقامها مع باحثة وصحافية كتبت سيرته واسمها باولا برودويل والتي اطلعت اثناء بحثها على اسرار مهمة تتعلق بعمل الجنرال وقادته في افغانستان.

وتقول مصادر مطلعة في واشنطن انه لولا جهود بترايوس لما تم نشر فريق صغير من ضباط السي اي ايه في جنوب تركيا، فقد وافق الرئيس اوباما على التوقيع على تقرير تضمن نتائج عمل ميداني يدعو الى دعم الجهود التي يقوم بها المقاتلون السوريون للاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد وذلك في الثورة التي تدور منذ عامين تقريبا. وجاء القرار من اوباما بعد ارسال بترايوس لفريق من ضباط سي اي ايه الى مركز قيادة سري في منطقة اضنة التركية حيث اوكل اليهم مهمة مراقبة عمليات نقل الاسلحة للمقاتلين في الداخل والتأكد من عدم وقوعها في يد الجماعات الاسلامية المتشددة او تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة العاملة على الساحة السورية. ويقول الباحث كلارك للصحيفة ‘التايمز’ ان الجهود التي قام بها بترايوس تشير الى انه كان يطمح كي تلعب الادارة الامريكية دورا قويا في الازمة السورية، حيث قال ان بترايوس كان يريد من واشنطن ان تكون واضحة في مواقفها وان تلعب الدور القيادي في جهود دعم المقاتلين السوريين. ويضيف كلارك ان السياسة الامريكية قبل تدخل بترايوس كانت تتبع سياسة القيادة من الخلف حيث تركت للسعودية وقطر ودول الخليج مهام تزويد الجيش الحر والجماعات الموالية له بالسلاح والمال، فيما اكتفت الادارة بتقديم الدعم الانساني للاجئين السوريين او تزويد المقاتلين بالاجهزة غير القتالية. وقد جادل بترايوس ان الموقف الامريكي الذي يترك للاخرين القيام بالمهمة سيقلل من حجم التأثير الامريكي في سورية حالة انهيار نظام الاسد وبروز نظام جديد. وسيؤثر رحيل بترايوس الذي قاد الجهود لانهاء المقاومة العراقية والقضاء على القاعدة في العراق من خلال الصحوات العراقية على الاستراتيجية الامريكية في افغانستان وعلى مواقفها القادمة في سورية خاصة ان الكثير من المحللين قالوا ان قرار الرئيس اوباما الذي كان مؤجلا بسبب الانتخابات وهو التدخل في سورية بات قريبا مع بدايته ولاية ثانية. ويبدو ان الجهود الدولية تتوجه في المرحلة القادمة لدعم اكبر للمقاتلين السوريين خاصة بعد الاعلان عن الائتلاف الجديد لقوى المعارضة السورية والذي نال اعتراف كل من الجامعة العربية وفرنسا التي تقدمت على بقية الدول الغربية في اعترافها به كممثل للشعب السوري فيما لم تتخذ بريطانيا التي اعلن رئيس وزرائها ديفيد كاميرون عن استعداده لتواجد عسكري داعم للمعارضة وتوجه نحو تسليحها، فيما تنتظر الولايات المتحدة الكيفية التي سيتصرف فيها الائتلاف الجديد.

كارثة انسانية

ومع تزايد الحراك الدولي وجهود انهاء الازمة السورية يواصل السوريون معاناتهم على الحدود حيث حذرت المنظمات الدولية من كارثة انسانية خاصة ان موسم الشتاء قد دخل. وتواجه المنظمات غير الحكومية والتابعة للامم المتحدة مهمة صعبة خاصة ان سورية تحولت الى محور حرب، فقد قامت الامم المتحدة باجلاء الفريق العامل في مناطق كانت تعتبر مناطق آمنة، فيما حذرت منظمات غير حكومية اخرى من ان القتال المستمر يؤثر على عملياتها لاغاثة مئات الالاف من السوريين الهاربين من الحرب. وتقول هذه المنظمات ان الكارثة الانسانية تبدو كبيرة وتطال اكثر من مليونين ونصف سوري ممن يحتاجون الى معونات عاجلة. وتتوقع الامم المتحدة ان يرتفع عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى منظماتها الى 700 الف لاجئ مع بداية العام الجديد اي بزيادة نسبية كبيرة عن الاربعمئة الف الموزعين على دول الجوار السوري.ولعل المشردين في داخل سورية هم الاكثر تاُثرا باستمرار الازمة اذ يجبرون على تغيير اماكنهم بسبب القصف الجو المتواصل مما يعقد مهام المنظمات الدولية لتوسيع عمليات الاغاثة، وقد قال ناطق باسم برنامج الغذاء العالمي ان هناك مناطق خاصة في شمال سورية يصعب الوصول اليها، فمناطق حمص وحلب وبعض اجزاء من دير الزور ودرعا تعتبر مغلقة ولا يمكن الوصول اليها، خاصة ان من يحاول الوصول اليها سيكون في مدى تبادل اطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. والامر لا يقتصر على المنظمات الدولية بل وعلى السكان انفسهم الذين لا يستطيعون الوصول الى حقول الزيتون وقطاف المحصول، كما ان استمرار القتال ادى لارتفاع اسعار القمح الى احد عشر ضعفا. وكشفت صحيفة ‘التايمز’ عن وجود اكثر من 13 الف لاجىء سوري يعيشون في ظروف مزرية في مخيم ‘اطمة’ على الحدود مع تركيا، ومعظم هؤلاء من الاطفال والنساء والشيوخ. واشارت الصحيفة الى التحديات التي تواجه المنظمات الدولية والمخاطر التي تتعرض لها عملياتها حيث قال ان الاسبوعين الماضيين شهدا عمليات اختطاف لعدد من الشاحنات المحملة بالمواد الاغاثية. فيما تعرض مخزن في حلب يحتوي على 13 الف غطاء للحرق بعد قصفه، ومع الاغطية حرقت الالاف من المواد الطبية والوجبات الجاهزة. وكانت لندن قد اعلنت عن خطط طوارىء لارسال قوات عسكرية للاشراف على المهام الاغاثية لكن هذه الجهود لن تتم بدون دعم دولي. وكان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج قد حذر في المؤتمر الذي انعقد في القاهرة لبحث العلاقات العربية ـ الاوروبية من اثر الاوضاع الجوية والبرد على الاعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين. وتعتبر بريطانيا ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تقدم الدعم الاغاثي للاجئين الا ان ما تقدمه هي والدول الغربية ليس الا جزءا بسيطا من الاحتياجات المطلوبة. وفي تقرير عن الحالة المزرية التي يعيش فيها اللاجئون في المخيم قالت الصحيفة البريطانية ان الاطفال يعيشون اوضاعا مزرية ونقص الاحتياجات والقصف المتزايد الذي ترك ندوبا على نفسياتهم. وقال ان موسم الامطار الذي بدأ تركهم يعيشون في الوحل الذي يمشي فيه بعضهم بدون اي نعل، علاوة عن عدم توفر المأوى المناسب والماء والطعام. ونظرا لعدم توفر الكهرباء فانهم يعيشون ليلا طويلا يبدأ من الساعة الرابعة والنصف مساء، وان سقطت الامطار عليهم في الليل فهم ينامون وسط برك من المياه والوحل. ونظرا لعدم توفر المرافق الصحية فهم يتبرزون في الاماكن المفتوحة مما يهدد بانتشار الامراض، كما ان دخول الشتاء وزيادة انخفاض درجات الحرارة يعرضهم لخطر الموت من البرد خاصة ان مناطق الشمال السوري معروفة بشتائها القارس. وعن سبب تواجد هذا المخيم داخل الاراضي السورية وعدم السماح لسكانه الانتقال الى المخيمات في التركية يعود الى ان هذه الاخيرة امتلأت ولم تعد قادرة على استيعاب الاعداد الجديدة. ويبلغ عدد سكان المخيمات في تركيا اكثر من 120 الفا، الكثيرون منهم ميسورو الحال ممن قرروا الهروب بداية الازمة.

لا حماية بدون جيوش

وخصصت ‘التايمز’ افتتاحيتها لمناقشة الازمة الانسانية السورية تحت عنوان ‘شتاء في سورية’ وقالت فيها ان الوضع كان متوقعا ويتبع الاشكال الناتجة عن قرارات حكام طغاة يقررون استخدام القوة لقمع المطالب الشعبية بالحرية والديمقراطية. وقالت ان المظاهرات السلمية التي بدأت ربيع عام 2011 تعرضت للقمع مما ادى للمتظاهرين استبدال التظاهرة بالكلاشينكوف ودعوات التغيير السلمي بالتشدد. وقالت ان التقرير عن مخيم اطمة في الشمال الذي تحدث عنه مراسلها مارتن فليتشر يشير الى مستوى الكارثة، كما ان عدم تواجد المنظمات الدولية لتقديم العون لهم يشير الى ان المنطقة غير آمنة وتتعرض بشكل يومي الى القصف الجوي. وبناء عليه ترى الصحيفة ان الوضع الانساني في شمال سورية يذكر بما حدث بعد حرب الخليج حيث هرب الالاف اللاجئين الاكراد الى المناطق الجبلية بعد ان تحرك النظام العراقي لصدام حسين لقمع الانتفاضة التي بدأها الاكراد بعد استجابتهم وسكان الجنوب للدعوات الامريكية. وقد ادت المعاناة الانسانية للاجئين بكل من امريكا وبريطانيا وفرنسا لانشاء مناطق آمنة وتنظيم عمليات ‘ توفير الراحة’ و ‘الملاجىء الامنة’ وهذه العمليات لم تكن لتتحقق لولا الدعم العسكري الذي قدم وفرض مناطق حظر جوي هيأت الظروف للمنظمات الدولية العمل فيها. وخلال فرض هذه العملية تم نشر قوات بريطانية في الشمال واسقاط عدد من الطائرات العراقية التي اخترقت منطقة الحظر الجوي، وقد استندت الدول هذه على قرار مجلس الامن (688). ومع ان الوضع السوري بحاجة الى قرار مماثل اضافة لحديث رئيس هيئة الاركان البريطانية المشتركة ديفيد ريتشاردز عن خطط محدودة الا ان تحقيق هذا مستبعد نظرا للموقف الروسي الرافض لاي تدخل خارجي في الازمة. وتضيف ان بريطانيا والغرب الذي يتخذ مواقف حذرة من الازمة السورية يترك المعارضة السورية وائتلافها الجديد برئاسة معاذ الخطيب يبحث عن مصادر للدعم من دول الخليج التي تظل عاجزة عن توفير الحماية الكاملة للسوريين على الرغم من ثرائها. وتساءلت ان كان الغرب مستعدا للوقوف متفرجا على الكارثة تحدث امام اعيننا والتي ستترك اثارها المدمرة على الاستقرار والامن الاقليمي ام يجب اتخاذ الخطوات اللازمة لدعم السوريين والبدء بالحديث مع الاتراك حول ما يمكن عمله. وتضيف انه لم تكن هناك امكانية لوقف حمام الدم فهذا لا يعني التوقف عن الجهود لتخفيف العنف. وبدلا من السؤال الدائم الى اين ستنتهي الازمة علينا ان نسأل اين ستبدأ في اشارة للمخيمات والجوع والمعاناة التي يعيشها اللاجئون على الحدود السورية مع تركيا.

قصف واشتباكات في جنوب دمشق وغارات جوية في مناطق سورية مختلفة

المعارضة السورية المسلحة تسيطر على قريتين على الحدود مع إسرائيل

بيروت ـ دمشق ـ جيلان بينار ـ وكالات: دارت اشتباكات الاربعاء بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في جنوب دمشق، في حين تستمر الغارات الجوية في مناطق مختلفة من البلاد، فيما قتل 18 عنصرا على الاقل من القوات النظامية السورية الاربعاء في اشتباكات مع مقاتلين معارضين في محيط تجمع عسكري في شمال البلاد قرب الحدود مع تركيا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد ‘قتل ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية واصيب عدد اخر بجروح وذلك اثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط تجمع اصفر نجار العسكري’، مشيرا الى ان المقاتلين سيطروا ‘في شكل كامل’ على هذا التجمع القريب من مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرتهم.

واوضح المرصد ان الاشتباكات ادت ايضا الى ‘مقتل ما لا يقل عن ثلاثة مقاتلين واصابة اكثر من عشرة بجروح’، مشيرا الى ان ‘من تبقى من عناصر القوات النظامية فروا في اتجاه المنطقة الواقعة بين مقبرة رأس العين واحد روافد نهر الخابور الذي يمر في المنطقة’.

وكان المرصد افاد امس عن شن الطائرات الحربية غارتين جويتين على مدينة رأس العين، الى سلسلة غارات على تجمعات لهم في مناطق تشهد اشتباكات مثل تل حلف واصفر نجار القريبتين.

واستقدمت القوات النظامية الثلاثاء حشودا الى محيط المدينة تقدر بنحو ألف جندي ودبابات وناقلات جند مدرعة ومدفعية، بحسب المرصد.

وكان المقاتلون المعارضون سيطروا على هذه المدينة الحدودية الجمعة بعد اشتباكات مع القوات النظامية.

وقال المرصد في رسالة الكترونية ان اشتباكات عنيفة تدور ‘في حيي التضامن والحجر الاسود بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة ترافقت مع سقوط قذائف على الاحياء الجنوبية من دمشق’.

وكان المرصد تحدث صباحا عن سقوط قذائف على مخيم فلسطين للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة من دون تحديد مصدرها، بينما تعرض حي العسالي للقصف وشهد مخيم اليرموك وحي التضامن اشتباكات وقصفا ليلا، بحسب المرصد.

في ريف دمشق، شنت طائرة حربية غارة على مدينة حرستا التي استقدمت القوات النظامية تعزيزات اضافية اليها، بحسب المرصد الذي اشار الى قصف على مناطق في الغوطة الشرقية.

في حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ نحو اربعة اشهر، نقل مراسل فرانس برس عن مصدر عسكري قوله ان المقاتلين المعارضين سيطروا على مستشفى الكندي وحاجز عسكري هو الاخير للقوات النظامية في شمال المدينة.

وقال المصدر ان المقاتلين ‘شنوا الساعة 3.00 فجر امس (1.00 ت غ) هجوما شاملا على الحاجز العسكري مقابل مستشفى الكندي’، مؤكدا انهم ‘نجحوا في السيطرة على الحاجز والمستشفى’.

وقالت طالبة تبلغ من العمر 25 عاما تقيم في الجوار ‘ذقت ليلة من العمر أحسست بأنها الأخيرة. كان المنظر مروعا، وصوت الرصاص لم يتوقف على مدى ساعة ونصف ساعة’.

واشارت الى ان ‘المسلحين امطروا الحاجز والمشفى حيث يوجد جيش (نظامي) بأكثر من 20 قذيفة هاون. كنا نصلي لكي يبزغ الفجر وتتوقف الاشتباكات لنرحل من منزلنا. لم نصدق أننا سنظل أحياء حتى الصباح’.

واضافت ان ‘حالة من الهلع’ دبت في مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين ‘وكل من لديه سلاح في منزله تناوله وخرج إلى شوارع المخيم خوفا من اقتحامه من قبل المسلحين’.

في محافظة الحسكة (شمال)، شنت الطائرات الحربية غارتين جويتين على مدينة رأس العين التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل ايام، الى سلسلة غارات على تجمعات لهم في مناطق تشهد اشتباكات مثل تل حلف واصفر نجار القريبتين، بحسب المرصد.

كما تدور اشتباكات ‘بين قرويين مسلحين موالين للنظام ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط المدينة على طريق راس العين تل تمر، وطريق راس العين القامشلي’.

في محافظة إدلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية، تترافق مع قصف مروحي تتعرض له المدينة، بحسب المرصد.

وشن الطيران الحربي السوري صباح الاربعاء غارات على المدينة، كما دارت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب منها والمحاصر منذ نحو شهر، بحسب المرصد.

واستولى المعارضون على معرة النعمان في التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) بعد معارك ضارية، ثم تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى القريبة منها والطريق السريعة التي تمر بها وتربط بين حلب (شمال) ودمشق، الا ان قوات النظام عادت وتقدمت خلال الايام الاخيرة على هذه الطريق واستعادت عددا من القرى.

في محافظة القنيطرة (جنوب)، قال المرصد ان اشتباكات متقطعة تدور على اطراف قرية رويحينة الواقعة خارج المنطقة المنزوعة السلاح، بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد. وتشهد هذه المنطقة اشتباكات في الفترة الاخيرة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، تخللها سقوط قذائف من الجهة السورية على الجانب المحتل من الجولان، مما استدعى ردا اسرائيليا.

في محافظة دير الزور (شرق)، تدور اشتباكات في مدينة دير الزور التي تعرضت صباحا لقصف بالطيران الحربي، بحسب المرصد.

الى ذلك أعلن مقاتلو المعارضة السورية الأربعاء السيطرة على قريتين في المنطقة منزوعة السلاح بين سورية وإسرائيل في الجولان.

وقال رامي عبد الرحم مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الأنباء الألمانية إنه بعد قتال عنيف على مدار الأسبوع الماضي، تمكن الثوار من السيطرة على قريتي البريقة وبئر عجم. وأضاف أن القوات الحكومية حريصة على استعادتهما ولهذا فإنها تقصف المنطقة بكثافة. وتقع القريتان في المنطقة منزوعة السلاح في الجولان.

وتخضع المنطقة للحكم السوري، إلا أنه لا يسمح للقوات السورية بدخولها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الصادر عن الأمم المتحدة.

سهير الأتاسي: على العالم أن يساعدنا الآن

الدوحة ـ رويترز: قالت نائبة رئيس ائتلاف المعارضة السورية الجديد الاربعاء إنه يتعين على العالم أن يساعد المعارضين الذين يقاتلون للاطاحة بالرئيس بشار الاسد بمجرد أن يثبت الائتلاف الجديد وجوده على الارض.

وأحجمت القوى الغربية حتى الآن عن تقديم مساندة عسكرية معلنة للمعارضين الذين يفتقرون لهيكل قيادة منظم خشية وقوع أسلحة متطورة في أيدي متشددين إسلاميين يمكن استخدامها فيما بعد ضد الغرب أو إسرائيل.

لكن سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف الذي تشكل في قطر في مطلع الاسبوع قالت إن غياب المساعدات العسكرية الخارجية للمعارضين المسلحين كان من شأنه فقط تعزيز المتشددين الإسلاميين. وقالت الناشطة المدافعة عن الديمقراطية ‘أقول إن المجتمع الدولي عندما أدار ظهره (كان) فقط يخاف من مجيء الإسلاميين .. هو الذي شجع كل هذا بدلا من أن يمتصه.’

وبرزت جماعات سنية جهادية في الصراع الآن واصبحت سورية مهددة بالانزلاق إلى حرب طائفية شاملة يمكن ان تزعزع استقرار العراق وإسرائيل والاردن ولبنان وتركيا.

وقالت الأتاسي في حديث لرويترز إن المعارضة شكلت كيانا يمثل الأوزان الحقيقية للقوى الثورية ويتعين عليه الآن أن يثبت أنه يتمتع بالشرعية على الأرض.

واضافت ‘الكرة الآن بملعب المجتمع الدولي… لم يعد هناك أي مبرر أبدا من أجل أن يقول اننا سننتظر ان نرى مدى فاعلية هذا الجسم. هم كانوا يضعون جسم المعارضة وكأنه بحالة اختبار. نحن الآن أيضا نضعهم هم بحالة اختبار.’

واعترفت فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي الست بالائتلاف الجديد لكن الولايات المتحدة ودولا أخرى تقول انه يحتاج لمزيد من الوقت لإثبات نفسه. وتقول فرنسا انها ستدرس تسليح المعارضين فور ان يشكل الكيان الجديد حكومة مؤقتة.

وقالت الاتاسي وهي واحدة من الناشطات السوريات القلائل اللاتي أصبح لهن دور قيادي إن الائتلاف الوطني السوري للقوى الثورية والمعارضة يهدف لأن يكون القناة الوحيدة للمساعدات المالية والإنسانية والعسكرية بعد ان كان المانحون يختارون من قبل الفصيل الذي يقدمون له المساعدات.

وأضافت ‘لم يعد هناك أي مبرر لأن تمنع الاسلحة النوعية عن الجيش الحر. الآن هناك جسم موحد مسؤول يمكن التوجه من خلاله إلى تنظيم صفوف الحراك الثوري وتنظيم صفوف الجيش الحر.’ وقالت الأتاسي وهي من اسرة دمشقية معروفة بمعارضتها لحزب البعث الحاكم إن جهود المصالحة والمحادثات مع المتشددين يجب أن تبدأ الآن لمنع سورية من الانزلاق إلى حالة من الفوضى والقتال الطائفي بعد سقوط الأسد.

ويقاتل معارضون أغلبهم من السنة للإطاحة بحكم الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية. وفي سورية كذلك اقليات درزية ومسيحية وإسماعيلية وكردية.

وقالت الأتاسي في العاصمة القطرية الدوحة ‘باعتقادنا انه من المفروض ان نعمل على هذا (المصالحة) من الآن. وما سيحدث بعد إسقاط النظام سيكون نتائج ما نزرعه الآن.’

واضافت ‘هناك تخوف دائما من أي ردات فعل. وبالنهاية هذا الشخص الذي تغتصب اخته وأمه وبنته وتقع أمامه كل حوادث القتل هذه أكيد ستكون له ردة فعل. حتما هذا الشيء (الانتقام) يحدث.’

وقالت مشيرة إلى من ارتكبوا الفظائع ‘بدلا من أن نحتضن هؤلاء الناس ونتفهم أن هذه ردات فعل تكون نتيجة غضب دفعنا بهم إلى الزاوية إلى الحائط.’

وتابعت ان الحوار يجب ان يشمل السلفيين والمتشددين مثل جبهة النصرة التي تستلهم نهج القاعدة وتتعاون في بعض الأحيان مع فصائل معارضة اخرى.

واضافت ‘إلى الآن مازالت هناك فرصة. لابد أن نجلس على طاولة واحدة ونتحاور معهم. إذا تأخرنا أكثر من ذلك ستكبر هذه الكتلة وتبقى ذاهبة إلى هناك .. إلى التطرف.’ وقالت الأتاسي (40 عاما) وهي ام لطفل واحد انها جلست سافرة مع سلفيين وأعضاء من جبهة النصرة.

وكانت الأتاسي وهي ناشطة معروفة في الدفاع عن حقوق الانسان قد تم جرها من شعرها واعتقلت في دمشق في اوائل الاحتجاجات في سوريا في مارس آذار من العام الماضي بينما كانت تطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

واتهمتها محكمة بإثارة الانقسام لكن أطلق سراحها فيما بعد.

ومثل الكثيرين ممن شاركوا في الاحتجاجات السلمية ضد الاسد ساءها رده العسكري على الاحتجاجات وإحجام القوى العالمية عن مساعدة المعارضة المسلحة التي أعقبت ذلك.

وقالت الأتاسي إن المرأة يجب أن يكون لها دور نشط في الاتصال بالمشاركين في المعركة ضد الاسد.

وأضافت ‘الشيء الجديد الذي نتمنى ان ندخله على هذا الائتلاف هو أهمية وجود المرأة إلى جانب الكتائب المسلحة لا ان تحمل السلاح ولكن وجودها إلى جانبهم مهم من ناحية الإغاثة والحوار والجلوس معهم. هؤلاء من أهلنا.’

دمشق: موقف باريس يدعم الإرهابيين

انتقدت دمشق «الدولة الأوروبية الوحيدة» التي اعترفت بالائتلاف المعارض الجديد، معتبرةً أنّ موقف باريس غير أخلاقي وداعم للإرهاب، فيما ربطت واشنطن العمل مع المعارضة السورية بإظهار مدى فاعليتها

جدّدت دمشق انتقادها لائتلاف المعارضة الجديد، مصوّبة السهام على باريس «الداعمة للقتلة». في حين انتقدت موسكو المواقف «المنحازة» التي تتخذها الدول الداعمة للمعارضة السورية. في حين ربطت واشنطن العمل مع المعارضة السورية بإظهار فاعليتها. وندّدت دمشق باجتماع المعارضة السورية في الدوحة، معتبرة أنّه «اعلان حرب» ضد النظام. وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد «قرأنا اتفاق الدوحة الذي يتضمن رفضاً لأيّ حوار مع الحكومة».

أضاف «لا يريد هؤلاء حلّ المسألة سلمياً»، مؤكداً أنّ النظام يدعو «إلى حوار وطني مع كل من يريد الحلّ السلمي»، وهو مستعد «للحوار مع المعارضة السورية التي تكون قيادتها في سوريا، وليست بقيادة الخارج أو صنيعة منه».

ورأى المقداد أنّ الاعتراف الفرنسي بالئتلاف الجديد «موقف غير أخلاقي لأنه يسمح بقتل السوريين. هم يدعمون قتلة وارهابيين».

ورأى المقداد في الخطوة «خطأ كبيراً» يقوم على «تعارض مع التاريخ الفرنسي في العلاقات الدولية». واعتبر أن موقفها يعود إلى «تاريخها الاستعماري»، واعتقاد القيادة الفرنسية الجديدة أنّ هذا التاريخ «سيعود مجدداً».

ودعا فرنسا إلى «ترك الشرق الأوسط وشأنه، وعدم لعب لعبة مماثلة»، مشيراً إلى أنّ «دعم الارهاب يخالف القانون الدولي». واعتبر المقداد أنّ الحديث عن التسليح «غير مقبول»، مشيراً إلى أنّ «فرنسا تقدّم الآن مساعدة تقنية ومالية لقتل الناس. هم (الفرنسيون) مسؤولون عن قتل الآلاف من السوريين عبر تقديم مساعدة مماثلة إلى المجموعات الارهابية».

من جهته، انتقد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف المواقف «المنحازة» التي تتخذها الدول الداعمة للمعارضة السورية. وأضاف، في حديث صحفي، «مع الأسف، وجهة نظر بعض الدول منحازة. بعضها يقول يجب أن يرحل الأسد فوراً، والبعض الآخر يريد ارسال أسلحة، وهذا خطأ حسب رأيي».

من ناحيته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن زعيم ائتلاف المعارضة السورية الجديد معاذ الخطيب دعي إلى باريس، ومن المتوقع أن يزورها في الأيام المقبلة. وأضاف «تماشياً مع الدعوات التي نوجهها منذ شهر آب سيكون هناك الآن حكومة مؤقتة موحدة من قوى المعارضة في سوريا». في حين أكّد عضو الائتلاف عوليد البني «أنّ هناك محادثات مع الحكومة المصرية لوضع الترتيبات النهائية بشأن المقر الجديد في القاهرة».

في السياق، رحّب الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوحيد صفوف المعارضة، لكنّه أكد أنّه غير مستعد للاعتراف بالائتلاف المعارض كحكومة في المنفى. وأضاف أوباما «نعتبرها بمثابة تمثيل شرعي لطموحات الشعب السوري»، معرباً عن الاختلاف مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند كون «فرنسا تعترف بالاتئلاف الوطني السوري على أنّه الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي بمثابة الحكومة الانتقالية المستقبلية لسوريا الديموقراطية».

بدورها، رحبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بتشكيل ائتلاف جديد للمعارضة السورية. واعتبرته خطوة مهمة ستساعد واشنطن بدرجة أكبر على توجيه مساعداتها. وقالت كلينتون للصحفيين «كنا ندعو منذ فترة طويلة لمثل هذا التنظيم. نريد أن نرى أن قوة الدفع مستمرة». وأضافت «مع اتخاذ المعارضة السورية لهذه الخطوات وإظهار فاعليتها في احراز تقدم باتجاه سوريا ديمقراطية تعددية، سنكون مستعدين للعمل معهم على تقديم المساعدة للشعب السوري».

وأعلنت كلينتون عن مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 30 مليون دولار للمتضررين من الصراع في سوريا، بعد محادثات مع نظيرها الاسترالي بوب كار ووزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ونظيره الاسترالي ستيفن سميث.

في موازاة ذلك، جدّدت الصين دعوتها إلى وجوب أن يقرّر السوريون مصير بلادهم بأنفسهم، وذلك تعليقاً على تشكيل «الائتلاف الوطني السوري». وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، هونغ لي، إلى أنّ «العملية السياسية الانتقالية بقيادة الشعب السوري يجب أن تبدأ قريباً لتحقيق حل عادل وسلمي ومناسب للمسألة السورية». وأضاف أن الصين ستواصل الاتصالات مع الأطراف ذات الصلة في سوريا.

إلى ذلك، جدّد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التعبير على قلقه البالغ بشأن سوريا، مشدداً على أنّ آثار امتداد الأزمة واضحة في دول الجوار.

وتطرق بان، في محاضرة ألقاها في جامعة أميركية، إلى الوضع في سوريا فقال إنّ «المخاطر بالنسبة إلى المنطقة واضحة، ونحن نشهد انتشار تأثيراته وتوترات شديدة، واندلاعاً للعنف في الدول المجاورة لسوريا». وشدّد على أنّ ما من حلّ عسكري للأزمة السورية، مضيفاً أنّ على الحكومة والمعارضة أن تلتزم بحوار إذا أرادت تحقيق أيّ تقدّم. وأسف «لأنّه مع كل يوم في سوريا ثمّة تقارير عن انتهاكات رهيبة لحقوق الإنسان ومعاناة شديدة، والأمم المتحدة ترسل على وجه السرعة الأدوية والطعام للسوريين داخل البلاد ومئات الآلاف الذين فرّوا إلى الدول المجاورة». وشدّد بان على أنّ الوضع في سوريا هو تذكير بأن المنطقة على المحكّ ما لم يتحرك المجتمع الدولي بطريقة منسقة، وما لم يلبي القادة مطالب شعبهم بالانفتاح والكرامة».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

قصف ومعارك في جنوب دمشق وريفها ونداءات استغاثة من الأهالي

أ. ف. ب.

تواصل قوات النظام السوري عملياتها في ريف دمشق وسط حالة إنسانية وطبية سيئة فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل أكثر من 39 ألف شخص في سوريا خلال عشرين شهرًا من النزاع.

بيروت: تستمر العمليات العسكرية الواسعة التي تقوم بها القوات النظامية الخميس في مناطق في ريف دمشق حيث افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون عن حالة انسانية سيئة جدا. وقال المرصد في بيان صباحي ان “بلدتي داريا والمعضمية في ريف دمشق تعرضتا لقصف عنيف من القوات النظامية، ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى، وسط حالة انسانية وطبية سيئة”.

وكانت داريا (جنوب غرب دمشق) وحرستا (شمال شرق العاصمة) تعرضتا ليل الاربعاء الخميس لقصف عنيف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى سقوط 21 قتيلا الاربعاء في اشتباكات وقصف على مدن وبلدات في الريف الدمشقي.

 وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان بعد منتصف الليل ان اهالي داريا ومعضمية الشام وجهوا نداءات استغاثة نتيجة عنف القصف المدفعي والصاروخي الذي يتعرضون له. واشارت لجان التنسيق المحلية الى انقطاع التيار الكهربائي في داريا ونزول الاهالي الى الملاجىء الليلة الماضية.

وبدأ القصف قبل قليل بحسب المرصد، يطال الاحياء الجنوبية للعاصمة التي تشهد منذ ايام معارك بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة تجمعت في هذه الاحياء. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان وحدات الجيش السوري نفذت عمليات الاربعاء “قضت خلالها على عدد من الارهابيين بعضهم ينتمي الى ما يسمى جبهة النصرة روعوا على مدى الايام الماضية الاهالي والمواطنين في حي التضامن بدمشق”.

واشارت الوكالة الى “مصادرة اسلحة متنوعة كانت بحوزتهم”. في الوقت نفسه، وقعت اشتباكات صباح اليوم بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط مطار منغ العسكري في ريف حلب (شمال)، تخللها قصف من القوات النظامية على بلدة اعزاز التي يسيطر عليها العارضون منذ اشهر.

كما افاد المرصد عن اشتباكات في محيط مبنى المخابرات الجوية في حي الزهراء في غرب مدينة حلب رافقه قصف من القوات النظامية على منطقة الليرمون القريبة. في محافظة دير الزور (شرق)، تدور اشتباكات بين القوات النظامية “ومقاتلين من عدة كتائب ينفذون هجوما على المراكز الامنية منذ ايام من اجل السيطرة على المدينة”.

في محافظة الرقة (شمال)، افاد المرصد عن اشتباكات بدأت “منذ ساعات في بلدة دبسي عفنان بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب يحاصرون مبنى مديرية الناحية في البلدة ويحاوولون السيطرة عليه”.

وبلغ عدد القتلى الذين سقطوا في اعمال عنف الاربعاء في مناطق مختلفة من سوريا 126، وهم 45 مدنيا و45 عنصرا من قوات النظام و36 مقاتلا معارضا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في كافة انحاء سوريا ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية.

وقتل اكثر من 39 الف شخص في سوريا خلال عشرين شهرا من نزاع دام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى وجود آلاف القتلى غير الموثقين والاف المفقودين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “قتل 39112 شخصا، بينهم 27410 من المدنيين، و1359 من الجنود المنشقين عن الجيش السوري، و9800 من عناصر القوات النظامية”.

كما اشار الى “سقوط 543 قتيلا مجهولي الهوية” ضمن التعداد. ويحصي المرصد بين المدنيين الاف الاشخاص الذين حملوا السلاح ضد النظام.

واوضح عبد الرحمن الخميس في اليوم الذي دخل فيه النزاع شهره الواحد والعشرين، ان “هذه الارقام لا تشمل الاف المفقودين داخل معتقلات النظام، ولا الاف الشبيحة الذين لا يمكن للمرصد السوري توثيقهم بسبب صعوبة التعرف عليهم”. وذكر ان المرصد “لم يتمكن ايضا من توثيق عدد كبير من القتلى بين عناصر قوات النظام والمجموعات المقاتلة المعارضة بسبب تكتم الجانبين عليها”.

وبدأت في منتصف آذار/مارس 2011 حركة احتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد قمعتها السلطات بقوة، وما لبثت ان تحولت الى نزاع عسكري دام لم تنجح الوساطات الدولية والعربية في لجمه. كما لم ينجح اعلانان عن وقف لاطلاق النار في نيسان/ابريل 2012 وتشرين الاول/اكتوبر 2012، ان يجدا طريقهما الى الارض. وينقسم المجتمع الدولي حول النزاع بين كتلة ابرز مكوناتها الغرب والدول الخليجية تطالب برحيل الاسد، وكتلة على رأسها روسيا تطالب بالحوار مع السلطة وترفض فرض عقوبات على نظام الاسد.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/774114.html

باريس: هذه هي السيناريوهات المحتملة لما بعد قيام التحالف السوري وسقوط النظام

قالت إن رحيل الأسد سيغير المعطى الاستراتيجي في المنطقة

باريس: ميشال أبو نجم

تعتبر باريس أن نشوء التحالف الوطني السوري يعد تحولا حقيقيا من شأنه أن يفتح الباب لتغييرات أساسية في المشهد السوري على المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية، وفي ميزان القوى ميدانيا. وتتوقع المصادر الفرنسية أن تنطلق الجهود باتجاه العمل على تشكيل حكومة سورية انتقالية، وبقدر ما يحصل التحالف الجديد على الدعم العربي والدولي بقدر ما يكون قادرا على تشكيل حكومة ذات صدقية وقادرة على التحرك.

وتضع باريس مسارعة الرئيس الفرنسي أول من أمس لإعلان اعتراف بلاده بالتحالف «ممثلا شرعيا ووحيدا» للشعب السوري، وهي الخطوة الأكثر تقدما من بين ما قامت به مجموعة الدول الغربية، وفق ما شرحته مصادر فرنسية رفيعة المستوى، في إطار توفير الدفع السياسي والدعم الضروري للتحالف الجديد.

وتبدو الأمور، من وجهة النظر الفرنسية، واضحة لجهة المصاعب القائمة والمراحل والأشواط الواجب قطعها بالتدريج للتوصل إلى إرساء حكومة سورية انتقالية تتمتع بالاعتراف الدولي، ما يعني انتقال الشرعية من الحكومة السورية الحالية ومن النظام القائم إلى حكومة المعارضة المؤقتة.

وتمثل الجامعة العربية، بحسب ما ذكرته هذه المصادر الفرنسية واسعة الاطلاع، المحطة الأولى في المسار الذي سيقود الحكومة العتيدة إلى الحصول على الاعتراف الدولي بها، والتعاطي معها على أنها الحكومة السورية الشرعية. وقالت هذه المصادر إن باريس ستعمل على أن تعطي الجامعة العربية مقعد سوريا إلى التحالف الجديد، الأمر الذي سيوفر لها الغطاء «الأولي» الضروري.

ولا تتخوف باريس من «تردد» بعض الدول العربية التي يمكن أن تعارض هذا التوجه، مثل لبنان الذي «نأى بنفسه» مجددا عن قرار الجامعة العربية توفير الدعم للتحالف، أو من معارضة الجزائر والعراق، لأن هذه التحفظات كانت قائمة منذ اندلاع الثورة السورية ولم تمنع طرد النظام من الجامعة أو فرض عقوبات اقتصادية عليه أو نقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي.

وبعد الجامعة، تعول باريس على اجتماع أصدقاء الشعب السوري، المحطة الثانية لتوفير جرعة ثانية من الدعم الدولي. وجدير بالتذكير أن اجتماع أصدقاء الشعب السوري في شهر يوليو (تموز) الماضي في العاصمة الفرنسية اجتذب 107 دول، فضلا عن الهيئات والمنظمات. وبحسب التوقعات الفرنسية، فإن «الغطاء» الشرعي العربي سيحفز الكثيرين من «الأصدقاء»، إن لم يكن كلهم، على الاقتداء بالجامعة العربية. ويمكن أن تلي ذلك خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري التي جمدت حتى الآن من غير أن تقطع.

وفي حال تحقق هذا الهدف، فإن الباب سيكون مفتوحا للذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل المطالبة بإبعاد ممثل النظام وإعطاء المقعد السوري لممثل حكومة المعارضة، وذلك تحت بند وجود شك معقول لجهة شرعية وجود ممثل النظام في المنظمة الدولية.. وباستطاعة رئيس التحالف أن يكتب للأمين العام للأمم المتحدة ليبلغه إرسال مثل عن الحكومة السورية «الشرعية» إلى المنظمة الدولية.

انطلاقا من هذه النقطة، سيحيل الأمين العام الموضوع إلى لجنة متخصصة تنظر في ادعاءات الطرفين، بعدها ينقل الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ويجري تصويت لتحديد الجهة التي تمثل سوريا. وبسبب غياب حق النقض (الفيتو)، فإن المصادر الفرنسية تتوقع أن تحصل الحكومة المؤقتة على الاعتراف بها من الأمم المتحدة، الأمر الذي يمنحها الشرعية الكاملة ويؤهلها بالتالي التصرف كحكومة كاملة الصلاحيات؛ بما فيها طلب تزويدها بالسلاح الذي تريده.

وفائدة هذا التطور أنه يتجاوز موضوع «الأساس القانوني» الذي يمنع الكثير من الدول من مد المعارضة بالسلاح الذي تحتاجه للدفاع عن المناطق التي تتعرض لقصف النظام، أو حماية المناطق التي حررت.. إذ أن أي قرار أو أي طلب صادر عن «سلطة شرعية» هو قرار أو طلب شرعي. وعندها، تستطيع كل دولة أن تتخذ القرار الذي ترتئيه في موضوع إمداد المعارضة بالسلاح. وقد أشار الرئيس هولاند مساء الثلاثاء في مؤتمره الصحافي لهذا الأمر عند قوله إن موضوع التسليح «سيعاد طرحه».

غير أن المصادر الفرنسية تعترف بأن هذا السيناريو يمكن أن يلاقي بعض العراقيل، ومنها ردة فعل بعض الجهات «المتحفظة» نوعا ما على قيام التحالف الوطني السوري والشروط التي تضعها عليه من أجل الاعتراف به اعترافا كاملا كما فعلت فرنسا. إضافة إلى ذلك، قد تبدي بعض الدول من العالم الثالث – خصوصا من أفريقيا – تخوفا من هذه «السابقة» على الأنظمة القائمة لديها، بيد أن الحسابات التي تجرى تبين أن قرارا يقدم بهذا المعنى إلى الجمعية العامة مؤهل لأن يحصل على الأكثرية التي يحتاج إليها ليصبح نافذا.

هيثم المالح لـ «الشرق الأوسط»: مكتب «الائتلاف الوطني» يعمل من القاهرة

دمشق تعتبر اجتماع المعارضة في الدوحة «إعلان حرب».. والاعتراف الفرنسي «غير أخلاقي»

القاهرة: أدهم سيف الدين لندن: «الشرق الأوسط»

بينما أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية والثورة عن تأسيس مكتب له في القاهرة، بالتزامن مع الإعلان عن دعوة زعيم الائتلاف الجديد معاذ الخطيب لزيارة باريس، التي سوف يلبيها خلال الأيام المقبلة، هاجمت دمشق اجتماع المعارضة السورية في الدوحة قبل أيام، معتبرة أنه بمثابة «إعلان حرب»، كما قالت إن اعتراف فرنسا بالائتلاف هو موقف «غير أخلاقي»، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

وقال مسؤولون في الائتلاف أمس إن الائتلاف سيتخذ من القاهرة مقرا له مع سعيه للحصول على اعتراف القوى الأجنبية به كحكومة شرعية لسوريا. وأكد هيثم المالح رئيس مجلس الأمناء خبر إنشاء وتأسيس مكتب للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في القاهرة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «إنشاء وفتح مكتب للائتلاف السوري في العاصمة المصرية كان في النظام الأساسي للائتلاف وكان مقررا وأنا أؤكد الخبر».

وأضاف المالح أن «القاهرة هي بعد عربي والحاضنة العربية، وهي أكبر عاصمة عربية وأنا دائما كنت أطالب المعارضين الاستقرار والعمل في القاهرة.. وكما طلبت من المجلس الوطني السوري سابقا عندما كنت من أعضائه بنقل مقر المجلس من إسطنبول إلى القاهرة، لأن مصر ليس لها أجندة خاصة في سوريا».

ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس عن دعوة زعيم ائتلاف المعارضة السورية الجديد معاذ الخطيب إلى زيارة باريس، وأنه من المتوقع أن يزورها في الأيام المقبلة.

من جهتها، اعتبرت دمشق أن اجتماع المعارضة السورية في الدوحة قبل أيام هو «إعلان حرب»، وأن اعتراف فرنسا بالائتلاف الذي خلص إليه الاجتماع موقف «غير أخلاقي»، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المقداد: «قرأنا اتفاق الدوحة – الذي توصلت إليه المعارضة – الذي يتضمن رفضا لأي حوار مع الحكومة»، معتبرا أن هذا الاجتماع «هو إعلان حرب». وأضاف: «لا يريد هؤلاء (المعارضون) حل المسألة سلميا»، في حين يدعو النظام «إلى حوار وطني مع كل من يريد الحل السلمي»، بحسب نائب وزير الخارجية السوري.

وأبدى المقداد استعداد نظام الرئيس الأسد «للحوار مع المعارضة السورية التي تكون قيادتها في سوريا، وليست بقيادة الخارج أو صنيعة منه».. ورأى أن الاعتراف الفرنسي هو «موقف غير أخلاقي لأنه يسمح بقتل السوريين. هم (الفرنسيون) يدعمون قتلة وإرهابيين، ويشجعون على تدمير سوريا».

واعتبر أن اعتراف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، وأنها ستكون الحكومة المقبلة، هو «خطأ كبير»، وهي على «تعارض مع التاريخ الفرنسي في العلاقات الدولية. لا يمكنني أن أفهم أي طريقة اتخاذ القيادتين الحالية والسابقة موقفا متعجرفا كهذا». وأضاف: «أعتقد أن أمل الناس حول العالم سيخيب جراء هذا الموقف».

من جهة أخرى، دان المقداد إعلان هولاند أن مسألة تسليم أسلحة إلى المعارضة السورية ستطرح من جديد، معتبرا أن هذا الموقف «غير مقبول».

واعتبر المسؤول السوري أن «فرنسا تقدم الآن مساعدة تقنية ومالية لقتل الناس».

واشنطن تضفي «شرعية مشروطة» على الائتلاف السوري الجديد وتطالبه بإثبات إمكاناته

كلينتون: 30 مليون دولار مساعدات غذائية للمتضررين

واشنطن: هبة القدسي

أكد المسؤولون بالخارجية الأميركية على أهمية خطوة تشكيل الائتلاف السوري الجديد وأهمية تمثيله للشعب السوري، لكنهم كانوا حذرين في إضفاء الشرعية الدولية الكاملة للائتلاف، واشترطوا أن يقوم بتشكيل لجان فنية وإثبات فعاليته وقدراته على تمثيل الشعب السوري على أرض الواقع. وأصر المسؤولون على تقديم مساعدات إنسانية وغير قتالية فقط إلى السوريين.

وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «نعتقد أن هذا الائتلاف هو ممثل شرعي للشعب السوري، وأنه يعبر عن السوريين والتنوع في الشعب السوري، ونعتقد أنه يلبي هذه الاحتياجات وسننظر كيف سيعمل على وضع اللمسات الأخيرة في هياكله التنظيمية، ونريد أن نرى كيف سيتمكن من تمثيل السوريين داخل سوريا».

ووصف تونر تشكيل الائتلاف بأنه خطوة أولية ومحورية ومهمة، لكنها تعتبر خطوة أولى.. وأن الولايات المتحدة ترغب في أن ترى في الأيام والأسابيع القادمة صياغة لجان فنية، وأن رئيس الائتلاف معاذ الخطيب تحدث بالفعل عن إنشاء مثل هذه المجموعات لتقديم المساعدات على أرض الواقع. وأكد تونر على تقديم المساعدات غير القتالية والمساعدات الإنسانية فقط إلى السوريين.

وحول الاعتراف الأميركي في السابق بشرعية المجلس الوطني السوري، قال تونر: «كانت هناك قضايا مع المجلس الوطني السوري، ولم نكن نعتقد أنه يمثل الشعب السوري تمثيلا واسعا، لذا فإن أحد أهداف مؤتمر الدوحة هو رؤية النتائج التي كنا نريدها والتي يريدها الشعب السوري ومجموعة أصدقاء سوريا، وهي تشكيل كيان سياسي يكون أكثر تمثيلا للشعب السوري، ونريد أن نرى إنشاء هيكل تنظيمي أكثر فاعلية لمساعدة الشعب السوري، وهذا النوع من العمل هو ما تحدث عنه السفير فورد سابقا، والذي يمكن من فرض مزيد من الضغط الدولي على الأسد، والعمل داخل سوريا لإقناع أولئك الذين ما زالوا يقفون على الحياد.. وعلى الائتلاف أن يثبت أنه حكومة تمثيلية حقا». ووصف تونر تشكيل الائتلاف بأنه خطوة إيجابية جيدة لكنه كرر مرة أخرى رغبة بلاده في رؤية ما سيقوم به الائتلاف في إنشاء لجان فنية، وقال: «ما نريده هو أن نرى أنهم قادرون على إثبات قدراتهم»، رافضا التعليق على قرار فرنسا بالاعتراف بالائتلاف باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.من جانبها، رحبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بتشكيل الائتلاف الوطني السوري المعارض، واعتبرته خطوة مهمة، ووصفته بالكيان الأكثر تمثيلا لتطلعات الشعب السوري. وأعلنت عن تقديم 30 مليون دولار كمساعدات إضافية للمتضررين من الصراع في سوريا، ومساعدة اللاجئين الذين فروا إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق.

إلا أن كلينتون لم تقم بالاعتراف الكامل بالائتلاف، ولم تتطرق إلى أي مبادرات أو أفكار لتسليحه، بل ربطت الدعم الأميركي بقدرة الائتلاف على تنظيم صفوفه والتأثير على الأحداث على أرض الواقع، وعلى إثبات قدرته على تنفيذ مشروع لخلق دولة ديمقراطية تعددية في سوريا والحفاظ على وحدة سوريا. ولم تعلق على مطالبات المعارضة السورية بتقديم الدعم المسلح لها.

وقالت كلينتون للصحافيين في مدينة بيرث الأسترالية: «لقد طالبنا منذ فترة بتشكيل مثل هذا التنظيم، والولايات المتحدة كانت مشاركة في العمل الذي ظهرت نتيجته في الدوحة، ونريد أن نرى الحفاظ على هذا الزخم، ونريد منهم أن يقوموا بالإجراءات التنظيمية التي تعهدوا بها في الدوحة، وأن يقوموا بالتأثير على الأوضاع على أرض الواقع في سوريا». وأضافت: «عندما تقوم المعارضة السورية بهذه الخطوات، وعندما تثبت فاعليتها في تعزيز قضية سوريا موحدة وديمقراطية وتعددية، فإننا سنكون مستعدين للعمل معها لتقديم المساعدة للشعب السوري».

وأشارت كلينتون أن المساعدات سيتم تقديمها من خلال برنامج الغذاء العالمي الذي يوفر المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص في سوريا و400 ألف لأجئ في الدول المجاورة. وأوضحت أن المبالغ الإضافية رفعت قيمة المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للمتضريين من الأزمة السورية إلى 200 مليون دولار.

ويأتي ذلك بينما أبدى مسؤولون بالإدارة الأميركية ترحيبهم بتشكيل الائتلاف، وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحن متفائلون بحذر، وأمام المعارضة طريق طويل لتقطعه، لكن هذا الائتلاف يعد خطوة كبيرة إلى الأمام». وأوضح أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدات «غير القتالية»، وستصر على ضمان احترام حقوق الإنسان والمساواة في المعاملة بين جميع المواطنين السوريين.

عناصر نظامية وشبيحة يقتحمون منزل رئيس «المجلس الوطني» في ريف دمشق ويعبثون بمحتوياته

ناشط لـ «الشرق الأوسط»: شقق عائلة صبرا فارغة بعدما غادر جميع أفرادها سوريا

بيروت: ليال أبو رحال

اقتحمت دورية من القوى الأمنية بمؤازرة عناصر من الشبيحة مبنى سكنيا في مدينة قطنا بريف دمشق، حيث منزل رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا وأفراد من عائلته، فعبثوا بمحتوياته وعاثوا بها قبل أن يغادروا المبنى، الخالي من عائلة صبرا. وفي حين نقلت تقارير إخبارية عن شقيق صبرا قوله إن «قوات الأمن والشبيحة تعاملوا مع محتويات وجدران المنازل بطريقة انتقامية، إذ لم يكتفوا بنهب المحتويات وتكسير الأثاث وإنما تعدى فعلهم إلى تكسير الحيطان».

وقال عمر الشامي، عضو المكتب الإعلامي في مجلس قيادة الثورة بريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «دورية مؤلفة من سيارتي أمن وعدد من الشبيحة اقتحموا ظهر أمس أحد أحياء مدينة قطنا، حيث يقع منزل صبرا وأفراد من عائلته، بينهم ابنه». وذكر أن «قناصة صعدوا إلى سطح المبنى فيما كان بقية العناصر يدخلون إلى داخل المنازل ويعبثون بمحتوياتها وأثاثها، مدمرين أجزاء منها»، لافتا إلى أنهم «بعدما أنهوا تخريبهم غادروا الحي، ولم يعثروا على أي من أقارب صبرا، الذين باتوا جميعهم خارج سوريا».

وتعرف مدينة قطنا الواقعة بريف دمشق بأنها مدينة مختلطة طائفيا، يقطنها مسيحيون ومسلمون وعلويون. ويقول الناشط إن «النظام عمد قبل أشهر إلى إخراج العائلات العلوية تحديدا وكذلك بعض العائلات المسيحية، فيما غالبية قاطنيها أساسا من الطائفة السنية، ثم أقام عددا كبيرا من الحواجز في أنحائها وأحيائها»، موضحا أن المدينة تضم مراكز أمنية وفيها مساكن للضباط والجيش.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها النظام رسائل إلى المعارض المسيحي البارز، إذ يؤكد ناشطون أن مقربين من النظام عمدوا إلى تأليب وتحريض عائلات مسيحية في المدينة ضد صبرا وعائلته؛ ومطالبتها بإعلان تبرؤها منه. وكان مسيحيو المدينة قد فجعوا قبل أشهر قليلة بمقتل راعي كنيسة المدينة الأب فادي الحداد، المعروف بأنه كان من أبرز العاملين على المصالحة الوطنية ولملمة الجراح. وكان الحداد قد اختطف أثناء سعيه للإفراج عن طبيب تم اختطافه من المدينة، قبل أن يتم العثور عليه لاحقا مقتولا ذبحا في بلدة جديدة عرطوز بريف دمشق.. وقد تبادل كل من النظام السوري والمعارضة الاتهامات بشأن المسؤولية عن اختطاف الكاهن وقتله.

حمد بن جاسم: الاجتماع مع لافروف كان صريحا.. واتفقنا على مواصلة الحوار رغم عدم تطابق وجهتي النظر

وزير الخارجية الروسي: نحن لا ندافع عن الأسد ونظامه بل عن الشعب السوري

الرياض: فهد الذيابي

نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقوف بلاده إلى جانب نظام بشار الأسد على حساب المعارضة وكل المناوئين لهذا النظام، وقال «نحن لا ندافع عن الأسد، ولكننا ندافع عن الشعب السوري».

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، ونظيره الروسي، عقب الاجتماع الوزاري المشترك الثاني للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية، والذي عقد مساء أمس في العاصمة السعودية لبحث الأزمة السورية وتطوراتها.

وشدد الوزير الروسي سيرغي لافروف على أن ربط حل الأزمة برحيل رأس النظام بشار الأسد معناه مزيد من سفك الدماء بين كل الأطياف، وقال «نحن نسعى لتوحيد صفوف المعارضة السورية»، مؤكدا على ضرورة بحث كل الأطراف عن طرق جديدة لإقناع السوريين بالاتفاق في ما بينهم. وقال «يجب ألا تستحوذ القضية السورية على الحوار الخليجي الروسي، لأن هناك القضية الفلسطينية»، منتقدا دور اللجنة الرباعية الدولية التي لم تستطع حسب قوله «خلق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، وفوتت الفرص، وهو ما يجعل الشعب الفلسطيني يدفع الثمن». وقال ملمحا لما يجري من غارات في غزة «يجب أن تتوقف كل الأعمال العسكرية في غزة فورا».

وأوضح لافروف أن المجموعات الفاعلة في المعارضة السورية بالداخل لم تحضر مؤتمر الدوحة الأخير، مناشدا أطياف المعارضة توحيد طاقم المفاوضات، كما أن مجموعة الائتلاف رفضت مسبقا إجراء الحوار مع النظام السوري، مشددا كل الأطراف بضرورة تطبيق اتفاقية جنيف التي تحتوي على إجراءات التسوية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية البحريني أنه ليس هناك مانع من استمرار الاجتماعات والتشاورات بين الجانبين الخليجي والروسي للبحث عن حل في سوريا. وشدد على أن القضية السورية تهدد السلم والأمن في المنطقة، ولأجل هذا اجتمع الجانبان في الخليج وروسيا. وقال «يجب على الجانبين إنجاح هذا الائتلاف». وأضاف الوزير البحريني أن «هناك من يتدخل في الشأن السوري بكل سفور، ويرسل للنظام العتاد والسلاح، كما أن هناك أطرافا في المنطقة تريد توسعة الخلاف وتدفع به إلى ما هو أبعد مما يجري حاليا في سوريا».

وحول ما إذا كانت الشعوب العربية ترى أن روسيا قد خذلتها بالوقوف مع النظام السوري ضد أبناء شعبه، استنكر «لافروف» هذا الطرح، وقال «إن الشعوب العربية تعرف مواقفنا الثابتة لدعم القضايا والمبادئ الشرعية، ومن بينها عدم تدخلنا في الشؤون الداخلية للدول». فيما تداخل وزير الخارجية البحريني، وقال «إن روسيا لديها رصيد كبير في الوقوف مع المنطقة وقضاياها، ولهذا نحن اجتمعنا مع وزير خارجيتها، وهناك أطراف أخرى أججت الساحة السورية، لكننا لم نجلس معها».

من جانب آخر، أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أن الاجتماع كان صريحا، وتحدث فيه الجانبان بشكل مطول عن الوضع في سوريا وكيفية إيجاد الحلول لرفع معاناة الشعب السوري، مشيرا إلى أن وجهتي النظر لم تتطابقا، إلا أنه تم الاتفاق على مواصلة الحوار في هذا الجانب.

وأعرب الوزير القطري عن إدانة بلاده لما حدث من اعتداءات إسرائيلية أمس في قطاع غزة، مقدما تعازيه لأسر الضحايا، آملا أن يقوم مجلس الأمن بمسؤوليته في حفظ السلم الدولي، داعيا لمعاقبة إسرائيل جراء هذا العمل.

شارك في الاجتماع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، ووزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، والشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت، والشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله.

كما حضر الاجتماع الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية السعودي، والأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف، والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسفير روسيا الاتحادية المعتمد لدى السعودية الدكتور أوليك أوزيروف، وسفراء دول الخليج العربية لدى المملكة.

إلى ذلك، أدان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، ووصفوها بـ«الوحشية» والتي نتجت عنها خسائر في الأرواح والممتلكات. وطالب الوزراء، في بيان أصدره وزير الخارجية البحريني، مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها فورا وتحميلها المسؤولية القانونية المترتبة على ذلك.

تركيا تحشد قوات إضافية مقابل الحدود مع سوريا.. وأوامر بإسقاط أي طائرة تخترق المجال الجوي

دبلوماسي لـ «الشرق الأوسط»: أنقرة ستعترف بالائتلاف السوري قبيل مؤتمر أصدقاء سوريا

بيروت: ثائر عباس

عادت أجواء التوتر إلى الحدود التركية – السورية مع اقتراب الاشتباكات منها مما دفع بأنقرة إلى استنفار قواتها وإجلاء قرية قريبة من قرية رأس العين السورية التي تدور فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومعارضيه منذ أيام.

وكشفت مصادر دبلوماسية تركية أمس لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة سوف تعترف بالائتلاف السوري المعارض «ممثلا وحيدا للشعب السوري» قبيل مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سوف ينعقد في مدينة مراكش المغربية مطلع الشهر المقبل. وقالت المصادر إن السلطات التركية تدرس الوضع الجديد بعد إعلان المعارضة السورية توحدها. ورأت أن هذه الخطوة «إيجابية جدا وسوف تساعد على وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته».

وأكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس تحرك المقاتلات التركية قريبا من مقاتلات سورية قصفت قرى حدودية يوجد فيها معارضون للنظام. وقال المصدر إن القوات المسلحة التركية وضعت في الأيام الأخيرة على درجة عالية من الجهوزية تحسبا من أسوأ التطورات في ضوء ارتفاع حدة الاشتباكات، وسقوط قذائف في أماكن «قريبة جدا من الحدود»، واقتراب الطيران السوري من الأجواء التركية خلال غاراته الأخيرة بشكل يهدد سلامة المدنيين الأتراك. وأوضح المصدر أن السلطات التركية نصحت سكان المناطق الحدودية القريبة من موقع الاشتباكات بمغادرتها إلى أماكن أكثر أمنا مع اقتراب الاشتباكات منها، مشيرا إلى أن قوات تركية إضافية استقدمت إلى المنطقة، بالإضافة إلى وحدات إسعاف وإطفاء، كما أن الطيران التركي بدأ القيام بطلعات جوية منتظمة في المنطقة تحسبا من أي طارئ.

وأكد وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ أن الجيش التركي مستعد للرد على أي انتهاك لمجاله الجوي من قبل طائرات نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن يلماظ أن «قواعد التدخل التي حددها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ما زالت سارية»، وذلك ردا على سؤال بشأن القصف الجوي السوري الذي يستهدف منذ ثلاثة أيام قواعد المعارضين المسلحين في مركز رأس العين الحدودي، وأضاف الوزير: «سيتم اتخاذ الرد اللازم ضد أي طائرة أو مروحية تنتهك مجالنا الجوي».

ذكرت صحيفة «حرييت» أن «رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان منح صلاحية للجيش التركي بإسقاط الطائرات الحربية والمروحية السورية في حال انتهاكها الأجواء التركية»، وأشارت إلى أن «هذا القرار جاء بعد زيادة الطلعات الجوية للطائرات الحربية السورية وقصفها قرية (رأس العين) الملاصقة للبلدات والقرى التركية؛ وفي مقدمتها بلدة (جيلان بنار) بمحافظة أورفة، إضافة إلى تحليقها على بعد أقل من 5 كيلومترات على عكس ما ورد في بروتوكول حلب الموقع بين البلدين عام 1971 الذي يحرم تحليق طائرات كلا البلدين على مسافة أقل من 5 كيلومترات ما عدا الحالات الاضطرارية؛ منها إطفاء الحريق». وكانت «وكالة أنباء الأناضول» الرسمية التركية أعلنت أن أهالي قرية «مرشد بنار»، الواقعة على الحدود مع سوريا، انتقلوا إلى مركز منطقة «سورج»، والقرى المجاورة، حفاظا على أرواحهم، من أي شظايا أو رشقات، قد تصل إلى قريتهم، نتيجة الاشتباكات بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة. وتخوف الأهالي، من حدوث اشتباكات واسعة في بلدة عين العرب، على الجانب السوري، مقابل قريتهم، التي تتبع ولاية «شانلي أورفة»، الأمر الذي قد يلحق الضرر بهم. وقال مختار القرية، محمد جنكايا، إن سكان القرية، والمزارع المجاورة، الذين يبلغ عددهم نحو ألف ساكن، أبلغوا بضرورة أن يخلوا منازلهم لدواع أمنية. وأوضحت السلطات المحلية، أنه لا يوجد أي تهديد على حياة المواطنين، إلا أن تخوف سكان القرية من حدوث أضرار مشابهة لتلك التي حدثت في بلدة «جيلان بنار»، دفعتهم إلى اتخاذ قرار كهذا.

إلى ذلك، أصدرت محكمة تركية أمس حكما بالسجن 12 سنة ونصف السنة على مواطن سوري لإدانته بالتجسس ومحاولة إثارة اضطرابات في مخيمات للاجئين السوريين في تركيا. وكانت محكمة جنايات أضنة حكمت في أول درجة على صباحي حمدو بالسجن 15 سنة بتهمة «إفشاء أسرار دولة يفترض أن تظل سرية بهدف التجسس العسكري أو السياسي» قبل أن تخفف الحكم لحسن سلوكه.

وأخذ الادعاء على المتهم الذي اعتُقل في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 أنه التقط صورا لمخيمات للاجئين السوريين، ومنشآت عسكرية بتواطؤ مع مواطن تركي حكم عليه أيضا بالسجن ست سنوات وثلاثة أشهر. واتهم الادعاء الرجلين بأنهما حاولا تنظيم اللاجئين لإثارة اضطرابات خلال زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

اجتماعات سرية لتوحيد الكتائب العسكرية تحت مظلة «الجيش الحر»

تتنقل بين الأردن وتركيا.. واسم اللواء طيار أحمد فارس قد يطرح قائدا توافقيا

بيروت: كارولين عاكوم

في موازاة الاجتماعات التي كانت تعقد في العاصمة القطرية للإعلان عن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، كانت المباحثات بين قيادات الجيش الحر تنتقل في الأيام الأخيرة، بين إسطنبول وأنقرة والأردن، على خط توحيد القوى والكتائب والفصائل وعلى رأسها الجيش السوري الحر بحسب ما أكد مصدر قيادي لـ«الشرق الأوسط».

هذه الجهود التي تأتي بعد محاولات عدة لم تنجح في الوصول إلى نتائج مثمرة، لا تزال مستمرة لغاية الآن وتحظى بسرية تامة من قبل القيادات العسكرية، ويبدو أنها هذه المرة – بحسب ما يؤكد مطلعون على الاجتماعات – ستكون الخطوة الأساسية نحو توحيد هذه القوى وتجاوز الخلافات بين أبرز القيادات، وخاصة قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد وقائد المجلس العسكري العميد الركن مصطفى الشيخ، لا سيما بعد الوعود التي تلقتها المعارضة حول التسليح ومد الجيش الحر بالأسلحة.

وفي هذا الإطار، لفت المستشار السياسي لـ«الجيش الحر» بسام الدادا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن اسم اللواء طيار محمد فارس يطرح الآن بوصفه شخصية توافقية ومستقلة لقيادة الجيش السوري الحر. بدوره، قال فهد المصري، مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة، إن «الهدف من هذه الاجتماعات التي تعقد في دول عدة وتجمع بين قيادات عسكرية سورية وقيادات غربية، تهدف بالدرجة الأولى إلى توحيد القوى وإعادة هيكلة الجيش الحر وتسمية قيادات جديدة، ليتم إنشاء في ما بعد المجلس العسكري الأعلى للدفاع ومجلس الأمن الوطني، التي يفترض أن تنتقل إلى الداخل السوري للقيام بعملها». وأوضح المصري لـ«الشرق الأوسط» أنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن هذه الاجتماعات في الأيام أو الأسابيع المقبلة، وستحمل كثيرا من المفاجآت على صعيد الاستراتيجية العسكرية والأهداف، ولا سيما في ما يتعلق بفرض الحظر الجوي على طول الحدود التركية على عمق بين 10 و20 كيلومترا.

ويؤكد المصري أن كل المجالس والفصائل العسكرية ستنضوي تحت لواء وقيادة موحدة، ولن يكون هناك سلاح أو دعم عسكري ومالي خارجها. وأشار إلى أنه «في المرحلة المقبلة لن يتمكن النظام من استخدام الطيران الحربي والأسلحة الثقيلة»، في إشارة إلى الأسلحة الثقيلة التي من المتوقع أن تصل إلى المعارضة بعد الوعود التي لطالما تلقتها من جهات عربية وغربية عدة.

من جهته، أكد جبر الشوفي، عضو المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط» أن العمل نحو توحيد المعارضة العسكرية يجري على قدم وساق، ومن المتوقع أن تسفر هذه الاجتماعات عن نتائج إيجابية. ويلفت الشوفي إلى أن هذه الجهود لا ترتبط بالضغوط التي تتعرض لها المعارضة، والقول أن التسليح لن يتم قبل التوحيد، إنما لأنه أصبح لدى الجميع قناعة تامة بضرورة هذه الخطوة وأهميتها على صعيد مسيرة الثورة ومستقبلها؛ ولا سيما مرحلة ما بعد إسقاط النظام السوري.

سهير الأتاسي تطالب بتسليح الثورة السورية: الكرة في ملعب المجتمع الدولي

                                            طالبت نائبة رئيس ائتلاف المعارضة السورية الجديد أمس المجتمع الدولي بأن يساعد الثورة بعد تشكيل الائتلاف، وقالت إن الكرة الآن في الملعب الدولي. وفيما رأى رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف أن الموقف الدولي الداعم للمعارضة السورية هو انحياز في الصراع الدائر، انتقد نظام بشار الأسد توحيد المعارضة السورية واعتبره “إعلان حرب” كما وصف موقف فرنسا الداعم للائتلاف بأنه “غير أخلاقي”.

ميدانياً، سجلت اشتباكات وقصف مدفعي وغارات عنيفة خصوصاً على قرى حدودية، ردت تركيا عليها بتحذير من أنها سترد بالشكل المناسب على الانتهاكات لأجوائها.

الأتاسي

وقالت الأتاسي في حديث إلى وكالة “رويترز” إن غياب المساعدات العسكرية الخارجية للثوار السوريين كان من شأنه فقط تعزيز المتشددين الإسلاميين. وأضافت الناشطة المدافعة عن الديمقراطية: “أقول إن المجتمع الدولي عندما أدار ظهره (كان) فقط يخاف من مجيء الإسلاميين… هو الذي شجع كل هذا بدلاً من أن يمتصه”.

وأوضحت أن المعارضة شكلت كياناً يمثل الأوزان الحقيقية للقوى الثورية ويتعين عليه الآن أن يثبت أنه يتمتع بالشرعية على الأرض. وأضافت: “الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي… لم يعد هناك أي مبرر أبداً من أجل أن يقول اننا سننتظر ان نرى مدى فاعلية هذا الجسم. هم كانوا يضعون جسم المعارضة وكأنه بحالة اختبار. نحن الآن أيضاً نضعهم هم بحالة اختبار”.

وقالت الأتاسي وهي واحدة من الناشطات السوريات القلائل اللاتي أصبح لهن دور قيادي إن الائتلاف الوطني السوري للقوى الثورية والمعارضة يهدف لأن يكون القناة الوحيدة للمساعدات المالية والإنسانية والعسكرية بعد ان كان المانحون يختارون من قبل الفصيل الذي يقدمون له المساعدات. وأضافت: “لم يعد هناك أي مبرر لأن تمنع الاسلحة النوعية عن الجيش الحر. الآن هناك جسم موحد مسؤول يمكن التوجه من خلاله إلى تنظيم صفوف الحراك الثوري وتنظيم صفوف الجيش الحر”.

ودعت الأتاسي، وهي من اسرة دمشقية معروفة بمعارضتها لحزب البعث الحاكم، إلى تعزيز جهود المصالحة واجراء محادثات مع المتشددين الآن لمنع سوريا من الانزلاق إلى حالة من الفوضى والقتال الطائفي بعد سقوط الأسد.

وشددت المعارضة السورية على ان “من المفروض ان نعمل على هذا (المصالحة) من الآن. وما سيحدث بعد إسقاط النظام سيكون نتائج ما نزرعه الآن”. واضافت: “هناك تخوف دائماً من أي ردود فعل. وبالنهاية هذا الشخص الذي تغتصب أخته وأمه وبنته وتقع أمامه كل حوادث القتل هذه أكيد ستكون له ردة فعل. حتما هذا الشيء (الانتقام) يحدث”.

وقالت مشيرة إلى من ارتكبوا الفظائع “بدلاً من أن نحتضن هؤلاء الناس ونتفهم أن هذه ردود فعل تكون نتيجة غضب دفعنا بهم إلى الزاوية إلى الحائط”. وأضافت أن الحوار يجب ان يشمل السلفيين والمتشددين مثل جبهة النصرة التي تستلهم نهج القاعدة وتتعاون في بعض الأحيان مع فصائل معارضة أخرى.

وتابعت الأتاسي، “إلى الآن ما زالت هناك فرصة. لا بد أن نجلس على طاولة واحدة ونتحاور معهم. إذا تأخرنا أكثر من ذلك ستكبر هذه الكتلة وتبقى ذاهبة إلى هناك.. إلى التطرف”.

وقالت الأتاسي (40 عاماً) وهي أم لطفل واحد إنها جلست سافرة مع سلفيين وأعضاء من جبهة النصرة. وكانت الأتاسي وهي ناشطة معروفة في الدفاع عن حقوق الانسان قد تم جرها من شعرها واعتقلت في دمشق في اوائل الاحتجاجات في سوريا في مارس/آذار من العام الماضي بينما كانت تطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. واتهمتها محكمة بإثارة الانقسام لكن أطلق سراحها في ما بعد.

ومثل الكثيرين ممن شاركوا في الاحتجاجات السلمية ضد الأسد ساءها رده العسكري على الاحتجاجات وإحجام القوى العالمية عن مساعدة المعارضة المسلحة التي أعقبت ذلك.

وقالت الأتاسي إن المرأة يجب أن يكون لها دور نشط في الاتصال بالمشاركين في المعركة ضد الاسد. وأضافت: “الشيء الجديد الذي نتمنى ان ندخله على هذا الائتلاف هو أهمية وجود المرأة إلى جانب الكتائب المسلحة لا أن تحمل السلاح ولكن وجودها إلى جانبهم مهم من ناحية الإغاثة والحوار والجلوس معهم. هؤلاء من أهلنا”.

كلينتون

وأمس رحبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس بتشكيل ائتلاف جديد للمعارضة السورية واعتبرته خطوة مهمة ستساعد واشنطن بدرجة أكبر على توجيه مساعداتها لكنها لم تصل إلى حد الاعتراف الكامل به أو الوعد بتسليحه.

وقالت كلينتون للصحافيين في بيرث باستراليا “كنا ندعو منذ فترة طويلة لمثل هذا التنظيم. نريد أن نرى ان قوة الدفع مستمرة”. وأضافت. “مع اتخاذ المعارضة السورية لهذه الخطوات وإظهار فاعليتها في احراز تقدم باتجاه سوريا ديمقراطية تعددية سنكون مستعدين للعمل معهم على تقديم المساعدة للشعب السوري”.

وأعلنت كلينتون عن مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 30 مليون دولار للمتضررين من الصراع في سوريا بعد محادثات في بيرث مع نظيرها الاسترالي بوب كار ووزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ونظيره الاسترالي ستيفن سميث. وقالت كلينتون إن المساعدات البالغة 30 مليون دولار ستساعد على توفير الغذاء المطلوب بشدة للجوعى داخل سوريا وللاجئين الذين فروا إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق.

وستقدم المساعدات من خلال برنامج الأغذية العالمي الذي يوفر المساعدات الغذائية لاكثر من مليون شخص في سوريا وقرابة 400 ألف لاجئ في الدول المجاورة. وذكرت كلينتون أن المبالغ الإضافية رفعت المساعدات الأميركية الإنسانية للمتضررين من الأزمة السورية إلى 200 مليون دولار.

مدفيديف

لكن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف انتقد في حديث مع صحيفة “هلسينغن” الفنلندية المواقف الداعمة للمعارضة السورية. وقال: “اننا لا ندعم أحداً في هذا النزاع، لا الرئيس الاسد ولا المتمردين، خلافاً لما يظنه الناس عموماً”. واضاف “لكن مع الاسف، وجهة نظر بعض الدول منحازة: بعضها يقول يجب ان يرحل (الاسد) فوراً والبعض الآخر (يريد) ارسال اسلحة، وهذا خطأ بحسب رأيي”.

الصين

وجدّدت الصين، أمس، دعوتها الى وجوب أن يقرّر السوريون مصير بلادهم بأنفسهم، وذلك تعليقاً على تشكيل الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة قبل أيام.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي قوله في مؤتمر صحافي دوري تعليقاً على تشكيل الائتلاف، إن مصير سوريا يجب أن يقرّره شعبها.

وقال هونغ إن العملية السياسية الانتقالية بقيادة الشعب السوري يجب أن تبدأ قريباً لتحقيق حل عادل وسلمي ومناسب للمسألة السورية. وأضاف أن الصين ستواصل الاتصالات مع الأطراف ذات الصلة في سوريا.

دمشق

نظام بشار الأسد اعتبر امس ان اجتماع المعارضة السورية في الدوحة قبل ايام هو “اعلان حرب”، وان اعتراف فرنسا بالائتلاف الذي خلص اليه الاجتماع موقف “غير اخلاقي”، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لوكالة “فرانس برس”.

وقال المقداد “قرأنا اتفاق الدوحة (الذي توصلت اليه المعارضة) الذي يتضمن رفضاً لاي حوار مع الحكومة”، معتبراً ان هذا الاجتماع “هو إعلان حرب”. واضاف: “لا يريد هؤلاء (المعارضون) حل المسألة سلمياً”، في حين يدعو النظام “الى حوار وطني مع كل من يريد الحل السلمي”، بحسب نائب وزير الخارجية السوري.

وابدى المقداد استعداد نظام الرئيس الاسد “للحوار مع المعارضة السورية التي تكون قيادتها في سوريا، وليست بقيادة الخارج او صنيعة منه”.

ورأى المقداد ان الاعتراف الفرنسي هو “موقف غير اخلاقي لانه يسمح بقتل السوريين. هم (الفرنسيون) يدعمون قتلة وارهابيين، ويشجعون على تدمير سوريا”.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال في مؤتمر صحافي الثلاثاء “أعلن ان فرنسا تعترف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة الانتقالية القادمة لسوريا الديموقراطية التي ستتيح الانتهاء مع نظام بشار الاسد”.

واعتبر المقداد ان هذه الخطوة “خطأ كبير”، وهي على “تعارض مع التاريخ الفرنسي في العلاقات الدولية. لا يمكنني ان افهم اي طريقة اتخاذ القيادتين الحالية والسابقة موقفاً متعجرفاً كهذا”. واضاف: “اعتقد ان امل الناس حول العالم سيخيب جراء هذا الموقف”.

واعتبر المقداد ان موقف فرنسا في الازمة السورية يعود الى “تاريخها الاستعماري”، واعتقاد القيادة الفرنسية الجديدة ان هذا التاريخ “سيعود مجدداً”.

كما دان المقداد اعلان هولاند ان مسألة تسليم أسلحة الى المعارضة السورية ستطرح من جديد، معتبراً ان هذا الموقف “غير مقبول”.

واعتبر المسؤول السوري ان “فرنسا تقدم الآن مساعدة تقنية ومالية لقتل الناس”. واضاف: “هم (الفرنسيون) مسؤولون عن قتل الآلاف من السوريين عبر تقديم مساعدة مماثلة الى المجموعات الارهابية”.

ودعا فرنسا الى “ترك الشرق الأوسط وشأنه، وعدم لعب لعبة مماثلة”، مشيراً الى ان “دعم الارهاب يخالف القانون الدولي”، وان “التدخل الفرنسي السافر في الشؤون السورية الداخلية يخالف ميثاق الامم المتحدة”.

“أصدقاء الشعب السوري”

مسؤول رسمي ياباني أعلن أمس أن اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” الذي تأمل اليابان أن تشارك فيه نحو 60 دولة، من بينها دول في جنوب شرقي آسيا، سيعقد في 30 تشرين الثاني الجاري في طوكيو.

وكانت طوكيو أعلنت يوم الجمعة الماضي أنها تنتظر مشاركة 150 مندوباً من نحو 60 دولة في هذا المؤتمر الذي يهدف الى الضغط على نظام الاسد.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية طالباً عدم ذكر اسمه إن “مشكلة سوريا ومشكلة الاستقرار في الشرق الاوسط على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لآسيا، وخاصة في مجال تأمين مصادر الطاقة حيث تعتمد القارة بشكل كبير على الشرق الأوسط في التزود بالنفط”.

تطورات ميدانية

ميدانياً، دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في جنوب دمشق، في حين استمرت الغارات الجوية في مناطق مختلفة من البلاد.

وقال: “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان اشتباكات عنيفة دارت امس “في حيي التضامن والحجر الاسود بين قوات النظام ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة ترافقت مع سقوط قذائف على الاحياء الجنوبية من دمشق”. وتحدث عن سقوط قذائف على مخيم فلسطين للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة من دون تحديد مصدرها، بينما تعرّض حي العسالي للقصف وشهد مخيم اليرموك وحي التضامن اشتباكات وقصفاَ ليلاَ، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق، شنت طائرة حربية غارة على مدينة حرستا التي استقدمت القوات النظامية تعزيزات إضافية اليها، بحسب المرصد الذي أشار الى قصف على مناطق في الغوطة الشرقية.

أما في حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ نحو أربعة أشهر، نقل مراسل “فرانس برس” عن مصدر عسكري قوله إن المقاتلين المعارضين سيطروا على مستشفى الكندي وحاجز عسكري هو الأخير للقوات النظامية في شمال المدينة.

وفي محافظة الحسكة (شمال)، شنت الطائرات الحربية غارتين جويتين على مدينة رأس العين التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل ايام، الى سلسلة غارات على تجمعات لهم في مناطق تشهد اشتباكات مثل تل حلف واصفر نجار القريبتين، بحسب المرصد.

كما دارت اشتباكات “بين قرويين مسلحين موالين للنظام ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط المدينة على طريق راس العين تل تمر، وطريق راس العين القامشلي”.

وقتل 18 عنصراً على الاقل من قوات الأسد واصيب عدد آخر بجروح وذلك إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط تجمع أصفر نجار العسكري”، مشيراً إلى أن المقاتلين سيطروا “في شكل كامل” على هذا التجمع القريب من مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرتهم.

وأوضح المرصد أن الاشتباكات أدت أيضاً الى “مقتل ما لا يقل عن ثلاثة مقاتلين وإصابة أكثر من عشرة بجروح”، مشيراً الى أن “من تبقى من عناصر قوات النظام فروا في اتجاه المنطقة الواقعة بين مقبرة رأس العين واحد روافد نهر الخابور الذي يمر في المنطقة”.

وفي محافظة إدلب دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية، تترافق مع قصف مروحي تتعرض له المدينة.

وشن الطيران الحربي غارات على المدينة، كما دارت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب منها والمحاصر منذ نحو شهر.

واستولى المعارضون على معرة النعمان في التاسع من تشرين الاول بعد معارك ضارية، ثم تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى القريبة منها والطريق السريعة التي تمر بها وتربط بين حلب (شمال) ودمشق، إلا أن قوات النظام عادت وتقدًمت خلال الأيام الأخيرة على هذه الطريق واستعادت عدداً من القرى.

وفي محافظة القنيطرة (جنوب)، قال المرصد إن اشتباكات متقطعة دارت على أطراف قرية رويحينة الواقعة خارج المنطقة المنزوعة السلاح، بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، دارت اشتباكات في مدينة دير الزور التي تعرضت صباحاً لقصف بالطيران الحربي، بحسب المرصد.

أمن نظام الأسد اعتقل مسؤولاً في منظمة الهلال الاحمر العربي السوري من مقر عمله، بحسب ما أفاد “المجلس الوطني السوري”، الذي قال في بيان أمس أن “قوات أمن النظام السوري تعتقل عضو مجلس إدارة الهلال الأحمر السوري وقائد فرق الإسعاف محمد رائد الطويل (36 عاماً) من مقر الهلال الأحمر في حي أبو رمانة في العاصمة السورية دمشق”.

وأشار البيان الى أن الاعتقال تم في الثامن من تشرين الثاني الجاري.

وأكدت مصادر مقربة من المنظمة في دمشق فضلت عدم كشف هويتها، اعتقال الطويل من دون تقديم تفاصيل اضافية.

كما أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان الطويل ما زال محتجزاً منذ اعتقاله قبل نحو اسبوع.

وكتبت الناشطة والمدونة رزان غزاوي على مدونتها بالانكليزية، ان الطويل الذي يعمل مع الهلال الاحمر منذ اكثر من 18 عاماً، متزوج وله ابن واحد. وقالت إن الطويل “مصاب في ظهره (…) وفي حاجة الى الادوية والعلاجات الدائمة”.

تركيا

في أنقرة، قال وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ، امس، إن بلاده سترد بشكل مناسب على انتهاكات الطائرات والمروحيات السورية للمجال الجوي التركي، لافتاً إلى أن القوات المسلحة بالمنطقة الحدودية مع سوريا مخولة صلاحية التدخل المباشر.

ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” عن يلماظ، قوله في المقر العام لحزب العدالة والتنمية الحاكم، حول تغيير قواعد الاشتباك العسكري مع سوريا، إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن عن تغير القواعد المذكورة عندما أسقطت سوريا طائرة عسكرية تركية، وليس هناك تغيير جديد حالياً.

وأوضح أن الحكومة التركية وجهت مذكرات دبلوماسية إلى سوريا بشأن انتهاك الطائرات السورية لحدودها، مطمئناً المواطنين في المنطقة الحدودية التركية الى أن القوات المسلحة في المنطقة مخولة صلاحية التدخل المباشر.

وعما إذا كانت صلاحية الرد مُنحت إلى القوات الجوية مباشرة، قال الوزير التركي إن صلاحية الرد انتقلت إلى القادة المسؤولين في المنطقة.

وقال شهود لوكالة “رويترز” إن تركيا دفعت بطائرات مقاتلة إلى حدودها الجنوبية الشرقية مع سوريا امس رداً على هجوم سوري جوي استهدف بلدة رأس العين الحدودية.

إلى ذلك، أصدرت محكمة تركية، امس، حكماً بالسجن 12 سنة و6 أشهر بحق سوري اتهمته بالتجسّس على لاجئين سوريين.

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة “زمان” أن المحكمة العليا الثامنة في أضنة أصدرت حكماً بالسجن على صباحي حمدو، أستاذ سوري يدرّس في كلية الطب في جامعة حلب، لمدة 12 سنة و6 أشهر.

بان كي مون

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التعبير عن قلقه البالغ بشأن سوريا، مشدداً على ان آثار امتداد الأزمة السورية واضحة في دول الجوار.

وتطرق بان، في محاضرة ألقاها في جامعة يال الأميركية إلى الوضع في سوريا فقال ان المخاطر بالنسبة إلى المنطقة واضحة، ونحن نشهد انتشار تأثيراته وتوترات شديدة، واندلاعاً للعنف في الدول المجاورة لسوريا.

وشدد على ان ما من حل عسكري للأزمة السورية، مضيفاً ان على الحكومة والمعارضة أن تلتزما بحوار إذ أرادتا تحقيق أي تقدم.

وقال سبق وحذرت الحكومة والمعارضة من ان ما من حل عسكري، وعلى سوريا أن تنفصل عن ماضيها وعملية الانتقال المطلوبة يجب أن تتم عبر المفاوضات والحوار.

وأسف لأنه مع كل يوم في سوريا ثمة تقارير عن انتهاكات رهيبة لحقوق الإنسان ومعاناة شديدة والأمم المتحدة ترسل على وجه السرعة الأدوية والطعام للسوريين داخل البلاد ومئات الآلاف الذين فروا إلى الدول المجاورة .

وشدد بان على ان الوضع في سوريا هو تذكير بأن المنطقة على المحك ما لم يتحرك المجتمع الدولي بطريقة منسقة، وما لم يلبي القادة مطالب شعبهم بالانفتاح والكرامة.

مصادرة أجزاء صواريخ

في غضون ذلك، قال ديبلوماسيون انه عثر على شحنة من اسطوانات الغرافيت التي يمكن استخدامها في برنامج للصواريخ ويشتبه بأنها جاءت من كوريا الشمالية في أيار على متن سفينة صينية في طريقها إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة فيما يبدو.

وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن لـ”رويترز” إن مسؤولين كوريين جنوبيين صادروا الشحنة المكونة من 445 اسطوانة غرافيت، والتي اشار بيان الشحنة إلى أنها أنابيب رصاص من سفينة صينية تسمى شين يان تاي.

وأوقفت السلطات الكورية الجنوبية السفينة في ميناء بوسان الكوري الجنوبي. وقال المبعوثون ان الإسطوانات كانت متجهة إلى شركة سورية تسمى قطع غيار كهربائية.

وأبلغ مسؤولون كوريون جنوبيون لجنة عقوبات كوريا الشمالية المنبثقة عن مجلس الأمن عن مصادرة الشحنة في 24 أكتوبر/ تشرين الأول. وأضاف المبعوثون قولهم ان الصين عرضت المساعدة في التحقيق في ظروف الحادث وملابساته.

وقال ديبلوماسي “يبدو ان الاسطوانات كانت مطلوبة لبرنامج صاروخي في سوريا. وأكدت لنا الصين انها ستجري تحقيقاً بشأن ما يبدو أنه انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة”. وقال ديبلوماسي آخر “من الممكن ان يكون طاقم السفينة الصينية لا يعرف شيئاً عن حقيقة هذه الشحنة. هذا شيء جيد أن الصين عرضت استعدادها للتحقيق”.

وذكر ديبلوماسيون ان اسطوانات الغرافيت تبدو متوافقة مع مادة مستخدمة في برامج الصواريخ البالستية وان كوريا الجنوبية ستجري تحقيقاً مشتركاً مع الصين في القضية.

وقال الديبلوماسيون ان الشحنة المتجهة إلى سوريا قامت بالترتيب لها شركة تجارية كورية شمالية. وقال ديبلوماسي ان الشركة السورية التي كان من المقرر ان تتسلم الاسطوانات ربما تكون وحدة تابعة للشركة التجارية الكورية الشمالية.

الأردن

في سياق آخر، يعتزم الأردن إنشاء مخيم ثالث للاجئين السوريين في الرمثا شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية، بحسب ما افاد مسؤول اردني امس.

ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن الناطق الاعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الاردن انمار الحمود قوله ان “الحكومة وافقت على استحداث مخيم ثالث للاجئين السوريين في لواء الرمثا (التابع لمحافظة اربد 89 كلم شمال عمان) لاستيعاب اللاجئين الفرادى”. واضاف ان “الحكومة خصصت 100 دونم بمحاذاة جامعة العلوم والتكنولوجيا في لواء الرمثا بهدف استيعاب ما يقارب 18 الف لاجئ سوري من الفرادى”، مشيراً الى ان “المملكة العربية السعودية ستعمد الى توفير 1800 خيمة للمخيم الجديد”. وبحسب الحمود فانه “سيتم نقل اللاجئين الفرادى من مخيم الزعتري الى المخيم الجديد اضافة الى ايواء اللاجئين الفارين من سوريا بشكل فردي”.

ولم يحدد المسؤول تاريخ معين لافتتاح المخيم الجديد.

وتقوم السلطات الاردنية منذ أسابيع بانشاء مخيم ثان للاجئين السوريين في منطقة مريجب الفهود 20 كلم شرق مدينة الزرقاء الواقعة على بعد 23 كلم شمال شرقي عمان.

ويأوي مخيم الزعتري الذي افتتح في تموز/يوليو الماضي في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية اكثر من 42 الف لاجئ, واعلن الحمود الاثنين ان عدد اللاجئين السوريين في المملكة بلغ 230 الف لاجئ منهم 100 الف مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

وحدة المعارضة السورية فرضت سقوط الأسد من أي حلّ

ربى كبّارة

يؤكد توالي الاعترافات العربية والدولية بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أن أي حلّ للازمة السورية سيكون من دون بشار الاسد، بما يرسم حدودا واضحة لمهمة المبعوث العربي الدولي الاخضر الابراهيمي تقتصر على اقناع الاسد بالتنحي، ويقضي على آمال روسيا وايران بالمحافظة على نظام مددت له مرارا الفرص من دون ان ينجح خلال نحو 20 شهراً في القضاء على ثورة أسقط خلالها نحو 38 الف ضحية.

فقد تعهد الائتلاف في بيانه الختامي “عدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام” بما يحتّم على المعترفين به مساندته لينجح في اسقاط الاسد ورموزه ان عبر حظر جوي يحمي مناطقه المحررة او اقله عبر مده بسلاح يمكنه من اسقاط المقاتلات التي باتت السلاح الوحيد الذي يعتمده النظام في اطار محاولاته العبثية المتكررة لاسترداد مناطق خرجت عن نفوذه وخصوصا تلك الممتدة بين الحدود مع تركيا وحلب باعتبارها مرشحة لاقامة الحكم المؤقت.

ويواجه الائتلاف جملة تحديات داخلية وخارجية كي يستكمل انتقالاً سياسياً للسلطة يوقف سفك الدماء ويصون وحدة الارض. وقد تمّ التوصل الى توحيد المعارضة الاحد في الدوحة بعد اشهر من الضغوط العربية والدولية لوضع حد لشرذمتها التي حالت دون مدّها بالسلاح النوعي فاقتصرت مساندتها على الاسلحة التقليدية والمساعدات المالية والانسانية، أما ما بين يديها من سلاح ثقيل كالدبابات فقد غنمته من الجيش النظامي..

فبسرعة اعترفت الجامعة العربية بالائتلاف “ممثلا شرعيا” للشعب السوري. وسينكب الائتلاف أولاً على تشكيل حكومة انتقالية تحتل لاحقا مقعد سوريا في الجامعة العربية مثلا او تتسلم السفارات في الدول المساندة، وثانياً على توحيد تشكيلاته العسكرية.

فمن القاهرة وفوراً، شدّد رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب على حاجة المعارضة الملحة الى الاسلحة داعيا المجتمع الدولي الى توفير “اسلحة نوعية” لها. ويرى ديبلوماسي عربي سابق بان الاسلحة النوعية تعني مثلا صواريخ ارض – جو قادرة على صدّ المقاتلات الحربية التي باتت السلاح الرئيس الذي يستخدمه النظام ضد المناطق الخارجة عن سيطرته. وهو يلفت الى غياب المؤشرات، حتى الآن، عن توفر رغبة دولية في تأمين منطقة حظر جوي تمتد من الحدود التركية حتى حلب، رغم تحذير وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ النظام السوري من انتهاك المجال الجوي لبلاده وتأكيده اننا “سنقوم بالرد الحتمي على أي طائرة او مروحية سورية تنتهك مجالنا الجوي”.

وتلت فرنسا مع اعلان رئيسها فرانسوا هولاند الاعتراف بالائتلاف كـ”ممثل وحيد للشعب السوري وبالتالي الحكومة الانتقالية المقبلة لسوريا الديموقراطية التي ستتيح الانتهاء مع نظام بشار الاسد”. كما فتح الرئيس الفرنسي الباب امام تسليح المعارضة بما يحمي مناطقها عبر طرحه امكانية الغاء الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على ارسال الاسلحة الى سوريا.

وتبعت الولايات المتحدة التي تخلصت من ضغوط انتخاباتها الرئاسية وكانت قد ترددت قبل التجديد لباراك اوباما لولاية ثانية تمتد أربع سنوات في دعم تسليح المعارضة خشية وقوع الاسلحة في يد ارهابيين يضخم النظام السوري حجمهم ليخيف الغرب. فاعترفت واشنطن بالائتلاف بما يعني عزمها على اعادة النظر في خياراتها.

ويتوقع ديبلوماسي عربي سابق ان تتوالى الاعترافات بما يفترض ان الحل المقبل لن يلحظ وجود الاسد. فمهمة الابراهيمي باتت محصورة بإقناع الاسد بالتنحي لا بالبحث عن سبل لتواصله مع المعارضة لان الحل السياسي الذي يبحث عنه مرتبط بحدة الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة وبين ايران ودول الخليج من جهة اخرى.

وتبدو ايران مصرّة على تغييب العامل الذي استجدّ بوحدة المعارضة اذ دعت الى حوار بين الطرفين الاحد المقبل في طهران من دون ان تحدد من سيمثل المعارضة.

اما روسيا التي دأبت على دعم الاسد، فهمّها الاساسي استمرار نفوذها في الحكم المقبل، لذا تبدو مستوعبة أهمية ما تحقق باعتباره محطة تأسيسية. فقد نشط وزير خارجيتها سيرغي لافروف في المنطقة التي زارها مرتين خلال اسبوعين: القاهرة التي اطلقت مبادرة رباعية تشمل ايران قاطعتها السعودية، ثم الرياض حيث بحث الاوضاع مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي. ويستبعد المصدر ان يكون هدف لافروف اقناع القيادة السعودية بمشاركة ايران في التوصل الى حل وانما هدفه الحفاظ على مصالح بلاده خصوصا وان رئيسها استبق وصوله بالقول “لا ندعم احدا في هذا النزاع، لا الرئيس الاسد ولا المتمردين، خلافا لما يظنه الناس عموما”.

اما الصين، التي وقفت الى جانب روسيا في مجلس الامن الدولي في كل مرة استخدمت فيها حق النقض للحوؤل دون قرار ضد الاسد، فقد اكتفى المتحدث باسم وزارة خارجيتها هونغ لي بالقول تعليقا على قيام الائتلاف “العملية السياسية الانتقالية بقيادة الشعب السوري يجب أن تبدأ قريباً لتحقيق حل عادل وسلمي ومناسب للمسألة السورية”.

أوباما يشيد بتحفظ بمعارضة سوريا

                                            أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتشكيل ائتلاف موسع للمعارضة السورية واعتبره ممثلا شرعيا لمطامح الشعب السوري غير أنه ربط تقديم السلاح للمعارضين بالتأكد من عدم وصوله لأعداء إسرائيل، وجاء ذلك في وقت فشلت جهود تقريب وجهات النظر بين روسيا ودول الخليج بخصوص الأزمة السورية.

وأوضح أوباما في أول مؤتمر صحفي يعقده منذ انتخابه لولاية ثانية الأسبوع الماضي أنه سيتحدث مع  الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ويعتبره “ممثلا شرعيا” للشعب السوري، وقال “لقد تشجعت برؤية المعارضة السورية وقد شكَّلت تكتلا جامعا قد يتمتع بانسجام أكبر مما كانوا يتمتعون به من قبل”.

وأضاف “نحن نعتبرهم ممثلا شرعيا لمطامح الشعب السوري ولكننا لسنا بعد مستعدين للاعتراف بهم كحكومة في المنفى، ولكننا نعتقد أنها جماعة ذات قاعدة تمثيلية عريضة”.

وأشار أوباما إلى أن الولايات المتحدة ترغب في ضمان التزام الائتلاف وأعضائه بسوريا ديمقراطية ومعتدلة بعد رؤية “عناصر متطرفة تدس نفسها” في المعارضة، وطالب “بالحذر” عند الحديث عن تسليح المعارضة والتأكد من “أننا لا نضع الأسلحة بشكل غير مباشر في أيدي أشخاص قد يؤذون مواطنين أميركيين أو إسرائيليين”.

تفاؤل الخطيب

وتعقيبا على ذلك أبدى رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب تفاؤله بتصريحات أوباما، وقال في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية إنه “بالرغم من أن أوباما لم يعترف بالكامل بالائتلاف الجديد إلا أن (مواقفه تعد) خطوة أولية جيدة وأنا أقدره”. وأضاف “كل الشعب (السوري) ينتظر المزيد لأن المجتمع الدولي لم يقم طوال سنتين بأي شيء من أجل شعب سوريا فيما النظام يقتلهم ويذبحهم”، وتوقع الخطيب دعما أميركيا أكثر للمعارضة السورية.

من جانب آخر قال الخطيب -في تصريحات للجزيرة تذاع لاحقا- إنه يشجع أي محاولة للانقلاب على النظام السوري من أي شخصيات معارضة داخل النظام، وأوضح أن الثورة والشعب السوري يحتاجون للدعم بكل أنواعه.

وأجرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اتصالا هاتفيا مع الخطيب ودعاه لزيارة باريس في الأيام القادمة لإجراء محادثات، وحثه على أن يبذل كل ما بوسعه لتعزيز سلطة الائتلاف ومصداقيته داخل سوريا والتحرك سريعا نحو تشكيل حكومة انتقالية.

وتعد فرنسا أول دولة أوروبية تعترف بالائتلاف، واعتبرته يوم الأحد الممثل الوحيد للشعب السوري.

فشل بالرياض

على صعيد آخر قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني “لا تطابق بوجهات النظر” بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع روسيا حول سوريا.

وصرح بن جاسم عقب الاجتماع الوزاري المشترك الثاني للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، الذي عقد في الرياض مساء أمس الأربعاء “لدينا وجهة نظر وأصدقاؤنا في روسيا الاتحادية لديهم وجهة نظر ولم تتطابق هذه الوجهات”، مؤكداً “أن الجميع اتفق على مواصلة الحوار في هذا الشأن”.

من جانبه اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأولوية في النزاع السوري يجب أن تكون لوضع حد لإراقة الدماء بدلا من تشكيل تجمع للمعارضة، وطالب الأطراف الخارجية بالعمل على تطبيق خطة جنيف التي تم التوصل إليها في يونيو/حزيران الماضي.

وتنص خطة جنيف التي تحظى بدعم موسكو، على دعوة كل الأطراف في سوريا إلى الإلتزام بوقف لإطلاق النار إلى جانب خطة اقترحها الموفد الدولي السابق إلى سوريا كوفي أنان تفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية وإعادة النظر بالدستور.

واعتبر لافروف أن “إعلان جنيف تتوفر فيه كافة العوامل التي تمكن اللاعبين الخارجيين من تنفيذها بغية إعطاء فرصة لوقف إطلاق النار وبدء الحوار في تشكيل هيئة انتقالية بشأن جوهر ومواعيد المرحلة الانتقالية، ولا بد أن يتفق السوريون أنفسهم بشأن ذلك ولا يفرض عليهم ذلك”.

وأشار إلى أن بلاده اقترحت إقرار وثيقة جنيف في مجلس الأمن “لكن شركاءنا لم يكونوا مستعدين لذلك وطلبوا إدخال طلبات غير موجودة في إعلان جنيف بما في ذلك تغيير النظام وتهديدات بعقوبات. وعلى هذا الأساس لم يتم الوصول إلى اتفاق”.

وانتقد لافروف الائتلاف الجديد للمعارضة السورية، مؤكدا أنه لم يحدث توحيد للمعارضة كلها، وذلك بسبب عدم حضور معارضة الداخل لاجتماع الدوحة.

80 قتيلا بسوريا والحر يسيطر على حاجز

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ثمانين شخصا قتلوا أمس الاربعاء معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور وإدلب. وأفاد ناشطون بتجدد القصف الجوي على منطقة رأس العين على الحدود مع تركيا، في حين تتواصل الاشتباكات في حلب والحسكة ومناطق أخرى.

وأفاد ناشطون بتجدد القصف الجوي على منطقة رأس العين على الحدود مع تركيا.

وفي حلب قال الجيش الحر إنه سيطر على حاجز الكندي العسكري ومشفى الكندي.

وأفاد ناشطون بأن الجيش الحر استولى على صواريخ مضادة للدروع من الحاجز العسكري، بينما قال الجيش الحر إنه سيطر على منطقة “أصفر النجار” في الحسكة.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش النظامي قصف حيي الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك في العاصمة دمشق، وذكرت شبكة شام الإخبارية أن القصف شمل بساتين حي برزة وأحياء دمشق الجنوبية، وأن قوات الأمن قامت بحملة دهم واعتقالات في حي السويقة.

وبث ناشطون صورا لتصاعد الدخان في ريف دمشق جراء القصف الذي طال بلدات حوش عرب وداريا والشيفونية وعربين وببيلا ودوما وحرستا وعدة مناطق في الغوطة الشرقية.

وفي حلب، قصف الطيران الحربي حيي الليرمون والعويجة وبلدات الباب والخفسة وكفرناها، كما قصفت المدفعية الثقيلة بلدة قبتان الجبل.

ووثقت شبكة شام عشرات المواقع التي تعرضت للقصف الجوي والمدفعي والاقتحام بأنحاء سوريا، ومنها بلدات نصيب وداعل والمليحة الشرقية في درعا، ومعرة النعمان والتح والناجية وأبديتا والبارة وكفرومة وسرجة في إدلب والبوكمال والعشارة وحي الشيخ ياسين في دير الزور، ورأس العين والناصرية وتل حلف وأصفر نجار في الحسكة، والمشيرقة ودبسي عفنان في الرقة، والخضرا في اللاذقية، والتيرمعلة والغنطو والرستن في حمص.

اشتباكات عنيفة

وبالتزامن مع القصف، بث ناشطون صورا عديدة لعمليات الجيش الحر في حلب، وقالوا إنه سيطر على حاجز الكندي العسكري ومشفى الكندي، كما استولى على صواريخ مضادة للدروع من الحاجز.

وقالوا إن الجيش الحر اشتبك مع الجيش النظامي قرب دوار الجندول وحول مبنى الأمن الجوي بالليرمون، بعدما قامت قوات النظام بقصف حيي مساكن هنانو والإنذارات في المدينة.

في المقابل، نفى مصدر مسؤول استيلاء “إرهابيين” على كتيبة للدفاع الجوي في حندرات بحلب، مؤكدا أن هذه الأنباء كاذبة ولا أساس لها من الصحة وهدفها رفع معنويات من سماهم بالإرهابيين.

وذكر المصدر في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن عددا من “الإرهابيين” هاجموا الأربعاء مقر الكتيبة في حندرات وأن عناصر الحراسة تصدوا لهم وأوقعوا بين صفوفهم قتلى وجرحى، في حين لاذ الباقون بالفرار تاركين أسلحتهم وذخيرتهم.

وفي دمشق وريفها، دارت اشتباكات عنيفة في بلدات البويضة والسبينة وحجيرة البلد، كما تتواصل الاشتباكات في حي التضامن بالعاصمة بعد أن نزح معظم سكانه.

وذكرت شبكة شام أن الجيش الحر تصدى لقوات النظام التي حاولت اقتحام حي دير بعلبة في حمص.

كما أكد الجيش الحر أنه سيطر على منطقة أصفر النجار في محافظة الحسكة بعد سيطرته على بلدة رأس العين المجاورة الأسبوع الماضي، بينما لا تزال الجبهة مشتعلة في معرة النعمان بإدلب.

وعلى الجانب الآخر، أعلنت سانا أن القوات النظامية “دمرت الأربعاء عدة تجمعات للإرهابيين بريف إدلب وقضت على أعداد منهم”، كما ذكر التلفزيون الرسمي أن “إرهابيين سيطروا على ثلاث شاحنات لمنظمة الهلال الأحمر السوري على طريق دمشق حلب محملة بـ15 طنا من المواد الغذائية والسلع والمساعدات الإنسانية كانت متجهة إلى محافظتي حلب وإدلب”.

هل يتحول الجولان إلى ساحة مواجهة؟

عبد الرحمن أبو العُلا

أثار إعلان الجيش الإسرائيلي مؤخرا أنه وجه “ضربة مباشرة” إلى مصدر قذيفة هاون أطلقت من الجانب السوري من خط فك الاشتباك وسقطت في الجزء المحتل من هضبة الجولان، بعد أن أطلق “أعيرة تحذيرية” على قذيفة مماثلة، تساؤلات عن احتمالات اندلاع مواجهة واسعة بين الطرفين بعد قصف هو الأول من نوعه منذ عام 1974.

وهذه هي المرة الثانية خلال يومين التي تطلق فيها إسرائيل النار عبر خط فك الاشتباك الذي تم تحديده في نهاية حرب 1973 مما يبرز المخاوف الدولية من احتمال أن يؤدي الصراع في سوريا إلى إشعال حرب أوسع نطاقا في المنطقة.

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك “برد فعل أقسى” ضد سوريا في حال تكرر إطلاق النار من الجانب السوري. وجاء في بيان لباراك “سوريا تشهد حربا أهلية وحشية منذ أكثر من عام، وصدرت أوامر للجيش الإسرائيلي بمنع امتداد المعارك.. وأي قصف جديد من سوريا على إسرائيل سيؤدي إلى رد فعل أقسى يكبد سوريا ثمنا أكبر”.

وأضاف البيان أن الأعيرة التحذيرية التي أطلقت باتجاه سوريا يجب أن تفهم على أنها “إشارة إلى أن إسرائيل لن تتسامح مع قصف جديد على أراضيها”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين “لن نسمح بانتهاك حدودنا وإطلاق النار على مواطنينا”.

القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي إن هذا التعهد جاء في رسالة نقلت عبر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنوط بها تطبيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا.

شكوى دولية

كما رفعت إسرائيل شكوى إلى قوات الأمم المتحدة المتمركزة في الجولان محذرة من أنه “لن يتم التساهل مع إطلاق النار الوارد من سوريا إلى إسرائيل وردنا سيكون قاسيا”. ووجه السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة رون بروسور مؤخرا رسالة إلى مجلس الأمن الدولي طالبا منه التحرك في أعقاب توغلات للجيش السوري في المنطقة العازلة في الجولان.

ولم يرد أي تعليق من قوة مراقبة فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة المؤلفة من ألف فرد والتي تراقب منطقة فك الاشتباك بمرتفعات الجولان.

وكان مارتين نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أشار إلى أن الأمين العام “قلق للغاية من إمكانية التصعيد”. وأضاف أن بان “يدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس” ويحث الجانبين على الالتزام باتفاق عام 1974.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري قدمت إسرائيل شكوى إلى الأمم المتحدة بعد أن دخلت ثلاث دبابات المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان وقالت إسرائيل إن رصاصة سورية طائشة أصابت إحدى سيارات الجيش الإسرائيلي أثناء قيامها بدورية.

من المستفيد؟

في الفترة السابقة، حاولت إسرائيل أن تنأى بنفسها عن الصراع السوري حتى لا تستدرج إلى حرب أخرى، وإن كانت لا تدري هل ستكون سوريا ما بعد الأسد أكثر عداء أم لا، لكن باراك قال يوم الخميس الماضي إنه يأمل أن ينتصر مقاتلو المعارضة وأن يسقط بشار الأسد وأن “تبدأ أخيرا مرحلة جديدة من الحياة في سوريا”.

من جهته قال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي موشي يعلون إنه لا يعتقد أن الأسد يريد الدخول في حرب مع إسرائيل، وأضاف أن هذا آخر شيء يريده الرئيس السوري في وقت يكافح فيه للاحتفاظ بقبضته على السلطة.

وقال لراديو الجيش “في تقديري لا يوجد شك تقريبا في أنه ليس من مصلحته فتح جبهة جديدة” واكتفى بالقول إن الأسد يدرك هذا وهو واع وقد “استجاب للرسائل التي نقلت إليه عبر قنوات مختلفة وليس عن طريقنا فحسب فيما يتعلق بالأسلحة الكيمياوية والقتال على الحدود”.

وقال العميد الاحتياطي بالجيش الإسرائيلي رافي نوي في مقال بصحيفة معاريف “يجب الحذر لأن النظام السوري لديه إمكانية لخلق زخم حرب ضد إسرائيل. وسيكون أسهل عليهم دعوة الشعب إلى الاتحاد حول الحكم في الحرب ضد العدو الصهيوني. لكن يبدو أن الثوار حذرون كي لا يقعوا في خدمة الأسد في هذا الموضوع، وحتى الآن لا يبدو أن الحكم السوري يعمل في هذا الاتجاه، ولكن يمكن بالتأكيد أن يحصل تطور كهذا لا ترغب فيه إسرائيل”.

وأضاف أن “مصلحة إسرائيل هي أن يبقى الحكم العلوي في دمشق. صحيح، أنه توجد نقطة واحدة تشكل بالنسبة لنا عقبة في نظام الأسد، وهي الجسر الذي يستخدمه هذا النظام بين إيران وحزب الله. ولا يزال الوضع يمكن أن يكون أسوأ بعد تغيير الحكم”.

من جانبه قال المحلل العسكري العميد صفوت الزيات إن وصول إطلاق النار إلى خط فك الاشتباك دليل على اتساع نطاق الصراع العسكري في سوريا، إلا أنه قلّل من احتمال اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل.

وقال الزيات للجزيرة نت إن إسرائيل لا ترغب في مواجهة مع سوريا حتى إنها تغاضت من قبل عن وجود تشكيلات عسكرية سورية في الجولان، الأمر الذي دفع بعض الثوار إلى اتهام إسرائيل بالتواطؤ مع النظام السوري، لكن هذا -بحسب الزيات- كان في مرحلة يبدو أن إسرائيل كانت تُعول فيها على قدرة النظام على إجهاض الثورة، ومن ثم عودة الأمور على جبهة الجولان إلى ما يعرف بالهدنة الباردة.

وأشار الزيات أيضا إلى أن اشتعال الأمور في غزة جعل إسرائيل تخشى من أن يكون هناك ارتباط بين الجبهتين لإشعالهما في وقت واحد.

وعن ما إذا كان النظام السوري هو الذي سعى لخلق هذه الاضطرابات في الجولان، قال الزيات إن حالة الإجهاد التي يعاني منها النظام تجعله يفكر فقط في القضاء على الثورة الداخلية بعيدا عن فتح جبهات جديدة.

وختم الزيات بالقول إن الرد الإسرائيلي متحفظ خشية أن يقوم برد عنيف يحسب لصالح النظام السوري الذي قد يستخدمه حينئذ في تحويل أزمته الداخلية إلى صراع عربي إسرائيلي.

يذكر أن إسرائيل استولت على هضبة الجولان في حرب عام 1967 وضمت الهضبة عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، وفي كل محادثات السلام السابقة مع إسرائيل تصر سوريا على عودة الجولان. ووقع البلدان على اتفاق لفك الاشتباك عام 1974 بعد عام من حرب 1973، ورغم أنهما من الناحية النظرية ما زالا في حالة حرب فإن هضبة الجولان ظلت هادئة بصورة كبيرة منذ ذلك الحين.

الموت يطارد سكان الغوطة الشرقية

أصبحت قرى دير العصافير والبلالية وحرستا والقنطرة وزبدين والنشابية، والكثير من القرى الصغيرة الأخرى المتناثرة في غوطة دمشق الشرقية، موئلا للعمليات العسكرية والاشتباكات بين الثوار السوريين وقوات الجيش النظامي منذ شهور.

وتحت سمائها التي يشقها يوميا الطيران الحربي وقذائفه، يعاني من تبقى من السكان حياة مأساوية ضمن دوامة العنف، أطفالا ونساء وشيوخا، ويعيشون في ظروف صعبة مع استمرار انقطاعات الكهرباء  والاتصالات وفقدان الأمان و الاستقرار.

وتحدث العديد من سكان الغوطة للجزيرة نت عن معاناة الناس الذين اضطرهم الفقر للبقاء حيث لا قدرة لهم على تأمين مكان آخر، ووصف أبو محمد اللحظات الحرجة التي يحاول فيها الناس الفرار، قائلا إن قرعا شديدا على باب بيته أيقظه بعد منتصف الليل ليجد حافلتين صغيرتين مكتظتين بالنساء والأطفال الفزعين الذين هربوا من القصف على بيوتهم في قرية البلالية، “كان الصغار منهكين من التعب والنعاس والبكاء”.

ويضيف “لم أكن أعرف أحدا منهم لكنهم توسلوا للمكوث حتى الصباح تحت أي سقف ولو وقوفا على الأقدام، فأدخلتهم للبيت”.

أما أبو علي  فيتحدث عن مشاهداته الشخصية خلال الفترة الماضية، فقد كان الرجل ضد الثورة ولا يزال غير مكترث بمن يحكم سوريا، وبحسب قوله فهو يريد فقط أن يعيش بأمان لكنه يعترف بأن الجيش السوري قد ارتكب فظاعات ما كان ليصدقها لولا أنه شاهدها بأم عينه في الغوطة.

مجزرة

يقول أبو علي إن اقتحام الجيش للمنطقة آخر مرة قبل شهر تقريبا خلّف الكثير من الجثث والسرقات والاغتصاب.

ويصف ما رأى قائلا “اصطحبني رب العمل إلى مزرعته بعد أن غادروها، لقد ملؤوا حمام السباحة بالأثاث المحترق والجثث المتفحمة غير المعروفة الملامح، وعندما فتحنا الغرف فوجئنا بجثث لفتيان في سن المراهقة وقد أعدموا برصاص في ظهورهم ووجوههم إلى الجدران، وإحدى الجثث كان قسمها العلوي منفصلا عن السفلي ومرميا في مكان آخر”.

ويعتبر حارس تلك المزرعة زوجته ميتة حيث خطفها العسكريون عند اقتحامهم المكان ولم يعرف عنها شيئا بعد ذلك.

رجل آخر من المنطقة نفسها قال إن صواريخ عدة أخطأت بيته وغرزت في الأرض المروية دون أن تنفجر وهي لا تزال حول منزله الذي يعيش فيه أطفاله الأربعة، وأعرب عن قلقه إزاء الخطر الذي تشكله على حياة أسرته وجيرانه.

وأشار إلى أن الموت يخيم على المنطقة، فدائما هناك ضحايا من السكان ودمار في الممتلكات وكذلك فإن أعدادا كبيرة من الحيوانات التي يربيها المزارعون نفقت تحت القصف، مضيفا “عند الغروب لن تجد أحدا خارج بيته، ليلا تبدو المنطقة وكأنها غير آهلة، يمكن فقط سماع صوت النيران والقذائف”.

فوضى

وبيّن أن انقطاع الكهرباء يستمر لأيام متواصلة، وكذلك الاتصالات نادرا ما تتوفر، “في ظل هذه الفوضى وانتشار السلاح كَثُر اللصوص فقد نُهبت العديد من البيوت وسُرقت السيارات، ومن لم تسرق سيارته إلى الآن باعها أو أخرجها من المنطقة”.

وقال إن حاجزا عسكريا قريبا من منزله أوقف سيارة مسروقة وهرب سارقوها، ودون أن يكلف الجنود أنفسهم عناء تسليمها إلى جهة مختصة لإعادتها إلى صاحبها قاموا بوضع قاذف آر بي جي قبالتها وأخذوا يصوبون عليها طوال الليل إلى أن تفحمت السيارة.

أما العجوز أم سعيد التي تعيش وحيدة تقريبا، تقول إنها تحاول البقاء على وضوء حتى خارج أوقات الصلاة متوقعة الموت في أية لحظة، “عندما يشتد القصف أصلي ركعتين ثم أجلس وأقرأ القرآن الكريم عسى أن أُقبل شهيدة إن مت”.

وعندما التقيناها كان التعب باديا عليها لأنها لم تنم خلال الليال الثلاث الأخيرة التي اشتد فيها القصف، لكنها تقول إنها تشعر بالكثير من الخوف وخاصة وهي تشاهد جيرانها وسكان قريتها يرحلون يوميا “كل ذي كبد رطب يصاب بالهلع عند سماع صوت الطائرات يشق السماء، أرى ذلك عندما تفزع الحيوانات وتحاول الفرار والاختباء”.

عدد قتلى سوريا يقترب من 40 الفا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل أكثر من 39 الف شخص في سوريا خلال 20 شهرا من النزاع الدامي الذي تشهده البلاد، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أشار أيضا إلى وجود آلاف القتلى غير الموثقين وآلاف المفقودين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس “قتل 39112 شخصا، هم 27410 من المدنيين، و1359 من الجنود المنشقين عن الجيش السوري، و9800 من عناصر القوات النظامية”.

ويحصي المرصد بين المدنيين آلاف الأشخاص الذين حملوا السلاح ضد النظام.

معارك مستمرة

وقتل 13 شخصا في مناطق سورية عدة حسب ما أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الخميس.

واستمرت العمليات العسكرية الواسعة التي تقوم بها قوات النظام السوري في مناطق في ريف دمشق، حيث أفاد “المرصد” وناشطون عن حالة إنسانية سيئة جدا.

وقال “المرصد” في بيان إن “بلدتي داريا والمعضمية في ريف دمشق تعرضتا لقصف عنيف من القوات الحكومية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وسط حالة إنسانية وطبية سيئة”.

وكانت داريا (جنوب غربي دمشق) وحرستا (شمال شرقي العاصمة) تعرضتا ليل الأربعاء الخميس لقصف عنيف من القوات النظامية، حسب المرصد الذي أشار إلى مقتل 21 شخصا الأربعاء في اشتباكات وقصف على مدن وبلدات في الريف الدمشقي.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان بعد منتصف الليل أن أهالي داريا ومعضمية الشام وجهوا نداءات استغاثة، نتيجة عنف القصف المدفعي والصاروخي الذي يتعرضون له.

واشارت لجان التنسيق المحلية إلى انقطاع التيار الكهربائي في داريا، ونزول الأهالي إلى الملاجئ الليلة الماضية.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية أن وحدات الجيش السوري نفذت عمليات الأربعاء “قضت خلالها على عدد من الإرهابيين، بعضهم ينتمي إلى ما يسمى جبهة النصرة روعوا على مدى الايام الماضية الأهالي والمواطنين في حي التضامن بدمشق”.

وأشارت الوكالة إلى “مصادرة أسلحة متنوعة كانت بحوزتهم”.

وبلغ عدد القتلى في مواجهات الأربعاء في مناطق مختلفة من سوريا 126، وهم 45 مدنيا و45 عنصرا من قوات النظام و36 مقاتلا معارضا، حسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، ويعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في أنحاء سوريا كافة، ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية.

سوريا.. 99 قتيلا في مدن عدة

شيرين يونس- الجولان – سكاي نيوز

تمكن “الجيش السوري الحر” من السيطرة على قريتين في منطقة الجولان الأربعاء، حسبما قالت مراسلة “سكاي نيوز”، فيما سقط 99 شخصا قتلى في مناطق عدة وفق ناشطين.

وتجدد إطلاق النار في قرى سورية في محافظة القنيطرة القريبة من الحدود مع الجولان المحتل، وسمع دوي إطلاق نار وقذائف مدفعية بشكل متفرق في تلك المناطق.

من جهة أخرى قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 99 شخصا قتلوا في مناطق عدة من البلاد، فيما قامت طائرات عسكرية بقصف بلدة رأس العين على الحدود التركية لليوم الثالث على التوالي.

من جانبها، أفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع قصف مدفعي عنيف على مدينة داعل في درعا.

كما نقلت نبأ وقوع اشتباكات عنيفة بين “الجيش الحر” والقوات الحكومية في الجهة الجنوبية من مدينة معرة النعمان في إدلب تزامنت مع قصف عنيف واستهداف طريق معرة النعمان ـ أريحا بعدة قذائف مدفعية وقذائف من الدبابات.

وقالت شبكة “سوريا مباشر”  المعارضة إن انفجارا ضخما وقع في منطقة المزة في العاصمة دمشق.

وكان الثلاثاء شهد 175 قتيلا سقطوا في أعمال العنف في مختلف المدن السورية، بينما أفادت لجان التنسيق المحلية بارتكاب الجيش السوري ما قالت إنها “مجزرة” في الغوطة الشرقية بريف دمشق جراء قيام سلاح الجو السوري بقصف المنطقة.

ناشط حقوقي: أكثر من مائة ألف سوري أُحيلوا إلى “محكمة الإرهاب

روما (15 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال محام سوري بارز ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية إن أكثر من مائة ألف متهم أحيلوا أمام “محكمة الإرهاب” التي تم أحدثتها القيادة السورية قبل أشهر بدلاً من المحاكم الاستثنائية التي تستند إلى قانون الطوارئ، مشيراً إلى أنه لا يُسمح للمحامين بمتابعة أوضاع المعتقلين للدفاع عنهم، وشدد على أن قضية المعتقلين هي جزء من معاناة الشعب كله، ولن يتخلص السوريون منها إلا بخلاصهم نهائياً من الاستبداد

وقال المحامي أنور البني، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية “آخر الإحصائيات المسربة من المحكمة، وهي غير مؤكدة تماماً، أن هناك أكثر من مائة ألف متهم أحيلوا أمام محكمة الإرهاب ضمن ملفات بعضها يتضمن أكثر من مائة متهم، قسم منهم لم يتم توقيفهم بعد، وقسم آخر أحيلت ملفاتهم للمحكمة دون أن يحال الأشخاص الذين ما زالوا بالفروع الأمنية، وهناك حوالي أربعة آلاف متهم أحيلوا موقوفين مع ملفاتهم، وقد باشرت النيابة العامة بدراسة الملفات الكثيرة المحالة أمامها دون السماح للمحامين بمتابعة أوضاع المعتقلين، حتى أن إدارة سجن النساء رفضت تنظيم وكالة لنا كمحامين لمتهمة محالة إلى محكمة الإرهاب وطالبت بإذن من المحكمة لتنظيم الوكالة رغم مخالفة هذا الموضوع للقانون”، وفق تعبيره

وأضاف البني متشائماً “لكن عن أي قانون نسأل؟ والمحكمة معفية من التقيد به بقانون إحداثها”، وتابع “هل نقبل أن نترافع عن المتهمين أمام محكمة استثنائية غير مُلزمة باتباع الأصول؟ وهل نقبل بمنح شرعية قانونية لمحكمة تفتقد هذه الشرعية ولا تتوفر بها شروط المحاكمة العادلة من حيادية ونزاهة وعدالة وحق الدفاع والقضاء الطبيعي؟”

وكان الرئيس السوري قد أصدر في تموز/يوليو الماضي قانوناً يقضي بإحداث محكمة تختص بالنظر في قضايا الإرهاب، وأشار القانون إلى أنها لا تتقيد بالأصول المنصوص عليها في التشريعات النافذة وذلك في جميع أدوار وإجراءات الملاحقة والمحاكمة، وأن رؤساء المحكمة وقاضي التحقيق وممثل الحق العام كلهم يعينون بمرسوم من الرئيس

وقال البني “إن قناعتنا أن قضية المعتقلين هي جزء من معاناة الشعب كله، التي لن يتخلص منها إلا بخلاصه نهائياً من الاستبداد، وهذا لن يتم أمام المحاكم، وبالتالي فإن تحرير المعتقلين لن يكون إلا بتحررنا جميعاً، إن خروجهم من السجن الصغير لن يكون إلا بخروجنا جميعاً كسوريين من السجن الكبير”

وتقول بعض مصادر المعارضة إن الآلاف من المعارضين والناشطين السوريين والمحتجين قد تم تحويلهم إلى هذه المحكمة بمن فيهم أعضاء المجلس الوطني السوري والكثير من أعضاء المعارضة الذين يتخذون من الخارج مقراً لهم، وأن تهمهم تتراوح بين التدخل بالإرهاب وتمويله والاشتراك بمؤامرة ضد الدولة والنيل من هيبتها وإضعاف شعورها القومي

منظمة آثورية: النظام السوري يقصف قرى مسيحية بالطيران الحربي

روما (14 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أدانت المنظمة الآثورية الديمقراطية في سورية “بأشد وأقسى العبارات” قصف مدنيين بالطيران الحربي في قرية تلّ نصري في محافظة الحسكة شمال شرق سورية التي يقطنها سريان/آثوريين، أسفر عن قتلى وجرحى بينهم، واتهمت النظام السوري بأنه يستهدف كافة الطوائف في سورية لقمع الثورة.

وحمّلت النظام السوري مسؤولية هذه العمليات “غير المسؤولة والتي تطال كل السوريين بمختلف انتماءاتهم”، والتي تجري في سياق استخدام النظام السوري “الأسلحة الثقيلة” بما فيها الطيران الحربي للعديد من المدن السورية.

وكان ناشطون وسكان من المنطقة أشاروا الأربعاء إلى أن طائرة (ميغ) تابعة للجيش السوري قامت بقصف قرية تلّ نصري بالقرب من كنيسة السيدة في القرية، وأدّى القصف إلى مقتل شاب واحد على الأقل، ووقوع عدد كبير من الجرحى، بالإضافة إلى إلحاق الدمار بالمنازل ودور العبادة في تلك القرية التي تبعد 45 كم عن مركز محافظة الحسكة، وشهدت القرية حالات نزوح جماعية بعد القصف

وجددت المنظمة الآثورية الديمقراطية إدانتها واستنكارها “للهجوم العنيف على المواطنين السوريين بمختلف طوائفهم من عرب وكرد وآثوريين سريان من قبل نظام أوهم شعبه وعلى مدى أربعة عقود بأنه مصدر الأمن والأمان في البلاد”. وطالبت المجتمع الدولي والعربي بـ”تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والقانونية بوضع حدّ لممارسات النظام السوري التي تستبيح كل الحرمات والمقدسات لدى السوريين، من أجل قمع ثورتهم، ثورة الحرية والكرامة

مصادر سورية: حالة طوارئ صحية وإصابات بالطاعون في حمص

الفاتيكان (13 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر محلية سورية إن “الأوضاع الصحية في حمص في خطر كبير”، وقد “تم تسجيل حالات من العدوى بالطاعون” وفق تعبيرها

وقالت مجموعة مكونة من المواطنين المسيحيين الذين يعيشون بالقرب من دير اليسوعيين في المركز التاريخي لمدينة حمص لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية الثلاثاء، إن أحياء عديدة في المدينة كالخالدية والحميدية وبستان الديوان، أصبحت فارغة بعد إجلاء المدنيين، بسبب الصراع الذي وقع في الأشهر الأخيرة بين الميليشيات الثوار والجيش النظامي”، مشيرة إلى أن “في الوقت الحالي بقي هناك حوالي ثمانين شخصا موزعين في مختلف المباني، ممن لا يرغبون بترك منازلهم، على الرغم من المخاطر الكبيرة” التي تحف بهم

وأضافت المجموعة أنها تعيش “تجربة من التضامن وروح الأخوة والمقاسمة للخبز اليومي”، لكن أحد أفراد المجموعة وهو صيدلي، أشار إلى “الحالة الصحية الخطيرة في المدينة”، فـ”الجثث مدفونة تحت الأنقاض، والغبار والأوساخ والحيوانات السائبة، تسبب بالتهابات واضحة لدى الحيوانات أنفسها والأشخاص”، وإختتم بالقول إن “المدينة تجازف بإنتشار وباء الطاعون” وفق تعبيره

المرصد السوري لحقوق الانسان: 39 ألف قتيل منذ اندلاع الانتفاضة ضد النظام

قال المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس إن حصيلة القتلى في البلاد بلغت 39 ألف شخص منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/آذار 2011.

ونقلت فرانس برس عن المركز الحقوقي الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن من بين القتلى 27 ألف و 410 مدني وتسعة آلاف و800 جندي و ألف و359 منشق عن الجيش.

يذكر أن المرصد يعتبر المواطنين الذين انضموا للمعارضة المسلحة من المدنيين.

حظر الاسلحة

وقالت فرنسا إنها سوف تناقش استثناء الأسلحة الدفاعية من الحظر الأوروبي على الأسلحة من أجل مساعدة المعارضة المسلحة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لراديو ار تي ال “سيتم اثارة قضية استثناء الاسلحة الدفاعية من الحظر الاوروبي المفروض على سوريا بناء على طلب ائتلاف المعارضة الجديد”.

وكانت فرنسا اعترفت في وقت سابق بالائتلاف الوطني السوري بوصفه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، لتكون أول دول غربية تعترف بالائتلاف المعارض.

وجاء الاعلان على لسان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أعلن الثلاثاء أن باريس تعترف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية “الممثل الوحيد للشعب السوري وبالتالي الحكومة المؤقتة القادمة لسوريا الديموقراطية”.

كان احمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري طالب بدعم مقاتلي المعارضة “باسلحة نوعية” وباعتراف المجتمع الدولي بالائتلاف ودعمه ماليا.

وقال الخطيب في لقاء مع بي بي سي إن من شأن اعتراف المجتمع الدولي بالائتلاف الوطني ان يدعم تشكيل حكومة انتقالية وتسهيل حصول المعارضة على السلاح.

BBC © 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى