صفحات العالم

دمشق: النار تقترب من بشار

 

    علي حماده

تتسارع وتيرة القتال على الارض في سوريا، ويتبين مع الوقت ان النظام يكاد يفقد المبادرة في العاصمة دمشق، بالرغم من تمتعه بتفوق عسكري ولا سيما لجهة القوة النارية والتسليح، في مواجهة آلاف الثوار الذين يتدفقون الى محيط العاصمة تمهيدا لخوض المعركة الكبرى في دمشق. والحال ان العاصمة ما عادت حصنا امينا للنظام ولقادته الكبار الذين تتردد معلومات من الحلقة الضيقة لبشار الاسد انهم انتقلوا الى الضواحي، ولا سيما في الغرب والشمال حيث العلويون والاكراد الموالون يغلبون على التركيبة السكانية. وايا تكن الجهة التي قامت بسلسلة التفجيرات الدموية قبل يومين، والتي ذهب ضحيتها مدنيون كثر، فإن الامر يشير في مطلق الاحوال الى ان قلب العاصمة ما عاد خارج نطاق الصراع الدموي، وهذا من شأنه ان يزيد من الشعور بانعدام الامان لدى اقطاب النظام وضباطه الكبار الموجودين في العاصمة للدفاع عن القصر الجمهوري.

في الميدان، اشارات عدة تكشف عن تصدعات كبيرة في قوة النظام وعدم قدرته على الاستمرار طويلا في القتال. فاللجوء الى استخدام الطيران العسكري بكثافة هائلة في المواجهات يؤكد انخفاضا كبيرا في القدرات القتالية البرية. والبدء باستخدام مكثف لسلاح الصواريخ الباليستية ( سكود) التي تطلق من قواعد في ريف دمشق نحو اهداف في حلب والشمال السوري انعكاس لانقطاع خطير في خطوط الامداد، والخوف من استخدام الطيران مع ارتفاع معدلات اسقاط الطائرات يوما بعد يوم.

في المقلب الآخر، ثمة انباء تؤكد سحب الفرقة الخامسة المتمركزة في الجولان كقوة دفاع رئيسية في مواجهة اسرائيل، وترك الحدود مشرعة بالكامل هناك بعد اعادة نشر قوات الفرقة المذكورة في محيط دمشق، وهو امر في غاية الخطورة ويرمز الى استدعاء الدفاعات الاخيرة من الاحتياط الاستراتيجي للدفاع عن دمشق والطريق الدولية بين دمشق ولبنان. اما العنصر اللافت حقا فهو دخول “حزب الله” علنا ومباشرة في المعركة على اكثر من جبهة، بدءا من الزبداني والسيدة زينب وصولا الى طريق مطار دمشق الدولي. ومن ناحية ثانية انتشار قوات “حزب الله” على طول حزام داخل الاراضي السورية يمتد من طريق دمشق – بيروت الدولية صعودا نحو بلدة القصير وجنوب حمص. والانتشار يتخذ شكل احتلال قرى سورية بذريعة انها مسكونة من سوريين حاملي هويات لبنانية، وهم شيعة. وصارت الانباء عن حدوث اشتباكات بين الثوار و”حزب الله” في تلك المناطق السورية، وحصول اعمال قصف صاروخي داخل الاراضي اللبنانية، مشهدا يتكرر يوميا. ولا يستبعد الكثيرون ان تكون حادثة عرسال قبل اسبوعين اتت في اطار خطة لتحييد هذه البلدة عن الداخل السوري، وبالتحديد على مستوى الدعم للثوار.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى