صفحات الحوار

د. احمد رمضان: نشهد عمليات خداع كبيرة للمراقبين العرب… ولن يكون هناك اي اقصاء لأي قوة سياسية في سورية


حسام الدين محمد

لندن ـ ‘القدس العربي’: زار د. احمد رمضان، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري لندن بغرض تأسيس المكتب الاعلامي للمجلس في بريطانيا ولقاء فعاليات سياسية وناشطين ومواطنين سوريين.

حاولت تركيز حواري السريع معه على اكثر القضايا آنية وجابهته بما تعرض له المجلس الوطني من اتهامات فكان هذا الحوار:

‘ كيف تنظرون الى بعثة المراقبين العرب في سورية وماذا تتوقعون منها؟

‘ اعتقد ان البعثة العربية يجب ان تخلص الى نتائج في وقت وجيز بالنظر الى ان الواقع الميداني يعطي دلالات اكيدة على ما يرتكبه النظام من جرائم حرب واي تأخير في انجاز تقارير اللجنة او اي اعاقة تحول دون وصولها الى مناطق ساخنة ستكون في مصلحة النظام في نهاية المطاف وسيؤدي ذلك الى ايقاع اعداد اضافية من القتلى والجرحى وفي سياق اليومين الماضيين تبين ان النظام يتعمد اولا تضليل المراقبين من خلال وقف عمليات القصف في المناطق التي يزورونها ومحاولة توجيههم الى مناطق بعيدة عن تمركز الجيش نسبيا وايضا استمرار اطباق اجهزة الأمن على تحركات المراقبين اثناء تحركاتهم في المدن او حتى داخل المدن وعدم منحهم حرية مقابلة ضحايا جرائم النظام وبالتالي نحن في المجلس الوطني سنطالب الجامعة في اجتماعنا غدا (اليوم) الخميس مع الامين العام اولا بوضعنا في صورة ما تم حتى الان وثانيا سنطالب بان يكون تحرك المراقبين بصورة اسرع واشمل واوسع وان تكون التقارير صادرة عن فريق المراقبين في وقت قياسي وان تعكس ما يجري فعليا على ارض الواقع والا يسمح للنظام بالتدخل لتزييف اي من الحقائق حتى يطلع الرأي العام العربي والدولي على ما يجري على الارض.

‘ هل انت متفائل شخصيا من عمل البعثة؟

‘ الموضوع ليس بصورة تشاؤم او تفاؤل ولكنه مقرون بالوقائع. اذا استطاع المراقبون التحرك بشكل جيد ميدانيا فاعتقد انهم سيتمكنون من توصيف الوقائع واذا لم يتمكنوا فعليهم ان يقولوا ان النظام لم يسمح لهم بالوصول الى الاماكن يوم الثلاثاء شهدنا عملية خداع كبيرة قام بها في حمص من خلال وقف عملية القصف واحيانا محاولة اظهار المدينة بانها هادئة نسبيا ورغم ذلك كان هناك اكثر من 70 الف شخص تجمعوا في داخل حمص ولم يسمح النظام للمراقبين بالوصول اليهم.

‘ ما هو تحليلك للازمة السياسية العراقية بعلاقتها مع الحدث السوري وكيف يمكن ان تؤثر سلبا او ايجابا برأيك؟

‘ يبدو ان هناك محاولة للعب بالوضع العراقي ودفعه الى التوتر في ما يبدو محاولة للتخفيف على النظام السوري واجراء نوع من المقايضة بين الاستقرار في العراق والتغيير في سوريا ونحن لدينا مخاوف من ان هناك اصابع لدول اقليمية ربما تريد ان تدفع الوضع العراقي باتجاه التفدجير ضمن محاولات لانقاذ نظام الاسد من السقوط خاصة بعد ان تأكد لدول الاقليم والعالم ان نظام بشار استنفد فرصه بالبقاء ووصل الى مرحلة النهاية.

‘ حصل تفجيران في دمشق واتهم بهما تنظيم القاعدة ما هو تحليلكم لما حصل؟

‘ ليس لدينا شك في ان النظام هو الذي يتحمل هذه المسؤولية والدلائل تؤكد ذلك: اولا النظام قام بالافراج عن بعض معتقلي القاعدة قبل عدة ايام وكان هؤلاء كانوا قد سلموا للنظام من امريكا ضمن صفقة التعاون بين البلدين والافراج عنهم كان محاولة للتلويح بأن القاعدة ربما تكون وراء هذا الموضوع. المعلومة الثانية تتعلق بعملية التزييف التي قام بها النظام من خلال اتهام الاخوان المسلمين بالتفجيرين من خلال موقع الكتروني تبين ان احد رجال النظام اسس له قبل شهر وهذا يدل على انهم كانوا يخططون لهذه العملية قبل فترة، كما وصلتنا معلومة ان مبنى قريب لاحد مقري التفجيرين تعود ملكيته لرامي مخلوف وتم تغيير الزجاج في هذا المبنى قبل الانفجار وتأثرت المباني كلها ما عدا هذا المبنى، اضف الى ذلك ان النظام اتهم القاعدة بالتفجير بعد ربع ساعة من الحادث وهذا امر غير مسبوق والمنطقة كانت منطقة اغتيال عماد مغنية التي لم يقل النظام من اغتاله. المنطقة مكاني التفجير محصنة جدا، كما عودنا النظام على القيام بعمليات هدفها تغطية عمليات القصف التي يقوم بها للمناطق الثائرة وكل هذا يدل على انه يتحمل مسؤولية ما حصل، كما هو الامر في تفجير انبوب غاز الذي سبق قدوم المراقبين العرب.

‘ ما هو الموقف الرسمي للمجلس الوطني السوري من ايران وحزب الله وحماس خصوصا بعد التصريحات التي نسبت لرئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون حول هذه الاطراف؟

‘ بداية تصريحات د. برهان تعرضت للتشويش عند ترجمتها الى العربية والنص الاصلي الذي ظهر في صحيفة ‘وول ستريت غورنال’ التصريح لم يأت على ذكر حركة حماس او يتطرق اليها اولا، وثانيا لم يقل انه سيتم قطع العلاقات مع ايران وحزب الله ولكنه اكد ان العلاقات الخاصة بهما ستتغير ويقصد بذلك ان منظومة العلاقات السياسية المعتادة بين الطرفين لن تكون كما هي الآن، ونحن في المجلس الوطني نعتقد ان هذا الامر طبيعي لأن ايران ما تزال تقف في خندق النظام وعندما نقول ايران فاننا نقصد الحرس الثوري والمجموعة المحيطة به ما تزال تدعم النظام وقدمت له الدعم اللوجستي والتقني الذي مكنه من اعتقال الالاف والتنصت على الانترنت واختراق منظومتي الهاتف الارضي والجوال وايضا شارك خبراء ايرانيون في التخطيط وادارة عمليات وحملات اقتحام المدن والتجمعات السكانية الكبرى في مساعدة لقيادة النظام وبالتالي فالايرانيون هم طرف مساهم في الاضطهاد الذي يقوم به النظام السوري لشعبه ونحن قلنا لاكثر من دولة ان العلاقات المستقبلية يحكمها موقف كل دولة من الثورة في سورية ومن عملية التغيير السلمي الديمقراطي والمجلس الوطني يشجع بطبيعته على الحوار وعلى العلاقات البناءة ولكن سيتم الاخذ بعين الاعتبار موقف كل دولة من الشعب السوري وما اذا كانت وقفت الى جانب النظام او قدمت دعما له وعلى كل الاحوال الامر سيكون بيد حكومة سورية منتخبة من البرلمان وهي التي ستقرر في الموضوع.

‘ وماذا بالنسبة لموقفكم من حماس؟

‘ الشعب السوري بطبيعته حاضن للشعب الفلسطيني ويعتبر القضية الفلسطينية جزءا لا يتجزأ منه وبالتالي سيبقى موقف سورية داعما لحق الشعب الفلسطيني في الحصول على حريته واستقلاله وتحرير اراضيه ولا ننسى ايضا اننا في سورية ايضا اراضينا محتلة ونطالب باسترجاع الجولان السوري بالكامل كما نطالب بعودة كل الحقوق والاراضي المحتلة العربية ونحن نعتقد ان موقف سورية القادم سيبقى داعما للقوى الفلسطينية بشكل عام بما فيها حماس والفصائل الاخرى ومساندا لها.

‘ الموضوع الطائفي موضوع شائك في سورية وهناك تساؤل كبير لدى قطاعات كبيرة تعمل في الامن والجيش حول مصيرها في حال سقوط النظام السوري ما منظوركم لهذا الموضوع؟

‘ نحن عبرنا دائما بان اي عملية تغيير في سورية لن تمس طائفة بعينها ولا اي مكون مجتمعي في سورية وسيتم محاسبة فقط الذين تلوثت ايديهم بدماء المدنيين والابرياء مهما كانت انتماءاتهم واكدنا في الميثاق السياسي للمجلس الوطني السوري على مبدأي العدالة والتسامح والمصالحة وان سورية ستفتح صفحة جديدة بين الجميع ولن يتم هناك انتقام من احد او اقصاء لمكون او قوة سياسية.

‘ بما فيها حزب البعث؟

‘ بما فيها الاشخاص الذين هم في النظام ولكن لم يتورطوا في قضايا قتل او فساد ويشمل ذلك ايضا قيادات الجيش.

والتطمينات التي اكدناها في المجلس الوطني نقلت الى عدد كبير من الشخصيات داخل سورية وهم على اطلاع على موقفنا الحقيقي بأن التغيير القادم يستهدف فقط رأس النظام والرموز التي شاركت معه في القتل وانه لن يطال كل من عمل في داخل النظام لان من اهدافنا الاساسية المحافظة على الدولة وليس حصول انهيار في منظومة الدولة وبالتالي فان بقاء هؤلاء ضمن مؤسسات الدولة هو امر حيوي وهام بالنسبة لسورية المستقبلية وكما اكدنا في وثائقنا وبرنامجنا السياسي فان سورية ستحكم بنظام مدني ديمقراطي ومثل هذا النظام يتيح للجميع المشاركة فيه والحصول على الحقوق المتساوية وان تكون عليهم واجبات ايضا متساوية.

‘ تعرض المجلس الوطني لاتهامات عديدة بأنه اداة للتدخل العسكري الغربي ما هو ردكم على هذا القول؟

‘ السوريون عندما قاموا بثورتهم لم يتوجهوا الى اي طرف خارجي بما في ذلك جامعة الدول العربية وبقوا خمسة اشهر وهم يقاومون النظام من جانب وايضا يطالبونه بالاصلاح من جانب اخر وكنا نسمي ذلك ‘الحل السوري’ ولكن النظام رفض الاستماع والانصات الى صوت الشعب وبعد ذلك ذهبنا الى الجامعة العربية وبدأنا معهم هذه العملية على مدى اشهر ايضا واطلقنا على ذلك الحل العربي ونحن نشاهد النظام الآن لا يستجيب ايضا لهذا الموضوع ويعمل على افشاله ولذلك نحن نعتبر ان النظام هو الذي يدفع الان القضية السورية الى احضان ‘الحل الدولي’ والذي لا يرغب الشعب السوري اساسا ان يصل اليه لأن الوصول الى هذا الحل يكلف اعدادا كبيرة من الضحايا والذين يفتك بهم النظام يوميا بمعدل شهيد كل 15 دقيقة، من هنا نحن نعتبر ان النظام السوري بتصرفاته الرعناء يدفع الى حصول تدخل خارجي ولكننا في المجلس الوطني نؤكد باستمرار اننا ندعم الحل العربي والقرارات العربية وحتى عندما طالبنا مجلس الامن بالتدخل طالبناه بأن يدعم مبادرة الجامعة وان يتدخل من خلال الجامعة ايضا لضمان ان تكون الجامعة العربية اساسية في اي حل مستقبلي.

‘ هل لديكم تصور اقتصادي لسورية؟

‘ هناك عدة دراسات اقتصادية وضعت حتى الان تستند الى مبدأ التنمية في سورية كونها بلد يتمتع بمزايا اقتصادية وتجارية وزراعية هامة ويأخذ بعين الاعتبار ايضا مشاركة قطاعات واسعة من رجال الاعمال السوريين في المهجر ودعوة الكفاءات والكوادر المميزة المهاجرة للعودة الى بلادها والمساهمة في عملية البناء واقامة علاقات مميزة مع الدول العربية اضافة الى تركيا بما يساهم بتعزيز التجارة البينية وايضا فتح المجال امام الاستثمارات العربية بعد ان نضمن محاربة الفساد الذي نمى في ظل النظام الحالي وكان عائقا امام اي عملية استثمار حقيقية وجدية في سورية ونحن نأخذ بعين الاعتبار في برنامجنا الاقتصادي عملية تنمية القطاعات الحيوية اللازمة للاقتصاد السوري المنهك والمتعب وخاصة القطاع الصناعي والزراعي واعادة تأهيل الريف السوري الذي تم تحطيمه على مدى اكثر من 30 سنة وتمكين هذا الريف من استغلال المساحات الكبيرة الزراعية والتي تحول جزء كبير منها الى اراض قاحلة بسبب سياسات النظام العشوائية والتي ادت الى تراجع القدرة التنافسية للاقتصاد السوري الى حد كبير.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى