صفحات سورية

رداً على بسام القاضي في الجزيرة ٢٣ نيسان

 


ظهر بسام القاضي  على الجزيرة ليرد على الصحفي الموالي للنظام شريف شحادة بعد يومٍ دامٍ في الوطن،  رد السيد بسام أنه خلافاً لما زمجر و توعد به شريف من دعوة إلى مسيرة مؤيدة، لا يجب ان نشارك بهكذا مسيرات لأن ذلك ليس إعلان مسيرة و إنما إعلان حرب وحذر كل القنوات بما فيها السورية و الجزيرة ان يكفوا عن ما سماه بالتجيش

قال أيضاً انه علينا الانتظار و عدم التظاهر لمدة اسبوعان لنعطي النظام فرصة تحقيق بعض المطالب الأساسية، و إذا لم يقم بها فسينزل حتى هو نفسه للتظاهر

لا أشك بوطنيته و صدق خوفه على الوطن و هو كما قال معتقل سياسي سابق،  لكن ما لم يذكره هو ان من حق المواطن ان يتظاهر و اذا  كان النظام مستعد لتحمل الصوت و الرأي الآخر لما قتل كل هذا العدد الهائل من المتظاهرين وحتى المشيعيين، و لما استمر بحملة الاعتقالات، و منهم المحامي فيضل الفاصل عندما صدق قانون التظاهر فتقدم بطلب مظاهرة سلمية في الحسكة فاعتقلوه

ثم  أخطأ السيد القاضي عندما قال ان الجزيرة تقوم بالتجيش ،هي قناة حيادية وفي الواقع الكثيرون يتهمونها بإهمال الشأن السوري لفترة طويلة و ها قد بالكاد بدأت  بالتغطية بعد ان سبقتها كل القنوات الأخرى،  ثم انها تنقل رأي الطرفين، و ان كان السيد بسام يعني ان تخفف من نقل الأخبار و بذلك تساهم بالتعتيم كي لا يغضب الناس من المجازر و يبقوا هادئين في بيوتهم، فهذا معناه وصاية على الناس كأنهم غير قادرين و مؤهلين لتحمل الحقيقة، و هذا بنفسه سبب من أسباب ثورة الناس على النظام ، من حق المواطن ان يجد إعلام ينقل له ما يحصل في بلده، بل من حقه ان يجد إعلاماً يعبر عن الظلم الرهيب اللذي يتعرض له و أمل كل العرب و الأكراد سواء ان تكون لهم قناة عربية يفتخرون بها تعطي صوتاً لمن لا صوت لهم

أخطأ السيد بسام عندما بالغ بدور الإعلام و قلل من مقدرة فكر المتظاهرين المستقل و كأنهم لعبة ورقية فارغة من الفكر في مستهل ريح الإعلام،  الإعلام ينقل ما يحصل، و لا يفعل ما يحصل ، و هو حق للمواطن و قد يكون أحياناً حماية و أداة إنصاف له في بلد شمولي بأجهزة امن نظام (و ليس أمن مواطن)  سفاحة

للأسف كثيرون من المتعلمين لا يثقون بشعبهم، فهم مثل اي مواطن سوري، لايعرف الآخر جيداً، في بلاد يخاف فيها المواطن من اذان الجدران لا أحد يناقش، لا أحد يحاور، هي مملكة الخوف و الصمت و عدم الثقة بأحد، مما يجعلهم يصدقون نظريات الفوضى بديلٌ وحيد للنظام، و ربما كان هذا ما قصده السيد بسام عندما حذر الجزيرة من خطر ان ما سيحصل ستكون ” ليبيا نزهة مقارنةً به ” و كأنه يردد مقولة و توبيخ النظام المرتبك بان الإعلام هو المسؤول

أخيراً أجد أنه يجدر الإشارة إلى أنه في كثير من الأحيان عندما يصعب علينا محاسبة الجلاد، نتجه لإلقاء اللوم على الضحية الشجاعة اللتي تحدته،  آمل أن لا يقع الناس و خاصةً المتعلمين في هذا الفخ،  رأينا الصحفي الحكومي شريف يتوعد و يزمجر مثلما فعل غيره كثيرون لا لأنه غاضب بسبب كل هذه سفك كل هذه الدماء البريئة الطاهرة، لكن لأن هناك من تجرأ و تظاهر و ضايق النظام، و فوق ذلك، حتى بعد تصفيتهم استمروا بالمضايقة و تعكير المزاج لأن الفضائيات نقلت الأخبار و “فضحتهم” بدلاً من أن يموتوا في العتمة و التعتيم!

نجوى كيلاني

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى