بيانات الانتفاضة

رسالة إعلان دمشق إلى الشعب السوري: بشائر النصر لثورة الشعب السوري


الجمعة الأولى من الشهر السادس للثورة السورية المباركة، التي دعيت جمعة ” بشائر النصر” والتي جاءت تعبيراً عن ثقة الشعب السوري بانتصار ثورته، بعد الصمود الأسطوري وحجم التضحيات التي بذلها السوريون على مذبح الحرية في مواجهة نظام استبدادي استباح دمائهم وكرامتهم. لقد كانت جمعة للدماء والعنف كالتي سبقتها، أربعون شهيداً، أغلبهم في درعا وريفها، وفي تدمر وحمص وحرستا، بالإضافة إلى أحد عشر شهيداً قضوا تحت التعذيب منهم ثمانية في حمص واثنان في درعا، وإسماعيل زرطيط في اللاذقية، وإعدام اثني عشر جندياً في سجن تدمر لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين. إن الشراسة التي يصرّ الأمن السوري وشبيحته على مواجهة الشعب السوري بها إنما تدل على أن النظام قد فقد ثقته بمستقبله وحلوله الأمنية بشكل كامل.

أيام الأسبوع التي سبقت هذه الجمعة لم تكن أقل دموية، فبعد اجتياح مدينة اللاذقية وقصف أحياء محددة فيها خاصة الرمل الجنوبي الذي يقطنه آلاف اللاجئين الفلسطينيين، بكافة صنوف الأسلحة الثقيلة والزوارق الحربية، واستشهاد 36 مدنياً واعتقال المئات، شهدت مدينة حمص الأربعاء يوماً دامياً أيضاً، ثمانية عشر شهيداً، ومنطقة الحولة وقراها التي أصبحت تبيت وتصحو على اجتياحات وقتل واعتقالات، مع ملاحظة تزايد ظاهرة الفرار من الجيش وانضمام عناصر منه إلى جانب المتظاهرين في إدلب.

ربما يكون الوضع الدولي قد قارب في سخونته سخونة شوارع المدن السورية، فالملف السوري أخذ طريقه نحو التدويل، ست دول منها ثلاث دول كبرى، تطلب من الرئيس السوري التنحي وعقوبات جديدة ومتنوعة يصدرها الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، ومجلس الأمن يناقش الوضع في سورية على مدى ثلاثة أيام، واحتمال إحالة ملف سورية إلى محكمة الجنايات الدولية وارد. لقد انتبه العالم أخيرا إلى أنين الشعب السوري ومعاناته، والشعب السوري الذي طالما رفض التدخل العسكري الخارجي، يحمل النظام السوري المسؤولية كاملة عن ما يهدد سلامة البلاد ووحدتها.

إنّ تجذّر حركة الثورة في الداخل وتطورات الموقف الدولي تستدعي تعاونا أكثر فعالية بين القوى السياسية المعارضة وقوى الحراك الشعبي لبلورة موقف سوري معارض على مستوى المرحلة، كما يستدعي من العاقلين داخل النظام، إن كانوا موجودين، أن يقولوا كلمتهم ويوقفوا الخيار الأمني المدمر ويفتحوا الطريق أمام حل سياسي يؤمن الانتقال الآمن نحو الديموقراطية استجابة لإرادة الشعب السوري الذي يصر على استمرار ثورته حتى تحقيق أهدافها.

تحية لأرواح الشهداء

عاشت سورية حرة وديموقراطية

دمشق في 21/8/2011

الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى