صفحات سوريةنصر حسن

رصاصة وحنجرة …فإلى متى يصمت الصامتون ؟

 


د.نصر حسن!.

غريب حال هؤلاء الديكتاتوريين ,عجيب أمرهم , بائس صوتهم وبليد إحساسهم , خشبي تفكيرهم وأعمى نظرهم , غبي وأحمق تصرفهم , مقلق استهبالهم لعقول الناس , يصرون بعناد غير مفهوم على الوسواس الخناس , ألم يسمعوا ويروا ويتابعوا ماذا حدث ويحدث لزملائهم وأين هم الآن يقبعون؟!.

,,الآن لقد فهمتكم ,, قالها  متأخراً ديكتاتور تونس … تنحى ديكتاتور مصر متأخراً أيضا ًتحت ضغط ثورة شباب مصر وانتقل من القصر إلى السجن … وديكتاتور ليبيا لازال يصر على تعميد نهاية حكمه بالدماء والخراب وعلى أنه ملك ملوك الرعب والقتل الذي بدوره يمهد الطريق إلى نهاية تشاوشيسكية بامتياز!وأما ديكتاتور اليمن فمازال هو الآخر يلعب بالنار ويسكب عليها زيته اللعين على مبدأ إما أنا أو الحريق !.

وفي تقويم سورية الجديد , تقويم انتفاضة الحرية والكرامة الذي بدأ مع يوم الخامس عشر من آذار 2011 نرى تكرار نفس الصورة وذات المشهد والأداء الدموي للنظام السوري الذي يلخصه التصرف الوحشي غير المسؤول والعقيم لنظام الممانعة ولرئيسه بشار أسد .

قلناها مراراً أن النظام السوري يمثل حالة شاذة في أنظمة الحكم في العالم العربي مالعالم كله , شاذا في بنيته الأمنية المغلقة , شاذا ً في تماديه وفجوره في استخدام كل أنواع ومستويات القمع والقتل والترهيب والتمثيل بالأبرياء أمواتا وأحياء بدون حسيب أو رقيب, شاذاً في فساده ونهبه المنظم للثروة الوطنية والتلاعب بقوت الناس ومصادر معيشتهم , شاذا في منظومته الأمنية البوليسية  المبنية كلها على الفرد الجلاد الذي يرى في الشعب عبداً له ومادة بشرية حية ,,رخيصة ,, لقمعه وفساده وفشله العام , أغراه بطش قوى أمنية شاذة لاعقل لها ولاقلب ولاضمير ولاصلة بالحياة الآدمية , ودوائر متعددة حوله من الجلادين الشاذين الفاسدين المنافقين المضللين الذين وجدوا في هذا النظام غطاءً للجريمة والفساد وحائطا ً ,,كونكريتياً ,, أمام أي إصلاح أو تطوير في بنية النظام والدولة على مر السنين, لقد بات في حكم اليقين نكررها ونقولها لمن لازالوا يراهنون عل الوهم ولم يتأكدوا بعد من نية النظام وخداعه وتلاعبه بالألفاظ , نكررها : أن الإصلاح والنظام هما خطين متوازيين لايلتقيا أبدا, وأن النظام في سلوكه الوحشي مع انتفاضة الحرية يثبت بالدليل القاطع أنه لايجيد السياسة ولايتمتع بأي رصيد أخلاقي شرعي إنساني يؤسس عليه الإصلاح العام في سورية.

إن النظام السوري الذي مضى عليه في حكم سورية بالحديد والنار والذل عشرات السنين أفرزت قناعة لدى النظام تحلل فيها مفادها أن الشعب السوري قد تآلف مع منظومته الأمنية ومع خوفه واستقرت الأمور له وأن الساحة الوطنية خالية تماما للنظام يلعب فيها كما يريد بدون أي حساب لرأي الشعب وحاجاته وتطلاعاته في الحرية والعيش الكريم, لقد تبلد النظام مع بنيته البوليسية وسلوكه الدموي وكذبه ولعبه الفاجر على حقوق الشعب كما على الظروف العربية والإقليمية والدولية بما زاده تحنطا وخشبية وغوغائية وانحطاطا وإدمانا ًعلى القمع إلى أسفل السافلين ,ظن ويظن بغباء غريب أنه الوسيلة المثلى لدوام الإستمرار في السطو عل حكم سورية بآل أسد إلى الابد.

ونحن اليوم في تفاعلات مرحلة جديدة كليا في تاريخ سورية , بدأها الشباب السوري من درعا البطلة وامتدت إل كل سورية , وهي في صورتها العامة وسلوكها المدني الحضاري السلمي وشعاراتها الواحدة تلخص بجلاء خيارالحرية والكرامة ,الخيار الوطني الديمقراطي الحقيقي , قابلها النظام يمنتهى الوحشية فقتل وعربد ولازال متجحفلا بعصابات وبلطجية من كل الأصناف والمستويات الشاذة إنسانيا ووطنيا وأخلاقيا ً يمارس هوايته القبيحة في القتل والتنكيل بالناس وبشكل عام دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ وشاب الأمر الذي أفرز تمايزا ً بين طرفين ,الأول يمثله النظام وحثالته ورعاعه , والثاني يمثله الشعب السوري كله وتاريخه وخياره في الحرية والكرامة.

هزت شهادة محمد الدرة ضمير العالم كله وعكست همجية وسادية لاحدود لها وفي سياقها العام هي بين جنود احتلال وأصحاب حق أبرياء عزل تجاوزت رمزيتها الضحية والأب والعاطفة الفردية إلى ضربة موجعة في وجدان وضمير العالم كله , المفارقة الغريبة هي أن النظام السوري مارس ويمارس  في درعا وحمص ودمشق وبانياس واللاذقية وحماة واليوم في جبلة كل أنواع الجرائم , لقد شاهدنا صورا للقتل الهمجي العشوائي لأطفال ونساء وشباب تهز وجود الإنسان كله , والإنسان في بعده المحسوس لحم ودم وقيمة وكرامة , شاهدنا أبا يحمل طفله الذي لم يتجاوز عدة سنوات ورأسه شبه مفصول عن جسمه أشلاء بشرية قتلها بلطجية النظام ومثلوا بجثثها بشكل لم نعرفه في التاريخ لامن الاحتلال ولامن الاجتياح ولامن النظم الديكتاتورية المختلفة الأصناف والأشكال  ولاحتى من شياطين العنف على مدى التاريخ, إنه النظام العاق الرجس الذي لايحده قانون ولاتردعه قيم ولايربطه بهذا الشعب العظيم أي رابط لأن مايمارسه يعكس ذلك بما هو غريبا ً شاذا ً دنيئاً كفاعليه المجرمين.

وفي سرعة تطور الاحداث في سورية التي تمايزت بسرعة بين حنجرة تصدع بالحرية ورصاص غادر موجه إلى الشعب السوري وتاريخه وحاضره ومستقبله صبغه النظام الأحمق بلونه وهمجيته وطغيانه وفلتانه في ممارسة القتل الجماعي بحق الأبرياء لوقف عجلة التاريخ وتشويه جدلية الحياة وبخس القيم الوطنية والاخلاقية والإنسانية بإصرار سادي لاتفسير له سوى الحقد الأسود الكامن في بنية هؤلاء الرجس الذين افترقوا كليا عن تاريخ شعب سورية العريق.

من حماه الأمس إلى درعا وبقية مدن سورية اليوم وجرائم النظام تتكرر بنفس الجلادين ونفس المنافقين والمضللين والخائبين ونفس العناوين البائسة, دمر هذا النظام الممانع مدينة حماه الخالدة وقتل عشرات الالوف وسجن عشرات أولوف وشرد عشرات أخرى في جرائم لامثيل وتحت نفس مسمياته الغوغائية  التي لم تعد تنطل حتى على الأطفال , فالشعب ,, كله مندس وعميل ومرتبط بالخارج ومتطرف وإرهابي وقاعدي وفتنة وخائن ,, وتمثيليات مملة مقرفة يجترها النظام , وفقط هو الوطني  يبرر بها  نفس الجرائم ضد الشعب لكن مع اختلاف الزمان الذي تجمد النظام كليا في الجرائم والعنف والتخريب وحلم السلطة.

من حماه 1982 إلى درعا في صبيحة يوم 25 نيسان 2011 حيث دخلت دبابات التحرير ومدافعه وبلطجيته تدك الأبرياء في نية واضحة لهدم المدينة فوق سكانها على مبدأ الأرض المحروقة واهما أن القمع والقتل والهدم هم الحل , وكأنه لم يرالشعب ويسمع صوته ويقرأ جيدا ً إرادته الجديدة واستعداده على امتلاك حريته وكرامته !.

عار أبدي على القتلة المجرمين الذين يتمادوا في قتل الابرياء الأحرارفي كل المدن السورية , عار على هذه العصابة الهمجية التي تقتل وتعتقل وتفتك بالشعب السوري الحضاري العريق , عار على كل من لازال غطاء لجرائم سرايا الموت والرعب والجريمة التي تمارس إشباع غرائزها البهيمية بالأبرياء , عار على مايسمى ,, حزب بعث ,, وجبهة وطنية ترتكب كل هذه الجرائم باسمهم ووصايتهم , عار على كل من هو في جيش سورية الوطني أن يقبل بقتل شعبه ويذل كبرياء تاريخه , عار على كل صحفي وإعلامي شريف أن يصمت أو ينافق ويشارك في جرائم النظام وعصاباته البلطجية في هذه الظروف الخطيرة التي تمر بها سورية, عار على كل من لم ينضم إلى الآن إلى صف الشعب بكل وضوح وشجاعة , وأكثر من عار على الصامتين والمنافقين الضالين والمضللين الذين يشاركون النظام في فتاواهم الباطلة بتبرير جرائم النظام التي تجاوزت كل جرائم الديكتاتوريين ضد شعوبهم.

النظام أوغل بالجريمة التي هي بمستوى جرائم ضد الإنسانية ,وخيار النظام العاق واضح للجميع تشير كل قرائنه أنه ماض فيه إلى أبعد مدى دون قيد أو رقيب, والانتفاضة رغم كل هذا الكم الخطير من الجرائم والقتل والترويع ماضية في خيارها السلمي المدني الحضاري حتى الانتصار ولارجوع إلى زمن العبودية والذل والإهانة ولاخيار آخر .

لقد أغرى النظام صمت العالم كله عن جرائم حماه 1982 , لكن الزمن تغير والشعب السوري اليوم كله في المواجهة السلمية والعالم تغير والقوانين الخاصة بشرعة حقوق الإنسان يعرفها النظام وينتهكها ليل نهار بمنتهى الخسة والإهمال لكنه يفتح أبواب المحكمة بيديه والعدالة لابد لها في نهاية المطاف أن تنتصر وتحاسب القتلة والمجرمين اعداء الشعب والوطن والتاريخ والمستقبل والإنسانية في كل مكان.

خاص – صفحات سورية –

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى