سمر يزبكصفحات مميزة

زينب التي قُتلت مرتين


سمر يزبك

ليس يوما عاديا، كان يردد كعادته، بصوت مسموع. ليس يوما عادياً. يتجاوز الشارع، ويقف أمام الحاجز الرملي. صار يحفظ شكل الجنود، يقول لهم: صباح الخير، وهو خارج. عندما يعود، يحييهم بابتسامة وايماءة خفرة: مساء الخير. رغم أنهم كانوا يتبدلون، لكنه كان قادراً على حفظ وجوههم التي يراقبها من نافذته.

الزحام خانق، ومفترق الطرق الذي يؤدي إلى دوما والدويلعة وباب شرقي يعج بالناس والحافلات. يقطع الشارع. يشعر بخفقان نابض، لقد رأي بعينيه برك المياه والبحرات التي تتوسط العاصمة، كيف تحولت إلى اللون الأحمر، كان منظراً يبعث على الاستغراب، ولكنه مخيف. تخيل فجأة أنه يشرب الدماء، عدة ساحات عبرها ليتأكد، نعم المياه حمراء! لابد أن أحداً ما قام بتلوينها، لم يقرأ على النت شيئاً بهذه الخصوص، كيف لا، وهو المتابع بدقة لما يحدث، تفوته أشياء؟ ثم أنه غير موجود! يفتح باب غرفته، مخفيا رأسه في الأرض، نعم إنه غير موجود، لا أحد يعرف عنه شيئاً، ولا أحد يهتم بما يفكر وبما يقوله، وجوده افتراضي مثل كل حياته المجهولة

الأصل. أقفل باب الغرفة، طق المفتاح طقتين كالعادة، ثم رمى نفسه على فراشه الإسفنجي، وقبل أن يفعل أي شي فتح جهاز الكمبيوتر، سيبحث عن هذا الخبر في صفحات الفيسبوك.

يستخدم اسماً مستعاراً، هو صديق لكثيرين، يدخل صفحاتهم، يقرأ ويحول ما يقرأه إلى قصاصات، يقارن بين هذه القصاصات وبين معلومات من ‘غوغل’. يدخل إلى عدة صفحات متضاربة، صفحات النظام وصفحات الثوار، يسمع نشرات الأخبار على التلفزيون وفي الإذاعات، شغله الشاغل.

اليوم يفكر أن اللون الأحمر في ساحات العاصمة يجعله يشعر أن دماءً تغرغر في حلقه، يقرأ ما كُتب عن الموضوع، يقول لنفسه: هذا ما خمنته. شباب الثورة يلونون مياه البحرات بالأحمر لأنهم لا يستطيعون التجمع في الساحات، يتظاهرون كالأسماك، يا للشباب الشياطين! ثم أضاف: والأبطال. عندما يسمع كلمة أبطال، يتلفت حوله، لقد قالها بصوت عال ومرح. المريح في الأمر أن أحداً لم يسمعه.

يدقق في صور حكايته الثانية، في العينين، الوجه، شكل الحجاب، ثم يطيل النظر في المقابلة التي بثها التلفزيون الرسمي عن الفتاة، وينظر في الصور التي ظهرت على النت، الفتاة وأخاها الذي قتل أيضا في السجن. يقول: مثل كل الصور التي قد نجدها لدى كل عوائل الأطفال، كانت ستمر دون ذكر لولا المأساة.

يدقق في صور لها ولأخوتها، صورتها في العاشرة، ملامح عادية، وجه كأي وجه، حوّله الموت إلى أيقونة. ينظر حوله، يبحث عن شيء ما، هو لا يحتفط بصورة له، أو لأي فرد من عائلته، ولكن أي عائلة؟ يدقق في وجه الأم التي ستدور عنها الحكاية، أيضا لا صور لأمه. يتوقف طويلاً عند عيني بطلة الحكاية المغمضتين في أحد مقاطع الـ’يوتيوب’. ينظر في الجدار المقابل له، حيث رفوف طويلة من الكتب. هو لا يعرف وجه أمه كيف كان، ولا يستطيع مقارنته بأم الفتاة. يهز رأسه كمن ينفض البلل. يقوم لينزع صورة الرئيس. كان ثمة ظل يتراقص بين الصورة والضوء الأصفر الشاحب. يتذكر أنه بحاجة لفنجان قهوة وسيجارة، هكذا يفعل الأدباء العظماء، يدخنون السجائر أثناء الكتابة، ويشربون القهوة بلا سكر. ركوة كبيرة من

القهوة أعدها ووضعها جانبه مع منفضة وعلبة سجائر. الآن كل شيء جاهز ليبدأ، لكن بقي أمر واحد. قام من مكانه للمرة العاشرة، وأزاح الستارة فاختفي الظل بين الصورة والضوء. نظر إلى الشارع، كل شيء طبيعي.

أعاد الستارة، وبقي لدقائق يسوي أطرافها حتى تغطي كامل النافذة. ربما استرق النظر إليه أحد المارة، فقرأ ما يكتبه على شاشة الكمبيوتر. لا بأس سيبدأ.

‘أي موت يمكن إبداعه في صلصال مقطع، لا فرق الآن بين لحم بشري وصلصال خارج من فرن أعد خصيصا لمشهد ضوئي لامع. ليست الفكرة هنا، الفكرة كيف يمكن ليدي الأم احتواء هذه الكتل اللحمية الملفوفة أمامها، والتي كانت فيما مضى تسمى زينب ـ ستعرف لاحقاً أن تلك الأجزاء التي مرت بأصابعها الواهية عليها ربما لم تكن لابنتهاـ لكنها الآن وفي هذه اللحظة، تجلس مغمضة العينين، تطبقهما بشدة’. يتوقف عن الكتابة، أصابعه ترتجف، كان يحاول معرفة لون عيني الأم، وهو يغبط نفسه لأنه استطاع الحصول على صورتها. الحكاية الأولى عن مدينة حماة كانت بلا صور، ولم يستطع أن يشعر بسعادة الإنجاز، استعاد فرحه عندما قام بطباعة صورة أم زينب، وعلقها فوق جهاز الكمبيوتر، صورة عادية لامرأة مغمضة العينين لن تلفت انتباه أحد، لن يعلق صور الأبناء، صور الأمهات فقط ستمنحه ما يريد، ينقل ما كتبه من القصاصة الصغيرة إلى الملف: (بتاريخ 27-7 -2011 قامت مجموعة من

عناصر الأمن والشبيحة في حمص باختطاف الشابة زينب الحصني من مواليد 1992 من حي كرم الزيتون لكي يقوم أخوها بتسليم نفسه. وعن طريق المصادفة وعندما كان أهل الشهيد محمد الحصني يقومون بمعاملة تخريجة من المشفى العسكري بحمص ذكر لهم أحد العاملين في المشفى أنه توجد شابة في ثلاجة المشفى

من آل الحصني وعندما شاع الخبر في العائلة سارع أهل الفتاة المفقودة إلى المشفى العسكري بتاريخ 15-9-2011 للتأكد والتعرف على جثة ابنتهم فوجدوا الفاجعة الكبرى.. زينب ملقاة في الثلاجة مشوهة الوجه ومقطوعة اليدين، قد أحضرت إلى

المشفى العسكري بهذه الحالة من قبل عناصر تابعة لأحد فروع الأمن بحمص. لم تقبل إدارة المشفى تسليم الجثة للأهل حتى اليوم السبت بتاريخ 17-9-2011، حيث تم تشييعها من جامع عبد الرحمن بن عوف في حي باب السباع إلى مثواها الأخير، مقبرة الشهداء في باب السباع).

يتوقف عند هذا الخبر من مدينة حمص، المدينة التي تُقصف الآن، الآن في هذه اللحظة. يفكر أن الحديث عن موت هذه الفتاة ليس سهلاً، فقد قامت من قبرها من جديد! وظهرت على التلفزيون الحكومي لتقول بأنها ليست القتيلة. فكر أن حكاية زينب تصلح لرواية، وليس فقط أن تكون جزءاً من رواية؛ إن كانت زينب لم تقتل، وهي في أحد فروع المخابرات، فمن التي قتلت؟ رواية بوليسية تصلح لأسئلة فلسفية، نعم هذا سيكون رائعاً، أن يكتب رواية بوليسية. سيكون له فضل السبق، الروايات البوليسية تحتاج المنطق والعقل والتحليل، لذلك لا توجد رواية عربية بوليسية! يقول لنفسه، وهو يفكر بالحالة التي كتب عنها أمبرتو إيكو روايته الشهيرة ‘اسم الوردة’، عندما جعل من أسئلة أرسطو عن المنطق مدخلا لرواية بوليسية شديدة التعقيد والحساسية. ولكن رواية زينب وقتلها أقل بساطة من ذلك. زينب لم تُقتل، والجثة المشوهة المقطعة الأوصال المحروقة، التي لامستها أصابع الأم، هي لفتاة أخرى!

‘طيب!’ قال كلمة طيب وهو يقوم عن كرسيه، ثم أضاف بصوت عال: لم لا أبحث عن أسماء فتيات مفقودات، ربما تكون واحدة منهن؟ ولكن لم هذا التشتت أيها الغبي؟ موضوعك هو الأم، وليس الفتاة.

الأم.. الأم.. الأم، نعم، أنت في رواية ولست في مسرحية؟ أنت تكتب عن قصة حقيقية وقعت في مدينة قريبة منك، لست بحاجة للإنشاء، بل أنت بحاجة فقط لتكتب عن أم زينب التي وصلت ابنتها إليها مقطعة الأوصال، ومن ثم ظهرت بعد ذلك على التلفزيون حية ترزق. هل تستطيع توثيق ذلك الألم؟ هل أنت قادر على التقاط اللحظة؟ ولكن أم زينب ليست بطلة هذه الحكاية!

الأم الأخرى، الأم الثانية، الأم التي ماتت ابنتها وقطعت أوصالها، ماذا عنها؟ هي

البطلة المفترضة للمأساة، ولكن كيف تكتب عن أم غير موجودة، وعن جثة مشوهة مقطعة الأوصال محروقة؟ هذا يشبه السرد البطل والسرد الكومبارس في ليالي ألف ليلة وليلة، بين دنيا زاد الصامتة وشهرزاد الراوية. ولكن ما بالك لا تعرف كيف تكتب هذا اليوم؟ هل هو منظر الساحات؟ هل يكون اللون الأحمر الذي صبغ بحرات دمشق أثر على سعة خيالك؟

اجلسْ واكتبْ. يأمر نفسه وما يزال يتحدث بصوت عال، ويعود إلى كرسيه، وينظر

في وجه أم زينب. ‘الأصابع المرتجفة لا تقترب من بقايا الجسد المطحون بالنار، تنظر ببلاهة، شبه ذاهلة عن تفاصيل ابنتها، شبه منومة.

رأت منذ أيام جثة ابنها، كان جسده كاملاً كما نزل من بطنها، الابن الذي اختطفت

أخته بديلاً عنه. كانت الأم تحرك رأسها مثل رقاص ساعة، صوتها بالكاد يخرج. كلمات خافتة صغيرة سمعت من شفاهها، يا الله! يا الله! يا الله! تنظر في تلك الإنحناءات التي احتفظ بها جسد الصبية، وتفكر كيف يمكن أن يكون هناك رجال لا تعرف عنهم شيئاً قد عروا ابنتها وعرفوا تفاصيلها وعبثوا بجسدها، فتغشى عيونها وتغيب عن الوعي.

تستيقظ وتفكر بمن استباح زمنها وهناء أيامها، ترفع يديها للسماء، وتطلب الرحمة

للبنت ولأخيها الذي قُتل. يقول لها ابنها الشاب في لحظة ما، وهي في نقطة عائمة عن الواقع تهز رأسها يميناً ويساراً: يا أمي بدنا نطلّع زينب. تنظر مذهولة حولها، لا

تفهم شيئاً. تتدفق نسوة ملتفعات بالسواد، يرفعنها، فلا تقف. قدماها لا تلتصقان بالأرض. تنظر في الغطاء الذي لف جسد الصبية ليسترها، ولكن عن أي ستر يمكن

الحديث الآن؟ الرأس في مكان بعيد عن الجسد، الرأس غير واضح الملامح، إلى جانب الرقبة، اليدان أيضاً! عيناها ذاهلتان تحدقان في حركة من حولها، ولكن لم لا ترى وجه ابنتها للمرة الأخيرة؟ هو ليس شيئا الآن، مجرد كتلة لحمية متداخلة مع العظام والحروق، لكنها تصرخ بالنساء أنها تريد أن تضم رأس زينب وتقبّله.

تسحبها النساء، تضمها امرأة وتمسك يديها، وتجرها أخرى من كتفيها. صمت ونواح خافت تخرقة تنهدات بكاء جماعي. خارج الغرفة، كانت تقف أمام الرجال محمولة من كتفيها، وعندما خرجوا يحملون زينب في تابوت خشبي، عليه غطاء منزلي من النوع الرخيص، خرت على الأرض وانبطحت معها عدة نساء.

الأم نفسها التي ستظهر بعد أيام على إحدى شاشات التلفزة، شبه مذهولة. لم يكن

ذهولها طارئاً، فقد تحولت إلى امرأة مندهشة حتى بفكرة الحياة. كانت تشعر بالغرابة لأنها ما تزال على قيد الحياة، وأجزاء من لحمها ودمها تحت التراب. هذا تماماً ما يمكن أن تشعر به أمّ فقدت من خرج من بطنها يوما ماً. لكن رغم الدهشة كان هناك فرح غريب يلوح من عينيها، وهي تقول للكاميرا: ‘ما بعرف إذا اللي طلعت عالتلفزيون هي بنتي، ما بعرف يمكن هي بنتي، ما بعرف، ياريت تكون بنتي، يمكن هي بنتي’.

ما تزال تحتفظ بذهولها شبه المريض، وهي تخبر الكاميرا عن ابنتها التي ظهرت على التلفزيون الحكومي وقالت أنها حية، أما كيف؟ عرف الجميع أن هناك من قتل فتاة مجهولة الهوية، وقطع جسدها وأحرقه وشوهه، وقام بالتلاعب بمصائر البشر، وقال لأمّ أن هذه ابنتها.

ماتت زينب للمرة الأولى، وهي مقعطة الأوصال. وماتت مرة ثانية عندما اختفت في أحد فروع الأمن، وأُجبرت على أن تقول أنها هاربة من أهلها. وماتت زينب عندما

عادت للاختفاء ثانية، ولم تسمع الأم عنها شيئاً. والأم عاجزة عن فهم ما يحدث، وكيف تم التلاعب بها، وكيف سُلمت جثة قالوا لها أنها ابنتها، ثم قالوا لها مرة ثانية

أنها ليست ابنتها. الآن عليها انتظار المزيد من الخوف، فكيف يمكن أن تفكر أن يحدث لزينب ما حدث للمرة الثانية؟ أنا، المؤلف، أستطيع القول لكم أيها القراء إن الواقع أكثر وحشية من الخيال، ولا أحتاج لكثير من الحكايات، الحكاية تخبركم، وأنا

هنا جالس في غرفتي، أستطيع إخباركم عن أم ماتت ابنتها مرتين، ومات ابنها مرة، وعن المجاز في اللغة. الميت لا يعود للحياة، زينب الميتة عادت، وهذا يعني أن الخيال ممكن التحقق بنسبة أعلى من الواقع، أما كيف ستموت زينب للمرة الثانية، وماذ يحصل معها في غرفة معتمة في أحد الأقبية المعتمة في السجن، فهو ما تنتظره الأم التي كانت تصلي أن تموت زينب للمرة الثانية دون عذاب.

هذا جل ما تتمناه. لم تعد تحلم بالكثير، بل لم تعد تتجنب الفضائح. ليس مهما ما يحدث، بل المهم أن تشعر بالرضا والطمأنينة أن آلام شديدة لن تمر على روح

فتاتها.

الأم التي بقي قلبها معلقاً مثل ذبيحة تنتظر تصفية دمها، ولا من جواب يشفي قلبها. كانت تجلس ساعات طويلة وحدها تنظر في الفراغ وتتخيل وتستعيد شكل الجثة المشوهة، إن كانت لابنتها أم لا. هل هي زينب؟ اليوم تحديداً وبعد أن خرج الجميع من غرفتها، جلست مع صور زينب. كانت صوراً عادية، واحدة في العاشرة لزينب، قبل أن تضع الحجاب، وصور لها بعد أن كبرت قليلاً، الصورة التي تتجنب النظر فيها هي لزينب تجلس إلى جانب أخيها القتيل. لا تنظر في الصورة، تمرر أصابعها عليها، تدفعها بعيداً عنها، وتعود لإطباق عينيها وتزم شفتيها، وتفكر بزينب التي كانت تكبر كل يوم في قلبها.

تتذكرها وهي تتعلم النطق وتلثغ، ثم تعود إلى طفولة بعيدة. في العادة، الأمهات اللواتي ينجبن عدة أبناء قد ينسين صور أبنائهن، لكن أم زينب، تتذكر وجه زينب

قبل أن تبلغ السابعة، تتذكر الآن صوتها، وتحاول أن تستعيدها بعد أن كبرت، لكن صورة الجثة المقطعة تحتل فضاء عينيها. شعرت بالرعب، وعادت لتمسك بصور زينب بعد أن كبرت.

تحدق في الصورة. الصورة التي تشبه زينب فعلاً، لكنها لا تلمح شيئاً، لا تستطيع أن

ترى سوى كتل من قطع الجسد المكومة أمامها. تحاول استعادة صورة زينب بعد أن ظهرت على شاشة التلفزيون، تكتشف أنها فقدت صورة زينب في عقلها، تفتح عينيها من جديد، ثم تعاود إطباقهما لترى زينب. لكن بعد أن ظهرت على التلفزيون الرسمي، اختفت زينب، لم تعد الأم تراها. شهقت، ووقفت على رجليها، فتحت عينيها

على اتساعهما، وكأنها أصيبت بالعمى، ثم صرخت بصوت عال جعل ابنها الشاب، الذي بقي على قيد الحياة، يركض إليها. كان ينظر إلى أمه برعب، لم يدرك ما ترى الأم أمامها حتى تتحرك بتلك الطريقة الهستيرية وهي تهش الهواء. كانت تزيل من الفضاء صورة زينب الجديدة في قلبها، صورة الكتل اللحمية المحروقة والمقطعة.

اختفت زينب، اختفت مرة واحدة وإلى الأبد.

كيف هو وجه زينب؟ تصرخ وتحرك أصابعها وهي تدور حول نفسها. يضمها الابن بقوة إلى حضنه، فتقول له وهي شبه ذاهلة، عيناها جاحظتان:

كيف كان وجه زينب؟

كاتبة سورية

Samar Yazbek

Member in Swyrian Women Observatory Team

www.nesasy.org

samar_yazbek70@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى