صفحات العالم

سلاح الطائفية من سورية إلى البحرين

 


ياسر أبو هلالة

يستخدم النظام السوري الورقة الطائفية للدفاع عن نفسه. ومع أنه يتحدث بخطاب قومي بعثي رسميا إلى اليوم، إلا أن اللغة غير الرسمية وهي الأقرب للدقة في التعبير عن الموقف تستخدم الورقة الطائفية بفجاجة. ومن يستمع في قناة دنيا التابعة لماهر الأسد لمحامي النظام من اللبنانيين يشمئز من النبرة الطائفية، خصوصا لميشال سماحة ورفيق نصرالله، وهما يتحدثان وكأنهما ناطقان باسم النظام.

يلح المحامون عن النظام السوري  كثيرا في استخدام ورقة البحرين لمهاجمة الشعوب العربية التي تقف مع الثورة السورية. فالأنظمة الرسمية العربية كل مشغول بهمه، والموقف الوحيد في المنطقة صدر عن رجب طيب أردوغان حذر فيه من تكرار مجزرة حماة. وأردوغان ليس عدوا لسورية على العكس، في عهده انتقلت سورية من عدو على حافة الحرب إلى حليف وصديق.

أول مظاهرة في الثورة السورية في سوق الحميدية رفعت شعارات وحدوية ضد الطائفية. وفي درعا على رغم المجزرة ظل الناس بعيدين عن التجييش الطائفي. طبعا الناس ليسوا ملائكة، وأمام ممارسات طائفية دموية قد تحصل ردود أفعال. ما حصل أن النظام استخدم الورقة الطائفية للدفاع عن نفسه، واستنفرت الطوائف في سورية ضد السنة الذين يوصم شبابهم وشهداؤهم بـ”السلفيين والإرهابيين”.

الاستقطاب الطائفي امتد إلى البحرين. حسنا، لنقارن لغايات البحث بين سورية والبحرين. أولا، أصنف نفسي معارضا للنظام البحريني، ولا أعتبره نظاما ديمقراطيا. ولكن ألم ينقل الإعلام تفاصيل ما شهده دوار اللؤلؤة، وكانت كاميرات العالم ترصد الحدث لحظة بلحظة؟ أين الصحافة في سورية؟ ولماذا يحرض حتى على الصحافيين السوريين الذين يعملون خارج سورية علانية وعلى لسان رفيق نصر الله “المحلل اللبناني” الذي دعا إلى نشر صورهم ملطخة بالدماء؟ أما الصحافيون في سورية، فسواء كانوا سوريين أم عربا أم أجانب فحالهم بالويل، ويكفي معرفة ما تعرض له الزميل سليمان الخالدي من رويترز من اعتقال وتعذيب في فروع الأمن لنعلم حال الصحافة في سورية. وإلى اليوم لا يعرف مصير مراسلة الجزيرة الإنجليزية التي اختفت بعد دخولها مطار دمشق.

هل حدث ذلك في البحرين؟ كل المعارضة البحرينية سمح لها بالعودة، وأفرج عن المعتقلين كافة، هل فعل النظام السوري ذلك؟ إلى اليوم في سورية لم يكشف عن مصير آلاف المفقودين، ولم يسمح لمعارض بالعودة، ولم يفرج عن سجين. حتى محمد العبدالله الذي توفيت زوجته بعد مرض عضال ما يزال في السجن مع نجله، ولم يسمح لهما برؤية أم وزوجة غادرت الدنيا. في الثورة اعتقل المئات بلا تهمة، وقتل أكثر من 500 من دون محاكمة. أين البحرين من هذا؟

مرة أخرى، لا أدافع عن النظام البحريني، ولكنها مقارنة بناء على طلب النظام السوري. وحتى لا نقع في فخ الطائفية، علينا أن نقبل بمطالب المعارضة البحرينية ونتبناها، مع إضافة بسيطة أن تطبق ذات المطالب على سورية. ساعتها لا نكون طائفيين، والكلام موجه لحزب الله الذي نحترم ونقدر جهاده، لماذا تطالبون بالبحرين بما تحذرون منه في سورية؟ لنطالب بالحرية لشعب البحرين وشعب سورية.

الغد

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى