صفحات الحوار

سمير العيطة: المعارضة في الداخل لا تريد الحوار مع النظام


| بيروت – من ريتا فرج

كشف المعارض السوري سمير العيطة عن المداولات التي دارت بين أقطاب المعارضة الداخلية والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مشيرا الى مقترحات تقدم بها بعض المعارضين من الذين شاركوا في الاجتماع بينها تشكيل «هيئات حقوقية وإعلامية للذهاب الى سورية بغية معاينة ما يجري».

وإذ شدد العيطة رئيس تحرير الطبعة العربية من «لوموند ديبلوماتيك» على ضرورة توحيد جهود المعارضة في تحديد رؤية واضحة حول مستقبل سورية، رأى أن المبادرة التي تقدمت بها الجامعة العربية لحل الأزمة تفتقد الآليات التنفيذية موضحاً انه نقل هذه الرسالة الى العربي خلال الاجتماع.

وأكد أن هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي لا تريد الحوار مع النظام كما يروج البعض وأن الخلاف بين الهيئة والمجلس الوطني السوري يدور «حول طريقة العمل على رحيل بشار الأسد»، مستبعداً تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، وكاشفاً عن اقتراح قدمه للعربي يهدف الى «تكوين بوتقة من أطياف المعارضة» كافة برعاية الجامعة العربية لـ «كبح بعض الأصوات المنادية بالتدخل العسكري الخارجي وعدم انجرار الأطراف الأخرى للحوار مع النظام».

«الراي» اتصلت بالعيطة وأجرت معه الحوار الآتي:

• ما أبرز نقاط النقاش التي دارت خلال الاجتماع بين هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي والأمين العام لجامعة الدول العربية؟ وهل تعارض تجميد عضوية سورية في الجامعة؟

– بداية، كان هناك اجتماعان مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، الأول لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي والثاني مع شخصيات معارضة أخرى كالاستاذ ميشال كيلو والاستاذ منذر حلوم والاستاذ حازم النهار وممثل تيار بناء الدولة السورية الاستاذ لؤي حسين، وحضرتُ الاجتماعين وقد تحدثنا جميعاً عن ان النظام السوري ليس له فقط تصرفات وحشية مع الشعب بل إنه يسعى الى عسكرة الانتفاضة السورية، وهذه النقطة تحدث عنها ميشال كيلو. أما النقطة الثانية، فتمحورت حول انتقاد الجامعة العربية لأنها لم تقدم آليات كي تفعّل مبادرتها، وطالبنا بتشكيل هيئات حقوقية إعلامية للذهاب الى سورية بغية معاينة ما يجري. وتمّ الحديث أيضاً عن عدم تطبيق السلطة السورية التزامها بالمبادرة العربية وتهديدها الأمن القومي العربي.

• هل أنتم مع الحوار مع النظام خصوصاً أن المبادرة العربية اقترحت استضافة حوار يجمع بين المعارضة والنظام في القاهرة؟

– لا أحد مع الحوار، وكل أطياف المعارضة ومن ضمنها هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي يتفقون على ضرورة وقف الحل الأمني حتى يقول الشعب السوري كلمته على الأرض كما حدث في مصر.

• إذا خرج اجتماع وزراء الخارجية العرب بقرار تجميد عضوية سورية كخطوة رمزية أو حتى الاعلان عن فشل المبادرة العربية. ما السيناريوات المحتملة؟

– السيد الأمين العام له دراية سياسية واسعة بخطورة الأوضاع في سورية، ولا أتصور أن الاجتماع سيعلن فشل المبادرة بل قد يقول إن النظام لم يلتزم بتنفيذها، ويمكن ان يترافق ذلك مع زيادة الضغوط على السلطة السورية. وأرجح أن تكون لهجة الجامعة قاسية لجهة عدم تطبيق المبادرة، وهذه القضية يتفق عليها الجميع، هيئة التنسيق والمجلس الوطني وتيار بناء الدولة والشخصيات المعارضة المستقلة. وكنت قد اقترحت كما اشرت سابقاً على الجامعة العربية خلال الاجتماعين تكوين بوتقة من أطياف المعارضة كافة مكونة من معارضة الداخل والخارج والهدف منها كبح بعض الأصوات المنادية بالتدخل العسكري الخارجي وعدم انجرار الأطراف الأخرى للحوار مع النظام.

• هل تتوقع أن يتخذ مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم قراراً بتجميد الاستثمارات العربية في سورية كما دعا بعض أعضاء المجلس الوطني السوري؟

– المطالبة بوقف الاستثمارات العربية ستضر الشعب السوري وتؤدي الى تراجع الثورة السورية، بينما المطلوب توجيه عقوبات اقتصادية ضد الشخصيات الموجودة في النظام كضباط المخابرات ورجال الأعمال وليس ضد الناس. وإذا صدرت عقوبات اقتصادية عن مجلس وزراء الخارجية العرب، لا بد أن تتخذ اتجاهاً انتقائياً وليس اتجاهاً شاملاً أي ان تتوجه الى الاشخاص وليس الى الشعب.

• النظام السوري يستمر في قمع الحركة الاحتجاجية والمعارضة بكل أطيافها غير قادرة على تجاوز الكثير من العقد على مستوى النتائج والآليات. ما الذي ينتظر سورية في ظل عدم حسم أي طرف المعركة لمصلحته؟

– السبب الأساسي الذي يساهم في عدم الحسم أن النظام في سورية ولعدة أسباب ينجرف نحو العنف والقمع ما قد يدفع الناس باتجاه عسكرة الانتفاضة الامر الذي يؤدي الى خروج الثورة السورية عن طابعها السلمي والديموقراطي. وطبعاً تتحمل المعارضة جزءاً كبيراً من المسؤولية وعليها بالدرجة الأولى توحيد صفوفها وتقديم رؤية سياسية موحدة حول مستقبل سورية. ولا شك في أن النظام وضعنا في مأزق كبير ووضع البلدان العربية في أزمة أكبر على مستوى الأمن القومي العربي ومن هنا يمكن أن نفهم ما قاله الأسد: «لن يذهب هذا النظام إلاّ إذا وقع حدث جلل».

الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى