صفحات العالم

سوريا: الإمساك بلحظة العقوبات


بعدما اجتمع مجلس الأمن الدولي لمناقشة الأزمة في سوريا، يجب عليه الإمساك باللحظة لفرض عقوبات متعددة على نظام الأسد وشبكة دعمه. وهذا الإجراء سيكون متسقاً مع القرارات التي اتخذها المجلس في مناسبات سابقة لتجريد أي نظام مارق، من قدرته على قتل المدنيين الأبرياء من أبناء شعبه. وهذه الإجراءات القهرية القوية، باتت مبررة في الوقت الراهن بسبب القصف العشوائي الذي تقوم به قوات النظام السوري ضد المدنيين في مدينة اللاذقية الساحلية عن طريق سفن حربية، الذي بدأ يوم السبت الماضي.

ومعلوم أن القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين المسالمين في غالبيتهم العظمى مازال مستمرّاً على رغم المبادرات، والمهام الدبلوماسية العديدة، والإدانات الدبلوماسية القوية الصادرة من عدد من الدول العربية خلال الأسبوع الماضي، التي يبدو أنها قد فشلت جميعها في إقناع الأسد بإنهاء الهجمات التي تقوم بها قواته. وليس هذا فحسب بل إن الإدانة التي أصدرها مجلس الأمن الدولي في الثالث من أغسطس الجاري لم يكن لها تأثير يذكر على الأسد.

وإذا ما فشل مجلس الأمن الدولي في فرض العقوبات على النظام السوري، فإن هذه المهمة ستصبح مطروحة بشكل مباشر على تحالف واسع من أعضاء الأمم المتحدة -يمكن أن يشمل تركيا الشريك الاقتصادي المتمنع- تقوده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وهذا التحالف يجب أن يعمل على فرض عقوبات صارمة على سوريا تشمل عقوبات على النفط والغاز السوري، سيكون لها تأثير في تعزيز تأثير العقوبات التي كانت قد فرضت بالفعل في السابق على ذلك النظام.

والعقوبات التي يمكن فرضها تشمل عقوبات دبلوماسية، ومالية، وقيوداً على السفر، وعلى استيراد السلاح، وفرض حظر على استيراد أنواع معينة من البضائع والسلع. ولمفاقمة العزلة التي يستحقها نظام الأسد في الوقت الراهن بسبب أعماله وسياساته يتعين على جميع السفارات الأجنبية في دمشق إغلاق أبوابها وسحب سفرائها رسميّاً.

والحزمة الجديدة المتوقعة من العقوبات المالية، والقيود على السفر، ينبغي أن تمتد أيضاً لتشمل النخبة السورية الحاكمة، بما في ذلك كبار قادة القوات المسلحة، وقادة الوحدات الأمنية المتخصصة التي تضطلع بدور كبير في حملة الدهم والقمع المتواصلة في سوريا في الوقت الراهن، بالإضافة إلى البنوك الرئيسية والبنوك من المستوى المتوسط، وكذلك الشركات والمصالح التجارية الكبرى، مع النظر أيضاً في فرض عقوبات على شركة الطيران التجارية السورية الحكومية من خلال تعليق رحلاتها إلى أجل غير مسمى لأن إجراءً كهذا سيكون له تأثير مؤلم للغاية على النظام.

جورج لوبيز

أستاذ دراسات السلام بجامعة نوتردام – ولاية إنديانا

ينشر بترتيب خاص مع خدمة “كريستيان ساينس مونيتور

الاتحاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى