صفحات العالم

سوريا الحبيبة ,لا حرية ولا تحرير ؟؟

 


حسن مدبولى

كنت اتفاعل مع الاصوات التى تدافع عن النظام السورى بشكل ايجابى,واضعا فى الاعتبار ان سوريا هى قلعة الممانعة وهى قبلة المقاومة فى العالم العربى,ولما لا وانا اتابع المواقف السورية الممانعة والرافضة لمواقف دول الاعتدال او الاعتلال العربية,وكان من بينها مصر فى عهد الديكتاتور المصرى المخلوع , كما كنت اتابع موقف سوريا ونظامها السياسى وشعبها المحترم ,من مساعدة المقاومات العربية ,المتمثلة فى حزب الله فى لبنان ,وكذلك المقاومة الفلسطينية المسلحة بكافة فصائلها ,ودون تفرقة بين جهاد او حماس او شعبية او ديموقراطية,كنت اراقب واستمع الى خطابات الرئيس السورى فى الشأن العربى واجدها معبرة تماما عنى وعن كافة المؤمنين بوحدة المصير العربى,فازداد ايمانا بموقفى الايجابى تجاه نظام الحكم فى سوريا,ولما لا وانا اتابع المواقف المخزية للدول الرئيسية فى المنطقة مثل مصر والمملكة العربية السعودية؟؟

لم يكن وقتها احد يفكر فى الحرية او الديموقراطية, فحرية اراضينا فوق كل الحريات,فما بالك والجولان محتل ,وما بالك وفلسطين ممزقة,وما بالك بالمؤامرات تدبر ليل نهار ضد المقاومة اللبنانية,,وكنت اتصور ان الشعب السورى فى مجمله ايضا يرى نفس الرؤية, وهو متشوق فقط كشعب الى تحرير ارضه المغتصبه,,وعندما بدأت الثورات العربية فى تونس ومصر واليمن وليبيا,والبحرين لم يساورنى شك فى الوقوف بجانب الشعوب العربية المتشوقة الى الحرية, لكن عندما قامت المظاهرات فى سوريا اشفقت على سوريا وعلى نظامها الممانع المحتضن للمقاومة العربية,وانتظرت ان تستوعب القوى السياسية فى سوريا الوضع الحساس لسوريا ,وان تتقبل حلولا وسطى هناك ,فليس من الضرورة استنساخ نفس الصورة المصرية او التونسية ,,واستبشرت خيرا عندما وعدنا السيد نائب الرئيس السورى ,بأن رئيسه سوف يتحدث الى الشعب ,وسوف يقرر قرارات حاسمة من اجل خير الشعب السورى,,تصورت ان الامر قد تم استيعابه,وان الاصلاح قد بدأ فى سوريا اخيرا ,وبدون ازاحة النظام ,نظرا لكون ذلك النظام له مواقف قومية محترمة,,ولكن استبشارى جاء مخيبا للامال, فبعد استشهاد المئات من المعارضين فى كافة انحاء سوريا,وبعد خروج الاف مطالبين بالحرية,وبعد ان فرغ صبر الناس من سوء الاحوال ,سواء المعيشية ,او السياسية,اذا بنا امام نفس النموذج العربى الليبى,ولكن بصورة اكثر تجميلا..

فبعد مسيرات المؤيدين التى حماها الامن ولم تتعرض لرصاص الشبيحة او البلطجية, اذا بنا امام مشهد تهريجى,فى مكان يفترض به ان يكون مقرا فيه تمثيل حقيقى للشعب السورى,خرج اعضاء مجلس الشعب السورى يستقبلون الزعيم الاستثنائى بالهتافات المقيتة من نوع بالروح بالدم نفديك يا بشار ,بل ومن نوع الله – سوريا – بشار وبس ؟؟على وزن الله معمر وليبيا وبس,,يا للعار ,اهؤلاء هم ممثلى الشعب السورى؟ هلى بامثال هؤلاء سوف يتم تحرير الجولان ؟ وهل بامثال هؤلاء سوف يتم الائتمان على المقاومة العربية ؟ من هنا تأكدت ان الوقت المناسب للرد السورى على اعتداءات الصهاينة لم يكن ليأتى ابدا؟؟

جاء خطاب السيد الرئيس فى مجمله واعدا وعدا ,كما وعد من قبل منذ خمس سنوات,فلا اصلاح ولا تحرير,ولا حرية اراضينا ولا كل الحريات ؟

الشعب السورى او بالاحرى مناضلوا الشعب السورى المستمرين فى الانتفاض والثورة اثبتوا لنا اننا كنا على خطأ ,فلا تحرير ولا مقاومة بدون حرية ,ولا قدرة على دفع الاعداء بدون حيوية التغيير ,وبدون القضاء على رؤوس الفساد,ولا قضاء على رؤوس الفساد ولا تحرير ولا حرية بدون الغاء الديكتاتورية السياسية فى سوريا,بما فيها واولها الغاء هيمنة حزب البعث المتحكم فى كافة مقاليد السلطة بالحديد والنار,اذا كان البعض يحبون بشار الاسد فهم احرار ,ولكن عليه ان ينزل الى الميدان وليتنافس مع مرشحين اخرين ,ولتختار الاغلبية من تختار ,واذا كان حزب البعث هو القائد , فالامر ليس منوط بالارغام والتسلط حتى ولو كان ذلك التسلط مغطى دستوريا,على الدولة اتاحة الفرصة امام القوى السياسية الاخرى لتجابه حزب البعث فى حرية ,ويمها سيفوز الاصلح والاقوم والافضل ,ويومها سيأتى الوقت المناسب لتحرير الجولان,,اما اذا ظل الوضع الحالى ,لا حرية ولا تحرير,,فميدان التحرير السورى موجود ؟؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى