صفحات العالم

حكومة حجاب


عــمـاد مــوســـى

لا يأخذ  تشكيل الحكومات في سورية وقتاً ولا جهداً. في السادس من حزيران كلّف سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد وزير الزراعة السابق فريد حجاب (46 عاماً) بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة الدكتورعادل سفر. في الثالث والعشرين من الشهر نفسه تشكّلت. كوني فكانت. سبعة عشر يوماً بالتمام والكمال. أبصرت حكومة عادل سفر النور في 11 يوماً وهي المدة الفاصلة بين التكليف والتشكيل. لا تعقيدات ديمقراطية في سورية ولا رئيس مكلّف يأخذ وقته ويمطّ المشاورات ولا مهل للتشكيل ولا استشارات ملزمة.

 ومن ذا الذي يلزم سيادة الرئيس باسم معين؟ ما عاش. عفواً ما وُلِد.

مسألة تشكيل الحكومات في سورية “مسيسرة” و”مسهسلة” دائماً مقارنة مع تشكيل الحكومات في لبنان فحل عقدة كتوزير أمير الشويفات طلال إرسلان يستغرق ما بين الشهر والأربعين يوماً  كمعدّل وسطي مع تدخّل قوى عظمى ومحاولات إرضاء العماد  ميشال عون بحصص تليق بمقامه وحجمه تستهلك ثلاثة أشهر على الأقل من عمر الرئيس المكلّف. ليتنا نحذو حذو الأشقاء.

لا يعرف اللبنانيون الكثير عن الدكتور رياض فريد حجاب وزير الزراعة والاصلاح الزراعي السابق. ولا يعرفون من هو محمد مصطفى ميرو ولا ناجي العطري بينما يعرف السوريون جيداً أسماء  كل رؤساء حكوماتنا لكن ليس بمقدار معرفتهم بميشال سماحة وناصر قنديل وفايز غصن وأسعد حردان وآل قانصو والعزيز وئام. تقول سيرة حجاب أنه من مواليد دير الزور. حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية وشغل منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور حيث أبلى البلاء الحسن في نشر الوعي القومي وآخر مناصبه قبل الوزارة محافظ  اللاذقية. تشرّفنا بمعرفته.

ويمكن الآن التوقّف عند بعض الملاحظات الشكلية حول التشكيلة رئيساً ووزراء، فحجاب كما سلفه سفر إنتقل من حقيبة الزراعة إلى رئاسة الحكومة. والإثنان، الخلف والسلف لا يملكان حيثية سياسية مستقلة. السياسة في مكان آخر.

ضمّت حكومة سفر الثلاثينية 5 وزراء دولة فيما ضمت حكومة حجاب 6 وزراء دولة. لماذا؟ لا سفر يعرف ولا حجاب. العلم عند سيادة الرئيس الذي يؤلف ويلحّن ويُخرج. صلاحيات مطلقة لا تقبل أي نوع من المراجعة.

وفي فورة الإصلاحات استحدث سيادة الرئيس وزارة لشؤون المصالحة الوطنية وأسندها إلى الدكتور علي حيدر (قومي سوري إجتماعي معارض) بينما لم يجد حاجة إلى تعيين وزير لحقوق الإنسان كما فعل العراقيون بعد صدام. بعد الأسد لا بد من وزارة لحقوق الإنسان وأخرى للمهجرين.

وفي وزارة حجاب احتفظ وليد المعلم بحقيبة الخارجية والعماد داوود راجحة بوزارة الدفاع واللواء محمد ابراهيم الشعار بوزارة الداخلية وهذا أمر مريح. فالثلاثة من أصحاب السوابق.

وارتأى سيادة الرئيس تعيين 4 نواب لرئيس مجلس الوزراء كي يرضي كل الأطياف ومنهم الطيف الشيوعي الذي تمثّل بقدري جميل رئيس تحرير صحيفة قاسيون.

وأسندت إلى جميل وزارة للتجارة الداخلية وحماية المستهلك. وكما تراني يا جميل أراك. تخيلوا جميل يناكف مثل شربل نحاس في مجلس الوزراء السوري. فوراً محكمة ميدانية. مرحبا معارضة وأهلين وسهلين.

لبنان الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى