صفحات العالم

سوريا: تطورات متسارعة

    علي حماده

الأوضاع تتغير بسرعة في ما يتعلق بالوضع في سوريا:

١- تبدل في الموقف الاميركي اثر اعلان البيت الابيض تأكد الاجهزة الاستخبارية من استخدام النظام في سوريا اسلحة كيميائية في قتاله ضد الثوار، ثم ارفاق الاعلان بآخر عن قرار بتسليح الثوار، اتى بعد ايام على قرار اوروبي برفع الحظر عن تسليح الثوار، ما يفتح الباب واسعا امام وصول اسلحة اميركية واوروبية، إما مباشرة وإما عبر دول عربية داعمة للثورة تمتلك مخزونات كبيرة من اسلحة اميركية متطورة، لا سيما الصواريخ المضادة للدروع والمضادة للطائرات، فضلا عن دعم استخباري، ولوجيستي كبيرين.

٢- قرار اميركي بالاستجابة لمطلب الاردن الابقاء على بطاريات “باتريوت” المتطورة المضادة للصواريخ، ومقاتلات “ف -١٦” التابعة للبحرية الاميركية والتي شاركت منذ مطلع الشهر الجاري في مناورات مشتركة في الاردن، والابقاء على قوة اميركية مقاتلة واخرى لخدمة الاسلحة المشار اليها على الاراضي الاردنية.

٣-  انباء عن الافراج عن شحنات اسلحة جديدة ومتطورة من السلاح المخزن اصلا في الاردن، ودخوله الاراضي السورية ليصل الى يد “الجيش السوري الحر”.

٥- تبلور جبهة عربية – اوروبية – اميركية جديدة لمواجهة خطر وقوع سرايا باسرها تحت السيطرة الايرانية إما مباشرة او بشكل غير مباشر بعد قيام طهران بدفع ذراعها العسكرية – الامنية في لبنان اي “حزب الله” الى المعركة بكامل طاقتها.

٦- تبلغ الدول العربية والغربية  المعنية بالملف السوري ورقة الطرف الروسي الى مؤتمر جنيف -٢، والتي تستند فيها موسكو الى التطورات الاخيرة على ارض المعركة لصالح النظام وظهيره الايراني، لتقفز فوق “تفاهمات” جنيف -١، بمعنى الغاء فكرة نقل صلاحيات بشار الاسد الى حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، من شأنها ان تزيح الاسد عملياً عن السلطة.

٧- بلوغ التوتر المذهبي في المنطقة العربية ذروته مع تورط “حزب الله” في القتال في سوريا الى جانب النظام.

كل هذه المؤشرات يضاف اليها تحول لا يزال غامضا في ايران نفسها مع فوز المرشح المدعوم من الاصلاحيين حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية البارحة، بما ينطوي عليه من رمزية، تؤكد ان المنطقة تدخل رهاناً في مرحلة جديدة قد تتبدل فيها المعطيات بسرعة كبيرة، وقد تعيد خلط الاوراق مرة جديدة، بمعنى ان القرار باسقاط النظام في سوريا لا عودة عنه لا داخليا في سوريا بالنسبة الى الثورة، ولا خارجيا بالنسبة الى النظام العربي، و(المجتمع الدولي) ناقص روسيا.

وبالاشارة الى الحدث الايراني المتمثل بانتخاب حسن روحاني رئيسا خلفا لاحمدي نجاد، فمن المبكر الحكم عليه، قبل اسابيع عدة. وفي الانتظار منع ايران من التقدم في سوريا، واعادة “حزب الله” الى حجمه الحقيقي بسرعة.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى