أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 18 حزيران 2014

 

 

المعارضة تستأنف قتال «داعش» … بغطاء سني

لندن، جنيف، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

استؤنفت المعارك بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب أخرى معارضة للنظام السوري في شمال شرقي البلاد وسط دعوة «المجلس الإسلامي»، الذي يشكل مرجعية سنية للمعارضة، مقاتلي «الجيش الحر» إلى مواجهة «داعش». وتأكد سحب النظام ميليشيات عراقية من شرق دمشق بعد تقدم «داعش» في غرب العراق في وقت حض أهالي دير الزور على التطوع لقتال «داعش».

 

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «دارت اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية من جهة ومقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي في محاولة من الدولة الإسلامية للتقدم».

 

وكانت المعارك بين الطرفين شهدت تصعيداً منذ الأول من أيار (مايو) الماضي في مناطق عدة من دير الزور قريبة من الحدود العراقية في محاولة من «الدولة الإسلامية» التواصل مع عناصر التنظيم في العراق، وتوسيع سيطرته لتحقيق تواصل جغرافي له من الرقة في سورية شمالاً مروراً بالحسكة وصولاً إلى دير الزور. لكن المعارك هدأت بعد بدء الهجوم الكبير لـ «داعش» في شمال العراق الذي أدى إلى سيطرته على مناطق واسعة، قبل ان تُستأنف أمس.

 

وحض «المجلس الإسلامي السوري» في بيان فصائل المعارضة المسلحة على قتال «داعش» بعدما أظهرت «كل القرائن والدلائل أن هذا التنظيم صار أساساً في إجهاض المقاومة ضد (الرئيس بشار) الأسد ونظامه في سورية وبث الفرقة والقتل والتخريب ونهب خيرات البلاد»، داعياً إلى «قتال تنظيم «داعش» وإبطال مشروعه حتى «ينتهي أثرهم في السوريين وبلادهم».

 

في المقابل، قال ناشطون إن النظام أطلق حملة لتطويع ميليشيات في دير الزور للعمل في «قوات الدفاع الشعبي». ووعد المتطوعين بإغراءات مادية ونفوذ وإعفاءات. ونقل «المرصد» عن «مصادر موثوق فيها، أن قوات النظام سحبت عدداً من المسلحين الموالين لها من الجنسية العراقية من المليحة ومحيطها (شرق العاصمة) وخففت من حدة عملياتها الهجومية في المنطقة، بالتزامن مع دخول مقاتلي الدولة الإسلامية مدينة الموصل العراقية وسيطرتهم عليها».

 

في جنيف، أعلنت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سورية، أن الحرب الأهلية الجارية في البلاد بلغت «مرحلة حرجة تهدد المنطقة برمتها»، ذلك إبان تقديم تقريرها الأخير إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف.

 

وصرح رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينييرو أمس: «هناك تصعيد غير مسبوق للعنف في سورية»، مضيفاً أن هذا العنف يهدد المنطقة برمتها.

 

الأكراد يؤيدون «الإقليم السني» ويتمسكون بكركوك

بغداد، أربيل، لندن – «الحياة»

بدا أن انهيار الجيش العراقي في الموصل، وتمدد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في مدن ومساحات واسعة، عززا موقف المطالبين بأقاليم شيعية وسنية وكردية مستقلة، بدعم من الأكراد الذين أعلنوا أمس عدم نيتهم الإنسحاب من كركوك و «المناطق المتنازع عليها». وأكدوا تجنب المواجهة مع التنظيم «إلا في حالة الدفاع عن النفس». واعلن رئيس الوزراء العراقي ليل أمس اقالة اربعة من كبار القادة الأمنيين لتقاعسهم في الدفاع عن الموصل ومواقع كانوا يقودون الجيش وقوات الامن فيها. (للمزيد)

 

في هذا السياق، قال محافظ الموصل آثيل النجيفي لـ»الحياة» أمس أنه مع هذا التوجه «إذا كان يحقن الدم العراقي»، كما عُلم أن مسألة الإقليم السني الذي دعا إلى إقامته رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان بارزاني، بعد عودته من طهران، أصبح مدار بحث بين إيران وأميركا وأطراف عراقية، خلال الأيام الماضية.

 

واعتبر النجيفي الذي يعقد اجتماعات مجلس المحافظة في بلدة تلكيف في سهل نينوى، منذ ان احتلت المجموعات المسلحة الموصل منع الحرب الاهلية «أولوية»، وقال: «كنا نطالب باقاليم ادارية وتعزيز ادارة كل محافظة لتكون اقليماً، لكن اذا كان وقف نزيف الدم يتطلب انشاء اقليم سني، فنحن مع هذا الطرح».

 

وزاد ان «الاوضاع في الموصل تزداد سوءاً، حيث غابت الخدمات الاساسية وقطعت الكهرباء، والمياه شحيحة». واكد «انه ما زال محافظاً للمدينة، وان كل الذين عرض عليهم المسلحون المنصب رفضوه، ونحن نحاول ان نفتح كل الأبواب لانقاذ الموصل مما هي فيه اليوم».

 

وعن إعلان الحكومة تأسيس لواء عسكري تحت امرته، قال ان «القرار صدر لكنه لم ينفذ حتى الآن، وفي حال تأسيس مثل هذه القوة ستكون من اهالي الموصل، وهدفها حفظ امن المدينة فلن نقبل ببقاء الجيش داخل المدن بعد اليوم، ويجب ان يكون الأمن ذاتياً».

 

من جانبه اعتبر العضو القيادي في الحزب «الديموقراطي الكردستاني» عبد السلام برواري في اتصال مع «الحياة» أن «القيادة السياسية الكردية ترى منذ تسعينات القرن الماضي أن الحل الوحيد لبقاء العراق موحداً هو تحويل تركيبة الدولة إلى شكل يعكس التوزيع والتركيب السكاني للعراقيين، والمكونات الأساسية هي السنة والشيعة والأكراد، وتجربة السنوات العشر الأخيرة أظهرت ما كنا نؤكده». وأضاف «لا حل سوى إقامة ثلاثة أقاليم تراعي مكونات العراق الرئيسية».

 

وعقد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اجتماعين منفصلين مع القيادات الأمنية والقوى السياسية الكردية مع احتدام المواجهات بين قوات «البيشمركة» ومسلحي «داعش» قرب كركوك. وذكرت وسائل إعلام كردية أنه تم الإتفاق «على عدم سحب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها، وأن يكون بارزاني الممثل الرئيسي للإقليم في أي مفاوضات، ومنحه صلاحية اتخاذ القرار النهائي»، وأشارت إلى أن «المجتمعين أكدوا أن المالكي يتحمل مسؤولية الأزمة»، كما «تقرر تجنب الدخول في مواجهة مع داعش والبقاء في موقف الدفاع عن النفس».

 

وفي مؤشر إلى تفاقم الخلافات بين اربيل وبغداد، أكد نيجيرفان في مقابلة مع قناة «بي بي سي» استحالة عودة العراق إلى مرحلة ما قبل توسع نفوذ مسلحي «داعش»، داعيا إلى «تنحي المالكي من منصبه بعد الانتهاء من المرحلة الحالية، مشيراً إلى «ضرورة استحداث إقليم سني مستقل فهذا أفضل حل لحكم البلاد»، فضلاً عن ذلك قرر الأكراد زيادة صادرات النفط لتصل إلى 400 ألف برميل يومياً، عبر تركيا، على رغم إقفال مصفاة بيجي وإعلان العراق أنه سيحتاج إلى استيراد نصف حاجته بعد إقفالها.

 

من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أنها أرسلت 275 عسكرياً إلى العراق لحماية مواطنيها، وأجلت بعض الموظفين وعائلاتهم من سفارتها. كما أجلت تركيا موظفيها من قنصليتها في الموصل، واتخذت قراراً بحجب المعلومات عن موظفيها المخطوفين.

 

إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن المقاتلين الأجانب في العراق وسورية يشكلون أكبر خطر على بلاده.

 

أمنياً، سيطرت مجموعة من المسلحين على معبر القائم الحدودي الرسمي مع سوريا والواقع في محافظة الانبار، بعد انسحاب الجيش والشرطة من محيط المعبر.وأفادت المصادر أن مسلحي «الجيش السوري الحر» هم الذين سيطروا على المعبر، علما انهم يسيطرون على الجهة السورية المقابلة ( أ ف ب)

 

وفي بعقوبة، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة: «عثرنا على جثث 44 شخصاً مقتولين بالرصاص داخل مركز الشرطة في حي المفرق».

 

وسيطر مسلحون ساعات عدة على ثلاثة احياء بينها المفرق، في المدينة التي لا تبعد سوى 60 كلم شمال شرقي بغداد، في هجوم يعد الاول منذ بدء هجماتهم التي استهدفت انحاء متفرقة من العراق قبل اسبوع.

 

وليلاً مر المالكي باعفاء ضباط رفيعي المستوى في القوات الحكومية من مناصبهم واحالة بعضهم على محاكم عسكرية ومجالس تحقيقية، بحسب ما جاء في بيان رسمي بثته قناة «العراقية» الحكومية.

 

ومن بين الذين امر المالكي باعفائهم قائد عمليات محافظة نينوى ورئيس اركانه وقائد فرقة المشاة الثالثة، متهماً اياهم بالهرب من «ساحة المعركة».

 

ترويج كردي لـ«استحالة» الوحدة.. وانتقاد حكومي للسعودية

اجتماع لقادة العراق: تصحيح المسار السياسي

سعت الحكومة العراقية الى استجماع هيبة حضورها، الخارجي والداخلي، المتصدع جراء التدهور الأمني الراهن والذي لامس خطره محيط العاصمة بغداد، في وقت اتفق القادة العراقيون، يتقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي، في اجتماع «الملتقى الوطني لرموز العراق»، مساء أمس، على شجب الخطاب الطائفي ومراجعة المسيرة السياسية السابقة «بهدف تقويمها»، فيما كانت واشنطن تشير من جهتها على لسان نائب الرئيس جو بايدن إلى أنّها ستقدم «مساعدة عاجلة» إلى القوات العراقية، مشددة على أهمية قيام «مسار سياسي يشمل الجميع» ويستند إلى نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وفي أول حراك سياسي ينطوي على عدد من الدلالات، واجهت الحكومة العراقية، أمس، الموقف السعودي الأخير المندد بسياسة «الإقصاء الطائفي»، محملة الرياض مسؤولية الدعم المادي الذي تحصل عليه «الجماعات الإرهابية» وجرائمها التي رأت أنها تصل إلى حد «الإبادة الجماعية» في العراق.

وقال مجلس الوزراء العراقي، في بيان، إنه لاحظ «موقفاً وحيداً مستغرباً يصدر من مجلس الوزراء السعودي وإننا … ندين بشدة هذا الموقف الذي نعتبره ليس فقط تدخلاً في الشأن الداخلي وإنما يدلّ على نوع من المهادنة للإرهاب». وحمّلت الحكومة العراقية في بيانها السعودية «مسؤولية ما تحصل عليه هذه الجماعات من دعم مادي ومعنوي وما ينتج عن ذلك من جرائم تصل إلى حد الإبادة الجماعية وسفك دماء العراقيين وتدمير مؤسسات الدولة والآثار والمواقع التاريخية والمقدسات الإسلامية».

ورأت كذلك أنّه «على الحكومة السعودية أن تتحمل مسؤولية ما يحصل من جرائم خطيرة من قبل هذه الجماعات الإرهابية، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في هذا المجال، وستتابع الحكومة العراقية ذلك بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي»، معتبرة أنّ «محاولة إضفاء صفة الثوار على هذه الجماعات من قبل وسائل إعلام تابعة للحكومة السعودية، تعد إساءة بالغة لكل ما هو ثوري ومحاولة لشرعنة الجرائم التي تقوم بهما هذه المجموعات والتي هي ليست خافية على احد في كل مكان حلت به».

 

كما دعت بغداد الحكومة السعودية إلى «ضرورة التركيز على وضعها الداخلي ومراعاة عدم التهميش والإقصاء في بلدها، فهي أحرى بهذه النصيحة من العراق الذي تدور فيه عملية ديموقراطية وانتخابات حرة شهد العالم بنزاهتها».

 

كذلك، استخدم رئيس الوزراء نوري المالكي صلاحياته، أمس، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، معلناً عزل أربعة من كبار الضباط بسبب سقوط مدينة الموصل الأسبوع الماضي. وجاء في البيان أنّ المالكي أمر بإعفاء قائد عمليات نينوى الفريق الركن مهدي الغراوي ونائبه اللواء الركن عبد الرحمن مهدي ورئيس أركانه العميد الركن حسن عبد الرزاق من مناصبهم «واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم». وأمر المالكي أيضاً بإعفاء «العميد الركن هدايت عبد الرحيم عبد الكريم عبد الرحمن قائد فرقة المشاة الثالثة… واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وإحالته إلى المحكمة العسكرية لمحاكمته غيابياً، وذلك لهروبه من ساحة المعركة إلى جهة مجهولة».

 

داخلياً أيضاً، وفي حدث بارز، اتفق القادة العراقيون، في اجتماع عقد مساء أمس، على شجب الخطاب الطائفي ومراجعة المسيرة السياسية السابقة «بهدف تقويمها». وعقد اجتماع «الملتقى الوطني لرموز العراق» في مكتب رئيس «التحالف الوطني» إبراهيم الجعفري في بغداد، بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ورئيس «المجلس الأعلى الإسلامي» عمار الحكيم، ونواب رئيس الوزراء صالح المطلك وحسين الشهرستاني وروز نوري شاويس ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ومستشار الأمن الوطني فالح الفياض والأمين العام لـ«منظمة بدر» هادي العامري ورئيس «كتلة الرافدين» يونادم كنا، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى.

 

وقال الجعفري عقب اللقاء في كلمة نقلتها قناة «العراقية» الحكومية، وقد وقف القادة الذين حضروا الاجتماع خلفه، إنهم توافقوا على «الحفاظ على وحدة شعبنا… وتجنب أي نوع من أنواع الاستفزازات الطائفية».

 

وأضاف أنّ قادة البلاد اتفقوا أيضاً على «دعم الإجراءات المدنية… والتحشيد من كل مكونات الشعب وبشكل متوازن» و«مراجعة المسيرة السابقة لتقويمها لمصلحة العراق». كما أكدوا «التزام الدستور والقوانين… ومنع ظواهر حمل السلاح العشوائي خارج إطار الدولة».

 

وفي ظل المحاولات لإعادة ضخ الحياة في العملية السياسية نتيجة التدهور الأمني الذي نتجت منه إعادة رسم توزيع النفوذ في البلاد، وتحديداً في المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل، جاء الكلام الأخطر أمس على لسان رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان البرزاني. وأعلن، في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية أمس، انه «من شبه المستحيل» أن يعود العراق، كما كان عليه قبل احتلال الموصل. وقال «إذا اعتقدنا أنّ العراق يمكن أن يعود كما كان عليه قبل الموصل، لا أظن أنّ ذلك سيحصل. هذا شبه مستحيل».

 

وأضاف البرزاني، الذي كان في زيارة إلى طهران أمس الأول، «علينا أن نجلس جميعاً معاً ونجد حلاً ونعرف كيف يمكن العيش معاً»، مؤكداً انه «سيكون من الصعب التوصل إلى حل» مع رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال «الحل ليس عسكرياً. يجب فتح عملية سياسية. إنّ الطائفة السنية تشعر بأنها متروكة، ويجب أن تشمل العملية مختلف العشائر والمجموعات». وأضاف «يجب أن نترك المناطق السنية تقرر، لكني اعتقد أن النموذج الأفضل لها هو أن تقيم منطقة سنية، كما فعلنا في كردستان».

 

في غضون ذلك، ترافق الحراك السياسي الداخلي، مع إعلان أميركي واضح جاء على لسان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أشار فيه إلى أنّ الولايات المتحدة ستقدم «مساعدة عاجلة» تشتدّ الحاجة لها لقوات الأمن العراقية، ولكن ينبغي أن يتوحد العراقيون لمحاربة أعمال العنف المسلحة «الشريرة» التي يشنها متشددون وتهدد بتفكيك البلاد. وأضاف بايدن، في بيان أصدره خلال زيارة إلى البرازيل، «من الواضح أن هناك حاجة لمساعدة عاجلة… الخلاصة هنا أن العراقيين عليهم أن يوحدوا صفوفهم لهزيمة هذا العدو». وقال إنّ ذلك يستلزم تنحية «الخلافات الطائفية وبناء قوة أمن تشمل جميع الأطياف وضمان أن تكون أصوات جميع التجمعات السكانية في العراق مسموعة». وتابع، في البيان، أنّ الفرصة للقيام بذلك متاحة الآن بعدما أقرت المحكمة العليا العراقية نتائج الانتخابات، أمس الأول.

 

وتابع بايدن، وهو المسؤول عن الملف العراقي في الإدارة الأميركية، قائلاً إنه أجرى مشاورات عن كثب مع قطاع واسع من القادة العراقيين خلال الأسبوع الماضي بهدف الوصول إلى «مسار سياسي يشمل الجميع ويمضي للأمام بينما نقدم المساعدة لقوات الأمن العراقية».

 

من جهته، دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما زعماء الكونغرس الأربعة إلى اجتماع في البيت الأبيض، يعقد اليوم، ليبحث معهم في الاستراتيجية الواجب اتباعها حيال الأزمة العراقية. وأكد البيت الأبيض ومصادر برلمانية عدة، أمس، أن «الأربعة الكبار» في الكونغرس، أي رئيس مجلس النواب جون بوينر وزعيمة الأقلية الديموقراطية فيه نانسي بيلوسي، إضافة إلى زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد وزعيم الأقلية الجمهورية فيه ميتش ماكونيل، سيتوجّهون إلى البيت الأبيض لإجراء مشاورات مساء اليوم.

 

على صعيد آخر، وبشأن الكلام الدائر حول تعاون أميركي إيراني بشأن العراق، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أنّ إيران والولايات المتحدة «أشارتا» إلى الهجوم الذي يشنّه مقاتلو «الدولة الاسلامية في العراق والشام» في العراق أثناء اجتماعهما في فيينا أمس الأول. وقال ظريف لوكالة الأنباء الإيرانية «ارنا» إنّ اللقاء الثلاثي بين ايران والولايات المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون «تناول فقط الملف النووي، لكن بسبب تدهور الوضع في العراق كان من الطبيعي الإشارة إلى وحشية الدولة الإسلامية في العراق والشام» بما في ذلك أثناء اللقاء الثنائي مع اشتون.

 

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف صرحت، فجر أمس، أنّ البلدين أجريا «محادثات مقتضبة» حول العراق على هامش المفاوضات النووية. وذكرت المتحدثة الأميركية بـ«الاهتمام المشترك» لواشنطن وطهران ضد تنظيم «داعش».

 

وكان مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية قد أشار في وقت سابق إلى أنه في الوقت الذي يمكن لواشنطن الدخول في مباحثات مع الإيرانيين حول الوضع في العراق، فإن تلك المباحثات المحتملة لن تتطرق إلى أي تنسيق عسكري، أو أي قرارات استراتيجية تتعلق بمستقبل العراق.

 

ميدانياً، وصلت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة يقودها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» والقوات العراقية الحكومية إلى أقرب نقطة من بغداد أمس، حيث هاجم مسلحون مركز محافظة ديالى مدينة بعقوبة التي تبعد ستين كيلومتراً عن العاصمة، في وقت فقدت الحكومة الاتحادية سيطرتها على معبر ثانٍ عند الحدود مع سوريا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، وبدا أنها تلقت ضربة موجعة كذلك في ظل أنباء عن اضطرارها لإغلاق مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين. وقررت الولايات المتحدة الأميركية إرسال 275 عسكرياً لحماية سفارتها في بغداد، في أول خطوة من نوعها منذ الانسحاب الأميركي نهاية العام 2011. (تفاصيل ص 14)

(«السفير»، أف ب، رويترز، أ ب)

 

«داعش» لخصومه في سوريا: الاستسلام أو مصير الموصل

عبد الله سليمان علي

خرقت السيارات المفخخة الهدوء الذي خيّم على دير الزور شرق سوريا طوال الأسبوع الماضي بالتزامن مع «غزوة الموصل»، فيما يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى استثمار التقدم الذي أحرزه في العراق لتحقيق مكاسب في سوريا من دون قتال، مستثمراً العتاد الثقيل الذي غنمه من مستودعات الجيش العراقي. وشهدت دير الزور هدوءاً شبه كامل على كل الجبهات المفتوحة بين الفصائل «الجهادية» بعضها ضد بعض في الأرياف الغربية والشرقية والشمالية منها. وعزت مصادر ميدانية هذا الهدوء إلى انشغال «داعش» بما اصطلح على تسميته بـ «غزوة الموصل» وعدم وجود مصلحة له في فتح جبهتين في بلدين مختلفين في الوقت ذاته، مع الأخذ بالاعتبار ما يتطلبه ذلك من إمكانيات وقدرات عسكرية ولوجستية قد لا تكون متوافرة له.

إلا أن «داعش» لم يترك جبهة دير الزور من دون إجراءات احترازية، مخافة أن يقدم خصومه في «مجلس شورى مجاهدي الشرقية» على استغلال انهماك مقاتليه في السيطرة على الموصل ليشنوا هجوماً معاكساً ضده يستردون من خلاله ما خسروه من بلدات وقرى خلال الأسابيع الماضية. فقد فرض «داعش» حظراً للتجوال في مدينة البصيرة، القريبة من مدينة الشحيل معقل «جبهة النصرة» الرئيسي، يمتد حتى إشعار آخر غير محدد، كما أغلق المعبر النهري لمدينة خشام، وعزز قواته على المدخل الشمالي لمدينة دير الزور تحسباً لأي طارئ، خاصةً أن هذا المدخل هو المعبر الوحيد الذي يمكن من خلاله الدخول إلى أحياء دير الزور الواقعة تحت سيطرة المسلحين.

وقد استغلّ بعض الوجهاء ومشايخ العشائر هذا الهدوء في محاولة التوسط بين الفصائل المتقاتلة وإيجاد صيغة للتسوية بينها. وذكرت مصادر محلية لـ«السفير» أن الوساطة الأهم كانت تلك التي أطلقها بعض الوجهاء من مدينة الشحيل التي ينتظرها مصير قاتم في حال وصول المعارك إليها، نظراً لما تمثله من مركز ثقل لـ«جبهة النصرة». وقصد الوجهاء بمساعيهم القائد العسكري العام لـ«داعش» عمر الشيشاني الذي استقبلهم في مقره في مدينة الشدادي.

وبحسب المصادر، فإن وفد الوجهاء عاد بخفيّ حنين، لأن الشيشاني وضع أمامهم خياراً واحداً هو إقناع قادة «مجلس شورى مجاهدي الشرقية» بالاستسلام، وأخذ العبرة مما حدث في الموصل، وأن دير الزور يرتقبها مصير مشابه خلال أيام معدودات.

ومن الشروط التي تقدم بها الشيشاني تسليم الفصائل التي تنتمي إلى «ولاية الخير» سلاحها الثقيل إلى «الدولة الإسلامية»، أما الفصائل من خارج «الولاية» فعليها تسليم السلاح والمغادرة إلى مدنها، مؤكداً أن المظاهر المسلحة في ريف «الولاية» محرمة لغير عناصر «الدولة»، ومن أراد حمل السلاح ليدخل إلى مدينة دير الزور ويقاتل النظام هناك بحسب المصادر.

ورغم قساوة الشروط وانعدام احتمال قبول «مجلس شورى مجاهدي الشرقية» بها، إلا أن الوفد تابع مساعيه والتقى مع قيادات من «مجلس الشورى» وعرض عليهم «خيار الشيشاني» الذي لا يعني سوى الاستسلام. وكان طبيعياً أن يكون الجواب هو الرفض التام، نظراً لعمق الصراع بين الطرفين وانسداد طرق معالجته بالمفاوضات والتسويات. إلا أن «مجلس الشورى» لم يكتف برفض التسوية وفق شروط الشيشاني، بل أصدر بياناً أنكر فيه وجود أي مساعٍ أو مفاوضات بينه وبين من أسماها «عصابة البغدادي» في إشارة إلى زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.

وظهرت تداعيات فشل الوفد الشحيلي سريعاً على الأرض، حيث عاد التسخين العسكري والأمني ليكون سيد الموقف بين الطرفين. حيث تعرض رئيس «المجلس العسكري في دير الزور» منير المطر أبو المعتز لمحاولة اغتيال فاشلة عبر إطلاق النار عليه من مجهولين في بلدة البوليل، وسط أنباء عن إعلان أبو المعتز توبته أمام قيادة «داعش» ونيته تسجيل اعترافات وصفت بالمهمة تعيد إلى الأذهان الاعترافات التي أدلى بها صدام الجمل قائد الجبهة الشرقية السابق بعد توبته.

في المقابل، انفجرت سيارة في قرية الشميطية أمام مقر تابع لـ«حركة أحرار الشام» سقط جراءها عدد من القتلى، من بينهم أبو عبدالله الشامي (فاضل البدر) وهو أمير «أحرار الشام» في دير الزور، كما قتل أيضاً أبو محمد الحمصي (عبد الإله) أحد القضاة التابعين لـ«الهيئة الشرعية» التي يهيمن عليها كلّ من «جبهة النصرة» و«أحرار الشام».

هذا ومن المتوقع بعد فشل الوساطة الأخيرة أن تشهد دير الزور جولة ساخنة من المعارك بين الفصائل المتقاتلة على خلفية الاندفاعة التي يشعر بها «داعش» جراء التقدم الذي أحرزه في العراق ورغبته في ترجمته سورياً بالسيطرة على كامل المحافظة وربطها مع الأراضي التي يسيطر عليها في غرب وشمال غرب العراق، بينما ستسعى فصائل «مجلس الشورى» إلى الحد من اندفاعته هذه ومنعه من استثمار تقدمه في العراق على حسابها في سوريا.

 

واشنطن: جدل واسع في الكونغرس حول قرار أوباما التعاون مع إيران بشأن العراق

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: احتدم النقاش في الولايات التحدة بشأن ما اذا كان ينبغى على واشنطن الحصول على مساعدة من ايران من اجل نزع فتيل الازمة بالعراق بعد ان قالت الادارة الامريكية بشكل واضح انها ترحب بالتعاون الدبلوماسي مع ايران حتى مع استبعادهم القيام باجراءات عسكرية مشتركة.

وظهرت على الفور آراء مختلفة ومتناقضة في الكونغرس، وانقسم حلفاء الرئيس الامريكي باراك اوباما فيما يتعلق بقبول مساعدة من ايران لوقف الجماعات المتطرفة من اجتياح العراق بعد اكثر من ثلاث سنوات من انتهاء الحرب التي كلفت مليارات الدولارات وحصدت ملايين الارواح، واتخذ صقور الحزب الجمهوري مواقفا متعاكسة حيث قال السيناتور جون ماكين انه من الحماقة العمل مع ايران فيما قال السيناتور ويندسي غراهام ان الولايات المتحدة في حاجة للتعاون مع ايران.

وابرزت الآراء المختلفة مدى تعقيد الازمة في العراق التي بدأت تعيش حربا طائفية شرسة وبدأت التحالفات بالتغير بسرعة في جميع انحاء المنطقة، وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية بان نائب وزير الخارجية وليام بيرنز قد طرح بالفعل موضوع العراق مع المسؤوليين الايرانيين امس الأول اثناء المحادثات في فيينا حول البرنامج النووي الايراني. واضاف جون كيري وزير الخارجية زخما للفكرة عندما قال: «دعونا نرى ما تستعد له ايران او لا تستعد للقيام به، اعتقد باننا منفتحون على اية عملية بناءة يمكن ان تقلل من العنف وانفراط عقد العراق معا والحفاظ على سلامة البلاد والقضاء على اى تواجد ارهابي خارجي.

وحاول عدد آخر من مسؤولي الادارة الامريكية في نفس الوقت من التقليل من شأن فكرة العمل مع ايران بالقول ان الولايات المتحدة تعاونت مع ايران في الماضي بشأن قضايا دبلوماسية اخرى حيث كانت هناك مصالح متبادلة مع التاكيد بان الولايات المتحدة لن تنسق عسكريا مع طهران.

واضاف هولاء بان واشنطن عقدت محادثات في الماضي مع ايران بشأن افغانستان فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جين بساكي بان واشنطن لا تتحدث عن التنسيق لاعمال عسكرية في العراق مع ايران.

وقد اعربت ايران عن دعم الحكومة العراقية المحاصرة التي يتزعمها نوري المالكي بهيمنة واضحة من الطائفة الشيعية بزعم القلق من استيلاء تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام « على العراق، وسعت الادارة الامريكية من جانبها في السنوات الاخيرة بتحسين العلاقات مع العراق الرسمي واصبح الرئيس الامريكي باراك اوباما اول رئيس امريكي يتحدث مع رئيس ايراني منذ ازمة الرهائن الايرانية التي بدأت في عام 1979، ومع ذلك بقيت محاولات الادارة الامريكية مسمومة سياسيا مع الكونغرس حيث هناك دعم قوي من الحزبين لفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران ولكن ادارة اوباما ضاعفت من جهودها لمنع التهديدات بفرض عقوبات جديدة على طهران من اجل المضي قدما نحو ابرام صفقة نووية. وقال ماكين انه سيكون من ذروة الحماقة الاعتقاد بان النظام الايراني يمكن ان يكون شريكا للولايات المتحدة في ادارة الوضع الامني المتدهور في العراق، واضاف ان اهداف الولايات المتحدة وايران غير متطابقة في العراق مما يعنى ان تدخل ايران سيزيد من الامورسوءا، ويشارك اعضاء لجنة القوات المسلحة في الكونغرس اراء ماكين وقالوا بانهم سيعملون كل جهدهم ضد فكرة التعاون مع ايران.

وقال السيناتور دانيال هاردر ان ايران بلد خطير جدا لا يمكن الوثوق به محذرا من أن الولايات المتحدة اذا عملت مع ايران في العراق فان ذلك يعنى منحهم ذريعة للتواجد بالمنطقة مما يعني اضفاء الشرعية على الوجود الايراني هناك.

وقالت مجموعات من اعضاء الكونغرس ان ايران تسعى لزيادة نفوذها في العراق بجميع الطرق واحيانا عبر تزويد الميليشيات الشيعية بالاسلحة محذرة بان التسلسل الزمنى للانشطة الايرانية في العراق يؤكد بان ايران تزعزع استقرار العراق وتشجع الارهاب هناك فيما قال جيمس جيفري سفير الولايات المتحدة السابق في العراق بان ايران لها يد في توفير الاسلحة المطورة مثل الصواريخ وبنادق القنص لقتل القوات الامريكية.

وجادلت دانييل بليتيكا نائب رئيس مركز الدراسات السياسية الخارجية والدفاعية في معهد امريكان انتربرايز بان ايران كانت مصدرا رئيسيا لعدم الاستقرار في المنطقة منذ ربطها بتفجير عام 1983 في ثكنات مشاة البحرية الامريكية في بيروت وقالت بان ايران قد ساهمت في ولادة ونهوض «تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام» وذلك للرد على تدخلها السافر بسوريا عندما حاول الشعب السوري ازالة الديكتاتور بشار الاسد من خلال المظاهرات السلمية. وقال خبراء السياسة الخارجية الامريكية ان هناك سوابق للولايات المتحدة بالتنسيق عسكريا مع ايران وتكهنوا بان الادارة يمكن ان تكثف من درجة تعاونها على الرغم من المخاطر، حيث قال كين بولاك من مركز سابان في معهد بروكينغز انه تم التنسيق مع ايران في الجهود السرية في افغانستان بعد هجمات الحادي عشر من ايلول مضيفا انه من الواضح عند مستوى معين بان للولايات المتحدة وايران مصالح مشتركة ولكنه حذر من الاختلافات الهامة جدا عندما يتعلق الامر بالعراق.

 

واشنطن تملك كل القدرات العسكرية لمنع سقوط بغداد… أما الغارات الجوية فبحاجة لموافقة دول الخليج وتركيا

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: كل الإشارات القادمة من واشنطن تؤشر لإمكانية عمل عسكري في العراق، بعد أمر البنتاغون حاملة الطائرات «جورج بوش» عبور مضيق هرمز باتجاه منطقة الخليج، وإصدار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامر لطائرات التجسس الأمريكية بالتحليق في الأجواء العراقية لالتقاط صور لمواقع المقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، واعلنت الإدارة عن إرسال 275 عسكريا لحماية السفارة الأمريكية بغداد.

في وقت عقد فيه المسؤولون الأمريكيون لقاء مع المسؤولين الإيرانيين في فيينا وبحثوا تقدم قوات داعش الذي حقق انتصارا جديدا بسيطرته على مدينة تلعفر في غرب العراق.

 

الاعداء يتحدثون

 

ولم يستبعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تعاونا عسكريا مع طهران، مع أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا لا منظور للتعاون في هذا المجال، ونقلت صحيفة «الغارديان» عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية «نحن منفتحون للتعاون مع إيران» و لكن «التعاون لن يشمل التنسيق العسكري أو الإستراتيجي حول مستقبل العراق من فوق رؤوس العراقيين».

وليست هذه المرة الأولى التي يتعاون فيها البلدان رغم العداء المستحكم بينهما، ففي مرحلة ما بعد هجمات 9 أيلول/ سبتمبر ساعدت إيران الولايات المتحدة في حملتها ضد طالبان أفغانستان. وجاءت المحادثات بين البلدين في وقت استبعد فيه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ المشاركة عسكريا ولكنه كشف عن وجود المئات (حوالي 400) من المواطنين البريطانيين الذي يقاتلون إلى جانب داعش، مؤكدا أن الحكومة ستلغي إقامات وتسحب جوازات سفر من شارك في القتال أو تعتقله حالة عودته. وكشف هيغ أن رد بريطانيا على التطورات في العراق سيكون من خلال تعميق العلاقات مع طهران، وستعيد فتح سفارتها هناك بعد مكالمة مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وتقول صحيفة «الغارديان» إن هجمات جوية ستجد صعوبات بسبب نقص المعلومات الأمنية، بخلاف هجوم إيراني سيعتمد على قوات الحرس الثوري الإيراني وهذا يفسر ظهور قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في بغداد.

ويقوم رجل المهام الصعبة بتنسيق الجهود لمواجهة داعش. والتقى مع قائد «عصائب الحق» قيس الخزعلي وهي الميليشيا التي ساهمت إيران في صنعها لإضعاف تأثير الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وبحسب خبير بريطاني فهذه الميليشيا التي شارك عناصرها في سوريا، مدفوعة عقائديا وتمارس عملها بموازاة الدولة.

 

معوقات الضربة

 

ومن هنا يظل الإيرانيون بنفوذهم الواسع في العراق في وضع أفضل لمواجهة داعش من الولايات المتحدة. فبحسب خبراء نقلت عنهم صحيفة «واشنطن بوست» فلدى القوات الأمريكية كل الإمكانيات لمنع داعش من التقدم نحو بغداد، لكن المهام العسكرية الأخرى تظل معقدة وقد تجر الولايات المتحدة مرة أخرى للحرب الأهلية في العراق.

ومع وصول حاملة الطائرات «يو أس أس ميسا فيردي» لمنطقة الخليج يكون لدى الولايات المتحدة قوة عسكرية تشمل عددا من المقاتلات بالإضافة لطائرات البحث والإنقاذ، وصواريخ «توم هوك» وغيرها مما يعطي أوباما مجموعة من الخيارات التكتيكية لو قرر القيام بعمل عسكري في العراق. ونقلت عن الجنرال المتقاعد ديفيد ديبوتلا «عسكريا يمكننا عمل أي شيء نريده»، و»السؤال إلى أي حد». وتشير الصحيفة لقدرات البنتاغون المحدودة للقيام بعمليات تجسس وهجمات.

وتحتفظ الولايات المتحدة بطائرات بدون طيارات «بريديتور» و»ريبر» منتشرة في قواعد عسكرية مختلفة لكن المشكلة تكمن في الحصول على دعم من الدول المضيفة لاستخدامها في العراق.

ويضيف الجنرال المتقاعد أن استهداف داعش وهو يتقدم نحو بغداد ليس مشكلة خاصة أن المقاتلين سيكونوا واضحين على الطرقات، لكن المشكلة تكمن في توجيه ضربات جوية للمقاتلين في داخل المدن مما يعني وقوع ضحايا كثر. كذلك فقرار أوباما بعدم إرسال قوات برية للعراق يعني عدم توفر العدد الكافي من الجنود لجمع المعلومات الأمنية، ولأن عناصر داعش لا يتحركون من قواعد محددة فمن السهل عليهم الذوبان بين الناس.

وكان المسؤولون الأمريكيون قد المحوا لإمكانية إرسال 100 من أفراد القوات الخاصة للعب دور استشاري بدون تفاصيل عن علاقتهم بالمعارك.

ويرى غاري رافهيد الأدميرال المتقاعد وقائد العمليات البحرية السابق أنه بدون قوات خاصة على الأرض فمن الصعب التثبت من الأهداف التي ضربت مما يعطي مجالا للعدو القيام بحملة دعاية مضادة «وسيكون باستطاعة الطرف الآخر بناء رواية سواء كانت حقيقة أم خيالا».

ويمكن للقوات الأمريكية الإعتماد على المعلومات الإستخباراتية من العراقيين او استخدام الصور الفضائية لكن وجود عناصر على الأرض يقلل من فرص وقوع أخطاء حسب الجنرال المتقاعد جيمس بوس الذي قال «من أجل الحصول على ثقة عالية في الهدف ومصدر المعلومات فالحضور على الأرض ضروري».

 

إذن بالتحليق

 

وتقدم الصحيفة مشكلة أخرى تتعلق بإذن استخدام القواعد العسكرية في منطقة الخليج والمنشآت العسكرية التي لعبت دورا في حرب العراق، ولكن الإدارة ليست متأكدة من سماح الدول المضيفة للأمريكيين باستخدامها. فواشنطن تحتفظ بقواعد في الكويت وقطر والإمارات، وحكام هذه البلاد من السنة الذين عبروا عن قلقهم من ممارسات رئيس الوزراء نوري المالكي.

وبدون إذن من هذه الدول فمن الصعب نشر طائرات بدون طيار فوق العراق. كما وتحتفظ الولايات المتحدة بمقاتلات في تركيا وطائرات تجسس قامت بمهام استطلاعية في شمال العراق، لكن تركيا رفضت عام 2003 السماح بمرور القوات الامريكية عبر أراضيها مما أدى لسخط وزارة الدفاع الأمريكية، وأكثر من هذا تمر العلاقات بين البلدين بفترة من الفتور بعد اتهام واشنطن طيب رجب أردوغان، رئيس الوزراء بقمع المتظاهرين.

ولكن أنقرة لديها المحفز للعمل مع واشنطن هذه المرة بعد اختطاف داعش لدبلوماسيين أتراك في الموصل. ويرى صامويل برينان، المسؤول السابق في وزارة الدفاع أن عقد صفقة مع تركيا سيكون صعبا ولكنه أسهل من الحصول على إذن باستخدام القواعد في دول الخليج.

ويخشى أهالي الموصل من التحضيرات الامريكية حيث نقلت الصحيفة عن لاجئين هربوا عندما سمعوا أن حاملات الطائرات وصلت منطقة الخليج.

 

لا تثقوا بإيران

 

وقد أدى منظور التعاون الأمريكي- الإيراني لانقسام معلقين، وخصصت صحيفة «واشنطن بوست» افتتاحيتها للموضوع قائلة إن منظور التعاون مع إيران في العراق خطير على أمن المنطقة وأمن أمريكا كخطر القبول بإمارة اسلامية لداعش تمتد بين العراق وسوريا.

وأشادت الصحيفة بجهود الرئيس أوباما وتأكيده على وحدة العراق وسيادته على أراضيه. وحذرت الصحيفة من خطر داعش الذي قالت إنه يهدد حقوق الإنسان والحياة الإنسانية ويحاول أيضا إشعال نار الحرب الطائفية.

وهي مع اعترافها بجاذبية التعاون بين واشنطن وطهران إلا أنه ترى فيها «فكرة سطحية ومشكوك فيها» لان الولايات المتحدة وإيران ربما تقفان ضد داعش إل أن الولايات المتحدة ليست مؤثرة بالقدر الكافي في العراق كما هو الحال مع إيران، مشيرة إلى أنعناد المالكي ورفضه مشاركة السلطة مع السنة ساعد على إشعال التمرد ضده من قبل داعش والمتطرفين السنة.

وتقول الصحيفة إن المالكي قد يرضى بعراق مقسم إلى ثلاثة أقسام، جزء يلقى دعما من إيران يقوم هو بحكمه، إضافة لخلافة يحكمها داعش وجمهورية كردية، «ونتيجة كهذه ستزيد من مخاطر العنف وعدم الإستقرار لأنه لن يتطابق مع المصالح والقيم الأمريكية».

ورغم إصرار أوباما ووزير خارجيته جون كيري على تشكيل حكومة موسعة تضمن سيادة العراق على أراضيه إلا أن تحقيق هذا وسط حالة من الحرب يقتضي اهتماما واسعا واستعدادا حقيقيا للتدخل في الشؤون العراقية ورغبة واضحة في استخدام القوة التي بدونها لن تعطي الدبلوماسية ثمارها.

ومهما كان الأمر فكلا التحالف مع إيران والقبول بدولة الجهاديين يعرض أمن المنطقة والولايات المتحدة للخطر حسب الصحيفة.

 

هروب وترقب

 

بعيدا عن التحضيرات الأمريكية، وخطط إيران في العراق، تعيش بغداد على وقع الخوف والترقب من وصول داعش، وسط تدفق ألالاف المتطوعين الشيعة الذين استجابوا لدعوات المرجعيات الشيعية، ومخاوف أهل السنة في بغداد الذين أشار تقرير لمراسل «فايننشال تايمز» يحاولون الخروج من العاصمة قبل أن تصل الحرب الطائفية. ولاحظ الصحافي ارتفاع أسعار تذاكر السفر وعدم توفر المقاعد على متن الرحلات المتوجهة لكردستان وهي المكان الذي يحاول الكثيرون الوصول إليه إضافة لدول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن لكن غلاء التذاكر أدى بالبعض لإرسال عائلاتهم للمدن والريف خارج بغداد.

وأشار صلاح من حي العامرية لانتشار الميليشيات الشيعية حيث استخرج اربعة جوازات سفر كي يسافر مرة ثانية للأردن كما فعل في عام 2006. فيما أشار باتريك كوكبيرن إلى إمكانية حصول مذابح كالتي رافقت استقلال الهند والباكستان عام 1947. وقال أن سعر الرصاصة الواحدة لبندقية الكلاشنكوف وصل إلى ثلاثة آلاف دينار عراقي (2 دولار). أما الكلاشنكوف نفسه فالحصول عليه مستحيل ويمكن الحصول على المسدسات بثلاثة أضعاف سعرها قبل أسبوع. وفي كربلاء الشيعية طلب المحافظ من المتطوعين الشيعة أن يحضروا معهم أسلحتهم الخاصة لمراكز التطوع». ويقول «كثير من المدنيين يغادرون بغداد والموسرون سافروا للخارج».

وقال لي مدير شركة أمنية: «أنا مغادر إلى دبي في إجازة غير مخططة ولأزور بناتي حيث غادر كل الأجانب الذين أقوم بحمايتهم». وقد وصل ثمن اسطوانة الغاز التي يستخدمها العراقيون في الطبخ إلى 6000 دينار عراقي لأنها عادة ما تأتي من كركوك والطريق منها يسيطر عليه داعش».

 

لا مكان للسنة

 

ولا يبدو التمترس الطائفي في عمل الميليشيات ولكن في طريقة تحضير المالكي لمواجهة الأزمة، فطائفية رئيس الوزراء هي سبب ما يجري اليوم، ومع ذلك لم يتخل عن عاداته.

وتشير صحيفة «نيويورك تايمز» أن المالكي يتولى الآن منصب القائد العام بعد انهيار جيشه في الموصل، ويقضي معظم وقته في القسم العسكري من المنطقة الخضراء، حيث ارتدى بعض مساعديه المقربين من المدنيين الزي العسكري.

وتقول إن المالكي يلتقي بالقادة العسكريين ويتجول على خطوط القتال، ويلقي خطابات امام المجندين الشيعة، وفي بعض الحالات ينفجر في حالات من الغضب حسب مقربين. وما لا يفعله بالتأكيد هو أنه لا يقضي وقتا في محاولة التصالح مع السنة العرب والأكراد التي يرى حلفاءه الأمريكيون والإيرانيون أنها المخرج الحقيقي للأزمة التي تمر بها البلاد.

مع أن أحد كبار مساعديه أكد أن أي محاولة للصلح لا قيمة لها في هذا الوقت. وقال عامر الخزاعي «الآن وقت الحرب وليس المصالحة» مضيفا « مع من نجري المصالحة».

وتعلق الصحيفة أن هذا الموقف يتناقض مع تأكيد إدارة اوباما أنه لن يتم تقديم دعم عسكري بدون عملية سياسية يقوم بها المالكي ويتواصل مع السنة والأكراد وينبي وحدة وطنية ضد المتطرفين السنة. وبدون هذا يواجه البلد مخاطر العودة للحرب الطائفية مما يعني خسارة بغداد السيطرة على ثلث البلاد في المستقبل المنظور.

 

لا يريد التغير

 

ولكن المالكي لا يظهر أية إشارات للتغير، ويعول كما فعل في أزمة اخرى ولكن أقل تهديدا في البصرة 2008، على الخيار العسكري، ومصر في هذه الحالة على استخدام المقاتلين الشيعة الذين يثق بهم لهزيمة المتمردين السنة وفرض السيطرة على المناطق التي خسرها.

وأشارت الصحيفة إلى أن استمرار المالكي رفض الدعوات للتصالح دعا عدد من السياسيين البارزين في العراق والقوى الخارجية التساؤل ما يجب عمله حالة استمر المالكي في رفضه الإستجابة والعمل على استبداله بشخص آخر لديه الإستعداد للقيام بهذا. وتقترح الصحيفة عودة أحمد الجلبي الذي ينتظر حالة انهيار المالكي وهو الرجل الذي كان مقربا من المحافظين الجدد وأقنع إدارة جورج بوش بغزو بلاده.

وتقول الصحيفة إن المالكي أظهر نزعة من العناد منذ أن تحول لمعارضة النظام السابق لصدام حسين.

ولم يكن رجلا مرشحا للوزارة ولكن السفير الأمريكي في حينه زلماي خليل زاد شجعه عام 2006 للترشح حيث نظر إليه كرجل لا يمكن إفساده.

وفي الوقت الذي فاجأ الامريكيين باستعداده لإرسال القوات العراقية لمواجهة مقتدى الصدر عام 2008 إلا انه لم يكررها وأصبح أكثر ميلا نحو الطائفية.

ومن هذه النقطة بدأ المالكي بتبني سياسات طائفية، حيث سجن السنة خارج القانون وحرم الصحوات من رواتبها وهي التي ساعدت الأمريكيين على هزيمة القاعدة، ولاحق القيادات السنية البارزة مثل طارق الهاشمي، نائب الرئيس.

ويرى سياسيون أن المالكي يمكنه القيام بخطوات يمكن أن تخفف التوتر مثل الإفراج عن عشرات ألالاف من السنة المعتقلين ممن اعتقلوا بدون محاكمات، ويتعاون مع السنة والأكراد ضد المتطرفين، وقد يعمل على تعزيز الجيش بدلا من الإعتماد على الميليشيات. ولكن المالكي لا يريد فهو مقتنع بوجود مؤامرة ضده.

ويقوم برمي الإتهامات عن تحالف بين داعش والأكراد والقادة السنة الفاشلين.

وهي اتهامات تثير قلق الكثير من الساسة الشيعة «القول بأن الأكراد يدعمون داعش ليس كلاما صحيحا، فنحن بحاجة للأكراد، وحتى الإيرانيين يقولون له هذا» حسب عضو سابق في حكومة المالكي. ويرى رايان كروكر، السفير السابق للعراق أن منع المصالحة قد يؤدي «سنتستان وشيعستان»، وقال «إما أن نتدخل على مستوى البيت الأبيض ووزارة الخارجية وإلا فسيتطور الوضع إلى مواجهة دموية» مشيرا لخط بين الشمال والجنوب سيرسم مما يعني ولادة دولة فعلية للقاعدة «وهذا مثير للخوف».

ويرى السفير أن الحديث عن استبدال المالكي بآخر لا يحدث لأن الأخير ليست لديه رغبة في التنحي ولعدم وجود شخص أخر يمكن تنصيبه بدلا عنه.

وتشير الصحيفة إلى الجلبي الذي سارع واستغل الوضع واتهم فساد وعجز الدولة وليس ذنب القادة في الموصول على انهيار الجيش أمام داعش. ونقلت عنه قوله «نحن بحاجة لخطة، ولكن يجب رسمها من قيادة لم تتلوث بالعجز والفساد، ونريد خطة للدفاع عن بغداد ومواصلة التعاون مع الأكراد».

وفي الوقت الحالي لا تزال راوية الحكومة تؤكد على فكرة المؤامرة بين السنة والأكراد، ونتيجة لذلك فقد المالكي الثقة بكل السنة وقادتهم السياسيين. وفي النهاية كان بإمكان المالكي حتى الإسبوع الماضي تحقيق حكومة موسعة قادرة على مواجهة داعش. والغريب أنه رفض احياء فكرة الصحوات في الوقت الذي بدأت فيه ميليشيات الشيعة بالتشكل.

 

«القدس العربي» تحصل على صور للكنائس تظهر عدم وقوع اي اضرار بها خلال تواجد المعارضة

الدفاع الوطني أحرق الكنائس وسرق ممتلكات المسيحيين في كسب بعد خروج قوات المعارضة منها

سليم العمر

اللاذقية ـ «القدس العربي» من سليم العمر: حصلت «القدس العربي» على صور لبعض الكنائس في مدينة كسب خلال تواجد المسلحين من المعارضة.

و كان النظام السوري قد اعلن عبر تلفزيونه الرسمي ان المسلحين الارهابين قد احرقوا الكنائس وسط مدينة كسب. تبين الصور الملتقطة قبل خروج قوات المعارضة من المدينة الكنيسة التي تقع في قرية النبعين بوضع جيد ولا وجود لأية أثار لخراب او دمار حسب ما تبين في هذه الصور.

التقطت هذه الصور بمساعدة بعض عناصر المعارضة من بينهم عناصر تجمع نصرة المظلوم حيث أفاد ابو عبد الرحمن الجبلاوي القيادي في التكتل اننا علمنا أنهم سيحرقون وينهبون ومن ثم يتهمونا بهذه الاعمال التي لا تمت لنا ولا لثورتنا بأي شكل.

الكنيسة التي تقع وسط مدينة كسب عرض النظام السوري صورها أيضا على التلفزيون السوري وهي محروقة بشكل جنوني وكان الدخان لايزال يتصاعد من بعض نوافذها مما يدل على انها احرقت منذ وقت قريب.

بعض عناصر المعارضة من كتائب المقاتلين الشيشانيين التابعة لكتائب انصار الشام الاسلامية قاموا بتصوير الساحة العامة والكنيسة، ابو مجدي أحد أخر المنسحبين من المدينة قال كان الوضع شبه طبيعي بالنسبة للكنيستين التين تقعان في الساحة العامة وسط كسب الاخرى التي تقع في الحارة الشمالية، أبو عمر القيادي في أنصار الشام صرح لـ «القدس العربي» أن حرق الكنائس ليس من فعل أي مجاهد وكما السرقة والنهب هو ليس من شيمنا خرجنا في ثورة لرفع الظلم عن شعب مقهور.

والاخوة المسيحيين هم أصحاب كتاب وبيننا وبينهم مودة وعهد منذ ظهور الاسلام.

مدرسة الارمن التي تقع وسط المدينة الى جانب الكنيسة كانت بحال جيدة تبين الصور الملتقطة للساحة العامة داخل المدرسة انها بخير ولا علامة أي مؤشر يدل على التخريب الذي اشار له التلفزيون السوري. ويذكر ان مدينة كسب قد تحررت في اواخر شهر اذا لهذا العام على ايدي عدة فصائل من الكتائب الاسلامية منها جبهة النصرة وشام الاسلام وقد تسنى لـ«القدس العربي» الحصول على تقارير من داخل المدينة تبين الوضع الطبيعي لمنازل وكنائس كسب ومساجدها حتى. وخرجت منها في منتصف شهر حزيران/ يونيو لنفس العام.

ويذكر ان المدينة تعتبر آخر الطرق البرية بين علوي الساحل السوري وعلوي لواء اسكندرون التركي ، احتفل التلفزيون الرسمي بشكل كبير بهذا النصر التاريخي.

 

خطر عطش مليوني سوري بعد جفاف مضخات مياه نهر الفرات

«داعش» تغلق المعبر في دير الزور وكارثة مائية تهدد الرقة

هبـه محمد

دمشق ـ «القدس العربي» من هبـه محمد: أغلق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام امس معبر نهر الفرات عند بلدة خشام في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور شمال سوريا، والذي كان يصل ضفتي نهر الفرات «الجزيرة و الشامية» أي شمال النهر بجنوبه.

وأفاد الناشط الميداني سرمد الجيلاني لـ «القدس العربي» أنّ التنظيم أعلن عن إغلاق المعبر دون أيّة أسباب واضحة أو مدة محددة للإغلاق، حيث قامت عناصره «بسحب واحتجاز القوارب» المتواجدة على ضفة النهر.

وأضاف أنّ استخدامات المعبر النهري اقتصرت على «إنسانية»، إذ كان يستخدم لنزوح السكان من القرى الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية والتي تشهد اشتباكات دائمة مثل بلدة «خشام» إلى القرى الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة والواقعة جنوب النهر مثل «مو حسن والبوليل» وغيرها من المناطق الهادئة في الريف الشرقي للمحافظة.

يعتبر معبر نهر الفرات المغلق حالياً هو المعبر الأهم والوحيد والذي يعد آمناً بالنسبة للأهالي منذ بدأ الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل تابعة لكتائب المعارضة المسلحة بريف دير الزور. وقد بلغت أعداد النازحين عبر هذا المعبر حوالي أربعين ألف نازحٍ حتى الآن.

وفي سياق متصل فإن كارثة مائية تهدد الرقة وحلب شمال سوريا بعد خروج جميع مضخات مياه الشرب لسد نهر الفرات عن الخدمة بشكل نهائي في الريف الشمالي بمدينة الطبقة التي تبعد عن الرقة 55 كيلو متراً، بسبب نقص مياه النهر المتسارع والذي بدا بشكل واضح في شهر أيار/ مايو الماضي من هذا العام، ابتداء من قرية سويدية صغيرة شرق الرقة وحتى الجرنية غربها، ما يهدّد بالعطش حوالي مليوني سوري في ظل ممارسة الضغوط والتهديدات بشكل دائم على إدارة السد من قبل كتائب المعارضة المسلحة وجيش الأسد لإمدادهم بالكهرباء. بحسب ما أفاد به «شارلوك» احد الناشطين في مدينة الرقة لـ»القدس العربي».

وأضاف أن عمال و إدارة سدود (تشرين – والفرات – والبعث) يعملون بأقصى طاقتهم بالرغم من اخبار كلاً من مسلحي المعارضة و قوات جيش النظام بالكارثة الإنسانية ولكن «لا حياه لمن تنادي» بهذه الكلمات وصف شــارلوك خطورة واقع السد.

وأكد أبو ابراهيم الرقاوي أن الحكومة التركية قطعت جزءا كبيرا من مياه نهر الفرات، الآمر الذي يُنذر بكارثة كبرى وانخفاض في منسوب المياه في بحيرة الأسد نحو ستة أمتار، وقام الجانب التركي منذ قرابة الشهرين بخفض ضخ مياه الفرات على نحو تدريجي مستمر، ما يعني فقدان ملايين الأمتار المكعبة من المياه، وبالتالي بقاء ملايين السوريين من دون مياه شرب. فانخفاض المنسوب متراً آخراً، يعني أن السد بات خارج الخدمة نهائيا.

ويضيف أن «فقدان السد لمخزونه المائي، يعني جفاف في البحيرة، ما يمثل ضغطاً على البنية الإنشائية للسد، ويعرضه للتشققات والانهيار حتماً، وبالتالي فإنه «لا بدّ من إغلاق السد للحيلولة دون جفافه». ومن شأن إغلاق السد (في حال قَبِل تنظيم الدواعشة، بما أن السد يقع في مناطق سيطرته) يؤدي إلى كارثة إنسانية، وبيئية (حيوانية وزراعية) في سوريا.

ونقل عن مصادر عاملة في السد أن المضاعفات الكارثية تأتي من انخفاض مستوى المياه في ناحية الخفسة في ريف حلب الشرقي (وتقع فيها محطة شفط الماء من بحيرة الأسد وضخها عبر قنوات الجر إلى حلب وريفها).

وتشير المعلومات الى أنّ المياه الموجودة في الخزانات الاحتياطية في الخفسة باتت على وشك النفاد، ما يعني بقاء حوالي سبعة ملايين سوري دونَ مياه. كذلك توقف سد تشرين عن تلقي أي قطرة ماء، وبالتالي توقفت عنفات توليده الكهربائي، ما يعني خفض كمية الكهرباء الواصلة إلى حلب وريفها، ودخولها في مرحلة جديدة من انعدام التوازن الكهربائي (المعدوم أصلاً).

وذكر المصدر بأن الأضرار التي تسبب فيها انخفاض منسوب المياه في بحيرة سد الفرات، أدت إلى خروج كافة المشاريع الزراعية التي تروى بواسطة المحركات من بحيرة سد الفرات عن الخدمة بشكل نهائي، الأمر الذي يهدّد حياة الآلاف من الأسر العاملة في الزراعة وخروج معظم الآبار الارتشاحية لمياه الشرب في المناطق والقرى المحيطة ببحيرة سد الفرات عن الخدمة، أما ما تبقى منها في الخدمة فقد انخفض مستوى غزارته إلى حدود خطيرة. فضلا عن التضرّر الكبير لموسم القمح والقطن للعام2014 لكونه يحتاج إلى دورة الريّ الأخيرة لهذا الشهر.

 

مقتل ثمانية في قصف على مخيم للاجئين على الحدود السورية الأردنية

القاهرة- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء بأن ثمانية أشخاص قتلوا الليلة الماضية في قصف استهدف مخيما للاجئين على الحدود السورية الأردنية.

وأوضح المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أن الطيران المروحي قصف بعد منتصف الليل مناطق في مخيم للاجئين على الحدود السورية الأردنية قرب بلدة الشجرة، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بينهم خمسة أطفال ومواطنة على الأقل، إضافة لسقوط أكثر من سبعة جرحى بينهم ثلاث سيدات.

وذكر المرصد أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة.

 

روحاني: إيران ستبذل كل ما بوسعها لحماية “الأماكن المقدسة” في العراق

طهران- (أ ف ب): حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الاربعاء بأن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لحماية الاماكن المقدسة لدى الشيعة في العراق ازاء تهديد الجهاديين التابعين للدولة الاسلامية في العراق والشام.

وقال روحاني في خطاب القاه في خرام اباد (القريبة من الحدود مع العراق) ونقله التلفزيون بشكل مباشر “بالنسبة الى الاماكن المقدسة للائمة الشيعة (في العراق) كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء، نحن نحذر القوى العظمى واتبعاها والقتلة والارهابيين بان الشعب الايراني العظيم سيذل كل ما بوسعه لحمايتها”.

وتضم هذه المدن الاربعة اضرحة ائمة شيعة ويتوجه مئات الاف الايرانيين كل عام إلى العراق لزيارة هذه الاماكن المقدسة.

وغالبية سكان إيران من الشيعة (90% من اصل 77 مليون نسمة) كما في العراق.

ويشن المسلحون الاسلاميون منذ اسبوع هجوما سيطروا فيه حتى الان على العديد من المدن العراقية.

وقدمت الحكومة الايرانية دعمها لرئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالي وابدت استعدادها لتقديم اي مساعدة في حال تقدم العراق بطلب رسمي في هذا الشان.

واضاف روحاني ان العديد من المتطوعين الايرانيين “تقدموا بطلب لارسالهم” الى العراق “لحماية الاماكن المقدسة والقضاء على الارهابيين”.

وقال “بفضل الله هناك ما يكفي من المتطوعين الشيعة والسنة والاكراد في العراق لمحاربة الارهابيين في العراق”.

 

الخارجية الأمريكية تصف تصريحات المالكي ضد السعودية بغير الدقيقة أوالمهينة

واشنطن- الأناضول: رفضت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي، يوم الثلاثاء، تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي اتهم فيها السعودية برعايتها للإرهاب، واصفة إياها بـ”غير الدقيقة والمهينة”.

وقالت بساكي، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، في العاصمة واشنطن، “هذا عكس ما يحتاجه الشعب العراقي الآن، وهو ما نواصل إثباته لرئيس الوزراء المالكي”.

بساكي وصفت الوضع في العراق بـ”المعقد”، مشيرة إلى “وجود بعض القبائل وسياسيين محليين من السنة ممن انضم إلى الحكومة العراقية وآخرين مع (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش عن طريق العنف لزعزعة الحكومة”.

وأضافت أن “هؤلاء الذين انضموا إلى داعش يدعمون الإرهابيين الذين يتبعون عقيدة متطرفة تؤمن أنه يجب قتل الشيعة بسبب الطائفة التي يتبعونها”.

وأعربت عن ضرورة أن “يأخذ القادة السياسيون في العراق بالحسبان المظالم الشرعية لكل الشعب كطريقة للحكم”، دون مزيد من التفاصيل.

ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة مجموعات سنية مسلحة، يتصدرها مقاتلو “داعش”، على أجزاء واسعة من عدة محافظات، بينها نينوى وصلاح الدين، بعد انسحاب قوات من الجيش العراقي منها من دون مقاومة تذكر، تاركين كميات كبيرة من الأسلحة.

وتصف حكومة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، هذه المجموعات بـ”الإرهابية المتطرفة”، بينما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو “ثورة عشائرية سنية” ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.

واتهمت السعودية، الاثنين، حكومة المالكي بممارسة “الإقصاء” بحق السنة، محملة إياها المسؤولية عن الأحداث الحالية، وداعية إلى الإسراع في تشكيل حكومة توافق، وهو ما ردت عليه بغداد، الثلاثاء، باتهام السعودية بدعم الجماعات المسلحة السنية في العراق.

 

كلنتون تشير لاختلافها مع سياسة أوباما تجاه المعارضة السورية

واشنطن- (رويترز)- (أ ف ب): اوضحت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية السابقة والمرشحة الديمقراطية المحتملة في انتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة إلى اختلافها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن قراره عدم تسليح المعارضة السورية المعتدلة.

وقالت كلينتون في مقابلة مع محطة (سي ان ان) التلفزيونية الثلاثاء انها ووزير الدفاع ورئيس وكالة المخابرات المركزية حاولوا اقناع اوباما بتسليح معارضي الرئيس السوري بشار الأسد ولم ينجحوا.

وتابعت كلينتون انه لم يتضح إذا كان تسليح المعارضة المعتدلة في سوريا كان من شأنه منع تنامي نفوذ الدولية الإسلامية في العراق والشام التي سيطرت على مدن وبلدات في شمال العراق.

وقالت “من الصعب ان نستعيد الماضي ونقول إن تلك الخطوة كانت ستحول دون ما يحدث الآن”. واضافت أن من السابق لاوانه الحكم بالفشل على السياسة الامريكية في سوريا.

وكشفت كلينتون عضو مجلس الشيوخ والسيدة الأولى سابقا عن وجهات نظر مختلفة عن وجهات نظر أوباما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية في الاشهر الماضية بما في ذلك ما يتعلق ببرنامج إيران النووي واسلوب التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي مقابلة مع محطة فوكس نيوز الثلاثاء قالت كلينتون أيضا إن المستشارة الألمانية انغيلا ميركل محقة في ابداء استيائها بعد اكتشاف تنصت وكالة الامن القومي على هاتفها المحمول ضمن عمليات مراقبة واسعة النطاق على الاتصالات الالكترونية في ألمانيا.

وقالت “لم يكن هناك مبرر لذلك على الاطلاق”.

وأضافت “هناك ما يجب عمله مع الألمان وفي ألمانيا” مشيرة إلى أن بعض منفذي هجمات 11 سبتمبر ايلول تلقوا جزءا من تدريبهم في هامبورج.

ولكن كلينتون اضافت “ليس لهذا علاقة بهاتف انجيلا ميركل المحمول”.

ومن جهة أخرى، تهربت كلينتون الثلاثاء “للمرة المليون” من الرد على سؤال عن احتمال خوضها مجددا انتخابات البيت الابيض في العام 2016، بقولها انها لم تتخذ قرارا بهذا الشأن بعد وتركز حاليا على ولادة حفيدها المنتظر.

وخلال ندوة نظمتها (سي ان ان) قالت كلينتون ردا على سؤال لصحافية في الشبكة الاخبارية الامريكية “لقد سئلت هذا السؤال بمليون شكل مختلف، هذا خبيث، هذه المرة لم اتوقعه”، مضيفة “انا ما زلت افكر في كل الخيارات المتاحة امامي، ولكني احاول عدم الدخول في مرحلة أخذ القرار، مرحلة تقييم الايجابيات والسلبيات”.

ولكن السؤال لا ينطوي على اي مفاجأة او فخ لكلينتون (66 عاما) وزيرة الخارجية السابقة التي تصدرت المشهد الاعلامي منذ صدور كتاب مذكراتها الجديد “خيارات صعبة” الذي بلغ عدد نسخه المباعة الثلاثاء 100 الف نسخة، بحسب ما اكدت لوكالة فرانس برس دار نشر “سايمون اند شاستر” التي تتولى اصداره.

وفي غضون اسبوع اجرت كلينتون مقابلات مع شبكات “ايه بي سي” و”سي بي اس″ و”ان بي سي” و”فوكس نيوز″ التلفزيونية الامريكية، ونظيرتها “زد دي اف” الالمانية و”بي بي سي” البريطانية و”سي تي في” الكندية، اضافة الى اذاعة “ان بي ار” الامريكية.

كما اجرت المرشحة السابقة للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الى البيت الابيض مقابلات مع مجلتي “باري ماتش” الفرنسية و”شتيرن” الالمانية، وشاركت كذلك في حفلات توقيع او ندوات في كل من نيويورك وشيكاغو وفيلادلفيا وتورونتو وبوسطن وواشنطن.

وفي معظم المرات التي طرح عليها “السؤال” كانت كلينتون تبتسم، تهز رأسها مطولا، ثم تجيب من دون ان تجيب، فيكون ردها: نعم انا افكر بالموضوع ولكني على الارجح لن اتخذ قرارا قبل مطلع 2015، بناء على عوامل سياسية وشخصية.

وفي احدى اجاباتها على هذا السؤال، قالت لمجلة (بيبول) الامريكية “اريد ان اعيش في الحاضر. ولكن في الوقت نفسه انا قلقه مما يجري في البلد والعالم”.

وتنتظر كلينتون بفارغ الصبر ان تصبح جدة لدى ولادة الابن البكر لابنتها الوحيدة تشيلسي في الخريف المقبل. وقد سبق لها ان قالت في مقابلة مع “سي تي في” الكندية “لا اعلم ما الذي سأود فعله عندما ينضم هذا الشخص الجديد إلى عائلتنا”.

 

النظام السوري يوافق على إقامة نقاط عبور إنسانية لتمرير المساعدات

نيويورك- الأناضول: أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي السفير فيتالي تشوركين، يوم الثلاثاء، أن النظام السوري وافق بالفعل على فتح ممرات انسانية آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلي المدنيين داخل سوريا.

وقال رئيس مجلس الأمن، في تصريحات للصحفيين، عقب جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي، عقدت مساء الثلاثاء، بشأن أوكرانيا، إنه “يجري حاليا العمل علي التوصل إلى صيغة  تقضي بإنشاء نقاط عبور لمرور المساعدات الإنسانية، وإذا وافقت الدول الغربية على بنودها، فإننا نتوقع أن يصدر قرار من مجلس الأمن بشأنها خلال الأيام القليلة المقبلة”.

ولم يقدم  رئيس مجلس الأمن الدولي، وهو أيضا ممثل روسيا الدائم بالأمم المتحدة، والذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر يونيو/ حزيران الجاري- معلومات إضافية بشأن  الصيغة أو مشروع القرار الذي يجري التفاوض بشأنه حاليا بين أعضاء المجلس.

لكنه أردف قائلا “لقد وافقت الحكومة السورية على إقامة نقاط عبور، ونأمل أن يساعد ذلك في تخفيف حدة الوضع الإنساني في سوريا، بما في ذلك المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية”.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من النظام السوري بشأن ما أعلنه رئيس مجلس الأمن الدولي.

وردا على سؤال بشأن الوضع الحالي في العراق، وعما اذا كان هناك مبادرات مطروحة علي طاولة المجلس حيال الأحداث الجارية هناك، قال رئيس مجلس الأمن في تصريحاته للصحفيين “إننا نراقب الموقف عن كثب في العراق، واذا احتاج الأمر اجتماعا أو مناقشة داخل المجلس، فسوف نعقد ذلك علي الفور”.

وحول جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها المجلس عصر الثلاثاء بشأن أوكرانيا، وامتدت لأكثر من ساعتين، قال رئيس مجلس الأمن إن المناقشات تركزت حول اصدار بيان صحفي بخصوص مقتل اثنين من الصحفيين الروس شرق أوكرانيا اليوم (الثلاثاء)، إضافة إلى مقتل أحد الصحفيين الإيطاليين في شرق أوكرانيا الشهر الماضي”.

وحذر رئيس المجلس من إعلان فرض الأحكام العرفية في شرق أوكرانيا، ووصف ذلك بأنه “أسوأ سيناريو يمكن أن يبدأ به الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو فترة ولايته”.

 

تطالب تركيا بفتح إمدادات «الفرات» كشرط للإفراج عن قنصلها

استئناف المعارك شرقي سوريا بين «داعش» وكتائب معارضة

دمشق ـ «القدس العربي» ـ من هبـة محمد: استمرت المعارك امس الثلاثاء بين مقاتلي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» وكتائب اخرى معارضة للنظام السوري في ريف دير الزور (شرق)، بعد ان استؤنفت الليلة قبل الماضية اثر مرور حوالى اسبوعين على توقفها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما قالت مصادر مقربة من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» لـ»القدس العربي» ان مفاوضات تجري مع التنظيم من الجانب التركي في محاولة للافراج عن الدبلوماسيين الاتراك المختطفين في العراق.

وسبق اندلاع الاشتباكات بين كتائب المعارضة المسلحة السورية وتنظيم «داعش» انفجاران استهدف احدهما تجمعا لهذه الكتائب، وبينها جبهة النصرة المتطرفة، وتسبب بمقتل سبعة اشخاص، والآخر قياديا في كتيبة مقاتلة قتل فيه ثلاثة من افراد عائلته.

واوضحت مصادر مقربة من «داعش» لـ»القدس العربي» ان التنظيم طالب الحكومة التركية بفتح إمدادات نهر الفرات كشرط اساسي للافراج عن القنصل التركي المختطف في العراق وزملائه المحتجزين لدى التنظيم.

وقال المرصد في بريد الكتروني «دارت بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين الدولة الاسلامية في العراق والشام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة اخرى، على اطراف بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي في محاولة من الدولة الاسلامية في العراق والشام التقدم».وتواصلت المعارك الثلاثاء.

وانفجرت سيارة مفخخة قرب تجمع لمقار جبهة النصرة والحركة الاسلامية في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي، بحسب ما ذكر المرصد، ما تسبب بمقتل سبعة اشخاص، بينهم «أمير حركة أحرار الشام الاسلامية في ريف دير الزور الغربي وقاض من جبهة النصرة في الهيئة الشرعية بريف دير الزور الغربي، ومقاتلان من النصرة، بالإضافة الى رجل واثنين من أولاده».

كما افاد المرصد ان انتحاريا من «الدولة الاسلامية في العراق والشام» فجر نفسه بعد منتصف ليل الاثنين بمنزل قيادي في «لواء صدام حسين» المقاتل في بلدة الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، ما ادى الى اصابة القيادي بجروح ومقتل والده وشقيقه وأحد اقاربه. وكانت حصيلة اولية اشارت الى مقتل اربعة اشخاص.

وفي مدينة حلب (شمال)، ارتفع الى 32 عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي السكري الاثنين، بينهم اربعة من عناصر الدفاع المدني، وطفلان وامرأة على الأقل، ورجلان من أعضاء المجلس المحلي لحي السكري. وكان قتل ستة اشخاص في قصف بالبراميل المتفجرة على حي آخر في حلب الاثنين.

واطلق مقاتلون معارضون الثلاثاء قذائف صاروخية على بلدتي نبل والزهراء وسكانهما من الطائفة الشيعية في ريف حلب بالتزامن مع خروج الاهالي بتظاهرة تندد بالحصار المفروض على البلدتين منذ اكثر من سنة، كانت تطالب بإدخال مساعدات غذائية الى البلدتين.

 

النظام السوري يوافق على فتح معابر لإدخال مساعدات إنسانية

العربي الجديد، رويترز

أعلن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، مساء أمس الثلاثاء، أن السلطات السورية وافقت على فتح أربعة معابر حدودية من العراق والأردن وتركيا لإيصال مساعدات إلى ملايين من الناس، وذلك بموجب “خطة واسعة الأثر” اقتُرحت على أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

 

ورفض تشوركين الإسهاب في ذكر تفاصيل الخطة، غير أن وكالة “رويترز” نقلت عن دبلوماسيين، قولهم إنها تشتمل على وجود مراقبين دوليين لمعاينة قوافل الإغاثة الإنسانية التي تدخل سورية.

 

وكان الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو)، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، يتفاوضون بشأن قرار اقترحته موسكو حول المساعدات الإنسانية، وصاغت مسودته أستراليا ولوكسمبورج والأردن، ويهدف إلى تعزيز عمليات إيصال إمدادات الإغاثة في سورية، ومن ضمنها تلك التي تمر عبر حدود يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقدمت روسيا خطتها يوم أمس الثلاثاء.

 

وقال تشوركين، في تصريحات للصحافيين عقب جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي، إن سورية قبِلت خطة موسكو لفتح المعابر الحدودية الأربعة المذكورة في مشروع القرار. وأضاف أنه “نهج مبتكر، ولذلك فإننا نأمل أن يفلح، وأن يساعد وكالات الإغاثة الإنسانية في العمل على الأرض في سورية بما في ذلك في مناطق لا تسيطر عليها الحكومة”. وأوضح تشوركين أنها “خطة بعيدة الأثر، ستتيح فتح تلك المعابر الأربعة التي تهتم بها وكالات الإغاثة”. وأضاف أنه “يأمل تبنّي مشروع القرار خلال أيام”.

 

لكن دبلوماسيين غربيين قالوا لـ”رويترز”، إنهم يحتاجون إلى وقت لدراسة اقتراح روسيا والتشاور مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بشأن ما إذا كان يمكنه العمل على الأرض. ويتعين أيضاً توزيع مشروع القرار على أعضاء مجلس الأمن الباقين قبل إجراء تصويت.

 

وكان مجلس الأمن قد وافق بالإجماع في فبراير/شباط، على قرار يطالب بوصول سريع وآمن وبلا معوقات للمساعدات في سورية، غير أن القرار لم يكن له أثر على الأرض، حسبما قال مسؤولو الأمم المتحدة.

 

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 9.3 ملايين شخص في سورية يحتاجون إلى المساعدة، وإن 2.5 مليون آخرين فروا من الحرب. وأعلنت روسيا في وقت سابق أنها تعارض تسليم المساعدات في سورية دون موافقة دمشق، كما تعارض أي قرار بموجب الفصل السابع. ولذلك، وصف تشوركين اقتراح روسيا بشأن المساعدات عبر الحدود بأنه “حل رائع”.

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حثّ مجلس الأمن على تسهيل الوصول الى نحو 3.5 ملايين شخص في مناطق نائية في سورية. وقال في جنيف يوم أمس الثلاثاء “أرجو مخلصاً أن يتخذ مجلس الامن التابع للأمم المتحدة، إجراء سريعاً بشأن القرار المقترح في هذا الموضوع”.

 

واشنطن اقترحت خلال المفاوضات مع إيران تغيير المالكي إقالة أربعة ضباط عراقيين كبار وسط تصاعد القتل الطائفي

المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات

فيينا – موسى عاصي

حلّ الملف العراقي على المفاوضات النووية في فيينا حيث أكدت مصادر متطابقة أن هذا الملف نوقش على هامش اللقاء الثلاثي للايرانيين والاميركيين والاوروبيين الذي انعقد ظهر الاثنين.

 

وفي معلومات لـ”النهار”، إن الجانب الاميركي طلب من الايرانيين التعاون في المجال السياسي من أجل وضع حدٍ للأزمة العراقية ووقف الانهيار بعد التطورات الأخيرة وسيطرة تنظيم “داعش” على أجزاء كبيرة من شمال العراق وشرقه.

ويقضي الاقتراح الاميركي بالاتفاق مع ايران على شخصية أخرى تتولى رئاسة الوزراء عوض نوري المالكي “الذي لم يعد مقبولاً ليس لدى السنة فحسب بل لدى قسم كبير من شيعة العراق، فضلاً عن بعض الدول المجاورة في الخليج التي تشارك في الموقف ذاته من المالكي”.

وأفادت أوساط اميركية رفيعة المستوى تشارك في المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني ان النقاش مع الايرانيين في شأن العراق منفصل تماماً عن النقاش في الملف النووي الايراني، وذلك “منعاً للتأويل والايحاء بمحاولة المقايضة بين الملفين”.

وتعليقاً على الاقتراح الاميركي، قالت أوساط ايرانية في فيينا إن طهران لم تردّ بعد على هذا الاقتراح، إلاّ أن الموقف الايراني في هذا الشأن معروف ويستند الى أن هذه المسألة هي في أيدي العراقيين، “فهم وحدهم من يقرر أي سلطة تحكمهم”.

وعلمت “النهار” ان من الاسماء المقترحة للحلول محل المالكي يتصدر اللائحة رئيس “التحالف الوطني” ابرهيم الجعفري، ومن ثم رئيس المجلس الاسلامي العراقي عمار الحكيم، مع استبعاد زعيم حركة الوفاق الوطني أياد علاوي نظراً الى حساسية الجانب الايراني حياله.

وأمس، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي :”نحن مستعدون لاستمرار تواصلنا مع الإيرانيين تماما كما نتواصل مع غيرهم من اللاعبين في المنطقة في شأن التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بالعراق”. وأضافت: “من المرجح… أن تجرى هذه المناقشات على مستوى أدنى. لا نتوقع مزيداً من الحوارات مع ايران في ما يتعلق بهذه القضية في فيينا. ستركز هذه المحادثات على القضية النووية بقية الأسبوع”.

 

اعفاء ضباط عراقيين

وبعد اسبوع من سقوط الموصل ومدن اخرى في ايدي مجموعات مسلحة في مقدمها “داعش” وحزب البعث المنحل، امر المالكي باعفاء ضباط رفيعي المستوى في القوات العراقية من مناصبهم واحالة احدهم على محكمة عسكرية، واصفا سقوط مناطق في ايدي المسلحين بأنها نكسة.

والذين أمر المالكي باعفائهم من مناصبهم هم الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى، ونائبه اللواء الركن عبد الرحمن مهدي، ورئيس اركانه العميد الركن حسن عبد الرزاق، والعميد الركن هدايت عبد الرحيم عبد الكريم عبد الرحمن قائد فرقة المشاة الثالثة الذي احيل على المحكمة العسكرية.

 

استنكار الخطاب الطائفي

واتفق زعماء العراق في لقاء عقدوه في بغداد على استنكار الخطاب الطائفي ومراجعة المسيرة السياسية السابقة من أجل تقويمها. وحضر اللقاء المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ورئيس “التحالف الوطني” ابرهيم الجعفري ورئيس المجلس الأعلى الاسلامي عمار الحكيم ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي وزعماء آخرون.

وقال الجعفري عقب اللقاء في كلمة نقلتها قناة “العراقية” الحكومية وقد وقف المجتمعون الآخرون خلفه إنهم توافقوا على “الحفاظ على وحدة شعبنا… وتجنب أي نوع من أنواع الاستفزازات الطائفية”. وأضاف أن زعماء البلاد اتفقوا أيضاً على “دعم الاجراءات المدنية… والتحشيد من كل مكونات الشعب وبشكل متوازن” و”مراجعة المسيرة السابقة لتقويمها لصالح العراق”. كما أكدوا “التزام الدستور والقوانين… ومنع ظواهر حمل السلاح العشوائي خارج إطار الدولة”.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، هاجم مقاتلو “داعش” مدينة بعقوبة على مسافة 60 كيلومتراً فقط من بغداد. وهي أقرب نقطة من العاصمة العراقية يصل اليها التنظيم الاصولي. وفي علامة على تصاعد عمليات القتل الطائفي، قالت الشرطة إن ميليشيا شيعية قتلت اكثر من 40 سجيناً سنياً عندما حاول مقاتلو “داعش” اقتحام سجن في بعقوبة لتحريرهم. لكن الجيش العراقي أوضح ان السجناء قتلوا عندما قصف المسلحون المتشددون السجن الذي يقع قرب المدينة. وفيما لم يكن في الامكان التحقق من صحة أي من الروايتين، افاد مسؤول في مشرحة مستشفى ان القتلى كانوا مصابين برصاص في الرأس والصدر.

وفي المقابل، اعلن عقيد في الشرطة العراقية ان الشرطة عثرت على 18 جثة لعناصر من القوات الحكومية شرق مدينة سامراء على مسافة 110 كيلومترات شمال بغداد، وقد حملت آثار اطلاق نار في الصدر والرأس، مضيفاً: “يبدو انهم قتلوا قبل خمسة ايام”.

الى ذلك، فقدت القوات العراقية السيطرة على معبر القائم الحدودي مع سوريا في محافظة الانبار لمصلحة مجموعات من “الجيش السوري الحر” و”جبهة النصرة” التي تتبع تنظيم “القاعدة” الام. وكانت هذه المجموعات تسيطر على الجانب السوري من المعبر في مدينة البوكمال. وكانت مجموعات من “داعش” سيطرت على معبر ربيعة الحدودي مع سوريا في محافظة نينوى قبل ايام.

ولا يزال قضاء تلعفر في محافظة نينوى يشهد في بعض اجزائه اشتباكات بين قوات حكومية ومقاتلي “داعش” وتنظيمات اخرى وعناصر من حزب البعث المنحل.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان شيعة عراقيين كانوا يقاتلون في سوريا الى جانب قوات النظام عادوا الى العراق لمقاتلة الجهاديين السنة.

وكان آلاف من الشيعة العراقيين وفدوا الى سوريا للتصدي لمقاتلي المعارضة، وغالبيتهم من السنة، الذين يقاتلون قوات نظام الرئيس بشار الاسد. وقد انتشروا خصوصا في ريف دمشق للدفاع عن ضريح السيدة زينب. ولكن اثر التقدم غير المسبوق لمقاتلي “داعش” الذين سيطروا الاسبوع الماضي على مناطق واسعة من شمال العراق ووسطه، بدأ المقاتلون الشيعة يعودون الى بلادهم وخصوصا بعد الدعوة التي وجهها المرجع الشيعي الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني الى العراقيين لمقاتلة “الارهابيين”.

وقال المرصد ان هؤلاء انسحبوا من منطقة المليحة جنوب شرق دمشق. وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأن “انسحاب المقاتلين العراقيين الموالين للأسد ترجم تراجعاً نسبياً لوتيرة المعارك في هذه المنطقة”، مشيراً الى ان مقاتلين من “حزب الله” اللبناني حلوا محل هؤلاء.

وحذرت اللجنة الأممية للتحقيق في جرائم الحرب بسوريا من أن الوضع في الشرق الأوسط وصل إلى مرحلة تنذر بحرب في المنطقة بأكملها، وخصوصاً في ظل تطورات الأوضاع على الساحة العراقية.

وحذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس من خطر النزوح الجماعي للاجئين العراقيين هرباً من أعمال العنف وسفك الدماء الى الدول المجاورة التي تواجه صعوبات في استيعاب نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري.

 

الموقف الاميركي

¶في واشنطن، اعلن العضو الجمهوري الكبير في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش مكونيل في مقر الكونغرس، أن الرئيس باراك أوباما دعا زعماء مجلسي الشيوخ والنواب الى اجتماع في البيت الأبيض اليوم للبحث في الاوضاع في العراق. وقال إن الدعوة وجهت اليه هو وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد ورئيس مجلس النواب جون بوينر وزعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي. وأضاف إنه يتطلع الى حضور الاجتماع و”أتوق الى سماع ما سيقوله. إنه رئيس الولايات المتحدة”.

وأكد مسؤول في البيت الابيض الاجتماع ووصفه بأنه جزء من “المشاورات الجارية” لأوباما مع زعماء الكونغرس في شأن قضايا السياسة الخارجية ومنها العراق.

وقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة للبرازيل إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدة عاجلة تشتد الحاجة اليها للقوات العراقية ولكن ينبغي أن يمتد العراقيون لمحاربة أعمال العنف المسلحة “الشريرة” التي يشنها متشددون وتهدد بتفكيك البلاد. وأكد إن ذلك يقتضي تنحية الخلافات الطائفية وبناء قوة أمن تشمل جميع الأطياف وضمان أن تكون أصوات جميع التجمعات السكانية في العراق مسموعة.

 

مفتشون يرجّحون استخدام غاز شبيه بالكلور في سوريا

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية المكلفة تدمير ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية امس، أن لدى مفتشيها معلومات عن استخدام اسلحة كيميائية شبيهة بغاز الكلور خلال الحرب في سوريا.

 

وقالت في بيان: “المعلومات المتوافرة لدى بعثة تقصي الحقائق تعطي صدقية للرأي القائل بأن كيميائيات سامة – هي على الارجح مواد تسبب تهيجاً في الرئة مثل الكلور – استخدمت في سوريا”.

على صعيد آخر، وبعد هدوء استمر اسبوعين تقريباً، تجددت منذ ليل الاثنين – الثلثاء المعارك بين مقاتلي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) وكتائب أخرى معارضة للنظام السوري في ريف دير الزور. وسبق الاشتباكات انفجاران استهدف احدهما تجمعا لهذه الكتائب ومنها “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” وتسبب بمقتل سبعة اشخاص، والآخر استهدف قيادياً في كتيبة مقاتلة وقتل فيه ثلاثة من افراد عائلته.

 

مقتل 12 مدنيا في قصف لجيش الأسد على مخيم قرب حدود الأردن

منظمة: استخدام منهجي للأسلحة الكيميائية من بينها الكلور في سوريا

أ. ف. ب.

لاهاي، بيروت: استخدمت القوات السورية اسلحة كيميائية مثل الكلور “بشكل منهجي” بحسب ما ورد في تقرير اولي اعده فريق من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية يحقق في مزاعم حول وقوع هجمات بواسطة هذه المادة الصناعية في سوريا.

ولم ينشر نص التقرير الا ان مندوب الولايات المتحدة لدى المنظمة في لاهاي ذكر مقاطع منه خلال اجتماع في مداخلة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنها.

مقتل 12 مدنيا في قصف للجيش السوري على مخيم للنازحين قرب الحدود الاردنية

من جهة ثانية اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 12 مدنيا بينهم تسعة اطفال قتلوا فجر الاربعاء بقصف من مروحية عسكرية سورية لمخيم للنازحين بالقرب من الحدود مع الاردن.

وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد 12 شخصا بينهم تسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين الاربعة اعوام وستة عشر عاما، جراء قصف الطيران المروحي بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، على مخيم للاجئين على الحدود السورية الأردنية قرب بلدة الشجرة في ريف درعا (جنوب)”.

كما ادى القصف الى سقوط جرحى بعضهم في حالات خطرة.

 

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “جميع الضحايا من المدنيين، وهم اشخاص هربوا من اعمال العنف في مناطق اخرى من محافظة درعا” الحدودية مع الاردن.

 

وادى النزاع السوري المستمر منذ اكثر من ثلاثة اعوام الى نزوح ما يقارب نصف عدد سكان البلاد البالغ 23 مليون شخص، بينهم نحو ثلاثة ملايين لجأوا الى الدول المجاورة، لا سيما الاردن ولبنان وتركيا.

 

كما ادى النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011 الى نزوح نحو ستة ملايين شخص داخل سوريا، تقيم غالبيتهم في ظروف انسانية صعبة ومخيمات عشوائية تفتقر الى ادنى مقومات الحياة.

 

قيادي إخواني يهاجم المشاركين بمنتدى أميركا والعالم الإسلامي في قطر

زهير سالم: الحل في سوريا ليس بيد أميركا بل بيد الثوار

بهية مارديني

بهية مارديني: هاجم زهير سالم، مدير مركز الشرق العربي والقيادي المعروف في جماعة الاخوان المسلمين، المشاركين في منتدى أميركا والعالم الاسلامي، الذي اختتم أعماله في الدوحة، لأنهم تواطأوا في الورقة السورية، وخلصوا إلى أن الحل بيد أميركا، وأنه يجب اجبار النظام على التفاوض.

 

قيادات بلا رأي

 

شارك في المنتدى متحدثًا الشيخ أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري السابق، وحسان الهاشمي العضو القيادي في جماعة الاخوان المسلمين، وعضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض مسؤول دائرة اميركا وكندا.

 

وقال سالم في مقالة له نشرها مركز الشرق العربي: “كنموذج على حال قيادات الانتظار المشلولة، القيادات بلا رأي ولا رؤية ولا عزيمة ولا حد ولا جد، وما جرى بالأمس من حوارات في منتدى الدوحة تحت عنوان (أميركا والعالم الإسلامي) حيث توافق المتحدثون عن الورقة السورية على أن الحل في سوريا بيد أميركا، ولا يمكن تصور حل للأزمة في سوريا من دون تدخل أميركي حقيقي يستند إلى رؤية أميركية داخلية موحدة، والأمر يحتاج إلى دعم سريع للمعارضة يغيّر المعادلة في الميدان، ويجبر النظام على التفاوض”.

 

من تحت أخمصك الحشر

 

اعتبر أنه كان من الخطأ تسليم القيادة في الثورة لقيادات ليست ثورية، وتبرير كل شيء على مقاسها، “فهؤلاء الذين فقدوا القدرة الذاتية على الفعل بل على التقدير والتدبير ظنوا في صناعة الانهزام نصرًا، وفي تزيين الانكسار سياسة، وفي القبول بكل ما يعرضه الأقوياء كياسة، وكان هذا في حقيقة الأمر رأس الداء الذي ابتليت به القيادات السياسية للمعارضة، فألحقته بالقيادات الثورية التي ثبت كل فرد من عديدها في مستنقع الموت رجله، وقال لها من تحت أخمصك الحشر”.

 

وأكد سالم أن القيادات التي ترى المشهد بهذه الأعين وتتحدث بهذه الألسن لعلها تتذكر أن الشعب السوري حين أعلن ثورته لم يستأذن الولايات المتحدة، ولم يتحرك بأمرها كما يقول بشار الأسد وأولياؤه، ولم يتخذ الولايات المتحدة إلهًا من دون الله.

 

أضاف: “إن الواقعية السياسية شيء، وأن تخرج القيادات السياسية من حولها وطولها وقوتها إلى حول الولايات المتحدة وطولها شيء آخر، والقول إن الحل في سوريا بيد أميركا كلام مشتق من كلام الانهزامي صاحب كامب ديفيد الأول، يوم قال إن 99% من أوراق اللعبة بيد أميركا”.

 

بيد السوريين

 

وخلص إلى القول إنه ليس هناك سياسي أو عاقل يستطيع أن يسقط الدور الأميركي، ولا أن يقلل منه أو يتجاهله أو يتجاوزه، “لكن هذه اللغة المستسلمة المتخاذلة ليست هي لغة الثورة والثوار، والحل في سوريا بيد الله أولًا، ثم بيد السوريين، بيد الأبطال الذين وضعوا أرواحهم فوق راحاتهم، فهؤلاء هم الذين سيصنعون مستقبل سوريا، وهم الذين يفرضونه، وعلى كل من يريد أن يكون له في سوريا شأن أن يضع يدًا بيضاء عند هؤلاء”.

 

ودافع سالم عن فكرته في أن هذا المنطق ليس انفعاليًا يتحلى بجماليته البلاغية أو الرومانسية، “بل هو جزء من استراتيجية تتطلب من الذين يتبنونه تقويمًا لتقديم البدائل عن كل السياسات المتخاذلة والمتواطئة”.

 

مشجب الخذلان الأميركي

 

وأشار سالم إلى أن ثورات قديمة في التاريخين القديم والحديث وجدت بدائلها بعيدًا عن القطبين المتواطئين اليوم على خذلان الشعب السوري، “فأكثر من ثلاث سنوات وقيادات المعارضة السياسية تكرس عجزها عن إيجاد البدائل على كل المستويات وتشرعنه، وتجد في الخذلان الأميركي مشجبًا تعلق عليه عجزها وتخاذلها وتبرر به صناعتها للهزيمة تلو الهزيمة”.

 

اضاف: “أننا لا نقول إن إيجاد البدائل السياسية والاستراتيجية في مثل ظروف الثورة السورية، التي تواطأ عليها الجميع، أمر سهل، لكنه ليس أكثر صعوبة من أن يضع شاب روحه فوق راحته ويخرج لمواجهة الموت كفاحًا”.

 

والأكثر ريبة في ما رآه سالم هو ما طرحته بعض قيادات المعارضة في المنتدى عن هدف استراتيجي هو إجبار النظام على الجلوس على مائدة المفاوضات، “كأن الكلمات التي سطرت في كل وثائق المعارضة، أي إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته، كان مجرد لغو لا دلالة له ولا فيه”.

 

السعودية تجدد إدانتها لنظام الأسد وتنتقد عجز المجتمع الدولي عن مواجهته

أكدت استمرار سياستها تجاه تعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في النهضة التنموية للبلاد

جنيف: «الشرق الأوسط»

أكد السفير فيصل طراد سفير السعودية والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف في بيان أمام مجلس حقوق الإنسان، أن أكثر من ثلاث سنوات مضت على معاناة الشعب السوري ولا نستطيع أن نلتمس أي ضوء في آخر النفق، وأن الجميع في تأكد من حجم المأساة التي يعيشها هذا الشعب «الشقيق» تحت وطأة نظام جائر مستبد، استطاع بكل جدارة أن يسجل اسمه في صفحة سوداء قاتمة من التاريخ كواحد من أفظع الأنظمة في عصرنا الحديث التي انتهكت حقوق الإنسان وقتلت وشردت شعبها ودمرت بلدها، ليس إلا بهدف واحد ألا وهو الاستمرار في السلطة حتى لو لم يتبق إلا فرد واحد من هذا الشعب المنكوب.

 

وأوضح السفير السعودي في بيانه أمام المجلس الذي عقد حوارا تفاعليا مع البعثة الدولية لتقصي الحقائق في سوريا يوم أمس، أن التقارير الدولية الموثقة تكشف أن ما حصده هذا النظام من أبناء الشعب السوري الشقيق كضحايا جراء الانتهاك المستمر لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية وقتل وتدمير بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية واستخدام الكلور، وتعذيب وحصار وسياسة التجويع والإرهاب للمواطن، بلغ ما يزيد على 160 ألف قتيل وأكثر من 600 ألف من الجرحى والمقعدين من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وشرد أكثر من 10 ملايين سوري، وأصبح هنالك ما يصل إلى ثلاثة ملايين لاجئ سوري في دول الجوار، ونتيجة لهذه السياسات تراجعت البنية الأساسية للدولة إلى ما كانت عليه قبل نحو أربعه عقود، وأصبح تقريبا 75 في المائة من الشعب السوري على حد خطّ الفقر و50 في المائة من الأطفال في سن الدراسة أصبحوا خارج المدارس و375 ألف امرأة حامل يعانين من نقص الرعاية الصحية، بالإضافة إلى نحو 4.7 مليون مواطن سوري محاصرين داخل بلدهم في حاجة ماسة إلى المعونات الإنسانية من غداء ودواء.

 

وأضاف أنه يمكن القول إنهم معرضون لخطر الموت، وكما هو متوقع استمعنا لأسطوانة مشروخة ولتكرار ممل من النظام السوري في رفضه لهذه التقارير الموثقة بل لرفضه حتى الاعتراف بهذه اللجنة الموقرة، فما بالكم بالتعاون معها، ومن اتهامه لدول الجوار ومجموعه دول أصدقاء سوريا بدعم الإرهاب في سوريا. بل إنه يحاول إقناعنا بمسرحيته الجديدة حول الشرعية والانتخابات الهزلية التي جرى رفضها وما أفضت إليه من نتائج من عدد كبير من دول العالم الحر والحريص على حماية حقوق الإنسان.

 

وأبان السفير فيصل طراد أن بلاده تشعر بخيبة الأمل من معاناة الشعب السوري تجاه عجز النظام الدولي من التصدي لهذا النظام، وإيقاف جرائمه وانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان.

 

وأكد أن السعودية تدين النظام الأسدي بأشد العبارات، وترى أن الوقت قد نفد وليل الشعب السوري قد طال، وأصبح لزاما على مجلس حقوق الإنسان رفع تقرير متكامل إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار حاسم ضد هذا النظام وكل من انتمى إليه وتوجيه تهمة القيام بجرائم الحرب والاتفاق على الآلية المناسبة لتقديمهم للعدالة الدولية، حتى لا يسجل علينا التاريخ فشل النظام الدولي مرة أخرى في التصدي لجرائم الحرب هذه، وأن هنالك نظاما قمعيا مثل نظام بشار الأسد قد تمكن من الإفلات من العقاب.

 

من جهة أخرى، أكدت السعودية حرصها على تشجيع وتعزيز دور المرأة في المجتمع وما يمكن أن تقدمه في جميع نواحي التنمية الشاملة، وقال السفير فيصل بن طراد في مداخلة خلال الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان لمناقشة حقوق المرأة وسبل مكافحة التمييز ضدها أمس، «إن المرأة في المملكة تحظى باهتمام بالغ حيث أقرت المملكة منذ أكثر من ستة عقود بأن تطوير دور وإسهام المرأة هو عامل حاسم في مسيرة النماء والازدهار لكل الأمة».

 

ولفت الانتباه إلى أن السياسات التنموية التي اعتمدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حرصت على تشجيع وتعزيز دور المرأة وما يمكن أن تقدمه في كل نواحي التنمية الشاملة سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي.

 

وبين أن الدولة ضمنت الحق المجاني بالتعليم للمرأة بوصفه العنصر الأهم كون تعليم المرأة هو حجر الزاوية في إنشاء مجتمع يمكن له الإسهام الفعال في تطور ونماء وازدهار الشعوب.

 

وأشار إلى أن حجم الإنفاق السنوي على التعليم ارتفع من 12.5 بليون دولار عام 2002م إلى نحو 54.5 مليار دولار العام الماضي، مؤكدا أن هذا ليس بمستغرب على المملكة التي تفخر بانتهاجها للدين الإسلامي الحنيف.

 

وقال المندوب السعودي لدى المنظمة الدولية «إن المملكة حرصت على تعزيز وتمكين المرأة من القيام بدورها الطبيعي في دفع عجلة الازدهار والنماء الذي تشهده اليوم، من خلال الانضمام إلى المعاهدات والاتفاقيات الإقليمية والدولية التي تعزز حقوق المرأة، فالمرأة السعودية لا تعاني من عدم المساواة مع الرجل في الأجور حيث كفل لها النظام ذلك، وأصبحت اليوم قادرة على العمل في كل المجالات التي تحقق لها أفضل السبل لإسهام فعال في دفع عجلة الازدهار والنماء».

 

وأفاد أن هذا الأمر أسهم في ارتفاع حصة المرأة في سوق العمل العام والخاص إلى أكثر من الضعفين خلال الخمس سنوات الماضية، إلى جانب تمكنها من حصد مراكز متقدمة على قائمة أقوى مائة امرأة عربيه للعام الماضي، حيث تبوأت المركز الثاني والثالث والتاسع، بل قفزت المرأة وبقرار حكيم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى سدة المشاركة السياسية لتصبح عضوًا في مجلس الشورى وبنسبة لا تقل عن 20 في المائة (30 عضوة)، إضافة إلى تمكنها اعتبارا من العادم المقبل من الترشح لعضوية المجالس البلدية والتصويت أيضا لمن تشاء.

 

وأكد السفير طراد أن بلاده مستمرة في بذل كافة الجهود من أجل تعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في النهضة التنموية للبلاد، عادا صلاح المرأة وتعزيز حقها ضمانا لصلاح المجتمع ككل.

 

معارك طاحنة في دير الزور.. و«داعش» يفجر سيارتين استهدفت إحداهما مقرا لـ«النصرة»

كتائب معارضة تطلق «معركة النهروان» ضد التنظيم وتعلن قرى مناطق عسكرية مغلقة

بيروت: نذير رضا

احتدمت المعارك الطاحنة مرة أخرى، أمس، بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب أخرى معارضة للنظام السوري في ريف دير الزور، شرق سوريا، وفي ريف حلب، شمالها. وفجر عناصر تنظيم «داعش» سيارتين مفخختين في دير الزور استهدفت الأولى مقرا لجبهة النصرة مما أسفر عن مقتل سبعة والثانية منزل قيادي في «لواء صدام حسين» ما أدى إلى إصابته ومقتل عدد من أفراد أسرته. وفي ريف حلب أطلقت كتائب المعارضة «معركة النهروان»، وأعلنت عددا من القرى على خط التماس مع «داعش» مناطق عسكرية.

 

واستؤنفت المعارك في ريف دير الزور الليلة قبل الماضية إثر مرور حوالي أسبوعين على توقفها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وسبق اندلاع الاشتباكات انفجاران استهدف الأول تجمعا لكتائب المعارضة بينها جبهة النصرة المتطرفة، وتسبب بمقتل سبعة أشخاص، والآخر استهدف قياديا في كتيبة مقاتلة قتل فيه ثلاثة من أفراد عائلته.

 

وقال المرصد في بريد إلكتروني «دارت بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي في محاولة من الدولة الإسلامية في العراق والشام للتقدم».

 

وكانت المعارك بين الطرفين شهدت تصعيدا منذ الأول من مايو (أيار) في مناطق عدة من دير الزور قريبة من الحدود العراقية في محاولة من «الدولة الإسلامية» للتواصل مع عناصر تنظيمها في العراق، وتوسيع سيطرتها لتحقيق تواصل جغرافي لها من الرقة في سوريا شمالا مرورا بالحسكة وصولا إلى دير الزور.

 

إلا أن المعارك هدأت بعد بدء الهجوم الكبير لـ«داعش» في شمال العراق الذي أدى إلى سيطرته على مناطق عراقية واسعة.

 

وسبق استئناف الاشتباكات ليلا انفجار سيارة مفخخة قرب تجمع لمقار جبهة النصرة والحركة الإسلامية في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي، بحسب ما ذكر المرصد، ما تسبب بمقتل سبعة أشخاص، بينهم «أمير» حركة أحرار الشام الإسلامية في ريف دير الزور الغربي، وقاض في الهيئة الشرعية من جبهة النصرة، ومقاتلان من النصرة، بالإضافة إلى رجل واثنين من أولاده.

 

كما أفاد المرصد أن انتحاريا من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» فجر نفسه بعد منتصف ليل أمس بمنزل قيادي في «لواء صدام حسين» المقاتل في بلدة الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى إصابة القيادي بجروح ومقتل والده وشقيقه وأحد أقاربه. وكانت حصيلة أولية أشارت إلى مقتل أربعة أشخاص.

 

وفي حلب، أعلنت غرفة عمليات الريف الشمالي في محافظة حلب استئناف ما سمته «معركة النهروان» ضد تنظيم «داعش». وقالت الغرفة في بيان إن الهدف من المعركة السيطرة على قرى وبلدات الريف الشمالي التي يسيطر عليها التنظيم. وأعلنت قرى الخفتلي وتل بطال وتل شعير وكدريش والزيادية وتل جيجان وحليصة وجميع القرى الواقعة على خط التماس «مناطق عسكرية مغلقة». وناشدت المدنيين الابتعاد عنها.

 

واستهدفت الكتائب المقاتلة في ريف حلب مواقع لـ«داعش» بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع، وسط اشتباكات عنيفة اندلعت صباح أمس.

 

وفي غضون ذلك، ارتفع إلى 32 عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي السكري أول من أمس، بينهم أربعة من عناصر الدفاع المدني، وطفلان وامرأة على الأقل، ورجلان من أعضاء المجلس المحلي لحي السكري. وكان قتل ستة أشخاص في قصف بالبراميل المتفجرة على حي آخر في حلب.

 

وأطلقت كتائب المعارضة قذائف صاروخية على بلدتي نبل والزهراء وسكانهما من الطائفة الشيعية في ريف حلب بالتزامن مع خروج الأهالي بمظاهرة تندد بالحصار المفروض على البلدتين منذ أكثر من سنة، كانت تطالب بإدخال مساعدات غذائية إلى البلدتين.

 

وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن مقاتلي الجيش الحر اكتشفوا أنفاقا في بلدة جوبر حفرها النظام، وأسفر تفجيرها عن هدم عدة أبنية تتمركز فيها قوات نظامية على خط التماس بين بلدة جوبر وحي العباسيين شرق العاصمة. فيما شهد القصف المدفعي على البلدة تصعيدا كبيرا أمس بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف على بلدات المليحة ومحيطها وجسرين وكفربطنا وخان الشيح بريف دمشق.

 

وفي اللاذقية، سقطت عدة صواريخ في محيط سقوبين في المدينة فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. وجاء ذلك غداة استعادة قوات النظام مدينة كسب وعدة قرى محيطة بها.

 

كيماويات شبيهة بغاز الكلور ربما استخدمت في الحرب في سوريا

اللجنة الدولية للتحقيق في الجرائم تحذر من «فاجعة للقضاء الدولي»

أمستردام – لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سوريا أن الحرب الأهلية الجارية في البلاد بلغت «مرحلة حرجة تهدد المنطقة برمتها». جاء ذلك فيما كشفت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن لدى مفتشيها معلومات تفيد بأن أسلحة كيماوية شبيهة بغاز الكلور استخدمت خلال الصراع في سوريا.

 

وقالت المنظمة، المكلفة بتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، أمس، إن مفتشي الأسلحة الكيماوية لديهم معلومات تفيد بأن أسلحة كيماوية شبيهة بغاز الكلور استخدمت خلال الحرب. وأضافت في بيان «المعلومات المتوافرة لبعثة تقصي الحقائق تعطي مصداقية للرأي القائل بأن كيماويات سامة – هي على الأرجح مواد تسبب تهيجا في الرئة مثل الكلور – استخدمت في سوريا».

 

وفي غضون ذلك، قال رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سوريا باولو سيرجيو بينييرو إن الحرب الأهلية في سوريا بلغت «مرحلة حرجة تهدد المنطقة برمتها»، وذلك إبان تقديم تقريرها الأخير إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، وأن «هناك تصعيدا غير مسبوق للعنف في سوريا».

 

وأوضحت العضو الآخر في اللجنة كارلا ديل بونتي، في لقاء صحافي، أن مهمة اللجنة كانت بدء «ملاحقات قضائية ضد أفراد» ارتكبوا جرائم حرب وليس ضد «مجموعات» على غرار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المتشدد الذي يقاتل النظام السوري، ويشن حاليا هجوما في العراق حيث نفذ الكثير من الجرائم وأعمال الانتقام.

 

وتابعت ديل بونتي «المشكلة هي أننا بحاجة إلى الإرادة السياسية» لإنشاء محكمة مكلفة بمقاضاة مرتكبي جرائم الحرب وإلا سيكون الأمر «فاجعة للقضاء الدولي». واستخدمت الصين وروسيا في الشهر الفائت حقهما في النقض لوقف مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي دعمته 65 دولة لإحالة ملف الجرائم المرتكبة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

 

إيران توسع نفوذها في سوريا وسلسلة فنادق في دمشق باسم سفارتها

النظام يدرس تأجير منازل النازحين.. وعضو في الائتلاف يحذر من توطين الموالين له

بيروت: «الشرق الأوسط»

فجرت كتائب المعارضة السورية قبل أيام فندقًا بحي البحصة في العاصمة دمشق يقع قرب المركز الثقافي الإيراني، بعد اشتباهها بوجود قيادات من ميليشيا «أبو الفضل العبّاس» العراقية في داخله. وبدا لافتًا أن ملكية هذا الفندق تعود إلى السفارة الإيرانية في دمشق التي عمدت خلال الفترة الأخيرة، وفق ناشطين معارضين، إلى «استغلال الظرف الأمني والاقتصادي الذي تمر به العاصمة لشراء فنادق كثيرة في منطقة البحصة بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق شراء جزئي أو كامل وبأسماء شخصيات تدور في فلكها»، تزامنًا مع إعلان وزير العمل الإيراني علي ربيعي «استعداد بلاده للتعاون من أجل إعادة الإعمار في سوريا»، وهو ما عدته المعارضة السورية «محاولة لتمكين الاستيطان على اعتبار سوريا دولة محتلة من الجانب الإيراني».

 

ويؤكد ناشطون معارضون أن فنادق «كالدة والإيوان وآسيا ودمشق الدولي وفينيسيا والبتراء، باتت جميعها ملكًا للسفارة الإيرانية، إضافة إلى أسهم في فندق سميراميس»، مشيرين إلى أن«السفارة الإيرانية سعت أيضًا إلى شراء عقارات واسعة جدًّا في مدينة دمشق القديمة في المنطقة الممتدة من خلف الجامع الأموي وحتى منطقة باب توما وخصوصًا في منطقة غرب المريمية». وغالبًا ما تشتري السفارة العقارات بغض النظر عن كونها منازل أو فنادق أو مطاعم، وفق المصادر نفسها.

 

هذه الإجراءات الإيرانية ليست جديدة، بحسب ما يؤكد عضو الائتلاف الوطني المعارض هشام مروة، لـ«الشرق الأوسط»، موضحًا أن «إيران كان تعمد إلى شراء العقارات القريبة من مراكزها في دمشق لاعتبارات أمنية، في ظل تسهيلات من قبل النظام الحاكم»، رابطًا بين شراء هذه العقارات و«استراتيجية التبشير المذهبي التي اتبعتها الجمهورية الإسلامية في سوريا بهدف إحداث تغييرات ديموغرافية في البلاد تصب في مصلحتها».

 

وتخشى المعارضة السورية من اتساع النفوذ الإيراني في سوريا خصوصًا بعد إبداء وزير العمل الإيراني علي ربيعي استعداد بلاده للتعاون من أجل إعادة الإعمار في سوريا، موضحًا بعد اجتماعه مع وزير العمل السوري حسن حجازي أن «الشركات الإيرانية لديها الإمكانات المناسبة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا التي تضررت بفعل الأزمة الحالية». تصريحات المسؤول الإيراني استدعت ردا عنيفًا من قبل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي اقترح على لسان عضو هيئته السياسية نصر الحريري على الحكومة الإيرانية «تقديم مشروع مشاركتها بإعادة إعمار سوريا إلى المرشد الأعلى في إيران، حيث لم يعد هناك أي قرار لبشار الأسد، الذي لا يعدو كونه حجر شطرنج بأيدي الميليشيات الإرهابية للنظام الإيراني».

 

ونقل المكتب الإعلامي للائتلاف عن الحريري قوله إن «سوريا اليوم هي دولة محتلة من الجانب الإيراني بامتياز، وأي مشاريع يقوم المحتل بها في البلد الذي يسيطر عليه هي مشاريع اقتصادية تخدم مصالحه بالدرجة الأولى، ومن الدجل السياسي والاقتصادي القول بأنّه محاولة لإعادة الإعمار، لأنّها في الحقيقة محاولة لتمكين الاستيطان».

 

لكن مروة، وضع النوايا الإيرانية لإعادة إعمار سوريا في إطار المشاكل الاقتصادية التي تعانيها الجمهورية الإسلامية، مؤكدًا أن «هذا المشروع سيكون مربحًا لها من الناحية الاقتصادية»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن «المشاركة في إعادة الإعمار سوف تستتبع مشاركة في القرار السياسي».

 

من جهة أخرى، لفت مروة إلى مسألة فتح المنازل المغلقة من قبل النظام وتأجيرها بأسعار رخيصة للموالين إليه، مشددا على أن هذا الإجراء «هدفه حرمان أصحاب الحقوق من منازلهم وتوطين كتلة سكانية موالية للأسد مكانهم».

 

وكانت صحيفة «البعث» التابعة للحزب الحاكم في سوريا نقلت قبل نحو شهر عن رئيس لجنة الإيجارات التابعة لوزارة العدل السورية، كمال جنيات قوله إن «التدارس ما يزال مستمرا حول فتح المنازل الآمنة والمغلقة من باب الحرص للتخفيف من معاناة الكثير من السوريين الذين تشردوا وهلكت منازلهم، على أن يتمّ تأجير تلك المنازل بأجور تقدرها اللجنة والاحتفاظ بالأجور في صندوق خاص وتُعطى لأصحابها عند عودتهم من خلال كشوف تسليم تنظمها اللجنة».

 

الادعاء الألماني يحقق مع مسلمة عائدة من سوريا دون زوجها وطفليها

السلطات تعتزم سحب جوازات السفر من «المقاتلين المحتملين»

فرانكفورت – لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن الادعاء العام الألماني، أمس، عن فتح باب التحقيق مع امرأة مسلمة ألمانية عادت من سوريا الأسبوع الماضي.

 

ووفقا للادعاء الألماني، فإن المرأة كانت توجهت بصحبة زوجها وطفليهما إلى سوريا للمشاركة في الحرب الأهلية هناك. واستوقفت السلطات في مطار فرانكفورت المرأة (27 عاما) التي عادت بمفردها، لكن لم يتضح بعد أين ذهب زوجها والطفلان، حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

 

من جانبها، أوضحت دوريس مولر شوي، المتحدثة باسم الادعاء العام، أن التحقيق يجري مع المرأة، التي تحولت إلى الإسلام حول إقامتها في سوريا، وكانت الأسرة توجهت في العام الماضي بالسيارة إلى بلغاريا ثم تركيا، ومن هناك توجهت إلى سوريا.

 

وتشتبه السلطات الألمانية في إعداد المرأة لجرائم عنيفة تهدد الدولة، ورفضت المتحدثة الإدلاء بتصريحات تتعلق بنتيجة التحقيقات.

 

يذكر أن ولاية بريمن (شمال ألمانيا) تعتزم حظر السفر خارج البلاد بالنسبة للمسلمين المتطرفين بالولاية، وقال أولريش مويرر، وزير داخلية الولاية، إن السلطات تعتزم سحب جوازات السفر من «المقاتلين المحتملين» في الوقت المناسب.

 

وأضاف الوزير المحلي، أن عشرة أشخاص من ولاية بريمن سافروا خلال الأشهر الماضية للقتال في سوريا، ولقي منهم واحد على الأقل حتفه. وتابع الوزير أنه إذا لم يتمكن لاحقا من منع أشخاص من السفر خارج البلاد فإنه سيحاول على الأقل منع عودتهم إلى ألمانيا مرة أخرى، مبررا ذلك بأن العائدين لن يكون لديهم أي وازع يمنعهم من قتل الناس.

 

عشرات القتلى بقصف درعا والمعارضة تبدأ معركة بدمشق  

قال المركز الإعلامي لمدينة درعا إن أكثر من أربعين شخصا قتلوا وأصيب العشرات جراء سقوط برميلين متفجرين الليلة الماضية على أحد مخيمات اللجوء في بلدة الشجرة في ريف درعا.

 

وأعلنت المعارضة المسلحة عن بدء معركة في الأحياء الجنوبية من العاصمة دمشق سمتها “معركة كسر الأسوار”. من جهته واصل النظام شن غاراته على درعا وحلب موقعا المزيد من القتلى والجرحى. وفي دير الزور حملت المعارضة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المسؤولية وراء مقتل ثلاثة من قياداتها العسكرية.

 

وفي تفاصيل قصف الشجيرة قال ناشطون إن طيران النظام استهدف إحدى المدارس التي تضم المخيم الذي يؤوي المهجرين من بلدة نوى. وناشد المركز الكوادر الطبية في منطقة حوران, والمناطق القريبة من البلدة التوجه إلى المخيم لتقديم المساعدات الطبية.

 

في تطور آخر أفاد ناشطون جنوبي دمشق بأن قوات المعارضة استولت على بعض المواقع التابعة لقوات النظام في تلك الأحياء.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء أن قوات النظام سحبت أعدادا من المسلحين الموالين لها من العراقيين من بلدة المليحة ومحيطها في محافظة ريف دمشق.

 

ونقل المرصد عن مصادر قولها إن قوات النظام خففت من حدة عملياتها الهجومية في هذه المنطقة.

 

وحسب المرصد، يأتي سحب العراقيين بالتزامن مع التطورات التي تجري في العراق، وتحقيق تنظيم الدولة تقدما كبيرا هناك.

 

وأضاف أن كتائب المعارضة استهدفت بقذائف الهاون تجمعات قوات النظام على أطراف بلدة المليحة وسط أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.

 

مناطق أخرى

على الصعيد الميداني أيضا، قال ناشطون سوريون إن طائرات الميغ شنت غارات عدة على بلدة تسيل بريف درعا.

 

وأضاف الناشطون أن غارات جوية استهدفت تل الجموع قرب مدينة نوى بريف درعا الغربي، كما استهدف القصف المدفعي من قبل قوات النظام مدينة طفس.

 

من جهة أخرى، قُتل وأصيب عدد من المدنيين جراء قصف استهدف مدنا وبلدات في حمص والرقة.

 

وفي مدينة حلب شمالي سوريا ارتفع إلى 32 عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي السكري الاثنين، بينهم أربعة من عناصر الدفاع المدني وطفلان وامرأة على الأقل ورجلان من أعضاء المجلس المحلي لحي السكري.

 

وقتل أول أمس ستة أشخاص في قصف بالبراميل المتفجرة على حي آخر في حلب.

 

وأطلق مقاتلون معارضون اليوم قذائف صاروخية على بلدتي نبل والزهراء بريف حلب المواليتين للنظام.

 

مقتل قياديين

وفي دير الزور قتل ثلاثة من كبار قادة مجلس شورى المجاهدين، الذي يضم فصائل المعارضة الإسلامية المسلحة، جراء تفجير سيارة مفخخة في قرية الشميطية.

 

وأدى الانفجار أيضا إلى مقتل قاضي الهيئة الشرعية في الريف الغربي للمدينة، وأمير حركة أحرار الشام فيها، في حين قتل أربعة مدنيين كانوا قرب المقر.

 

كما تعرض منزل قائد جيش القدس حسام الشلوف في قرية الحوايج بدير الزور لهجوم بدراجة نارية مفخخة، أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد عائلته.

 

وفي مقابلة مع الجزيرة اتهم طلاس السلامة -وهو من قياديي المعارضة- تنظيم الدولة بالوقوف وراء عملية تفجير السيارة التي قتلت إلى جانب القادة الثلاثة أربعة مدنيين آخرين.

 

واعتبر السلامة أن تنظيم الدولة يريد أن يستغل الأحداث التي تجري في العراق وسيطرة التنظيم على أجزاء كبيرة هناك ليربط دير الزور بما استولى عليه من العراق.

 

دمشق وافقت على دخول مساعدات من العراق وتركيا والأردن

الأمم المتحدة – رويترز

قالت روسيا إنها حصلت على موافقة سوريا على فتح أربعة معابر حدودية مع العراق والأردن وتركيا لتوصيل مساعدات إلى ملايين من الناس، وذلك بموجب “خطة واسعة الأثر” اقترحت على أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

 

ورفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الإسهاب في ذكر تفاصيل الخطة لكن دبلوماسيين على دراية بالأمر قالوا إنها تشتمل على استخدام مراقبين دوليين لمعاينة قوافل الإغاثة الإنسانية التي تدخل سوريا.

 

وكان الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) – الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا – يتفاوضون بشأن قرار للمساعدات الإنسانية صاغت مسودته أستراليا ولوكسمبورغ والأردن لتعزيز عمليات توصيل إمدادات الإغاثة في سوريا، بما في ذلك عبر حدود يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقدمت روسيا خطتها إلى تلك الدول السبع مساء الثلاثاء.

 

وقال تشوركين إن سوريا قبلت خطة موسكو لفتح المعابر الحدودية الأربعة المذكورة في مشروع القرار.

 

وأضاف بقوله: “إنه نهج مبتكر ولذلك فإننا نأمل أن يفلح ونأمل أن يساعد وكالات الإغاثة الإنسانية في العمل على الأرض في سوريا بما في ذلك في مناطق لا تسيطر عليها الحكومة”.

 

وقال تشوركين: “إنها خطة بعيدة الأثر ستتيح فتح تلك المعابر الأربعة التي تهتم بها وكالات الإغاثة”. وأضاف أنه يحدوه الأمل أن يتم تبني مشروع القرار خلال أيام لكن دبلوماسيين غربيين قالوا إنهم يحتاجون إلى وقت لدراسة اقتراح روسيا والتشاور مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بشأن ما إذا كان يمكنه العمل على الأرض.

 

ويتعين أيضاً توزيع مشروع القرار على أعضاء مجلس الأمن السبعة الباقين قبل إجراء تصويت.

 

وكان مجلس الأمن أظهر وحدة نادرة بموافقته بالإجماع في فبراير على قرار يطالب بوصول سريع وآمن وبلا معوقات للمساعدات في سوريا، غير أن القرار لم يكن له أثر على الأرض حسبما قال مسؤولو الأمم المتحدة.

 

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 9.3 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى المساعدة وإن 2.5 مليون آخرين فروا من الحرب.

 

وقرر الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن مواصلة السعي من أجل إصدار قرار أكثر فعالية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يكون ملزماً وقابلاً للتنفيذ بالعمل العسكري أو العقوبات. وكان قرار فبراير ملزماً لكنه لم يكن قابلاً للتنفيذ.

 

وكانت روسيا قالت إنها تعارض تسليم المساعدات في سوريا من دون موافقة دمشق وإنها تعارض قراراً بموجب الفصل السابع. وكانت روسيا ومعها الصين قد اعترضت من قبل بحق النقض على أربعة قرارات تهدد باتخاذ عقوبات على حليفها الرئيس بشار الأسد.

 

ووصف تشوركين اقتراح روسيا بشأن المساعدات عبر الحدود بأنه “حل رائع”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جنيف يوم الثلاثاء إنه يحث مجلس الأمن على تسهيل الوصول إلى نحو 3.5 مليون شخص في مناطق نائية في سوريا.

 

بينيرو: نحقق بعدد هائل من الجرائم .. دمشق تمنعنا.. والمجتمع الدولي يتعثر

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– قال رئيس لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، إن لجنته تحقق في آلاف الصور لأشخاص زعم أنهم قتلوا في المرافق العسكرية الحكومية بعد التجويع والتعذيب.

 

وأكد رئيس اللجنة، باولو بينيرو في أحدث تقرير قدمه لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أن الصراع في سوريا وصل إلى “نقطة تحول تهدد المنطقة بأسرها”. بحسب ما نقل عنه الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

 

وأشار إلى أن اللجنة جمعت “أكثر من 3000 مقابلة وروايات مفصلة، تشير إلى عدد هائل من جرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية.

 

وقال بينيرو إن العنف في سوريا تصاعدت حدته لى مستوى غير مسبوق و “يعيش السوريون في عالم أصبحت فيه قرارات عادية حول حياتهم مثل الذهاب إلى المسجد للصلاة، أو إلى سوق لشراء الطعام، أو إرسال أطفالهم إلى المدرسة، قرارات حول الحياة والموت. إنهم يعيشون هكذا على مدى السنوات الثلاث الماضية”.

وذكرت اللجنه أن الحكومة السورية لم تسمح لها بإجراء تحقيقات داخل سوريا، وأكد بينيرو على أهمية أن تكون المساءلة جزءا من أي تسوية مستقبلية، إذا كان لها أن تؤدي إلى سلام دائم.

 

وقال “على سبيل المثال، لقد قطعنا مسافات تاريخية في السعي لتحقيق العدالة في يوغوسلافيا السابقة وفي سيراليون ورواندا، ولكن لقد تعثر المجتمع الدولي عندما تم التماس العدالة لحماية الشعب السوري”.

 

وأشار إلى أن “الغالبية من السكان في سوريا هم ضحايا النزاع الحالي. ويحق لهم الحصول على العدالة بالرغم من كل ما عانوا منه”.

 

وأنشئت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا من قبل مجلس حقوق الإنسان في اغسطس/ آب 2011، للتحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي في سوريا منذ آذار/ مارس 2011.

 

روسيا تقول سوريا وافقت على السماح بدخول المساعدات من العراق وتركيا والأردن

من ميشيل نيكولز

الأمم المتحدة (رويترز) – قالت روسيا يوم الثلاثاء إنها حصلت على موافقة سوريا على فتح أربعة معابر حدودية من العراق والأردن وتركيا لتوصيل مساعدات إلى ملايين من الناس وذلك بموجب “خطة واسعة الأثر” اقترحت على أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

 

ورفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الإسهاب في ذكر تفاصيل الخطة لكن دبلوماسيين على دراية بالأمر قالوا إنها تشتمل على استخدام مراقبين دوليين لمعاينة قوافل الإغاثة الإنسانية التي تدخل سوريا.

 

وكان الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) -الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا- يتفاوضون بشأن قرار للمساعدات الإنسانية صاغت مسودته أستراليا ولوكسمبورج والأردن لتعزيز عمليات توصيل إمدادات الإغاثة في سوريا بما في ذلك عبر حدود يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقدمت روسيا خطتها إلى تلك الدول السبع يوم الثلاثاء.

 

وقال تشوركين ان سوريا قبلت خطة موسكو لفتح المعابر الحدودية الأربعة المذكورة في مشروع القرار.

 

واضاف قوله “إنه نهج مبتكر ولذلك فإننا نأمل أن يفلح ونأمل أن يساعد وكالات الإغاثة الإنسانية في العمل على الأرض في سوريا بما في ذلك في مناطق لا تسيطر عليها الحكومة.”

 

وقال تشوركين “إنها خطة بعيدة الأثر ستتيح فتح تلك المعابر الأربعة التي تهتم بها وكالات الإغاثة.” واضاف قوله إنه يحدوه الأمل أن يتم تبني مشروع القرار خلال أيام لكن دبلوماسيين غربيين قالوا إنهم يحتاجون إلى وقت لدراسة اقتراح روسيا والتشاور مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بشأن ما إذا كان يمكنه العمل على الأرض. ويتعين أيضا توزيع مشروع القرار على أعضاء مجلس الأمن السبعة الباقين قبل إجراء تصويت.

 

وكان مجلس الأمن أظهر وحدة نادرة بموافقته بالإجماع في فبراير شباط على قرار يطالب بوصول سريع وآمن وبلا معوقات للمساعدات في سوريا غير ان القرار لم يكن له أثر على الأرض حسبما قال مسؤولو الأمم المتحدة. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 9.3 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى المساعدة وان 2.5 مليون آخرين فروا من الحرب.

 

وقرر الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن مواصلة السعي من أجل إصدار قرار أكثر فعالية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يكون ملزما وقابلا للتنفيذ بالعمل العسكري أو العقوبات. وكان قرار فبراير شباط ملزمات لكنه لم يكن قابلا للتنفيذ.

 

وكانت روسيا قالت إنها تعارض تسليم المساعدات في سوريا دون موافقة دمشق وانها تعارض قرارا بموجب الفصل السابع. وكانت روسيا ومعها الصين قد اعترضت من قبل بحق النقض على أربعة قرارات تهدد باتخاذ عقوبات على حليفها الرئيس بشار الأسد.

 

ووصف تشوركين اقتراح روسيا بشأن المساعدات عبر الحدود بانه “حل رائع”.

 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في جنيف يوم الثلاثاء انه يحث مجلس الأمن على تسهيل الوصول الى نحو 3.5 مليون شخص في مناطق نائية في سورسا.

 

وقال بان “إني أرجو مخلصا أن يتخذ مجلس الامن التابع للآمم المتحدة اجراء سريعا بشأن القرار المقترح في هذا الموضوع.”

 

(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى