صفحات سورية

سوريا.. شعبها حاميها!…


أحمد بسمار

الصبايا والشباب يرددون سوريا الله حاميها.

ولكنني أعتقد جازما أن ســوريـا.. شعبها حاميها!!!…

نعم سوريا شعبها حاميها, وترسها وترسانتها وقوتها وصمودها.

سبعة أشهر من هزات وترتيبات ومخططات ومؤامرات داخلية وخارجية. وأمبارغو ومضايقات مختلفة عالمية, ووسائل إعلام عربية وغربية, من أضخم المؤسسات ذات الوسائل الغير محدودة, تبث 24 ساعة على 24 ساعة, مناورة ملفقة مثيرة, ضد هذا البلد وشعبه وقواته. ومع هذا تبقى سوريا واقفة, صامدة, شامخة. رغم الحصار وحجب جميع المواد الضرورية الأولية عنها من تقنيات وقطع تبديل وأدوية. لم تتراجع الأكثرية الساحقة من مختلف فئات شعبها الأبي عن دعم سلطتها وجيشها, ولم تتسرب عبر هذه المتاريس الصامدة, رغم كل الصعوبات المعيشية, سوى شرذمات محدودة قليلة مأجورة باعت الوطن والشرف والكرامة, لقاء حفنة هزيلة من الدولارات العفنة النتنة القذرة… سـرعان ما بصق عرعورياتها هذا الشعب الذي كان وما يزال أفضل مثال للتفاهم والتآخي بين مختلف طوائفه ومعتقداته, خلال مئات السنين, رغم شرذمات الفتنة والدس والتعصب. نعم وألف مرة نعم ســـوريــا شعبها حاميها!!!…

*********

كم كنت أتمنى لو تجتمع هذه التنسيقيات والمرجعيات والشخصيات المنتقاة (الإصلاحية) في دمشق أو حلب أو حماه أو اللاذقية أو حمص.. بدلا من أن تجتمع في استنبول, في ظل الخليفة العثماني الناتوي الجديد.. لتخطط تفجير البلد وتفقير شعبه حتى تسقط النظام؟؟ التنسيقيات الاستنبولية تريد إسقاط النظام… وهي تريد حتى إسقاط الشعب السوري وأمانه وأمانته واقتصاده ووحدته, حتى تحصل على النظام وكراسي النظام. وهل اتفقت التنسيقيات بين بعضها البعض على تقسيم الكاتو, وهي التي تشرط وتشتم بعضها البعض على صفحات المواقع الالكترونية, بحثا عن توزيع ملايين الكعكة الموعودة. لم يتفقوا على توزيع حفنة من الدولارات والمناصب وهم في فخامات الفنادق التركية والأوروبية والأمريكية, وكل منهم يغني لدولة أجنبية, لها مصالح مختلفة الواحدة عن الأخرى…فيا ويلنا إذا وصلت هذه الجماعات الاستنبولية إلى الحكم يا ويلنا. سوق يبيعوننا ـ كالإماء والعبيد ـ إلى أفضل وافر…….

أما كان من الأفضل أن يتفاهموا مع اليد الممدودة لهم ـ بكل صراحة وأخوة ـ من دمشق بلد العطاء والمحبة والسلام والإخاء. فنوفر كل يوم عشرات القتلى!!!…

لماذا كلما امتدت لهم يد للتفاهم والمصالحة والإصلاح.. يجيبون باغتيال شخصية سورية بريئة لامعة علمية أو طبية أو جامعية, أو يتشاورون مع سفير أمريكا وفرنسا اللذين لا يريدون لنا سوى الحريات والديمقراطية المعلبة على هواهم..وآه ألف آه يا أصدقائي.. هل يعرف ويتذكر هؤلاء الدعاة الاستنبوليون, أن حماة الديمقراطية من معلميهم, سوف يغيرونهم مثل ورق الكلينكس عندما يصلون إلى مآربهم الاستعمارية والاقتصادية.. وخاصة حماية إسرائيل.. ولا هم لهم سوى حماية إسرائيل وتوسعها وديمومتها على حساب فقرنا وجوعنا وتمزقنا وتشتيتنا إلى باندوستانات طائفية هزيلة, لا تنتج سوى الصلاة والنكاح والتفريخ والتصحير والجهل والجهالة وتعيش معزولة بلا أي مثل ولا أية تقنية, ولا أية قوة فكرية صحيحة دائمة.. هذه هي أجندتهم أيها التنسيقيون.. وأنتم (تغطسون فيها) عن نوايا إيجابية أو سلبية.. من يدري؟.. ولكنكم تحرقون بلدكم, واقتصاد بلدكم, ومعيشة شعوبكم إلى عشرات السنين القادمة. لأنكم خلقتم القلق, وزرعتم الخوف. ولكن شعب ســوريـا.. صبايا سوريا.. شباب سوريا واقفون بوجهكم.. صامدون بوجهكم.. كم تشكلون من هذا الشعب؟.. واحد بالألف؟؟؟ واٌقل.. وأقل.. لذا فكروا.. فكروا بأهلكم.. بعائلاتكم.. ببلدكم.. بكرامتكم وما تبقى من مشاعركم وأحاسيسكم الوطنية. ألا ترون ما حصل لدى أولاد عمنا الذين بيعت لهم الديمقراطية على متن الدبابات الأمريكية, والتي تشتري الحريات بعد تدمير بلدها وشعبها, وما تزال بالطائرات الناتوية؟؟؟ّّّ… أهذا ما تريدون لسوريا هذا البلد الآمن الأمين… أليس من الأفضل أن نتفاهم ونتحاور ونصلح ونبني مع بعضنا البعض وبين بعضنا البعض. بواسطة السوريين في الداخل والموزعين في كافة أقطار الدنيا. لأننا مجتمعون متساندون متعاونون, نستطيع بناء أجمل وأطيب وأحلى بلد في العالم…

وزعنا في الماضي أجمل حضارات العالم. وخلقنا الأبجدية. واليوم إن تعاوننا وتعاضدنا من الداخل والخارج, ووحدنا هذا الإبداع السوري الموجود في أفكارنا, نستطيع معا بناء أقوى قواعد الديمقراطية الحقيقية وديمومة صرحها. لا ديمقراطية معبأة في زجاجات الكوكاكولا التي تنفخنا…

آمل لهذا البلد الذي أعطاني مولدي وشبابي وألمي وفرحي وأملي ويأسي, أن يعبر درب الأزمات والمآسي, وأن يصل إلى النور وديمومة الأمل.

مع أطيب تحية مهذبة إلى صبايا وشباب ســـوريــا………………………

أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى