صفحات الثقافة

سِفر الأماني/ عبود سمعو

 

 

أعيريني لِحافاً للشتاء وهاكِ تمائمي ودعاءَ أمّي ساعة الفجر. أعيريني ملامحَ نورسٍ عند الغروب يروّض الموجَ العنيد وينتشي دهراً. أعيريني خزامى من مساماتِ الخدود وهاكِ أصابعي ويدي وعلبةَ تبغي الحمراء. أعيريني بلاداً مثل عينيكِ اللتين ترفرفان كموقدين وماء، وهاكِ قصائدي وفمي الملّون كالفصول، خريفَ داليةٍ تساقطَ خوفها فتسمّرتْ مثل الغريب، تهادنُ الموتَ القريبَ وتختفي بينَ الحصار. أعيريني أسماء الراحلين لتوّهم في الريحِ، في كبد السماء حاملين هويّة الأشجار. أعيرني حذاءً دافئاً كالشمس يهذي فوق أضغاث الجليد ويسحل الأحلام من تحت الخيام كأنّه قدر يمشي على مهلٍ بلا قدمين. أعيريني إلهاً لا يحاسبني أنا السوريُّ حين غفرتُ حين كفرتُ حين سقطتُ في فخِّ النبوءات. أعيريني إلهاً لا يعذّبني على مرأى عذابي مرتين وينزوي ترفاً.

أعيديني أيا عشتارُ سوريّاً يدير الشمسَ في يدهِ يكوّرها وينصهر.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى