صفحات المستقبل

شوية صراحة في حضرة المثقفين


هيام جميل

“هذه ليست حرية”..

تلك آخر اتهامات أحد مثقفينا للنشطاء الشباب، وليست آخرها..

الشباب الذين أذهلوا بحيوية فكرهم وأدواتهم مثقفا آخر في شهر آذار قال لأحد النشطاء الشباب وهو يبدي ملاحظاته تجاه لقاء سميراميس متهما إياه بعدم الفهم في السياسية نظرا لصغر سنه:انتوا شاطة ريالتكون!

مثقف ثالث قال لأحد النشطاء الشباب في جلسة “صراحة”: إن دوركم في الشارع ودورنا في السياسة، أنتم تتظاهرون وتحشدون ونحن سنحصل مكاسب سياسية، وأنا لن أفوت طاولة حوار لتحصيل أي مكسب من هذا النظام!

بالطبع هؤلاء لا يمثلون كل مثقفينا، لكن اللافت هو هذا الهجوم على هؤلاء الشباب، الشباب الذين أشعلوا شموعهم في ليل دمشق الطويل، في قلب دمشق، فأضاءوا وجهها لتخرج من أعماقها صرخة الحرية بعد أشهر قليلة..

الشباب الذين قتل بعضهم، وعطب جسد بعضهم الآخر تحت التعذيب، وقهروا في الأفرع الأمنية، وخسروا فرص عملهم، ودفعوا أثمان عائلية واجتماعية في سبيل كرامتهم وحريتهم، وحرية سورية.

لقد أصبح الشباب هم الحامل الاجتماعي لمشروع التغيير الاجتماعي في سورية، وقد دفعوا ثمن ذلك مكملين الطريق الذي بدؤه مثقفون وسياسيون سوريون قبلا فتحوا هذا الطريق وجاء الشباب ليعبدوه، ليس بحماستهم فحسب، بل بوعيهم وثقافتهم.

لقد اجتهد الشباب في تطوير الأدوات النضالية، فلم يقتصر عملهم على النضال الافتراضي، لقد أطلقوا بوالين الحرية، وأضاؤوا شموعا على الشرفات، واقاموا اعتصامات منزلية، ومظاهرات للأطفال والنشاء، وكبروا، وغنوا، وأطلقوا سيلا من النكات والطرائف ليتمكنوا من مواجهة القمع الذي لا حدود له!

لقد كتب هؤلاء النشطاء الذين تصفونهم اليوم باللاعقلانية، رؤى سياسية وبيانات تجسد في الآن ذاته التمسك بثوابت سياسية، بل وقدموا مخارج لأزمة استعصت على كثر من المفكرين، متعاطين بشكل ميداني آني مع تجييش طائفي وعنصري همجي، وقد نجحوا في ذلك.

لقد استطاع هؤلاء الشبان الذين تصفونهم اليوم بالغوغائية، من تنظيم صفوفهم، وتوحيد شعاراتهم، ومعالجة ما يعترض مسيرة الثورة من مشكلات بشكل قل نظيره في الانضباط والوعي.

إالشباب ذاتهم الذين تسمونهم بالديكتاتورية أثبتوا من خلال التنسيقيات التي شكلوها أنهم قادرون على ابتداع أشكال ديمقراطية، أخذت المعارضة التي تنتمون إليها وقتا في استيعابها، فبعد أشهر من تشكيل التنسيقيات شكلت المعارضة لجنة تنسيق بين أطيافها، وأظن انه ستمر أشهر قبل أن تطالعنا بـ “رؤيا سياسية”.

إنه ليؤسفني هذا الهجوم على هؤلاء الشباب المبدع، من قبل من يفترض بهم احتضانهم والدفاع عنهمن وتبنيهم، لا أن نجدهم يتحينون فرصة للنيل منهم.

مش ناشطة ولاشي

بنت من سورية..مشكلتها أنها صريحة شوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى