درويش محمىصفحات سورية

صديقي المفضل


درويش محمى

كلما ضاق بي الحال ودار بي الزمان, ليس لي سوى صديقي المفضل “ليو”, نخرج معاً في نزهة قصيرة على طريق الغابة القريبة او اي مكان اخر, لنعود بعدها الى البيت ونحن في احسن حال.

في حضوره, افصح عن كل ما يدور ويجول بخاطري, لا اخفي عنه شيئاً, احدثه عن همومي وامالي ومشكلاتي, ارتاح برفقته ومعه فقط اكون على سجيتي, فهو صادق ووفي لاينقل الكلام ولا يغير فيه, قلبه ابيض كالثلج لا يبغض ولا يحسد احدا, لا يظلم ولا يجحف بحق احد, لا يخدع ولا يغش احدا, هادئ ووديع لا يزعج ولا يتبلى على احد, لا يعرف الحقد ولا الكراهية, صريح لا يعرف الكذب ولا المراوغة, متواضع وبسيط لا يتكبر على احد.

هو اقربهم الى نفسي, نخرج في نزهة كلما رأيت جسدا ممزقاً لطفل لن يعود الى حضن امه, وكلما سمعت باغتصاب فتاة حرة تخشى الاعلان عن اسمها, او استمعت الى احد خطابات الطاغية الارعن حاكم سورية, او احد تصريحات المافيوي لافروف ومواطنه المحلل السياسي ماتوزوف, وكلما طل علينا احد المعارضين من فندق فخم هنا وهناك, وهو “مطقم على الاخر” يحتكر وبكل وقاحة حقيقة الثورة السورية ويدعي تمثيلها, وعند رؤية احد المناضلين الاشاوس من الساسة الكرد السوريين, وهو يبيع بضاعته في سوق “المزاودة” الوطنية والقومية, حينها, لا بد لي ولصديقي “ليو”, من نزهة مشي طويلة حتى تعود المياه لمجاريها.

الكثير من الناس لا يحبذون العلاقة التي تربطني و”ليو”, ربما عن جهل وربما عن طيب خاطر, ولم يتردد البعض عن الافصاح عن امتعاضه وشدة استغرابه, اما البعض الاخر فقد فعل الشيىء نفسه, لكن في الخفاء وعلى استحياء, ومن حسن حظي وحظ كلبي المسكين, انه لا يتواصل مع الناس من بني البشر, ولو فعل لاصابه الفزع والهلع من الانسان وقساوته وشر اعماله, وحرصاً مني على صحته وسلامته النفسية, اردد في اذنه على الدوام, لا تزعل من الناس ياعزيزي, فهم اولاً واخيراً مجرد بشر, وما أدراك ما البشر?!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى