صفحات سورية

صرخة من مواطن سوري- الدعوة للحوار السوري والامبريالية الأمريكية!


Geraldine Jenvrin‏ً‏‏

مضحك بشكل مأساوي مشهدنا المعارض في سورية، صحيح أن الانتفاضة السورية تعلمنا، وصحيح أيضا أنها تجبرنا على أن نتجاوز ذاواتنا، ونتجاوز أيديولوجياتنا المنخورة، وصحيح أيضا أنها مادامت تستطيع هذه الانتفاضة أن تقيم ولو تظاهرة واحدة، فإنها تبقى راسمة للحد الذي يحاول بعضنا المناورة عليه، والمضحك المبكي: ان دعاة مناهضة الامبريالية العالمية عموما والأمريكية بالتحديد، يلتقون معها الآن بأنهم يدعون للحوار مع النظام، ويعملون من أجل تسويق هذا الحوار، وهذا ما تطلبه كل الحكومات المعرفة لدى أصدقاءنا هؤلاء بأنها تمثل الامبريالية العالمية، واصبح من يحاول أن يطلب من المجتمع الدولي هذا مزيدا من الضغط على النظام لوقف القتل، أصبح في عداء مع الطرفين: من يدعو للحوار ومن يدعم هذه الدعوة دوليا وهي هنا قوى الامبريالية العالمية!!

من يخرجون علينا صبح مساء….بأنهم ضد التدخل الخارجي وأنهم ضد الغرب عموما وامريكا خصوصا وهم يتفهمون ويدعمون موقف النظام الممانع أمريكيا وإسرائيليا، الآن هم مع أمريكا ويرتبون لها تسويق دعوتها للمعارضة لكي تحاور نظام قاتل، وإذا جرى هذا الحوار فسيكون بغطاء أمريكي روسي أوروبي…أين ستكون عندها قناة المنار ومن خرج عليها، وجريدة الأخبار، وكذا الحال جريدة السفير…ماذا سيكون رأيهم؟

انكشفت القضية برمتها، وبات من الواضح جيدا من يدعم استمرار هذا النظام القاتل…

لهذا سنرى في المرحلة المقبلة دعوات كثيرة ومؤتمرات كثيرة، لتسويق دعوات السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد، دعواته للمعارضة لكي تفتح حوارا مع النظام، والطريف إن الشق الأنتي أمريكي هو من يحاول تسويق الحوار مع النظام…كيف يمكننا فهم هذا اللغز؟

هذا الشق منذ زمن بعيد وهو يحاول دوما عرقلة أي فعل معارض تجميعي بحجة عداءه للغرب ويجب أن يكون هناك موقف واضح من المعارضة السورية تجاه السياسة الأمريكية في المنطقة، والآن نريد معرفة موقفهم من الضغط الأمريكي الغربي على المعارضة من أجل أن تقبل بالحوار مع هذا النظام؟

أصبحت أمريكا الآن تخاف على وحدة سورية لأن لديها معطيات تشير على أن النظام يمكن أن يقسم سورية ويفتعل حربا طائفية تمزق البلد شر تمزيق…أهي حجة أمريكية أم هي حجة المعارضة الأنتي امريكية  لم نعد نعرف؟

وانا كمواطن سوري حتى ولو صمت للأبد…لكنني لن أساهم أبدا في هذا التلفيق..مطلقا…

النظام قاتل من أخمص قدمه حتى أعلى شعرة برأسه….ويجب أن يحاسب، وإذا لم نستطع محاسبته قانونيا، فإن هذا لا يعني أن نجلس معه على طاولة حوار…حوار ماذا؟ ومع من؟ ومن أجل من؟

شباب الثورة يقتلون ويعتقلون وينكل بهم، وبعض معارضة تسرح وتمرح داعية للحوار….!

رغم أن الشعب قال كلمته…..إنه يريد إسقاط النظام…وانا أقول الشعب، لأن الكتلة التي مع النظام، ليست معه لأنها جاهلة بما يفعل بل هي معه لأنها ضد هذا الشعب وأيا تكن دوافعها لهذا الموقف…

ولا تهمني دوافعها بعد الذي حصل ويحصل وسوف يحصل من قتل….لم تعد تنطلي علي قضية خوف الأقليات وخوف العلمانيين….كلها لتبرير قتل الشعب السوري….وعدم نيله لحريته وكرامته….

فاسمحوا لي أصدقائي أنا خارج هذا السوق الحواري المفتوح دون أن أعتب على أحد، وأنا بوصفي مواطن سوري ضد هذه السياسة الأمريكية الآن…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى