ذاكرة صفحات سوريةصفحات الحوار

صفحات سورية.. الثورة من زوايا مختلفة

أورينت نت –القاهرة: فرحان مطر

موقع ثقافي سوري له حضوره السوري والعربي المتميز منذ ما قبل اندلاع الثورة السورية، وبعدها تحول الموقع إلى معايشة هذه الثورة من خلال صفحاته وما تدونه أقلام الكتاب والمبدعين السوريين وهي ترصد يوميات ثورة الحرية والكرامة.

للحديث عن هذا الموقع وأهميته وأثره في الساحة الثقافية السورية الثائرة كان لنا في أورينت نت هذه الوقفة مع الشاعر والصحفي السوري حسين الشيخ مؤسـس ورئيس تحرير موقع صفحات سورية، وهو السوري المغترب في فنلندا قسراً نتيجة مواقفه السياسية المناهضة لنظام العائلة الأسدية الحاكمة في سوريا.

– متى بدأت فكرة موقع صفحات سورية وكيف تطورت؟!..

بدأت الفكرة عام 2003 كمدونة، كنت أنشر فيها مقالات لي ومقالات أعجبتني، و وضعت عداداً لرصد عدد زوار المدونة وكان الرقم آنذاك كبيراً لمدونة شخصية.

بعد ذلك فكرت بتحويل المدونة إلى موقع يعمل على نشر مختارات سياسية وثقافية تهم سورية، بعد انطلاقي من فكرة أن المواقع التي تمثل الثقافة الجديدة في سورية غير موجودة، لذلك عملت الكثير على الموقع وحيداً، وكنت أنا المحرر والتقني ومصمم الغرافيك، ومدير الموقع، وكانت مختاراتي تحوز يوماً بعد الآخر اهتماماً أكبر فأكبر.

– من وقف معكم مادياً؟!…وهل من اشتراطات ما؟!…

لم يتلق الموقع أية مساعدة من أية جهة كانت واعتمدت على التمويل الشخصي، ما عدا مساعدات مادية محدودة من صديقين أحدهما الروائي السوري المعروف رفيق الشامي والآخر يفضل ألا يذكر اسمه، لذلك كان الموقع مستقلاً على الدوام لأنه تخلص من تأثير الرأي السياسي للممول.

– هل استهدف الموقع من قبل الظام السوري؟!..

تعرض الموقع للاختراق العديد من المرات (حوالي 15 مرة) وكانت كل المؤشرات تدل على أن النظام السوري هو الفاعل، فحطموا قاعدة المعلومات مرات عديدة، ثم تلقيت بعدها مساعدة تقنية من شباب سوريين من أنحاء مختلة في العالم دون أن يكون لي أي علاقة شخصية بهم، وفضلوا أيضاً أن يبقوا في الظل ولكنني أعتقد أنه من المهم الإشارة إلى المساعدة المهمة التي تلقيتها من وائل العلواني وهو شاب التحق بالثورة السورية منذ بدايتها.

في كل مرة يتعرض فيها الموقع للاختراق كنت أعيده للعمل من الصفر، وفي الكثير من المرات لم تنجح الإعادة بسبب تعقيدات حفظ نسخة احتياطية من قاعدة المعلومات بسبب استخدام الحرف العربي.

– هل أثر هذا الاختراق عملياً على الموقع؟!..

– على الرغم من الاختراق وتحطيم قواعد المعلومات للموقع، وعلى الرغم من أن الموقع محجوب منذ زمن بعيد في سورية، إلا أنه حاز على المرتبة 18 من بين كل المواقع المتصفحة في سورية حسب إحصائيات ( ألكسا التابع لغوغل ) والمصدر الأكثر موثوقية في العالم لمعرفة عدد الزوار و توزيعهم الجغرافي وأعمارهم وما شابه.

وحتى انطلاقة الثورة السورية قام الموقع بنشر ما لايقل عن 20 ألف مقال في السياسة والثقافة والحوار والدراسة.

– ما السياسة التي ينتهجها الموقع في نشر المواد؟!..

– التزم الموقع على الدوام وجهة نظر ديمقراطية ولم يتحيز إلى أي من التنظيمات الموجودة في سورية، نشر للكل دون استثناء، كان الدافع الوحيد للنشر هو قيمة هذا المقال وأهميته، نشر لكل وجهات النظر وامتنع عن نشر كل ما هو مسيء شخصياً، لم ينشر أية مواد تتضمن شتائم أو إساءات صريحة لعقائد الآخرين أياً كانت.

كانت سياسة الموقع الأساسية هي نشر ثقافة الديمقراطية واحترام التنوع الفكري والسياسي. لذلك حرصت على أن يكون الموقع مفتوحاً للجميع ولكل الملاحظات والانتقادات، و حرصت على أن أقدم للقارئ المهتم صفحات مختارة بعناية من مقالات الكتاب السوريين أو المقالات الأخرى التي تتناول الهم السوري، مع رغبة أكيدة في نشر نتاج الشباب.

كذلك أردت لصفحات سورية أن تكون صفحات منفتحة، عقلانية دون تخندق أيديولوجي أو أحكام مسبقة، وهو الآن أشبه ما يكون بالمرجع لدى غالبية الكتاب السوريين وثّق لهم ونشر كتاباتهم باستمرار، ولا غنى للمتصفح العربي الذي يبحث عن أفضل المواقع السورية التي تعنى بالشأن الثقافي والسياسي السوري، وأكثرها موضوعية وغنى من زيارة موقع ( صفحات سورية ).

– ما الجديد في الموقع بعد انطلاقة الثورة السورية؟!..

– بعد بدء الثورة السورية أنشأت موقع ( الانتفاضة الشعبية في سورية ) والذي رصدته فقط لمتابعة الثورة سياسياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، مع التركيز على الأخبار الموثوقة والبيانات، أردت لهذا الموقع أن يكون مرجعاً لكل من يريد أن يدرس ويطلع على مجريات الثورة السورية وأن يطلع على المقالات المميزة واللامعة في هذا المجال، ركزت أيضاً على الشباب ونشرت العديد من المقالات لهم، وقررت خوض تجربة جديدة لم يسبق الموقع إليها أحد، تجربة رئيس التحرير الزائر الشاب، الذي كان من مهامه تولي رئاسة تحرير الموقع لمدة شهر كامل أي أربعة إصدارات من الموقع على اعتبار أنه يصدر كل يوم اثنين، سيكون رئيس التحرير الزائر المسؤول النهائي عن تحديد الخط التحريري للموقع، عن تحديد ترتيب المقالات التي ترد إلى الموقع والتي تنشر في مواقع أخرى وأهميتها، ولأن الموقع يهتم الآن بشكل أساسي بالانتفاضة الشعبية في سورية والمقالات التي تتعلق بها، ستكون المقالات مرتكزة بشكل أساسي على هذا الحدث، ويطلب من رئيس التحرير الزائر أن يكتب مقالاً أسبوعياً يتناول الحدث الرئيسي أو إذا شاء أي حدث آخر.

و تتصدر مقالة رئيس التحرير الزائر كل المقالات الأخرى، ويقوم الموقع بالعمل الاعتيادي، ويقدم لرئيس التحرير الزائر اقتراحاته، ومن ثم سيتبع الخط الذي يرسمه. ورغبة مني في تشجيع الشباب على خوض هذه التجربة، توجهت إليهم أولا بهذه المبادرة، ولم يعن ذلك حصر الاختيار بهم، وتم اختيار رئيس التحرير الزائر بعد قراءة كتاباته ومتابعته لفترة زمنية لا بأس بها، ولكن الموقع قبل أيضاً الترشيحات من أطراف أخرى أو من قبل الكاتب نفسه لخوض هذه التجربة.

عمل رئيس التحرير الزائر كان ولا زال عملاً تطوعياً بحتاً، لا يدفع الموقع أجراً عليه، لأن الموقع يعتمد على إمكانيات شخصية ولا يتلقى أية مساعدة دورية من أية جهة في العالم كما ذكرت قبل قليل.

قام الموقع بأرشفة مقالات رئيس التحرير الزائر وإضافتها إلى المجموعات التي يتكون منها الموقع.

وقدمت شخصياً كل المساعدة المكثفة لكل الشباب الذين خاضوا التجربة مع الموقع، والذين لم يكن لديهم أي فكرة عن إدارة موقع بهذا الحجم، وبالفعل حقق الشباب المشتركون العديد من الحوارات والتحقيقات والمقالات واكتسبوا تجربة أهلتهم فيما بعد للعمل كصحافيين محترفين.

– هل لك أن تحدثنا عن آلية العمل في الموقع من حيث تحضير المواد والنشر؟!..

– يقوم الموقع كل يوم بتصفح أكثر من ثمانين موقعاً وجهة ليجمع مادته اليومية، وهي تتضمن الأخبار، والأخبار تتشابه في كثير من الأحيان، ولكن هناك جهات تضيف إلى الأخبار وتعدلها حسب موقفها السياسي والأيديولوجي اتجاه النظام، فيقوم الموقع بجمعها كلها وتصنيفها حسب مكان النشر، بحيث تكون مرجعاً للباحث عن تسلسل الأحداث ووجهة النظر السياسية التي ترافقها عادة، و أستطيع القول إنها تقارير إخبارية مكثفة تغطي معظم وجهات النظر.

أما بالنسبة للمقالات فنقوم بجمع كل ما يتعلق بسورية أولاً كمادة خام، ودائماً هناك مقالات لكتاب جدد أو غير مشهورين، نقرأ مقالاتهم ، نختار الأكثر جدارة بالنشر، ونضعها في مرتبة متقدمة للنشر، المقالات الأخرى ننشرها أيضاً لأننا نريد توثيق أكبر كمية ممكنة من المقالات التي تتناول الثورة السورية، المقالات بالطبع تقسم لكتاب عرب وعالميين وتنشر في قسم صفحات العالم ومن ثم لكتاب سوريين وتنشر في قسم صفحات سورية، ونختار 10إلى 12 مقالاً متميزاً ليكونوا على رأس الموقع، هذه المقالات المتميزة نقرأها بعناية وتدقيق، أيضاً المقالات التي تلفت نظر التحرير نقرأها بعمق نختار 15 منها من الكتاب العرب والعالميين لتكون المقالات الأوائل التي يصادفها المتصفح حين يفتح الموقع وهكذا الأمر أيضاً بالنسبة لصفحات سورية وصفحات الثقافة والشباب والحوار أما صفحات الرأي فهي مخصصة للمواضيع التي تتطرق إلى جوانب نظرية أو فكرية أو هي مقالات إشكالية، نوليها الكثير من الاهتمام أيضاً، وقس على ذلك صفحات الثقافة، أي أن قراءتنا تكون على عدة مستويات، القراءة السطحية أو السريعة التي تجمع الكم وليس النوع، القراءة الثانية التي تتضمن تدقيقاً أكثر، وخصوصاً هنا الأمر يتعلق بالكتاب الذين نظن أن مقالاتهم تسهم أكثر في الانتفاضة، على المستوى النظري أو السياسي أو الثقافي، ومن ثم القراءة المعمقة التي نكوّن منها وجهة نظر الموقع وأيضاً نركز على بعض الكتاب الذين لا غنى عنهم في دراسة وتحليل الانتفاضة السورية.

هذه الآلية في العمل تتطلب جهداً يومياً لأكثر من أربع إلى خمس ساعات، و في يوم الأحد يأخذ الموقع شكله الأخير ويحتاج الموقع لكي يحدّث أكثر من سبع ساعات.

حجم المادة كل أسبوع يكون كبيراً جداً، و نتابع باهتمام العديد من المجلات والجرائد العربية الرزينة، بالإضافة الى متابعتنا اليومية لموقع المدن الذي صار مصدراً مهماً وثرياً للموقع، لقد ضم نخبة الكتاب السوريين إليه أيضاً، تقاريره الإخبارية عن سورية تثير الإعجاب.

– ما حدود النشر في الموقع؟!..

– الموقع جاهز لنشر كل وجهات النظر، والمقالات التي لا ننشرها هي تلك التي تتناول بالسب والشتم، والمقالات التي تتناول الآخرين دون إثبات و تشهر بهم، والمقالات التي تتناول معتقدات الآخرين بالقذف.

– هل لديكم مراسلون للموقع؟!..

– كان لدينا العديد من المراسلين في الداخل قبل الثورة، ويكتب في الموقع الكثير من الكتاب الذين لا زالوا يعيشون في الداخل، بالإضافة الى الكتاب الموزعين على المنافي.

– ماذا عن هيئة التحرير للموقع؟!..

– في الفترة الأخيرة تكونت لدى الموقع هيئة تحرير مصغرة، تساهم في الكتابة له بشكل دوري وأسبوعي، على رأسها الروائي السوري المعروف رفيق شامي، و الكاتب السياسي المعروف عزيز تبسي، بالإضافة إلى كتاب مهمين آخرين مثل: عبد السلام إسماعيل، سمير سلمان، وطريف الخياط، وغيرهم من الكتاب، و قد أنجز الموقع العديد من المحاور المهمة التي تتعلق بالثورة السورية، على سبيل المثال محورالطائفية، النساء، الشباب، الثورة والأدب وغيرها من المحاور المهمة.

– هل طرأ أي تعديل على عنوان الموقع قبل وبعد الثورة؟!..

– عنوان الموقع الأصلي قبل الثورة السورية هو التالي:

Home

– و عنوان الموقع الذي حصر اهتمامه بالثورة السورية منذ اندلاعها:

Home

29/5/2013

http://orient-news.net/?page=news_show&id=3679

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى