صفحات العالم

مقالات تناولت مسألة تعويم “جبهة النصرة”

 

 

 

 

تأهيل “النصرة”/ مصطفى زين

خطوة أخرى لتأهيل «جبهة النصرة» أميركياً. هذه الجبهة التي وضعتها واشنطن على لائحة الإرهاب باعتبارها أحد فروع «القاعدة» في بلاد الشام جاء الوقت للإفادة منها في محاربة «داعش». وإذا لم يكن بالإمكان التحالف معها وإعلان براءتها من الإرهاب فليكن هذا التعاون مع المعتدلين فيها. من هؤلاء؟ إنهم كثيرون انتموا إلى الجبهة إما طمعاً بالمال أو خوفاً. وليس أسهل من جذبهم إلى جانب «المعتدلين» الآخرين الذين يرعاهم «سي آي إي» ويدربهم في تركيا والأردن وفي غيرهما من البلدان، استعداداً لمعركة الحسم في مواجهة النظام السوري.

صحيح أن اقتراح جذب «النصرة» إلى معسكر الاعتدال جاء من مدير «سي آي إي» السابق الجنرال ديفيد بترايوس، وهو لا تأثير له في قرارات البيت الأبيض. لكن الصحيح أيضاً أن بعض الدول الإقليمية، خصوصاً تركيا سبقته إلى ذلك، وحاولت إقناع واشنطن بهذه النظرية. فعندما اتخذت أنقرة قراراً بالتصدي للأكراد في شمال سورية، بحجة الانضمام إلى الحرب على «داعش»، أمرت «النصرة» بالانسحاب من المنطقة، وجنّدتها ضد «حزب العمال»، فضلاً عن ذلك فالمفاوضات لإطلاق أي مخطوف لدى الجبهة تتم من طريق المسؤولين الأتراك مباشرة، فضلاً عن أن الجبهة ذاتها أبدت «اعتدالاً كبيراً» عندما تجنبت أي حديث عن إسرائيل التي تكفلت معالجة جرحاها.

وعندما يتكلم بترايوس فإنما يتكلم عن معرفة. كان الرجل قائداً للقوات الأميركية في العراق، وخاض تجربة يعتبرها هو وكثيرون ناجحة. تجاوب معه البيت الأبيض آنذاك وزاد عديد جيشه في بلاد الرافدين ثلاثين ألف عسكري. وأقنع العشائر بالانضمام إليه في محاربة «القاعدة» فأنشأ ما عرف بـ «الصحوات» التي طردت التنظيم من الأنبار. ثم ما لبث التنظيم أن عاد إلى المحافظة باسم «داعش»، بغطاء من بعض قادة هذه «الصحوات» الذين فقدوا دعم واشنطن، محتمين بحاضنة شعبية قائمة على أساس مذهبي ضد «حكم الشيعة» في بغداد، وضد النفوذ الإيراني.

وليست التجربة وحدها ما دعا بترايوس إلى تقديم اقتراحه لمحاربة «داعش» من الداخل، أي التصدي للتنظيم الإسلامي بتنظيم آخر لديه الأيديولوجيا ذاتها، بل استند الرجل أيضاً إلى تاريخ طويل من تعاطي واشنطن مع هذه الظاهرة، فمسألة المعتدلين نشأت مع بداية الحرب في سورية وعليها، عندما تكاثرت المنظمات الإسلامية المسلحة وأظهرت تفوقاً في القتال، وأصبحت تتحكم في بعض المدن والمحافظات. ولا تخفي إدارة أوباما سعيها إلى إنشاء جيش مواز للجيش السوري مكون من «المعتدلين»، إسلاميين كانوا أو غير إسلاميين، فمحاربة «داعش» تحتاج إلى شق صفوف هذه الجماعات وإشعال الحروب في ما بينها لإضعافها. المهم أن لا ينخرط الجنود الأميركيون مباشرة في الصراع. هذا ما أعلنه جون كيري، قبل يومين، مؤكداً أن هناك دولاً في الشرق الأوسط «مستعدة لإرسال قوات برية إلى سورية في الوقت المناسب». أما متى يكون الوقت مناسباً فهذا متروك للتطور على الأرض ولتقدير واشنطن والتقدم في إنشاء «الجيش السوري الجديد» من معتدلي «النصرة» وغيرها من الجماعات، إسلاميه كانت أو غير إسلامية.

الحرب طويلة الأمد، قال كيري، أما المدنيون السوريون الذين يموتون في الصحارى وعلى شطآن البحار، فتكفيهم دموع هولاند وكاميرون.

الحياة

 

 

 

 

 

“نصرة” أميركا/ سميح صعب

يقترح المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ديفيد بيترايوس، الذي سبق له أن تولى قيادة القوات الاميركية في العراق، على إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما، التعاون مع عناصر من “جبهة النصرة” ليست على علاقة قوية بتنظيم “القاعدة”، لمحاربة تنظيم “داعش” والنظام السوري معاً. ومن الناحية الفعلية يتضمن الاقتراح إقراراً بفشل برنامج التدريب الاميركي لعناصر سورية “معتدلة” في تركيا والاردن ودول الخليج العربي بهدف ملء الفراغ الذي يمكن ان ينجم عن انسحاب “داعش” من بعض المناطق في سوريا تحت وطأة الغارات الجوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ نحو سنة.

وأثار الاقتراح كل هذه الضجة لسبب مباشر يتمثل في كون بيترايوس هو صاحب فكرة انشاء “الصحوات” في العراق التي شكلت بعد عام 2007 رأس حربة في مقاتلة “القاعدة”. وانطلق بيترايوس في خطته من أن محاربة الجهاديين السنّة في العراق ستكون أجدى لو تمت بمقاتلين سنّة من البيئة التي تشكل حاضنة لـ”القاعدة”. لكن الوقائع على الارض اليوم تثبت فشل ما يعتبره بيترايوس وكثير من المسؤولين الاميركيين قصة نجاح في العراق بنى عليها الجنرال المتقاعد مجده وحملته لمنصب مدير “السي آي إي” قبل ان تطيحه نزوة عاطفية مع كاتبة سيرته اضطر بعدها الى الاستقالة.

ويتسلل بيترايوس الى الواجهة مجدداً من خلال الشقوق التي أصابت الاستراتيجية الاميركية حيال سوريا والتي كانت حصيلتها تمدّد “القاعدة” تحت مسمّيات مختلفة من “داعش” أو “جبهة النصرة” أو “احرار الشام الاسلامية” الى عشرات الفصائل الأخرى التي نبتت على الساحة السورية في ظل الفوضى الأمنية وتدمير مؤسسات الدولة تحت شعار إسقاط النظام “الذي فقد شرعيته” بقرار خليجي وتركي وأميركي وأوروبي، فكانت النتيجة سيادة المشروع الجهادي في العراق وسوريا ومأساة للشعب السوري لم يعرفها شعب منذ الحرب العالمية الثانية.

وعلى رغم ذلك لا تزال واشنطن وحلفاؤها ممن تسببوا بنكبة الشعب السوري عند المربع الاول للأزمة ويرددون لازمة رحيل الرئيس بشار الأسد شرطاً للقبول بجلوس المعارضة مع أركان آخرين من النظام.

وبما أن واشنطن تدرك أن فكرة محاربة “داعش” والأسد بـ”المعتدلين” غير عملية، فإنها تتّجه الى التصالح مع “النصرة” أو “أحرار الشام” لتحقق مرادها الأول المتمثّل في إسقاط النظام السوري، غير مكترثة باليوم التالي لهذا السقوط، هكذا فعلت في ليبيا واليمن والعراق من قبل وهذا ما يحصل في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات.

النهار

 

 

لعبة «بترايوس» القديمة أو.. «تعويم» النصرة!/ محمد خروب

عاد جنرال «الصحوات» ديفيد بترايوس الى الاضواء, بعد أن انحسرت عنه جراء الفضيحة التي اطاحته من رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (CIA), اثر سماحه لعشيقته التي كتبت سيرة حياته, الاطلاع على مواد سرية تخص الامن القومي الاميركي.

عودة الجنرال ذائع الصيت او الذي بالغت وسائل الاعلام الاميركية في تقدير مواهبه وكفاءته القتالية وفكره الاستراتيجي, بهدف صرف الانظار عن فداحة الخسائر الاميركية جراء غزو العراق وارتفاع كفاءة المقاومة العراقية النوعية, جاءت (العودة) هذه المرة من باب الأزمة السورية وإن كانت توسلت «إرث» بترايوس العراقي, بمعنى أن الرجل يريد استعادة سيناريو «الصحوات» من خلال استمالة «العناصر المعتدلة» في جبهة النصرة, التي هي في واقع الحال الفرع السوري من تنظيم القاعدة,هنا يريد الجنرال الاميركي أن «يتذاكى» على الجميع, عبر دعوته الى تصنيف عناصر «النصرة» بين معتدلين ومتطرفين, دون ان تتوفر أي معايير واضحة أو عملية ذات قابلية التطبيق على أرض الواقع, تضع هذه العناصر في تلك الخانة ثم تدفع المتطرفين خارج الدائرة التي يريد بترايوس «تربيعها» من اجل الاستعانة بهم لمحاربة داعش.

ولأن اقتراح بترايوس, لم يجد الترحيب الذي توقعه الجنرال ومَنْ سعى الى ترويجه, فإن من المهم هنا التوقف عند «بازار» الاقتراحات والسيناريوهات التي يرسمها الساسة والجنرالات في البيت الابيض والبنتاغون, إذ ثمة اقتراح مثير آخر (ولكن في اتجاه آخر غير الذي ذهب اليه بترايوس) قدّمه السفير الاميركي الاسبق في دمشق روبرت فورد (باعتباره «خبيراً» في الشان السوري بالطبع) يدعو للتحالف مع حركة «أحرار الشام» باعتبارها «أهم» المجموعات التي تقاتل النظام السوري.

هنا يتجلى التخبط الاميركي وانعدام القدرة على تحقيق أي انجاز ميداني , اذ لم يندحر داعش، بل تمدد وقويّ وسجل «انتصارات» مدوية، كذلك الذي احرزه عندما سيطر على مدينة الرمادي العراقية , فضلاً عن بعض التقدم في الساحة السورية لم تكن سيطرته على مدينة تدمر، وتدمير اثارها وحضارتها عميقة الجذور، سوى اشارة واضحة على فشل «الحرب» هذه, في ظل اسئلة كبيرة لم تجد بعد اجوبة عليها من السيد الاميركي حول هذه السطوة الداعشية التي تسمح لارتال من عربات الدفع الرباعي والمعدات الثقيلة بالتحرك من الرقة عبر الصحراء السورية وصولاً الى تدمر, دون ان تجد من يوقفها او يعترض طريقها او يؤخر اندفاعتها.

الامر ذاته ينطبق على «همروجة» انخراط تركيا اردوغان في الحرب على الارهاب وفتح قاعدة انجرليك الجوية لطائرات «الحلفاء» كي تضرب داعش, في الوقت ذاته الذي ما تزال أنقرة تواصل رعايتها لداعش وتتحاشى توجيه اي ضربات لها (حتى لو اعلنت كذبا, انها فعلت ذلك) فيما هي تغتنم «فرصة» انضمامها الى نادي التحالف هذا، من اجل ضرب مقاتلي حزب العمال الكردستاني PKK وتوظيف هذه العضوية في معركة الانتخابات النيابية المبكرة الوشيكة في الاول من تشرين الثاني القريب.

ثم..

اين اصبحت «الفرقة 30» التي دفع «عليها» الاميركيون ملايين الدولارات من أجل ان تتولى محاربة داعش, وبعد ان تنتهي من «تصفية» ذلك التنظيم الارهابي، ستتولى محاربة النظام كونها قوة «معتدلة» خضع افرادها الى معايير «الفرّازة» الاميركية، قبل ان تبتلعهم جبهة النصرة وتستولي على اسلحتهم وتُرسلهم الى مشغليهم عبر الحدود باتجاه تركيا؟

تعويم «النصرة» او اعتماد «احرار الشام» او الاستمرار في الرهان على معتدلي «الفرقة 30» غير الموجودين على ارض الواقع وفي الميدان، لن يُغير من الحقائق الميدانية وموازين القوى السائدة على الساحة السورية.. شيئاً، ولا بد من الإقرار الاميركي» بان انخراط «النظام السوري» في الحرب على الارهاب هو الخطوة الانجع والاسرع والاجدى لتسريع عملية دحر الارهابيين على مختلف تسمياتهم , بدءاً من الفرع السوري لتنظيم القاعدة المسمى «جبهة النصرة». أم غير ذلك فلا يعدو كونه محاولة محكومة بالفشل مسبقاً، لتأجيل دفع الاستحقاق والاقرار بأن دعم الارهاب والارهابيين قد انقلب وبالاً على الذين دربوه وسلّموه ووفروا الاموال والحملات الاعلامية له.. فالصحوات مجرد فصل بائس في كتاب الهزيمة الاميركية الموصوفة في العراق، وهي غير قابلة للاستنساخ في سوريا.

الرأي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى