أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 02 أيلول 2016

فصائل معارضة تقتحم قاعدة لإطلاق الصواريخ الروسية

لندن، جنيف، أنقرة، طهران، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

حققت فصائل معارضة تقدماً سريعاً في محافظة حماة بوسط سورية وأعلنت اقتحام قاعدة صواريخ روسية، في وقت أمِلت الأمم المتحدة بتوصل الأميركيين والروس إلى هدنة في حلب مع انتقادها «استراتيجية» النظام في إخلاء المدن المحاصرة، على غرار ما حصل في داريا جنوب غربي دمشق الاسبوع الماضي. وبدأ الجيش التركي في غضون ذلك بإزالة الألغام في مدينة جرابلس الحدودية بعدما طردت فصائل «الجيش السوري الحر» تنظيم «داعش» منها قبل أيام.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن فصائل من «الجيش الحر» بينها «جيش العزة» وأخرى إسلامية بينها تنظيم «جند الأقصى» تمكنت خلال ثلاثة أيام من السيطرة على 13 قرية وبلدة في ريف حماة الشمالي، بينها حلفايا وطيبة الإمام وصوران، إضافة إلى سيطرتها أمس على بلدة معردس التي تبعد 13 كيلومتراً من مدينة حماة، وعلى كتيبة الصواريخ القريبة منها بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام. وقال «المرصد» إن «القوات الروسية كانت تعمل على تجهيز كتيبة الصواريخ وتحصينها لاستخدامها قاعدة عسكرية في المنطقة»، لافتاً إلى استيلاء الفصائل على مدفعية وصواريخ كانت داخل الكتيبة. وزاد أن «سيطرة الفصائل على معردس وحواجز أمنية عدة في محيطها يجعلها تقترب أكثر من مدينة حماة» مركز المحافظة. وأكد تنظيم «جند الأقصى»، في هذا الإطار، «تحرير كتيبة الصواريخ الروسية» شمال شرقي معردس و «اغتنام ما فيها من عتاد».

ومع استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، تسببت غارات كثيفة شنتها قوات النظام في مقتل ما لا يقل عن 25 مدنياً في مناطق سيطرت عليها الفصائل الخميس في ريف حماة، وفق حصيلة لـ «المرصد» الذي قال إن هدف المعارضة «السيطرة على مطار حماة العسكري» في ريفها الغربي، الذي «تقلع منه المروحيات التابعة للنظام من أجل قصف مواقع سيطرة الفصائل في حلب ومحافظات أخرى».

وفيما ذكرت مصادر إعلامية موالية للحكومة السورية، أن الجيش النظامي استدعى تعزيزات لشن «هجوم مضاد» في حماة، وردت معلومات عن شن الفصائل هجوماً جديداً على جبهة الملاح شمال حلب، في خطوة يبدو أنها تهدف إلى تشتيت القوات النظامية على أكثر من جبهة واستغلال انشغالها في حماة لمحاصرتها في حلب.

وفي جنيف، انتقد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الخميس «إستراتيجية» إخلاء مدن محاصرة في سورية على غرار داريا، المعقل السابق للفصائل في ريف دمشق والتي خضعت لحصار استمر أربع سنوات. وقال للصحافيين في ختام اجتماع لمجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية الى سورية: «أشاطركم مخاوفكم ازاء حقيقة أنه بعد داريا هناك مخاطر بحصول أكثر من داريا ويمكن أن تكون هذه استراتيجية أحد الأطراف حالياً». وأضاف: «هل ينبغي أن نتجاهل واقع أن هناك في الوقت الراهن استراتيجية واضحة لتطبيق ما حدث في داريا في الوعر (في حمص) ومعضمية الشام (قرب دمشق)؟»، مذكّراً بأن نحو 75 ألف شخص يعيشون في حي الوعر في حمص في حين أن داريا لم تكن تعدّ سوى بضعة آلاف. ويفيد بعض التقديرات بأن نحو ثمانية آلاف شخص كانوا يعيشون في داريا.

إلى ذلك، بدأ الجيش التركي عمليات إزالة الألغام في بلدة جرابلس السورية التي تمت استعادتها أخيراً من «داعش» ما أدى الى انفجارات قوية.

من جهة أخرى، نفت طهران أمس مقتل جنرال سابق في قوات «الحرس الثوري» في سورية، وقالت إنه لا يزال في غيبوبة بعدما أصيب برصاصة في الرأس. وكانت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء قالت أول من أمس (الأربعاء) إن «الجنرال السابق أحمد غلامي قتل أثناء اشتباكات مع الإرهابيين في حلب».

 

مئات المدنيين يغادرون معضمية الشام بموجب اتفاق

معضمية الشام (سورية) – أ ف ب

بدأت اليوم (الجمعة)، عملية إجلاء أكثر من 300 من أهالي مدينة داريا السورية، الذين نزحوا الى معضمية الشام المجاورة، تمهيداً لنقلهم الى مراكز إقامة موقتة في ريف دمشق.

وذكر الإعلام السوري الرسمي، أن خروج عشرات العائلات يأتي استكمالاً لتنفيذ اتفاق داريا، الذي توصلت إليه الحكومة السورية مع الفصائل المقاتلة، وتم بموجبه السبت الماضي، إخلاء داريا بالكامل من المدنيين والمقاتلين على حد سواء.

وقال مصور «فرانس برس» إن عشرات الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، بدأوا صباحاً الخروج سيراً على الأقدام من معضمية الشام، حاملين أمتعتهم في اتجاه مدخل المدينة، حيث كانت ثماني حافلات تنتظرهم تمهيداً لنقلهم الى مراكز إيواء موقتة في ريف دمشق.

وتولى عناصر من الجيش السوري تفتيش الحقائب والتحقق من ورود أسماء الأهالي في لوائح رسمية.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، بـ «بدء إخراج 303 أشخاص من أهالي داريا عند مدخل المعضمية، تمهيداً لنقلهم الى مركز الإقامة الموقتة فى حرجلة».

ووفق التلفزيون السوري الرسمي، يتوزع الخارجون بين 162 طفلاً و79 امراة و62 رجلاً، ويأتي خروجهم «لاستكمال بنود الاتفاق بين الدولة السورية والفصائل المسلحة».

وتوصلت الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في مدينة داريا في ريف دمشق في 24 آب (أغسطس)، الى اتفاق يقضي بخروج 700 مسلح من المدينة الى مدينة إدلب (شمال غربي) وأربعة آلاف مدني الى مراكز الإيواء. وفي اليوم اللاحق، أخلى الجيش المدينة بالكامل تطبيقاً لبنود الاتفاق.

وقال رئيس لجنة المصالحة في داريا مروان عبيد، للتلفزيون الرسمي الجمعة، إن خروج العائلات الجمعة يشكل «المرحلة الثالثة من اتفاق داريا»، موضحاً أنهم من النازحين على مراحل الى معضمية الشام.

وتسيطر الفصائل المعارضة على مدينة معضمية الشام التي تحاصرها قوات النظام منذ مطلع العام 2013.

وانتقد الموفد الدولي الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا أمس، «استراتيجية» إخلاء مدن محاصرة في سورية على غرار داريا. وقال للصحافيين في جنيف: «هل ينبغي أن نتجاهل واقع أن هناك في الوقت الراهن استراتيجية واضحة لتطبيق ما حدث في داريا في الوعر (حمص) ومعضمية الشام؟».

ونددت «الهيئة العليا للمفاوضات» الممثّلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية في بيان، باتفاقات تهدئة محلية، معتبرة أنها «تؤدي إلى تطهير سياسي وإتني».

 

أردوغان: «درع الفرات» نجحت في «تطهير» جزء من شمال سورية

أنقرة – رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الجمعة) إن تركيا طهّرت منطقة في شمال سورية من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«وحدات حماية الشعب» الكردية لكن القوات الكردية السورية لم تنفذ بعد طلباً من أنقرة بالانسحاب إلى شرق نهر الفرات.

وأضاف أردوغان في مؤتمر صحافي في وقت مبكر اليوم، أن العملية التي تحمل اسم «درع الفرات» نجحت في تطهير منطقة مساحتها 400 كيلومتر مربع من «الدولة الإسلامية» و«وحدات حماية الشعب» الكردية.

لكنه نفى مزاعم بأن «وحدات حماية الشعب» التي تصفها أنقرة بأنها جماعة إرهابية انسحبت إلى منطقة تقع إلى الشرق من نهر الفرات. وتقول «وحدات حماية الشعب» إنها انسحبت وأيد مسؤولون أميركيون ذلك.

وقال الرئيس التركي: «في الوقت الحالي يقولون إن وحدات حماية الشعب عبرت… نقول كلا لم تعبر. البرهان يتوقف على ما نرصده». وتابع: «ليس لأحد أن يتوقع منا أن نسمح بممر للإرهابيين على حدودنا الجنوبية».

وأضاف أيضاً أن تركيا تسعى لإقامة «منطقة آمنة» في سورية، لكن الفكرة لم تلق تأييد قوى عالمية أخرى.

في غضون ذلك، ذكرت الجريدة الرسمية في تركيا اليوم، أن السلطات فصلت حوالى 8000 من قوات الأمن وأكثر من ألفي أكاديمي من العمل في إطار حملة تطهير تطال المشتبه بصلتهم بمنفذي محاولة انقلاب.

وقالت الجريدة الرسمية إن العدد يشمل 7669 من الشرطة و323 من الدرك.

وأضافت الجريدة أن 2346 أكاديمياً أقيلوا من الجامعات. وكانت السلطات التركية فصلت المئات من الأكاديميين وغيرهم من مناصبهم بتهمة صلتهم بالداعية فتح الله غولن. وتم كذلك فصل حوالى 3300 مسؤول في القضاء مما يمثل عبئاً على السلطة القضائية في مواجهة العدد المتنامي من المعتقلين.

وذكرت الجريدة أن القضاة وممثلي الادعاء المتقاعدين سيسمح لهم بالعودة للعمل إن هم تقدموا بطلبات بذلك خلال الشهرين المقبلين.

 

الأمم المتحدة تأمل بهدنة في حلب ولقاء أوباما – بوتين فرصة لتفاهم سوري

طهران، لندن، جنيف، واشنطن – محمد صالح صدقيان، «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعرب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عن الأمل بتوصل واشنطن وموسكو الى هدنة في حلب، وسط أنباء عن أن القمة بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين ستكون فرصة للتفاهم حول سورية.

وقال دي ميستورا بعد اجتماع مجموعة العمل الإنسانية في جنيف أمس أن محادثات بين مسؤولين أميركيين وروس كبار تهدف إلى التوصل إلى اتفاق واسع لوقف إطلاق النار في سورية، من المرجح أن تستمر حتى مطلع الأسبوع مع اشتداد حدة الصراع. وأضاف للصحافيين: «نأمل بأن تصل المفاوضات التي استمرت فترة طويلة جداً إلى نتيجة. الوقت قصير».

وقال يان إيجلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية أن الأمل لا يزال قائماً في التوصل إلى هدنة مدتها 48 ساعة في مدينة حلب، للسماح بتوصيل المساعدات. ودعا دي ميستورا القوى العالمية والإقليمية إلى المساعدة في تمهيد الطريق أمام تهدئة أسبوعية للقتال في حرب.

ومع تبدد الآمال في استئناف محادثات السلام بنهاية الشهر الجاري، ذكر دي ميستورا أنه يعتزم طرح مبادرة سياسية جديدة لإطلاع الجمعية العامة للأمم المتحدة على تطورات الصراع في وقت لاحق هذا الشهر، من دون أن يذكر تفاصيل.

وإذ ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الوزير سيرغي لافروف بحث التعاون في سورية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي أمس، تبدو قمة مجموعة العشرين التي تبدأ الأحد في هانغتشو شرق الصين كاجتماع الفرصة الأخيرة بين الرئيسين بوتين وأوباما للتوصل الى اتفاق حول سورية واوكرانيا قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ومنذ لقائهما الثنائي الذي لم يكن مرتقباً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 في تركيا والذي كسر الجليد بين موسكو وواشنطن حول الأزمة السورية، واجه الرئيسان صعوبة في تقريب مواقفهما حول تسوية هذا النزاع، رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها وزيرا خارجيتهما.

وروسيا والولايات المتحدة اللتان تشنان ضربات جوية في شكل منفصل ضد مجموعات متطرفة، في هذا البلد الذي يشهد نزاعاً مسلحاً بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة، تختلفان بعمق حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد حيث تعارض موسكو بشدة رحيله الذي تطالب به واشنطن.

وأكد أوباما في مطلع آب (اغسطس) أنه رغم العلاقة «القاسية والصعبة» مع روسيا، لا تزال الولايات المتحدة تسعى الى التعاون مع موسكو «لتحقيق انتقال سياسي في سورية» وإيجاد حل ديبلوماسي للنزاع الأوكراني بين كييف والمتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

من جانب آخر، اعتمدت واشنطن التي تعبر بانتظام عن قلقها «من العدوان الروسي» في أوكرانيا رغم نفي موسكو القاطع أي تدخل، لهجة مختلفة في آب حيث قللت علناً من شأن أخطار اجتياح روسي لهذا البلد وهي الفرضية التي كان يثيرها باستمرار الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو. وقال يوري اوشاكوف مستشار الكرملين «رسمياً من غير المرتقب عقد أي لقاء بين بوتين وأوباما» خلال قمة مجموعة العشرين. وأضاف: «لكننا لا نستبعد أن يتمكن الرئيسان من إيجاد الوقت لإجراء اتصال عمل على هامش أعمال القمة كما حصل في السابق».

وقال المحلل ألكسي ماكاركين نائب رئيس المركز الروسي للتكنولوجيات السياسية أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، «سيحاول أوباما حل أكبر قدر من القضايا لكي لا يترك كثيراً من الأمور العالقة للرئيس الذي سيخلفه، أي التوصل الى اتفاق حول أوكرانيا وسورية وتسوية مع روسيا».

في طهران، ألقی سيرغي ريابكوف معاون وزير الخارجية الروسي الذي زار طهران الأربعاء باللائمة علی الجانب الأميركي بعدم التوصل الی تفاهمات نهائية في شان سورية «لأن الجانب الأميركي يعتمد إطاراً في المحادثات يدعو للأسف والذي يتجسد في التنصل عن ما نتفق عليه وتغيير الشروط اما في الميدان أو من خلال إضافة شروط أخری أو تصورات جديدة». وقال أن تقدماً حصل و «نحن نضع الجانب الإيراني في إطارها»، لكنه اتهم الجانب الأميركي بتأرجح «المواقف حيال الأزمة السورية ودائماً يترددون في تنفيذ التفاهمات خشية ردود أفعال الآخرين».

واعتبر أن تعاطي الولايات المتحدة مع سورية أفضل بكثير من السابق ويحمل علامات ايجابية بسبب جدية الجانب الروسي و «أعتقد أنه في الساعات المقبلة سيتم اجتماع عسكري بين الجانبين لوضع اللمسات الأخيرة علی التفاهمات النهائية»، مشيراً الی أن الجانب الروسي ركز خلال المدة الأخيرة الی استقرار الأوضاع في المناطق السورية المختلفة ودحر الإرهابيين والمساهمة في معالجة الأوضاع الإنسانية المتردية في مدينة حلب.

وفي شأن تصنيف الحركات المسلحة، رأی أن تقدماً حصل في هذا المجال « ونسعی لتقريب تصورات الجانبين بهذا الشأن»، مشيراً الی سعي الجانب الروسي إلى تعزيز التعاون العسكري المشترك مع الجانب الأميركي في مجال تبادل المعلومات والاتصال المباشر بين القوات العسكرية. ورأی أن القوات الروسية لم تستخدم قاعدة همدان الإيرانية « وانما في إطار الترتيبات المشتركة مع الجانب الإيراني».

 

تقدّم سريع للمعارضة في حماه والنظام “يعزل” الكليات في حلب

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أحرزت فصائل مقاتلة وجهادية تقدماً سريعاً في محافظة حماه بوسط سوريا، إذ تمكنت من السيطرة على قرى عدة على حساب قوات النظام التي تحتفظ بسيطرتها على معظم المحافظة.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له إن “فصائل معارضة بينها جيش العزة واخرى جهادية بينها تنظيم جند الاقصى الجهادي تمكنت خلال ثلاثة أيام من السيطرة على 13 قرية وبلدة في ريف حماه الشمالي، بينها حلفايا وطيبة الامام وصوران”.

وبدأت هذه الفصائل هجوماً في 29 آب في ريف حماه الشمالي حيث تخوض اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي تسيطر على معظم المحافظة. وفي وقت لاحق، تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة على بلدة معردس على مسافة 13 كيلومتراً من مدينة حماه، وعلى كتيبة الصواريخ القريبة منها بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.

وأفاد المرصد أن “القوات الروسية كانت تعمل على تجهيز كتيبة الصواريخ وتحصينها لاستخدامها قاعدة عسكرية في المنطقة”، لافتا الى استيلاء الفصائل على مدفعية وصواريخ كانت داخل الكتيبة.

وقال عبد الرحمن ان “سيطرة الفصائل على معردس وحواجز امنية عدة في محيطها يجعلها تقترب أكثر من مدينة حماه” مركز المحافظة.

ومع استمرار الاشتباكات بين الطرفين، تسببت غارات كثيفة شنتها قوات النظام على مناطق عدة “سيطرت عليها الفصائل الخميس بمقتل 25 مدنياً”، استناداً إلى حصيلة للمرصد.

ويهدف الهجوم، في رأي عبد الرحمن، الى “السيطرة على مطار حماه العسكري” الواقع في ريف حماه الغربي، والذي “تقلع منه المروحيات التابعة لقوات النظام لقصف مواقع سيطرة الفصائل في حلب ومحافظات أخرى”.

وباتت الفصائل على مسافة عشرة كيلومترات من المطار الذي سقطت صواريخ “غراد” في المنطقة التي يقع فيها.

وأوضح المرصد أن الفصائل المهاجمة باتت “على مشارف مدينة محردة” المسيحية التي تسيطر عليها قوات النظام.

وتقوم في محردة محطة كهرباء رئيسية تعد من المحطات الكبرى التي تغذي مناطق واسعة من سوريا.

وفي مدينة حلب، تحدث مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل عن نقص حاد في المواد الرئيسية والمحروقات بعدما تمكنت قوات النظام قبل ستة أيام من السيطرة نارياً على طريق امداد وحيد يمر عبر منطقة الراموسة الى شرق حلب.

وتمكنت قوات النظام في 17 تموز من السيطرة تماماً على طريق الكاستيلو شمال مدينة حلب، لتصير الاحياء الشرقية محاصرة حصاراً حاملاً.

وشنت الفصائل المعارضة والمقاتلة هجوماً جنوب حلب في 31 تموز وتمكنت بعد أسبوع من التقدم والسيطرة على منطقة الكليات العسكرية جنوب حلب وفتح طريق امداد جديد يمر عبر منطقة الراموسة.

وأمس، أورد الاعلام الرسمي السوري أن الجيش تقدم جنوب حلب على محور الكليات العسكرية و”عزله نارياً بشكل كامل” بعد السيطرة على عدد من التلال المجاورة.

 

الجيش التركي

وأعلن الجيش التركي أنه تمكن من طرد الجهاديين من ثلاث بلدات في شمال سوريا حيث يشن هجوماً منذ أسبوع على المقاتلين الاكراد وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

وأوردت وكالة “انباء الاناضول” التركية شبه الرسمية بياناً للجيش عن “تطهير قرى زوغرة والاغبر والكلية من العناصر الارهابية”.

كما اعلن الجيش قصف 15 هدفاً في الكلية وزوغر في منطقة جرابلس التي استعيدت أخيراً من الجهاديين في هجوم خاطف بدعم من انقرة.

وبثت شبكة “ان تي في” التركية للتلفزيون أن عدداً من سكان جرابلس بدأوا يعودون، في حين بدأت القوات التركية بناء جدار بين جرابلس وكركميش، على الحدود السورية، لمنع اي توغل داخل الأراضي التركية.

وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية جيف ديفيس بان “داعش” على وشك خسارة مواقعه على الحدود التركية، المعبر الوحيد الذي يصله بالخارج من سوريا والعراق. وقال ان الجهاديين ما عادوا يسيطرون إلّا على 25 كيلومتراً من الحدود التركية شرق بلدة الراعي.

 

مفاوضات أميركية – روسية

في غضون ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه أن الوزير سيرغي لافروف بحث في التعاون في سوريا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي.

وصرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دو ميستورا بأن محادثات بين مسؤولين أميركيين وروس كبار تهدف إلى التوصل إلى اتفاق واسع لوقف النار في سوريا من المرجح أن تستمر حتى مطلع الأسبوع مع اشتداد حدة الصراع.

وفي محادثات منفصلة، قال مستشار دو ميستورا للشؤون الإنسانية يان إيغلاند إن الأمل لا يزال قائما في التوصل إلى هدنة منتظمة مدتها 48 ساعة في مدينة حلب للسماح بإيصال المساعدات وإجلاء الحالات التي تستلزم رعاية طبية.

 

خطة الانتقال السياسي

وأعلنت عضو الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية في محادثات السلام هند قبوات أن المعارضة تعتزم الكشف عن خططها للانتقال السياسي في البلاد خلال اجتماع لوزراء في لندن الأسبوع المقبل. وقالت في تعليقات أرسلتها بالبريد الإلكتروني إن وفد المعارضة سيعطي رؤية تفصيلية لسوريا في المستقبل. وأضافت أن ذلك يشمل تشكيل هيئة حكم انتقالي ذات سلطات تنفيذية كاملة.

وأشارت الى إن التفاصيل الأخرى تتضمن مدة الفترة الانتقالية وآلية تضمن التمثيل العادل للأقليات وخططاً لإعادة تشكيل المؤسسات الحكومية واصلاحها.

 

المعارضة تقترب من مطار حماه العسكري والنظام يشن غارات مكثفة لوقف تقدمها

المصدر: (و ص ف، رويترز)

استهدفت غارات جوية مكثفة مناطق في محافظة حماه السورية انتزع مقاتلو المعارضة السيطرة عليها من القوات الحكومية في الأيام الاخيرة.

يعتبر تقدم المعارضة في حماه تحدياً جديداً للرئيس السوري بشار الاسد وحلفائه في جزء من سوريا كان يحاول إحكام سيطرته عليه في مواجهة المعارضة المسلحة لحكمه المستمرة منذ خمس سنوات.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن الهجوم الذي بدأ الثلثاء هو أكبر هجوم منسق تشنه المعارضة في محافظة حماه منذ 2014.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الهجوم في المنطقة “يهدف الى السيطرة على مطار حماه العسكري الذي تقلع منه المروحيات التابعة لقوات النظام لقصف مواقع الفصائل في حلب ومحافظات اخرى”.

وأوضح المرصد ان الفصائل باتت على مسافة عشرة كيلومترات من مطار حماه العسكري الواقع في ريف حماه الغربي، مشيرا الى سقوط صواريخ “غراد” أمس في المنطقة التي تضمّ المطار.

وأضاف عبد الرحمن أن الفصائل تسعى الى “تخفيف الضغط عن جبهة حلب وتشتيت قوات النظام بين جبهات عدة”.

وبث التلفزيون السوري الرسمي أن سلاح الجو شن “طلعات مكثفة” على من وصفهم بـ”الإرهابيين” في المنطقة. وقال: “سلاح الجو يقضي على أعداد كبيرة من الإرهابيين ويدمر لهم عشرات الآليات”.

وأكد مسؤول من أحد فصائل المعارضة التي شاركت في الهجوم وهو “جيش النصر” أن طائرات سورية وروسية شاركت في ما وصفه بأنه غارات جوية كثيفة.

وبين جماعات المعارضة المشاركة في الهجوم، “جند الأقصى” وجماعات تقاتل تحت لواء “الجيش السوري الحر”.

وأصدر “جيش النصر” التابع لـ”الجيش السوري الحر” بياناً ليل الاربعاء جاء فيه أن اثنين من قادته وثلاثة من مقاتليه قتلوا في معارك حماه.

وسيطر المعارضون على عدد من البلدات والقرى خلال الهجوم. والمنطقة المستهدفة يقطنها مسيحيون وعلويون موالون للحكومة وهي قريبة من الجبال الساحلية التي تقع في قلب المنطقة العلوية.

وقال المرصد إن 25 شخصاً قتلوا في غارات جوية استهدفت طريقاً يصل مدينة اللطامنة ومحافظة إدلب في منطقة تقع شمال غرب سوريا ويخضع أكثرها لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وتحدث مصدر عسكري سوري عن تدمير القوات الجوية العشرات من مركبات المعارضة وقتلها من كانوا على متنها على طريق يصل بين اللطامنة وإدلب.

 

جرابلس

من جهة أخرى، اعلنت وكالة إدارة الكوارث التركية “أفاد” أنها بدأت العمل لإيصال مساعدات إلى بلدة جرابلس الحدودية السورية حيث أجبر مقاتلون سوريون بدعم من دبابات وقوات خاصة تركية مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على الانسحاب الأسبوع الماضي.

وقالت : “الأولوية هي نقل إمدادات الغذاء الأساسية… تعتزم الوكالة ايصال الدقيق وإصلاح المخابز في المدينة”.

وهناك نقص في الخبز ومياه الشرب في البلدة . وروى سكان أن مقاتلي “داعش” أخذوا كل شيء معهم وهم يفرون من البلدة بما في ذلك فرن المخبز الرئيسي.

 

اوستراليا

في سيدني، أفاد مسؤولون اوستراليون ان كانبيرا تريد توسيع نطاق حملتها الجوية على “داعش” في العراق وسوريا وان تقصف أهدافاً لوجستية للجهاديين.

وتنشر كانبيرا الحليفة المقربة من الولايات المتحدة نحو 780 عسكريا في الشرق الاوسط في اطار الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

بوتين: تعاون قريب بين موسكو وواشنطن حول سوريا

أعلن الرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين أنّ موسكو وواشنطن “يُمكن أن تتوصّلا قريباً إلى اتّفاق تعاونٍ حول سوريا”.

ووصف بوتين، في مقابلةٍ مع وكالة “بلومبرغ”، بثّت يوم الجمعة، المحادثات حول الأزمة السّوريّة بـ”الصّعبة جدّاً”، مؤكّداً أنّ الطّرفين، الرّوسي والأميركي، “يتحرّكان بشكلٍ تدريجيّ في الاتّجاه الصّحيح”.

وثمّن الرّئيس الرّوسي مساهمة وزير الخارجيّة الأميركيّ جون كيري في تجاوز الخلافات بين موسكو وواشنطن.

وأعطى كيري، من جهته، تقييماً إيجابيّاً لنتائج التّعاون الرّوسي- الأميركيّ. وقال، في مقابلةٍ مع صحيفة “تايمس أوف إنديا”، “كان الرّوس شريكاً مهمّاً في مجال التّوصّل إلى الاتّفاقيّة النّوويّة الإيرانيّة وأبدوا النهج البنّاء عندما أخذوا الوقود النّووي المستنفد لإعادة معالجته وتقليص مخزونه”، مضيفاً “لقد عملنا معاً في مجال حلّ مشكلة السّلاح الكيميائي في سوريا ونحن نحاول التوصّل إلى وقف العمليّات القتاليّة هناك”.

إلى ذلك، نفى بوتين معرفته من هو المسؤول عن هجماتٍ إلكترونيّة على هيئاتٍ تابعة لـ”الحزب الدّيموقراطي” الأميركي.

(“سبوتنيك”، “روسيا اليوم”، رويترز، أ ف ب)

 

غزوة حماه: «جند الأقصى» يتضخم.. والكل مستنفَر

عبد الله سليمان علي

المحاذير العسكرية والاجتماعية التي منعت «جيش الفتح» قبل عام من تنفيذ تهديده بإطلاق «غزوة حماه»، لم تجد نفعاً مع «جند الأقصى» الذي وجد الفرصة سانحة للتوكؤ على إنجازات ميدانية كبيرة تمكنه من إعادة تلميع صورته بعد التشوهات التي أصابتها بسبب تدهور علاقاته مع غالبية الفصائل المسلحة.

مغامرة فردية استدعت استنفاراً من جميع الأطراف. فالجيش السوري يسعى لعدم خسارة مناطق جديدة في حماه قد تؤدي إلى قطع خطوط إمداده التي تصل بين مختلف المحافظات التي يسيطر عليها، خصوصاً اللاذقية وحلب وحماه. في حين أن بعض الفصائل المسلحة لا تزال لديها التحفظات ذاتها التي دفعتها إلى معارضة إطلاق الغزوة قبل عام، بينما يتخوف بعضها الآخر من أن تؤدي معركة حماه إلى تضخم فصيل «جند الأقصى» وتحوله إلى نقطة جذب للراغبين بالانشقاق عن هذا الفصيل أو ذاك، وبالتالي رؤية «داعش» جديد ينمو بين ظهرانيها.

وقد تعرض «جند الأقصى» لنوع من العزلة منذ انشقاقه عن «جيش الفتح في إدلب» بسبب رفضه القتال ضد تنظيم «داعش»، ثم تضاعفت هذه العزلة بعد امتناعه عن المشاركة في العمليات العسكرية في جنوب غرب حلب، الأمر الذي شكّل بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة إليه بـ «الدعشنة» وارتكاب عمليات اغتيال ضد قادة الفصائل في إدلب، مادةً دسمة استخدمها خصومه لشيطنته والعمل على تفكيكه.

وبالفعل، فقد تعرض «الجند» نتيجة ذلك لانشقاقات واسعة لا سيما عن فرعه في ريف حماه، وانضم المنشقون، ومن بينهم شرعيون كبار، إلى «جبهة النصرة». وكانت هذه الأخيرة قد منعت «الجند» قبل حوالي شهرين من إحداث مراكز له في قطاع البادية، الأمر الذي كاد يتسبب باشتباكات بين الطرفين، وهو ما يمكن اعتباره مؤشراً آخر إلى مدى العزلة التي باتت تحيط بجماعة «الجند»، خصوصاً أن «جبهة النصرة» كانت تعتبر من أقرب الفصائل إليه.

وجاءت معركة حلب لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير، لأن الحساسية العالية التي صبغت هذه المعركة، جعلت عدم مشاركة «جند الأقصى» فيها يبدو وكأنه خذلان أو خيانة مقصودتان. وقد أدّى ذلك إلى حدوث توتر شديد بين قيادة «الجند» وبين بعض عناصره المتحمسين للمشاركة في معركة حلب، كاد يتسبب بحدوث موجة جديدة من الانشقاقات عنه. كما أدى إلى تدهور علاقته مع باقي الفصائل لدرجة أن قيادياً بارزاً في «أحرار الشام» هدد بمحاربة «جند الأقصى» بعد الانتهاء من معركة حلب.

لذلك، فإن إطلاق «غزوة حماه» من قبل «جند الأقصى»، أثار زوبعة من المخاوف لدى جميع الأطراف بما فيها الجيش السوري والفصائل المسلحة الأخرى. فبالنسبة إلى الجيش السوري، فإن فتح معركة جديدة في حماه في الوقت الذي يخوض فيه مواجهات عنيفة في حلب، سيشكل عامل ضغط إضافيا عليه ويضطره إلى تشتيت قواته بين جبهتي القتال.

أما بالنسبة إلى الفصائل، فإن لديها أسباب عدة للتخوف من مغامرة «الجند». أبرزها أن قرار إطلاق «غزوة حماه» شكل قبل عام قضية خلافية اضطرت الفصائل على إثرها إلى ابتلاع تهديداتها وتأجيل الغزوة. لكن الأهم هو أن نجاح المغامرة، بما يعنيه ذلك من خلط أوراق الميدان وتعديل موازين القوة وتغييرات كبيرة على الخريطة العسكرية، سيكون من شأنه رفع أسهم «جند الأقصى»، وبالتالي فرضه كتنظيم له ثقل ووزن في الساحة لا يمكن تجاوزهما بعد ذلك، وهو ما يعني فشل المساعي التي بذلتها هذه الفصائل لعزل التنظيم وتشويه صورته.

لذلك، فإن العديد من الفصائل، وعلى رأسها «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و «فيلق الشام»، وهي جميعها من مكونات «جيش الفتح»، بدأت تتداول في ما بينها حول كيفية مواجهة مختلف السيناريوهات التي يمكن أن تترتب على مغامرة «جند الأقصى» في حماه. وكان السيناريو الأخطر بالنسبة لها هو نجاح الأخير في الوصول إلى مدينة حماه واقتحامها، حيث تدارست هذه الفصائل السبل التي من شأنها منع «الجند» من الاستفراد بالسيطرة على المدينة وإنشاء إمارة خاصة به تضيف مزيداً من التعقيد على المشهد العسكري العام وعلى المشهد العسكري في محافظة إدلب بشكل خاص، لأن التقدم في ريف حماه سيزيد بطبيعة الحال من قوة «الجند» في إدلب ويمنحهم عمقاً استراتيجياً خاصاً بهم، هذا مع الأخذ بالحسبان أن أي اقتحام حقيقي لمدينة حماه سيؤثر سلباً في الحاضنة الشعبية للفصائل بسبب تواجد ما يقارب مليوني نازح في المدينة سرعان ما سيجدون أنفسهم أمام تجربة نزوح جديدة.

وقد تكثفت المداولات خلال الساعات الأخيرة بعدما تبين أن الرهان على فشل المعركة لم يكن في محله، خصوصاً بعد سيطرة «الجند» على معردس التي استعادها الجيش السوري لاحقاً، ووقوف «الجند» على مشارف جبل زين العابدين الاستراتيجي الذي يطل على كامل مدينة حماه وعلى قسم كبير من ريفها، حيث اثارت هذه التطورات مخاوف الفصائل من أن السيناريو الأخطر قد بات قاب قوسين أو أدنى. ولكن لم يعرف ما إذا كانت هذه المداولات قد انتهت إلى نتيجة أم لا.

وقد ساعدت الصدفة، أو ربما هي خديعة، «جند الأقصى» في مباغتة جميع الأطراف بالتقدم السريع الذي أنجزه في الأيام الأولى من غزوته. حيث قامت مجموعات من عناصره منتصف الشهر الماضي بعملية هجومية على بعض النقاط في ريف حماه الشمالي، لكن العملية انتهت بفشل ذريع، الأمر الذي أعطى الجيش السوري شعوراً بالثقة بأن خطوطه غير قابلة للاختراق، واستدعى بالمقابل شماتة واسعة من قبل باقي الفصائل التي اعتقدت أن جهودها قد نجحت وأن «جند الأقصى» فقد قوته القتالية.

لكن بعد أسبوعين، أي يوم الاثنين الماضي، جدد التنظيم هجومه تحت مسمى «غزوة مروان حديد» وتمكن في وقت قياسي من السيطرة على مناطق واسعة في ريف حماه الشمالي، مقترباً من مدينة حماه وأصبح على مسافة أقل من 12 كيلومتراً. وقد تحالف مع «جند الأقصى» في هذه المعركة كل من «أجناد القوقاز» و «ابناء الشام»، وهو فصيل جديد يقوده أبو حذيفة الحمصي. ولكن لم يكن تحالف «الجند» وحده من تحرك، فقد أعلنت فصائل أخرى أهمها «جيش النصر» و «جيش العزة» و «جيش الفاروق» إطلاق هجوم آخر في ريف حماه الشمالي تحت مسمى «حمم الغضب لنصرة حلب».

ومع غياب الاعلان عن تشكيل غرفة عمليات موحدة، بالإضافة إلى إصدار البيانات بخصوص تطورات المعارك بأسماء الفصائل منفردة، وعدم وجود دلائل على أي تنسيق عملي على أرض المعركة في ما بينها، فقد بدا واضحاً أن الريف الحموي إزاء معركتين مختلفتين وليس معركة واحدة. ومن غير المستبعد أن تكون المعركة الثانية قد جاءت كخطوة استباقية تهدف إلى محافظة الفصائل على بعض الأدوات على الأرض التي يمكنها من خلالها ضبط المعركة ميدانياً، أو على الأقل أن تكون شريكاً فيها، فلا يستفرد «الجند» بثمارها.

لكن هذا لا يعني أن نتيجة المعركة باتت محسومة، بل أن البعض يؤكد أن المعركة لم تبدأ بعد، مستنداً إلى تجارب سابقة مرّ بها الريف الحموي تمكنت خلالها بعض الفصائل من السيطرة على مناطق أوسع مما سيطر عليه «الجند» في هجومهم الأخير، ومع ذلك كانت الهجمات في كل مرة تنكسر عند أعتاب المدينة وترتد خائبةً. وبالرغم من الاختلاف الواضح في حجم وقوة الهجوم هذه المرة، إلا أن البعض – وللمفارقة من الموالين والمعارضين ــ لا يزال يراهن على أن خط الدفاع الأخير عن المدينة المتمثل بجبل زين العابدين وقرى أرزة وقمحانة سيصمد في وجه الهجوم ويجنب المدينة تجرع الخيارات القاسية التي تنتظرها، ويجنب الفصائل المسلحة مواجهة سيناريو شبيه بسيناريو «داعش» مرة أخرى.

 

حماه «قلب» سوريا الأقدم

تحتل محافظة حماه المرتبة الخامسة بين المحافظات السورية من حيث التعداد السكاني العام، وهي تقع في وسط البلاد، تحدها ادلب وحلب من الشمال، الرقة من الشرق، فيما تجاور حدودها الجنوبية بشكل كامل محافظة حمص، أما طرطوس واللاذقية فتحدان المحافظة من الجهة الغربية.

تُعد حماه واحدة من أقدم المناطق المسكونة في الشرق الاوسط، ويرجع تاريخها إلى عصور قديمة طاعنة في التاريخ بنحو سبعة الآف عام.

تبلغ مساحة المحافظة 8883 كيلومتراً مربعاً، فيما يقارب عدد سكانها 1.4 مليون نسمة (قبل الحرب) بحسب موقع «بوابة الحكومة السورية الالكترونية»، وهي ترتبط بالمحافظات السورية كافة عبر شبكة مواصلات دولية من طرق وسكك حديدية.

يوجد في المحافظة 11 مدينة أبرزها حماه، السلمية، صوران، طيبة الامام ومحردة. كما تتضمن العشرات من القرى والبلدات، فيما يملك اهلها 22 مقعداً في مجلس الشعب السوري. («السفير»)

 

المرصد السوري: وصول حافلات إلى معضمية الشام لبدء عملية تهجير جديدة

القاهرة- د ب أ- ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض أن من المنتظر أن يتم خلال الساعات القليلة المقبلة البدء في تهجير عشرات المواطنين من أهالي مدينة داريا إلى مراكز إيواء في ريف العاصمة دمشق.

 

وافاد المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أن عددا من حافلات النقل الداخلي وصلت إلى مدينة معضمية الشام للبدء بتنفيذ اتفاق داريا، وتهجير المدنيين من مساكنهم إلى مراكز إيواء بريف العاصمة الغربي وضواحيها، بإشراف من الهلال الأحمر الذي ترافق سياراته الحافلات الداخلة لمعضمية الشام.

 

واضاف ان عمليات التهجير تستهدف المدنيين ممن كانوا قد نزحوا في وقت سابق إلى معضمية الشام، مشيرا إلى أنه ستجري عملية نقل المدنيين وفقاً لاتفاق بين السلطات السورية وفصائل عاملة في منطقة داريا بغوطة دمشق الغربية.

 

ومن المنتظر أن يتم نقل عشرات المقاتلين ومن يرغب منهم باصطحاب عائلته معه، من المدينة إلى مناطق سورية أخرى.

 

يذكر أن سلطات النظام هجَّرت في الـ 26 والـ 27 من شهر الماضي، ما لا يقل عن 3200 مدني ومقاتل من داريا بغوطة دمشق الغربية.

 

في حديث لـ «القدس العربي»: مسؤول عسكري في «الجيش السوري الحر» يرجح أن فصائل مقربة من تركيا هي من قتلت أبو محمد العدناني خلال معارك المنطقة العازلة

لندن ـ «القدس العربي» ـ خاص: قال مسؤول عسكري في فصائل «الجيش السوري الحر» شمال حلب المقربة من تركيا ان القيادي في تنظيم «الدولة» قتل بقصف شديد شنته فصائل المعارضة لاستعادة ست قرى في ريف حلب الشمالي ضمن عمليات المنطقة العازلة قرب الحدود التركية والتي تشرف عليها حكومة انقرة.

وفي حدث خاص لـ «القدس العربي» قال محمد الطويل المعروف باسم ابو ابراهيم الباب، رئيس المجلس العسكري لمدينة الباب بريف حلب، ان فصيله اضافة لـ «فرقة الحمزة»، و«لواء السلطان مراد» شنوا هجوماً منسقاً على محورين قرب الحدود التركية، ورجح ان العدناني قتل بتلك العملية.

وأضـاف: «سـيطرنا بيـوم واحـد على سـت قـرى، كانت معركة شرسة، هاجمنا من محـورين في الـوقت نفسه، من منطقة الراعي نحو الشرق، ومن مـدينة جـرابلس نحو الـغرب، كما هاجمـنا من طـرف مـدينة مارع باتجـاه الشـرق واخـذنا مـنهم ثـلاث قرى».

وأوضح الطويل ان فصائل «الجيش الحر» المدعومة بغطاء جوي تركي وأمريكي تتفوق أيضاً بنوعية سلاح تدميري تسبق اقتحام تلك القرى، مضيفاً «لدينا هاونات ورشاشات ثقيلة، للتمهيد قبل اقتحام على القرى، ردمنا القرى بالهاونات، اكثر من ثلاثين قذيفة بالرشقة الواحدة، وكان الاقتحام سريعاً، اخذناها مرة واحده وقطعنا خط الامداد عليهم، فنحن نقصف القرى المحيطة ايضا بكثافة لنقطع عنهم الامداد».

واستبعد ان تكون الولايات المتحدة هي من قتلت العدناني، واشار إلى ان العدناني حينها كان يتفقد القوات بتلك القرى وقت الهجوم، ويتابع «ولكننا لم نصدر بياناً لتبني عملية قتله لأننا لم نعثر على جثته».

ومنذ مقتل العدناني اعلن اكثر من طرف عن قتله، منهم الولايات المتحدة وروسيا، وتناقل بعض الناشطين انباء عن مقتله بقصف طائرة بدون طيار عند مفرق بمدينة الباب احد اهم معاقل تنظيم «الدولة» في ريف حلب الشمالي.

وتتلقى مجموعات «الجيش الحر» شمال حلب دعماً تركياً منذ سنوات، تجلى مؤخراً عندما زجت تركيا بتلك المجموعات لتأمين شريط حدودي عازل يمتـد لعشـرات الكيلومتـرات من جـرابلس حـتى اعزاز.

وتتبع فصائل معينة كـ «لواء السلطان مراد» للمخابرات التركية تحديداً، ويقودها عناصر من التركمان السوريين، وسبق لـ»جبهة النصرة»، (جبهة فتح الشام)، ان هاجمت بعض تلك المجموعات واعتقلت قادتها عندما بدأت تركيا بتطبيق خطة المنطقة العازلة قبل نحو عام، متهمةً إياهم بتطبيق خطط التحالف الغربي بقتال الجهاديين تحت إشراف الولايات المتحدة.

 

انتظرته عروسه في دمشق لاستلام فستان العرس… وغاب في سجون النظام ولم يعد

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: «كنتُ أرى باسل في عيونها وفي كلامها، وفي كلّ حركة تقوم بها، وكلما رأيت نورا، تقفز إلى مخيلتي صورة باسل، وأصبح باسل صديقي عن بعد، وكنت أسمع صوته كلما اتصل بخطيبته نورا»، بهذه الكلمات بدأ المحامي عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، والمهتم بقضايا حقوق الإنسان «ميشال شماس» حديثه لـ «القدس العربي» عن أحد أهم المهندسين السوريين.

تحدث الحقوقي «شماس» عن شخصية باسل المغيب في معتقلات الأجهزة الأمنية والمخابراتية السورية، فقال لـ «القدس العربي»: لم يكن باسل شخصاً عادياً، وهو المهندس البارز والمتخصص في مجال تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر.

اعتقل باسل بينما كانت تنتظره خطيبته نورا غازي في 15 من آذار/مارس للذهاب إلى الخياط لاستلام فستان العرس المحدد في الأول من نيسان/ابريل 2011، لم يأت باسل على الموعد، وطال انتظار نورا قرابة التسعة أشهر، إلى أن جاءها اتصال هاتفي من سجن عدرا، مساء يوم 26/12/2012، لم تصدق نورا أن من يتحدث معها كان خطيبها باسل، وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى السجن وتمكنت أخيراً من رؤية خطيبها خلف الشبك الحديدي، وهي تكاد تطير من الفرح.

واختفى باسل مجدداً بعد أن اختطفه الأمن منذ حوالي السنة من سجن عدرا إلى جهة مجهولة، وباتت حياته مهددة بالخطر.

علاقة تربط المحامي ميشال شماس بالمعتقل باسل الصفدي تعززت عبر الهاتف، ومن وراء القضبان، ووثقتها الرسائل الورقية وهدايا مسلوبي الحرية فقال شماس في ذلك: تعززت علاقتي به أكثر من خلال اتصاله بي من سجن عدرا، لم يتسن لي التعرف على باسل شخصياً، لقد عرفته من خلال صديقتي المحامية نورا غازي التي كانت تتحدث عنه في كل مرة التقيها، فكانت كلماته تدفعني أكثر فأكثر لبذل المزيد من الجهد في سبيل الدفاع عن المعتقلين، لم يكتف برسائله لنا، بل أرسل لنا هداياه مما كان يقوم بصنعه في حبسه، من سبحات وقداحات وأشغال يدوية غيرها، وقد كنا شهوداً على زواجه من صديقتنا المحامية نورا غازي، التي كانت تردد مقولتها المشهورة: «حتى لو بقي طول حياته داخل الزنزانة يشرفني الارتباط به»، رداً على كل من يسألها عن جدوى الارتباط بشخص قد يبقى طوال حياته في السجن.

وقد وصفت نورا زواجها من خلف القضبان بأنه «انتصار الحب على كل الصعوبات»، واعتبرتها أول خطوة جميلة تخطوها في حياتها.

وعن التهمة الموجهة لباسل الصفدي قال المحامي شماس لـ»القدس العربي»: لا نعرف تهمة باسل، لأنه بقي في سجن عدرا أكثر من سنتين لصالح المحكمة الميدانية، ثم أخذته الأجهزة الأمنية من السجن إلى جهة مجهولة بدون أن نعرف عن مصيره شيئاً، بالرغم من أنه لم يوجه إلى باسل أي تهمة، ولم تجر أي محاكمة له، فقط كان محتجزاً لصالح المحكمة الميدانية، وهي محكمة سرية، ولا تسمح لأحد بمراجعتها، ولا تسمح للمحامين بالترافع أمامها، قضاتها عسكريون، وأحكامها غير قابلة للطعن.

 

واشنطن تحاول إيجاد قنوات اتصال بين تركيا والقوات الكردية ولا تنسيق روسياً أمريكياً في سوريا

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: استمرت الخلافات بين الأتراك والأمريكيين حول ما يدور في سوريا، ويصر الأتراك ان قوات الحماية الكردية (بي يي دي) لم تنسحب إلى شرق الفرات ولا يوجد أي دليل يثبت ذلك.

ويقول جون كيربي الناطق بإسم الخارجية الامريكية ان الجنرال جوزف فوتل قائد قوات المنطقة المركزية تكلم حول انسحابهم إلى شرق الفرات «ولا أستطيع ان أتكلم حول العمليات العسكرية وتفاصيلها. ومن الواضح ان هناك ترتيبات انه بعد منبج فإن القوات الكردية ستنسحب إلى شرق الفرات وانهم اوفوا بالتزاماتهم ولا يمكنني إحصاء كم أنف وأذن هناك».

وحول الاحتجاج التركي حول مساواة تركيا بقوات الحماية التركية أجاب «ان الولايات المتحدة لا تساوي بين قوات الحماية الكردية (واي بي جي) وتركيا الدولة ذات السيادة والتي هي عضو كامل في حلف شمال الأطلسي والتحالف ضد تنظيم الدولة، وتركيا دولة مهمة ونتفهم القلق التركي. وفقط استخدمت الكلمات بأن كلا الطرفين يطلقان النار على بعضهم البعض عوضاً عن تنسيق نشاطاتهما ضد تنظيم الدولة، وهذا كل ما قصدناه، ولكن نعترف بأن تركيا دولة ذات سياده، ولم نقل سوى ان هناك تهدئة بينهما ونحاول عبر الاتصالات مع تركيا والأكراد ان تكون هناك قنوات اتصال بينهما للمساعدة في تجنب أي مصادمات بين الطرفين لأن ساحة المعركة في سورية مكتظة بالمقاتلين. ومازلنا نرحب بسيادة الهدوء بين الطرفين».

وحول تضارب الادعاءات بين الأمريكيين والروس حول من قام بقتل العدناني الناطق باسم تنظيم «الدولة» قال كيربي «ان البنتاغون لم ينته من تقييم مدى الأذى الذي نجم عن العملية الجوية الامريكية ضد العدناني».

وأكد انه لا يوجد تنسيق عسكري بين الروس والأمريكيين في شن الهجمات ضد تنظيم «الدولة» في سوريا وهناك جهد دبلوماسي مستمر في جنيف لمحاولة ايجاد عملية صلبة حيث يمكن للولايات المتحدة وروسيا التعاون داخل سوريا ضد تنظيمي «الدولة» و»النصرة»، وقد جرى استئناف محادثات فرق العمل الروسية الامريكية في جنيف لوقف العنف وسفك الدماء في سوريا.

 

اتفاق تهجير أهالي داريا يدخل مرحلته الأخيرة

رامي سويد

بدأ، صباح اليوم الجمعة، تنفيذ المرحلة الأخيرة من اتفاق داريا، والذي يقضى بإخلاء قوات المعارضة السورية لمواقعها في المدينة المحاصرة من قبل النظام، إلى جانب تهجير المدنيين هناك إلى مراكز إيواء في مناطق سيطرة النظام في غوطة دمشق الغربية.

ووصلت، صباحاً، قوافل من حافلات النقل بإشراف منظمة الهلال الأحمر إلى مدخل مدينة معضمية الشام، التي تسيطر عليها المعارضة لنقل أهالي داريا المقيمين هناك، وذلك تنفيذاً للمرحلة الأخيرة من اتفاق داريا.

ولفتت مصادر محلية في المعضمية، لـ”العربي الجديد”، إلى أن “الإخلاء سيشمل 62 مسلحاً من قوات المعارضة من أبناء داريا المتواجدين في معضمية الشام، سيتم نقلهم مع نحو 300 مدني من أبناء المدينة إلى مراكز إيواء في بلدة حرجلة، التي تسيطر عليها قوات النظام في غوطة دمشق الغربية”.

وبينت المصادر أن “اتفاق الإخلاء (التهجير) الذي سيشمل أهالي داريا المقيمين في المعضمية لن يشمل نقل أي منهم نحو مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، حيث سيبقى من يرفض الخروج إلى مناطق سيطرة النظام في بلدة حرجلة في مدينة المعضمية بانتظار التوصل لاتفاق بخصوص المعضمية”.

وكان نحو ثلاثة آلاف ومئتين، بينهم سبعمئة مسلح من المعارضة، قد غادروا مدينة داريا في السادس والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الماضي، وصل منهم نحو ألف إلى مناطق سيطرة المعارضة في محافظة إدلب شمال سورية، فيما توجه الباقون إلى مراكز إيواء في مناطق سيطرة النظام في بلدة حرجلة بغوطة دمشق الغربية.

 

بوتين لا يستبعد اتفاقاً قريباً مع واشنطن حول سورية

موسكو ــ العربي الجديد

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إنه لا يستبعد أن تتوصل بلاده والولايات المتحدة الأميركية إلى اتفاق قريب بخصوص سورية.

وأوضح، في مقابلة مع وكالة “بلومبرغ”، نشر مقتطفات منها موقع “روسيا اليوم”: “نتحرك بشكل تدريجي في الاتجاه الصحيح. ولا أستبعد أن نتمكن في القريب العاجل من التوصل إلى اتفاق وسنقدم اتفاقنا للمجتمع الدولي”.

وأضاف: “كما تعرفون تجري المفاوضات بصعوبة فائقة. وتكمن إحدى الصعوبات الرئيسية في ضرورة الفصل بين ما يُسمّى بالمعارضة المعتدلة من جهة والتنظيمات المتطرفة والمنظمات الإرهابية من جهة أخرى”.

وتابع: “نحن نصرّ على ذلك، ولا يعارض ذلك شركاؤنا في الولايات المتحدة… لكنهم لا يعرفون كيف يمكننا أن نحقق ذلك”.

وأوضح بوتين أن “التطورات الأخيرة في سورية تترك لدى روسيا انطباعاً بأن جبهة النصرة (جبهة فتح الشام) والتنظيمات المماثلة تغير ألوانها كالحرباء وتبدأ بابتلاع ما يسمى بالجزء المعتدل من المعارضة السورية”.

واعتبر أن “الحديث لم يعد يدور عن صراع داخلي، إذ تضم هذه التنظيمات مسلحين أجانب يتلقون الأسلحة والعتاد من الخارج”.

وأضاف: “رغم كل هذه الصعوبات، إننا على الطريق الصحيح. وعلي أن أشيد بالعمل الهائل الذي قام به وزير الخارجية الأميركي جون كيري. أنا مندهش بصبره وإصراره”.

ولفت بوتين أن “روسيا وتركيا تسعيان أيضاً لعقد اتفاقات ثنائية حول سورية”.

 

سورية: 28 شخصاً قتلوا تحت تعذيب النظام في أغسطس

لبنى سالم

وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 32 شخصاً، بسبب التعذيب، في سجون ومعتقلات النظام السوري والمليشيات الكردية، فيما سجلت حالة واحدة على يد تنظيم “جبهة فتح الشام”، وذلك خلال شهر أغسطس/آب الماضي.

وأوضح تقرير صادر عن الشبكة، اليوم الجمعة، أن “28 حالة وفاة منها وقعت على يد قوات النظام، فيما وقعت 3 حالات على يد قوات الإدارة الذاتية الكردية، وحالة واحدة على يد جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً)”.

ووفق التقرير، فإن “العدد الأكبر من الضحايا كانوا ينتمون إلى محافظتي ريف دمشق ودرعا، إذ بلغ عدد الضحايا في كل منهما 8 أشخاص. ومن ضمن حالات الموت بسبب التعذيب: طالب جامعي ومهندس”.

ولفت التقرير إلى أن السلطات السورية لا تعترف بشنها عمليات الاعتقال، إنما تتهم بها تنظيم “القاعدة” والمجموعات “الإرهابية” كتنظيم “داعش”.

كما أنها لا تعترف بحالات التعذيب ولا الموت بسببه.

واعتمدت الشبكة في  تقريرها على معلومات جمعتها، إما من معتقلين سابقين أو من الأهالي، الذين يحصلون عليها بدورهم عن طريق أقربائهم المحتجزين، وعبر دفع رشوة إلى المسؤولين في النظام.

وترفض السلطات السورية، وفقاً للشبكة، تسليم جثث الضحايا إلى الأهالي.

وأكدّت الشبكة أن سقوط هذا العدد من الضحايا بسبب التعذيب شهرياً، “يدل على أنه سياسة منهجية تنبع من رأس النظام الحاكم، وأن جميع أركان النظام على علم تام بها، لذا فهي تشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”.

وطالبت مجلس الأمن بتطبيق القرارات التي اتخذها بشأن سورية ومحاسبة جميع من ينتهكها.

 

مجلس الأمن يعقد جلسة بشأن سورية في 21 سبتمبر

نيويورك – العربي الجديد

أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي، ومندوب نيوزيلندا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير جيرارد فان بوهمن، أن “المجلس سيعقد جلسة خاصة في 21 سبتمبر/أيلول الحالي، برئاسة رئيس وزراء نيوزيدلندا، جون كي، حول سبل إيجاد حل للأزمة السورية”.

وأوضح رئيس مجلس الأمن في تصريحات للصحافيين نقلتها وكالة “الأناضول”، فجر اليوم الجمعة، أن “الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، سيقدمان خلال الجلسة إفادة إلى أعضاء المجلس، بشأن جهودهما ورؤيتهما لحل الأزمة”.

وأشار إلى أنّه “من المتوقع أن يشارك في الجلسة عدد من رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس الأمن، والذين سيشاركون في افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة”.

كما لفت إلى أن “نيوزيلندا باعتبارها الرئيس الحالي لمجلس الأمن، بدأت بالفعل في توجيه الدعوات إلى رؤساء حكومات ووزراء خارجية الدول الأعضاء بالمجلس”.

 

أعمال عنف في الغابون

من جهةٍ أخرى، أفاد فان يوهمن بأن “أعضاء مجلس الأمن عقدوا جلسة مشاورات طارئة، استمعوا خلالها إلى إفادة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لوسط أفريقيا، عبد الله باتيلي حول الأوضاع الحالية في الغابون”.

وأضاف “لقد أعرب أعضاء المجلس عن القلق البالغ إزاء أعمال العنف التي تشهدها الغابون وطالبوا جميع القادة السياسيين، الالتزام بالهدوء والامتناع عن العنف أو أي أعمال استفزازية تزيد من حالة عدم الاستقرار التي تواجهها الغابون حالياً”.

 

بوتين: رحيل الأسد يتطلب الصبر

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا يستبعد أن يتمّ التوصل قريباً إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول سوريا، وأشار إلى أن المحادثات الجارية مع واشنطن، بين الخبراء الروس والأميركيين في جنيف، تحقق “تقدماً تدريجياً”.

 

بوتين، وفي مقابلة مع وكالة “بلومبرغ” الأميركية، الجمعة، وصف المحادثات الروسية-الأميركية حول سوريا بأنها “صعبة جداً”، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنها “تتحرك تدريجياً في الاتجاه الصحيح”، مثمناً دور وزير الخارجية الأميركية جون كيري في تجاوز بعض الخلافات بين البلدين.

 

وأوضح الرئيس الروسي أن أبرز العقبات التي تعيق الاتفاق هي “ضرورة الفصل بين ما يسمى بالمعارضة المعتدلة من جهة، والتنظيمات المتطرفة والمنظمات الإرهابية من جهة أخرى”. وأضاف بوتين “نحن نصر على ذلك، ولا يعارض ذلك شركاؤنا في الولايات المتحدة.. لكنهم لا يعرفون كيف يمكننا أن نحقق ذلك”. ولفت إلى أن موسكو تسعى مع أنقرة إلى تطوير المحادثات حول الملف السوري بغية الوصول إلى اتفاقيات ثنائية حول هذا الملف.

 

وفي ردّه على سؤال حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، وإمكان حدوث تغير في السياسة الروسية تجاه هذه القضية، قال بوتين “إنني ما زلت أعتقد، مثلما كنت أعتقد في السابق، أنه لا يجوز اتخاذ أي قرارات من الخارج حول مصير الأنظمة السياسية وتغيير الحكومات. وعندما أسمع تصريحات حول ضرورة رحيل رئيس ما، ليس من داخل البلاد، بل من خارجه، يثير ذلك لدي تساؤلات كثيرة”.

 

واعتبر بوتين أن مسألة رحيل الأسد، متعلقة بحصول “تحولات طبيعية” في سوريا، وهي تحتاج إلى الصبر. وأوضح “إننا عندما نسمع أن على الأسد الرحيل، يثير ذلك تساؤلاً كبيراً لدي: إلى أي نتيجة سيؤدي هذا الأمر؟ هل يتناسب مع أحكام القانون الدولي؟ أليس من الأفضل أن نتحلى بالصبر ونعمل على المساهمة في تغيير هيكلية المجتمع، وننتظر حصول التحولات الطبيعية في داخل البلاد”.

 

اردوغان: نحن من نؤكد انسحاب الأكراد أم لا

قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن إثبات انسحاب المقاتلين الأكراد من غرب الفرات إلى شرقه “مرتبط بتأكيد الجانب التركي”، وأشار الى أن تركيا لن تصدّق عبور المقاتلين إلى شرق الفرات “بناء على تصريحات تصدر في الولايات المتحدة، أو في أماكن أخرى”.

 

وأكد الرئيس التركي، في وقت مبكر الجمعة قبيل توجهه إلى الصين للمشاركة في قمة الدول العشرين، أن عملية “درع الفرات” مستمرّة “بنجاح” في شمال سوريا، وأن العملية سمحت بـ”تطهير” 400 كيلومتر مربع من الأراضي السورية من مقاتلي “داعش” والوحدات الكردية”، وشدد على أن تركيا لن تقبل “بتشكيل ممر إرهابي” على حدود تركيا الجنوبية، وفي شمال سوريا.

 

وقال أردوغان إن بلاده تسعى لإقامة “منطقة آمنة” في سوريا، لكن الفكرة لم تلق تأييد قوى عالمية أخرى، على حد تعبيره. وأعرب عن استغرابه من بعض التصريحات الغربية قائلاً “إن البعض يبدو كما لو كان منزعجاً من الهزيمة التي تعرض لها داعش في جرابلس، هذا أمر لا يمكن فهمه”.

 

وتابع أردوغان أن القوات التركية لا تدخل مدينة جرابلس، بل تكتفي بـ”تقديم الدعم اللوجستي لهم فقط”، موضحاً أن “تركيا لا تحاول أن تفعل ما تقوم به بعض الجهات الأخرى، نحن لا نخطط لدخول جرابلس والبقاء فيها، على العكس نتخذ خطوات من أجل أن يتمكن أهالي جرابلس الأصليين من الاستقرار فيها”. ولفت إلى أن حوالى 90 في المئة من سكان منبج من العرب، وأن الأكراد وأبناء المجموعات العرقية الأخرى الموجودون حالياً في المنطقة “جُلبوا إلى المدينة من خارجها”.

 

معضمية الشام: تسوية أم حرب؟

عمار حمو

ينتظر أهالي معضمية الشام في ريف دمشق، تطبيق بنود الاتفاق الذي فرضه النظام على لجنة مفاوضات المدينة، وفق شروط قاسية، بعد اجتماع جرى بين الطرفين، الاثنين الماضي. واشترط النظام إخلاء مقاتلي المدينة الرافضين لتسوية أوضاعهم، وترحيلهم، وتسليم السلاح على مراحل، ودخول “مؤسسات الدولة”، وإنشاء كتيبة مشتركة تحمل اسم “الشرطة الداخلية” بقيادة مشتركة من الأهالي وقوات النظام.

 

ويتضمن الاتفاق عودة “مؤسسات الدولة” إلى المدينة، عدا الفروع الأمنية، وبذلك تصبح المعضمية تحت سيطرة قوة مشتركة من النظام والأهالي الذين قاموا بتسوية أوضاعهم لدى أجهزة النظام. ويشكك كثيرون من المتابعين، بنوايا النظام في المدينة، إذ إن “القوة المشتركة” لن يكون في وسعها الوقوف أمام اجتياح محتمل لقوات النظام للمعضمية.

 

وكان النظام قد بدأ مرحلة جديدة لتأمين محيط العاصمة دمشق، وتنفيذ سياسة التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي ضد المناطق الخارجة عن سيطرته، الأمر الذي بدأ مع داريا والآن يستكمل فصوله في معضمية الشام.

 

مصادر “المدن”، أشارت إلى احتمال بدء تنفيذ الاتفاق، الإثنين 5 أيلول/سبتمبر، وسط حالة من “الغموض” و”التخبط” تعيشها المدينة، إذ إن نسبة لا بأس بها من أعضاء المقاتلين مازالوا يرفضون قرارات النظام.

 

وحضر الاجتماع مدير مكتب قائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد، العميد غسان بلال، وعدد من الضباط الروس. واستخدم ممثل النظام لغة “التهديد”، مشيراً إلى أن النظام أخرج أهالي داريا مجبرين، وسينفذ شروطه في المعضمية بالإجبار أيضاً.

 

داني قباني، من مدينة المعضمية، قال لـ”المدن”، إن رفض شروط النظام أو المناقشة فيها بات من الماضي، فالشروط تم فرضها، نظراً لعدم وجود أي ورقة ضغط بيد مفاوضي المدينة، بعدما صارت معزولة ومحاصرة من كل الاتجاهات، منذ أن أصبحت جارتها داريا بيد النظام.

 

وأضاف قباني أن الأهالي يرفضون شروط النظام، ولكن الأمر أصبح فرضاً بالإجبار لا اتفاقاً بين طرفين، وكانت لغة التهديد واضحة في حديث ممثل النظام؛ فإما تنفيذ الشروط أو سيتم إحراق المدينة بسكانها.

 

مصدر آخر من أهالي المعضمية قال لـ”المدن”، إن 40 ألف مدني في معضمية الشام أمام طريقين، إما الرضوخ لمطالب النظام، أو تدمير المدينة كما حدث في داريا. ونظراً للاكتظاظ السكاني في المعضمية فإن كل قذيفة هاون كفيلة بارتكاب مجزرة في صفوف المدنيين، الأمر الذي يُرجح أن المعضمية ستختار الطريق الأول.

 

ومن ضمن بنود الاتفاق؛ إخراج أهالي داريا المتواجدين في المعضمية، وكذلك الرافضين من أهل المعضمية تسوية أوضاعهم، إلى الشمال السوري. مصدر من أهالي الزبداني في المعضمية، قال لـ”المدن”، إن النظام نقض اتفاقه مع داريا، إذ إن أهالي داريا في المعضمية مشمولون باتفاق داريا الذي بدأ تنفيذه الجمعة 26 آب/أغسطس.

 

وأضاف المصدر أن النظام رفض إخراج أهالي داريا في المعضمية إلى الشمال السوري، على غرار الدفعتين السابقتين، وفَرَضَ على من يريد الخروج منهم التوجه إلى مدينة الكسوة في ريف دمشق. واعتبر البعض أن رفض النظام لإخراج أهالي داريا من المعضمية، ربطاً بين ملف داريا والمعضمية، يسعى النظام من خلاله للضغط بملف على الآخر، لتحقيق متطلباته كاملة، وهو ما أكدته مصادر “المدن”، في إشارة إلى أن إخراج أهالي داريا إلى إدلب، لن يتم إلا بعد البدء بتنفيذ اتفاق المعضمية.

 

أهالي المعضمية تواصلوا مع “الأمم المتحدة”، لتقديم اعتراضهم على منع توجه الراغبين إلى الشمال السوري، وكان الجواب “طريق قلعة المضيق مغلق بسبب المعارك الدائرة في ريف حماة”، وفق ما ذكر مصدر محلي من مضايا لـ”المدن”.

 

وطبق النظام سياسة الحصار والتجويع على معضمية الشام، ومنع عنها قوافل المساعدات كوسيلة ضغط، رغم أن المدينة عقدت هدنة مع النظام، أواخر كانون الثاني/يناير 2013. ومنذ كانون الثاني/يناير 2016 تعيش المدينة حصاراً خانقاً، واعتبر أهلها أنهم يسيرون على خطى بلدة مضايا، عندما توقف دخول مساعدات “الأمم المتحدة” الغذائية والطبية، ولم تعاود الدخول إلا بعد مناشدات دولية ومحلية. حصار النظام لأهالي المدينة، بات يُمكن تفسيره اليوم مع شروط الاتفاق الإجباري: “الاستسلام أو الحرب”.

 

خطة جديدة للأمم المتحدة “للتحديق في الازمة السورية

دينا أبي صعب

تعمل الأمم المتحدة على التحضير للإعلان عن مبادرة سياسية جديدة قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٢ سبتمبر/أيلول، وصفها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بـ”المهمة”، معتبراً انها ستسمح للدول الاعضاء بـ”التحديق مباشرة في صلب الازمة السورية”.

 

ومع التحفظ التام على تفاصيل هذه المبادرة في اروقة جنيف، أشارت بعض المصادر لـ”المدن”، إلى أن خطة العمل هذه “تطرح تقديم افكار جديدة لتفعيل العملية السياسية”، بعد جمود غير مسبوق، وانهيار تام لاتفاق “وقف الاعمال العدائية” على الارض في سوريا. المصدر رأى أن “الوقت يدهم الجانب الاميركي، لان اجتماعات (الرئيس الاميركي باراك) أوباما في قمة العشرين في بكين الأحد المقبل، ستكون من المناسبات القليلة، وربما تكون الاخيرة، المتبقية امامه للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل انتهاء ولايته الرئاسية، للبحث في الملف السوري”.

 

وتابع المصدر “الطرفان معنيان بالتوصل لاتفاق، هما يريدان ذلك، لكن التفاصيل العسكرية في الملف السوري قد تكون الأعقد، وهي التي تعيق الإعلان عن اتفاق نهائي يحسم الأزمة”.

 

وبينما يصر دي ميستورا على التمسك بالنفس الطويل، والتفاؤل، رغم عجز الامم المتحدة على تخطي العتبة الاميركية-الروسية في أي من الملفات المتعلقة بالازمة السورية، رأى مصدر دبلوماسي مشارك في اجتماعات مجموعتي العمل الدولية في جنيف (الانسانية، والخاصة بوقف الاعمال العدائية)، أن الوضع داخل اجتماع الخميس لمجموعتي العمل كان “سلبياً جداً”، خصوصاً بعد “الامتعاض الواضح على دي ميستورا” من فشل اجتماع وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة الأخير.

 

وأشار المصدر إلى أن الخبراء الروس والأميركيين تابعوا اجتماعاتهم في مقر الأمم المتحدة لأسابيع عديدة، وسيكون على دي ميستورا “انتظار انتهاء هذه الاجتماعات، صباح السبت كما هو متوقع، ليتلمس خطاه في الفترة المقبلة”. واضاف أن المبعوث الدولي طرح فكرة طلب اجتماع لمجلس الامن “خصوصاً ان اجتماعاً على مستوى كبار المسؤولين من الدول الاعضاء بالمجلس سيجتمعون في قمة العشرين في الصين”، وهذه الاجتماعات يتوقع أن تضع حداً لحال المراوحة الذي يكبّل استمرار العملية السياسية.

 

وتأمل الامم المتحدة تفعيل هدنة الساعات الثماني والاربعين في مدينة حلب، خصوصاً مع الانتكاسة التي منيت بها خطة دي ميستورا لتمرير المساعدات الانسانية عبر طريق الكاستللو إلى مناطق المعارضة في الجزء الشرقي من حلب، اضافة لانعدام الضمانات حول الجزء الغربي من حلب أيضاً، خصوصاً أن الحكومة السورية لم توافق بعد على خطة شهر سبتمبر/أيلول الانسانية.

 

ويبدو أن خطة الهدنة التي استغرق تحضير تفاصيلها أياماً متواصلة من العمل المضني في جنيف، تقلصت من شمول حلب كاملة، الى أجزاء منها. وبحسب مصادر “المدن”، فإن المندوب الروسي في غرفة العمل الخاصة بمراقبة “الاعمال العدائية” الكسندر زورين، قال في الاجتماع إن إحدى مناطق حلب “تسيطر عليها المجموعات الارهابية وجبهة النصرة، ولن يكون من السهل ضمان أمن القوافل في ما لو شملت العملية الانسانية هذه المنطقة”.

 

وأضاف المصدر أن زورين أكد على “جهوزية القوات الروسية لضمان أمن وسلامة القوافل التي ستدخل حلب في مناطق سيطرته، وعلى حصول الروس على ضمانات من الحكومة السورية بعدم فتح القوافل التي تعبأ في تركيا من قبل النظام، طالما ظهرت عليها أختام الأمم المتحدة بشكل واضح”.

 

في المقابل، نقل المصدر عن المندوب الاميركي في غرفة عمل جنيف ويليام وود، قوله إن “المعارضة لم يسبق لها أن رفضت ادخال المساعدات الى مناطقها، وعلى الدول كافة الاستماع الى اسباب اعتراض المعارضة على طريق الكاستللو، ومن الواضح ان لديهم أسباباً جوهرية”.

 

ملف إخلاء مدينة داريا كان حاضراً بين الروس والأميركيين. وفي هذا السياق نقل المصدر عن وود قوله، إنه “من السيء ان تتحول هذه السياسة في التعاطي مع المناطق المحاصرة الى نهج، خصوصاً مع الحديث عن عمليات مشابهة في حي الوعر والمعضمية.

 

في السياق، قال مساعد دي ميستورا للشؤون الانسانية يان إيغلاند، إن “قرار وقف الاعمال العدائية فشل في داريا. كلنا فشلنا. من المحزن أن نفكر بما مر به هؤلاء الناس من مآس. وضع الناس في داريا يفطر القلوب، بعد أربع سنوات من الحصار، تمكنا من إيصال قافلة واحدة إليهم”.

 

داعش” يستبدل “وزير الاعتداءات” بمفتي “اغتصاب الايزيديات”؟

نذير رضا

طوت الولايات المتحدة الأميركية صفحة مهمة من دعاية تنظيم “داعش”، باستهداف المتحدث باسمها أبو محمد العدناني.. وقضت، إثرها، على الذراع الاعلامي الذي يخاطب مناصريه في الغرب، فيحرّضهم على الاعتداءات، ويتحدث الى السوريين بلهجتهم، فيشحذ هممهم للقتال.

غير أن تلك الصفحة، لم تُطوَ بالنسبة للتنظيم الارهابي الذي اختبر وجود متحدث باسمه، أعلن دولة الخلافة المزعومة، وحرّض على قتال الغرب. فالمتحدث في تنظيمات عقائدية، مهما كان، هو قائد بالوكالة. يعرفه الناس، بما يتخطى الزعيم. يخاطبهم، ويلاقيهم في منتصف الطريق، وهو ما أهّل العدناني، في وقت سابق، ليكون مرشحاً للخلافة، بحسب وسائل إعلام غربية اليوم الخميس.

 

فالإطلالة على الجمهور، والوقوف في موقع “تماس” مع المناصرين، يقرّب صورة الناطق باسم التنظيم بوصفه الزعيم البائن. فغياب الصورة، في حالة البغدادي، تقصيه عن الاحتمالات. وبهذا المعنى، لا يكون المتحدث إلا زعيماً بالنسبة للمناصرين، ينطق بأوامر البغدادي الذي يبدو كأنه يملك ولا يحكم. ومع ذلك، يفترض أن يكون لصيقاً بالبغدادي، ويتمتع بثقته، كي لا يحول الأضواء نحوه في أوساط الاتباع.

 

من هنا، كان العدناني صاحب أدوار، ورجلاً حاضراً في مشهد القيادة. فيمثل اغتياله ضربة موجعة للتنظيم، يحاول الآن تخطيها، باختيار خلف، من المرجح أن يكون تركي البنعلي (31 عاماً).

 

وإذا كانت فرص تقريب العدناني من أتباع التنظيم الارهابي كبيرة، بالنظر الى ان المقتول كان قيادياً في “القاعدة”، ومن تلامذة أبو محمد المقدسي، المنظّر الجهادي لتنظيم “القاعدة”، فإن البنعلي، البحريني الجنسية، (بحسب نيويورك تايمز) لا يقلّ تنظيراً بالتشدد عن سلفه. ولعل الاخطر، أنه قريب من مناصري التنظيم ومقاتليه في العراق، بنى قربه منهم حين “شرّع” لهم اغتصاب الايزيديات.

 

فالبنعلي، الذي انضم إلى داعش في العام 2013، يرأس قسم الفتاوى والدراسات الدينية في التنظيم، واصدر فتاوى تبيح اغتصاب النساء الايزيديات المختطفات لدى التنظيم، بحسب ما نقلت “نيويورك تايمز” عن الباحث في جامعة “برينستون” كول بانزيل الذي درس أعمال البنعلي.

 

تلك الميزة، ترفع اسهم البنعلي في مجلس شورى التنظيم الذي سيجتمع في الرقة في وقت قريب، لاختيار خلف للعدناني. وتُضاف الى ذلك، ميزة التحدث والفصاحة. ويصفه دارسو سلوكياته بأنه “خطيب ومتحدث موهوب، ويمتلك ميزات الخطابة التي كانت متوافرة في العدناني” رغم صغر سنه، بحسب ورقة بحثية لصالح معهد “بروكينغز” تتحدث عن ايديولوجيات تنظيم “داعش”.

 

ويرجع الى البنعلي “فضل” إعلان دولة داعش المزعومة. ففي 30 نيسان/ابريل 2014، نشر مقالة يزعم فيها ان الجهادي “ليس بحاجة للسيطرة على كامل الاراضي، قبل اعلان الخلافة الاسلامية”، إذ مهد لتوسيع السيطرة بغية اعلان “الخلافة” التي أعلنت في يونيو/حزيران من العام نفسه.

 

وتتزايد التقديرات بأن يكون البنعلي هو الوريث لمنصب “المتحدث باسم داعش”، كونه يتمتع بنفوذ خارج سوريا والعراق. فقد زار ليبيا في الآونة الاخيرة، لدعم فرع التنظيم فيها، وحط قدمه في معقل التنظيم في سرت. ورغم تلك المهام، فإنه كان مهمشاً في الفترة الاخيرة، بحسب خبراء غربيين في حركات الجماعات المتشددة.

 

وتبقى تولية البنعلي لموقعه، من ضمن الفرضيات، ولو أنها الاكبر، ذلك ان التنظيم لم يختر بعد خلفاً للعدناني. وفي حال كان التنظيم يسعى لتكريس نفسه سورياً، رغم عجزه عن الاحتفاظ بأراضيه، وخصوصاً في منطقة شمال شرقي سوريا، وشرق الفرات وغربه في شمال البلاد، فإنه يحتاج الى سوري آخر، مثل العدناني، يتولى الموقع. وهنا، يرى باحثون أن الموقع حينها سيذهب الى ابو لقمان، أول ولاة التنظيم على الرقة السورية، وقائد معارك التنظيم بريف حلب في العام 2015.

 

دي ميستورا يحذّر: داريا قد تتكرر

أعرب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن “خيبة أمله”، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في حلب، إلى الآن، معتبراً أن هنالك افتقاراً للثقة بين الجانبين الروسي والأميركي بخصوص الوضع في المدينة.

 

وأكّد دي ميستورا، في مؤتمر صحافي الخميس، أن الأمم المتحدة لا تزال تعمل للتوصل إلى هدنة في أسرع وقت ممكن في حلب “رغم التعقيدات”، مجدداً أمله بأن تتوصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق حول سوريا قبل انعقاد قمة العشرين في الصين نهاية الأسبوع الحالي.

 

ونبّه دي ميستورا من أن سيناريو ترحيل السكان، كما حصل في مدينة داريا، قد يتكرر في عدد من المناطق المحاصرة، معتبراً في السياق أن الوقت “ليس مناسباً” لمبادرات جديدة حول سوريا.

 

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، قد أكد في وقت سابق، أن موسكو مصرّة على إطلاق “حوار سوري كامل النطاق” من أجل التوصل لتسوية “في أقرب وقت ممكن”.

 

واعتبر لافروف، في كلمة ألقاها أمام طلاب معهد موسكو للعلاقات لدولية التابع للخارجية الروسية، الخميس، أن الأمم المتحدة “لا تسرع في اتجاه” إطلاق حوار سياسي حقيقي في سوريا، بالرغم من تفويضها في هذا الشأن.

 

وأضاف المسؤول الروسي أن بلاده تبذل “جهوداً كثيفة” من أجل التوصل إلى تسوية في سوريا و”محاربة الإرهاب، وتخفيف معانة السكان”، مؤكداً أن موسكو “تعمل دائماً انطلاقاً من القانون الدولي”، وإنها استندت إلى هذه المبادىء “عندما قررنا الاستجابة لطلب الحكومة السورية، وأرسلنا مجموعة من القوات الجوية والفضائية الروسية إلى سوريا لمحاربة “داعش” و”جبهة النصرة” والجماعات الإرهابية الأخرى التي تتعاون مع هذين التنظيمين”.

 

وكان نائب لافروف، سيرغي ريابكوف، قد قال في وقت سابق الأربعاء، إن روسيا والولايات المتحدة اقتربتا من التوصل لاتفاق نهائي حول حلب، مشيراً إلى أن خبراء من الجانبين سيجتمعون في الساعات القريبة المقبلة للتوصل إلى اتفاق حول التنسيق في سوريا.

 

ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن ريابكوف، الذي يقوم بزيارة إلى إيران، قوله “نحن على بعد خطوات من إيجاد حل للوضع الخاص في حلب. وسيلتقي عسكريونا من جديد خلال الساعات القريبة المقبلة للتوصل إلى اتفاق نهائي. ولم نتوصل حتى الآن إليه”. وأضاف المسؤول الروسي إنه “في حال عدم وجود عمليات عسكرية مناسبة”، فإن موسكو “ترحب مشيراً إلى أن الجانبين حققا تقدماً “في الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة في سوريا”.

 

واعتبر ريابكوف أن الولايات المتحدة “تتبنى الآن توجهاً أكثر إيجابية مقارنة بالسابق”، لكن رغم ذلك، لفت إلى وجود عقبات في المناقشات معها. وقال “نحن على ما يبدو نتفق حول شيء ما لكن في اليوم التالي تقوم واشنطن بإحداث تغيير على الصعيد الميداني فنواجه أفكاراً وطلبات وشروطاً إضافية جديدة”.

 

حماة: المرحلة الثالثة من المعركة تقترب من المدينة

عبدالله الحموي

بدأت المعارضة بالتمهيد المدفعي على مواقع قوات النظام في جبل زين العابدين شمالي مدينة حماة، الخميس، وتمكنت من تدمير مواقع الإشارة والاتصالات فيه، بعد استهداف قمته بصواريخ “غراد” ومدفع “130”.

 

وتتابع فصائل المعارضة “المرحلة الثالثة” من معركة ريف حماة الشمالي، حيث بسطت سيطرتها صباح الخميس على قرية معردس بعدما تمكنت، الأربعاء، من السيطرة على مدينة صوران بالكامل وتل بزام شرقي طريق حماة-حلب الدولي.

 

وشملت “المرحلة الأولى” من عملية ريف حماة الشمالي، كسر خطوط الدفاع لقوات النظام في قرية المصاصنة ومعركبة والبويضة وحاجز زلين والزلاقيات، في حين تضمنت “المرحلة الثانية” السيطرة على مدينة حلفايا وقرية الناصرية وتلتها الاستراتيجية وطيبة الإمام. وفي “المرحلة الثالثة” المستمرة حتى الآن، تمت السيطرة على قرية صوران وتل بزام وقرية كوكب.

 

 

 

وكانت قوات المعارضة، قد هاجمت الأربعاء، حواجزَ لقوات النظام وسيطرت على حاجزي مفرق لحايا والسيرياتيل شمالي بلدة صوران، وحاجز الترابيع شمال شرقي مدينة محردة.

 

مراسل “مركز عاصي برس” إياد أبوالجود، قال لـ”المدن” إن عناصر من تنظيم “جند الأقصى” قاموا بعملية خاطفة استطاعوا من خلالها السيطرة على “كتيبة الصواريخ” شمال شرقي قرية معردس، ليتم بعدها اعلان السيطرة على معردس بالكامل. وجاء هذا التقدم بعدما تمكن مقاتلو “جند الأقصى” و”جيش النصر” من السيطرة على مدينة صوران شمال شرقي مدينة طيبة الإمام، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، التي انسحبت بدورها باتجاه جبل زين العابدين.

 

وأشار أبوالجود إلى أن السيطرة على النقاط الجديدة، جاءت عقب تمكن مقاتلي المعارضة من السيطرة على أكثر حواجز قوات النظام تحصيناً في محيط صوران؛ حاجز المكاتب وحاجز مفرق صوران، وعلى تل بزام الاستراتيجي. كما اغتنم مقاتلو المعارضة مستودعاً للذخيرة وثلاث دبابات احداها من طراز “T-72” ومدفعاً من عيار “23 مم”، والعديد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

 

قائد “كتيبة الاستطلاع” في ريف حماة الشمالي وسام أبومحمد، قال لـ”المدن”، إن لغطاً كبيراً، رافق انطلاق معركة ريف حماة الشمالي، إذ سيطرت المعارضة على حواجز متعددة بشكل فجائي سريع جداً. الأمر كان أشبه بمعارك تنظيم “الدولة الإسلامية” التي تتميز بالسرعة وردة الفعل السريع. وتابع أبومحمد، بالقول إن استراتيجية جديدة طبقت في هذه المعركة بمراحلها الثلاث، تعتمد على الضربات السريعة والمتتالية. وأشار إلى أن معارك المعارضة السابقة كانت تنفذ بعض الضربات من ثم تتوقف، لتأتي قوات النظام وتسترجع النقاط التي خسرتها. ورجّح أبو محمد، وجود خطة بعيدة الأمد، تهدف ربما إلى السيطرة على مدينة حماة وقطع الطريق الدولي المؤدي إلى حلب، الذي يعاني حالياً من هجمة شرسة من قوات النظام.

 

راصد الطيران وتحركات قوات النظام في ريف حماة الشمالي أبوحمزة ثمانين، قال لـ”المدن” إن تجهيز المعارضة للمعركة كان مفاجئاً، وربما ظنت قوات النظام أنها ستكون كسابقاتها من المعارك.

 

لكن قوات المعارضة كان لديها خطة للسيطرة على ريف حماة الشمالي بشكل كامل، وأوضح أبومحمد، أنه وبعد السيطرة على حواجز زلين والمصاصنة تم التقدم بشكل سريع إلى مدينة حلفايا وحاجزي السمان والمداجن وصولاً إلى بلدة الناصرية وتلتها الاستراتيجية. وتسبب سقوط الحواجز في انهيار قوات النظام، على الرغم من أن اغلب عناصر الحواجز هم من أهل المنطقة، لكن ينقصهم التدريب العسكري المناسب. وكانت قوات النظام قد انسحبت إلى قرية بطيش بالقرب من حلفايا، والتي تقدمت إليها المعارضة مباشرة بعد تحرير بلدة الناصرية وتلتها.

 

وتابع أبوحمزة، بالقول إنه بعد سيطرة قوات المعارضة على تلك المواقع، بدأت بتوسيع خط المعركة بالهجوم على الطريق الدولي والسيطرة على مدينة صوران، التي تعتبر مفتاحاً لريف حماة الشمالي والشرقي، ونقطة تحكم لقرى معان وكوكب شرقاً ومدينة كفرزيتا شمالاً. وكانت مدينة صوران تستخدم من قبل قوات النظام كمركز عمليات، ومع ذلك فقد انسحبت منها واتجهت إلى جبل زين العابدين.

 

القائد العسكري في “فيلق الشام” أبوعلي، قال لـ”المدن”، إنه بعد الانسحابات المتكررة لقوات النظام باتجاه جبل زين العابدين، فإن الجبل سيكون الركيزة الأساسية لقوات النظام. وأضاف أن قوات النظام تسعى لجمع صفوفها ضمن منطقة محصنة، بعد خسارتها قرية معردس القريبة من جبل زين العابدين.

 

وتكمن أهمية هذه المعركة، بسرعة حدوثها، مستغلة إرسال قوات النظام لتعزيزات عسكرية كبيرة من مدينة حماة باتجاه مدينة حلب لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة مؤخراً. لذلك تسعي قوات المعارضة إلى تشتيت قوى النظام ما بين حماة وحلب.

 

والخطوة القادمة للمعارضة تبقى غامضة في ظل التكتم والحذر الذي تبديه قياداتها، ويوجد العديد من السيناريوهات، ولا يستبعد أي منها عملاً معاكساً لقوات النظام لاستعادة المناطق أو امتصاص الصدمة.

 

وتتميز معركة ريف حماة الشمالي، بوجود ثلاث غرف عمليات تضم فصائل مختلفة منها الإسلامية ومنها التابعة للجيش الحر، وهي تقوم بالتنسيق بينها، وتضطلع كل واحدة منها بالمسؤولية عن محور معين في ريف حماة.

 

وانضمت إلى معركة ريف حماة الشمالي مؤخراً، حركة “أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام” و”أجناد الشام”، لتوسيع الجبهة والعمل على نقاط أخرى في ريف حماة، لتخفيف الضغط على بقية الجبهات.

 

ويعتبر هذا الهجوم في ريف حماة هو الأوسع منذ عام 2014، ووفق خريطة السيطرة الحالية يفترض أن توسع المعارضة من نقاط سيطرتها غرباً إلى كرناز وشرقاً إلى معان، لدعم نقاط سيطرتها الجديدة.

 

وشنّ الطيران الروسي غارات جوية مستخدماً الصواريخ العنقودية وقنابل الفوسفور المحرمة دولياً على صوران وطيبة الإمام وحلفايا، كما استهدفت طائرات النظام الحربية مدينة كفرزيتا وقرية البويضة في ريف حماة الشمالي. وتسبب القصف المتواصل لتلك المدن في نزوح أكثر من أربعين ألف نسمة من سكانها إلى ريف إدلب.

 

وكانت اشتباكات قد اندلعت بين قوات النظام والمليشيات الموالية، في قرية قمحانة في ريف حماة الشمالي، إثر رفض المليشيات القتال إلى جانب تلك القوات.

 

وتضم مدينة حماة عدداً كبيراً من مقرات قوات النظام، إلى جانب مطارها العسكري، الذي يعد الأنشط حيث تنطلق منه طائرات النظام الحربية لقصف مناطق سيطرة المعارضة.

 

أردوغان: لن نسمح للأكراد بإنشاء “ممر إرهابي” شمالي سوريا

بي. بي. سي.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تسمح للميلشيات الكردية شمال سوريا بانشاء “ممر إرهابي” على الحدود الجنوبية، حسب وصفه.

 

ونفى أردوغان في كلمة خلال وجوده في مطار إيسنبوغا الدولي في أنقرة وجود أن تكون وحدات حماية الشعب الكردية انسحبت نحو المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات شمال سوريا.

 

ومن المتوقع أن يصل أردوغان إلى بكين، خلال ساعات، لحضور اجتماعات قمة العشرين بدعوة من نظيره الصيني، شي جين بينغ، بحسب ما أوردت وكالة الأناضول.

 

وأكد أردوغان أن التوغل الذي تدعمه تركيا في شمال سوريا يسير بنجاح وإنه تم تطهير 400 كيلومتر مربع من الأراضي السورية من مقاتلي تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية.

 

وقال “ليس لأحد أن يتوقع منا أن نسمح بممر للإرهابيين على حدودنا الجنوبية.”

 

وأضاف أن مقاتلي الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب يهددان تركيا، مشيرا إلى أن تركيا تسعى لإقامة “منطقة آمنة” في سوريا لكن الفكرة لم تلق تأييد قوى عالمية أخرى.

 

وكانت الرئاسة التركية نفت في وقت سابق أنباء حول توصل أنقرة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع مسلحين أكراد بشمال سوريا.

 

وحول استقالة وزير الداخلية إفكان علاء هذا الأسبوع، قال إن الحكومة قد تشهد مزيدا من التغييرات لكنه أكد أن رئيس الوزراء بن علي يلدريم لم يعلمه بقرارات محددة .

 

وأضاف للصحفيين “ربما تحدث تغييرات مماثلة في وزارات أخرى مع الوقت لكن لم يعلمني رئيس الوزراء بتفاصيل حول ذلك بعد. حكومتنا تسير بثبات في طريقها المرسوم”.

 

وكان وزير الداخلية التركي تقدم باستقالته الأربعاء بعد سلسلة من الانفجارات في مناطق متفرقة وهو ما أثار انتقادات حول فشل الاستخبارات منذ الفترة التي سبقت محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز الماضي.

 

ووفقا لأنقرة، فإن عملية “درع الفرات” تستهدف المتشددين والمقاتلين الأكراد أيضا لمنعهم من إقامة منطقة حكم ذاتي على طول الحدود مع تركيا.

 

وقصفت الطائرات التركية مواقع وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة “مجموعة ارهابية”، بعد أن منيت بأول خسارة لها في سوريا إثر استهداف احدى دباباتها من قبل المقاتلين الأكراد.

 

وأفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية بأن أردوغان يعتزم إطلاع قادة العالم على هامش قمة العشرين في الصين على تفاصيل المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي، وعملية “درع الفرات” شمالي سوريا.

 

في غضون ذلك، واصلت السلطات التركية ما سمته عملية التطهير في البلاد حيث نشرت الجريدة الرسمية التركية، مساء الخميس، مرسومًا بفصل 8 آلاف من موظفي مديرية الأمن العام والقيادة العامة للدرك وقيادة خفر السواحل ومؤسسات حكومية أخرى.

 

النظام يبدأ إجلاء أهالي داريا من المعضمية  

أفاد مراسل الجزيرة بريف دمشق أن قافلة تابعة للهلال الأحمر السوري وصلت إلى مدخل مدينة معضمية الشام المحاصرة بريف دمشق، بهدف إتمام عملية إجلاء أهالي داريا وفق الاتفاق الذي فرضه النظام على المدينة قبل بضعة أيام.

 

وأضاف المراسل أن الحافلات ستقل جزءا من أهالي داريا المحاصرين في معضمية الشام باتجاه بلدة حرجلة بريف دمشق الغربي، ومن ثم إلى مراكز الإيواء التي يشرف عليها النظام السوري.

 

يذكر أن معضمية الشام يسكنها قرابة ألف عائلة من أهالي داريا، سيخرج قسم منهم الآن بينما قد يفضل آخرون البقاء مع أقاربهم من مقاتلي المعارضة على أمل أن يخرجوا باتفاق آخر إلى الشمال السوري.

 

وأكد ناشطون أن عشر حافلات إضافة إلى سيارات تابعة للهلال الأحمر، ستنقل أهالي مدينة داريا بوساطة أممية.

 

وبثت مواقع مقربة من النظام تسجيلات مصورة للأسر وهي تغادر المدينة وتقف على حاجز الفرقة الرابعة عند المدخل حيث يتم تسجيل أسمائهم.

 

يذكر أنه وفي وقت سابق تم نقل مقاتلي الثوار في مدينة داريا إلى ريف إدلب، وهم ضمن فصيلي لواء شهداء الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، إضافة إلى أهالٍ من المدينة.

 

وكان النظام السوري قد طالب مسلحي المعارضة المحاصرين في المعضمية بتسليم أسلحتهم والخروج منها، مهددا باقتحامها وإخلائها من المدنيين على غرار ما حدث في مدينة داريا المجاورة.

 

وقال ناشطون إن النظام فاوض الاثنين الماضي وفدا من أهالي البلدة على خطة تتضمن شرطين: أولهما تسليم السلاح الفردي والثقيل بالكامل ودخول جيش النظام للبلدة والسيطرة عليها، والثاني تسوية أوضاع المنشقين عن الجيش وخضوع جميع الأهالي لسلطة النظام.

 

وأضافوا أن النظام هدد الوفد في حال عدم الاستجابة بأن تواجه المعضمية مصير داريا، وذلك بترحيل الأهالي والمسلحين إلى الشمال السوري.

 

وخلال الجمعة والسبت الماضيين، خرجت قوافل من داريا وفقا لاتفاق يقضي بخروج أربعة آلاف مدني إلى مناطق أخرى بريف دمشق، ونحو سبعمئة مقاتل مع أهاليهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب، وذلك بعدما عانت داريا لأربع سنوات متتالية من حصار خانق وقصف عنيف لم يتمكن جيش النظام خلالها من السيطرة على المدينة رغم تكرار المحاولات.

 

يُذكر أن منسق الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب بعث الأحد الماضي برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يقول فيها إن حلب وحمص وريف دمشق ومناطق أخرى تشهد تغييرا ديمغرافيا وتهجيرا قسريا، محذرا المنظمة من أن “تغرق في تبعاته القانونية والأخلاقية”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

مأساة تتعاظم في داريا في العام الرابع للحصار  

عمار خصاونة-خاص

يواجه نحو عشرة آلاف مدني داخل مدينة داريا في ريف دمشق مصيرا مجهولا بعد دخولهم في العام الرابع من الحصار الذي تفرضه عليهم قوات النظام السوري، وتفاقم الوضع مع إغلاق المنفذ الوحيد نحو المدينة بعد قطع قوات النظام الطريق الذي يصلها بمعضمية الشام.

 

وبدأت قوات النظام منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حملة عسكرية يصفها قياديون في الجيش الحر التابع للمعارضة المسلحة بالهمجية، حيث تمكن النظام خلالها من فصل مدينتي داريا ومعضمية الشام عن بعضهما بعد إحكام سيطرته على الطريق الواصل بينهما.

 

وقال مسؤول الترويج والمعلومات في مجلس داريا المحلي حسام عياش للجزيرة نت إن أربعة آلاف مدني تمكنوا من الخروج من داريا إلى معضمية الشام منذ بدء النظام السوري حملته الأخيرة للفصل بين المدينتين، ليبقى 8300 مدني تحت الحصار في ظل ظروف إنسانية صعبة.

 

وكانت مدينة معضمية الشام تُعتبر المنفذ الوحيد لمدينة داريا المحاصرة، حيث كان أهالي الأخيرة يستجلبون بعض المواد الغذائية البسيطة من المعضمية رغم صعوبة الطريق الواصل بينهما بسبب استهداف قوات النظام السوري له، بحسب ناشطين.

 

استهداف دائم

ويؤكد عياش للجزيرة نت أن طائرات النظام السوري تلقي يوميا قرابة أربعين برميلا متفجرا كمعدل وسطي، وقد وصلت في بعض الأيام إلى ثمانين برميلا متفجرا، الأمر الذي يزيد من صعوبة الحياة خصوصا بعد تعمد النظام استهداف الأراضي الزراعية داخل المدينة والتي زرعها الأهالي لتعويض شح المواد الغذائية.

 

ويشير إلى أن معظم الخدمات المعيشية مفقودة بشكل شبه تام داخل المدينة، خصوصا الكهرباء والماء، بعد فقدان المحروقات لتشغيل المولدات الكهربائية، مشيرا إلى أن المدنيين يستهلكون من بعض المخزون الغذائي الذي يصفه بالقليل جدا.

 

وتتواصل الأوضاع المأساوية رغم أن أهالي داريا المحاصرين نفذوا اعتصاما لإيصال صوتهم إلى العالم، ورفعوا شعارات تصف واقعهم المؤلم وتطالب المجتمع الدولي بفك الحصار وإيقاف القصف قبل حدوث كوارث إنسانية بفعل الحصار، وهذا ما أكده المجلس المحلي للمدينة للجزيرة نت.

أوضاع مأساوية

ويؤكد المسؤول الطبي في مشفى داريا الميداني أسامة أبو صهيب للجزيرة نت أن المشفى يواجه عجزا كبيرا، خصوصا بعد نفاد معظم المستلزمات الطبية والأدوية التي جمعوها في السابق.

 

وقال أبو صهيب إن المشفى يعجز عن علاج حالات الشلل وحالات بتر الأطراف التي تتطلب علاجا مستمرا والتي بلغت أعدادها 64 حالة داخل الحصار، مشيرا إلى أن 240 حالة تعاني من إصابات عصبية وإصابات الرأس والعمود الفقري والقصور الكلوي والتي يعجز المشفى أيضا عن معالجتها، وتتطلب خروجها من المدينة بأقصى سرعة تلاقيا للوفاة نتيجة نقص في العلاج.

 

وأضاف أن المشفى بعد استقبال أكثر من عشرة آلاف مصاب منذ بداية الحصار على المدينة وإجراء قرابة ثلاثة آلاف عملية جراحية، أصبح يفتقر إلى أدوية الأطفال والالتهابات.

 

من جهته يؤكد حسام عياش أنه تم تسجيل عشرة حالات لسوء التغذية جلهم من الأطفال، بسبب عدم توفر الحليب والغذاء المناسب لهم، كما أن عددا من حديثي الولادة توفوا لعدم توفر الحواضن والرعاية الصحية والأدوية في ظل هذا الحصار، خصوصا بعد الفصل بين داريا ومعضمية الشام.

 

ولفت عياش من جهته إلى أن كوارث إنسانية ستحدث ما لم يقم يتوقف القصف ويُفك الحصار الذي يقول بأنه سيودي بحياة المئات إلى الموت، خصوصا ممن يعانون من أمراض مزمنة ومن الأطفال الذين يعانون سوء تغذية والجرحى الذين يتطلب علاجهم دخولهم لمستشفيات نظامية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

هل تغيرت السياسة الأميركية إزاء سوريا؟  

فادي جابر-غازي عنتاب

تناقلت مواقع إعلامية عديدة معلومات عن اجتماع ضم مؤخرا المبعوث الأميركي الخاص لسوريا مايكل راتني مع الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، ونشرت أخبارا تتحدث عن ملامح جديدة في السياسة الأميركية اتجاه سوريا، إضافة إلى طلب راتني من الائتلاف التواصل مع كل من حزب الاتحاد الديمقراطي والقيادة الروسية.

 

وفي هذا السياق أكدت مصادر رسمية أميركية للجزيرة نت أن سياسة الولايات المتحدة بشأن سوريا “لم تتغير”، موضحة أنها تواصل بشكل عام دعم وقف حقيقي “للأعمال العدائية” قد يقلل من العنف ويحمي المدنيين.

 

كما أشارت إلى أن “وقف الأعمال العدائية سوف يسمح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وبصفة متواصلة ويسهل إطار الانتقال السياسي”.

 

وأوضحت المصادر الأميركية أنها لن تدخل في تفاصيل ما تم نقاشه أو ما تسرب إلى وسائل الإعلام على اعتبار أن تلك التسريبات لا تعتمد على معلومات دقيقة.

 

منظار كردي

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الغضوي إن واشنطن تريد الإمساك أكثر بالورقة السورية من خلال التعاون بين المعارضة وحزب الاتحاد الديمقراطي، لافتا إلى أن واشنطن لم تعد بنفس المستوى القوي لأنها باتت تنظر إلى سوريا من العين الكردية وبالتحديد من زاوية قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأما الحديث عن تغيّر في السياسة الأميركية حيال الأزمة السورية فهو وفق الغضوي “أمر يحتاج حدوثه إلى معجزة، بل على العكس تريد روسيا قيادة الأيام الأخيرة من حكم الرئيس الأميركي باراك أوباما لمزيد من الإحكام على الأزمة السورية”، مبينا أن الفترة المقبلة “أميركيا” ستكون سيئة جدا، ذلك أن التراكمات السابقة جعلت من واشنطن طرفا غير موثوق.

وأضاف الغضوي أن التدخل التركي في سوريا ودخول جرابلس من خلال “درع الفرات” يعكس هشاشة الدور الأميركي، ذلك أن تركيا قررت الانقلاب على القيود الأميركية السابقة التي كانت تمنع القيادة التركية من أي تدخل بري في سوريا.

 

وأما ما يتعلق باجتماع المبعوث الأميركي بالمعارضة، فقد أوضح الغضوي أنه ليس هناك تسريبات بالمعنى الحقيقي حول اللقاء، موضحا أن ما جرى خلال الاجتماع هو طلب راتني من الائتلاف التواصل مع حزب الاتحاد الديمقراطي.

 

إدارة الأزمة

أما عضو الائتلاف الوطني المعارض نصر الحريري فيرى أن الموقف الأميركي لم يتغير، وهو “إدارة الأزمة في سوريا وليس حلها”، موضحا أن “واشنطن منعت تزويد الثوار بالأسلحة النوعية والعادية، في حين سمحت للنظام بالاستعانة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله والاحتلال الروسي”.

 

وأضاف الحريري أن أميركا منعت أيضا إقامة المنطقة العازلة أو الحظر الجوي، في حين وجهت رسائل مباشرة للنظام تحذره من أن أي طائرة تستهدف قوات حزب الاتحاد الديمقراطي سيتم إسقاطها مباشرة.

 

وأوضح الحريري أن “أميركا سكتت عن كل جرائم بشار الأسد بما فيها استخدام السلاح الكيميائي، كما سكتت عن سياسة الحصار والتجويع والقتل والتدمير وانتهاك حقوق الإنسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام، بل أصبحت الأمم المتحدة تشارك النظام في سياسة التهجير القسري والتغيير الديمغرافي”.

 

وختم الحريري بالقول إن “أميركا دعّمت فصيلا كرديا مرتبطا بالنظام وارتكب كل أنواع الانتهاكات ضد الشعب السوري بمن فيهم الإخوة الأكراد”، موضحا أن “لهذا الفصيل ارتباطات مؤكدة مع تنظيم حزب العمال الكردستاني، وله أجندة إرهابية وانفصالية واضحة”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

الأمم المتحدة تنفي الانحياز للأسد وتحذر من التهجير  

نفى المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا اتهامات للأمم المتحدة بالانحياز إلى النظام السوري ووصفها بأنها غير عادلة، منتقدا نهج النظام في تهجير سكان مدن محاصرة كما حدث في داريا، وحذر من أن هناك أكثر من داريا في الطريق.

 

ووجه المبعوث الأممي لوما غير مباشر لصحيفة ذي غارديان البريطانية بعد تقريرها الأخير عن دعم الأمم المتحدة لنظام الأسد ومؤسساته.

وكان تحقيق للصحيفة قد كشف عن منح الأمم المتحدة مئات من العقود تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات لأناس مقربين من الرئيس السوري بشار الأسد، في إطار برنامج المساعدات الذي بدأ عام 2011 ويُخشى أن يكون تحت رحمة حكومة دمشق بشكل متزايد.

 

واعتبر دي ميستورا في سياق حديثه أن المهمات الإنسانية فشلت في داريا التي خذلها الجميع، مشيرا إلى أن هناك إستراتيجية لتطبيق ما حدث في دارايا بحي الوعر في معضمية الشام. كما انتقد نهج النظام السوري في تهجير سكان المدن المحاصرة.

 

وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من تهجير النظام أهالي مدينة داريا في ريف دمشق، ومحاولات تطبيق ذلك في معضمية الشام المجاورة.

محادثات وأمل

من جهة أخرى ذكر دي ميستورا أن محادثات بين مسؤولين أميركيين وروس كبار بهدف التوصل إلى اتفاق واسع لوقف إطلاق النار في سوريا؛ من المرجح أن تستمر حتى مطلع الأسبوع مع اشتداد حدة الصراع.

 

وتعكس عمليتا التفاوض جهودا دبلوماسية حثيثة لإحلال قدر من السلام وسط تصعيد في الصراع المستمر منذ خمس سنوات في حلب وأماكن أخرى بسوريا، وسط تواصل القتال بين أطراف عدة.

 

وقال دي ميستورا إن مسؤولين عسكريين وأمنيين ودبلوماسيين من الولايات المتحدة وروسيا استأنفوا المحادثات في جنيف الأربعاء لإعطاء “قوة دفع جديدة وشديدة لوقف الأعمال القتالية”.

 

وتأتي هذه المحادثات في أعقاب اجتماع طويل بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اللذين فشلا في التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي.

 

من جهته قال مستشار المبعوث الدولي يان إيغلاند إنه يشعر أنه قد خذل سكان داريا بعد ما مروا به في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الأمل لا يزال قائما في التوصل إلى هدنة منتظمة مدتها 48 ساعة في مدينة حلب بشمال سوريا للسماح بتوصيل المساعدات وإجلاء الحالات التي تستلزم رعاية طبية.

 

وقال إيغلاند إن الضغوط من جانب دول -بينها إيران والسعودية وتركيا- هي فقط التي تستطيع أن تفتح الباب أمام المزيد من تسليم المساعدات الإنسانية.

 

اتهام وجرائم

في المقابل اتهم رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هيثم المالح للجزيرة؛ الأمم المتحدة بالتقصير الذي يرقى إلى درجة التواطؤ، لأنها تركت الشعب السوري يُذبح من قبل نظام فاقد الشرعية، ومن قبل إيران وروسيا اللتين ترتكبان جرائم حرب في سوريا، حسب وصفه.

 

وأشار المالح إلى أن قوات النظام تحاصر نحو مليون شخص, وتخيرهم بين التهجير أو القتل بأساليب مختلفة كالتجويع أو القصف، موضحا أن الائتلاف سيطلع خلال اليومين المقبلين الأمم المتحدة ومجلس الأمن بملفٍ يتهم المنظمة الدولية بتقصير يرقى إلى التواطؤ مع النظام.

 

وبشأن المدن المحاصرة قال المالح إنه يجري تهجير أهلها بالعنف عبر القصف الجوي والقصف بالبراميل والغاز المميت والتجويع ومنع الدواء وغيرها، مشيرا إلى وجود ستة ملايين سوري خارج البلاد جراء سياسة النظام.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

كاتب: حان الوقت للاعتراف بفشل سياسة أوباما بسوريا  

قالت مجلة نيوزويك الأميركية إنه قد حان الوقت للاعتراف بأن سياسة الاحتواء التي انتهجها الرئيس باراك أوباما في سوريا قد فشلت، والسبب الرئيسي في ذلك هو ضعف أميركا وحلفائها عسكريا على الأرض.

 

وقال كبير الباحثين في السياسة الخارجية بمركز بروكنغز للأبحاث مايكل أوهانلون إن تهديد تنظيم الدولة في ازدياد وإن مركز انطلاق هذا التهديد هو سوريا، ليس بسيطرة التنظيم على أراض هناك بل لأن معتقد التنظيم أن “الجهاد” ضد الكفار وتحرير الشرق الأوسط وتحويله إلى دولة خلافة ينطلق من سوريا.

 

وأضاف أن سياسة أوباما بسوريا تحاول محاربة تنظيم الدولة وجبهة النصرة بالاشتراك مع روسيا، وتقليل هجمات النظام السوري ضد “المعارضة المعتدلة” من أجل مساعدتها على السيطرة على أراض، والحصول على دعم من الأردن وجميع حلفاء واشنطن للضغط على المجموعات المختلفة في أوقات مختلفة.

 

ضعف على الأرض

وأوضح الكاتب أن تلك الأهداف لن تتحقق بوجود ثلاثمئة جندي أميركي فقط على الأرض، وأن على واشنطن حل هذه المعضلة بأسرع وقت. وأنه يقترح تغييرات في السياسة الأميركية بسوريا تتضمن العمل مع المجموعات التي كانت لها علاقات سابقة بجبهة النصرة، بشرط التأكد من أنها هي نفسها ليست “جبهة نصرة”.

 

وأشار إلى أنه من الضروري زيادة الدعم لهذه المجموعات بتزويدها بالصواريخ المضادة للدبابات -لا المضادة للطائرات- وبالذخيرة والأغذية، ودعمها لوجستيا لمساعدتها على بناء قواتها.

 

واقترح أوهانلون أيضا استخدام الخيارات المختلفة بشأن إقامة مناطق آمنة، مثل عدم إسقاط طائرة قبل تحديد ما إن كانت روسية أو سورية، وتدمير أي طائرة سورية على الأرض إذا ثبت قصفها أي منطقة ببراميل متفجرة على سبيل المثال.

 

المناطق الآمنة

وأوضح الكاتب بأن مثل هذه العمليات التي يقترحها لا تخلو من التعقيد، خاصة مع وجود الطائرات الروسية بالمنطقة، مؤكدا أن أميركا أخطأت في تمسكها بموقف جامد من قضية المناطق الآمنة -رفض إقامة هذه المناطق- رغم وجود خيارات مختلفة كان بالإمكان تبنيها.

 

وأضاف بأنه لا يقترح البدء بالإعلان عن مناطق آمنة بل بالمساعدة على ظهورها بالأمر الواقع، مثل أن تزيد أميركا تعاونها مع حلفائها الأكراد بشمال البلاد وحلفائها بجنوب البلاد وتسريع وتكثيف نشاطها على الأرض في هذه المناطق، وبهذه الطريقة ستظهر المناطق الآمنة تلقائيا.

 

وفيما يتصل بتوسيع التعاون الأميركي ليشمل مجموعات أكثر، أوضح أوهانلون أن أميركا ليس لديها حلفاء كبار على الأرض بسوريا باستثناء الأكراد، وأن هذا التحالف لن يكفي لهزيمة تنظيم الدولة وجبهة النصرة وتغيير الرئيس السوري بشار الأسد في نفس الوقت.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

سوريا.. نازحو داريا يواجهون تهجيراً جديداً

أكثر من 300 مدني نزحوا إلى معضمية الشام ثم خرجوا منها قسراً

دبي – قناة العربية

أفاد ناشطون بأن أكثر من 300 مدني كانوا نزحوا من داريا إلى بلدة معضمية الشام، بدأوا الجمعة بمغادرة المعضمية، وأنَّ مَنْ تبقى من نازحي داريا سيرحل خلال أسبوع أو عشرة أيام.

ودخلت سيارات تابعة للهلال الأحمر وباصات نقل إلى مدينة المعضمية في ريف دمشق استعداداً لنقل أهالي مدينة داريا في المدينة إلى مركز إيواء في الحرجلة.

وتهجير أهالي داريا هو مرحلة أولى سيتبعها تهجير أهالي المعضمية نفسها ومسلحي المعارضة السورية فيها أيضاً.

ويقول ناشطون من داحل المدينة إن هذا تطبيق للمرحلة الأولى من اتفاق بين النظام السوري وأهالي المعظمية بريف دمشق.

ومن المتوقع أن يتبعها، وفق الناشطين، خروج أهالي المعضمية نفسها ومسلحي المعارضة فيها، إلى مناطق سورية أخرى.

وجاء اتفاق تهجير أهالي المعضمية والنازحين إليها بعد مفاوضات شاقة بين ممثلي المدينة ووفد نظام بشار الأسد، بحضور ضباط روس وقد وضع فيها النظام شروطاً لا يبدو أنها تركت خياراً ثالثاً لوفد المدينة إما التسليم أو الحرب.

وأبرز تلك الشروط: تسليم السلاح بشكل كامل، وتسوية أوضاع جميع المسلحين والمنشقين والمتخلفين، ودخول مؤسسات النظام، وإعداد قوائم تحمل أسماء الأشخاص الذين لا يرغبون بالتسوية وترحيلهم خارج المعضمية باتجاه الشمال، وتشكيل كتيبة تحمل اسم الشرطة الداخلية بقيادة مشتركة من أهالي المدينة وقوات الأسد.

ويبدو ملف المعضمية نهائياً هذه المرة، لاسيما بعد إخلاء داريا قبلها التي شكلت خطوة متقدّمة في تأمين العاصمة دمشق.

 

خطة تركية لوقف النار وإدخال مساعدات لحلب قبل العيد

أردوغان سيطرح خطة الهدنة في حلب خلال قمة العشرين

كشفت مصادر دبلوماسية أن تركيا بلورت خطة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب قبل حلول عيد الأضحى المبارك.

وأكدت المصادر لـصحيفة “الشرق الأوسط” أن أنقرة تتشاور حاليا مع القوى الدولية الفاعلة والأطراف المختلفة المعنية بالوضع في سوريا عبر القنوات الدبلوماسية للتباحث حول هذه الخطة وضمان تأييدها ودعم تثبيتها.

وشددت في الوقت نفسه على أنه لا توجد أي اتصالات مباشرة بين تركيا والنظام السوري في هذا الشأن.

من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالين أن الرئيس رجب طيب أردوغان يشرف بنفسه على مساع رامية لإحلال وقف إطلاق النار في محافظة حلب السورية قبل حلول عيد الأضحى.

ونقل موقع “ترك برس” عنه إشارته إلى أن أردوغان سيطرح خطته حول وقف إطلاق النار في حلب على نظرائه خلال اجتماعات قمة الدول العشرين.

 

انشقاق “فصيل عربي” جديد عن “سوريا الديمقراطية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشف نشطاء مقربين من المعارضة السورية، الجمعة، عن انشقاق “فصائل عربية” عن “قوات سوريا الديمقراطية”، التي خاضت في شمال سوريا معارك مع تنظيم داعش المتشدد بدعم من التحالف الدولي.

وقالت المصادر لـ”سكاي نيوز عربية” إن “ﻟﻮﺍﺀ أﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﺮﺣﺎﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ” انشق‏ و”ﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ بلدات ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﻭالحمدانات وﻛﺮﺩﻭﺷﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﻑ وﺍﻟﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻭأﺑﻮ ﻃﺎﺑﺎﺕ” بعد مواجهات مع المقاتلين الأكراد.

 

وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية عصب “قوات سوريا الديمقراطية” إلى جانب فصائل من المقاتلين السوريين العرب، وقد نجحت في طرد داعش من مدينة منبج في ريف حلب.

 

وأثار سقوط المدينة القريبة من الحدود التركية والواقعة غربي نهر الفرات مخاوف تركيا، التي أطلقت قبل أكثر من أسبوع عملية في شمال سوريا بمساندة فصائل من الجيش السوري الحر ضد داعش والأكراد.

 

 

 

ووسط خوض القوات التركية والجيش الحر مواجهات مع المقاتلين الأكراد في محيط جاربلس بعد تحريرها من داعش، توالت الأنباء عن انشقاق فصائل عربية عن “قوات سوريا الديمقراطية”.

 

وحسب النشطاء، فإن “ﻟﻮﺍﺀ أﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﻗﺔ” أسر 15 عنصرا من ميليشيات الوحدات واستولى على أسلحة ثقيلة بعد انشقاقه الذي أعقب انشقاق لواء التحرير ووصوله إلى جرابلس حيث انضم للجيش الحر.

 

وقبل انشقاقه، خاض لواء التحرير، الذي يعد “أحد أهم المكونات العربية في قوات سوريا الديمقراطية” معارك مع وحدات حماية الشعب الكردية “في محيط قرية القنيطرة التابعة لبلدة سلوك بريف الرقة الشمالي”.

 

وقالت مصادر في لواء التحرير إن “سبب الانشقاق والمواجهات هو رفض اللواء القتال ضد قوات الجيش الحر في ريف منبج.. وعدم موافقته على تهجير العرب في المناطق التي سيطر عليها الأكراد”.

 

وعزت المصادر أيضا الانشقاق إلى “تهميش الفصائل العربية”، مشيرة إلى أن “الميليشيات الكردية استقدمت تعزيزات كبيرة من الآساييش ووحدات حماية الشعب من مدينة رأس العين بالحسكة إلى المنطقة..”.

 

“القوانين الداعشية” تطال كرة قدم

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حظر تنظيم داعش المتشدد التحكيم في مباريات كرة القدم داخل المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، وبات الحكم هو الغائب الأكبر عن الملاعب.

وحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فإن متطرفي داعش يرفضون قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا ويعتبرونها “مارقة”.

 

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جانبه، أن محكمة تابعة للتنظيم المتشدد حظرت تحكيم كرة القدم، بسبب “منافاته لمقتضيات الشرع الإسلامي”.

 

ويحرص عشاق كرة القدم في مناطق مثل دير الزور الخاضعة لداعش في سوريا، أن يلعبوا كرة القدم، دون أن يشيروا إلى الفيفا ولا أن يطبقوا قوانينها.

 

وفي حال لم تطبق قوانين داعش المتطرفة، فإنه “سيتم منعهم من اللعبة بصورة نهائية”، بحسب ما يقول لاعب كرة قدم في إحدى مناطق سيطرة المتشددين.

 

ويقول الباحث في شؤون الإرهاب بجامعة وترلو، أمارناث أماريزنغام، إن ثمة انقساما بين المتشددين في النظر إلى كرة القدم.

 

إذ إن قسما منهم يعتبر اللعبة نشاطا رياضيا مفيدا للبدن، فيما يحرمها آخرون لأسباب متعددة من بينها التنافس على جائزة، وهو ما قد يدخل ضمن باب “القمار”.

 

أردوغان: البعض منزعج من هزمنا لداعش بجرابلس وسنطلب تسليم غولن

أنقرة، تركيا (CNN) — قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تقبل بتشكل ما وصفه بـ”الممر الإرهابي” على حدودها الجنوبية. مشددا على أن هدف عملية “درع الفرات” العسكرية شمالي سوريا القضاء على التهديد الذي تمثله المنظمات الإرهابية، للمنطقة الحدودية في تركيا وسكانها.

 

وأعرب أردوغان عن دهشته من بعض التصريحات التي صدرت خلال الأيام الأخيرة من عدة جهات غربية، قائلا “إن البعض يبدو كما لو كان منزعجا من الهزيمة التي تعرض لها داعش في جرابلس، هذا أمر لا يمكن فهمه” وفقا لما نقلته عنه وكالة “الأناضول” التركية شبه الرسمية.

 

ورفض أردوغان التأكيدات الأمريكية بانسحاب العناصر الكردية التي كانت في منبج إلى شرق الفرات قائلا إن إثبات الانسحاب من عدمه “مرتبط بتأكيد الجانب التركي”. كما أكد أردوغان أن القوات التركية لا تدخل مدينة جرابلس، وإنما من يدخلها هم أبناء المدينة أنفسهم، فيما تقدم تركيا الدعم اللوجستي لهم فقط.

 

وتابع بالقول: “تركيا لا تحاول أن تفعل ما تقوم به بعض الجهات الأخرى، نحن لا نخطط لدخول جرابلس والبقاء فيها، على العكس نتخذ خطوات من أجل أن يتمكن أهالي جرابلس الأصليين من الاستقرار فيها”.

 

تصريحات أردوغان جاءت في مطار إيسانبوغا الدولي في العاصمة التركية أنقرة، قبيل توجهه إلى الصين، للمشاركة في قمة مجموعة العشرين. ويعتزم الرئيس التركي عقد مباحثات مع نظيره الصيني على أن يلتقي أيضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث من المتوقع أن يطرح عملية “درع الفرات” والمطالبة التركية لأمريكا بتسليم رجل الدين المعارض، فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة قبل أسابيع.

 

الجيش التركي: تدمير مواقع للدولة الإسلامية في ضربات جوية تركية على شمال سوريا

أنقرة (رويترز) – قال الجيش التركي إن ضربات جوية تركية دمرت ثلاثة مبان يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا يوم الجمعة في أحدث تطورات عملية عبر الحدود لقوى تدعمها تركيا وبدأت قبل 10 أيام بهدف هزيمة الإسلاميين المتشددين والمسلحين الأكراد.

 

وقصفت الطائرات الحربية قريتي عرب عزة والغندورة اللتين تقعان إلى الجنوب من الحدود التركية وغربي بلدة جرابلس التي كانت أول بلدة تسقط في أيدي القوى المدعومة من تركيا لدى عبورها الحدود في 24 أغسطس آب ودخولها سوريا.

 

وقالت تركيا إنها ترغب في تطهير قطاع من الأراضي يمتد 90 كيلومترا على حدودها مع سوريا.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

مصادر أمنية: الشرطة التركية تفرق محتجين قرب الحدود مع سوريا

أنقرة/بيروت (رويترز) – قالت مصادر عسكرية تركية إن قوات الأمن التركية استخدمت الغاز المسيل للدموع ومدفع مياه لتفريق مجموعة من المحتجين على طول الحدود السورية يوم الجمعة لكنها نفت تلميحات بأن القوات فتحت النار وقتلت مدنيا على الأقل.

 

وقالت المصادر الأمنية إن المتظاهرين كانوا يحتجون ضد بناء تركيا لجدار خرساني على الحدود السورية قرب مدينة عين العرب (كوباني).

 

وأبلغ مسؤول من مجلس بلدية كوباني يدعى أنور مسلم رويترز أن القوات التركية استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع. واستشهد مسلم بمسؤول محلي في مجال الصحة قائلا إن شابا في السابعة عشر من عمره قتل وأصيب 83.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طفلا قتل وأصيب أكثر من 30.

 

وعندما سئلت عن هذه التقارير قالت المصادر العسكرية التركية “اقتربت مجموعة من الحدود وهاجمت عمال الإنشاء والمعدات والجنود على الحدود بالحجارة. استُخدم الغاز المسيل للدموع ومدفع مياه ضدهم. لم يحدث إطلاق نار.”

 

وأظهرت لقطات من وكالة أنباء هاوار الكردية شبانا يرشقون الحجارة من الجانب السوري من الحدود فيما كانت قوات الأمن التركية ترشهم بمدفع مياه في محاولة لصدهم.

 

وتقع كوباني على بعد 35 كيلومترا شرقي بلدة جرابلس الحدودية السورية والتي انتزع مقاتلو معارضة تدعمهم تركيا السيطرة عليها من تنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي في توغل شهد أيضا اشتباكات مع مقاتلي فصائل كردية سورية.

 

وتركيا جزء من تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية. لكنها تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن امتدادا للمسلحين الأكراد الذين يشنون تمردا منذ ثلاثة عقود على الأراضي التركية.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

شتاينماير: نحرص على عدم استمرار الوجود العسكري التركي في سوريا

براتيسلافا (رويترز) – حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير تركيا يوم الجمعة من أن يكون لها وجود عسكري طويل الأمد في سوريا بعد أن بدأت أنقرة عملية عبر الحدود ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية.

 

وقال شتاينماير للصحفيين في براتيسلافا “تركيا تلعب دورا أكثر فاعلية في سوريا في الأيام الأخيرة بما في ذلك اللجوء للعمل العسكري .. لكننا جميعا نريد تفادي المواجهات العسكرية طويلة الأمد على الأراضي السورية.”

 

وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من العملية التركية ضد القوات الكردية.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

لماذا الحرب “الأهلية” في سوريا لن تنتهي أبداً.؟ – ترجمة السوري الجديد

الحرب “الأهلية” في سوريا ليس لها نظير ولا يوجد لها حل، وهي على الأغلب سوف لن تنتهي مطلقاً. تلك كانت خلاصة التحليل الدراماتيكي للصحفي ماكس فيشر في صحيفة نيويورك تايمز.

أظهرت دراسة أكاديمية أن النزاعات المماثلة لنمط الحرب “الأهلية” في سوريا تدوم لـ 10 أعوام كحد وسطي . أي أن السوريين لم يتجاوزوا بعد منتصف ألمهم.

إلا أن هناك عدداً من العوامل المعينة التي من شأنها أن تساهم في ديمومة النزاعات وهي جمعيها حاضرة في سوريا، حيث ترى الأستاذة والخبيرة في الحروب الأهلية في جامعة سان دييغو في كاليفورنيا  “أنها قضية شائكة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً”.

وبناءً على ذلك فإنه من المحتمل أن هذا الصراع سوف لن ينتهي أبداً. وقد تمكنت منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1945 من وضع نهاية لثلثي الحروب الأهلية التي كانت قد تورط فيها طرفان متحاربان، ولكن عندما يكون هناك أكثر من طرف متورط كما هو الحال في سوريا فتنخفض نسبة النجاح في إنهائها لأقل من الربع.

ثلاثة أسباب تجعلنا نعتبر المعركة الحاصلة في سوريا معركة ميؤوس منها:

  1. من المعتاد أن تتوقف الحروب الأهلية بسبب نفاذ الذخائر والمقاتلين، ولكن بالنظر إلى كافة المجموعات المقاتلة في سوريا المدعومة من قبل قوى خارجية أجنبية (الولايات المتحدة، روسيا، السعودية، إيران و الآن تركيا )، نرى أن بوسع المقاتلين الاعتماد على قوى جديدة والتسلح على الدوام، ولذلك فإن العوامل التي تساهم في تبطيئ هذا الصراع مع مرور الوقت، نجدها غائبة هنا.

الدعم الأجنبي لا يستبعد فحسب الآليات التي من شأنها أن تؤدي إلى السلام، وإنما إضافةً إلى ذلك يقوم بإدخال آليات ذاتية الدعم تسهم في تفاقم النزاع أكثر فأكثر.

  1. قتل المدنيين الأبرياء هو المكون الرئيسي لاستراتيجية اختلاف الأطراف المتنافسة. الدعم الشعبي يمكن أن يقود إلى الإنتصار في الحروب الأهلية المألوفة البعيدة عن التدخل الأجنبي، ولكن تلك القوى الأجنبية هي من تحدث فارقاً في سوريا. فأولئك الأجانب لا يشاطرون المدنيين مشاعرهم وليس لديهم أي دافع لإظهار طيبة قلبهم. هنا دعم السكان المدنيين لم يعد له لزوم، ويؤخذ فقط من أجل تحقيق أهداف محسوبة ودقيقة.
  2. بات من المستحيل اليوم أن يكون هناك نصر أو هزيمة لكافة الأطراف المتحاربة في هذه القضية، طالما أنه لا توجد قوة متورطة تستطيع التنازل والاعتراف بانتصارات الخصم. في حين أن الطرف الخاسر سيكون مستهدف بكل وحشية لذلك فإن هذا لن يتسبب إلا في اضطراب التوازن على المستوى الإقليمي. ففي حال انتصار طرف على آخر من الممكن أن يتبع المنتصر سياسة الإبادة الجماعية للطرف المهزوم. لهذا السبب يكون من الضروري تفادي تحت أي ظرف أن يحظى الطرف الآخر بالانتصار. فضلاً عن ذلك، ان فقدان سوريا باعتبارها القاعدة الاستراتيجية سيكون له تبعات عكسية كبيرة على العديد من الأنظمة كإيران و السعودية العربية على سبيل المثال

فعلياً، الحرب “الأهلية” في سوريا خلفت أكثر من 400.000 قتيل. وأكثر من 4 مليون سوري فار من بلده، ويجب التنويه إلى أن هذه الأرقام غير رسمية لأنه لم يتمكن أي طرف من توثيقها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى