أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 5 أيار 2012

سورية: تظاهرات كبيرة تضامناً مع حلب … والنظام يرد بالرصاص وحصار المساجد

دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، رويترز، أ ب – خرج آلاف السوريين المناهضين للنظام أمس في تظاهرات كبيرة تحت شعار «إخلاصنا خلاصنا» لتأكيد ولائهم «للثورة» في سورية وتضامناً مع حلب بعد يوم من اشتباكات دامية هى الأعنف من نوعها منذ بدء الحركة الاحتجاجية شهدتها ثاني أكبر المدن السورية. وقال شهود وناشطون إن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح في تظاهرات امس، بينهم اربعة في حلب، هم فتى وأسرة مكونة من زوجين وطفليهما، وثلاثة في حمص، و4 في حماة، إضافة إلى قتلى وإصابات في دير الزور وإدلب وريف دمشق. وقال ناشطون إن التظاهرات الحاشدة عمت مدن سورية عدة، كان من أكبرها تظاهرات كبيرة في حلب خرج فيها عشرات الآلاف يهتفون «بالروح والدم نفدي الطلبة» وذلك رداً على مقتل 4 طلاب في جامعة حلب على يد الأمن والشبيحة. كما خرجت تظاهرات كبيرة في إدلب وريف دمشق وحمص وحماة. وأوضح الناشطون ان قوات الامن ردّت على التظاهرات بإطلاق كثيف للرصاص الحي، ما أدى الى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً، مشيرين أيضاً الى حصار غير مسبوق للمساجد لمنع خروج تظاهرات منها. في موازاة ذلك، تحدث ناشطون سوريون عن وقوع انفجار ضخم في حي القدم بدمشق، موضحين ان قوات الأمن قامت بمحاصرة معظم المساجد في دمشق وريفها، واقتحمت حي القابون، في حين قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق المتظاهرين في حي العسالي، وأوقعت جرحى إثر تفريقها لمتظاهرين في حي جوبر. وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن قوات الأمن «مدججة بالسلاح الناري وبالسلاح الأبيض» قامت بتدنيس حرمة المسجد واعتقال العديد من الشباب، وذلك عقب حملة التكبير داخل المساجد المحاصرة.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل ثلاثة اشخاص فجر امس في محافظة حمص، احدهم اثر اصابته برصاص مصدره القوات النظامية السورية قرب السجن البولوني بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة في مدينة حمص، وثان برصاص عشوائي من القوات النظامية في حي القصور في المدينة، وثالث في مدينة الرستن برصاص قناصة.

اما في محافظة حماة، فقتل ثلاثة مواطنين «إثر استهداف سيارتهم بعد منتصف ليل الخميس الجمعة من حاجز للقوات النظامية قرب دوار العجزة في مدينة حماة». كما قتل مدني أمام مسجد من بلدة اللطامنة في ريف حماة على ايدي مسلحين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي اشار الى ان اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في بلدة مورك في المحافظة نفسها، ما ادى الى اصابة مقاتلين من المجموعات المنشقة بجروح.

وفي مدينة حلب، قتل ثلاثة مواطنين هم رجل وزوجته وطفلهما اثر اطلاق الرصاص عليهم في حي السكري بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة. فيما قتل فتى في المدينة صباح امس متاثراً بجروح اصيب بها في اطلاق نار من القوات النظامية السورية على متظاهرين في حي صلاح الدين في مدينة حلب. وحاولت قوات الامن في حلب منع المتظاهرين من الخروج في مسيرات حاشدة بعد يوم من مقتل اربعة طلاب في جامعة حلب على يد قوات الامن والشبيحة بعد اقتحامهم المدينة الجامعية رداً على تظاهرات مناهضة للنظام في الجامعة التي تعد المعقل الرئيس للاحتجاجات في حلب.

كما قتل مواطن في بلدة المليحة في ريف دمشق في اطلاق رصاص عشوائي، بحسب المرصد السوري. وقتل مواطن في حي التضامن في دمشق عندما اطلقت القوى الامنية النار لتفريق تظاهرة.

وفي محافظة دير الزور، قتل مواطن في قرية موحسن اثر اطلاق الرصاص عليه من القوات النظامية السورية بعد منتصف الليل الماضي.

من جهة ثانية، عثر صباح امس في الحقول الواقعة بين قريتي جوزف وابلين في جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب) على جثامين ثلاثة مواطنين كانت الاجهزة الامنية اعتقلتهم قبل ايام، بحسب المرصد. ولم يعرف تاريخ وفاتهم والظروف التي قضوا فيها.

ودعا ناشطون مناهضون للنظام عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011» على موقع فايسبوك الالكتروني الى التظاهر الجمعة تحت شعار «إخلاصنا خلاصنا». وتعرضت تظاهرات عدة لإطلاق نار من القوى الامنية في مناطق عدة وفق المرصد السوري وناشطين.

وقال الناشط ابو عمر من دمشق عبر سكايب، ان القوى الامنية اطلقت النار على تظاهرة خرجت من المسجد الكبير بعد صلاة الجمعة في حي جوبر في العاصمة دمشق. وقالت لجان التنسيق المحلية في خبر عاجل، إن «اطلاق نار كثيف حصل في حيي العسالي والتضامن في دمشق مع مداهمات واعتقالات عشوائية بعد خروج تظاهرة في كلا الحيين».

كما اشارت الى اطلاق نار من القوات النظامية لتفريق تظاهرات في بلدتي المليحة وبيت سحم في ريف دمشق، وفي انخل في محافظة درعا (جنوب)، وفي اللاذقية (غرب) والحسكة (شرق).

وقال المرصد السوري في بيان ان «القوات النظامية السورية اطلقت الرصاص لتفريق تظاهرات في حيي الفردوس والاندلس في مدينة حماة، وفي بلدة قلعة المضيق في ريف حماة».

وقال الناشط محمد الحلبي من حلب ان تظاهرات عديدة خرجت في المدينة وفي الريف، وإن «معظمها جوبه بإطلاق الرصاص». وقال «نحن مستمرون في تحركنا. إما نحن وإما النظام».

وأظهرت صور بثها ناشطون سوريون على مواقع الإنترنت خروج متظاهرين في عدة أحياء في حلب. وتبين الصور خروج تظاهرات في حيي صلاح الدين وسيف الدولة. كما خرج متظاهرون في مدن وبلدات تل رفعت وحيان وحريتان وعندان في ريف حلب. وطالب المتظاهرون برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

وشملت التظاهرات أيضا بلدات وقرى عدة في جبل الزاوية في محافظة ادلب، وفق المرصد.

وأوضحت صور متظاهرين في إدلب خرجوا في كل من كفروما وحاس ومعرة حرمة وبنّش وجبل الزاوية. وردد المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية وبإسقاط النظام السوري. كما طالبوا المجتمع الدولي بحماية المدنيين.

وفي شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت، بدا متظاهرون في حي الحجر الاسود في دمشق يرفعون «علم الثورة» بقياس ضخم ولافتات كتب عليها «بعد اكثر من عام من القتل لا يزال العالم بحاجة لمراقبين لمعرفة الحقيقة. كفاكم كذباً». وفي عربين في ريف دمشق، كتب متظاهرون على لافتة «الى المراقبين شكراً على زيارتكم، انتهى»، وعلى اخرى «الجيش الحر حامي الدار والعرض والولد».

26 قتيلاً في سوريا والمراقبون يتوسطون “بعيداً من شاشات الرادار”

مود زار إدلب واللاذقية وكلينتون تهدد دمشق بقرارات أخرى

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

استمرت أعمال العنف في سوريا وأوقعت 26 قتيلا في جمعة “اخلاصنا خلاصنا” الذي شهد تظاهرات جديدة ضد النظام جبهت باطلاق النار، وقت لاحظ الناطق باسم المبعوث الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا  كوفي أنان، ان ثمة مؤشرات ميدانية “طفيفة” لاحترام الخطة ذات النقاط الست، وقال إن “جهود الوساطة تجرى أساساً بعيدا من شاشات الرادار”. ومن المقرر أن يقدم انان احاطة الى مجلس الأمن الاسبوع المقبل. (راجع العرب والعالم)

وصرح قائد عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة إرفيه لادسوس بأن عدد المراقبين الدوليين في سوريا سيصل الى 65 بحلول الاحد.

وقبل يومين من موعد اجراء الانتخابات النيابية، شددت الاجراءات الامنية في أنحاء دمشق مع انتشار نقاط التفتيش وحواجز الطرق في انحاء المدينة. وقال ناشطون إن ثلاثة أشخاص قتلوا عندما أطلقت قوى الأمن النار على تظاهرة في حي كفر سوسة بالعاصمة وان فتى قتل بالرصاص في حي التضامن الفقير.

وقتل شخص آخر بالرصاص في مدينة حلب غداة هجوم قوات أمن وطلاب مسلحين بالسكاكين على تحرك مناهض للاسد في إحدى الجامعات مما أسفر عن مقتل أربعة اشخاص في ثانية كبرى مدن البلاد ومركزها التجاري الذي كان ينعم بالسلام نسبياً على رغم الاحتجاجات المستمرة منذ اكثر من 14 شهراً المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد.

وشدد رئيس بعثة المراقبين الدوليين الميجر جنرال روبرت مود في مبنى محافظة إدلب التي زارها أمس، على أن “نجاح خطة أنان تتطلب تعاون الجميع وتطبيق نقاطها الست وان مهمة البعثة الاستماع والمراقبة”. وقال  إن “عدد المراقبين في سوريا وصل إلى 60 مراقباً، وسيستكمل قريباً ليصل الى نحو 300 مراقب سيتم توزيعهم على جميع المحافظات السورية”. وأضاف أن “تقارير اللجنة ستكون مبنية على ما شوهد ميدانيا وستنقل هذه المعلومات والوقائع الى المنظمات الإنسانية”. وأوضح أن “البعثة لاقت تسهيلات كثيرة من الحكومة السورية، الأمر الذي يساعد على ان يكون عملها ميدانياً على أرض الواقع والقيام بأعمال التوثيق وتسجيل الحقائق كما هي”.

وانقسم فريق المراقبين في محافظة إدلب قسمين فزار رئيس البعثة مدينة معرة النعمان واطلع على واقعها.

وفي وقت سابق قال مود خلال زيارة لمدينة اللاذقية إن “اللاذقية الآن هادئة وليست فيها أي تحديات دراماتيكية… في كل مكان ذهبت إليه في سوريا أخبرت أن ثمة ثقة بالأمم المتحدة كمنظمة دولية، ونحن ليست لدينا مشاكل في هذه المرحلة ومرتاحون حتى هذه اللحظة ونتحدث مع جميع الأشخاص الذين نريد التحدث معهم”.

وفي بيجينغ، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في ختام زيارة للصين، بأنه اذا لم تلتزم الحكومة السورية وقف النار الذي ترعاه الامم المتحدة فيتعين على المنظمة الدولية التفكير في استصدار قرارات أخرى.

المجلس الوطني السوري يدعو المراقبين لحضور تشييع قتلى الجمعة في دمشق

بيروت- (ا ف ب): دعا المجلس الوطني السوري المعارض السبت المراقبين الدوليين إلى حضور تشييع تسعة متظاهرين قتلوا برصاص الأمن السوري في تظاهرات الجمعة.

وقال المجلس في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه “نطالب المراقبين الدوليين بالتوجه (السبت) الى حيي التضامن وكفرسوسة حيث سيشيع شهداء يوم الجمعة”.

وقتل الجمعة تسعة متظاهرين برصاص قوات الامن السورية في العاصمة، أربعة منهم في حي التضامن، وخمسة في حي كفر سوسة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وهي الحصيلة الاكبر لقتلى يسقطون في تظاهرات وقمع في العاصمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف اذار/ مارس من العام الماضي.

واضاف المجلس الوطني في بيانه “كالعادة واجه النظام الحناجر بالرصاص، والمطالب بالقمع الدموي، وخص عاصمتنا الخالدة دمشق الشام بنصيب وافر من الرصاص في عدد كبير من أحيائها وخاصة حيي التضامن وكفر سوسة”.

واعتبر المجلس ان تظاهرات دمشق “تثبت للنظام ان زعمه بان دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب القطب السكاني والاقتصادي والحضاري الاخر في سوريا”.

وتشهد دمشق وحلب (شمال) ثاني اكبر المدن السورية، تصاعدا في الحركة الاحتجاجية منذ اشهر.

والخميس، قتل اربعة طلاب في جامعة حلب برصاص الامن السوري الذي اقتحم الجامعة عقب تظاهرات ليلية تنادي باسقاط النظام. وقد علقت جامعة حلب دروسها منذ ذلك الحين “بسبب الاوضاع الحالية”.

وخلص بيان المجلس الوطني الى اعتبار ان التظاهرات التي شهدتها سوريا الجمعة “دليل قاطع على انهم (السوريين) يؤمنون بالتظاهر السلمي كأسلوب أساسي للتعبير عن الرأي، ووسيلة للتغيير الديموقراطي ودليل على انهم مازالوا يدعمون المبادرة الدولية العربية رغم عدم تنفيذ النظام اي من بنودها”.

وتنص خطة المبعوث الدولي العربي كوفي انان الى سوريا على وقف اطلاق النار باشراف دولي، وسحب الاسلحة الثقيلة من المدن، والسماح بدخول المساعدات، والسماح بالتظاهر السلمي، والبدء بحوار سياسي حول مرحلة انتقالية”.

موسكو ترى انخفاضا في مستوى العنف.. وكلينتون تريد البحث عن خطوات جديدة

37 قتيلا في سورية وتظاهرات جديدة ضد النظام في جمعة ‘اخلاصنا خلاصنا’

دمشق ـ نيقوسيا ـ بيروت ـ وكالات: استمرت اعمال العنف في سورية حاصدة 37 قتيلا الجمعة الذي شهد تظاهرات جديدة ضد النظام في جمعة ‘اخلاصنا خلاصنا’ جوبهت باطلاق النار، فيما قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو لاحظت انخفاضا في مستوى العنف على الرغم من استمرار حدوث انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، في وقت اعلن فيه المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص كوفي عنان ان هناك مؤشرات ميدانية ‘طفيفة’ على احترام خطة الاخير.

ونقلت وكالة أنباء ‘نوفوستي’ الروسية عن المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش، قوله ان هناك قوى لا يرضيها انخفاض العنف، وتظهر توقعات دراماتيكية تنبئ بفشل مهمة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سورية، كوفي عنان، ‘الذي لم يباشر العمل على أكمل وجه بعد’.

جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجمعة انه اذا لم تلتزم الحكومة السورية بوقف اطلاق النار الذي ترعاه الامم المتحدة فيجب على المنظمة الدولية التفكير في استصدار قرارات أخرى.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل خمسة اشخاص في محافظة حمص (وسط) في اطلاق رصاص من قوات نظامية او من قناصة او برصاص عشوائي، واربعة مواطنين في محافظة حماة (وسط) بينهم ثلاثة في استهداف سيارتهم من حاجز للقوات النظامية وامام مسجد قتله مسلحون.

كما قتل اربعة اشخاص، بحسب المرصد، في محافظة حلب (شمال) هم رجل وزوجته وطفلهما في اطلاق رصاص، وفتى في اطلاق رصاص على تظاهرة، واربعة مواطنين في محافظة ادلب (شمال غرب).

كما قتل مواطن في اطلاق رصاص في مدينة اللاذقية (غرب)، وآخر في محافظة دير الزور (شرق) في اطلاق رصاص مصدره القوات النظامية السورية.

في محافظة دمشق، قتل مواطن في بلدة المليحة في اطلاق نار من القوات النظامية السورية، وستة في حيي التضامن وكفرسوسة في العاصمة نفسها.

وتعرضت تظاهرات في مناطق عدة في دمشق وريفها وحلب والحسكة (شمال شرق) وحماة ودرعا (جنوب) واللاذقية وحلب (شمال) لاطلاق نار من القوى الامنية الجمعة، بحسب المرصد السوري وناشطين.

وزار فريق من المراقبين الدوليين برئاسة رئيس البعثة الجنرال روبرت مود الجمعة محافظة ادلب، ومدينة اللاذقية، ومدينة حماة ومدينة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية.

ويفترض ان يرتفع عدد المراقبين الموجودين في سورية للتثبت من وقف النار ليصل الى 300، بموجب قرار مجلس الامن الدولي الداعم لخطة عنان.

وتنص خطة عنان على وقف اعمال العنف وسحب الاليات العسكرية من الشارع والسماح بادخال المساعدات الانسانية والاعلام وبالتظاهر السلمي، وبدء حوار حول عملية انتقالية.

وتحدث احمد فوزي المتحدث باسم موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة كوفي عنان من جنيف عن ‘مؤشرات بسيطة’ على احترام الخطة ميدانيا.

وقال المتحدث للصحافيين ‘هناك مؤشرات بسيطة، بعض الاسلحة الثقيلة سحب وبعضها الاخر بقي، بعض اعمال العنف تراجع وبعضها الاخر يتواصل (…) هذا الامر غير مرض’.

واضاف ‘هناك مؤشرات على تغيرات على الارض رغم كونها بطيئة وبسيطة، وهناك ايضا مؤشرات لا ترونها لان هذه الوساطة تجري بعيدا عن الاضواء’.

وقال المتحدث ان عنان سيبلغ مجلس الامن الدولي بما آلت اليه خطته في الثامن من ايار (مايو) بواسطة دائرة فيديو مغلقة من جنيف.

واضاف فوزي ان ‘خطة عنان تسير على السكة، ولا يمكن حل ازمة بدأت قبل اكثر من عام في يوم او اسبوع’. واضاف ‘في الواقع، الامر سيتطلب مزيدا من الوقت لجمع كل الخيوط، لكن تأكدوا من انه سيتم جمعها’.

وتابع ‘هناك ايام تجري فيها عملية تطبيق الخطة بشكل مرض، وهناك ايام يبدو الامر صعبا جدا’، مشددا مرة اخرى على ان ‘العنف يجب ان يتوقف’.

واضاف المتحدث باسم عنان ‘لقد تعبنا من تكرار الشيء نفسه، اوقفوا القتل واسمحوا بدخول المساعدات الانسانية’.

من جهة ثانية، رد المتحدث على الذين كتبوا على ان خطة عنان فشلت او هي في طريقها الى الفشل. وقال ‘قرأت العناوين’ المتعلقة بهذه النقطة، معتبرا ان ‘خطة عنان على السكة ونجاحها الاكبر في حصولها على دعم كل المجتمع الدولي’، في اشارة الى صدور قرارين عن مجلس الامن خلال اسبوع واحد بشأن ارسال بعثة المراقبين الى سورية.

واتهم البيت الابيض الجمعة الحكومة السورية بعدم احترام خطة السلام المدعومة من الامم المتحدة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان الرئيس السوري ‘لم يبذل اي جهد لاتخاذ اي من الاجراءات’ التي تشملها الخطة.

ورأت فرنسا الجمعة ان سورية تستمر في عدم احترام تعهداتها وتواصل عمليات القمع في البلاد، ودعت الامم المتحدة الى تسريع الانتشار الكامل للمراقبين.

ويزور وفد من المعارضة السورية برئاسة برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الاثنين الصين، الدولة التي ترفض، مع روسيا، فرض عقوبات على النظام السوري او ادانته.

غضب مقاتلي المعارضة السورية يشتعل وسط الحطام في حمص

حمص (سورية) – من مريم قرعوني: منازل محترقة ومبان منهارة وشوارع تتناثر فيها الأنقاض والزجاج المحطم وفوارغ القذائف في أحياء حمص المدمرة التي ظلت لشهور الخط الأمامي في الانتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وخلال رحلة استغرقت عشر دقائق بالسيارة عبر حي بابا عمرو الخميس حين رافق صحفيون مراقبي الهدنة التابعين للأمم المتحدة لم نشاهد سوى امرأتين مسنتين. وتهدمت المباني في الشارع الرئيسي والأزقة القريبة خلال قصف الجيش.

وتمثل حمص ثالث اكبر مدينة سورية مركزا صناعيا مهما على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب قرب الحدود مع لبنان.

وشهدت المدينة والمحافظة التي توجد بها اكبر خسائر في الأرواح خلال الانتفاضة الممتدة منذ 14 شهرا ونزوح عشرات الآلاف.

وفي حي الانشاءات قالت امرأة انها عادت الى المنطقة مع اسرتها الاسبوع الماضي لأنهم لا يستطيعوا الاعتماد على الآخرين في رعايتهم بلا نهاية.

وأضافت ‘ماذا بوسعنا ان نفعل غير ذلك؟ الدمار هائل لكننا لا نستطيع أن نستمر في العيش في منازل الناس’.

وقال جندي عند نقطة تفتيش على مقربة استدعي من مدينة دير الزور في شرق سوريا للمساعدة في الحملة على المعارضين إنه فوجيء حين وصل الى حمص منذ شهر.

واضاف ‘فوجئت حين رأيت كل هذا الدمار. شعرت بالأسف على بلدي واهلي… لكن كل هذا بسبب المسلحين’.

في بابا عمرو تشيد عبارات على الجدران في الحي المعارض بالرئيس مثل ‘بنحبك يا بشار’ و’بشار الى الأبد’.

وعلى غرار مدن أخرى مضطربة في سورية يسود الهدوء بعض مناطق حمص. ويقول مسلمون ينتمون للطائفة السنية ويمثلون اغلبية مقاتلي المعارضة إن المناطق التي يغلب على سكانها العلويون الذين تنتمي لهم عائلة الأسد تمتعت بحماية الجيش بينما قصفت بقية مناطق المدينة.

وفي حي الحمراء الذي يوجد به مقر إقامة المحافظ لم تمس المنازل وتزين الزهور والأشجار الشارع.

لكن في حي الخالدية الذي مازال مسلحو المعارضة يقاتلون فيه قوات الأسد يمكن سماع دوي إطلاق النيران باستمرار فضلا عن قذائف المورتر وانفجارات قال سكان إنها نيران دبابات. وينطق كل شيء من المراكز التجارية المحترقة الى الأضرار التي لحقت بمسجد خالد بن الوليد الرئيسي بالعنف الذي شهدته حمص وفيما انتظر صحفيون انتهاء مراقبي الأمم المتحدة من المحادثات مع ممثلي المعارضة تم نقل جثمان مقاتل لقي حتفه في المحافظة لدفنه وكان ملفوفا ببطانية مخضبة بالدماء.

وساعد عبد الرزاق طلاس زعيم كتيبة الفاروق وهي احدى وحدات مقاتلي المعارضة الرئيسية في نقل الجثمان وإقامة الجنازة.

ولم يسهم وجود المراقبين الذين يفترض أنهم يراقبون وقفا لإطلاق النار يؤدي الى محادثات وحل سياسي للأزمة السورية بدرجة تذكر في طمأنة الناس في الخالدية ويبدو ان كثيرين منهم من مقاتلي المعارضة.

وقال غانم (24 عاما) ‘الناس في حمص لا يتوقعون الكثير من المراقبين. الآن يتحدثون عن الحوار. من قال إننا نريد حوارا… خرجنا الى الشارع لإسقاط بشار الأسد وليس للحديث معه’.

وتحدث آخرون غاضبين عن منازلهم التي فقدوها وأقاربهم الذين خسروهم.

وقال محمد عز الدين (62 عاما) إن الجيش أحرق منزله في حي البياضة بحمص مما اضطر اسرته الى التوجه الى دمشق او مغادرة البلاد او الانتقال الى منطقة اخرى من حمص. وأضاف ‘من الذي سيعوضني وكيف ستعيد الموتى؟’.

وقال محمود (12 عاما) إن أسرا كثيرة تكدست في أحياء صغيرة وأضاف ‘في منزلي يعيش تسعة اشخاص ومنزلنا صغير جدا.

‘لا يوجد طعام ولا مياه نظيفة ولا اي شيء. لا توجد متاجر مفتوحة ولا نتناول الا وجبة واحدة في اليوم. انظر حولك كيف يمكن أن نعيش هكذا؟’.

دمشق تشيّع قتلاها وانفجارات في حلب

أ. ف. ب.

بيروت: خرج الاف الاشخاص السبت في حيي كفرسوسة والتضامن الدمشقيين لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة في دمشق، بحسب ما افاد ناشطون واظهرت مقاطع بثت مباشرة على شبكة الانترنت.

وقال الناشط في اتحاد تنسيقيات دمشق ابو قيس في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس “يشهد حي كفرسوسة تظاهرة حاشدة يشارك فيها الاف الاشخاص لتشييع الشهداء الذين سقطوا امس برصاص الامن السوري اثناء التظاهرات”.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “شارك اهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للشهداء الذين سقطوا يوم امس خلال اطلاق الرصاص” من قوات الامن على متظاهرين، مشيرا الى ان قوات الامن “اطلقت القنابل المسيلة للدموع (..) واغلقت ساحة كفرسوسة بالحاويات والاطارات المشتعلة”.

وبحسب تنسيقيات دمشق، فان قوات الامن اطلقت النار لتفريق المتظاهرين ما اسفر عن اصابة عدد منهم، واعتقلت عشرات آخرين.

واظهرت مقاطع بثت مباشرة على الانترنت الاف المتظاهرين في حي كفرسوسة يهتفون “واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد” و”ما منركع الا لله”.

ورفعت لافتات “كل سوريا ستقف بوجه النظام المجرم”.

ولدى وصول جثامين القتلى، علت زغاريد الشابات المشاركات في التظاهرة، وعلت هتافات “ابو الشهيد ارفع راسك” و”اين الاسلام (المسلمين) والله حرام”، فيما ظهرت على احد جدران المكان شعارات تحيي الجيش السوري الحر.

وفي حي التضامن، خرج الاف الاشخاص للمشاركة في التشييع الذي انطلق ظهرا، بحسب ما افاد المتحدث باسم مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي.

وافاد ابو قيس من تنسيقيات دمشق وكالة فرانس برس ان “قوات الامن عملت على تقطيع اوصال حي التضامن من خلال اقامة الحواجز الامنية”.

وقتل في سوريا الجمعة 29 شخصا من بينهم تسعة متظاهرين سقطوا برصاص الامن في حيي كفرسوسة والتضامن في العاصمة، بحسب المرصد.

وهي الحصيلة الاكبر لقتلى يسقطون في تظاهرات وقمع في العاصمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف اذار/مارس من العام الماضي.

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض المراقبين الدوليين الى التوجه السبت الى هذين الحيين لحضور تشييع القتلى.

إلى ذلك، هزت انفجارات صباح السبت مدينتي دمشق وحلب التي سقط فيها عدد من القتلى والجرحى، فيما تستعد العاصمة لتشييع قتلاها التسعة الذين سقطوا برصاص الامن في تظاهرات الجمعة.

وفي ادلب (شمال غرب) التي كانت مسرحا في الاسابيع الاخيرة لعمليات عسكرية واسعة النطاق للقوات النظامية قبل دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل مسؤول في حزب العبث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا برصاص “مسلحين مجهولين”.

وتأتي هذه العمليات قبل يومين على موعد اجراء الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من ايار/مايو.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس “قتل خمسة اشخاص على الاقل في انفجار استهدف مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير في مدينة حلب اثناء مرور حافلة”.

وقالت الناشطة نور الحلبية في مدينة حلب في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس “ان اصوات اطلاق رصاص تلت صوت الانفجار فيما عملت قوات الامن على قطع الطرقات”.

وشهدت مدينة حلب في الاشهر الماضية انفجارات عدة اسفرت عن مقتل وجرح عدد من الاشخاص.

دبلوماسيون غربيون يتحدثون عن احتمالات جديدة للتعامل مع الأزمة

خطة أنان “مكانك سر”.. والحلول الأخرى ليست سهلة

وكالات

في وقت يتواصل سقوط القتلى في سوريا وعدم نجاح خطة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان في لجم العنف بشكل كامل، يرى خبراء ومراقبون أن المجتمع الدولي قد يتجه إلى احتمالات أخرى لحل الأزمة لكن ذلك ليس بالأمر السهل.

دمشق: أكد دبلوماسيون غربيون في الأمم المتحدة أن هناك قدرًا كبيرًا من الإحباط والقلق بسبب استمرار أعمال العنف والقتل رغم وقف إطلاق النار في سوريا، معتبرين ذلك أمرًا قد يدفع المجتمع الدولي للتفكير في احتمالات أخرى لحل الأزمة في سوريا.

ورفض الدبلوماسيون بحسب صحيفة “الشرق الاوسط” توضيح الاحتمالات الأخرى وأشاروا إلى أن من بينها العمل بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يخول لمجلس الأمن فرض عقوبات أو يسمح للأسلوب العسكري بفرض إرادته. وأوضح الدبلوماسيون أن التركيز في داخل أروقة مجلس الأمن حاليًا هو على إقناع كل من روسيا والصين بالحاجة إلى اتخاذ تدابير وإجراءات أقوى لإجبار نظام الرئيس بشار الأسد على التوقف عن قتل معارضيه والمدنيين. وأشار الدبلوماسيون إلى ما أوضحته مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، أنه لن يتم تمديد مهلة الـ90 يومًا للمراقبين، اذا لم يفِ الأسد بالتزاماته.

لكن مع وقوف روسيا بقوة وراء خطة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان للسلام لا تجد القوى الغربية خيارًا آخر سوى التمسك بها في الوقت الراهن.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بيي: “في الوقت الراهن الخيار الوحيد لدينا هو محاولة حمل جميع الاطراف على التعاون لوقف العنف والسماح بالقيام بالجهود الانسانية ومساعدة الشعب الذي هو في أمس الحاجة الى هذه المساعدة.”

ووعدت الحكومة السورية والمعارضة بالامتثال لخطة الامين العام السابق للامم المتحدة لكنهما لم يفعلا ذلك. وما زال القتال مستمرًا ويسفر عن سقوط القتلى في كل يوم.

وقال دبلوماسي غربي لرويترز طالبًا عدم نشر اسمه: “لا يوجد فعليًا وقف اطلاق نار ليراقبه مراقبو الامم المتحدة.. سيأتي الوقت الذي نطلق على هذا الوضع ما يستحقه من وصف.”

وقال احمد فوزي المتحدث باسم انان للصحافيين في جنيف يوم الجمعة إن خطة السلام “على المسار” الصحيح، وعلى الرغم من عدم وجود اشارات كبيرة على امتثال الحكومة السورية للهدنة فإن هناك “اشارات محدودة”.

واكد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك الجمعة أن خطة السلام التي وضعها المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا كوفي انان هي أفضل الخيارات المتاحة”، مبديًا مخاوف من تفاقم الازمة السورية وتوسع نطاقها.

وأوضحت دوائر من الوفد الألماني طبقًا لما أوردته وكالة الأنباء الألمانية أن فيسترفيله وبان كي مون أعربا عن قلقهما الشديد من الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن نظام حكم الأسد لا يلتزم بالاتفاقات التي أقر بها في خطة انان.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة “السفير” عن مصادر مواكبة لقضية توقيف الباخرة “لطف الله 2” قولها إنّ السلطات اللبنانية تلقّت رسالة سوريّة تعبّر فيها دمشق عن “انزعاجها من الخطوات الاستفزازية المتزايدة التي يقدم عليها بعض الأطراف في لبنان ضد سوريا، ولا سيما منها ما يجري في بعض المناطق الحدودية”.

 ودعت دمشق الى “وقف هذه الاستفزازات”، مع إشادتها “بالجهود التي يبذلها الجيش اللبناني في هذا المجال، وخاصة لناحية ضبط الباخرة”، كما شددت دمشق على “ضرورة استكمال التحقيقات في ملف باخرة السلاح لجلاء ملابساتها، خاصة وأن سوريا باتت تملك معلومات موثقة حول تورّط جهات خارجية معروفة بالإسم في قضية الباخرة، بالتعاون مع جهات لبنانية تعمل منذ مدة على تخريب العلاقة بين لبنان وسوريا”.

بدورها ذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن المعارضة السورية المسلّحة بدأت منذ فترة البحث عن “سلاح نوعي” يُحدث فرقاً، لا بل بدأت البحث في تغيير استراتيجية القتال بأكملها، مشيرة الى أن “ما يؤكد ذلك ما يتناقله قادة ميدانيون لبنانيون وسوريون في الشمال اللبناني وتجّار عن تحوّل الطلب في سوق السلاح عن الخفيف باتجاه المتوسط والثقيل”.

ونقلت الصحيفة عن قيادي إسلامي ناشط في نقل السلاح إلى سوريا تأكيده أن شحنة الأسلحة التي ضبطت على متن السفينة في سلعاتا كانت في طريقها إلى حمص في سوريا. وتحدث عن “خرق” للاستخبارات اللبنانية والسورية سمح باستقدام الشحنة، مشيراً إلى أنها كانت مُرسلة عبر وسيط لبناني، من دون أن يحدّد مصدر الشحنة المضبوطة.

وفي السياق نفسه، قالت مصادر موثوق بها في المعارضة السورية المسلّحة لـ”الأخبار” إن المجموعات المقاتلة تمكنت قبل ضبط الشحنة الأخيرة من نقل ثلاث شحنات من الصواريخ عبر لبنان. وكشفت عن أن من بين الأسلحة التي تمكّنت من إدخالها الى الأراضي السورية صواريخ “ستينغر” (صاروخ أرض-جو يحمل على الكتف، ويوجه بالأشعة تحت الحمراء ويصل مداه إلى ما بين خمسة وثمانية كيلومترات).

جمعة «إخلاصنا خلاصنا».. دامية في دمشق وغاضبة في حلب

إدلب وحماه تتقدمان المحافظات السورية بأكبر عدد من المظاهرات

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

واجهت قوات الأمن السورية آلاف المتظاهرين في جمعة «إخلاصنا خلاصنا» بالرصاص الحي، إذ تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أن القوى الأمنية السورية أطلقت النار لتفريق مظاهرات مناهضة للنظام خرجت في عدد من المناطق السورية.

جمعة «إخلاصنا خلاصنا» التي أرادها المتظاهرون في سوريا دعوة للمعارضة لتتوحد وترص صفوفها، تحولت إلى يوم دام، لا سيما في العاصمة دمشق، بعد مقتل أكثر من عشرة شباب في حيي التضامن وكفرسوسة في إطلاق نار من قبل قوات الأمن على متظاهرين خرجوا هناك، ليتجاوز عدد قتلى مظاهرات يوم أمس في حصيلة أولية سبعة وثلاثين شهيدا بينهم طفل وسيدة وثلاثة أشخاص قضوا تحت التعذيب وعائلة كاملة من حلب وعشرة قتلى في دمشق (التضامن – كفرسوسة) وسبعة قتلى في إدلب وستة قتلى في حماه وخمسة قتلى في حمص وـربعة قتلى في حلب وقتيلان في دير الزور، وقتيلان في درعا، وقتيل في المليحة في ريف دمشق، بحسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية، وذلك بعد يوم دام عاشته مدينة حلب بعد هجوم قوات الأمن والشبيحة على طلاب تظاهروا في الجامعة والسكن الجامعي، ومقتل ستة طلاب وجرح العشرات واعتقال نحو مائتي طالب، وتشريد المئات بعد صدور قرار بإغلاق الجامعة وإخلاء السكن الجامعي، لتكون نصرة طلبة جامعة حلب العنوان الأبرز في مظاهرات السوريين يوم أمس، في وقت تعرض فيه حي الوعر في لقصف مدفعي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في حيي القرابيص والقصور، مع ازدياد التوتر الأمني على نحو خطير في مدينتي دمشق وحلب، العاصمتين السياسية والاقتصادية.

وقال ناشطون في دمشق إن قوات الأمن والشبيحة أطلقت النار على مظاهرات خرجت في بلدة جوبر المتصلة بحي العباسيين جنوب غربي العاصمة، كما جرى إطلاق نار كثيف في حي العسالي، تلته حملة مداهمات واعتقالات عشوائية بعد خروج مظاهرة في الحي. وهاجمت قوات الأمن والشبيحة مظاهرات خرجت في حي التضامن المحاصر والذي شهد حملة اعتقال شرسة في اليومين السابقين، ويوم أمس فقط تم اعتقال أكثر من 150 شابا إثر انتهاء صلاة الجمعة، وترافقت حملة الاعتقالات مع إطلاق نار كثيف من رشاشات متوسطة (بي كي سي) أسفر عن مقتل سبعة أشخاص. وفي حي كفر سوسة أسفر الهجوم على تشييع شاب كان قد سقط برصاص الأمن عن مقتل ثلاثة أشخاص، وقالت لجان التنسيق المحلية سقط «ثلاثة شهداء في الحي إضافة إلى العديد من الجرحى بينهم حالات خطيرة إثر إطلاق النار من قبل قوات الأمن على مشيعي الشهيد عدي جنبلاط». في حين تمت محاصرة أحياء نهر عيشة والحجر الأسود والعسالي التي تحيط بحي الميدان، كما شهد حي الميدان خروج مظاهرات حاشدة تم تفريقها بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع. وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد بعد سماع انفجار ضخم في مدينة قطنا في الغوطة الغربية في محيط مبنى مفرزة الأمن العسكري، وسمعت صفارات سيارات النجدة تهرع إلى تلك المنطقة. ولم تتوافر تفاصيل عن ذلك الانفجار.

من جانب آخر، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن والجيش النظامي قامت بإطلاق النار «لتفريق مظاهرات في بلدة المليحة وفي منطقة الست زينب وفي حي الحجر الأسود. وشنت قوات الأمن والشبيحة «حملة مداهمات للمنازل وتكسير للأثاث واعتقالات عشوائية في شارعي الثورة وتشرين والأعلاف». وقالت مصادر محلية إن قوات الأمن والشبيحة قامت بحملة مداهمات في منطقة البعلة في حي القابون وسط تعزيزات أمنية وعسكرية دخلت المنطقة منذ الصباح الباكر يوم أمس.

وفي انخل في محافظة درعا (جنوب)، جرى إطلاق نار لتفريق مظاهرات حاشدة خرجت هناك. وفي مدينة داعل، قتل موسى أحمد فالح الجاموس بعد إصابته على أيدي قوات الأمن عند حاجز علما وتعذيبه حتى الموت، علما بأنه سائق حافلة وتم تدمير حافلته إثر دهسه بإحدى الدبابات، بحسب لجان التنسيق المحلية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثلاثة أشخاص فجر يوم أمس الجمعة في محافظة حمص، أحدهم إثر إصابته برصاص مصدره القوات النظامية السورية قرب السجن البولوني بعد منتصف ليل الخميس الجمعة في مدينة حمص، والثاني برصاص عشوائي من القوات النظامية في حي القصور في المدينة، والثالث في مدينة الرستن برصاص قناصة. وحول الوضع في محافظة حمص (وسط) التي خرج فيها أكثر من 50 مظاهرة يوم أمس في الريف والمدينة، قال ناشطون إنه وبعد تراجع العمليات العسكرية والقصف انخفض «عدد الشهداء الذين يسقطون يوميا، لكن في المقابل هناك ازدياد في أعداد الحواجز والقناصة، وارتفاع في أعداد الجرحى والمعتقلين بشكل مطرد، وزيادة في عمليات النهب والسرقة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش النظامي وما زال يقيم في منازل الناس فيها بعد أن نهب محالهم».

ويوم أمس، كان الأبرز في حمص خروج مظاهرة حاشدة في مخيم العائدين بحمص ردا على مقتل الشاب ربحي درباس برصاص قوات الأمن التي هاجمت المظاهرة وأطلقت رصاص من رشاشات متوسطة وقنابل صوتية لترويع الناس. وفي تدمر (وسط البادية)، أطلقت قوات الأمن النار بكثافة من حاجز هدى الشعراوي، وسمع دوي انفجارات مع انتشار لسيارات الأمن في شوارع المدينة، وشوهدت الدبابات تخرج من سجن تدمر. وخرجت مظاهرات في قرى الحولة والقصير وتلبيسة وتلكلخ والقريتين والرستن، والأخيرة زارها يوم أمس وفد المراقبين الدوليين وبث ناشطون مقاطع للمراقبين الدوليين وهو يتجولون في الرستن ويلتقون جنود وضباط الجيش الحر هناك.

من جهة أخرى، عثر صباح أمس الجمعة في الحقول الواقعة بين قريتي جوزيف وابلين في جبل الزاوية في محافظة إدلب (شمال غرب) على جثامين ثلاثة مواطنين كانت الأجهزة الأمنية اعتقلتهم قبل أيام، بحسب ناشطين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له إن «القوات النظامية السورية أطلقت الرصاص لتفريق مظاهرات في حيي الفردوس والأندلس في مدينة حماه (وسط) وفي بلدة قلعة المضيق في ريف حماة». وشملت المظاهرات بلدات وقرى عدة في حلب (شمال) بالإضافة إلى المدينة، وجبل الزاوية في محافظة إدلب (شمال غرب) ورصد في محافظة حلب ازدياد عدد المظاهرات على نحو كبير حتى في البلدات، لا سيما المنكوبة مثل تل رفعت وعندان والباب. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب إن أكثر من 63 مظاهرة خرجت في حلب خلال الساعات الأربعين الماضية، وقامت قوات الأمن والشبيحة بهجوم شرس على المظاهرات التي خرجت يوم أمس في حلب وأكبرها كان في حيي الشعار والأعظمية، وقامت بإطلاق النار لتفريقها، بينما هتف المشاركون «معليش شو فيها.. بكرة بنكفيها». وقال ناشطون إن أربعة أشخاص قتلوا في حلب يوم أمس في حي السكري على أيدي الأمن والشبيحة وهم من عائلة واحدة. وخرجت مظاهرات حاشدة في أكثر من 600 نقطة تظاهر ليتجاوز العدد 700 مظاهرة، ففي إدلب ورغم الحملات العسكرية المتكررة التي تعرضت لها بلدات ومدن المحافظة خرجت نحو 160 مظاهرة، أكبرها وأكثرها تنظيما كانت في مدينة بنش. وفي محافظة حماه خرجت نحو 130 مظاهرة، وفي دير الزور التي تعرضت قراها للقصف ولعلميات عسكرية واسعة سجل خروج 60 مظاهرة، وفي درعا نحو 55 مظاهرة، وفي الحسكة 26، واللاذقية 41، وفي محافظتي دمشق وريفها 110 مظاهرات، وذلك خلال ساعات نهار يوم الجمعة، وجرى تفريق غالبيتها بالقوة المفرطة، وسقط خلالها نحو 37 قتيلا.

من جانب آخر، صرح المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، في جنيف أمس الجمعة، بأن هناك «مؤشرات طفيفة» على احترام خطة أنان ميدانيا في سوريا. وقال المتحدث للصحافيين «هناك مؤشرات على الأرض تفيد بإحراز تقدم، ولو أنه بطيء وطفيف، وهناك أيضا مؤشرات ميدانية لا ترونها»، مضيفا أن «عملية الوساطة هذه تجري بطبيعتها بعيدا عن الأضواء». وقال أنان أيضا إنه سيبلغ مجلس الأمن الدولي بعملية تطبيق خطته في الثامن من مايو (أيار) في اتصال فيديو كونفرس من جنيف. وأضاف أن «خطة أنان تسير على السكة، ولا يمكن حل أزمة بدأت قبل أكثر من عام في يوم أو أسبوع». وأضاف «في الواقع، الأمر سيتطلب مزيدا من الوقت لجمع كل الخيوط، لكن تأكدوا من أنها سيتم جمعها».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن من بين الضحايا الذين سقطوا بالأمس ثلاثة سوريين قتلوا في حمص، بينهم سوري من مخيم العائدين. وقال المرصد إن قتيلا من حي دير بعلبة سقط برصاص عشوائي من قبل القوات النظامية في حي القصور. وأضاف أن شخصا قتل في مدينة الرستن برصاص قناصة، بينما قتل ثلاثة آخرون إثر استهداف سيارتهم من قبل حاجز للقوات النظامية قرب دوار العجزة بمدينة حماة. وأفاد المرصد بأن عائلة مكونة من ثلاثة أفراد، هم رجل وزوجته وطفلهما، قتلوا إثر إطلاق الرصاص عليهم في حي السكري بمدينة حلب. وكشف المرصد عن العثور صباح يوم أمس الجمعة في الحقول الواقعة بين قريتي جوزيف وأبلين بجبل الزاوية في إدلب، على جثامين ثلاثة مواطنين كانت أجهزة الأمن اعتقلتهم قبل أيام. وأفاد بأن شخصا قتل إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات النظامية السورية في محافظة دير الزور.

فوزي يعلن أن «خطة أنان على المسار».. ويتحدث عن مؤشرات على تحرك بطيء ومحدود

الناشط السوري رضوان زيادة: انخفاض عدد «الشهداء» من 150 إلى 30 يوميا لا يعني نجاح خطة أنان

واشنطن: هبة القدسي بيروت: ليال أبو رحال

بدت تصريحات المتحدث باسم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية تحاول بث الطمأنة والتأكيد على تقدم طفيف في الأوضاع بسوريا، بينما خرجت تصريحات من البيت الأبيض ووزيرة الخارجية الأميركية تشكك في قدرة خطة أنان على النجاح والحاجة إلى البحث عن نهج جديد للتعامل مع الأزمة في سوريا يتضمن العمل داخل مجلس الأمن وخارجه من خلال «مجموعة أصدقاء سوريا». ففي جنيف قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان للصحافيين أمس «إن هناك مؤشرات على أرض الواقع تفيد بإحراز تقدم، ولو أنها بطيئة وطفيفة، وهناك أيضا مؤشرات ميدانية لا ترونها، وعملية الوساطة بطبيعتها تجري بعيدا عن الأضواء». وأضاف فوزي «خطة أنان تسير على الطريق، ولا يمكن حل أزمة بدأت قبل أكثر من عام في يوم أو أسبوع، فالأمر يتطلب مزيدا من الوقت لجمع كل الخيوط، وتأكدوا من أنه سيتم جمعها».

ورغم التقارير التي تتحدث عن انتهاكات لوقف إطلاق النار قال فوزي للصحافيين «أتفق معكم أنه لا توجد مؤشرات كبيرة على الالتزام على أرض الواقع، لكن هناك مؤشرات صغيرة على الالتزام وقد تم سحب بعض الأسلحة الثقيلة وبقيت بعضها، وتراجعت بعض أعمال العنف وما زال هناك بعض العنف، ولا أقول إن هذا أمر مرض»، واستطرد «حتى في الأيام التي نشعر فيها بتقدم فهو تقدم يقاس بالبوصة وليس بالكيلومترات، في هذه الأيام نشعر بالذعر لحجم العنف الذي نراه على الأرض».

ولاقى إعلان المتحدث باسم موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، غضب المعارضة السورية، التي أعادت التأكيد أمس على أن «المجتمع الدولي يجيز للنظام السوري عملية قتل المدنيين».

وقال المعارض السوري كمال اللبواني لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنه «عندما يقدم المجتمع الدولي المبادرات للنظام السوري، فهو يعطيه إجازة بالقتل، وعندما لا يلتزم النظام بتنفيذ مضمونها، يعاقبونه بمبادرة جديدة، أي بإجازة جديدة للقتل»، معربا عن اعتقاده بأن «كل المبادرات والجهود الدولية ليست إلا محاولات لإطالة أمد الأزمة السورية، كما لو أن هناك مؤامرة على الشعب السوري لقتله».

وسأل اللبواني عن «سبب كل هذا الحقد ضد سوريا وشعبها»، وأضاف: «هل يريدون تدمير البلد وإدخاله في الحرب الأهلية بعد قتل أكبر عدد ممكن من السوريين؟!»، مبديا تخوفه من «مخطط لتدمير سوريا وتقسيمها، تشترك فيه كل من إيران وإسرائيل وتركيا». وأكد أنه والشعب السوري «قد قرفنا من كل هذه المبادرات والتصريحات ومن هؤلاء المراقبين غير المخلصين لمبادئهم والمهام الموكلة إليهم».

وسأل اللبواني: «هل بات الشعب السوري رقما، وانخفاض عدد القتلى من مائة إلى خمسين يعني أن ثمة إحراز تقدم؟!»، لافتا إلى أن «سوريا تسير نحو الفوضى لسنوات». وتابع: «أعتقد أن كل هذه الجهود لن تثمر وسوريا ستذهب نحو الحرب الأهلية وستتشرذم قوى المعارضة أكثر»، متوقعا أن «تدفع كل دول الجوار المتآمرة ضد سوريا الثمن باهظا، بينما سنقاتل هذا النظام حتى يتحرر البلد من التدخل الأجنبي».

تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن يطلع أنان مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء المقبل على تطورات الوضع في سوريا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف. وكانت الولايات المتحدة قد أعربت منذ أيام عن أنه «قد يكون هناك حاجة لنهج جديد إذا فشلت خطة أنان التي تدعمها الأمم المتحدة»، متهمة الرئيس السوري بشار الأسد بعدم بذل «أي جهد» حتى الآن لتنفيذ خطة أنان.

من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة من العاصمة الصينية بكين، أنه إذا لم تلتزم الحكومة السورية بوقف إطلاق النار فيجب على الأمم المتحدة التفكير في استصدار قرارات أخرى.

واستنكر الناشط السوري رضوان زيادة وصف تنفيذ خطة كوفي أنان بأنها تسير على الطريق الصحيح، وقال «لا أفهم كيف يصف المتحدث باسم كوفي أنان الوضع الحالي بأن الخطة تسير على الطريق الصحيح، فهل يتحدث عن نقص عدد الشهداء الذين يستشهدون يوميا من 150 شهيدا إلى 30 شهيدا باعتباره على الطريق الصحيح؟!.. ربما! لكن هذا لا يعني أن أرواحا بريئة تزهق كل يوم، وهذا تصريح غير مسؤول ولا يطابق الحقائق، خاصة أن الأسد أظهر أنه ليس لدية أي نية للالتزام بالخطة وازداد شراسة في قمعه، وهجومه على جامعة حلب خير مثال».

وأضاف زيادة «بعد أكثر من أسبوعين من قرار الأمم المتحدة، ما زلنا نتحدث عن البند الأول من الخطة وهو وقف إطلاق النار ولم يتم تنفيذ أي بنود أخرى تتعلق بإطلاق سراح المعتقلين أو السماح بالمظاهرات السلمية». وأكد أنه «من المستحيل إعطاء نظام الأسد مهلة 90 يوما حتى نقرر إذا كانت خطة أنان قد نجحت أم فشلت، ويجب أن يكون هناك إعادة نظر في هذه الخطة وأن يقرر مجلس الأمن التوجه باستخدام الفصل السابع».

وأوضح زيادة أنه في حالة واجه مجلس الأمن اعتراضات روسية فإن البدائل المطروحة هي قيام كل من الولايات المتحدة وفرنسا، إضافة إلى مجموعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة بقيادة المغرب بفرض مناطق آمنة في سوريا وعدم انتظار قرارات من مجلس الأمن.

وأشار دبلوماسيون غربيون في الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك قدرا كبيرا من الإحباط والقلق بسبب استمرار أعمال العنف والقتل رغم وقف إطلاق النار في سوريا، واعتبروه أمرا قد يدفع المجتمع الدولي للتفكير في احتمالات أخرى لحل الأزمة في سوريا.

ورفض الدبلوماسيون توضيح الاحتمالات الأخرى وأشاروا إلى أن من بينها العمل بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يخول لمجلس الأمن فرض عقوبات أو يسمح للأسلوب العسكري بفرض إرادته. وأوضح الدبلوماسيون أن التركيز في داخل أروقة مجلس الأمن حاليا هو على إقناع كل من روسيا والصين بالحاجة إلى اتخاذ تدابير وإجراءات أقوى لإجبار نظام الرئيس بشار الأسد على التوقف عن قتل معارضيه والمدنيين. وأشار الدبلوماسيون إلى ما أوضحته مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، أنه لن يتم تمديد مهلة الـ90 يوما للمراقبين، لذا لم يف الأسد بالتزاماته.

وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض عن الحاجة إلى نهج جديد إذا فشلت خطة أنان، متهما النظام السوري بعدم بذل أي جهد للالتزام بخطة السلام. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أول من أمس «ما زلنا نراهن على نجاح خطة أنان وندعمها بجميع الوسائل، لكن إذا واصل النظام السوري تعنته، فسيتوجب على المجتمع الدولي حينئذ أن يعترف بالهزيمة وأن يبدأ العمل جديا للتعامل مع التهديد الخطير للسلم والاستقرار الذي يمثله نظام الأسد». وأضاف كارني «هذا العمل يجب أن يجري في مجلس الأمن، وإذا اقتضت الضرورة فستتعامل واشنطن مع شركائها خارج مجلس الأمن، على سبيل المثال (مجموعة أصدقاء سوريا) أو مع الدول الأخرى التي تدعم الشعب السوري».

وقال كارني «هناك حاجة ماسة في سوريا لتحقيق الانتقال السياسي، ونحن نأمل أن تنجح خطة أنان لكننا ما زلنا – اعتمادا على الأدلة المتوفرة – نشك في رغبة الأسد في التجاوب مع شروط الخطة، لأنه فشل في الالتزام بها حتى الآن».

وأدان كارني الهجوم على الطلبة المحتجين في جامعة حلب مما أدى إلى سقوط سبعة قتلى واعتقال 200 طالب، وقال «هذا النوع من الأعمال الذي بات شائعا اليوم، يظهر بوضوح عدم شرعية هذا النظام ويشير إلى الحاجة الماسة لتحقيق انتقال سياسي». وأشار إلى مواصلة الإدارة الأميركية المشاورات والتنسيق مع روسيا للوصول إلى تسوية في سوريا. وأكد أن واشنطن ستتجه إلى إجراء مفاوضات جديدة في مجلس الأمن إذا فشلت خطة أنان.

وقال دبلوماسي بريطاني لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من العنف فإن المجتمع الدولي لا يزال يرى في خطة كوفي أنان فرصة أخيرة لمنع وقوع سوريا في حرب أهلية، وعدد من الدول الغربية لا يرغب في التدخل عسكريا». وأكد الدبلوماسي البريطاني أن «تسليح المعارضة السورية فكرة مرفوضة لأن وقوع أسلحة متطورة في يد المتمردين لن يؤدي إلا إلى مزيد من سفك الدماء، وليس تغييرا في موازين القوة العسكرية». وأضاف «يجب التعامل مع بعثة المراقبين على أنها هناك للحد من الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين، ونأمل أنه بمرور الوقت ستخلق نافذة أفضل للتفاوض بين الحكومة والمعارضة».

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن فرنسا تعتبر أن سوريا تستمر في عدم احترام تعهداتها وتواصل عمليات القمع في البلاد، ودعت الأمم المتحدة إلى تسريع الانتشار الكامل للمراقبين.

وأكد المتحدث باسم الوزارة فنسان فلورياني أن «فرنسا تدين بشدة قتل أربعة طلاب أمس في حلب، وكذلك جميع أعمال العنف التي قامت بها قوات الأمن السورية ضد طلاب في هذه المدينة، إضافة إلى الاعتقالات الكثيرة التي رافقتها».

وأضاف: «نلاحظ من جديد أن دمشق لا تحترم تعهداتها وتواصل القمع. وتطالب فرنسا من جديد بالتطبيق الفوري والكامل للبنود الواردة في خطة النقاط الست للمبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان».

وفي اتصال هاتفي، أول من أمس، كرر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه للوسيط الدولي كوفي أنان التأكيد على «أهمية الانتشار الكامل للمراقبين على أن لا يعوق أي شيء حرية تحركهم».

المجلس الوطني يدعو الطلاب السوريين إلى «الإضراب تضامنا مع زملائهم في جامعة حلب»

أعضاء من الوطني السوري وأمين عام الجامعة العربية في بكين الاثنين المقبل

بيروت: بولا أسطيح

دعا المجلس الوطني السوري المعارض الطلاب السوريين إلى «الإضراب تضامنا مع زملائهم في جامعة حلب»، التي أعلنت إقفال أبوابها بعيد سقوط أربعة من الطلاب قتلى برصاص قوات الأمن السوري يوم الخميس الماضي بعد اقتحام حرم الجامعة مما أدى بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط 4 قتلى و28 جريحا، بينما تم اعتقال نحو 200 طالب.

كما دعا المجلس الوطني اتحادات الطلبة العرب إلى «التضامن مع الطلبة السوريين بكل أشكال التضامن والدعم»، مطالبا المؤسسات الدولية بأن «تتحرك بشكل عاجل لضمان حرمة الجامعات السورية، والعمل على إعادة فتح جامعة حلب، وإعادة الطلاب المفصولين من الجامعة والطلاب المحرومين من السكن الجامعي إلى جامعاتهم وسكنهم، وإطلاق سراح المعتقلين منهم».

وتوجه «الوطني السوري» إلى المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا، داعيا إياهم إلى «التحرك لكشف ما يجري في حلب»، ودعا البيان الصادر عن المجلس الوطني أيضا مجلس الأمن الدولي إلى «إصدار قرارات حازمة لإجبار النظام السوري على وقف العبث بأمن واستقرار سوريا والمنطقة بالأساليب التي يفهمها نظام منفلت العقال».

وبالتزامن، أوضح ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا وعضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي، أن تنسيقيات الثورة كما اتحاد طلبة سوريا يقومون مؤخرا بجهد كبير لتصعيد الحراك الطلابي، وبالتحديد في الجامعات، مذكرا بأن ما يحصل في جامعة حلب اليوم مشهد مكرر لما حصل العام الماضي في نفس التوقيت في جامعة دمشق التي حولها النظام اليوم إلى ثكنة عسكرية.

واستهجن إدلبي بشدة «الوحشية» التي تعاطت بها قوات الأمن مع الطلبة خاصة لجهة إجبارهم على مغادرة «السكن الجامعي» في منتصف الليل تاركة إياهم في الشوارع يبحثون عن مأوى، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما كانت جامعة حلب هاجسا لدى النظام خاصة بعدما ارتفع معدل المظاهرات فيها الشهر الماضي إلى مظاهرتين يوميا».

وإذ توقع «التزاما معقولا» بالإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني السوري تضامنا مع طلبة جامعة حلب، ذكر إدلبي بأن الدراسة متوقفة في جامعة حمص منذ فترة طويلة، حيث إن مدينة حمص بأكملها لم تعد تشهد حياة طبيعية وتحولت إلى مدينة منكوبة.

بدوره، أوضح محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب، أن ما جرى في جامعة حلب شكل دافعا أساسيا لخروج أكثر من 40 مظاهرة في مدينة حلب في جمعة «إخلاصنا خلاصنا»، لافتا إلى أن الأضرار التي ألحقتها قوات الأمن بالجامعة وبالسكن الجامعي شملت الحجر والبشر، إذ تم إحراق عدد من الغرف وسرقة محتوياتها.

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، لفت الحلبي إلى أنه على الرغم من التعاطي بوحشية مع الطلبة وسقوط عدد منهم ما بين قتيل وجريح، خرجت أمس (الجمعة) مظاهرة حاشدة من ساحة الجامعة منددة بالتعرض للطلبة واقتحام الجامعات، مطالبة بالتدخل العسكري الدولي لوضع حد لمعاناة الشعب السوري.

وكانت جامعة حلب أعلنت في موقعها على شبكة الإنترنت إغلاق الجامعة مؤقتا عقب تصاعد الاحتجاجات المناوئة للنظام داخل المدينة الجامعية واقتحام عناصر من قوات الأمن السورية والشبيحة للمدينة، وسط إطلاق نار استعملت فيه الرشاشات الخفيفة والثقيلة.

إلى ذلك أعلن عن أن وفدا من المعارضة السورية برئاسة رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون كما الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يزورون العاصمة الصينية بكين الاثنين المقبل، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وايمين الذي أوضح أن «زيارة المجلس الوطني سينظمها معهد الشؤون الخارجية، على أن يلتقي خلالها الوفد مسؤولين من وزارة الخارجية».

من جهة أخرى قال المتحدث الصيني إن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي موجود حاليا في شنغهاي «وسيزور بكين الاثنين للقاء وزير الخارجية يانغ جيشي ومسؤولين صينيين»، وأضاف ليو أن «الطرفين سيتبادلان وجهات النظر بشكل معمق حول المسالة السورية»، وشدد على أن «موقف الصين حول المسألة السورية لم يتغير»، وتابع ليو: «الصين أبقت على اتصالاتها مع الحكومة السورية وأبرز مجموعات المعارضة مثل المجلس الوطني من أجل تشجيع محادثات السلام وتهدئة التوترات في سوريا».

وعلّق عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري أحمد رمضان الذي سيشارك في الزيارة إلى الصين التي تشمل 7 أعضاء من المجلس على أهداف هذه الزيارة وشكلها، موضحا أنها تأتي في إطار تلبية دعوة القيادة الصينية لزيارة بكين للبحث بالملف السوري لافتا إلى أنه تم الاتفاق عليها منذ عام تقريبا.

وكشف رمضان لـ«الشرق الأوسط» أنّه سبق هذه الزيارة 4 جولات من المباحثات غير المعلنة بين وفود من المجلس الوطني ودبلوماسيين صينيين، مهدت لوضع نقاط مشتركة بين الجانبين حول تشخيص الوضع الراهن في سوريا والرؤية المستقبلية له، وقال: «الحوار بين الطرف الصيني والمجلس الوطني أفضى لتقريب وجهات النظر فيما بيننا وترك لدينا انطباعا قويا بأن الصين باتت تتفهم الحالة التي نعيشها إذ أبدت درجة أكبر من التفهم لمطالبنا وبالتالي لمطالب الشعب السوري».

وإذ شدّد رمضان على أن الموقف الصيني ليس مماثلا للموقف الروسي وأن المجلس الوطني لا يتعاطى معهما بنفس الطريقة، أكّد أن الموقف الصيني يتقدم بشكل إيجابي خاصة بما خص التعاطي مع المجلس الوطني.

وعن المطالب التي يحملها «الوطني السوري» للصين، أشار رمضان إلى أنّه سيطالب بكين بموقف واضح من مطالب الشعب السوري، كما سيحضّها للعب دور داعم للثورة في مجلس الأمن انطلاقا من خطة المبعوث الدولي كوفي أنان أو حتى ما بعد فشل هذه الخطة في حال استمر النظام بموقفه الساعي لإفشالها، وقال: «كما سنطلب من الصين تقديم مساعدات للمناطق السورية المنكوبة على أن يكون الموقف الروسي محورا أساسيا للمحادثات».

وعن إمكانية تزامن الحراك باتجاه الصين مع حراك مماثل باتجاه روسيا، أوضح رمضان أن الاتصالات قائمة بين روسيا والمجلس الوطني آملا أن تبقى روسيا حريصة على إجراء حوار جدي مع المجلس الوطني خاصة بعد تجاوز استحقاقاتها الداخلية.

وتطرق رمضان لتزامن زيارة وفد المجلس الوطني مع زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، لافتا إلى أن الأخير أطلع المجلس الوطني على هذه الزيارة وأن الملف السوري سيكون في صلب المحادثات مع المسؤولين الصينيين، وقال: «نحن والجامعة العربية نعمل على حثّ الصين للعب دور أكثر فعالية انطلاقا من موقعها الأساسي في مجلس الأمن الدولي».

وكانت الصين استضافت في 8 فبراير (شباط) الماضي وفدا من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية وأكدت أمامه استعداد الصين لمواصلة العمل بنشاط ودفع الحوار في سوريا للتوصل إلى حل سلمي.

وقال ليو وي مين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن نائب وزير الخارجية الصيني المسؤول عن غربي آسيا وأفريقيا تشاي جيون التقى في الفترة من 6 إلى 9 فبراير الماضي وفدا من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية تلبية لدعوة من معهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية دعا خلاله جميع الأطراف المعنية إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف واتخاذ تدابير عملية لتخفيف حدة التوتر وتجنب سقوط ضحايا من المدنيين إضافة للدعوة إلى ضرورة احترام المطالب المعقولة للشعب السوري في التغيير وحماية مصالحهم الخاصة وأن تقوم الحكومة السورية بالوفاء بالتزاماتها بالإصلاح في أسرع وقت ممكن وإطلاق عملية سياسية شاملة ذات مشاركة واسعة بأسرع وقت ممكن لحل الخلافات والتناقضات من خلال الحوار والمشاورات.

حمص: أكبر خسائر في الأرواح.. ونزوح عشرات الآلاف منذ بداية الثورة

أحد سكانها: لا توجد متاجر مفتوحة.. ولا مياه نظيفة.. ولا نتناول إلا وجبة واحدة في اليوم

لندن: «الشرق الأوسط»

منازل محترقة، ومبان منهارة، وشوارع تتناثر فيها الأنقاض والزجاج المحطم وفوارغ القذائف في أحياء حمص المدمرة التي ظلت لشهور الخط الأمامي في الثورة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وخلال رحلة استغرقت عشر دقائق بالسيارة عبر حي بابا عمرو أول من أمس حين رافق صحافيون مراقبي الهدنة التابعين للأمم المتحدة لم نشاهد سوى امرأتين مسنتين، ومبان مهدمة في الشارع الرئيسي والأزقة القريبة خلال قصف الجيش. وتمثل حمص ثالث أكبر مدينة سوريا مركزا صناعيا مهما على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب قرب الحدود مع لبنان.

وشهدت المدينة والمحافظة التي توجد بها أكبر خسائر في الأرواح خلال الفترة الممتدة منذ 14 شهرا ونزوح عشرات الآلاف.

وفي حي الإنشاءات قالت امرأة إنها عادت إلى المنطقة مع أسرتها الأسبوع الماضي لأنهم لا يستطيعون الاعتماد على الآخرين في رعايتهم بلا نهاية.

وأضافت «ماذا بوسعنا أن نفعل غير ذلك.. الدمار هائل، لكننا لا نستطيع أن نستمر في العيش في منازل الناس».

وقال جندي عند نقطة تفتيش على مقربة استدعي من مدينة دير الزور في شرق سوريا للمساعدة في الحملة على المعارضين، إنه فوجئ حين وصل إلى حمص منذ شهر. وأضاف «فوجئت حين رأيت كل هذا الدمار. شعرت بالأسف على بلدي وأهلي».

وعلى غرار مدن أخرى مضطربة في سوريا يسود الهدوء بعض مناطق حمص. ويقول مسلمون ينتمون للطائفة السنية ويمثلون أغلبية مقاتلي المعارضة، إن المناطق التي يغلب على سكانها العلويين الذين تنتمي إليهم عائلة الأسد تمتعت بحماية الجيش، بينما قصفت بقية مناطق المدينة.

وفي حي الحمراء الذي يوجد به مقر إقامة المحافظ لم تمس المنازل وتزين الزهور والأشجار الشارع.

لكن في حي الخالدية الذي ما زال مسلحو المعارضة يقاتلون فيه قوات الأسد يمكن سماع دوي إطلاق النيران باستمرار، فضلا عن قذائف المورتر وانفجارات قال سكان إنها نيران دبابات.

وينطق كل شيء من المراكز التجارية المحترقة إلى الأضرار التي لحقت بمسجد خالد بن الوليد الرئيسي بالعنف الذي شهدته حمص، بينما انتظر صحافيون انتهاء مراقبي الأمم المتحدة من المحادثات مع ممثلي المعارضة تم نقل جثمان مقاتل لقي حتفه في المحافظة لدفنه وكان ملفوفا ببطانية مخضبة بالدماء. وساعد عبد الرزاق طلاس زعيم كتيبة الفاروق وهي إحدى وحدات مقاتلي المعارضة الرئيسية في نقل الجثمان وإقامة الجنازة.

ولم يسهم وجود المراقبين الذين يفترض أنهم يراقبون وقفا لإطلاق النار يؤدي إلى محادثات وحل سياسي للازمة السورية بدرجة تذكر في طمأنة الناس في الخالدية ويبدو أن كثيرين منهم من مقاتلي المعارضة.

وقال غانم (24 عاما): «الناس في حمص لا يتوقعون الكثير من المراقبين، الآن يتحدثون عن الحوار. من قال إننا نريد حوارا.. خرجنا إلى الشارع لإسقاط بشار الأسد وليس للحديث معه».

وتحدث آخرون غاضبين عن منازلهم التي فقدوها وأقاربهم الذين خسروهم. وقال محمد عز الدين (62 عاما)، إن الجيش أحرق منزله في حي البياضة بحمص مما اضطر أسرته إلى التوجه إلى دمشق أو مغادرة البلاد أو الانتقال إلى منطقة أخرى من حمص. وأضاف «من الذي سيعوضني وكيف ستعيد الموتى». وقال محمود (12 عاما)، إن أسرا كثيرة تكدست في أحياء صغيرة. وأضاف «في منزلي يعيش تسعة أشخاص ومنزلنا صغير جدا، لا يوجد طعام ولا مياه نظيفة ولا أي شيء، لا توجد متاجر مفتوحة ولا نتناول إلا وجبة واحدة في اليوم. انظر حولك كيف يمكن أن نعيش هكذا؟».

جنبلاط: كلما سقط الأسد بسرعة بات ممكنا لسوريا أن تنجو من حرب مذهبية

قال إنه لا عداوة مع الحريري وزيارته للسعودية كانت لترميم العلاقة الثنائية بعد انعطافته مع ميقاتي

بيروت: «الشرق الأوسط»

قال رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، إنه يريد لعلاقته مع السعودية أن «تعود كما كانت، خصوصا أنه كان هناك سوء فهم كبير بالانعطافة مع (رئيس الحكومة اللبنانية) نجيب ميقاتي والتخلي عن (رئيس الحكومة السابق) سعد الحريري في تشكيل الحكومة الحالية»، موضحا أن «هذا ما شكل محور اللقاء مع الأمير سعود الفيصل، أي كيفية إعادة ترميم العلاقة»، نافيا أن يكون اللقاء تناول «الشأن اللبناني من قريب أو من بعيد».

ونفى جنبلاط، في مقابلة مع موقع «مختار» الإلكتروني، أن «تكون لزيارته إلى السعودية أي علاقة بلقائه الخليلين (ممثلي رئيس مجلس النواب وزير الصحة العامة علي حسن خليل، والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل) بعد عودته»، وأوضح أن «موعدهما كان محددا سلفا»، وأنه تم التطرق خلال اجتماعه بهما إلى «أهمية طاولة الحوار لمعالجة موضوع السلاح»، مكررا رفضه «استخدام السلاح في الداخل، لأنه أدى إلى كارثة معنوية كبيرة جدا لحزب الله وشرخ عمودي بين اللبنانيين».

وشدد جنبلاط على أن لديه حركته السياسية «المستقلة» عن حزب الله، موضحا أن الخليلين لم يسألاه عن زيارته للسعودية، وقال: «أنا لا أناقشهم عن سياستهم مع إيران، لا علاقة لي بالأمر، وهذه ليست مهمتي، لذا لا أتوقع منهم أن يناقشوني في علاقتي مع السعودية». وعن سبب عدم لقائه الرئيس سعد الحريري في السعودية، أكد جنبلاط أنه هو من اختار عدم اللقاء بالحريري، موضحا: «لا عداوة بيني وبين الحريري، لكني لا أريد أن تخرج تأويلات كتلك التي سبقت زيارتي إلى السعودية»، منتقدا بعض «التأويلات التي وردت بأن الحريري هو من سهل الزيارة، لأن الأمر ليس كذلك».

وفي الشأن السوري، أعرب جنبلاط عن اعتقاده بأنه «كلما سقط (الرئيس السوري بشار) الأسد بسرعة، بات ممكنا لسوريا أن تنجو من حرب مذهبية وحرب أهلية»، ولفت إلى أنه «كلما استمر النظام معتمدا على الحل الأمني ازداد الدمار في سوريا»، وقال: «عندما استمر بشار بالقتل اخترت تأييد الشعب السوري، وهكذا أريح ضميري تاريخيا». واتهم جنبلاط النظام السوري بأنه «من عام 1973 على نوع من التحالف الضمني مع إسرائيل»، وسأل عما «إذا كانت إيران وروسيا مع تقسيم سوريا»، معتبرا أنه «إذا وجد حل انتقالي لبشار الأسد بمسعى إيراني – روسي فسيكون هذا الأمر أفضل لسوريا ولبنان».

وعن قانون الانتخابات واعتماد صيغة النسبية، أعرب جنبلاط عن اعتقاده بأن «جهات في الأكثرية، بفعل وحي سوري، لا تريد أن يكون في الأكثرية الحالية صوت يتمايز عن الصوت الرسمي مع سوريا، لذلك المطلوب إلغاء من تجرأوا على الوقوف في وجه النظام السوري أو انتقاده وأيدوا ثورة الشعب السوري، وهذه العملية تكون بواسطة النسبية والسيطرة على الدولة والقضاء والأمن والجيش». وشدد على أن «النسبية تهدف إلى إلغاء الصوت الوسطي، بما فيه الرئيس ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط»، واصفا إياها بأنها «جرافة» انتخابية.

وفي الشأن الحكومي اللبناني، لفت جنبلاط إلى أنه «لا داعي لاستقالة الحكومة إلا في حال وجود ظروف استثنائية». وشدد على أن (النائب) ميشال عون «ليس رئيس الجمهورية، بل الرئيس ميشال سليمان هو رئيس الجمهورية، وهو الذي يقرر التعيينات»، مبديا أسفه لوجود «تيار عبثي بقيادة ميشال عون يشل كل شيء، ومع الأسف حزب الله يسايره».

وإذ أشار إلى أن «ملف السلاح يمر بخارطة طريق عبر النظام السوري ثم إلى إيران»، قال جنبلاط: «أنا لست مختصا في الحسابات الإيرانية، إلا أنني لا أومن بأن فلسطين سوف تحرر من الخارج بل من الداخل». وعن العلاقة مع «14 آذار»، قال جنبلاط: «قد تلتقي المصالح السياسية في موضوع النسبية، لكنني لن أعود إلى (14 آذار)»، وأضاف: «هم لا يريدون الحوار على السلاح، وهذه نقطة مركزية في الاختلاف».

الآلاف يشاركون في تشييع قتلى تظاهرات الجمعة في دمشق

خرج آلاف الأشخاص في تظاهرة حاشدة اليوم السبت في حي كفرسوسة في العاصمة السورية دمشق لتشييع قتلى تظاهرات أمس الجمعة. وقال الناشط في اتحاد تنسيقيات دمشق ابو قيس في اتصال عبر “سكايب” مع وكالة “فرانس برس”: “يشهد حي كفرسوسة تظاهرة حاشدة يشارك فيها آلاف الأشخاص لتشييع الشهداء الذين سقطوا امس برصاص الامن السوري اثناء التظاهرات”.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان: “لقد شارك أهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للشهداء الذين سقطوا يوم امس خلال اطلاق الرصاص” من قوات الامن على متظاهرين. كما أظهرت مقاطع بثت مباشرة على الانترنت آلاف المتظاهرين في حي كفرسوسة يهتفون “واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد” وسط زغاريد الشابات المشاركات في التظاهرة، فيما ظهرت على احد جدران المكان شعارات تحيي الجيش السوري الحر.

(أ.ف.ب)

دعوة المراقبين لتشييع “شهداء الجمعة

قتلى بحلب وتفجيرات بدمشق وريفها

قال ناشطون إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا بانفجار في حلب، كما وقعت انفجارات متفرقة في دمشق وريفها دون سقوط ضحايا. وأفاد ناشطون بسقوط جرحى في اقتحام الجيش النظامي لمدينة سلقين في إدلب، وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أعلنت مقتل 43 شخصاً برصاص القوات النظامية أثناء مظاهرات أمس.

 من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في انفجار استهدف منطقة تل الزرازير في أطراف مدينة حلب، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع.

 وفي دمشق أفاد ناشطون بتصاعد سحب الدخان بالقرب من القصر العدلي، وقامت قوات الأمن بإغلاق ساحة السبع بحرات وبعض الشوارع الرئيسية وشوهدت سيارات الإسعاف باتجاه موقع الانفجار.

 أما الانفجار الثاني فوقع في شارع الثورة عند سوق الخجا، ولوحظ وجود أمني كثيف وسيارات الشرطة والإسعاف والإطفاء في مكان الحادث وإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى شارع الثورة وفق ناشطين.

 بدوره قال عضو مجلس الثورة السورية في دمشق وريفها محمد الشامي، إن انفجارا وقع في شارع الثورة قرب المؤسسة الاستهلاكية وانفجارين في بساتين حي القابون وانفجارا في كل من المعضمية وبساتين زملكا بريف دمشق.

 وأوضح الشامي في اتصال مع الجزيرة أن الهدوء عاد إلى شارع الثورة، وأن قوات الجيش والأمن انسحبت من منطقة الانفجار الذي لم يخلف أضرارا كبيرة وفق وصفه.

واتهم النظام بتدبير هذه التفجيرات للتغطية على “مذبحة أمس” ومنع التشييع الحاشد الذي يحضر له في حي كفر سوسة -الذي يشهد انتشارا أمنيا مكثفا ومحاصرة لكافة مداخله- لخمسة من القتلى الذين سقطوا في دمشق بمظاهرات أمس.

دعوة للمراقبين

في السياق دعا المجلس الوطني السوري المعارض اليوم المراقبين الدوليين إلى حضور تشييع المتظاهرين في دمشق.

وطالب المجلس في بيان المراقبين الدوليين بالتوجه إلى حيي التضامن وكفر سوسة حيث سيشيع “شهداء الجمعة”.

وقتل الجمعة تسعة متظاهرين برصاص قوات الأمن في العاصمة، أربعة منهم في حي التضامن، وخمسة في حي كفر سوسة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وهي الحصيلة الأكبر لقتلى يسقطون في مظاهرات وقمع في العاصمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس/آذار من العام الماضي.

وتشهد دمشق وحلب ثاني أكبر المدن السورية، تصاعدا في الحركة الاحتجاجية منذ أشهر. وقد أطلق الأمن النار على مظاهرة في حي صلاح الدين في حلب مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وفي دمشق استخدمت القوات النظامية الرصاص الحي لتفريق مظاهرات خرجت في حييْ كفرسوسة والتضامن.

وفي دمشق أيضا ذكر ناشطون أن قوات الجيش النظامي اقتحمت بساتين برزة بالدبابات ومضادات الطيران من عدة محاور وسط إطلاق نار مستمر منذ الصباح.

أما في حمص فدكت المدفعية الثقيلة حي جوبر تمهيدا لاقتحامه -وفق ناشطين- الذي يوجد فيه عدد كبير من النازحين واللاجئين وسُمعت أصوات القصف تملأ المكان.

انتهاكات ومراقبون

في غضون ذلك وثق ناشطون خروج 789 مظاهرة و668 نقطة تظاهر في جمعة أمس التي أطلق عليها الناشطون “إخلاصنا خلاصنا” من أجل تأكيد ولائهم للثورة، وجاءت محافظة إدلب في المرتبة الأولى تلتها درعا وحماة وريف دمشق.

إلى ذلك أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 205 نقاط خرق وقعت أمس في مختلف المحافظات السورية لمبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان، حيث قام الجيش النظامي بإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين وبقصف مدفعي واقتحامات للبلدات والمدن مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وعديد من الاعتقالات.

من جهة أخرى زار فريق من المراقبين برئاسة رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النرويجي روبرت مود معرة النعمان بمحافظة إدلب ومدينة الرستن بمحافظة حمص.

كما أفاد ناشطون بانتشار المراقبين في كل من أريحا بإدلب والقصير بحمص وبصرى الشام بدرعا.

انفجارات في دمشق وحلب.. وانشقاق عميد عن الجيش

المجلس الوطني يدعو المراقبين الدوليين إلى حضور تشييع قتلى تظاهرات الجمعة

العربية.نت

قال أحد السكان إن انفجارا هز شارع الثورة بوسط دمشق صباح اليوم السبت ودمر سيارات قريبة، فيما سقط قتلى وجرحى في تفجير آخر وقع في حلب.

وصرح المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا بأن سكانا تحدثوا عن انفجارين كبيرين في المنطقة إلا أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.

هذا وأعلن العميد غازي جابر العبود قائد الفوج 147 للإنزال الجوي في الجيش السوري انشقاقه عن جيش النظام السوري.

وتواصِلُ آلة النظام العسكرية حملاتها في مختلف المدن، وآخرُها صباحَ اليوم، حيث افيد بقصف عنيف على بساتين برزة في دمشق منذ ساعات الصباح الأولى، كما قصفت المدفعية الثقيلة المثبتة على تل النقيرة حي جوبر المليء بالنازحين، فيما قامت القوات بحملة دهم واعتقالات في ريف دير الزور الشرقي.

وشوهدت سحبُ الدخان تتصاعد بسبب الانفجارين اللذين هزّا العاصمة السورية، بالقرب من القصر العدلي، ما استدعى قوات الأمن السوري لإغلاق ساحة السبع بحرات وبعض الشوارع الرئيسية وفق ما أوردت شبكة شام الاخبارية.

دعوة للمراقبين إلى تشييع القتلى

من جهة ثانية، دعا المجلس الوطني السوري المعارض السبت المراقبين الدوليين الى حضور تشييع تسعة متظاهرين قتلوا برصاص الامن السوري في تظاهرات امس الجمعة.

وقال المجلس في بيان تلقت وكالة “فرانس برس” نسخة منه “نطالب المراقبين الدوليين بالتوجه (السبت) الى حيي التضامن وكفرسوسة حيث سيشيع شهداء يوم الجمعة”.

واضاف المجلس الوطني في بيانه “كالعادة واجه النظام الحناجر بالرصاص، والمطالب بالقمع الدموي، وخص عاصمتنا الخالدة دمشق الشام بنصيب وافر من الرصاص في عدد كبير من أحيائها وخاصة حيي التضامن وكفر سوسة”.

واعتبر المجلس أن تظاهرات دمشق “تثبت للنظام أن زعمه بأن دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب القطب السكاني والاقتصادي والحضاري الاخر في سوريا”.

وقد قتل 43 شخصاً برصاص القوات السورية واعتقل المئات، في جمعة “إخلاصنا خلاصنا” التي خرج فيه آلاف المناهضين للنظام بمناطق متفرقة من البلاد من أجل تأكيد ولائهم للثورة، حسبما أفادت لجان التنسيق المحلية.

وتشهد دمشق وحلب (شمال) ثاني أكبر المدن السورية، تصاعدا في الحركة الاحتجاجية منذ اشهر.

والخميس، قتل أربعة طلاب في جامعة حلب برصاص الأمن السوري الذي اقتحم الجامعة عقب تظاهرات ليلية تنادي باسقاط النظام. وقد علقت جامعة حلب دروسها منذ ذلك الحين “بسبب الاوضاع الحالية”.

وخلص بيان المجلس الوطني الى اعتبار ان التظاهرات التي شهدتها سوريا الجمعة “دليل قاطع على انهم (السوريين) يؤمنون بالتظاهر السلمي كأسلوب أساسي للتعبير عن الرأي، ووسيلة للتغيير الديموقراطي ودليل على انهم مازالوا يدعمون المبادرة الدولية العربية رغم عدم تنفيذ النظام اي من بنودها”.

وتنص خطة المبعوث الدولي العربي كوفي عنان الى سوريا على وقف اطلاق النار باشراف دولي، وسحب الاسلحة الثقيلة من المدن، والسماح بدخول المساعدات، والسماح بالتظاهر السلمي، والبدء بحوار سياسي حول مرحلة انتقالية”.

رصاص قوات الأسد يودي بحياة 43 متظاهراً

لجان التنسيق بثت تسجيلات مصورة أظهرت إطلاق قوات الأسد للنار على المتظاهرين

العربية.نت

قتل 43 شخصاً برصاص القوات السورية واعتقل المئات، في جمعة “إخلاصنا خلاصنا” التي خرج فيه آلاف المناهضين للنظام بمناطق متفرقة من البلاد من أجل تأكيد ولائهم للثورة، حسبما أفادت لجان التنسيق المحلية، بينما أعلن الموفد الدولي الخاص كوفي عنان أن هناك مؤشرات ميدانية “طفيفة” على احترام خطته للحل.

وبثت لجان التنسيق المحلية تسجيلات مصورة أظهرت إطلاق قوات النظام النار على المتظاهرين في جمعة “إخلاصنا خلاصنا”، وفيما بدا أنه تحد واضح لإطلاق قوات النظام الرصاص الحي رد المتظاهرون في حي التضامن وسط دمشق بالحجارة بعد سقوط عدد من القتلى الجرحى في تظاهرة طالبت بالحرية وإسقاط النظام.

وأوقع الرصاص الحي في المليحة في ريف دمشق أيضاً أحد المتظاهرين قتيلاً حسب تسجيل مصور بثته لجان التنسيق المحلية.

وفي دوما تحدثت التنسيقيات عن انتشار أمني كبير وانتشار للقناصة على أسطح المباني.

وسياسياً، أبدى وزيرُ الخارجية الألماني، قلقه من تفاقم الأزمة السورية لتشمل المنطقة بأسرها، داعياً من نيويورك أثناء زيارته الأمين العام للأمم المتحدة، إلى الحيلولة دون اشتعال الحريق في المنطقة.

وقال فيستر فيليه إن الخطة التي وضعها المبعوث الأممي، كوفي عنان هي أفضل الإمكانيات المتاحة.

كما أشارت دوائر من الوفد الألماني إلى أن الوزير أعرب هو وبان كي مون عن قلقهما الشديد من الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن نظام الأسد لا يلتزم بالاتفاقات التي أقر بها في خطة عنان.

معارضون سوريون بكوسوفو للاستفادة من تجربة مقاتليها

لما لديهم من خبرة كبيرة في مواجهة مثل هذه التحديات

العربية.نت

زار وفد سوري معارض كوسوفو والتقى سياسيين، كانوا مقاتلين سابقين في جيش تحرير كوسوفو، للاستفادة من خبرتهم في مواجهة النظام السوري، كما أفاد تقرير لوكالة الأمريكية “أسوشييتد برس”، نقلاً عن موقع “سيريا بوليتيك” الإخباري.

ونقلت الوكالة عن المعارض عمار عبدالحميد الذي كان ضمن وفد، من ثلاثة أشخاص، زار كوسوفو، قوله “جئنا إلى هنا لنتعلم، كوسوفو مرت بذات الظروف ولديها خبرة كبيرة ستفيدنا كثيرا”، مضيفا “نريد أن نعرف على وجه التحديد كيف تم تنظيم الجماعات المسلحة المتفرقة في إطار جيش واحد هو جيش تحرير كوسوفو”.

يذكر أن جيش تحرير كوسوفو كان يعتبر منظمة إرهابية من قبل دول غربية عديدة حتى عام 1998 حيث تم رفعه عن قائمة المنظمات الإرهابية دون كشف أسباب ذلك.

السفارة الأمريكية بدمشق تنضم لحملة مطالبة بإطلاق سراح صحفي سوري بارز

روما (5 أيار/ مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تبنّت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في دمشق حملة لإطلاق سراح الصحفي والناشط الحقوقي السوري البارز مازن درويش الذي اعتقلته أجهزة الأمن السورية قبل أكثر من شهرين، ودعت السفارة للمشاركة في (سبت الوفاء) لدرويش

وبدّلت السفارة الأمريكية في دمشق الصورة الرئيسية لصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ووضعت بدلاً عنها صورة لحملة مناصرة معتقلي الثورة السورية، مزينة بعلمين من أعلام استقلال سورية، التي تعتبرها السلطة السورية أعلاماً للثورة السورية المناهضة للنظام السوري الحالي، كما وُضعت صورة لدرويش، وكُتبت عبارة : سبت الوفاء للصحفي مازن درويش 5/5/2012

وأشارت السفارة إلى أن السوريين “سيخرجون إلى الشوارع في احتجاجات سلمية ضد نظام الأسد ويدعون إلى إطلاق سراح مازن درويش، وأكّدت على أن الولايات المتحدة تدعم هؤلاء المحتجّين السلميين، وتدعو بدورها إلى إطلاق سراح درويش وزميله حسين غرير فوراً، بموجب اقتراح مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية”

ودرويش، رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في سورية، اعتُقل من قِبل جهاز المخابرات الجوية في 16 شباط/ فبراير الماضي مع عدد من زملائه باقتحام مكاتب المركز في دمشق، وبعد أسابيع أفرجت السلطات عن بعضهم بكفالة وفي 22 نيسان/ إبريل تم تقديم ثلاثة منهم (بسام الأحمد، جوان فارسو، وأيهم غزول) للنيابة العسكرية ليمثلوا أمام محكمة عسكرية بتهمة (حيازة  منشورات محظورة بقصد توزيعها)، كما تم إعلام خمس سيدات من موظفات وزوار المركز ممن أُفرج عنهن بكفالة بأنهن سيُحاكمن بالتهمة ذاتها، وتم الثمانية إلى سجن عدرا المركزي بدمشق، دون أن يتم التوصل لمعلومات حول مصير درويش وغرير

وكانت منظمات حقوقية سورية وعربية ودولية قد أعربت عن قلقها لاعتقال درويش وغرير بمعزل عن العالم الخارجي، فيما أشرت تقارير إلى أن حالتهم الصحية تدهورت بشكل خطير

ومن المنظمات التي طالبت بإطلاق سراح درويش ورفاقه، هيومن رايتس ووتش، مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان، المنظمة العربية لحقوق الإنسان، الحملة العالمية لحرية التعبير، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية في سورية، مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، الشبكة الأورو ـ متوسطية لحقوق الإنسان، مؤسسة الخط الأمامي (فرونت لاين)، المعهد الإنساني للتعاون التنموي، باكس كريستي، الدعم الإعلامي الدولي، المعهد الدولي للصحافة، اللجنة الكردية لحقوق الإنسان، أمنستي، المنظمة الكردية لحقوق الإنسان، المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، مراسلون بلا حدود ورابطة الصحفيين السوريين وغيرها

والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير يتمتع بوضع استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة منذ عام 2011، وقد لعب دوراً رئيسياً في بث معلومات حول التطورات اليومية في سورية في الوقت الذي حظرت فيه السلطات السورية دخول المراقبين والصحفيين الدوليين إلى البلاد

سوريا: تفجيرات في حلب ودمشق ومقتل عدة أشخاص

خرجت المظاهرات في عدة مدن وبلدات سورية

قال نشطاء أن عدة اشخاص قتلوا أو اصيبوا في تفجير على مشارف حلب، ثاني اكبر المدن السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ثلاثة أشخاص على الاقل قتلوا في الانفجار الذي استهدف حافلة في منطقة تل الزرازير.

وكان انفجار هز انفجار وسط دمشق صباح السبت، متسببا في تدمير سيارات، حسبما أفاد مراسل بي بي سي في العاصمة السورية.

وقال عساف عبود مراسل بي بي سي في دمشق إنه شوهد انتشار أمني كثيف في المنطقة والمناطق القريبة مع قطع الطرقات المؤدية إلى شارع الثورة. كما شوهدت سيارات إسعاف متوجهة إلى هناك.

ولم ترد حتى الآن أنباء عن وقوع اصابات في الانفجار الذي وقع في شارع الثورة.

وقال المصدر السوري لحقوق الانسان، ومقره بيروت، إن سكانا محليين أفادوا بسماع انفجارين كبيرين في المنطقة، ولكن لم ترد المزيد من التفاصيل.

وقالت مصادر سورية مطلعة لبي بي سي إن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة تحت سيارة حكومية كانت متوقفة قرب سوق الخجا بشارع الثورة وسط دمشق. الانفجار أسفر عن أضرار مادية من دون وقوع ضحايا.

عنف وتظاهرات

وكانتن أعمال العنف في سوريا قد تواصلت تزامنا مع خروج مظاهرات في عدد من المدن والبلدات بينها دمشق ودرعا وحماة وحلب، ويأتي هذا في الوقت الذي أكد المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي عنان أن هناك ” مؤشرات ميدانية بسيطة” على احترام خطة وقف إطلاق النار.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، بمقتل خمسة اشخاص في محافظة حمص برصاص قوات الجيش السوري.

كما قتل خمسة آخرون في محافظة حماة بينهم ثلاثة استهدفت سيارتهم من قبل القوات النظامية.

كما شهدت محافظة ادلب مقتل سبعة أشخاص بينما قتل 4 بينهم رجل وزوجته وطفلهما حسبما ذكر المرصد.

وقال ناشطون إن مظاهرة عدة في دمشق وريفها وحلب والحسكة وحماة ودرعا واللاذقية وحلب تعرضت لاطلاق نار من القوى الامنية الجمعة.

وانطلقت المظاهرات عقب صلاة الجمعة وحملت شعار “اخلاصنا خلاصنا” في تأكيد على استمرار الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

جولات

وتأتي أعمال العنف في الوقت الذي يواصل فريق المراقبين الدوليين جولاته في المدن السورية، فقد زار عدد من المراقبين برئاسة الجنرال روبرت مود محافظة ادلب واللاذقية ومدينة حماة ومدينة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية حسبما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية.

من جانبه، أعرب المتحدث باسم المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان عن اعتقاده بأن خطة عنان تسير “على الطريق الصحيح”، على الرغم من أن وقف إطلاق النار ينفذ بصورة بطيئة.

وقال المتحدث أحمد فوزي إن “خطة عنان على الطريق الصحيح، وإن مأساة ظلت مستمرة لأكثر من عام لن تحل في يوم أو اسبوع”.

وأضاف “هناك إشارات في الأرض على التقدم، ولو كانت بطيئة أو صغيرة”.

وتابع قائلا “لقد تم سحب بعض الأسلحة الثقيلة والبعض الآخر لا يزال باقيا، بعض أعمال العنف تراجعت والبعض لا يزال متواصلا. وهذا ليس مرض، أنا لم أقل إنه كذلك”.

وأوضح فوزي أن عنان سيطلع مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل على التقدم الذي أحرز في تطبيق خطته.

من ناحية أخرى، تستعد سوريا لاجراء انتخابات برلمانية يوم الاثنين بموجب الدستور الجديد الذي سمح بتشكيل أحزاب جديدة وأنهى رسميا عقودا من سيطرة حزب البعث على الساحة السياسية.

وتقول السلطات إن هذه الانتخابات جزء من عملية الإصلاح السياسي التي وعد بها الأسد ولكن المعارضة تشكك في جدواها ووصفتها بأنها “نوع من الخداع” من قبل السلطات.

المعارضة السورية: القوات الأمنية تطلق النار على المتظاهرين في جمعة “إخلاصنا خلاصنا

قال ناشطون معارضون إن القوات الأمنية السورية اطلقت النار على المتظاهرين في جمعة “إخلاصنا خلاصنا” في عدد من المدن والبلدات السورية بينها دمشق ودرعا وحماة وحلب، بينما أعرب متحدث باسم المبعوث الدولي كوفي عنان أن خطته تسير “على الطريق الصحيح”.

مظاهرة في سوريا

فرقت قوات الأمن مظاهرات في عدة مدن سورية

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن اطلقت النار لتفريق مظاهرات معارضة خرجت في عدد من المناطق السورية الجمعة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشط سوري من دمشق قوله إن القوى الامنية اطلقت النار على تظاهرة خرجت من المسجد الكبير بعد صلاة الجمعة في حي جوبر في دمشق.

كما أكدت لجان التنسيق المحلية المعارضة وقوع “إطلاق نار كثيف في حي العسالي في دمشق تلته حملة مداهمات واعتقالات عشوائية بعد خروج تظاهرة في الحي”.

درعا وأدلب

وأضافت أن القوات الأمنية اطلقت النار كذلك على مظاهرات في بلدة المليحة بريف دمشق وفي انخل بمحافظة درعا.

قال المرصد السوري في بيان ان “القوات النظامية السورية اطلقت الرصاص لتفريق تظاهرات في حيي الفردوس والاندلس في مدينة حماة، وفي بلدة قلعة المضيق في ريف حماة”.

وأضاف المرصد أن المظاهرات شملت عدة قرى وبلدات في حلب بالإضافة إلى بلدات المدينة وجبال الزاوية في محافظة أدلب.

كما بث ناشطون اشرطة فيديو على شبكة الانترنت لمظاهرة في مدينة الحسكة، حيث هتف المتظاهرون “يلا ارحل يا بشار”.

“على الطريق الصحيح”

في هذه الأثناء، أعرب المتحدث باسم المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان عن اعتقاده بأن خطة عنان تسير “على الطريق الصحيح”، على الرغم من أن وقف إطلاق النار ينفذ بصورة بطيئة.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان للصحفيين في جنيف “خطة عنان على الطريق الصحيح، وإن مأساة ظلت مستمرة لأكثر من عام لن تحل في يوم أو اسبوع”.

وأضاف “هناك إشارات في الأرض على التقدم، ولو كانت بطيئة أو صغيرة”.

وتابع قائلا “لقد تم سحب بعض الأسلحة الثقيلة والبعض الآخر لا يزال باقيا، بعض أعمال العنف تراجعت والبعض لا يزال متواصلا. وهذا ليس مرض، أنا لم أقل إنه كذلك”.

وأوضح فوزي أن عنان سيطلع مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل على التقدم الذ أحرز في تطبيق خطته، وذلك خلال مؤتمر عبر الفيديو من جنيف.

إتهام

وكان البيت الأبيض اتهم الحكومة السورية في وقت سابق بعدم الالتزام بالهدنة المنصوص عليها في خطة عنان.

وادانت واشنطن الغارة التي شنتها قوات الامن ومليشيات الشبيحة على المدينة الجامعية في حلب، واسفرت عن مقتل اربعة طلاب واصابة نحو 50 آخرين واعتقال العشرات.

وقال جي كارني الناطق باسم البيت الابيض: “نأمل في نجاح خطة عنان، ونحن نعمل على دعم بكل السبل الممكنة”.

لكنه أضاف “في حال استمر النظام (السوري) في اصراره سيكون امام المجتمع الدولي الاعتراف بالهزيمة، والعمل على معالجة التهديد الخطير للسلام والاستقرار الذي يمثله نظام الاسد”.

وقال كارني: “نحن ندين الغارة التي شنت الليلة الماضية على الاحتجاجات السلمية للطلاب بحلب، والتي مورس فيها اطلاق النار والضرب والاعتقالات للعديد من الناس”.

انفجارات في سوريا في مدينتين رئيسيتين ومقتل خمسة

دمشق (رويترز) – قتل انفجار خمسة اشخاص على الاقل في حلب وانفجرت قنبلتان بطريق سريع يمر بدمشق في مؤشر اخر على ان المعارضين الذين يقاتلون للاطاحة بالرئيس بشار الاسد يغيرون تكتيكاتهم الى استخدام قنابل محلية بدائية الصنع.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا الذي يراقب الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا أن انفجار حلب دمر محطة لغسيل السيارات في منطقة تل الزرازير وهي من أفقر الاحياء في المدينة التجارية التي تقطنها غالبية من الطبقة المتوسطة.

وأعلن عضو بالجيش السوري الحر المعارض المسؤولية عن الانفجار وقال لرويترز في بيروت ان محطة غسيل السيارات يستخدمها افراد من ميليشيا موالية للاسد.

وقال علي الحلبي الذي ذكر اسم صاحب محطة غسيل السيارات واتهمه باغتصاب امرأة أمام زوجها “وضعنا قنبلة داخل سيارة.” وأضاف “ذهبت الى المنطقة بعد ذلك وشاهدت سبع جثث وكثيرا من الجرحى.”

وذكر المرصد ان عدد القتلى خمسة.

ونجت حلب من أسوأ صراع حول بعض المدن الى مناطق معارك لكن يوم الخميس هاجمت قوات الامن وطلبة يحملون سكاكين محتجين مناهضين للاسد في الجامعة وقتلوا اربعة واحتجزوا 200 .

وفي دمشق انفجرت قنبلتان في شارع الثورة ما أسفر عن تدمير تسع سيارات. ولم ترد تقارير بشأن الاصابات.

وشاهد صحفيون من رويترز حافلات صغيرة مدمرة وسيارة اجرة صفراء محطمة تم ابعادها في وقت لاحق عن المنطقة.

وقال ساكن في حي سوق ساروجة القريب “سمعنا دوي انفجار كبير.” وأضاف “تحاصر قوات الامن المنطقة الان.”

ووجهت التفجيرات ضربة اخرى الى هدنة متداعية مدعومة من الأمم المتحدة. وتم الان نشر 50 من بين 300 مراقب من الامم المتحدة يزمع نشرهم في سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار الذي اعلن يوم 12 ابريل نيسان لكن وجودهم لم يوقف العنف في الانتفاضة.

وقال ناشطون ان 37 شخصا قتلوا يوم الجمعة عندما أطلقت قوات الامن النار على محتجين في انحاء البلاد.

وهزت انفجارات قاتلة مدنا رئيسية فيما يسعى مسلحون لتعويض تفوق القوات السورية والدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر التي تضمها الترسانة العسكرية للاسد.

وقال عماد وهو ناشط يقيم بالقرب من شارع الثورة اكتفى بذكر اسمه الاول خوفا من الاعتقال “نريد ان نوضح للصحفيين الاجانب في سوريا ان دمشق ليست صامتة وإحراج النظام.”

ويوم 30 ابريل نيسان دمرت انفجارات واجهات مبان في مدينة إدلب بشمال سوريا حيث قال التلفزيون الحكومي ان تسعة اشخاص قتلوا وأصيب 100 بجروح بينهم افراد امن.

وقبل ذلك بثلاثة ايام قالت وزارة الداخلية ان مهاجما انتحاريا قتل تسعة اشخاص بينهم افراد امن في مسجد بدمشق.

وأعلنت جماعة اسلامية تطلق على نفسها “جبهة النصرة لاهل الشام” المسؤولية عن الانفجار وعن هجوم 24 ابريل نيسان على القنصلية الثقافية الايرانية في دمشق. وايران من أوثق حلفاء سوريا.

ويقول الاسد منذ فترة طويلة انه يقاتل “جماعات ارهابية مسلحة” يدعمها أجانب. ويقول مسؤولون سوريون ان معارضين قتلوا أكثر من 2600 جندي وشرطي. وتقول الامم المتحدة ان قوات الأمن قتلت أكثر من 9000 شخص منذ بدء الانتفاضة.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

من مريم قرعوني

تحليل- الغرب يشكك في فرص نجاح خطة عنان ولا توجد خطة بديلة

الامم المتحدة (رويترز) – في الوقت الذي تتكدس فيه الجثث في المشارح السورية تتزايد شكوك الدبلوماسيين الامريكيين والاوروبيين في فرص نجاح خطة السلام المدعومة من الامم المتحدة في انهاء أكثر من عام من العنف الذي وضع سوريا على حافة الحرب الاهلية.

لكن مع وقوف روسيا بقوة وراء خطة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان للسلام لا تجد القوى الغربية خيارا اخر سوى التمسك بها في الوقت الراهن. وتتألف الخطة من ست نقاط لانهاء الصراع بين القوات الحكومية الموالية للرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة المصممين على الاطاحة به.

وفي حين تقول الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج العربية منذ فترة طويلة انه يتعين أن يتنحى الاسد فانهم لا يملكون بدائل أخرى قابلة للنجاح. وترمي خطة عنان لانهاء الصراع في سوريا الذي يعتبر الاشد دموية في انتفاضات “الربيع العربي” التي اندلعت العام الماضي في شمال أفريقيا والشرق الاوسط.

وعلى الرغم من اشارات دول مثل السعودية وقطر الى أنها ربما تسلح المتمردين يقول مسؤولون امريكيون واوروبيون انه لا توجد أي محاولة منظمة لتزويد المعارضة المنقسمة بالاسلحة لمواصلة القتال.

ونظرا لعدم استعدادها لتسليح المتمردين وعدم قدرتها على كسر الجمود في مجلس الامن لا توجد لدى القوى الغربية بدائل لخطة عنان التي تمثل على الرغم من قصورها الجهد الدبلوماسي الوحيد الذي يؤثر على الصراع المستمر منذ 14 شهرا.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بيي “في الوقت الراهن الخيار الوحيد لدينا هو محاولة حمل جميع الاطراف على التعاون لوقف العنف والسماح بالقيام بالجهود الانسانية ومساعدة الشعب الذي هو في أمس الحاجة الى هذه المساعدة.”

وتدعو خطة عنان لسحب الاسلحة الثقيلة والقوات من المدن السورية ووضع حد لجميع أعمال العنف من قبل قوات الامن السورية والمتمردين والحوار بين الحكومة والمعارضة بهدف تحقيق “انتقال سياسي”. كما تدعو الى نشر قوة غير مسلحة من الامم المتحدة لمراقبة الهدنة.

ووعدت الحكومة السورية والمعارضة بالامتثال لخطة الامين العام السابق للامم المتحدة لكنهما لم يفعلا ذلك. وما زال القتال مستمرا ويسقط القتلى في كل يوم.

وحتى الان يقول مسؤولون ودبلوماسيون من الامم المتحدة انه لم يحدث سوى انخفاض طفيف في أعمال العنف منذ اعلان الهدنة في 12 أبريل نيسان. ويتجه المتمردون الذين تتفوق عليهم القوات الحكومية الى القيام بحملة تفجيرات لاستهداف القوات الحكومية بينما يقصف الجيش السوري مناطق مدنية بأسلحة ثقيلة.

وتجد قوة الامم المتحدة لمراقبة الهدنة صعوبة للوصول الى كامل قوتها حيث يفترض أن تصل الى 300 مراقب عسكري غير مسلح على الارض. وأصبح لديها الان نحو 50 مراقبا في بلد يبلغ عدد سكانه 22 مليون نسمة. وعملية النشر بطيئة لانه يتعين ان تصدر دمشق تأشيرات دخول لهم. وقد رفضت بالفعل عدة أوروبيين.

وقال دبلوماسي غربي لرويترز طالبا عدم نشر اسمه “لا يوجد فعليا وقف اطلاق نار ليراقبه مراقبو الامم المتحدة.. سيأتي الوقت الذي نطلق على هذا الوضع ما يستحقه من وصف.”

وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان للصحفيين في جنيف يوم الجمعة ان خطة السلام “على المسار” الصحيح وعلى الرغم من عدم وجود اشارات كبيرة على امتثال الحكومة السورية للهدنة فان هناك “اشارات محدودة”.

وقال رئيس مهمة المراقبة التابعة للامم المتحدة الميجر جنرال روبرت مود من النرويج للصحفيين خلال رحلة الى حماة أمس الخميس ان المراقبين لهم “دور مهديء” وان الجيش عازم فيما يبدو على التعاون مع الهدنة في صراع أودى بحياة ألوف المدنيين.

وفي الوقت الذي كان فيه مود يعرب عن تفاؤله الحذر أمكن لفريق من رويترز سماع انفجار قذائف المورتر في حي الخالدية بحمص بمعدل قذيفة كل دقيقة. كما قالوا أنهم سمعوا دوي اطلاق نار كثيف لكنهم لم يعرفوا مصدره.

كما يتناقض تفاؤل فوزي ومود بشدة مع تقدير متشائم قدمه البيت الابيض يوم الخميس.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني “اذا استمر تعنت النظام فسيتعين على المجتمع الدولي ان يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطير للسلام والاستقرار من جانب نظام الاسد.”

وسيتحدث عنان وارفيه لادسو الامين العام المساعد للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام أمام مجلس الامن يوم الثلاثاء بشأن التطورات في سوريا.

ويقول دبلوماسيون غربيون في نيويورك ان عنان سيذكر في تقريره على الارجح أن تقدما محدودا فقط حدث في تحقيق الوقف الكامل لاطلاق النار.

وقال دبلوماسي غربي كبير هذا الاسبوع ان عنان “سيميل بشكل طبيعي ويمكن تفهمه الى محاولة ابقاء العملية جارية وليس أن يفعل ما يمكن أن يرقى حقا الى وضع حد نهائي واعلان الفشل”.

واضاف “سيتعين أن نكون صارمين. اذا واصلت الحكومة عدم الامتثال فسوف ينبغي أن نعود لمجلس الامن من أجل تحرك اخر.”

وقال مبعوث اخر “اذا لم يتحقق تقدم أعتقد أن المطالب ستتزايد بأننا ينبغي أن نسمي الاشياء بأسمائها.”

ويقول دبلوماسيون ان مثل تلك التصريحات الصارمة ليست انتقادا لعنان وفريقه وهم ليسوا سذجا وانما تهدف لان توضح للاسد أنه لن يتم التسامح مع مثل هذا التلاعب مع فريق مراقبي الامم المتحدة وعنان.

ومن بين التحركات المحتملة الاخرى من جانب المجلس فرض عقوبات من الامم المتحدة. ولمحت الولايات المتحدة والقوى الاوروبية الى فرض عقوبات على الحكومة السورية لكن من شبه المؤكد أن تستخدم روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لعرقلة أي قرارات للامم المتحدة مثلما فعلتا مرتين من قبل رغم أنهما أيدتا قرار نشر المراقبين.

ومن المستبعد بدرجة أكبر اللجوء الى اجراءات اشد مثل السماح بتدخل عسكري أجنبي على غرار ما حدث في ليبيا لحماية المدنيين. وتعارض روسيا والصين ذلك كما لا توجد رغبة لدى الولايات المتحدة أو أوروبا في الدخول في حرب يمكن ان تشعل عنفا طائفيا على شاكلة ما حدث بالعراق.

وقال ديفيد بوسكو من الجامعة الامريكية في واشنطن “لا أرى أي دلالة على وجود خطة بديلة متماسكة. عبر الامم المتحدة سيكون التحرك لفرض بعض العقوبات هو النتيجة الارجح. لا توجد حتى الان أي رغبة فيما يبدو من جانب المجلس لاجازة تدخل أقوى.”

ونتيجة لذلك ستستغل الولايات المتحدة وأوروبا تقرير عنان بشأن ما حدث من تطورات خلال 15 يوما كمنتدى للشكوى من عدم امتثال سوريا. ويمكنهما أيضا تشكيل “تحالف للراغبين” في فرض عقوبات جماعية على سوريا خارج الامم المتحدة. ومجموعة “أصدقاء سوريا” أحد تلك التحالفات.

وعندما ينتهي تفويض المراقبين ومدته 90 يوما في أواخر يوليو تموز سيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين التفكير مليا فيما اذا كانوا يرون أي جدوى من تجديده.

ويقول دبلوماسيون ومسؤولون بالامم المتحدة انه اذا ظل الوضع كما هو سيكون من الصعب تبرير تجديد التفويض.

(اعداد أيمن مسلم ومصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

لويس تشاربونو

صحفي روسي يكتب ….90 دقيقة بصحبة مقاتلي الجيش السوري الحر

كتب فاليري ميلنيكوف (وكالة “نوفوستي” الروسية)

يصفهم النظام السوري بالعصابات الإرهابية المسلحة، عندما أعلنت عن نيتي الذهاب إلى حمص، حذروني منهم وقالوا “الجيش السوري الحر يكره الروس.. سيقتلونك حتما”.

أثناء تجولي في أحد أحياء حمص الفارغة من السكان، وصلت إلى أحد نقاط الحراسة المهجورة، ليشق الصمت صوت طلقات رشاش آلي، ظهر بعده من أحد الشوارع الجانبية مواطن سوري مسن، لوح لي بيديه وأخبرني أن التقدم خطر جدا، “إنهم يطلقون النار”، ومن ثم سألني من أين أنا؟ وماذا أفعل هنا؟

بعد أن عرف أنّي من روسيا، عرض اصطحابي إلى أحد أصدقائه الذي يجيد اللغة الروسية، وبعد حوالي دقيقتين، كنت أجلس بصحبة أربعة سوريين، أحضروا لي عصيرا وقهوة وسجائر،. ومن ثم سألوني كيف استطعت الوصول إلى حمص، وماذا أفعل هنا؟

من خلال حديثي مع أكبر الجالسين، فهمت أنه درس في جامعة موسكو الحكومية، وسكن في موسكو عدة سنوات، سألني إذا كنت راغبا في أن أرى حمص من الجانب الآخر، وأن أتعرف على سورية الأخرى؟ بالتأكيد كان ردي بالموافقة. ليتم نقلي بسيارة نقل إلى الجانب الآخر، بصحبة مقاتلي الجيش السوري الحر.

المستشفى

بعد رحلة طويلة نسبيا، انتقلت إلى سيارة أخرى بصحبة اثنين من مقاتلي الجيش السوري الحر، لنتوجه إلى حي الخالدية، الذي كان مدمرا بشكل كامل، وكان المنظر مشابها للعاصمة الشيشانية غروزني في العام 2000، حي الخالدية كان بشكل كامل تحت سيطرة الجيش الحر، مقاتلين شباب قاموا بحراسة تقاطعات الطرق، الشوارع شبه خالية، وطوال الوقت كان من الممكن سماع زخات رصاص متفرقة وأصوات انفجارات، كنا نشاهد طوال الوقت مجموعات من الأسر والنساء والشيوخ في تجمعات. هؤلاء كانوا لاجئين غادروا بيوتهم بعد تدميرها.

وصلنا بالسيارة إلى منطقة قريبة من مبنى المستشفى، كان يفصلنا عنها شارع فارغ، يتعرض طوال الوقت لزخات رصاص، وطلقات القناصة.

المقاتلين الذين صاحبوني، شرحوا لي بالإشارات، أنه يجب أن نقطع الشارع ركضا، وكل على حدة، ليقوم أحدهم بعد ذلك برمي زجاجة فارغة في الطريق، وبعد أن لم يلحظ ردة فعل من القناصة، قطع الشارع راكضا بسرعة، لأتبعه أنا، والمقاتل الثاني من بعدي.

كان واضحا أن المستشفى تضرر بعد إطلاق النار والقذائف عليها، بالإضافة إلى تعرضه لحريق، وتحطم جميع نوافذه. فوق مدخل المستشفى انتصبت صورة كبيرة لحافظ الأسد، الرئيس السابق للبلاد، ووالد الرئيس الحالي. الصورة أيضا كانت محترقة. أحد المقاتلين قام بإشارة ما بجسده باتجاه الصورة، وقال بضعة كلمات بالعربية، لم أفهم معناها، لكن كان واضحا أنه لم يتمنى للصورة شيئا جيداً.

عبرنا خلال العنابر والأسرّة المكسرة والمحترقة إلى الفناء الداخلي للمستشفى، حيث قبع عدة مقاتلين، أعطونا قناعين مضادين للغازات السامة، أحد المقاتلين ساعدني على ارتداء القناع، وقام بشده بقوة على رأسي. بعد دقيقتين وعند وصولنا إلى المشرحة، فهمت سبب لبس الأقنعة المضادة للغازات، التي لم تستطع منع الرائحة الكريهة للجثث من التسلل إلى أنفي. فالمكان كان بلا كهرباء أو ماء. عرض المقاتلون علي عددا من الجثث، التي لم أفهم من هم أصحابها.

بعد خروجنا من المشرحة، دخلنا إلى جزء آخر من المستشفى، وصعدنا عدة طوابق، لنلتقي بأحد المقاتلين الجالسين وراء مدفع رشاش يطل من فجوة في الجدار، بالاشارت شرح لي بأنهم من هنا يقومون بحماية المستشفى من الاقتحام، وسمح لي بالتقاط عدة صور.

عندما نظرت عبر الفجوة في الجدار، لم أر بيتا واحدا، إلا وكانت عليه آثار إطلاق النار والقصف، بعد مغادرتنا المبنى، انطلقنا مرة أخرى بالسيارة، التي كانت تدور عبر الشوارع بشكل غريب، متفادية المواقع الحكومية، وصلنا إلى ساحة ليست بالكبيرة جداً، تم تغطية مداخل الشوارع المطلة عليها بالأغطية، لحماية المتواجدين من نيران القناصة. مقاتلي الجيش السوري الحر الذين تواجدوا في الساحة، كانوا طيبين وودودين ورحبوا بي، ورفعوا الأعلام السورية بمرح من أجل أن ألتقط لهم صورا.

اقترب مني شاب، مدجج بمخازن الرصاص، رحب بي بالعربية، وقال أنه ضابط برتبة نقيب بالجيش السوري الحر، عرض علي بالإشارات أن أصطحبه إلى أحد الشوارع الجانبية، حيث فوجئت حين رأيت سيارة مدرعة مصنوعة بجهود ذاتية، كانت شبيهة جدا بمكواة ضخمة.

أثناء التقاطي الصور للمدرعة، قام النقيب بالاتصال عبر هاتف أقمار اصطناعية بجهة ما، وعرض علي الحديث، شارحا لي بأن قناة الجزيرة ترغب بالحديث معي، أنا رفضت.

الغداء

مدخل البيت كان مزدحما بالأحذية، بعد أن نزعنا أنا واثنين من المقاتلين أحذيتنا، دخلنا، المكان كان مقر إقامة مجموعة من المقاتلين، حيث توفرت الكهرباء والماء، التلفاز كان يعمل. في الغرفة جلس عدة أشخاص، أعربوا عن سعادتهم عندما عرفوا أنني صحافي من روسيا، لكنهم طلبوا ألا ألتقط لهم الصور.

أحد المقاتلين كان يجيد الإنجليزية، أشار إلى أحد رفاقه المصاب في قدمه، وأخبرني أنه قبل مدة قصيرة كان في داغستان. أخبرته أن لدي جذورا قوقازية، وسألته في أي مدينة بالتحديد كان في داغستان؟ الشاب أجاب أنه كان في مدينة نالتشيك. يبدوا أنه لم يفهم السؤال أو أنه لا يعرف أين تواجد! (مدينة نالتشيك الروسية هي عاصمة جمهورية قبرطا بلقاريا، ولا تقع في داغستان. ملاحظة المحرر).

في الغرفة المجاورة تم إعداد طاولة الغداء، فطائر طازجة وجبن وشاي، بعد تأدية الصلاة، التف الجميع حول الغداء. أحد الشبان عرض علي صور والده المقتول، أوضح أنه لو لم تقتل السلطات والده، لما حمل السلاح في يده أبداً. المقاتلين الآخرين عرضوا علي صور أقربائهم وعائلاتهم المقتولة. هم لم يكونوا يريدون القتال.

في هذا الحي عاش السوريون دائما في مودة وسلام، المسلمون والمسيحيون، في شارع واحد انتصب مسجد وبجانبه كنيسة. بعد القصف تضررت البنايتان بشدة. المقاتلون حدثوا كيف أن الاحتجاجات والتظاهرات كانت في البداية سلمية، الناس أرادوا تغييرا وإصلاحا، لكن بعد أن بدأت الحكومة بإطلاق النار عليهم وقتلهم، لم يبق لديهم مخرج آخر. بعد الغداء، طلب مني المقاتلون أن أتصور معهم في صورة جماعية للذكرى.

مستشفى الثوار

توقفت السيارة بنا أمام ورشة تصليح سيارات تقع في الطابق الأول لبناية سكنية، عدة أشخاص كانوا يصلحون سيارة مليئة بثقوب جراء تعرضها لإطلاق نار، عرضوا عليّ الهبوط إلى الطابق التحت أرضي.

تحت الأرض تم تحويل الطابق إلى مستشفى متكامل، قابلنا سورياً يرتدى بذلة أنيقة، انه الطبيب، هو كان يجيد الانجليزية، وكان في المستشفى عدد من الجرحى، أحدهم كانت حالته حرجة.

سمحوا لي بالتقاط الصور، بعد أن أخفوا ووجوههم بأيديهم، أخبرني الطبيب عن عدم كفاية المواد الطبية والأدوية، مشيرا أن ما لديهم، هو بقايا أدوية المستشفى القديمة التي دمرت وحرقت.

بعد أن عرف أنني من روسيا، قال الطبيب أن السوريين يحبون الشعب الروسي ويحترمونه، لكنهم لا يستطيعون فهم لماذا بوتين وروسيا يدعمون بشار الأسد وحكومته؟ لماذا روسيا لا تنتبه إلى ما يدور حقيقة على الأرض، إلى أن الناس يموتون؟

هو سألني، إلى جانب من أنا؟ أجبته أنني كصحافي، يجب أن أكون محايدا، وإلا فأنا لست صحافيا. بعد وهلة قصيرة من الصمت، قال الطبيب أنه يتفهم موقفي، وينظر إليه باحترام، وطلب مني أن أعمل على أن يعرف الشعب الروسي ما عرفته، وأن يرى ما رأيته في حمص.

خرجنا إلى الشارع، حيث تجمع عدد من الناس الذين حضروا من البيوت المجاورة، وكلهم سألوني نفس الأسئلة، عن بوتين والأسد وروسيا.. التي نسيتهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى