صفحات الرأي

المخطط الاسرائيلي الأميركي : تقسيم سورية – تقسيم البقية

 

مهدي داريوس

أقدم فيما يلي الترجمة الكاملة لمقالة مهدي داريوس المطولة التي تتناول القضية السورية كمنطلق لتحليل عولمي يتناول مشارق الأرض ومغاربها , وطبعا لست في موقع خبرة أكاديمية أو عملية يؤهلني لتقييم عمل شخص كداريوس , ولكنني كمواطن سوري وعربي وعالمي أحب أن أبدي هنا بعض الملاحظات .

كما سيلاحظ القارئ خلال المقالة فإن المقالة مسكونة أولا بعقلية التفكير الماهوي تجاه العديد من الشعوب في الكرة الأرضية , حيث يجري تصويرها هنا دوما كطرف سلبي منفعل , أو كحيوانات مخبرية يجري التعامل معها كمجموعات قطيعية صماء تشعل بينها الحروب والصراعات وتوجه الأحداث من قبل الطرف الشيطاني الخفي الكلي القدرة , في الثقافة الشعبوية هي الماسونية أو الصهيونية العالمية , وفي التعريف العلمي هي المؤسسات المالية الأميركية المتحكمة وأضيف هنا الأميركية اليهودية نظرا للربط دوما عبر المقال بين الولايات المتحدة و إسرائيل كثنائي شيطاني فاعل .

ولكن الملفت للنظر هنا أن هذا التفكير الماهوي تجاه المجموعات البشرية وهنا طبعا لا بد لنا من العودة لاستشراق إدوارد سعيد الذي كان علامة فارقة في هذا المضمار , و الذي تعودنا عليه تجاه العرب خصوصا والمسلمين عموما , قد جرى توسيعه ليشمل البشرية قاطبة باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل , حيث تصور قوى عظمى كروسيا و الصين وحتى الاتحاد الأوربي كتل متأثرة عديمة الفاعلية الدفاعية تجاه كل هذه التهديدات المهولة , وهذا غريب صادم حقا , فمن الغريب حقا أن يتآمر كل العالم على كل العالم الذي يشمله , من أجل أميركا .

أما ثانيا , فيوصف الكاتب مجريات أحداث مهمة من موقع المراقب الخارجي , فيتحدث عن تقسيم وليس بلقنة السودان كما يكرر خلال المقال , مهملا كل الصراع العرقي والديني الذي أتلف تلك البلاد عبر عقود , والذي كان وياللأسف للحكومات العربية المسلمة في الخرطوم اليد الطولى في دوامه وتفاقمه , نعم لقد تغلغلت إسرائيل في جنوبي السودان وفعلت ما فعلت , ولكن السياسات العنصرية الحقيرة والباغية لحكومات الخرطوم هي من فتح لها الباب لهذا التغلغل .

ويتحدث أيضا عن ليبيا بشكل مبهم ويكرر أن البلاد جرى تقسيمها بين المجموعات المختلفة بعد أن هاجمها الناتو , دون أي ذكر لما كان يحدث على الأرض الليبية , أو ذكر لمحقيقة أن أربعة عقود من السفه و العته والعهر السياسي يمكن أن تفضي لما هو أبشع من تقسيم الجماهيرية بين المجموعات المختلفة التي لا نعلم طبعا من هي .

ناهيكم عن الحديث عن تركيا وفقدانها السيطرة على أراضيها , وعن صراع على طول أفريقيا الشمالية بين العرب والبربر , وكأن البربر يعدون بملايين الملايين ليخوضوا مثل ذلك الصراع .

ونصل إلى النقطة الأهم بالنسبة لنا وهي سورية , حيث يردد الكاتب عبر المقال موضوعات من قبيل الحصار الأميركي لسورية والعقوبات الأميركية على سورية و التدخل التركي في سورية , والنوايا الإسرائيلية تجاه سورية , دون ولو إشارة إلى نظام ماجن قتل من السوريين حتى الآن أكثر من خمسين ألفا في مذبحة متواصلة لطخت ضمير البشرية .

في النهاية فإن في المقالة العديد من النقاط المهمة الاستراتيجية التي من الممكن أن نتناولها كمخاطر محتملة , ولكن لنتذكر دوما أنه في يوم ما من القرن الماضي أسقط أتاتورك ومن معه تفاهما دوليا على تقاسم تركيا بعد الحرب العالمية الأولى , مع أنها أي تركيا كانت في أشد حالات الضعف ,

المستقبل من صنعنا , ولا يلام من يعمل على تحديد المصائر تبعا لمصالحه عندما يجد الفرصة سانحة لذلك .

في النهاية الشكر للصديق باسل وطفه على اختياراته المهمة من الانترنت

                                                                                                                                 سنديان

                                                                                                                               دمشق 25/11/2012

يشكل ما يحدث في سورية إشارة إلى العديد من الأحداث المقبلة على المنطقة , فليس تغيير النظام السوري هو الهدف الوحيد للولايات المتحدة وحلفائها , إذ أن تقسيم الجمهورية العربية السورية هو الهدف النهائي لواشنطن في سورية .

تقول مؤسسة مابليكروفت  البريطانية – وهي مؤسسة استشارية في المخاطر الاستراتيجية – : ” إننا نشهد بلقنة الدولة السورية ( الأكراد في الشمال , الدروز في المرتفعات الجنوبية , العلويون في الجبال الساحلية في الغرب , و الأغلبية السنية في المساحات المتبقية ) , كما أننا نسمع عن هذه الحيثيات من قبل العديد من الشخصيات مثل السيد فالي نصر مستشار البيت الأبيض .

 جغرافياً ليس هناك خطوط فصل واضحة بين المجموعات الطائفية و الإثنية التي يتكون منها المجتمع السوري مما يقتضي أن عملية بلقنة سورية قد تفضي إلى عملية لبننة , وهذا يعني أن تنقسم سورية وفقا لخطوط الصدوع الطائفية فيها مواجهة مأزقاً سياسياً كالذي عاناه لبنان خلال الحرب الأهلية دون توفر أمل بوضع حد لها .اللبننة وهي شكل مخفف من البلقنة , قد طبقت في العراق , في ظل الفيدرالية الحالية .

إن أحداث الشرق الأوسط  وشمال إفريقيا هي تحركات جماهيرية ضد أنظمة الاستبداد المحلية , كما في البحرين و الأردن و المغرب والمملكة العربية السعودية , ولكن كشف عن مستند خطير من خطة ينون الاسرائيلية وتفرعاتها , وتهدف هذه الخطة الاسرائيلية و مثيلاتها إلى افتعال فتنة سنية – شيعية في الوسط الاسلامي , وهذه الفتنة تشكل الجزء المركزي من الانقسامات الطائفية , التي من المفترض أن تشمل , الاستقطابات مسيحيين – مسلمين , عرب – بربر , عرب – إيرانيون , عرب – أتراك , أتراك – إيرانيون .

وما تعتزم هذه العملية القيام به هو خلق أحقاد طائفية وانقسامات عرقية و عنصرية وحروب دينية , فجميع البلدان التي تعمل الولايات المتحدة وحلفائها على زعزعة الاستقرار فيها لديها خطوط تقسيم طبيعية , وما أن يتم إشعال الأحقاد القبلية والعرقية والمذهبية والدينية في أحد هذه البلدان , فإن النار ستمتد إلى بقية البلدان , وقد رأينا أن الاضطرابات في ليبيا قد امتدت إلى النيجر وتشاد , كما امتدت الاضطرابات في سورية إلى لبنان وتركيا .

في مصر فإن الصدام بين تيارات الثورة و الثورة المضادة قد أبقت القوة العربية الأهم مشغولة بقضايا السياسة المحلية , وفي الوقت الذي تواجه مصر هذا الاضطراب الداخلي فإن الولايات المتحدة تعمل على تحريض المؤسسة العسكرية و حركة الإخوان المسلمين ضد بعضهم البعض , وقد قامت الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل ببلقنة السودان قبل قيام الثورات في المنطقة , وذلك من خلال التلاعب بسياسات الهوية العرقية , ما إدى إلى انفصال الجنوب السوداني .

لقد تم تحييد ليبيا وتقسيمها بين جماعات مختلفة , واللبننة قد تجذرت في العراق كما أشرنا سابقاً , حيث الحكومة الإقليمية في كردستان (KRG )والتي تتمتع بدعم خارجي خصوصاً من قبل الولايات المتحدة وأوربا الغربية و إسرائيل وتركيا , بدأت تتصرف شيئا فشيئا كما لو أن شمال العراق أو كردستان العراق هو دولة مستقلة عن العراق .

وهنا يمكننا أن نستشهد بتصريح لدوري غولد رئيس مركز القدس للشؤون العامة ومستشار رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو : ” ما نشهده في سورية هو تفكك الشرق الأوسط , وحلول شكل جديد من الفوضى محل الأوضاع التي كانت قائمة ” ,وهذا بالطبع هو أحد أهم أماني صناع السياسة في إسرائيل .

لقد تم تجاهل موقف تل أبيب عند بداية الأزمة في سورية , ولكن بات من الواضح الآن أن لإسرائيل مصلحة في رؤية سورية مفتتة وفي حالة من الحرب الأهلية المستمرة , وهذا بالضبط ما أوجزته خطة ينون كأهداف استراتيجية لإسرائيل في كل من سورية ولبنان .

القومية الكردية :

تماماً مثل العراق فإنه ينظر إلى سورية كنقطة الضغط الرئيسية في الشرق الأوسط , و إن الفوضى في البلدين كفيلة بإحداث انهيار على مستوى الإقليم , وكلما تطورت الأمور في سورية , فإن العراق الذي يقع في وضع هش أصلا سيبدأ بالاضطراب كما لو أن بركانا جيوسياسياً يستعر في المنطقة .

وبالنسبة لمن لديه شكوك حول دور الولايات المتحدة في تأجيج الصراع لتحقيق انهيار في الشرق الأوسط , و بأن الأحداث في سورية بدأت تأخذ تشعبات إقليمية , فإن عليهم ببساطة أن يراقبوا مجريات الأمور في كردستان , فالمقاتلون القوميون الأكراد بدأوا بتعبئة صفوفهم في كل من سورية وتركيا , وقاموا بمهاجمة القوات التركية , كما أن الحكومة الإقليمية في كردستان العراق , بدأت باتخاذ خطوات جدية في اتجاه استقلالها بشكل كامل عن العراق .

في العراق , فإن حكومة إقليم كردستان , هي في جوهرها دولة بحكم الأمر الواقع , لديها برلمان وعلم وجيش وشرطة و نظام منح تأشيرات وقوانين , وفي انتهاك للقوانين الوطنية العراقية , فإن حكومة إقليم كردستان قامت بإبرام صفقات تسليح و صفقات نفط مع حكومات وهيئات أجنبية دون حتى إخطار الحكومة المركزية في بغداد , علاوة على ذلك فإن حكومة إقليم كردستان , منعت القوات المسلحة العراقية من التوجه إلى الحدود الشمالية الغربية مع سورية لوضع حد لتهريب السلاح و الفوضى هناك .

وكانت تركيا التي تقيم علاقات قوية مع حكومة إقليم كردستان , قد شجعت هذا السلوك وعاملت حكومة الإقليم كحكومة وطنية مستقلة من خلال وجود علاقات دبلوماسية بين الطرفين دون استشارة الحكومة المركزية في بغداد , أيضا فإن قادة حكومة إقليم كردستان كقاعدة لعمليات الموساد ضد كل من إيران وسورية .

ومن المفارقات أن تركيا قد هددت بالقيام بأعمال عسكرية ضد الانفصاليين الأكراد في سورية , بينما تدعم في الآن عينه الميول الانفصالية ضمن حكومة إقليم كردستان , وتقسيم سورية . وبالإضافة إلى خلق التوتر بين تركيا و حكومة بغداد فإن لذلك السلوك عواقب في تركيا نفسها , حيث قام حزب العمال الكردستاني بإعادة تنظيم صفوفه , وقد ادعى الحزب أنه يسيطر على منطقة سيمدنلي في مقاطعة هاكاري التركية , وقد اندلع القتال في جنوبي شرقي تركيا . وقد بأت قوات الجيش والأمن التركية تتكبد الخسائر نتيجة تعرضها للهجمات , وقد أعلنت القوانين العرفية في إقليم هاكاري وفقا لمعلومات من الصحافة التركية , بالمحصلة فإن تركيا تواجه معركتها الخاصة ضد القوات المناهضة للحكومة التي تبدو غير قادرة على السيطرة على أراضيها , وقد قام حزم العمال الكردستاني باختطاف معارض تركي من حزب الشعب الجمهوري .

حاول رئيس الوزراء التركي أردوغان إلقاء اللوم على سورية في العنف الذي اندلع في المناطق الكردية في تركيا , ولكنه أغفل حقيقة أن العنف في تركيا هو نتيجة مباشرة للتدخل التركي في سورية , وأن الأسلحة التي يرسلها أردوغان إلى سورية تجد طريقها مرة أخرى إلى تركيا حيث تستخدم من قبل القوات المناهضة للحكومة .

تل أبيب تستهدف لبنان : جبهة ثانية تفتح في المشرق !

إن حادثة استهداف الباص السياحي الاسرائيلي في بلغاريا هي أقل ما يقال , فمن الملفت للنظر أن إسرائيل سارعت إلى إلقاء اللوم على حزب الله اللبناني وإيران , قبل مرور ساعة على وقوع الحادث , وقبل إجراء أي تحقيق فيه , ومن الجدير ذكره أنه قبل عدة أسابيع قام بعض المسؤولون في تل أبيب بالتهديد بمهاجمة لبنان مجدداً , مصرحين أنهم سيدمرون لبنان في هذه الحرب الاسرائيلية اللبنانية الثالثة , وقد أدلى بهذه التصريحات اللواء هرتزي هاليفي قائد الفرقة 91 في تل أبيب فقط قبل أسبوع من الذكرى السادسة لانتصار حزب الله على إسرائيل في حرب عام 2006 بين لبنان وإسرائيل , هاليفي وقادة إسرائيليون آخرون هددوا مراراً بتحويل لبنان إلى انقاض عبر شن هجوم شامل .

وقد تعرض حلفاء سورية للضغوط في إطار حرب متعددة الأبعاد , حيث تتعرض إيران وروسيا ولبنان والعراق والفلسطينيون لضغوط متزايدة لإجبارهم على التخلي عن حلفائهم السوريين , وتأتي التهديدات الإسرائيلة كحرب نفسية على لبنان وحزب الله , وذلك لتوسيع الحصار النفسي والدبلوماسي و الإعلامي و الاقتصادي و السياسي و الاستخباري على سورية في لبنان , كما أن العقوبات الأميركية على سورية تشتمل كل من إيران وحزب الله و المصارف اللبنانية , ناهيك عن هجمات القرصنة التي تعرضت لها إيران من قبل الولايات المتحدة وحلفائها .

الآفاق المقبلة : مرحباً بكم في قوس الفوضى الأميركية .

إن الحصار الذي ترعاه الولايات المتحدة على سورية , هو جزء من محاولاتها لتقسيم أوراسيا , والاحتفاظ بتفوقها كقوة عظمى عالمية . ليس لدى الولايات المتحدة رحمة تجاه أصدقائها أو خصومها , وبلاد مثل تركيا و المملكة العربية السعودية ستستخدم بالمحصلة كوقود للمدافع . الاستراتيجيون الأميركيون يريدون تحويل المنطقة التي تمتد من شمالي إفريقيا و الشرق الأوسط إلى القوقاز وآسيا الوسطى والهند , إلى ثقب أسود تستعر فيه الصراعات والحروب .

لقد جرى تحديد العالم العربي وتركيا و إيران كمركز لصراع هائل , وذلك لأن الولايات المتحدة تخسر وضعها كقوة عظمى , فالقوة العسكرية هي ما تبقى من وضع الولايات المتحدة كقوة عظمى , و بالقياس بنهايات الاتحاد السوفياتي فإنه أيضا لم يتبق له سوى القوة العسكرية , لقد واجه الاتحاد السوفياتي اضطرابا اجتماعيا وتدهورا اقتصاديا قبل انهياره , والحالة الأميركية ليست مختلفة كثيرا , إن لم تكن أسوء , حيث تواجه الولايات المتحدة الإفلاس , الانقسام الاجتماعي , و الاستقطاب العنصري , وتقلصاً مضطردا في نفوذها العالمي , ولكن النخب الأميركية قد قررت مقاومة ما يبدو خسارة محققة لتفوقهم و إمبراطوريتهم .

وهكذا يبدو إشعال نيران الفتنة في أوراسيا هو دفاع أميركا تجاه انهيارها المحتمل , تخطط الولايات المتحدة لإضرام نار عظيمة من المغرب العربي و منطقة البحر المتوسط إلى حدود الصين , وقد بدأت الولايات المتحدة أساساً في تنفيذ هذه العملية من خلال زعزعة الاستقرار في ثلاثة مناطق مختلفة : آسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمالي أفريقيا , والخطوات الأولى التي اتخذتها الولايات المتحدة و حلف الناتو و حلفائها العرب , لإنجاز ذلك لم تبدأ في سورية .

لقد بدأت الولايات المتحدة هذه العملية في الشرق الأوسط من خلال حصار العراق الذي أفضى في النهاية إلى الغزو الأنغلو أميركي و احتلال العراق في عام 2033 , أما في آسيا الوسطى فقد بدأت العملية عبر زعزعة الاستقرار في أفغانستان خلال الحرب الباردة ودعم الولايات المتحدة للصراع بين المجموعات الأفغانية المختلفة , ومن بينها ما تحول لاحقاً إلى طالبان , وهكذا فإن أحداث الحادي عشر من أيلول أعطت الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو حجة للغزو .

وفي شمالي أفريقيا , فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تمكنت أخيرا من بلقنة السودان عبر سنوات من الضغط والعمليات السريّة . والآن فإننا نشهد في المناطق الثلاث المذكورة أعلاه الموجة الثانية من زعزعة الاستقرار , ففي آسيا الوسطى جرى توسيع الحرب في أفغانستان لتشمل باكستان وهذا أطلق مصلح آفباك لتوصيف أفغانستان وباكستان كمسرح عمليات واحد , وفي شمال إفريقيا جرى مهاجمة ليبيا من قبل حلف الناتو عام 2011 وتم تقسيم الجماهيرية بين المجموعات المختلفة , في الشرق الأوسط تستهدف الموجة الثانية من زعزعة الاستقرار الجمهورية العربية السورية كاستمرار لما حدث في العراق .

يبدو أن الولايات المتحدة تحلم بتنفيذ السيناريو التالي :

ثورات كردية تندلع في سورية وتركيا والعراق وإيران , حروب أهلية طائفية تلتهم العراق ولبنان وسورية وتركيا , اليمن تحت النار , عدم الاستقرار والصراع يستنزف الجزائر , ومصر وليبيا وباكستان والسودان , صراع بين البربر والعرب في طول شمال إفريقيا , انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي تنتشر في آسيا الوسطى , حرب في جنوب القوقاز تستنزف جورجيا وأرمينيا و جمهورية أذربيجان , ثورات تندلع بين قوميات الشركس والبلكار والشيشان و الأنغوش و الداغستان وغيرها من القوميات المحلية ضد روسيا في شمال القوقاز , الخليج الفارسي يعاني أساساً عدم الاستقرار , وروسيا على خلاف مع الاتحاد الأوربي وتركيا , ويجري دعم هذه الأزمات بشكل مطرد من قبل الولايات المتحدة .

في نهاية المطاف يهدف كل هذا إلى تعطيل عدد من خطوط إمداد الطاقة الرئيسية في العالم , مما يؤدي إلى إيقاع الضرر باقتصادات استيراد الطاقة للصين , و القوى الأوربية الكبرى , والهند واليابان وكوريا الجنوبية , وهذا يمكن أن يدفع الاتحاد الأوربي للاتجاه أكثر إلى العسكرة بدافع من اليأس لإنقاذ اقتصاده .

مثل هذا السيناريو سيكون سيشكل خطرا على مزودي الطاقة مثل روسيا و دول منظمة الأوبك , والتي سيتوجب عليها الاختيار بين الاتحاد الأوربي والصين في حال حصول نقص في الطاقة .

حرب موارد – تماماً مثل الحرب العالمية الأولى – يمكن أن تندلع , والتي من الممكن أن تدمر قسما كبيراً من أفريقيا وجميع مناطق التصنيع في أوراسيا , كل هذا ممكن أن يحدث في حين تقف الولايات المتحدة جانبا في نصف الكرة الغربي , تراقب من مسافة آمنة تماماً كما تصرفت في الحربين العالميتين الأولى والثانية , قبل أن تتدخل لقطف الثمار , كفاعل الخير الاقتصادي للحرب المدمرة .

التعريف بالكاتب:

مهدي داريوس هو مؤلف حائز على جوائز كمحلل جيوسياسي , وهو مؤلف كتاب عولمة الناتو وسيصدر له قريبا كتاب الحرب على ليبيا وإعادة استعمار أفريقيا وقد أسهم أيضا في العديد من الكتب التي تتراوح مجالاتها بين النقد الفكري و العلاقات الدولية , وهو عالم اجتماع وباحث مشارك في مركز بحوث العولمة  , مساهم في مؤسسة الثقافة الاستراتيجية  في موسكو , وعضو اللجنة العلمية جيوبوليتيكاالإيطالية , وقد تحدث عن قضايا الشرق الأوسط والعلاقات الدولية عبر العديد من الشبكات التلفزيونية مثل الجزيرة وروسيا اليوم , وترجمت كتاباته إلى أكثر من عشرين لغة , في عام 2011 حصل على الجائزة الأولى لنادي الصحافة المكسيكية لعمله في الصحافة الاستقصائية الدولية .

/ موقع غلوبال ريسرتش

عنوان المقال الأصلي :

Israeli-US Script: Divide Syria, Divide the Rest

By Mahdi Darius Nazemroaya

رابط المقال باللغة الانكليزية : http://www.globalresearch.ca/israeli-us-script-divide-syria-divide-the-rest/32351

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى