أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 19 أيلول 2014

 

 

 

 

«دواعش» الكويت ينفون مخالفة القوانين

الكويت – حمد الجاسر

أمرت النيابة العامة في الكويت أول من أمس بتمديد حبس ثلاثة كويتيين وشخص من «البدون» عشرة ايام على ذمة التحقيق للاشتباه بتعاطفهم مع «داعش» محاولة تمويلها وفق ما ذكرت مصادر فيما لا تزال قوى الأمن تحقق مع آخرين للأسباب نفسها. ولم يصدر عن النيابة بيان رسمي في هذا الشأن لكن يُعتقد مما تسرب أن المحتجزين نفوا القيام بأي نشاط داخل الكويت أو مخالفة قوانينها.

 

وكانت قوى الأمن رصدت على مدى الشهرين الماضيين قيام مجهولين بكتابة عبارات على واجهات بعض المباني تتعاطف مع «داعش» وكذلك كتابات مشابهة في مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، لكن المصادر تستبعد وجود تعاطف واسع مع التنظيم في الكويت خصوصاً أن المجموعات الإسلامية الرئيسة في الكويت تنتقد «داعش» وتعتبرها «تنظيماً مشبوهاً».

 

وانضمت الكويت الى التحالف الذي تسعى الولايات المتحدة لتشكيله لمقاتلة التنظيم المتطرف. ودعا وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في مؤتمر باريس قبل أيام إلى «بلورة تصور استراتيجي شامل للقضاء على ما تمثله الجماعات الإرهابية المسلحة من أخطار على أمن واستقرار المنطقة»، ولاحظ «تسارع وتيرة التقدم الذي تحرزه الجماعات الإرهابية المسلحة التي تسمى داعش والتي تسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسورية وتمارس ابشع انواع الممارسات المشينة».

 

ووفق مراقبين فإن المشاركة الكويتية في «التحالف» ضد داعش ستكون في شكل تمويل وتقديم تسهيلات ولن تكون هناك مشاركة عسكرية كويتية خارج أراضيها.

 

وكانت وزارة الداخلية حققت الشهر الماضي مع ناشطين كويتيين منهم شافي العجمي وحجاج العجمي بعد ورود اسميهما ضمن تقرير أممي يتعلق بتمويل جماعات «ارهابية» في سورية، لكنها لم تتخذ اجراءات في حقهما خصوصاً أن لكل منهما مواقف معروفة مناهضة لـ «داعش»، ولا تمنع الحكومة الكويتية ارسال مساعدات الى سورية لكنها شددت ضوابط عمل الجمعيات الخيرية وأغلقت بعض فروعها.

 

وتتفاوت قراءة الشارع السياسي الكويتي لما تمثله «داعش» من خطر، ففي حين يتهم العلمانيون والشيعة الحكومة بالتهاون مع خطر التنظيم والتساهل مع منتمين إليه في الكويت يقول الإسلاميون السنة إن «داعش» «بات مبرراً لضرب الربيع العربي والتضييق على الإسلاميين ونشاطهم في كل مكان».

 

ورفضت الكويت اتهامات تتردد في الصحافة الغربية عن كونها ممر تمويل لجماعات ارهابية. وقال مدير إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون أحمد الصانع في بيان صحافي أمس «إن معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أخيراً ضد الكويت بتورطها في تمويل تنظيم داعش، باطلة وجاءت من دون دليل وهي اتهامات عشوائية لا تحمل أي تفاصيل او تحديداً لأسماء اشخاص او جمعيات متورطة».

 

وشدد على ان «آلية عمل جمع التبرعات المتبعة من قبل الجمعيات، وعمليات مراقبة الحسابات المصرفية لها، سليمة ولا تشوبها شائبة» مشيراً الى ان اعمال الجمعيات الخيرية تتوافق مع القوانين واللوائح المنظمة في هذا الاتجاه» وأن «حملات إغاثة الشعوب المنكوبة او اللاجئين في الدول المجاورة تأتي بعد موافقة الوزارة بالتنسيق مع وزارة الخارجية» .

 

غير أنه رفض جمع التبرعات خارج إطار الجمعيات ووصف الأشخاص الذين يدعون إلى جمع تبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم «دخلاء على العمل الخيري ويشوهون صورته». وأكد التزام الجمعيات الخيرية الكويتية المعايير الـ 9 التي وضعها الاتحاد الدولي لمكافحة الإرهاب وتمويله، إضافة إلى المعايير الـ 40 الخاصة بمكافحة غسل الأموال».

 

تهديد «داعش» بقتل عسكري لبناني يسرّع تحركات الأهالي التصعيدية

بيروت – «الحياة»

أدى التهديد الذي أطلقه تنظيم «داعش» بقتل أحد العسكريين اللبنانيين المحتجزين لديه، بحجة ما وصفه بمماطلة الحكومة في المفاوضات وعدم التزامها وعودها، إلى تسريع تحركات أهالي العسكريين واستعجال عودة الموفد القطري (السوري الأصل) إلى بيروت، وسط توقعات بأن يصل اليوم ويتوجه إلى بلدة عرسال لمعاودة التواصل مع الخاطفين في شأن مطالبهم.

 

وسبق اجتماع مجلس الوزراء في جلسة عادية عصر أمس، لقاء بين وفد من أهالي العسكريين مع رئيسه تمام سلام لمطالبة الحكومة بتسريع المفاوضات قبل فوات الأوان، خصوصاً أن عائلة الجندي المخطوف حسين محمود عمار، تلقت أول من أمس تسجيلاً بصوته حذر فيه من أنه إذا لم يتحرك الأهالي خلال 3 أيام فإنهم «سيذبحون أحد المخطوفين»، مطالباً بالإفراج عن سجناء (من الذين يطلب الخاطفون إخلاءهم) ومقايضة المخطوفين.

 

وكان سلام التقى أمس المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بعد عودته من قطر، حيث عقد اجتماعات مع مسؤولي المخابرات القطرية والتركية في الدوحة، في إطار دور كل من قطر وتركيا في المفاوضات مع الخاطفين.

 

وإذ نفذ أهالي العسكريين اعتصاماً أمام السراي الحكومية أمس، اجتمع سلام مع وفد منهم ضم شخصاً من كل عائلة، وقال ناطق باسمهم إن «المسألة وصلت الى لحظات حرجة»، وأوضح أن سلام أكد للوفد أن المفاوضات من الحكومة لم تتوقف، وأن المطالب التي تلقتها الحكومة منها ما تمكن تلبيته بطريقة معقولة ومنها ما يحتاج الى مزيد من الوقت. وطالب أحمد الأيوبي الذي تحدث باسم الوفد، بألا تخرج أصوات وزارية تؤذي التفاوض، وألا تحصل إجراءات ميدانية تهدف للاستفزاز. ودعا الخاطفين إلى «وقف التهديد بقتل أبنائنا لإنجاح المفاوضات». ودعا هيئة العلماء المسلمين إلى الضغط لتؤخر تنفيذ التهديد. وأضاف: «هناك شعور لدى الخاطفين بأن هناك جموداً في المفاوضات، لكن الحكومة لا تكذب».

 

وأشارت مصادر رسمية الى أن سلام أطلع مجلس الوزراء على جانب من لقائه مع وفد الأهالي ومساعي تسريع التفاوض في شأن إخلاء العسكريين.

 

وقال مصدر في وفد الأهالي لـ «الحياة»، إنهم عندما أثاروا مسألة تصريحات بعض الوزراء ضد المقايضة والمبادلة بين العسكريين ومطالب الخاطفين مع سلام، أشار الأخير الى تأثير الخلافات السياسية على الملف، ومنها في شأن المقايضة.

 

ورداً على مناشدة أهالي العسكريين «هيئة العلماء المسلمين» استئناف وساطتها، قال عضو الهيئة الشيخ حسام الغالي لـ «الحياة»، إن الهيئة «لم تنسحب من السعي للإفراج عن العسكريين على رغم انسحابنا من التفاوض الرسمي، إفساحاً في المجال أمام مهمة اللواء إبراهيم». وأشار الى أن «الهيئة اجتمعت منذ خمسة أيام مع وفد من مشايخ سوريين ووجهاء عشائر في عرسال، وأبلغناهم أنه إذا كانت لهم «مَوْنة» على المسلحين فليتدخلوا لديهم للإفراج عن العسكريين»، وقال: «نبهنا الى أن «استمرار التوتر قد يؤدي الى انفجار في لبنان ينعكس بشكل كبير على النازحين السوريين». ووضع هذه المساعي في الإطار غير الرسمي.

 

على صعيد آخر قالت مصادر وزارية إن مجلس الوزراء ناقش أمس انعكاس الآلية التي يتبعها لاتخاذ قراراته، في إطار صلاحياته بالنيابة عن رئيس الجمهورية في ظل الشغور الرئاسي، على أدائه الذي يتسم أحياناً بالعراقيل.

 

وكان مجلس الوزراء اعتمد آلية اتخاذ القرارات وتوقيع المراسيم من قبل الوزراء الـ24، بحجة أن مجلس الوزراء مجتمعاً يتولى صلاحيات الرئاسة، في وقت يعتقد وزراء أنه يمكن الاكتفاء بأكثرية النصف+ 1 لاتخاذ القرارات وتوقيعها وفقاً لما ينص عليه الدستور بالنسبة الى عمل الحكومة، وبأكثرية الثلثين في المواضيع التي حددها الدستور، بدلاً من الإجماع.

 

الدولة الاسلامية” يتقدم نحو مدينة كردية في شمال سورية

بيروت – رويترز

سيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” خلال الساعات الماضية على اكثر من عشرين قرية كردية في محيط مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سورية، بعد هجوم مكثف شنّه على المنطقة يخوض خلاله معارك ضارية مع مقاتلي وحدات الشعب الكردية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وفي حال تمكن التنظيم من السيطرة على كوباني الحدودية مع تركيا، سيكون توسع في المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها في شمال سورية وشرقها، وسيصبح خطره داهماً على المناطق الكردية في شمال شرق سورية، التي يحاول الأكراد منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من ثلاث سنوات التفرد بإدارتها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس”: سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) خلال الساعات الاربع والعشرين الفائتة على 21 قرية يقطنها مواطنون كرد في الريفين الغربي والشرقي لمدينة عين العرب على أثر هجوم عنيف استخدم فيه الدبابات والمدفعية”.

 

واشار الى ان آلاف الأكراد يدافعون عن المنطقة، وان مدينة كوباني (بالكردية) باتت محاصرة بشكل كامل تقريباً، وان “المنفذ الوحيد لها هو الأراضي التركية”.

 

وتدور معارك عنيفة بين الطرفين على مسافات قريبة في مناطق عدة في محيط كوباني، وفق المرصد، أوقعت خسائر بشرية بين المدنيين والمقاتلين. وتشهد المنطقة حالات نزوح إلى قرى ومناطق قريبة. وتعتبر كوباني المدينة الكردية الثالثة في سورية بعد القامشلي (شمال شرق) وعفرين (حلب). ومن شأن السيطرة على كوباني ان يؤمن لتنظيم “الدولة الاسلامية” تواصلاً جغرافياً على جزء كبير من الحدود السورية التركية، وان يعطيه دفعاً في اتجاه مناطق اخرى مثل محافظة الحسكة. في تموز (يوليو)، تمكن الاكراد من صد هجوم واسع لتنظيم “الدولة الاسلامية” على المنطقة، الا ان عبد الرحمن يشير الى ان “الهجوم الحالي اكثر عنفاً”.

 

وفي العراق المجاور، استولى تنظيم “الدولة الاسلامية” لدى بدء هجومه في شمال وغرب البلاد في حزيران (يونيو) الماضي على مناطق كردية واسعة، لكن مقاتلي البشمركة الاكراد شنوا اخيراً هجوماً مضاداً وتمكنوا من استعادة جزء كبير منها، مدعومين بضربات جوية أميركية.

 

الى ذلك، حصلت خطة الرئيس الاميركي باراك اوباما لتسليح المعارضة السورية المعتدلة على موافقة مجلس النواب الاميركي بانتظار مصادقة مجلس الشيوخ عليها.

 

وفي سياق منفصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم إن “طائرة من دون طيار واحدة على الأقل، شوهدت فوق مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في محافظة حلب السورية” حيث أخلت الجماعة المتشددة معظم قواعدها.

 

غارة أميركية تستهدف معسكراً تدريبياً لـ”داعش” في العراق

واشنطن – أ ف ب

أعلنت القيادة العسكرية الاميركية الوسطى الخميس، ان طائرات اميركية أغارت على معسكر تدريبي لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) المتطرف في شمال العراق، في اول غارة من نوعها على مثل هكذا هدف.

 

وقالت القيادة التي تغطي الشرق الاوسط وآسيا الوسطى في بيان ان “الغارة التي جرت في الساعات الـ24 الاخيرة استهدفت موقعاً يقع قرب معسكر تدريب” تابع للتنظيم جنوب شرق الموصل، واسفرت عن تدمير “عربة مصفحة ومبنيين مأهولين ووحدة عسكرية” تابعة للتنظيم.

 

واكد ضابط اميركي مشترطاً عدم كشف اسمه ان “هذه اول غارة تستهدف معسكراً تدريبياً للجهاديين منذ بدأت الضربات الجوية الاميركية في العراق في 8 آب (اغسطس)”.

 

وفي بيانها، اكدت القيادة الوسطى ان طائراتها شنت غارة اخرى جنوب شرق بغداد اسفرت عن “اعطاب مخزون ذخيرة” تابع للتنظيم المتطرف. وشنت الولايات المتحدة ما مجموعه 176 غارة جوية في العراق في غضون شهر ونيف.

 

كيري: الأسد انتهك معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية

واشنطن – أ ف ب

اتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الخميس، نظام الرئيس السوري بشار الاسد بانتهاك معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية باستخدام قواته غاز الكلور كسلاح خلال العام الجاري.

 

وقال كيري خلال جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب “نعتقد ان هناك ادلة على ان الاسد استخدم غاز الكلور” المحظور استخدامه كسلاح، مضيفا ان الاسد “انتهك بالتالي” معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية.

 

واضاف ان الولايات المتحدة لديها ايضاً “بعض الاسئلة بشأن بعض المواد الاخرى” التي لا تزال تحقق بشأنها، مشدداً على ان “الاسد انتهك بالتالي المعاهدة الدولية لحظر الاسلحة الكيماوية”.

 

واكد الوزير الاميركي ان “الولايات المتحدة تبحث في كيفية محاسبة النظام السوري بعدما اكدت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية في وقت سابق من هذا الشهر ان هناك استخداماً منهجياً للكلور كسلاح في سورية”.

 

وكانت المنظمة اعلنت في العاشر من ايلول (سبتمبر) ان بعثة تقصي الحقائق التابعة لها اثبتت “بتأكيد كبير” ان مادة كيماوية سامة استخدمت “بشكل منهجي ومتكرر” كسلاح في قرى شمال سورية في وقت سابق العام الحالي.

 

وافاد تقرير المنظمة ان “الوصف والخصائص الفيزيائية والمؤشرات والاعراض الناتجة من التعرض (لتلك المادة) اضافة الى استجابة المرضى للعلاج، قاد البعثة الى الاستنتاج بدرجة عالية من الثقة بأن الكلور سواء بشكله النقي او الممزوج، هو المادة الكيماوية السامة المستخدمة”.

 

وقالت المنظمة ان التقارير عن وقوع هجمات بالكلور في سورية تراجعت بعد تشكيل لجنة تقصي الحقائق في نيسان (ابريل) “لكن موجة جديدة من المزاعم برزت بوقوع تلك الهجمات في اب (اغسطس)”.

 

وقام فريق تقصي الحقائق بمقابلة ضحايا واطباء وشهود عيان على تلك الهجمات واجرى تحليلاً لوثائق من بينها تسجيلات فيديو وسجلات طبية، بحسب المنظمة.

 

4 ملايين نتيجة بحث عن «داعش» في «غوغل» .. و47 مليون فيديو «ذبح وسحل وتفجير»!

الدمام – ناصر بن حسين

في 44 صفحة، قدّر محرك البحث الشهير «غوغل» عدد الروابط الخاصة بالصفحات التي تحوي اسم التنظيم الإرهابي «داعش» المنشورة في المواقع العربية الإلكترونية والصحف وشبكات التواصل الاجتماعي بنحو 4.2 مليون نتيجة، والرقم في زيادة مستمرة. وتنوّع وجود المسمى بين معلومات عامة وأخبار وتقارير صحافية سياسية نشرتها وكالات أنباء وصحف دولية وعربية وخليجية، إضافة إلى مواقع تهتم بالشأن المحلي السعودي، نقلاً عن حسابات تنشط في الكتابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء في المرتبة التالية من ناحية العدد، «هاشتاق» خاص بـ«داعش»، إذ حوى 704 آلاف نتيجة بحث. وتضمّنت نتائج البحث صوراً لعدد من الرهائن، وسرد قصص لمن سموهم «المجاهدين» و«الشهداء».

 

ونالت الألقاب «المركَّبة» النصيب الأعلى من المعلومات، وهي الخاصة بعناصر التنظيم في سورية والعراق، ولمن ينتمون إليهم من الدول الأخرى، ومنها السعودية. ولم تخل المعلومات من نشر أخبار التحالف الدولي ضد التنظيم، وخططه للاستيلاء على العالم العربي ودول الخليج.

 

وتصاعد عدد مقاطع الفيديو في وقت وجيز، إذ يعتبر الوسيلة الأولى لانتشار التنظيم الإرهابي «داعش». وتضمن 47.3 مليون مقطع مرئي نشرها موقع «يوتيوب» ومواقع أخرى ذات صلة، وكلها مشاهد لـ«عمليات قتل وإبادة وسحل». وفي المقابل، عمل التنظيم على تصوير مقاطع فيديو لمن سماهم مقاتليه و«الاستشهاديين»، في ديباجة متكررة، بوضع المقاطع الصوتية التي تدعو إلى «رفع الهمّة، وبيع الدنيا من أجل الآخرة، إضافة إلى استخدام الدبابات والمركبات الكبيرة في دهم المقار، تمهيداً لتفجيرها».

 

وكان لـ«هاشتاق» دعم التنظيم الإرهابي «داعش»، والكلمة الشهيرة لديهم «باقية» حضور عبر محركات البحث، لكثرة تردادها، والنشر عنها طوال الفترة الماضية. ونال «الهاشتاق» 135 ألف نتيجة. وأكد جزء من النتائج التي ظهرت في البحث إصرار أصحابها ورغبتهم في «بقاء واستمرار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي من خلال تكرار كتابة كلمة باقية. على رغم جهل عدد من رواد شبكة الإنترنت، المعنى الذي ترمز إليه الكلمة، أو ما تعنيه تحديداً، وأسباب تدوينها في بعض حسابات المغردين المنتمين أو المتعاطفين مع التنظيم».

 

وفي المقابل، حازت كلمة «داعشيون» على 119 ألف نتيجة بحث، وتمركزت هذه الكلمة تحديداً في الرد على المواضيع ذات الصلة بالتنظيم. وجاءت في سياق «الانتقاد والسخرية»، من المنتمين لـ«داعش»، وما تقودهم إليه أفكارهم ومعتقداتهم المنافية للإسلام والشريعة من قتل وسحل وذبح وتفجير أبرياء. وصار لقب «داعشيون» يطلق على كل من «يتعامل بوحشية منافية للمنطق والعقل والإنسانيّة». وأصبح من يُطلق عليهم «داعشيين مثيرون للشبهة والانتقاد في أي مكان وزمان».

 

ونال تنظيم «الدولة الإسلامية» نصيبه من الحضور على شبكة «الإنترنت» بشكل لافت. وتجاوز 1.51 مليون نتيجة بحث. أما «الهاشتاق» الخاص باسم التنظيم فحصد 60.8 ألف نتيجة بحث، حاوية العناصر كافة، من صور، وروابط، ومقاطع فيديو، وتعليقات، وحسابات، وأخبار، وغيرها مما يذكر فيها اسم التنظيم.

 

داعش” اجتاح 21 قرية كردية في حلب و”البنتاغون” أنجز خطط ضرب التنظيم في سوريا

واشنطن – هشام ملحم

وقت تضع الولايات المتحدة والدول المنضوية في الائتلاف الدولي الخطط لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، اجتاح مقاتلو التنظيم أكثر من 21 قرية كردية في محافظة حلب شمال سوريا في محاذاة الحدود مع تركيا، وصولاً الى محاصرة مدينة عين العرب (كوباني)، مما دفع الاحزاب الكردية الى توجيه نداء الى حمل السلاح لمواجهة المقاتلين المتطرفين.

في غضون ذلك، صرح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل بأن القيادة العسكرية قد انتهت من وضع خطط مفصلة لضرب أهداف “داعش” في سوريا، وانه ناقش الخطة مع الرئيس باراك اوباما، الذي لم يتخذ قراره بصفته القائد العام للقوات المسلحة الاميركية في شأنها. وكرر في هذا السياق ان اوباما لن يأمر باستخدام القوات الاميركية في أي دور قتالي.

ورأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان قوات المعارضة السورية تمثل قوة شرعية، وهي تشكل مزيجا من القوى غير الاسلامية وبعض القوى الاسلامية “لكن هؤلاء الاسلاميين يعارضون داعش وجبهة النصرة”. واتخذ هذا الموقف في سياق الجهود التي تبذلها ادارة أوباما لاقناع الكونغرس بدعم خطط الحكومة لمواجهة “داعش” بما في ذلك المصادقة على طلب أوباما انفاق 500 مليون دولار على تدريب المعارضة السورية وتسليحها. وبعد مصادقة مجلس النواب الاربعاء على خطة التسليح، سوف يصوت عليها مجلس الشيوخ كي تصير قابلة للتنفيذ.

وأوضح الناطق باسم البيت الابيض جوشوا ارنست أن التعامل مع سوريا سيكون مشابها للغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في العراق. وقال: “ما فعله الرئيس في العراق وما سيفعله في سوريا هو وضع توجيهات لما يريد ان تقوم به القوات الاميركية…”.

وشدد كيري على ان المعارضة السورية تواجه “داعش” و”النصرة” الان من دون دعم اميركي مباشر، وانها ستحارب بمزيد من الشدة اذا توافر دعم اميركي اضافي. وواجه كيري اسئلة مشككة من المشرعين الاميركيين في قدرات المعارضة السورية وصدقيتها. ورد على هذه المخاوف بأن المعارضة السورية المعتدلة “لديها سجل جيد في محاربة داعش… وشعورنا هو اننا نستطيع ان نتعاون معهم. انا لا أقول لكم إنها مسألة سهلة، انا لا اقول لكم اننا سنحقق ذلك بين ليلة وضحاها، ولكن هناك بالفعل معارضة… وعلى رغم غياب جهاز دعم قوي لها، بقيت على قيد الحياة ولا تزال تواصل القتال…”.

واعرب عن امتنانه لما وصفه بـ”الدعم الكبير” للجهود الاميركية من دول الخليج العربية، اضافة الى لبنان والاردن وتركيا. واشار الى ان هناك نوعاً من التنسيق بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد و”داعش”، وجاء في شهادة له في الكونغرس: “ليست لدينا أي ثقة بان الاسد سوف يحارب داعش… نعتقد ان هناك أدلة على ان الاسد استخدم غاز الكلور” المحظور استخدامه سلاحاً، وان الاسد “انتهك تالياً” معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية.

 

التطورات الميدانية

ميدانياً، استولى مقاتلو داعش” في هجوم بالاسلحة الثقيلة بما في ذلك الدبابات على مجموعة من القرى الكردية في شمال سوريا قرب مدينة عين العرب (كوباني) في محاذاة الحدود مع تركيا. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، إن الهجوم بدأ ليل الثلثاء وان 21 قرية سقطت في أيدي مقاتلي “الدولة الاسلامية” خلال الساعات الاربع والعشرين الأخيرة مع تقدمهم نحو المدينة.

وروى شاهد من “رويترز” أن نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة وطفل وصلوا الى الحدود التركية على مسافة نحو عشرة كيلومترات من كوباني، ولكن لا يزالون ينتظرون في الجانب السوري بعد حلول الليل، بينما منعت القوات التركية الحشد من العبور.

وصرح الناطق باسم “وحدات حماية الشعب” الكردي ردور خليل بأن تنظيم “الدولة الاسلامية” طوق كوباني. واضاف ان التنظيم يستخدم الدبابات والصواريخ والمدفعية في الهجوم. وقال عبر “سكايب”: “نناشد القوى العالمية التحرك لوقف هذا الهجوم الهمجي لتنظيم الدولة الاسلامية”.

وافاد نائب قائد القوات الكردية في كوباني أوج ألان ايسو عبر برنامج “سكايب” على الانترنت: “هناك فقدان للاتصال مع الكثير من المواطنين الذين يسكنون في القرى التي سيطرت عليها داعش”. وقال إن التنظيم المتشدد يرتكب مجازر ويخطف النساء في المناطق التي استولى عليها حديثا. وأعطى اسماء 28 شخصاً من عائلة واحدة قال إنهم احتجزوا. وأضاف ان الاكراد طلبوا “الغوث من حزب العمال الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني” للحصول على مساعدات عسكرية.

ودعا “حزب العمال الكردستاني” – الذي أمضى ثلاثة عقود يقاتل من أجل حكم ذاتي لأكراد تركيا- الشبان في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية للانضمام إلى القتال ضد “داعش” في شمال سوريا. وقال الحزب في بيان بموقعه الالكتروني: “يتعين على شبان شمال كردستان (جنوب شرق تركيا) التوجه إلى كوباني (عين العرب) والمشاركة في المقاومة التاريخية والمشرّفة”.

ووقت تخطط الولايات المتحدة لتوسيع العمل العسكري ضد “الدولة الاسلامية” من العراق الى سوريا، قال المرصد السوري إن طائرة واحدة على الأقل من دون طيار شوهدت فوق مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف في محافظة حلب السورية للمرة الاولى. ولم يتضح من كان وراء تحليق الطائرة.

وأعلنت القيادة المركزية الاميركية ان طائرات اميركية أغارت على معسكر تدريبي لـ”الدولة الاسلامية” جنوب شرق الموصل في شمال العراق، في غارة أولى من نوعها على هدف كهذا. واسفرت الغارة عن تدمير “عربة مدرعة ومبنيين مأهولين ووحدة عسكرية” تابعة للتنظيم.

وفي باريس، استبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند القيام بأي عمل عسكري ضد “الدولة الإسلامية” في سوريا، لكنه قال إن فرنسا ستبدأ في أقرب وقت شن غارات جوية لدعم القوات العراقية والكردية في العراق.

 

مغادرة أكثر من 30 عائلة سورية من العرقوب إلى بلادها عبر جبل الشيخ

شبعا – سعيد معلاوي

المساعي التي بذلها النائب قاسم هاشم لدى الجهات المعنية في سوريا من اجل عودة اللاجئين السوريين من منطقة العرقوب الى ديارهم في قرى محافظة القنيطرة، بدأت تؤتي ثمارها لدى هؤلاء والذين يبلغ عديدهم 1400 عائلة، موزعين على بلدات شبعا وكفرشوبا والهبارية وكفرحمام وحاصبيا وعدد من القرى المحيطة بها. وبعدما اعلن هاشم في اكثر من محفل واجتماع ان السلطات السورية المعنية مستعدة لتأمين كل ما تستطيعه في ظل الظروف الحالية القائمة في الجانب السوري من الجولان للعائدين من الرعايا السوريين الى ديارهم، بدأ هذا الطرح يلقى اذانا صاغية لدى اللاجئين وخصوصا بعد ان ضاقت بهم السبل والاماكن الصالحة للسكن، وغلاء المعيشة الذي لم يعتادوه في بلدهم، مما اوصل بعضهم كما قال مفتي حاصبيا ومرجعيون حسن دله في اجتماع عام، الى الخروج عن الطريق المستقيم”.

وأمس، وضعت خطة العودة على سكة التنفيذ، وغادر اكثر من 30 عائلة، صغارا وكبارا بلدة شبعا في اتجاه بلدة بيت جن ومحيطها، عبر مسالك جبل الشيخ التي قدموا عبرها السنتين الاخيرتين الى العرقوب، بواسطة قافلة من البغال، ولكن بعد تفتيشها على آخر حاجز للجيش اللبناني على هذا المحور، للتأكد من انها لا تنقل اسلحة او ممنوعات الى سوريا.

وعلمت “النهار” ان عشرات العائلات بدأت تتهيأ لمغادرة العرقوب عائدة الى ديارها، استباقا لفصل الشتاء الذي يقفل كل المنافذ مع سوريا عبر جبل الشيخ، بفعل الثلوج التي تتكدس فوقه لأشهر طويلة.

 

الارهاب يستهدف الجيش مجدداً في عرسال

استشهد عنصران من الجيش اللبناني وأصيب خمسة آخرون في استهداف آلية للجيش بعبوة ناسفة في منطقة المصيدة في عرسال.

وأفاد مراسل “السفير” في الهرمل بأن الأهالي عملوا على نقل الجرحى إلى المستشفيات. وأشار شهود عيان إلى أن العبوة كانت مزروعة إلى جانب الطريق بالقرب من محطة محروقات لدى مرور آلية الجيش.

والشهيدان هما: م.ضاهر وع.الخراط، اما الجرحى فهم: محمود فاضل (مستشفى دار الأمل)، عبدالله الأحمد وحسن علي نبها (مستشفى يونيفرسال في رأس بعلبك)، يحيى محيش ومحمد البعريني (مستشفى الرحمة في عرسال).

واستقدم الجيش تعزيزات كبيرة إلى المنطقة.

من جهته، أكد رئيس الحكومة تمام سلام، في اتصالين مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، على ضرورة “التنبه والاستعداد في مواجهة القوى التكفيرية المستمرة في اعتداءاتها في منطقة جرود عرسال”.

وترحم على الشهيدين معزيا عائلتيهما ومتمنيا للجرحى “من جنودنا البواسل الشفاء العاجل”.

وفور شيوع خبر استشهاد الجندي ضاهر، عمت حالة من الغضب والاستنكار بلدة عيدمون العكارية، التي تبلغت عبر وسائل الاعلام نبأ استشهاد ابن البلدة.

وغص منزل عائلة الشهيد بالمتضامنين مع العائلة التي لم تتبلغ حتى الآن اي خبر رسمي عن مصير ابنها، وتعيش حالة من الصدمة والغضب الكبيرين.

 

توقيف سوري شارك في عملية ذبح الشهيد مدلج

في إنجاز نوعي جديد، تمكّنت الأجهزة الأمنية من القبض على أحد الإرهابيين المشاركين في عملية ذبح الجندي الشهيد عبدالله مدلج، بعدما اعتقل الجيش، عند منطقة الكيال على طريق بعلبك – حمص الدولية، ثلاثة سوريين هم دحام عبد العزيز رمضان (1996)، خالد وليد البكير (1975)، وعبد الله احمد السلوم (1993)، وسلّمتهم إلى مخفر بعلبك على اعتبار أنهم دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية.

وعلمت “السفير” أن الموقوفين الثلاثة اعترفوا، بعد التحقيقات الأولية، بانتمائهم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش”، وأنهم كانوا في عداد المجموعة التي قاتلت الجيش في وادي الحصن، كما تبيّن أن أحدهم كان حاضراً لدى عملية ذبح الجندي الشهيد عباس مدلج. وتمّ نقل الموقوفين الثلاثة بمواكبة أمنية مشدّدة إلى بيروت للتوسّع في التحقيق.

وأفدت معلومات “السفير” بأن عناصر مخفر بعلبك عملوا على التدقيق في محتويات الهواتف الخلوية التي كانت بحوزة الموقوفين، واحتوى هاتف رمضان على صور للشبان الثلاثة بثياب عسكرية ومدجّجين بالسلاح إلى جانب قادة محاور القتال في القلمون.

وخلال التوسّع بالتحقيق مع الموقوفين، اعترف رمضان بأنه كان حاضراً في عملية ذبح الجندي الشهيد عباس مدلج.

وبعد تلقيها معلومات عن توقيف السوريين وأن أحدهم مشارك بذبح ولدها، قامت عائلة الشهيد مدلج بقطع طريق بعلبك-دورس لبعض الوقت مطالبين بإعدامه، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

وطالب والده بـ “الاقتصاص من السوري الموقوف دحام عبد العزيز رمضان المتّهم بذبح ولده أو تسليمه له للاقتصاص منه”. وسأل:”لماذا بهذه السرعة تم نقل رمضان إلى بيروت”.

وناشدت والدة الشهيد الدولة “عدم الرضوخ للخارج والجهات الدولية والإقليمية والعمل على الاقتصاص من الجاني”.

من جهة أخرى، أعلنت قيادة الجيش-مديرية التوجيه عن توقيف اللبناني بسام يوسف الحجيري، وبرفقته السوريان أحمد سمير حين وفادي عمار الحلبي، اللذان كانا يتجولان من دون أوراق ثبوتية، في منطقة المصيدة في عرسال، وقد اعترف الأخيران بانتمائهما إلى تنظيمين إرهابيين. وتمّ تسليم الموقوفين إلى المرجع المختص لإجراء اللازم.

 

غزو للقرى الكردية يهدّد بمذبحة ويستبق حرب «التحالف»

محمد بلوط

هجوم مشترك مضاد للمخابرات التركية وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» ضد الأكراد في الشمال السوري، ورداً على مشاريع التحالف ضد الإرهاب، التي تتعارض مع الرهانات التركية على زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي لاستنزاف سوريا والعراق، وإضعاف الأكراد.

وقد يشكل الهجوم على عين العرب (كوباني)، وريف تل أبيض شرق سوريا، إحدى اكبر العمليات العسكرية التي يقوم بها «داعش»، منذ «غزوة الموصل» في حزيران الماضي، وبقرار تركي على الأرجح، بسبب تقاطع الأهداف والمصالح والتبعية.

الحرب على الإدارة الذاتية الكردية في كوباني، توسّعت في الساعات الأخيرة. والمدينة الكردية السورية التي صمدت أمام موجات الهجوم الأولى لـ«داعش» في تموز الماضي، بعد وصول 1500 مقاتل من «حزب العمال الكردستاني» إليها، تتعرّض مجدداً إلى التهديد بمذبحة، جراء حصار بدأ «داعش» بفرضه على المنطقة الوسطى من الحزام الكردي في كوباني، وفي نصف دائرة قطرها 35 كيلومتراً، حيث يحتشد 400 ألف كردي و300 ألف نازح كردي وعربي من المناطق المجاورة.

وخلال الساعات الماضية، عزز «داعش»، بمساعدة تركية، تقدّمه في الأرياف الغربية والجنوبية والشرقية لكوباني، بعد استراحة شهرين استخدمها لحشد الآلاف من المقاتلين.

وتحولت المدينة إلى ملجأ إلى الآلاف من النازحين الأكراد والعرب، الذين فروا مما يقارب من 26 قرية تحيط بالمدينة، ولاحقتهم صواريخ الـ«غراد»، التي استخدمها «الدولة الإسلامية». وتقول مصادر كردية إنها أمرت قواتها بالانسحاب من شرق كوباني في قرى الحرية، وخانيه، والجرن، وكوبرليك، واغباش، وقرنفل، وبير عرب، وسليب قران، وكندال.

وقال مسؤول كردي لـ«السفير» إن خمس مقاتلات كرديات من «وحدات الشعب»، فجّرن أنفسهن في اغباش بعد نفاذ ذخيرتهن كي لا تقعن في أسر «داعش»، بعد أن قاومن قوة من خمس مدرعات قدمت من تركيا. كما خرجت قوات «وحدات حماية الشعب» من غرب كوباني في جب الفرج، وزور مغار، وجبني، وتعلك، وزريك، وبوراز، ودغيرمان، وقناية. وتراجع المقاتلون الأكراد ليل أمس من جنوب كوباني من قرى قل حديد، وخروس، وجعدي، وكونعفتار.

وقال مسؤول كردي إن المناطق التي انسحب منها مقاتلو «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي»، الذي يشرف على المقاومة في كوباني، تحوّلت إلى مناطق اشتباك مع «داعش» التي تتقدم بدعم من الأتراك.

وقال زعيم «الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم محمد، في اتصال مع «السفير»، إن «قتالاً ضروساً يدور في جهات كوباني الثلاث، وقد أفرغنا بعض القرى من السكان تفادياً للمذابح، وإن المدينة محاصرة، في نصف دائرة من 35 كيلومتراً، لكن المدينة التي أعرفها وأعرف أهلها لن تسقط، بل إن سقوطها ضرب من المستحيلات» فيما يمنع الأتراك خروج السكان منها نحو الداخل التركي، استكمالاً للحصار.

وأضاف أن «التراجع من قرى غرب كوباني سببه تراجع كتائب شمس الشمال التابعة للجيش الحر، كما أننا لم نخسر جسر قره قوزاق الاستراتيجي شرقاً، إلا بسبب دخول الدبابات التركية في المعركة، وتعزيزات وصلت بالقطار إلى سليب قره، ولم تكن غرفة عمليات بركان الفرات، التي تضم كتائب من الجيش الحر، فعالة كما ينبغي في قتال داعش».

وباستثناء «حزب العمال الكردستاني»، التي تشكل معركة كوباني، تحدياً تركياً له على جبهته الغربية، لم يتقدم أحد من الأحزاب الكردية للدفاع عن المدينة. ومجدداً استنفر نائب رئيس المجلس التنفيذي لـ«الكردستاني» مراد قره يلان الأكراد في تركيا للدفاع عن كوباني.

وقال صالح مسلم محمد إن «أحداً من الدول الغربية، ممن يوزع السلاح على البشمركة في كردستان، لم يقدم لنا بندقية واحدة، كما أن أحداً من التحالف المفترض لم يتصل بنا، ولم ينسق معنا».

والحال إن إشعال جبهة كوباني، والشمال الكردي، بعد شهرين من معارك الكر والفر، يعكس قراراً تركياً باستباق العمليات العسكرية الأميركية والغربية ضد «داعش» بتنظيم هجوم مضاد على التحالف الأميركي – الخليجي بعد مؤتمري جدة وباريس، عبر إحياء مشروع السيطرة على الشمال السوري، وإخضاع الأكراد الذين يشكلون نقاط الارتكاز في العراق وسوريا لأي عملية عسكرية ضد «الدولة الإسلامية»، خصوصاً أن الأميركيين والغربيين لا يزالون يستبعدون فرضية إرسال قوات برية.

وفي حال توسّع «داعش» على الحدود الجنوبية لحلف شمال الأطلسي، إذا ما استطاع انتزاع كوباني، فسيسهل اختراق المنطقة الكردية الوسطى والتقدم نحو مشروع منطقة عازلة يعمل الأتراك على إنشائها بمساعدة التنظيم، تزامناً مع تطويق سوريا بمنطقة عازلة في الجنوب، بدأت تلوح ملامح إحداها في الجولان السوري، بعد تقدّم «جبهة النصرة» في ريف القنيطرة واستيلائها على 80 في المئة منها، وفي ظلال الاحتلال الإسرائيلي وبالتعاون معه انطلاقاً من منطقة فصل القوات في الجولان المحتل.

ويستعجل الأتراك ضرب قوة «الاتحاد الديموقراطي» العسكرية، التي أبدت فعالية كبيرة في مواجهة هجوم «داعش» في جبل سنجار، الذي دخلته قوة كردية سورية، لتأمين الإيزيديين، بعد انهيار بشمركة مسعود البرزاني، من دون قتال، تاركة الإيزيديين طعماً لسكاكين البغدادي.

ويستهدف «الدولة الإسلامية»، والأتراك من ورائهم، ضرب مشروع الإدارة الذاتية الكردية برمته، وفصل شرق المنطقة الكردية عن غربها، في عملية واحدة من خلال الاستيلاء على قلبها، كوباني الواقعة على الحدود مع تركيا. وإذا ما استطاع «داعش» انتزاع كوباني، فستخلط الأوراق في خريطة الشمال السوري وغرب العراق، إذ سيكون بوسعه السيطرة على كامل الجزيرة الفراتية في بادية الشام، بعد انتزاعه المقلب العراقي. وسيكون قادراً على نشر قوات على طول حوض الفرات وسدوده السورية والعراقية، ومحطات توليد الطاقة، ومنشآت توزيع المياه، من الحدود التركية، مروراً بسوريا، وحتى الغرب العراقي، بالإضافة إلى التحكم بالنشاطات الزراعية التي يوفرها الحوض الفراتي، على ضفتيه، وإخضاع ما حولها من بلدات واقتصاد وعشائر، وإعادة ترتيب التحالفات فيها وفق مصالحه، والحصول على موارد بشرية واقتصادية جديدة.

لكن الهجوم على كوباني، الذي يقع في سياق التمرد التركي على التحالف الأميركي – الخليجي، يستهدف قبل كل شيء، استباق نتائج الحرب المقبلة على «داعش»، واحتمال فقدانه للملاذ العراقي، وهو ما بدأت تباشيره تلوح في تراجع «الدولة الإسلامية» في ديالى وآمرلي وحول تكريت والأنبار، واضطراره للانسحاب نحو ملاذ أكثر أمناً في الشمال السوري، على حدود «الأطلسي»، التي تسيطر تركيا عليها.

وتتقاطع مصالح المخابرات التركية مع البغدادي، في رغبة الأولى بتحطيم مشروع الإدارة الذاتية الكردية، ومشروع الثاني بتوفير ملاذ احتياطي في الشمال، إذا ما اضطرته غارات المتحالفين إلى إعادة الانتشار في أرض «الخلافة»، خصوصاً أنه لا يوجد اتفاق حول الخطط الموضوعة لمواجهته في سوريا، وقد لا تذهب أبعد من محاولة احتوائه، لكي يستمر باستنزاف سوريا، وضرب الأكراد.

 

العراق يبدأ تشكيل “الحرس الوطني” ويطلق “مصالحة وطنية

روحاني يسخر من “التحالف” وهولاند يأذن بضربات جوية

تتواصل التجاذبات الدولية المتعلقة بالشأن العراقي، على المستويين السياسي والعسكري. ففي وقت أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، عن مشاركة بلاده في الضربات الجوية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ـ “داعش”، على الأراضي العراقية، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول التي تعمد إلى إنشاء حملة في مواجهة “داعش”، ويشارك فيها من مول التنظيم وسلحه.

وبدأ رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بإنشاء “منظومة الحرس الوطني” مطلقاً هذه الخطوة من محافظة الأنبار، في وقت لم تشهد جلسة مجلس النواب تصويتا على حقيبتي الدفاع والداخلية، كما أكد نائب الرئيس العراقي إياد علاوي عن بدء السير في عملية “مصالحة وطنية”، من أجل مواجهة “داعش” ضمن “إستراتيجية طويلة الأمد”.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أنه أعطى موافقته على شن ضربات جوية ضد “داعش” في العراق، موضحاً أن فرنسا “لن ترسل قوات على الأرض”، وأن غاراتها ستستهدف التنظيم داخل العراق حصراً.

وفي وقت تقوم طائرات “رافال” فرنسية منذ، مطلع الأسبوع، بطلعات استطلاع فوق العراق انطلاقا من إحدى القواعد الجوية في دولة الإمارت، لفت هولاند إلى أن “الحركة الإرهابية (داعش) توسعت في خضم الفوضى السورية، وكذلك لأن المجموعة الدولية لم تتحرك”.

من جانبه، وقبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في مقابلة مع قناة “ان بي سي” الأميركية، أن مكافحة الإرهاب بحاجة إلى دراسة ومعرفة جذوره، واصفا التحالف الذي أطلقته أميركا لمحاربة “داعش” بأنه مضحك نوعا ما لأن فيه من دعم وما زال يدعم الإرهاب بالمال والسلاح.

وأكد روحاني أن بلاده ستقدم للعراق كل المساعدة الضرورية، محذرا من تجاوز “خط أحمر” إذا تقدم مسلحو “داعش” نحو بغداد أو العتبات المقدسة، وقال: “لن ندع الإرهابيين يحتلون بغداد أو عتبات دينية مثل كربلاء أو النجف”.

وحول مدى تأثير الغارات الجوية الأميركية على “داعش” في العراق لفت روحاني إلى أن “الجميع يعلم من هي القوة التي لم تدع داعش تصل إلى بغداد وسامراء، ومن هي القوة التي وقفت سدا منيعا أمامه على بعد فراسخ من بغداد، وحينما أبعد الشعب العراقي داعش عن بغداد كانت أميركا تقول أنها لن تتدخل في قضية العراق وحتى لم تكن عازمة على شن غارات جوية”.

وتساءل روحاني، عن أسباب رفض الولايات المتحدة إرسال قوات إلى أرض العراق للتصدي لمقاتلي تنظيم “داعش”، قائلا: “هل يخشى الأميركيون أن يسقط قتلى وجرحى في صفوفهم في العراق؟ هل يخشى أن يقتل جنودهم في المعركة التي يؤكدون خوضها ضد الإرهاب؟”.

ومن جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء العراقي هوشيار زيباري أن الحكومة العراقية تشجع انضمام روسيا إلى التحالف الدولي ضد “داعش”، مشيراً إلى أن “روسيا قدمت الكثير من المساعدة للحكومة العراقية، عندما استجابت هذا الصيف بسرعة على طلب توريد الأسلحة لمحاربة الإرهابيين”، مؤكدا على أن “التعاون في هذا المجال سيستمر في المستقبل القريب”.

ولفت زيباري إلى أن “العراق يعتزم تعزيز التعاون مع روسيا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية، وبطبيعة الحال، العسكرية والتقنية”، وأشار إلى أن “الهدف من هذا هو تعزيز التعاون بين العراق وروسيا، ليس فقط التعاون في المجال العسكري والتقني، ولكن أيضاً التعاون في مجال الطاقة وبناء المحطات الكهربائية في العراق، وفي مجال التعدين، وإعادة بناء البنية التحتية”، مؤكداً أن “الحكومة العراقية الجديدة سوف تعطي الأولوية للتعاون مع روسيا”.

وحول توجيه ضربات لـ”داعش” على الأراضي السورية أكد زيباري أن بقدر معرفته بمراكز صناع القرار “فإنه سيتم تنفيذ هجمات ضد تنظيم داعش أينما وجد”، معتبراً أن “مسألة مكافحة الإرهاب لا تعرف الحدود”.

وحول إمكانية تعاون الغرب مع الحكومة السورية في مجال مكافحة الإرهاب أكد زيباري أن هذا “أمر غير محتمل”، مشيرا إلى “أن مثل هذا التعاون مع سوريا مستحيل”.

وفي الشأن الداخلي، قال نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، إنه تم الاتفاق مع مختلف القوى السياسية العراقية من جميع الطوائف، على خريطة طريق لتصحيح منهاج الحكومة السابقة، والسير في مصالحة وطنية لافتًا إلى أن “داعش” يحتاج وقتًا طويلا لتصفيته.

وحول نتائج مؤتمر باريس لمكافحة الإرهاب، أكد علاوي أن الحل لا يكمن فقط بالضربات العسكرية أو أي جهد عسكري بل بإستراتيجية بعيدة الأمد، مشيراً إلى أن “مؤتمر باريس مهم لكنه جاء متأخرًا، وتكمن أهميته في جمع الطاقات لمواجهة داعش”، معتبراً أن “القوى الإرهابية غزت العراق لعوامل وأسباب عديدة منها ما هو محلي عراقي، ومنها ما هو إقليمي ومنها ما هو دولي”.

إلى ذلك قال رئيس مجلس محافظة الأنبار العراقية صباح كرحوت، أمس، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي وافق على تشكيل “قوات الحرس الوطني” من أبناء العشائر، وتجهيزها بالأسلحة والمعدات الثقيلة لقتال عناصر تنظيم “داعش”، بعد أن التقى به على رأس مجلس المحافظة في مقر مجلس الوزراء، أمس الأول.

وفي شأن تعيين وزيري الداخلية والدفاع في الحكومة الجديدة، أوضح النائب عن “ائتلاف المواطن” هاشم الموسوي، أن مجلس النواب لم يضع مسألة التصويت على وزارتي الداخلية والدفاع على جدول أعمال جلسته، أمس، وذلك لعدم وجود توافق بين الكتل السياسية على أسماء المرشحين.

وفي ظل هذا الشغور في المناصب الأمنية الرئيسية، وقعت سلسلة انفجارات في العاصمة العراقية بغداد داخل أسواق شعبية أدت إلى مقتل 15 شخصا على الأقل.

ووقع الانفجار الأول في شارع توباشي شمال غرب العاصمة، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين بجروح، كما وقع انفجار آخر قرب ورشة لتصليح السيارات وسط المدينة أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ثمانية، بالإضافة إلى انفجار ثالث في سوق للجملة أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص أيضاً وجرح 11 آخرين.

كما انفجرت عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش العراقي ما أدى إلى مقتل جنديين وجرح أربعة، كما ذكرت الشرطة العراقية أن قذائف هاون تساقطت على الأحياء الجنوبية لبغداد أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

(أ ف ب، رويترز، أ ب، “ارنا”، “الأناضول”، “صوت روسيا”)

 

حلب: الحرب تعيد إحياء «ذكرى الزلازل» والمغول!

علاء حلبي

على تلّة مرصوفة بالحجارة، يحيط بها خندق لم تجر فيه المياه منذ زمن بعيد، تراقب قلعة حلب مدينتها التي تحتضنها، لتشهد يومياً سقوط أحد الأبنية المحيطة بها. تفجير تهتز له أركان القلعة، يتبعه سقوط مدوٍ لمعلم أثري نقشت على جدرانه حكاية حضارة يذكر التاريخ أنها «عصيّة، تحب الحياة وتستطيع إليها سبيلا».

لدى سؤال أي حلبي عما يجري في المدينة القديمة، يستذكر على عجالة الزلزالين اللذين ضربا المدينة وغزو المغول لها، ويقول «ما يجري الآن شبيه بتلك الأيام التي قرأنا عنها، الآن نعيشها، الفرق الوحيد حينها أن ما جرى جاء من الطبيعة أو من غزو خارجي، ما يجري الآن هو تخريب وتدمير ممنهج لأقدم مدن العالم على يد من يُفترض أنهم أبناؤها».

وكانت مدينة حلب تعرضت تاريخياً إلى زلزالين مدمرين، الأول في العام 1138، والثاني في العام 1822، تسببا بتدمير المدينة بشكل شبه كامل، تخللهما هجوم تعرضت له المدينة على يد المغول بقيادة هولاكو في العام 1260، الذي دمَّر قلعتها، وخرَّب معالمها.

لا يعرف أبناء المدينة الكثير عن الوضع الحالي لحلب القديمة. جُل ما يعرفونه أن معظم المباني المحيطة بالقلعة دمرت على يد «الجبهة الإسلامية» التي يحفر مسلحوها أنفاقاً ويفخخونها ويفجرونها، وأن الجامع الأموي تعرض إلى دمار كبير، وسرقت منه بعض المقتنيات الأثرية، وأن القلعة مهددة، وأن بابها تعرض للتدمير، إلا أن الواقع يبدو مؤلماً أكثر.

ويشرح المهندس كمال حزوري، وهو مدير سابق للمدينة القديمة في بلدية حلب، أن الدمار طال معظم أسواق المدينة (مسجلة في موسوعة «غينيس» كأطول سوق مسقوفة متفرعة إلى مجموعة أسواق)، كما طال الدمار مبنى فندق الكارلتون (تعرض لثلاثة تفجيرات)، ومبنى مديرية الخدمات الفنية، وخان الشونة، والمدرسة الخسرفية، وقيادة الشرطة (المحافظة)، وجامع السلطانية (تعرض إلى تدمير جزئي)، وحمام يلبغا، ومنطقة الجديدة (تضم بيوتاً أثرية)، والجامع الأموي، إضافة إلى مناطق أخرى.

ويتابع حزوري، خلال حديثه عن واقع المدينة القديمة، إن «المناطق الأكثر تضرراً هي تلك الواقعة في محيط القلعة، ومناطق التماس المباشر بين المسلحين والجيش»، موضحاً أن «المسلحين فجروا معظم المباني في محيط القلعة، كما تضرر بابها. كما شمل الدمار سوق النسوان وسوق الحدادين قرب الجامع الكبير، وسوق الزرب قرب الخدمات الفنية، وهي مناطق تماس مباشر تعرضت للدمار بسبب الحرب الدائرة».

ويشير المهندس، خلال حديثه إلى «السفير»، إلى أن المباني التي تعرضت للتفجير، والتي تحيط بالقلعة، تقع على قناة نقل قديمة للمياه تحت الأرض، تسمى قناة حيلان، كانت تستخدم لنقل المياه من نهر قويق إلى المدينة القديمة، وقد يكون استفاد المسلحون منها بعمليات التفجير»، إضافة إلى كون طبيعة التربة في المدينة القديمة كلسية سهلة الحفر.

وتشكل المدينة القديمة إلى جانب كونها منطقة أثرية مسجلة في «اليونيسكو»، مركزاً تجارياً مهماً. ويقول أحمد، وهو تاجر كان يملك محلاً في سوق المدينة الأثري، «لا أعرف شيئاً عن محلي، يخبرني البعض أنه تعرض للدمار، ويقول آخرون إنه أحرق، لا يمكنني الوصول إليه في الوقت الحالي لأعرف ما جرى له».

ويضيف التاجر، الذي كان يملك محلاً في سوق المدينة يفوق سعره المليون دولار، والعاطل عن العمل حالياً، «معظم التجار خرجوا من سوريا، ومن بقي منهم فتح محلات صغيرة في المناطق الآمنة، بانتظار استعادة السوق ومعرفة إن كان بالإمكان ترميمه».

ويسيطر الجيش السوري على قلعة حلب، ويؤمن لها خط إمداد عسكرياً، كما يسيطر على منطقة السويقة والزهراوي، والمناطق المواجهة للجامع الأموي، في حين يسيطر المسلحون على معظم مناطق المدينة القديمة، بما فيها الأسواق الأثرية.

ويرى مصدر أمني، تحدث إلى «السفير»، أن المسلحين يحاولون عن طريق التفجيرات المتتالية الوصول إلى القلعة، إلا أن حزوري ينفي خلال حديثه إمكانية وصول المسلحين إليها بسبب وجود خندق يحيط بها يحميها من الاختراق عن طريق الأنفاق. ويقول المصدر الأمني «فشلت جميع محاولات المسلحين الوصول إلى القلعة عن طريق المعارك المباشرة، أو عن طريق التسلل، فقد تم وضع خطة دفاعية محكمة ساهمت بالحفاظ على القلعة برغم وجود المسلحين في محيطها منذ أكثر من عامين، لذلك لجأوا إلى عمليات الحفر والتفخيخ، وهو أمر لا طائل منه سوى الدمار».

وفي حين يشير المصدر الأمني، خلال حديثه، عن عدم وجود نية بالحسم العسكري في المدينة القديمة في الوقت الحالي «لأسباب عديدة»، فإنه يشدد على أن الجيش يتبع في الوقت الحالي خططاً دفاعية، الهدف منها منع المسلحين من التمدد وحصرهم في المناطق التي يسيطرون عليها، وحماية القلعة، بانتظار تغيرات على الخطة.

ويتقاطع حديث المصدر الأمني مع حديث مصدر عسكري يبين أن الجيش لا يريد الخوض في معارك طويلة ومكلفة بشرياً، ولا نتائج واضحة منها في الوقت الحالي، حيث ينتظر متابعة العمليات في محيط حلب، وحصر مسلحي الداخل في مواقعهم بانتظار استسلامهم أو حصول مصالحة تقضي بخروجهم، في إشارة إلى السيناريو الذي اتبع في حمص القديمة.

وعلى الرغم من عدم وجود إحصاء دقيق لحجم الدمار في المدينة القديمة، إلا أن مبادرات عديدة في حلب بدأت تهتم بعمليات إعادة إعمارها، وترميمها، وتضع تصورات لذلك. وتعتبر «جمعية العاديات في حلب» الأكثر اطلاعاً على أوضاع المناطق الأثرية في المدنية.

ويرى أمين سر الجمعية المهندس تميم قاسمو، خلال حديثه إلى «السفير»، أن عملية ترميم الأضرار ممكنة برغم الدمار الكبير، موضحاً أنه جرى توثيق جميع المعالم الأثرية للمدينة القديمة في وقت سابق، ويمكن الاستفادة من هذا التوثيق في عمليات الترميم. وقامت مجموعة كبيرة من المهندسين السوريين وغير السوريين بعمليات توثيق دقيقة للمعالم والأبنية الأثرية في حلب القديمة ابتداءً من العام 1993، نتيجة تعاون بين بلدية حلب و«اليونيسكو» ومؤسسة «جي تي زد» الألمانية، حيث تم تصنيف المدينة القديمة حينها في «اليونيسكو»، وتنفيذ عدد كبير من المشاريع الترميمية للمنطقة، انتهت بإعادة تأهيل المدينة بشكل شبه كامل، قبل أن تندلع الحرب وتعيدها إلى عصر «الزلازل والمغول».

وبرغم حجم «الكارثة» التي تعرضت لها المنطقة، والتي ما زالت تتعرض لها، يبدو أمين سر «جمعية العاديات» متفائلاً حيال إعادة إحياء ما تم تدميره، مشيراً إلى أن «ثقل مهمة إعادة إحياء حلب القديمة (في حال توقف المعارك فيها وتأمينها) يتطلب من كل الداعمين للتراث الإنساني، من هيئات ومؤسسات وأفراد، أن يساهموا فيها من دون تردد أو تحفظ، إن كان بالتمويل أو الإعلام أو تقديم الخبرات الفنية والقانونية والإدارية. وهي مناسبة لاختبار صدق وفعالية مسؤولية العالم التضامنية عن حماية تراثه».

 

الهجوم على «داعش» في سوريا بدأ «سرا» الثلاثاء الماضي

الخطة الامريكية: تحرير الأرض وضرب أي قوات للأسد تحاول احتلالها بدلا من المعارضة «العلمانية»

عمان »القدس العربي»: أبلغت الإدارة الأمريكية الأردن رسميا بأنها وجهت بصورة غير مباشرة «إنذارا جديا» للرئيس السوري بشار الأسد بالتزامن مع «تفعيل» خارطة أهداف جوية في محافظتي الرقة ودير الزور، ودخول البعد العملياتي فعليا وبصورة سرية حيز التنفيذ منذ مساء الثلاثاء .

وحذر الأمريكيون عبر قنوات وسيطة الرئيس بشار الأسد من أي محاولة لإعاقة «نطاق عمليات» عسكري مفترض جوا في بلاده ضد قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» والمتشددين الإسلاميين من المعارضة السورية المسلحة.

وجاء هذا التحذير تعزيزا لتحذيرات علنية صدرت عن ناطقين أمريكيين بخصوص استهداف وتدمير نظام الدفاع الجوي السوري إذا ما تعرض أو اعترض أي عمليات داخل الأراضي السورية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية.

وتزامن ذلك مع تأكيدات غير رسمية بأن العمليات بدأت فعلا عبر الجو ضد قوات ومرافق «داعش» في الرقة لكن بصورة سرية، وستتكثف علنيا مع نهاية الأسبوع.

وتضمن التحذير الذي وضعت عمان بصورة رفيعة المستوى بمضمونه تحذير القيادة السورية وبصورة جدية من «ضربات مباشرة» وقاسية ومدمرة من قبل القوات المتحالفة التي انتهت من ترسيم بنك الأهداف الجوية داخل العراق وسوريا.

التسريبات الناتجة عن لقاءات أمريكية وأردنية وسعودية مشتركة تحدثت عن تأكيد إدارة العمليات الأمريكية في قيادة التحالف الدولي الجديد ضد قوات «داعش» على أن الميزان الرئيسي في النطاق العملياتي داخل سوريا هو ألا تتوفر فرصة يمكن أن يستفيد منها الرئيس بشار الأسد بكل الأحوال.

وقدر تقرير أمريكي فني أصدرته لجنة المتابعة في مقر السفارة الأمريكية في عمان بـأن الأسد لا يسيطر فعليا إلا على ما نسبته 56٪ من أراضي بلاده، وأن قوات تنظيم الدولة العدو الحالي للعالم تسيطر على 87 ٪ من المساحة الخارجة عن نطاق سيطرة الأسد.

وفقا للخطة الموضوعة تكتيكيا وعملياتيا يفترض أن تتقدم قوات التحالف بقيادة البنتاغون الأمريكي بضربات جوية مكثفة وقوية وتهدف للقضاء على مرافق ومقرات ومعدات تنظيمات «داعش» على أمل «تخليص الأرض» من الجو وتمكين قوات معارضة علمانية من الأرض التي يتم تخليصها والحرص على عدم تقدم قوات الرئيس بشار في الأثناء نحو الأراضي التي يتم تخليصها من قوات تنظيمات «داعش» وحلفائها، مع تهديد بضرب مباشر لأي قوات سورية في المحيط يمكن أن تفكر بالمشاركة واحتلال الأرض.

هذا الإطار العملياتي المقترح يختص بالجانب السوري من قوات داعش ويتطلب من باب الاحتياط الإستراتيجي الدفاعي تمركز قوات عسكرية على الحدود الأردنية – السورية لتأمين الأردن.

وهنا حصريا برزت عدة مستجدات أهمها تسلم القوات الخاصة الأردنية عالية التدريب والتقنية لواجبات الحماية في مواقع متقدمة على الحدود الأردنية مع العراق وسورية.

بالتوازي تم الانتهاء من المعاملات الورقية التي يتطلبها تأمين «إقامة طويلة» نسبيا لأكثر من 15 ألفا من جنود القوات الخاصة الأمريكية على الحدود الأردنية مع سورية، ويشمل ذلك التقدم بعطاءات الغذاء والماء والتزويد اللوجستي، وهي قوات قد تتمركز على الحدود بالقرب من درعا إحتياطا لمخاوف أردنية تتمثل في «هرب» المقاتلين المتشددين إلى الأردن في حال الضغط عليهم في محيط درعا وفي دير الزور والرقة.

وكان رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور قد اعلن أمام «القدس العربي» عدة مرات بأن بلاده قلقة من الاحتمالين: تقدم وانتصار المقاومة المتشددة في سورية أو تقهقرها حيث ستحاول العبور نحو الأردن.

المعطيات تشير إلى تركيز عملياتي ضخم على وجود قوات داعش في سوريا حيث يتصور الخبراء بأن المعركة الأساسية ستكون هناك وليس في العراق، بسبب وجود آفاق عملياتية واعدة لمواجهة داعش في العراق عبر تحالف الاكراد والأمريكيين وقوات الجيش العراقي حيث تجري معارك يومية على عدة واجهات.

 

فصائل عسكرية في الغوطة تتحد تحت اسم جيش الأمة

إسطنبول- الأناضول: قال القيادي في المعارضة السورية المسلحة، أبو عمر الدبس، إن فصائل عسكرية عاملة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، اتحدت تحت اسم “جيش الأمة”، بهدف تنسيق العمل مع الفصائل العسكرية الأخرى.

 

وفي تصريحات للأناضول، أكد الدبس، الذي عين رئيسا لأركان التشكيل الجديد، أن “الهدف من تشكيل “جيش الأمة”، هو إنشاء تنظيم سياسي وعسكري وديني، مشروعه إسقاط نظام الأسد وحماية المدنيين، والحفاظ على وحدة التراب السوري، وتنسيق العمل العسكري مع كافة الفصائل الأخرى، للوصول إلى قيادة عامة على الأرض السورية”.

 

وأضاف القيادي بأن “إنشاء هذا التشكيل في هذا الوقت، غير مرتبط بأي وعود، وإنما الفكرة من هذا التشكيل، هو لتضافر الجهود في سبيل تحقيق هدف سام”، مبينا أنهم “سيتعاونون مع أي حليف يخلصهم من كل فكر متطرف، يهدف لإراقة الدم، والتعاون مع أي فكرة دولية تحافظ على وحدة التراب السوري، وتعجل في اسقاط النظام”، على حد تعبيره.

 

وبين القيادي أن “الفصائل المنضوية ضمن التشكيل الجديد هي من كبريات التشكيلات المعارضة في الغوطة الشرقية وخارجها، وهي لواء “شهداء الغوطة”، ولواء “أسود الغوطة”، ولواء “الفاروق عمر”، ولواء “فتح الشام”، ولواء “شهداء عربين”، ولواء “أنصار الأمة”، العامل في ريف إدلب وريف حماه ، و”فوج المهام الخاصة”، ولواء “السيف الدمشقي”، ولواء “زيد بن ثابت”.

 

من جهة ثانية، لفت إلى أن “الباب مفتوح لأي فيصل يرغب بالانضمام له، حيث أخذت قيادة الأركان لجيش الأمة على عاتقها توحيد التشكيلات توحيدا كاملاً، وقسّمت الكتائب جغرافيا”، مشيرا إلى أنه “على الرغم من إعلانهم بوجود أهداف سياسية، إلا أنه لن يعلن عنها إلا بعد تحقيق أول هدف، وهو إسقاط النظام”.

 

وكانت 10 ألوية وكتائب عسكرية معارضة للنظام السوري، قد أعلنت الخميس تشكيل (فيلق عمر)، وذلك في دمشق وريفها، بقيادة تجمع الشهيد الملازم أول أحمد العبدو.

 

جاء ذلك في بيان مصور نشره المكتب الإعلامي لتجمع العبدو، وأعلن فيه قائد عسكري تشكيل الفيلق ويضم 10 فصائل مسلحة “بهدف الدفاع عن المظلومين والمستضعفين”.

 

ويأتي تشكيل فيلق عمر، وجيش الأمة بعد قرابة شهر من إعلان قيادة موحدة للفصائل العسكرية العاملة في الغوطة الشرقية، بقيادة قائد جيش الإسلام “زهران علوش”.

 

ومنذ منتصف مارس/ آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

 

عضو سعودي في «الدولة الإسلامية» يحث مواطنيه «إخراج المشركين من أرض الجزيرة»

■ دبي – رويترز: دعا جهادي سعودي ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية مواطنيه السعوديين إلى الجهاد، معربا عن أمله في ان «تتمدد الدولة الإسلامية» إلى السعودية «لإخراج المشركين من أرض الجزيرة». وجاءت رسالة الجهادي المعروف باسم ابو هاجر الجزراوي في وصيته قبل أن ينفذ تفجيرا انتحاريا في آب/أغسطس في محافظة الرقة في سوريا وهي معقل للدولة الإسلامية. ونشر التسجيل المصور على موقع الكتروني تابع للدولة الإسلامية في وقت متأخر من يوم الأربعاء.

وتوجه الجزراوي إلى مواطنيه بالقول «أين أنتم يا أبناء الجزيرة عن طواغيت الجزيرة» داعيا للانقلاب ليس فقط على العائلة الحاكمة والغربيين في السعودية، بل أيضا على كبار علماء الدين في المملكة الذين شجبوا الدولة الإسلامية.

وقال الجزراوي «آن الأوان سنخرج المشركين من جزيرة العرب .. إن النار مبدؤها بمستصغر الشرر وذلك المستصغر لاشعال النار التي تكون عبوة موجهة على آل سعود وأحبارهم ورهبانهم».

وأضاف متوجها إلى أبو بكر البغدادي الذي اعلنه تنظيم الدولة الإسلامية خليفة للمسلمين «إمض بنا على هذه الطريق يا شيخنا وامض إلى أرض الجزيرة».

وأعلنت هيئة كبار العلماء في بيان يوم أمس الأربعاء أن «لإرهاب جريمة نكراء، ومرتكبها يستحق عقوبة زاجرة ورادعة» في هجوم هو الأكبر من رجال الدين المحافظين في السعودية على التطرف الإسلامي وتنظيم الدولة الإسلامية.

وانضمت الرياض إلى غيرها من الدول العربية في التعهد بمكافحة الفكر الارهابي في إطار استراتيجية لمكافحة الدولة الاسلامية التي سيطرت على أجزاء واسعة من العراق وسوريا.

 

هجوم «داعش» كشف عن الصدع في حلم كردستان… أغلقت مدن الأحلام وأنهار الاقتصاد

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: وافق مجلس النواب الأمريكي على الحملة العسكرية الأمريكية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، وتمويل عمليات تدريب المعارضة السورية المعتدلة بتمرير الميزانية التي طال انتظارها أي 500 مليون دولار أمريكي.

وتعتمد حملة أوباما على حلفاء غير موثوقين أو ضعفاء، ومترددين في الأعم الأغلب، فلم يثبت أوباما تحالفه بعد، ومن هنا فهو يخوض مقامرة تعتمد على حلفاء محليين، وكما لاحظ سبنسر إكرمان في صحيفة «الغارديان» البريطانية فعادة ما تدفع الولايات المتحدة ثمن غموض أهدافها بالغالي والنفيس، فقال إن «الأهداف غير المحددة للحرب تؤدي دائما للتصعيد»، مشيرا إلى أن الحرب العراقية الثالثة هي أصدق دليل على هذا، فهناك 1.700 مستشار عسكري أمريكي في العراق، أي أكثر بـ 1.600 مما كان عليه العدد في حزيران/يونيو بعد اجتياح داعش شمال العراق.

وقال إن هؤلاء يعرفون كـ«مستشارين أمنيين» للسفارة الأمريكية، لأن الرئيس أوباما يصر على القول إن لا عودة للقوات البرية مرة أخرى للعراق، وهي الرسالة التي أكدها أوباما أمام الجنود يوم الأربعاء.

ويرى الكاتب أن تزايد عدد الجنود الأمريكيين ليس الملمح الوحيد للتصعيد، فقد توسع مجال الغارات من شمال العراق إلى جنوب – غرب بغداد وسيشمل قريبا الأراضي السورية. فيما اعترف وزير الدفاع تشاك هيغل أن أول دفعة من المقاتلين السوريين الذين سيتلقون تدريبا أمريكيا لن يكونوا قادرين على حرف مسار الحرب، ولم تستطع الولايات المتحدة بعد تأكيد تحالف دولي وضمان تعاون الدول العربية في التحالف لضرب داعش.

وتظل استراتيجية أوباما عائمة، فهي تقوم على «إضعاف وتدمير» داعش، مما يعني استمرار العملية حتى النهاية، لكن تحقيق النصر غير ممكن.

وعبر الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة عن صعوبة إنجازه عندما قال إن تدمير داعش لن يحصل إلا عندما ترفض الدول العربية أيديولوجية التنظيم، مما يطرح أسئلة حول الوقت الذي ستوقف فيه الولايات المتحدة ضرباتها الجوية. وهو سؤال كانت الولايات المتحدة بارعة في تأجيل الجواب عنه وبثمن كبير من الأرواح والأموال، كما يقول.

ويشير إكرمان لسياسة أوباما وسلفه جورج بوش الإبن ولحروب أمريكا في شبه الجزيرة الكورية وفيتنام، والتي أدى فيها عدم توضيح الأهداف لتصعيد مستمر للعنف، فيما ظل فيه حلم النصر بعيدا.

وعليه ففي حرب العراق الثالثة يواجه الرئيس أوباما اشكاليات عدة وتحديات، أهمها حلفاؤه في العراق. وهو ما دعا صحيفة «نيويورك تايمز» لطرح سؤال حول الحكومة العراقية الجديدة ودرجة إعتماد الإدارة الأمريكية عليها.

 

هل نثق في الحكومة العراقية؟

 

وفي محاولتها للإجابة على السؤال قالت إن هناك إغراء للإعتقاد أن الحكومة التي شكلت في بغداد يمكن أن تكون حليفا يعتمد عليه في العملية العسكرية.

وتشير إلى أن حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، اتخذ في الأيام الأولى من توليه السلطة عددا من الخطوات الإيجابية، التي يمكن أن تحسن ظروف المصالحة بين الحكومة التي يسيطرعليها الشيعة والعرب السنة، والتي تعتبر مهمة لتحقيق النصر على داعش.

وتضيف أن العبادي الذي تحرك لإصلاح العلاقات مع السنة والأكراد في غرب وشمال العراق، فهناك أدلة قليلة على قدرة عرابي السلطة في بغداد على نيل ثقة كل قطاعات الشعب العراقي الضرورية لعزل قوى داعش.

وتشير لأول قرار اتخذه العبادي وهو الأمر بوقف قصف المناطق المدنية بطريقة عشوائية، وعادة ما تستخدم القوات العراقية أسلحة غير دقيقة «تعرف بالبراميل المتفجرة» وهو ما أدى لسقوط العديد من الضحايا الأبرياء. مضيفة أن هذه الأسلحة التي استخدمتها قوات الأمن العراقية التي يتسيدها الشيعة أدت لزيادة التعاطف السني مع تنظيم داعش.

وفي خطوة أخرى تم تعيين أياد علاوي، السياسي الشيعي العلماني نائبا للرئيس، والذي حظي بدعم كثير من السنة في محاولته الفاشلة ليصبح رئيسا للوزراء عام 2010. كل هذا لا يخفي حقيقة ضعف الحكومة في بغداد والتي تعاني من مشاكل داخلية وانقسامات بناء على الخطوط الطائفية.

وتشير إلى أن العبادي ظل لسنوات مقربا من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والذي أسهمت سياساته الإستبدادية والطائفية بشكل كبير في ما يجري في العراق اليوم.

ورغم هذا، فالكثير من السنة على ما يبدو مستعدون لمنح العبادي فرصة، ولكنهم يتذكرون الوقت الذي قدم فيه المالكي نفسه وبطريقة مراوغة باعتباره رجل التصالح. وترك الحكم والبلاد في فوضى ومشاكله الجوهرية مثل النفط والفدرالية وغير ذلك بدون حل. وترى الصحيفة أنه من خلال تسليح الإدارة الأمريكية للقوات الكردية والعراقية فهي تقوم بتشكيل وجه الصراعات في المستقبل.

ومن هنا فنجاح العبادي في تحقيق تغيير في السياسة العراقية سيكون مفيدا لما يمكن وصفها مقامرة أوباما عندما قرر الدخول في حرب مفتوحة ضد تنظيم داعش، والتي وافق عليها الكونغرس. مع أن المراقبين للسياسة العراقية يشكون في قدرة العبادي على إصلاح ما فعلته سنوات من السياسة الطائفية.

وتقول إيما سكاي، خبيرة الشؤون العراقية بجامعة ييل، إن الإدارة الأمريكية تقوم بتغيير في تصرفات السياسيين العراقيين الذين يحكمون العراق منذ عام 2003.

 

قرارات حاسمة

 

وترى الصحيفة أن نجاح حكومة بغداد مرهون باتخاذ قرارات سريعة مثل تعيين وزير للدفاع والداخلية وتعيين قادة عسكريين من أصحاب الكفاءة وممن لم يتلوثوا بالطائفية في الماضي.

وتؤكد على أهمية الحد من سلطات الميليشيات العراقية، رغم اعترافها بصعوبة السيطرة على هذه الميليشيات المدعومة من إيران، خاصة أنها تعمل جنبا إلى جنب قوات الأمن العراقية والأحزاب السياسية.

وتحتاج الحكومة الجديدة لبناء جسور من الثقة مع السنة، وذلك من خلال إطلاق سراح السياسيين السنة الذين اعتقلوا أثناء حكم المالكي وإعادة من دفعوا خارج الحكم بناء على مزاعم واهية مثل رافع العيساوي، وزير المالية السابق الذي ترك بغداد لمحافظة الأنبار بعد شجبه لقمع المالكي للتظاهرات السلمية.

وفي حالة لم تعبر الحكومة عن نية لاتخاذ هذه الخطوات أو أنها ليست قادرة على فعل هذا فسيجد الجيش الامريكي نفسه يدافع مرة أخرى عن دولة تقوم بتدمير نفسها. في السياق نفسه تبرز لأوباما مشاكل من الجانب الكردي أشارت إليها صحيفة «واشنطن بوست» في تحليل لها.

 

مشكلة حلم

 

ويشير غريغ جيف في بداية التقرير إلى التراجع الأولي لقوات البيشمركة أمام داعش والسبب أن تحسن الأوضاع الإقتصادية دفعت الكثير من المقاتلين للتقاعد والإهتمام بالتجارة وبعضهم باع سلاحه.

ويقول الكاتب إن واشنطن تعاملت دائما مع الأكراد الموالين بنوع من التسامح واعتبرت منطقتهم ممثلا لأمالها في العراق بشكل عام.

واليوم تنظر واشنطن لهم كرأس حربة لقتال تنظيم داعش المدجج بالسلاح والعتاد. ولكن الأشهر الاخيرة كشفت، كما تقول الصحيفة، الكثير من التصدعات في «قصة النجاح الكردية» مما طرح عددا من الأسئلة حول جدوى استراتيجية أوباما في الإعتماد على الأكراد بشكل كبير.

مضيفا أن مقاتلي البيشمركة تخلو في آب/أغسطس عن مواقعهم أمام تقدم مقاتلي داعش، مما أدى لحالة من الذعر في عاصمة الإقليم إربيل، ولم يكن لدى المقاتلين الأكراد أسلحة وذخيرة كافية وفي بعض الأحيان وقود لعرباتهم.

واشتكى البعض من عدم تلقيهم رواتبهم منذ أشهر. وهو ما أدى لقرار أوباما السريع شن غارات جوية لوقف تقدم داعش.

وتضيف أن هزيمة البيشمركة كانت واحدة من المشاكل التي واجهها الأكراد العراقيون. فحكومة الإقليم تعاني هذه الأيام من مصاعب مالية جعلتها تقف على حافة الإفلاس بسبب الخلافات مع بغداد حول الميزانية، وزاد من حدتها سوء الإدارة والفساد والبطالة المقنعة. وأثرت الأزمة المالية على كل كردي، وتوقف عدد من المشاريع الإنشائية.

ويحمل المسؤولون الاكراد حكومة بغداد الأزمة الإقتصادية، حيث توقفت عن دفع حصتها من الميزانية بسبب الخلافات حول النفط المستخرج من مناطق الأكراد وحق الحكومة الإقليمية ببيعه. وتنقل عن قباد طالباني، نائب رئيس وزراء حكومة الإقليم أن «سبب الأزمة المالية راجع لقرار بغداد قطع الميزانية المخصصة لكردستان».

واشتكى أن بغداد تهددهم بالميزانية منذ عام 2003 وهو ما أثر على الثقة بين الطرفين. واعترف طالباني أن الإزدهار الإقتصادي أعمى الحكومة عن الإهتمام بالأمور الأخرى، مثل الأمن «فلم تكن الحكومة جاهزة لهذه الأزمة».

ويتحدث التقرير عن حجم الإنفاق الذي زادت معدلاته بسبب حالة الإستقرار الذي عاشته المنطقة وجذب إليها المستثمرين ورجال الأعمال مما رفع أسعار العقارات في بعض مناطق إربيل للأسعار نفسها في حي مانهاتن في نيويورك.

وظهرت مشاريع فارهة مثل «مدينة الأحلام»ـ «بارك فيو و «مدينة المستقبل». وتنافست سيارات «مرسيدس بينز» و»لاند روفر» على المكان في شوارع العاصمة المغبرة. ومن بين رجال الأعمال الذين حاولوا بناء مدن أحلام كهذه كان هيمين ديازي، الذي عاش في فيرجينيا، حيث أقام «القرية الأمريكية» التي جلب إليها عمالا من المكسيك.

وبعودة الأثرياء الأكراد ومجيء شركات النفط، ومطالب وزراء الحكومة، ارتفع سعر البيت في القرية لحوالي 620 ألف دولار أمريكي. كل هذا توقف بوصول داعش، حيث أجلت شركات النفط عمالها وانهار الإقتصاد. وتحول اهتمام الحكومة الإقليمية الآن للحرب وإعادة بناء قوات البيشمركة التي ظلت متعددة الولاءات بين الحزبين الرئيسيين.

وتحتاج البيشمركة معدات وعتادا عسكريا من السلاح الخفيف والثقيل وأجهزة الإتصال، والملابس الواقية. واستعدت الحكومات الغربية للدعم لكن العملية تباطأت بسبب إصرار الحكومة في بغداد على فحص المساعدات.

ويشير طالباني إلى أن قوات البيشمركة تستخدم الهواتف النقالة للتواصل في ما بينها وتعتمد على سياراتها الخاصة في التنقل، ويؤكد قائلا «لدينا القوة المستعدة للقتال، والآن نريد إضافة الحرفية لهذه القوات».

وفي الوقت الذي وعدت فيه حكومة العبادي باستئناف إرسال حصة كردستان الشهرية ـ مليار دولار، إلا أن مسؤولي الحكومة يقولون إن المشاكل العالقة لن تحل بسهولة، وقد تعقد من جهودها لدفع تكاليف الحرب، خاصة أن مقاتلي البيشمركة يتلقون راتبين أو ثلاثة رواتب لقاء ولائهم للحزب، بالإضافة لأعداد كبيرة من الموظفين الوهميين.

وتواجه الحكومة مشكلة أخرى في التعامل مع اللاجئين الذين يتوزعون على البنايات غير المكتملة ومراكز التسوق التي لم ينته العمل بها كرمز للإنهيار الإقتصادي.

وهناك مشكلة الفساد التي من الصعب حلها بسهولة وتحتاج لتحديث النظام المصرفي وطريقة دفع الأموال النقدية بطريقة يصعب معرفة أين أنفقت.

 

أكراد سوريا

 

وفي سياق الحديث عن حلفاء أوباما المحليين، نشير هنا للجهود التي يقوم بها أكراد سوريا حتى ينضموا للتحالف ضد داعش، رغم الإتهامات الموجهة إليهم بعلاقتهم مع حزب العمال الكردستاني «بي كي كي»، الذي تصنفه تركيا والدول الغربية كجماعة إرهابية.

ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن صالح مسلم، زعيم حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي السوري، أنه عقد في الفترة الماضية اجتماعا رفيع المستوى مع مسؤولين في وزارة الخارجية في لندن، والذي إن تأكد سيكون خطوة مهمة للحزب. وقال مسلم «لم نشهد تنسيقا على الأرض بعد ونتوقع حدوثه».

ويقول نقاد الحزب إن هذه الوحدات التي تقاتل على الارض لا يمكن أن تكون شريكا بسبب معارضة تركيا التي قاتلت «بي كي كي» وترفض والحالة تسليح هذه الجماعة التي تعدها إرهابية.

كما لا تستطيع الحكومة الأمريكية التعاون مباشرة معها لأن القانون الأمريكي يحظر التعامل مع جماعة إرهابية.

ورغم كل المحاذير ترى الصحيفة أن جهودهم صارت سهلة بسبب الخيارات الصعبة التي تواجه القوات الأمريكية التي تحضر لضرب تنظيم داعش في سوريا، ليس بسبب الحرب الأهلية ولكن لضعف المعارضة السورية.

وتقول الصحيفة إن الأكراد السوريين كثفوا من جهودهم للتحالف مع أكراد العراق والمقاتلين السوريين.

وترى الصحيفة أن تحالفا غير مباشر قد يكون مناسبا للدول الغربية، رغم قلة تسليح الأكراد، فقد كانت وحدات حماية الشعب من أكثر الوحدات التي نجحت في قتال داعش. ونقلت عن ريدور خليل المتحدث باسمها قوله «قاتلنا داعش وحدنا لأكثر من عامين، ولدينا خبرة جيدة وأظهرنا للعالم أننا نستحق الشراكة»، مضيفا «لسوء الحظ لم يلتفت إلينا العالم إلا في وقت متأخر»، ولا يريد خليل تعاونا بل علاقات قريبة «لا نريد علاقات جيدة فقط، ولكننا نريد خطة لشن الحرب».

وهناك من يتهم القوات الكردية بالتنسيق مع نظام بشار الأسد. لكن الأكراد في سوريا يحاولون عقد تحالفات مع الجماعات المعتدلة، وأعلن قبل فترة عن تشكيل جبهة جديدة «بركان الفرات» معها. كما وتحالف الأكراد مع بعض القبائل العربية القوية منها قبيلة شمر.

 

شباب سوريون يواجهون مشاكل العمل والإقامة والمعيشة في تركيا

حازم صلاح

انطاكيا ـ «القدس العربي» سافر وليد وهو خريّج كلية الهندسة في جامعة دمشق من سوريا الى تركيا فور تخرجه على أمل إيجاد فرصة عمل ليتفاجأ بصعوبة الواقع في تركيا، فـ»فرص العمل المتوفرة لغير ناطقي التركية قليلة جدا، وأغلبها أن تكون عاملا بدون شهادة لتعمل 12 ساعة في اليوم بأجر لا يتجاوز 1000 ليرة تركية في أحسن الحالات اي ما يعادل 460 دولارا».

يبين وليد أن هذا المبلغ يعد قليلا جدا لتأمين المعيشة في تركيا، فالسكن والمواصلات تكلف الكثير بحسب ما أوضح من جهة أخرى.

والعمل ليس المشكلة الوحيدة التي يواجهها الشاب السوري في تركيا، فبحسب وليد، يواجه السوريون هناك مشكلة الإقامة التي من الصعب الحصول عليها اليوم، حيث بين أن «الحكومة التركية قد غيرت قوانينها بالنسبة لإقامة السوريين فالإقامة في تركيا اليوم لغير الطلاب، إقامة انسانية أي إقامة لجوء، وبالتالي يمنع من يحصل عليها من الهجرة الى اي بلد اوروبي ليحصل على لجوء فيه مع اعطائه اذن عمل في تركيا»، مشيرا إلى أن «هذه الاقامة تحتاج للكثير من الوقت للحصول عليها بسبب بطء الإجراءات وكثرة الأعداد».

وفي سياق متصل، تحدث وليد عن الهجرة إلى الدول الأوروبية، قائلا: «الكثير من الشباب السوريين الذين يصلون تركيا يبحثون عن طريق الى اوروبا رغم خطورة الطريق ومصاعبه، وإمكانية الغرق في البحر أو الموت على يد بعض العصابات، ناهيك عن التكلفة الكبيرة للهجرة حيث كلفت 7000 دولارا للفرد في بعض الحالات وهناك من دفع أكثر من ذلك بكثير».

ويواجه الشاب السوري في تركيا صعوبة في الإختيار بين الهجرة الى دول اوروبا وطلب اللجوء فيها عبر رحلة طويلة شاقة تمر بالعديد من الطرق الغير نظـــامية المحفوفة بالمخاطر، ناهيك عن التكلفة الباهظة التي يدفعها من ينوي الهجرة الى اوروبا الى المهربين الذين يتولون مهمة الطريق.

يشار إلى أنه منذ بداية الثورة السورية يقصد العديد من الشباب السوري تركيا بشكل متزايد باعتبارها أكثر بلدان الجوار ترحيبا بالسوريين عموما بهدف استكمال الدراسة الجامعية أو البحث عن فرص عمل مناسبة أو حتى متابعة النشاط الثوري من أراضيها.

لكن المعيشة غالية مقارنة بسوريا وفرص العمل قليلة بسبب عدم قدرة السوريين على تكلم اللغة التركية في أي عمل، ناهيك عن قانون الإقامة الجديد الذي فرضته الحكومة التركية على السوريين، بحسب وليد.

 

«داعش» تتقدم نحو عين العرب في شمال سوريا… وزعيم حزب «الاتحاد الديمقراطي ينفي و تنسيقيات معارضة: برميل متفجّر يقتل 35 سوريا أمام أحد الأفران في حلب

عواصم ـ وكالات ـ الحسكة ـ «القدس العربي»: سيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» خلال الساعات الماضية على اكثر من عشرين قرية كردية في محيط مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا، بعد هجوم مكثف شنه على المنطقة يخوض خلاله معارك ضارية مع مقاتلي وحدات الشعب الكردية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي حال تمكن التنظيم المتطرف من السيطرة على كوباني الحدودية مع تركيا، فسيكون توسع في المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها في شمال سوريا وشرقها، وسيصبح خطره داهما على المناطق الكردية في شمال شرق سوريا التي يحاول الاكراد منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من ثلاث سنوات التفرد بادارتها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «سيطر تنظيم الدولة الإسلامية خلال الساعات الاربع والعشرين الفائتة على 21 قرية يقطنها مواطنون كرد في الريفين الغربي والشرقي لمدينة عين العرب على أثر هجوم عنيف استخدم فيه الدبابات والمدفعية».

واشار الى ان آلاف الاكراد يدافعون عن المنطقة، وان مدينة كوباني (بالكردية) باتت محاصرة بشكل كامل تقريبا، وان «المنفذ الوحيد لها هو الأراضي التركية».

وتدور معارك عنيفة بين الطرفين على مسافات قريبة في مناطق عدة في محيط كوباني، بحسب المرصد، اوقعت خسائر بشرية بين المدنيين والمقاتلين. وتشهد المنطقة حالات نزوح إلى قرى ومناطق قريبة. وتعتبر كوباني المدينة الكردية الثالثة في سوريا بعد القامشلي (شمال شرق) وعفرين (حلب).

ومن شأن السيطرة على كوباني انه يؤمن لتنظيم «الدولة الاسلامية» تواصلا جغرافيا على جزء كبير من الحدود السورية التركية، وان يعطيه دفعا في اتجاه مناطق اخرى مثل محافظة الحسكة.

في تموز/يوليو، تمكن الاكراد من صد هجوم واسع لتنظيم «الدولة الاسلامية» على المنطقة، الا ان عبد الرحمن يشير الى ان الهجوم الحالي اكثر عنفا.

من جانبه نفى صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، امس الخميس، سقوط 16 قرية كردية بيد تنظيم «الدولة الإسلامية» بالقرب من بلدة عين عرب (كوباني) بريف حلب شمالي سوريا.

وقال مسلم، إن الأنباء التي نشرت على عدد من وسائل الإعلام حول سقوط 16 قرية كردية شرقي وغربي مقاطعة كوباني «عارية عن الصحة»، مقراً بأن معارك عنيفة تدور بين «وحدات حماية الشعب» التابعة لحزبه وعناصر «داعش» في تلك المناطق.

وحول الأنباء التي تفيد بأن الولايات المتحدة الامريكية بصدد تقديم دعم عسكري لوحدات حماية الشعب في سوريا في إطار الحرب على تنظيم «داعش»، قال مسلم، بأنه «ليس هناك شيء فعلي على الأرض من هذا القبيل»، معرباً عن «استعداد حزبه للتعاون مع أمريكا في الحرب ضد داعش».

وأمل رئيس الحزب في أن تتلقى «وحدات الحماية» أسلحة حديثة من الولايات المتحدة في وقت قريب لمواجهة «داعش» وصد هجماته على المناطق الكردية.

ولا يتسنى الحصول على تعليق رسمي من «الدولة الإسلامية» بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام.

الى ذلك قال الناشط السوري مجد العبيدي، إن «مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، (PYD)، أعدموا امس 15 مدنيا بينهم أطفال، من عائلة واحدة، بعد اعتقالهم من قرية الحاجية بريف القامشلي، ووُجدت جثثهم في نهرٍ غرب بلدة تل معروف».

وأكد الناشط، أن «الجثث كانت مقيدة، وعليها آثار تعذيب واضحة، حيث تأتي هذه الحادثة، بعد يومين من مجزرة أخرى ارتكبها مسلحو الحزب، في قرى تل خليل، والحاجية، وشرموخ، والرحية، وراح ضحيتها أكثر من 40 مدنياً».

وأوضح أن «الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية، وبين حزب الاتحاد الديمقراطي، في ريف القامشلي الجنوبي، مستمرة لليوم الخامس على التوالي، حيث يقوم الجانبان بقصف متبادل، ما أدى إلى حالة نزوح كبيرة في المنطقة، باتجاه الحدود التركية، خوفا من توسع رقعة القتال».

من جانب آخر؛ لفت العبيدي إلى أن «عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، يجوبون بلدات وقرى ريف الحسكة الشمالي، بحثا عن الشباب من أجل تجنيدهم بشكل إجباري كمقاتلين في صفوف الحزب، وهذا ما يدعم الروايات السابقة، بأن الحزب يعاني من نقص كبير في صفوفه»، على حد تعبيره.

وأشار نقلا عن شهود عيان، أن «عناصر الحزب دعوا أهالي بلدات (تل تمر، وقاطوف، ومضبعة، والناصرية، والدويرة، ولوذي، والميراط)، إلى اجتماع إجباري بقرية لوذي، تحت التهديد بمحاسبة من يتغيب عن الاجتماع، مما أدى لحركة نزوح كبيرة، وخاصة من قبل الشباب، باتجاه الحدود التركية».

وشدد على أن «جميع الأحداث السابقة، زادت من حركة النزوح باتجاه الحدود التركية، بمعدل ألف شخص يوميا، وأسفر ذلك عن نزوح الأهالي عن تلك البلدات لتصبح شبه فارغة، وبشكل خاص من السكان العرب».

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قد حذّر قبل يومين في بيان صدر عنه، حزب الاتحاد الديمقراطي، من الاستمرار باعتداءاته المتكررة بحق المدنيين في محافظة الحسكة وريفها، مؤكدا أن «هذه التصرفات تصب في سياق مخططات النظام الرامية لإثارة الفوضى، وخلق حالة من الاقتتال الداخلي بين مكونات المجتمع السوري».

الى ذلك قالت عدة تنسيقيات سورية معارضة، إن عشرات القتلى والجرحى، سقطوا امس جراء إلقاء طائرات النظام، حاوية متفجرة استهدفت مدنيين متجمعين، أمام أحد المخابز بمدينة الباب شمالي حلب.

وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية، في بريد إلكتروني «ارتفاع حصيلة مجزرة مدينة الباب، الى 35 قتيلا، وسقوط عشرات الحرجى جراء استهداف أحد الأفران ببرميل متفجر، ألقي من الطيران المروحي التابع للنظام».

من ناحيتها قالت شبكة سوريا مباشر، أن «29 قتيلاً سقطوا في مدينة الباب، نقلا عن منظمة إسعاف بلاحدود، فيما أصيب 35 آخرون، جراء سقوط برميل متفجر وسط تجمع المدنيين، أمام أحد الأفران في مدينة الباب بريف حلب».

أما المكتب الإعلامي لمدينة حريتان، فأوضح أن «29 شخصا قتلوا في سقوط حاوية متفجرة من الطيران المروحي، وسط المدينة بشارع المكاتب، بينهم نساء وأطفال وشيوخ».

وكان الطيران الحربي التابع للنظام قد استهدف الأفران والمخابز، من قبل، مرات عديدة، ما خلف مجازر قضى نتيجتها مئات السوريين من بينهم نساء وأطفال، في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي.

 

مصدر دبلوماسي: الحرب الأمريكية على «داعش» مقابل إطلاق اليد الروسية لدعم دمشق

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي» ـ: بينما يتحضّر تحالف دولي كبير يضم أربعين دولة غربية وعربية تتزعمهم الولايات المتحدة للبدء بحرب واسعة النطاق ضد تنظيم «داعش» في العراق دون تنسيق أو تعاون مع محور إيران، روسيا وسوريا، تتزايد التساؤلات ما إذا كان هذا التحالف يحمل شكلاً من مواجهة كسر العظم بين واشنطن وموسكو ساحتها العراق وسوريا.

وفي السياق نفسه ترشح بعض التسريبات عن تفاهمات دولية بخوض الحرب على تنظيم الدولة تخفف حدة التنافر الروسي الأمريكي.

في الأثناء، يكشف دبلوماسي عربي لـ «القدس العربي» عن أن تفاهماً ضمنياً حصل بين موسكو وواشنطن حول مسألة الحرب على «داعش». فحوى هذا التفاهم أنه في مقابل تولّي التحالف الغربي الذي تتزعمه واشنطن ضرب تنظيم الدولة في العراق فإن كلاً من روسيا وإيران تتوليان زيادة الدعم العسكري واللوجستي لدمشق في إطار محاربة «داعش» على الأراضي السورية.

على ألا تُقدم واشنطن على أي تنسيق أو تعاون أمني مع دمشق في هذا المجال على الأقل في الفترة الحالية.

وبين سطور التفاهم الضمني ذاته ـ حسب الدبلوماسي الغربي الذي تحدث لـ«القدس العربي» فإن الضربات الجوية الأمريكية التي ستستهدف مواقع التنظيم داخل الأراضي السورية ستتم بعد إخطار الطرف الروسي فيها. إضافة لذلك فإن الأمريكيين أوحوا للروس بأن الخمسة آلاف مقاتل معارض الذين سيجري تدريبهم بخبرات أمريكية على الأراضي السعودية ستكون مهمتهم الوحيدة محاربة تنظيم «داعش» ولا علاقة لهم بـ «تحرير أراضٍ» واقعة تحت سيطرة الجيش السوري.

الدبلوماسي أكد لـ«القدس العربي» أن موسكو قررت رفع الدعم العسكري لدمشق وتسخين مستوى التنسيق الإستخباراتي مع الحكومة السورية وزيـــادة تقديــــم الخبرات والاستشارات الميدانية ملمحاً إلى أنه من المتوقع وصول أكثر من عشر طائرات هجومية روسية جديدة إلى سوريا (إن لم تكن قد وصلت) في إطار رفع مستوى المساعدة العسكرية الروسية للسلطات السورية.

 

أكراد سوريا يتخوفون من تكرار «شنكّال» ثانية إزاء هجمات تنظيم «داعش»

الحسكة ـ «القدس العربي» يتخوف أكراد سوريا من اعتداءات تنظيم الدولة الإسلامية بحق المدنيين في القرى الكردية بريف عين العرب شمال سوريا والتي تُعرف كردياً بـاسم «كوباني» مشابهة للمجازر التي حصلت في قضاء سنجار «شنكّال» شمال غرب العراق، في الوقت الذي تتواصل فيه هجمات «داعش» على «كوباني» من ثلاث محاور رئيسية، حيث سيطر تنظيم الدولة على عدّة قرى كردية هناك بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الـ»YPG» منها، وفقاً لشهود عيان.

وقال شهود العيان لـ«القدس العربي»، إن هجمات «داعش» تتمحور في الريف الغربي من المدينة على طريق بلدتي الشيوخ وجرابلس غرباً وكذلك جنوباً في القرى القريبة من الأوتستراد الدولي الواصل بين محافظتي حلب والحسكة، وكذلك الأمر شرقاً على الريف الغربي من مدينة تل أبيض الواقعة شمال الرقة.

وأكد الشهود، أن تنظيم «داعش» بدأ بقصف القرى الكردية المجاورة لقرية بندرخان في الريف الغربي من مدينة تل أبيض بالدبابات بعد سيطرته على التلين الكبيرين في القرية نفسها، حيث كان يعلو أحدهم نقطة مراقبة حدودية للحكومة السورية قبل سيطرة القوات الكردية عليها، ما أدى لحركة نزوح كبيرة لدى أهالي تلك القرية والقرى المجاورة لها تجاه مدينة كوباني وبعض قراها الأخرى».

وأوضح الشهود، أن المدنيين يعيشون ظروف عصيبة بعدما نزحوا من 25 قرية كردية لقربها من مواقع الإشتباكات بين التنظيم والوحدات الكردية، حيث أن تلك الأماكن التي نزح إليها المدنيون الأكراد لا تبتعد كثيراً عن نقاط الاشتباكات الخطيرة على حد تعبيرهم، ناهيك أن غالبية العائلات تنام في سياراتها في العراء دون وجود أبسط مقومات الحياة.

وذكروا ان طيران النظام السوري قصفت قرية «قزعلي» في جنوب شرق كوباني دون وقوع أضرار بشرية في صفوف التنظيم، وأدى ذلك لأضرار مادية في ممتلكات المدنيين بالإضافة إلى تفجير بيوت بعض الأكراد على يد مقاتلي التنظيم في قرية «هوالووك» التي تبعد 3 كيلومترات عن موقع القصف الجوي من قبل طيران النظام السوري، بالتزامن مع تشييع 5 مقاتلين من الوحدات الكردية في مقبرة الشهداء بمدينة كوباني، قضوا خلال الاشتباكات مع التنظيم.

إلى ذلك، يتخوف أكراد سوريا من تكرار مجازر في كوباني، قد تكون مشابهة للمجازر التي حصلت في قضاء سنجار «شنكّال» شمال غرب العراق بعد هجمات عنيفة من قبل تنظيم «داعش» على مناطقهم في شهر آب/ أغسطس الماضي، حيث دعى ناشطون أكراد سوريون عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى مساندة المدن الكردية السورية عن طريق احتجاجات مفتوحة أمام مكاتب الأمم المتحدة للمطالبة بالتدخل الفوري والعاجل لحماية مدينة كوباني قبل أن تتكرر مأساة شنكّال ثانية على حد وصفهم.

بدوره، قال الكاتب والصحافي الكردي السوري فاروق حجي مصطفى لـ«القدس العربي»: إننا «نخشى ذلك وحقيقة حصلت انتهاكات كبيرة بحق المدنيين في ريف كوباني من قبل تنظيم «داعش»، لكنها إلى الآن غير واضحة المعالم نتيجة القصف العشوائي للقرى الكردية ووجود قنّاصين أيضاً، ولهذه الأسباب لم نتمكن من توثيق الانتهاكات بشكل أكبر».

وتابع «وثّقنا عدّة انتهاكات إلى الآن وهي مقتل امرأتين من قرية زيرْك في غرب كوباني تدعى خيرو نبو، وهي عجوز كردية عمرها 90 عاماً والأخرى عربيّة موالية للأكراد من آل حمد الحسين، بالإضافة لمقتل رجل آخر مع ولده في قرية « تعلك « غرب كوباني أيضاً أثناء فرارهما من تنظيم داعش».

وتأتي هجمات التنظيم هذه بعد مقتل العشرات من مقاتليه على يد الوحدات الكردية في جنوب كوباني خلال الأسبوع الماضي.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قالت إن وحدات الحماية الشعبية YPG»»، الذراع العسكري لحزب الإتحاد الديمقراطي «PYD»، ارتكبت مجزرة بحق المدنيين في وقت سابق، في قرى «تل خليل» و«الحاجية» و»شرموخ» في ريف محافظة الحسكة، راح ضحيتها 55 شهيداً، بينهم 13 طفلاً و5 سيدات، إذ تم إبادة أسرة كاملة بعد استهداف منزلها بقذائف «الآر بي جي». وتشارك مجموعات مسلحة أخرى من القرى العربية إلى جانب «داعش» في القتال ضد الأكراد في سورية، كما هو الحال في الغويرية.

 

تركيا تفتح حدودها أمام أكراد سورية الفارين من “داعش

إسطنبول ــ باسم دباغ

فتحت الحكومة التركيّة، اليوم الجمعة، الحدود بينها وبين سورية، لتسمح لآلاف الأكراد الهاربين من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) باللجوء إلى أراضيها، على الرغم من اتهامات بممارستها التمييز العنصري ضد اللاجئين السوريين، بحسب انتمائهم القومي أو الديني.

 

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، قد أكد خلال زيارته، اليوم الجمعة، إلى أذربيجان، أنّ دخول اللاجئين الأكراد السوريين قد بدأ. وقال: “سنُدخل إخواننا الهاربين من سورية للأناضول، من دون أي تمييز عنصري قومي أو مذهبي”.

 

وتأتي هذه الإجراءات، بعد ساعات من التوتر، الذي نشأ بين سوريين أكراد هاربين من منطقة كوباني (عين العرب) وبين قوات حرس الحدود التركيّة على حدود ولاية شانلي أورفة التركية، إذ رفضت الأخيرة السماح لهم بدخول الأراضي التركية، هرباً من تنظيم “الدولة الإسلامية”، واستخدمت قوات الأمن التركيّة الغازات المسيّلة للدموع وخراطيم المياه، لتفريق حشود السوريين، الذين انتظروا على الجانب السوري، وراء الأسلاك الشائكة الفاصلة بين البلدين.

 

وبثّت القنوات التركية لقطات فيديو مباشرة، تُظهر طالبي اللجوء السوريين الأكراد، ومعظمهم من النساء والأطفال، يقطعون الحدود إلى الجانب التركي نحو قرية ديكميتاش التركيّة، تحت حراسة أمنية مشدّدة، فيما كانت تُسمع أصوات الأعيرة الناريّة والقذائف نتيجة المعارك المشتعلة في سورية على الجانب التركي.

 

وأعلن رئيس الوزراء التركي أنّ بلاده “استقبلت حتى الآن، أكثر من 4000 مواطن كردي، والعدد مرشّح للزيادة”، موضحاً أنّه “طالما أنّ تركيا قويّة، ولديها القدرة، ستساعد جميع طالبي اللجوء الذين يتوجهون إليها”.

 

وجاءت هذه الخطوة، بعد يوم واحد على إعلان أوغلو في أنقرة، أنّ تركيا ستقدّم المساعدات للسوريين الأكراد داخل سورية، مؤكداّ أنّ الحدود ستُفتح، في حال اشتداد الخطر والتهديدات على حياة المواطنين السوريين هناك.

 

وأشار إلى أنّه وجّه تعليماته إلى والي ولاية أورفا، للبدء بتقديم المساعدات اللازمة، حيث إن تركيا تتبع، ومنذ وقت، سياسة تمنع السوريين من النزوح الجماعي لأراضيها، بعد أن تجاوزت أعدادهم المليون ومائتي ألف، وفق آخر الإحصائيات.

 

يُذكر أن آلاف السوريين الأكراد، هربوا من منازلهم في منطقة كوباني (عين العرب) في محافظة حلب، نتيجة هجوم يشنّه تنظيم “داعش” منذ أيام. وتُعتبر كوباني، واحدة من ثلاثة كانتونات، كان قد أعلن عنها حزب الاتحاد الديمقراطي (جناح العمال الكردستاني في سورية)، في إطار خطته للإدارة الذاتيّة التي أعلن عنها في وقت سابق. وسيطر التنظيم، وفق ناشطين، على 21 قرية في منطقة كوباني، مستخدماً الأسلحة الثقيلة والدبابات. وأفاد ناشطون ومراقبون بارتكاب التنظيم الكثير من المجازر بحقّ الأطفال واغتصاب النساء في المناطق التي سيطر عليها.

 

استهداف المعارضة للنظام في دمشق: رسائل متبادلة

دمشق ــ أنس الكردي

شهدت منطقة جرمانا القريبة من العاصمة السورية دمشق، قبل نحو أيام حالة هلع بين أبناء المدينة البالغ عددهم نحو 400 ألف نسمة، ترافقت مع موجة نزوح كبيرة كان سببها تسلل مقاتلي المعارضة المسلحة إلى أحد أحيائها ويدعى الدخانية، وهو تجمع سكني كثيف يقع بين مناطق جرمانا ودويلعة والكباس وعين ترما، وهو منطقة أمنية ومقر أساسي لـ”قوات الدفاع الوطني”.

 

أعقب هذا المشهد استنفار أمني وعسكري وإعلامي للنظام لمحاولة تهدئة الوضع هناك، وبينما حاولت قوات المعارضة تحييد المدنيين عن الصراع قدر الإمكان، وتأمين طريق آمن لهم نحو الغوطة الشرقية، زجّت بهم قوات النظام وتمترست خلفهم، ثم أقنعتهم بأنها قادرة على طرد المسلحين من المنطقة.

 

الغريب في الأمر أن قوات النظام كانت قد سيطرت قبل أسبوعين على مدينة المليحة في ريف دمشق، وأمّنت محيط العاصمة وأحياءها عبر الهدن التي وقّعتها مع مقاتلي المعارضة بعد فرض حصار امتد سنتين، إلا أن هذا الهجوم كان متزامناً مع ما تناقلته وسائل إعلام عدة عن إعفاء الرئيس السوري، بشار الأسد، لابن خالته العميد، حافظ مخلوف، رئيس القسم 40 في الفرع الداخلي التابع للاستخبارات السورية العامة، وفعليّاً كان من المتعارف عليه أن مخلوف هو المهيمن على أمن محافظة دمشق.

 

وعلى الرغم من أن النظام كان يتوقع أن يكون لعزل مخلوف، شقيق رجل الأعمال رامي مخلوف وأحد أعمدة النظام، ردود فعل أولية قد يبديها مخلوف على خلفية عزله، وهو ما تزامن مع دخول المعارضة المسلحة إلى الدخانية عن طريق بلدة عين ترما، إلا أنه كان يثق في قدرته على صد الثوار هناك، وتمرير رسائل الى مؤيديه أنه يتمتع بمرونة كبيرة في إجراء تغييرات، ولو كانت عميقة على مستوى الأشخاص، تضاف إلى دوره في القضاء على الجماعات التي يدّعي أنها سلفية تكفيرية، بينما كانت رسالة المعارضة واضحة من خلال فك الحصار عن حي جوبر، والذي كان يتعرض لأعنف حملة عسكرية دمرت معظم أجزائه، وتشتيت النظام وضربه في معاقله والحلقة المؤيدة له.

 

كانت هذه أولى الرسائل المتبادلة غير المعلنة بين الطرفين، لتكون الرسالة الحاسمة عبر تبني “جبهة النصرة” ضرب حاجز مارينا في منطقة الزاهرة الجديدة التابع للنظام في قلب العاصمة دمشق، برفقة فصيلي “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” بعد نحو أسبوع، والذي أسفر عن مقتل العشرات من قوات النظام حسب بيانها.

 

كانت رسائل المعارضة واضحة في أن العملية حصلت على خلفية استمرار حصار النظام لمناطق جنوب دمشق، وعدم إفراج النظام عن المعتقلين، وقطع مياه الشرب عن مخيم اليرموك، لكن تبقى الرسالة الأبرز وغير المعلنة مماطلة النظام في تنفيذ هدنة القدم والعسالي، والبدء بهدنة درايا.

 

من جهة أخرى، أراد النظام من خلال تسهيل ضرب المعارضة لمناطقه في قلب دمشق، أن يوصل رسالة إلى الداخل أولاً لتخفيف نقمة مؤيديه والرد على الحملات الكثيرة التي أطلقت ضده والتي كان آخرها “وينن”، بالقول إنه يحميهم من “الجماعات الإرهابية”، وفي حال تساهله قيد أنملة فالبديل جاهز، أما الرسالة الأخرى والتي كانت موجّهة إلى الخارج، فكانت متزامنة مع زيارة المبعوث الدولي الجديد إلى سورية ستيفان دي ميستورا، والمتمثلة بأن النظام يحارب “الإرهاب: حتى داخل معاقله، سواء من قبل “داعش” أو فصائل المعارضة المتشددة، ورغبته في الاشتراك بالتحالف الدولي منطلقاً من مصالحه ومصالح الدول جميعها.

 

الائتلاف السوري مرجع التحالف الدولي لتدريب المعارضة

عمر العبد الله

الائتلاف السوري مرجع التحالف الدولي لتدريب المعارضة الائتلاف اعتبر أن القرار الأميركي متأخر

للمرة الاولى منذ اندلاع الثورة السورية، أقرت واشنطن تسليح وتدريب المعارضة السورية المعتدلة، بخمسمائة مليون دولار، بعد موافقة الكونغرس على طلب الإدارة الأميركية. وسارع الرئيس الأميركي باراك أوباما الى الإشادة بالرد السريع من الكونغرس حول الطلب، معتبراً ذلك دليلاً على وحدة الأميركيين في مواجهة تنظيم داعش. وأضاف في بيان صدر عن البيت الأبيض “كنت واضحاً عندما طالبت بضرورة السعي وراء استراتيجية شاملة ودائمة لمكافحة الإرهاب”.

 

ورحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالقرار الأميركي “المتأخر”، وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف عبد الاحد اصطيفو أن قرار إدارة أوباما “خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها غير كافية”، معتبرا أن تدريب 5000 مقاتل من الجيش الحر “غير كاف لمواجهة الأسد وداعش”، ودعا اصطيفو الى حل مشكلة الإرهاب بالكامل وليس “بالتقسيط”.

 

من جانب آخر قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، خطيب بدلة، لـ”المدن”، إن الائتلاف طالب بتسليح الجيش الحر وتدريبه وتأهيله على نحو شبه يومي، وأكد أن الائتلاف أعلن في “معظم بياناته المتعلقة بعدوان داعش على الشعب السوري والعراقي وشعب كردستان أن الحل الوحيد هو تسليح الجيش الحر لمواجهة داعش ونظام الأسد المجرم. والآن يتحقق هذا الشيء”، والائتلاف “يتعاطى بجدية مع هذا القرار”.

 

ورأى بدلة أن الولايات المتحدة “لم يكن لها مصلحة في تسليح الجيش الحر قبل الآن”، معللاً ذلك بأن الولايات المتحدة لا ترغب بإسقاط نظام الأسد “قبل الانتهاء من قضية تسليم السلاح الكيماوي”. وتوقع بدلة تأجيل موضوع تنحي الأسد الى ما بعد القضاء على تنظيم داعش، “وقتها لن تسقطه، بل تنوي أن تلزمه بحل سلمي، يعني ذهاب عائلة الأسد وبقاء النظام ضمن تسوية مع المعارضة ربما على الطريقة العراقية”.

 

وأكد بدلة أن تنسيقاً يجري بين الائتلاف الوطني والتحالف الدولي لمواجهة داعش، وأن عمليات التنسيق “تتقدم باستمرار”، وقال إن “الائتلاف سيكون المرجع الرئيسي لقوات التحالف الدولي في عملية تدريب المقاتلين”.

 

ولا تعطي الخطة، التي أقرها الكونغرس، الإدارة الأمريكية كامل الصلاحيات لتجهيز وتدريب مقاتلي المعارضة السورية، كما أن عمليات التدريب ستتم خارج الولايات المتحدة وأن السعودية هي من سيستضيف التدريبات.

 

ووفقاً للخطة، يفرض على الإدارة الأميركية أن ترفع إلى الكونغرس كل تسعين يوماً تقريراً حول تنفيذها وعدد المقاتلين الذين تمّ تأهيلهم، وتحديد المجموعات السورية التي استفادت من المساعدة واستعمال الأسلحة والتجهيزات التي سُلّمت. ولا تتضمن اعتمادات إضافية لتمويل العملية، وتنص بوضوح على أن هذا الأمر لا يشكل في أي حال من الأحوال سماحاً بنشر جنوداً أميركيين في النزاع.

وشدد الجمهوريون في مجلس النواب على تحديد مهلة انتهاء هذه الخطة بتاريخ 11 كانون الأول/ديسمبر المقبل، لدفع الإدارة الأميركية الى العودة إلى الكونغرس قبل ذلك التاريخ لتوضيح استراتيجيتها ضد تنظيم الدولة.

 

 

وكان الكونغرس الأميركي قد تبنى خطة الرئيس باراك أوباما لتدريب المعارضة السورية وتسليحها، بعدما صوت مجلس الشيوخ، الليلة الماضية، بأغلبية 78 صوتاً مقابل 22، وسبقه مجلس النواب ب 273 نائباً لصالحه القرار، مقابل 156 ضده، من أعضاء المجلس الذي يسيطر الجمهوريون على غالبية مقاعده.

 

بارزاني يدعو العالم إلى التحرك لحماية كوباني بسوريا

حث رئيس إقليم كردستان العراق المجتمع الدولي اليوم (الجمعة)، على استخدام كل الوسائل لحماية مدينة كوباني في سوريا من مقاتلي تنظيم داعش.

ويحاصر مقاتلو التنظيم كوباني التي تعرف أيضا باسم «عين العرب» بعد الاستيلاء على 21 قرية، على الأقل، تحيط بها، في هجوم كبير على المدينة التي تقطنها أغلبية كردية وتقع على الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا.

وقال الرئيس مسعود بارزاني في بيان إنه يدعو المجتمع الدولي لاستخدام كل الوسائل المتاحة وبأسرع ما يمكن لحماية كوباني.

 

وينن” حملة لمعرفة مصير السوريين المختفين  

يزن شهداوي-ريف حمص

دشنت مجموعة من الشباب السوري حملة “وينن” لإبراز قضية المختفين قسرا سواء في سجون النظام السوري أو لدى تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ويمثل الاختفاء القسري واحدة من أبرز القضايا في سوريا، إذ أصبح آلاف السوريين مجهولي المكان والمصير منذ بداية الثورة في 2011.

 

ولا يعرف على وجه الدقة إن كان هؤلاء في أقبية المخابرات السورية أو في مراكز الشرطة بالقرى الموالية التابعة للنظام، أو حتى في قبضة مسلحي الدولة الإسلامية، أو صفاهم خاطفوهم.

 

وتؤكد يارا -من مسؤولي الحملة- أنهم يريدون التذكير بالمختفين قسريا والمطالبة بالإفصاح عن مصيرهم أو أماكنهم، وأضافت أنها تدافع عن حرية الكلمة والرأي وتطلب إطلاق معتقلي السياسة والرأي فقط.

 

نشاطات

وتضيف الناشطة في حديث للجزيرة نت “بدأنا بتصميم شعار الحملة، وجمعنا أكبر عدد ممكن من صور المختفين قسريا لنشرها تباعا، وقام بعض المشاركين برسم لوحات غرافيتية لشعار الحملة في عدة مناطق منها حلب وإدلب”.

 

وأوضحت أنه تم نشر شعار الحملة في عدة دول أوروبية, كما نظمت عدة حلقات تلفزيونية تضمنت شهادات عن المختفين، وفق قولها.

 

وعن أهداف الحملة تقول يارا إن “الحملة تريد معرفة مصير آلاف المختفين في أقبية النظام السوري، وإعادتهم لذويهم”.

 

ويأمل مؤسسو الحملة أن تلامس صرختهم آذان بعض الفاعلين في الشأن السوري في المجالس والمحافل الدولية للعمل على ذلك بشكل جدي، وفق الناشطة.

 

وعن بعض العقبات التي واجهت فريق الحملة يقول الناشط الحقوقي سامر إن بعض العائلات رفضت التصريح عن اختفاء أبنائها ظنا منهم أنهم يحمونهم، “وهذا ما يجعل قضيتهم صامتة”.

 

وأضاف للجزيرة نت “صمت العائلات عن المطالبة بأبنائهم سيؤدي لتغييب قضيتهم، ولقد وعينا الأهالي بأهمية المطالبة بهم، غير أن البعض أصر على الصمت آملا في خروجه أو معرفة مصيره”.

 

تأييد شعبي

وتبدي الحملة سخطا كبيرا على القيادات السورية في دمشق، فيما لاقت صدى شعبيا كبيرا.

 

وكان مؤيدو النظام السوري قد دشنوا حملة مشابهة وبذات التسمية عقب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مطار الطبقة العسكري واختفاء أكثر من 250 من جنود النظام، وطالبوا بمعرفة مصير أولئك الجنود.

 

وتؤكد هند -من منظمي الحملة المعارضة للنظام- أن حملة المؤيدين جاءت بعد أيام من الحملة الخاصة بالمعارضين السوريين.

 

وأضاف للجزيرة نت أنه لا يوجد أي رابط بين الحملتين، “فحملة المعارضين تبحث عن المغيبين في سجون النظام بسبب الثورة عليه، فيما تبحث الحملة الأخرى عن جنود النظام”.

 

المعارضة المسلحة باغتت النظام بدمشق  

سلافة جبور-دمشق

باغتت فصائل المعارضة السورية قوات النظام فجر الاثنين الماضي بهجوم على حواجز تابعة له في مناطق متاخمة للمحيط الجنوبي المحاصر للعاصمة دمشق، مما أدى لوقوع اشتباكات سقط على إثرها قتلى وجرحى من الطرفين.

 

وعقب الاشتباكات التي استمرت ساعتين انتشرت قوات النظام بشكل كبير في المنطقة، وبدأت حملات دهم واعتقالات وتفتيش.

 

وفي جنوب دمشق يعتبر حيا الزاهرة القديمة والميدان -القريبان من مخيم اليرموك المحاصر- آمنين تماما وتسيطر عليهما قوات النظام السوري بشكل كامل.

 

ولم يشهد الحيان أي حوادث تذكر منذ معركة يوليو/تموز 2012 والتي استمرت عدة أيام بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام السوري، وانتهت بانسحاب الجيش الحر وسيطرة النظام على المنطقة بشكل كامل لينشر فيها العديد من الحواجز والنقاط العسكرية.

 

لكن حالة الأمان ببعض الأحياء الدمشقية أبت أن تدوم، فقد قررت مجموعة من مقاتلي لواء شهداء الجولان وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام العاملين في جنوب دمشق “توجيه ضربة قاسية للنظام وتهديد اللجان الشعبية في أحياء الزاهرة والتضامن ودف الشوك”، وفق أبو بهاء الجولاني الناطق باسم لواء شهداء الجولان.

 

تخطيط مسبق

الجولاني قال للجزيرة نت إن جبهة النصرة “خططت للعملية منذ قرابة الشهر بهدف السيطرة على حي الميدان الدمشقي، وتم التنفيذ فجر يوم الاثنين كما كان مخططا”.

 

وأضاف أن “الهجوم المفاجئ على حاجز مارينا بالزاهرة قتل نحو 18 عنصرا من الدفاع الوطني كانوا متواجدين فيه بينهم ضابط، وذلك بالتزامن مع الهجوم على حواجز بجانب تربة الحقلة في الميدان وقتل عدد من الشبيحة ذبحا بالسكاكين”.

 

وقتل 12 مقاتلا من لواء شهداء الجولان وستة من مقاتلي حركة أحرار الشام واثنان من جبهة النصرة في هذه العملية، كما أصيب عدد من المقاتلين جراء استخدام قوات النظام غاز الكلور في النفق الذي انسحبوا منه عائدين إلى مواقعهم، وفق الجولاني.

 

ويرى الناطق الإعلامي أن العملية “لم تحقق الهدف المرجو بشكل كامل”، لكنه أكد أنها أثبتت “هشاشة وضعف الطوق الأمني الذي يفرضه النظام على العاصمة دمشق”.

 

وأشار إلى أن المقاتلين “تمكنوا من إيصال رسالتهم برفض الهدنة في جنوب دمشق والإصرار على الجهاد ومقاتلة النظام رغم الحصار، رغم أنهم لا يملكون سوى الأسلحة الخفيفة”.

 

ولفت الجولاني إلى أن “أهالي تلك المناطق وخاصة حي الميدان، كانوا ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر ويسعون دائماً للتنسيق مع المقاتلين لدخول الحي”. مضيفا أن الأمر “لم يكن سهلا بسبب الحصار المطبق الذي يفرضه النظام على أحياء جنوب دمشق والذي استشهد بسببه مئات”.

 

ولا يتفق سكان الأحياء كلهم مع هذا الرأي، إذ لم يكن السكان يرغبون في الانتشار الأمني الكبير الذي أعقب العملية، واعتقال كثير من الشباب دون مبرر، جراء العملية المفاجئة التي وقعت في مناطق مليئة بالمدنيين والنازحين، بحسب نشطاء.

 

حواجز واعتقالات

ويقول الناشط أبو طارق الدمشقي إن النظام “وضع عددا من الحواجز الجديدة عقب انتهاء الاشتباك”. مؤكدا أن هذه الحواجز تجري تفتيشا دقيقا ومنها ما يستخدم الحاسوب للتفتيش على هويات المارة، وقد تم تسجيل أكثر من حالة اعتقال على تلك الحواجز، على حد قوله.

 

ويضيف أبو طارق للجزيرة نت “تم تنفيذ ثلاث حملات مداهمة حتى الآن واعتقل العديد من الأشخاص بسببها، كما بدأ النظام بتسيير دوريات ليلية في الشوارع تحسبا لأي هجوم مماثل”.

 

وتساءل عن مدى أهمية عملية كهذه، خاصة وأنها لم تحرز أية أهداف ملموسة، بل أدت لاعتقال العديد من الشباب؟

 

موجة نزوح بعد تقدم تنظيم الدولة بشمال سوريا  

واصل مئات السوريين الأكراد من مناطق قرى “عين العرب” (كوباني) شمال شرق حلب لليوم الثاني نزوحهم إلى الشريط الحدودي مع تركيا التي فتحت حدودها بعد منعهم من دخولها في بادئ الأمر، وذلك مع توسيع تنظيم الدولة الإسلامية نطاق سيطرته على 24 قرية يقطنها أكراد سوريون.

 

وتجمع عدد كبير من الموطنين أغلبهم من الأكراد على الشريط الحدودي بانتظار موافقة السلطات التركية على عبورهم، في وقت تجمع فيه عدد من أهالي قرية “سوروج” التركية على الشريط، لتقديم المساعدات للسوريين.

 

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن شبكات التلفزيون التركية أن أنقرة فتحت حدودها أمام المئات من الأكراد السوريين الذين تجمعوا عند المناطق الحدودية منذ الخميس.

 

وكانت قوات الأمن التركية قد استخدمت في الصباح الغاز المدمع وخراطيم المياه على الأراضي التركية لتفريق مائة متظاهر كانوا يحتجون على رفض سلطات أنقرة في بادئ الأمر استقبال النازحين.

 

واتخذت قوات الأمن التركية إجراءات أمنية على الشريط الحدودي، فيما تفيد الأنباء بأن نحو 7000 سوري نزحوا عن مناطقهم جراء المواجهات بين قوات الاتحاد الديمقراطي الكردي من جهة وقوات تنظيم الدولة من جهة أخرى.

 

وكان تنظيم الدولة قد سيطر اليوم الجمعة على ثلاث قرى كردية أخرى في شمال سوريا في منطقة عين العرب، ليرتفع إلى 24 عدد القرى التي سيطر عليها خلال 48 ساعة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

يشار إلى أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو قال إن حكام المحافظات الحدودية تلقوا توجيهات بتقديم مساعدات إلى اللاجئين، ولكن على الجانب السوري من الحدود.

 

من ناحية أخرى، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية “بمد يد العون، واتخاذ تدابير عاجلة تحول دون تفاقم وضع النازحين”، داعيا “الجانب التركي إلى فتح الحدود، وتسهيل دخول جميع الهاربين من بطش تنظيم الدولة”.

 

وأوضح الائتلاف في بيان صدر عنه مساء أمس أن “التقارير تفيد بأن هناك أكثر من 7000 مدني عالقون على الحدود السورية التركية منذ صباح الخميس، أغلبهم من الأطفال والنساء، وسط ظروف إنسانية قاسية.

 

وكان الائتلاف قد حذر أمس أيضا من مخاطر وقوع مجازر محتملة بحق المدنيين، من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد سيطرته على القرى السورية في الشمال.

 

تركيا تفتح حدودها للأكراد السوريين الفارين من “داعش

أنقرة – فرانس برس

فتحت تركيا، اليوم الجمعة، حدودها أمام مئات الأكراد السوريين، الذين يفرون أمام تقدم تنظيم “داعش” في شمال شرق سوريا، حسب ما أفادت به شبكات التلفزيون التركية.

 

وتجمع مئات النازحين منذ الخميس على الحدود مع تركيا، التي رفضت في مرحلة أولى استقبالهم، مفضلةً تقديم المساعدة لهم على الأراضي السورية.

 

وعرضت شبكة “سي. إن. إن” تركيا مشاهد ظهر فيها مئات الأشخاص، معظمهم من النساء والمسنين والأطفال، يدخلون إلى تركيا أمام أنظار قوات الأمن وعدسات التلفزيون.

 

وكانت علامات الإعياء الشديد تظهر على النازحين الذين يحملون أغراضاً قليلة، وغابت امرأة عن الوعي لدى دخولها الأراضي التركية قبل أن تهرع الفرق الطبية التي أرسلت إلى الموقع لمساعدتها. وذكرت وسائل الإعلام أن ضجيج الأسلحة النارية والانفجارات كانت تسمع من قرية ديك ميداس التركية.

 

وكان الجنود الأتراك والأكراد الأتراك، الذين لديهم أقرباء بين النازحين، يساعدون اللاجئين على عبور الحدود ويقدمون لهم الماء والطعام.

 

واستخدمت قوات الأمن التركية في الصباح الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على الأراضي التركية لتفريق 100 متظاهر كانوا يحتجون على رفض سلطات أنقرة في بادئ الأمر استقبال النازحين.

 

ورفضت تركيا لأكثر من 24 ساعة استقبال النازحين الذين تخطت أعدادهم في بعض الأحيان ثلاثة آلاف، بحسب الصحف التركية، وقد احتشدوا على طول الأسلاك الشائكة التي تفصل بين البلدين على مقربة من بلدة ديكميتاس التركية.

 

وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، في تصريح صحافي على هامش زيارة رسمية الى اذربيجان: “لقد فتحنا حدودنا. وسنقدم بالتأكيد مساعدة الى هؤلاء الناس”. وأضاف: “سنساعد جميع المهجرين بكل الوسائل المتاحة لنا، لكن هدفنا الأساسي هو مساعدتهم ضمن الحدود السورية إذا أمكن”.

 

ومن جهته، قال نائب رئيس الوزراء، نعمان كورتولموش، إن داعش اقترب 7 أو 8 كيلومترات من الحدود التركية ويهدد حوالى 4000 شخص يقيمون في القطاع، مشيرا الى خطر نزوح 100 ألف شخص إذا سقطت مدينة عين العرب “كوباني” بأيدي “داعش”. وأكد كورتولموش أيضا استعداد تركيا للدفاع عن نفسها إذا هددها “داعش” بصورة مباشرة، مضيفاً أن “كل التدابير قد اتخذت”.

 

وسيطر تنظيم “داعش” أمس الخميس على أكثر من 20 قرية كردية في شمال سوريا في محيط مدينة عين العرب (كوباني) التي حاصرها ما حمل النازحين على الفرار من المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

الكونغرس يجيز خطة أوباما لتدريب وتسليح معارضة سوريا

واشنطن – رويترز، فرانس برس

تبنى الكونغرس الأميركي خطة الدعم التي قدمها الرئيس باراك أوباما التي تسمح لإدارته بتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة لمواجهة تنظيم “داعش”، الذي يتمدد في شمال سوريا.

 

وتبنى مجلس الشيوخ، مساء الخميس، بأغلبية 78 صوتاً مقابل 22 في هذا التصويت الشق الأول من الاستراتيجية المناهضة للجهاديين التي قدمها أوباما الأسبوع الماضي.

 

وقد أشاد الرئيس الأميركي بالرد “السريع” للكونغرس.

 

وقال أوباما إن التأييد القوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة يظهر أن الأميركيين متحدون في المعركة ضد تنظيم “داعش”.

 

وأضاف: “أكثر من 40 دولة – من بينها دول عربية – تعرض الآن المساعدة في إطار هذا الائتلاف”.

 

كما أشاد الرئيس الأميركي بقرار فرنسا القيام بضربات جوية في العراق ضد تنظيم “داعش”، مشيراً إلى الدور الذي يلعبه هذا “الشريك الصلب”.

 

وقال أوباما إن “فرنسا التي هي أحد حلفائنا القديمين والمقربين، هي شريك صلب في الجهود التي نبذلها ضد الإرهاب”.

 

يذكر أن الخطة التي أقرها مجلس النواب الأربعاء لا تعطي الحكومة كامل الصلاحيات لتجهيز وتدريب مقاتلي المعارضة السورية.

 

وهو يفرض على الإدارة أن ترفع إلى الكونغرس كل 90 يوماً تقريراً حول تنفيذ الخطة وعدد المقاتلين الذين تم تأهيلهم وتحديد المجموعات السورية التي استفادت من المساعدة واستعمال الأسلحة والتهجيزات التي سلمت.

 

ولا يتضمن اعتمادات إضافية لتمويل العملية، وهو ينص بوضوح على أن هذا الأمر لا يشكل في أي حال من الأحوال سماحاً لنشر جنود أميركيين في النزاع.

 

وشدد الجمهوريون في مجلس النواب على تحديد مهلة انتهاء هذه الخطة بـ11 ديسمبر لحمل الإدارة الأميركية للعودة إلى الكونغرس قبل ذلك التاريخ لتوضيح استراتيجيتها ضد تنظيم “داعش”.

 

منظمة الصحة توضح ملابسات وفاة أطفال “التطعيم” بإدلب

جنيف – رويترز

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إنه يبدو أن باسطا للعضلات استخدم على سبيل الخطأ بدلا من سائل تحليل مسحوق لقاح الحصبة مما أفضى إلى وفاة 15 طفلا في سوريا هذا الأسبوع، ووصفت الأمر بأنه “أكبر مأساة من نوعها تعيها الذاكرة”.

 

ولم تستبعد المنظمة عنصر الفعل المتعمد، لذا قررت تعليق حملة التطعيم إلى حين استكمال التحقيق.

 

وكان عاملو إغاثة قد أعلنوا يوم الأربعاء الماضي أن 15 طفلا توفوا بعد تطعيمهم ضد الحصبة في إدلب، في مأساة من المرجح أن تقوض الثقة في الخدمات الصحية بالمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

 

وأوضح كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة، أن الشركة المصنعة للقاح، دون أن يسمها، أرسلت اللقاح في صورة مسحوق ومعه سائل التحليل إلى منشأة في سوريا حيث تم تخزينه ثم إرساله إلى محافظتي دير الزور وإدلب، في إطار حملة بدأت يوم الاثنين لتطعيم عشرات الآلاف من الأطفال.

 

وأضاف، في مؤتمر صحفي في جنيف: “في المنشأة، ومن خلال ما نعرفه حتى الآن، تم فيما يبدو حفظ سائل التحليل.. مع باسط للعضلات في نفس المبرد (الثلاجة). وباسط العضلات هو أتراكيوريوم. وتم مزجه في بعض الحالات مع مسحوق اللقاح بدلا من مادة التحليل”.

 

وأوضح أن جرعة باسط العضلات، الذي يستخدم كمخدر في العمليات الجراحية، تؤخذ وفقا لوزن الإنسان ولهذا كان كل الأطفال المتوفين دون سن الثانية، أما الأطفال الأكبر سنا فبقوا على قيد الحياة بعد أن تعرضوا لقيء وإسهال وحساسية بالغة.

 

واعتبر ليندماير أنه يبدو من الواضح جدا أن الخطأ ليس خطأ الشركة المصنعة وإنما خطأ أفراد تعاملوا مع اللقاح. وأكد أنه لم يعرف بعد إن كان ما حدث وقع على سبيل الخطأ أم أنه فعل متعمد.

 

وكشف أنه لم يتم بعد تحديد من كان المسؤول عن المبرد وأن التحقيقات مستمرة.

 

وفي سياق آخر، شرح ليندماير أن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ساندتا الحملة لكنهما لم تشاركا فيها بشكل مباشر بسبب انعدام الأمن والوضع “المشحون سياسيا” في المنطقة. وذكر أن أكثر من 50 ألف طفل تلقوا التطعيم في المحافظتين قبل تعليق الحملة.

 

قصف مكثف على بلدات في ريف دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شنت الطيران الحربي،الجمعة، عدة غارات وهجمات صاروخية على عين ترما وزملكا وحي جوبر في دمشق وريفها، فيما ارتفع عدد قتلى القصف على مدينة الباب بريف حلب الشمالي، بحسب مصادر المعارضة السورية.

 

وقال ناشطون إن عين ترما بريف دمشق شهدت 7 غارات بصواريخ فراغية استهدفت مناطق متفرقة، بينما تعرضت زملكا لثلاث غارات من جهة المتحلق الجنوبي، فيما قصف الحي الشمالي لمدينة داريا بأربعة براميل متفجرة، في حين تعرض حي جوبر لخمس غارات بصواريخ فراغية استهدفت منازل المدنيين.

 

وشهدت أطراف حي الدخانية الواقع شرقي العاصمة السورية اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية، وفقاً لما ذكره نشطاء المعارضة، بينما سقطت عدة قذائف هاون على أحياء العدوي والروضة والمزة في دمشق.

 

وفي حلب، ارتفع عدد القتلى جراء قصف بالبراميل المتفجرة على إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي تنظيم الدولة، في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، إلى 31 قتيلا.

 

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب إصابة العشرات بجروح، موضحاً أن حالة بعضهم حرجة.

 

كما ذكر المرصد أن اشتباكات دارت قرب سجن حلب المركزي بين قوات من المعارضة، بينها مقاتلين من جبهة النصرة، وبين الجيش السوري مدعوماً بعناصر من حزب الله اللبناني، من جهة أخرى.

 

والجمعة، سقط قتلى وجرحى في قصف بالبراميل المتفجرة على حيي الصالحين والمعادي في حلب.

 

وفي ريف حماة، أعلن مسلحو المعارضة سيطرتهم الكاملة على قرية وحاجز الزلاقيات بالكامل، وذلك بعد ساعات على سيطرة القوات الحكومية عليها.

 

وفي الأثناء، قصفت الطائرات الحكومية مدينتي اللطامنة وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي.

 

وعلى صعيد آخر، فتحت تركيا الجمعة حدودها أمام مئات الأكراد السوريين الذين يفرون أمام تقدم تنظيم الدولة في شمال شرقي سوريا، على ما أفادت شبكات التلفزيون التركية.

 

وتجمع مئات النازحين منذ الخميس على الحدود مع تركيا، التي رفضت في مرحلة أولى استقبالهم مفضلة تقديم المساعدة لهم على الاراضي السورية.

 

وفي وقت لاحق، دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني المجتمع الدولي “لاستخدام كل الوسائل” لحماية مدينة عين العرب السورية من هجوم مسلحي تنظيم الدولة.

 

الدولة” بالرقة.. تفاصيل مؤلمة ومآس دامية

شادي شلالا- تل أبيض – سكاي نيوز عربية

على بعد دقائق من البوابة التي تقسم مدينة تل أبيض إلى قسمين سوري وتركي، حيث يطلق عليها اسم “أقجة قلعة” من الجهة التركية، عشرات العائلات تجلس في حلقات تستظل أشجار الرصيف التي توحي فقط أنها تحمي من حرارة الشمس.

 

مجموعات صغيرة، غالبيتهم أطفال ونساء، لا يحملون حقائب، ما عدا الأكياس الصغيرة التي يبدو أن فيها ثياب أطفال، ينتظرون أن تفتح أمامهم “أبواب” مخيم تل أبيض، الذي يؤوي حوالي 30 ألف نازح منذ 26 شهراً.

 

المشهد مألوف منذ بداية الحرب في سوريا، لكن الجديد أن هؤلاء جاؤوا منذ أيام من مدينة الرقة هرباً من الموت الآتي على متن طائرات أميركية أو أوروبية أو الله أعلم..

 

يقول الشاب الثلاثيني، الذي دخل إلى تركيا عن طريق التهريب، إن غالبية هؤلاء جاؤوا مع مهربين، فالحدود رسمياً مغلقة في اتجاه تركيا ومفتوحة 3 أيام الأسبوع رسمياً أمام من يرغب العودة إلى الرقة.. إلى أحضان “الدولة الإسلامية” أو “الدولة” أو “داعش” أو سمها ما شئت.

 

في الرقة، ينتظر مقاتلو الدولة ضربة أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأعلن عن أهدافها الطويلة الأمد وكاد أن يحدد بنك الأهداف الذي ستضربه طائرات، بطيار ومن دون طيار، لكنه لم يفعل ذلك بعد.

 

في الأثناء، قام التنظيم بعملية مزدوجة، على المستوى التنظيمي: أولاً إعادة هيكلة للشؤون المالية والعسكرية لإحصاء السلاح والمال في كل من الرقة والموصل تضمنت الضرائب وما يعتبره “أموال زكاة”، وعائدات البترول الواقعة تحت سيطرته وأموال الفدية؛ وثانياً، سلسلة من الإجراءات الأمنية بدأت بنقل مواقع تخزين السلاح وتوزيع أكبر عدد ممكن من العناصر في بيوت داخل المدينة.

 

يقول أحمد من الرقة: “يملك أخي شقة ومتجراً وقد هرب مع عائلته إلى تركيا وهو يعود أسبوعياً، لكن عناصر من ’قضاة الحسبة‘ جاؤوا وصادروا المنزل وأسكنوا فيه عدداً من المقاتلين يخرجون صباحاً ويغلقون الباب خلفهم بسرعة كي لا نعرف عددهم ربما، وقد فعلوا الشيء ذاته في جميع أو غالبية المنازل المهجورة أو غير المأهولة في المدينة”.

 

أما مضادات الطائرات والسلاح الثقيل من دبابات ومدفعية فيتم تغيير مواقعها بشكل يومي وحتى أكثر من مرة في اليوم، وتشمل الإجراءات أيضاً نقل سجناء في خلال ساعات الليل، وتغيير مواقع النقاط الإعلامية التي توزع فيها إصدارات الدولة وأناشيد وقرآن وإن كان عدد العناصر في تلك النقاط لا يتعدى 4 أشخاص عادة.

 

يجزم أحمد أن لا صحة لما قيل عن هروب عناصر الدولة، وإنما “ذابوا” في المدينة فقط، وقللوا من خروجهم بشكل علني، خصوصاً القيادات و”الأمراء” لكنهم هنا ما زالوا في كل مكان.

 

حاضنة شعبية؟

 

لاقى تنظيم الدولة مبايعة شيوخ العشائر في الرقة في أكتوبر الماضي، لكن الشيوخ كانوا بايعوا الرئيس السوري قبل سنوات، تحديداً في أغسطس 2010، أثناء صلاة العيد واتهموا بالتملق وجاءت البيعة الجديدة وسط تململ شعبي.

 

عمل الشيوخ ضمن مبدأ “العين لا تقاوم المخرز”، خصوصاً أن انسحاب الجيش الحر وأحرار الشام من المدينة بشكل مفاجئ انعكس سلباً على المسلحين من العشائر الذين اضطروا إلى تسليم أسلحتهم وطلب الأمان من التنظيم الجديد حينها.

 

كان سكوت أهل الرقة على تشدد التنظيم في تطبيقه الشريعة على طريقته، وما يزال، تسليماً بالتفوق العسكري الجديد الذي ترافق مع مشاهد تعليق رؤوس مقطوعة لجنود عند “دوّار النعيم”، الذي تغير اسمه إلى “دوّار الموت” أو “دوّار الجحيم” وكانت هذه المشاهد كافية لفرض الطاعة والتزام أهالي الرقة بما يأمر به الوالي “أبو لقمان”.

 

“كنا عايشين”.. قالت أم ابراهيم، “بالقهر صحيح وبالظلم تحت حكم النظام، ولكن اليوم نموت ألف ميتة كل يوم وأولادنا تهجروا ونحن نزحنا وتركنا أرزاقنا وبيوتنا”.

 

وتضيف: “وهذه ’البنية‘ (10 سنوات) لا تزال طفلة يفرضون عليها النقاب، وأصبحنا نخاف على بناتنا من أمير يريد الزواج منهن مثلاً ولا يمكن رفض طلبه، هربنا مع بناتنا وبقي 3 من أولادي في البيت لحمايته لكنهم سيهربون قريباً عبر الحدود من كلس أو حتى من هنا من تل أبيض”.

 

أم ابراهيم موظفة تم فصلها من عملها بسبب تقرير كتبه بحقها “فاعل خير”، كما تقول، اتهمها بدعم الثورة فخسرت حقوقها ووظيفتها بعد 30 سنة من العمل، واليوم خسرت منزلها وتشتت عائلتها وكادت أن تخسر بناتها الثلاث لأن “الأمير” أراد الزواج بهن.

 

“مخنوقين ودمنا يغلي منهم”.. هذا باختصار ما قالته أم ابراهيم.

 

من الرقة إلى الموصل

 

عمار يعمل اليوم في محل لبيع العطور في أورفة بتركيا منذ أقل من شهر، قرر ترك منزله في الرقة لكنه أراد أن يغادر قبل ذلك منذ أشهر بعد أن انسحب الجيش الحر وتراجع أمام تنظيم الدولة في الرقة.

 

كان عمار يقاتل تحت مظلة “لواء إسلامي متشدد”، فضل عدم تسميته غير أنه لم يترك الرقة، لم يفعل “كي لا يكسر خاطر” والدته التي أوصته أن يأتيها بخبر عن أخيه الذي أوقف قبل 9 أشهر.

 

منذ توقيف شقيقه، لم يترك عمار “أميراً” ولا “شرعياً”، كما يسمى “قضاة” تنظيم الدولة، ولا شيخ عشيرة ولا مقاتل يمنياً أو شيشانياً أو تونسياً إلا وسأله عن مصير أخيه؛ لا جواب.. 9 أشهر وهو يذهب يومياً إلى مبنى المحافظة وسجن إدارة المركبات ومقر الحسبة وسجن منطقة الرقة الشرقية من دون نتيجة. الأيام الوحيدة التي لم يسأل فيها عن شقيقه كانت خوفاً من تهديدات تلقاها باحتمال توقيفه في حال واصل إصراره اليومي.

 

التقى عمار في سوق الرقة مقاتلاً في صفوف التنظيم ضمن دورية الحسبة نصحه الذهاب إلى الموصل للسؤال عن شقيقه والطريق من الرقة إلى الموصل 400 كيلومتر ضمن أراضي “الدولة الإسلامية” وتحت سيطرة مسلحيها.. فلم يتردد.

 

استقل سيارة أجرة ومن حاجز إلى آخر وصل مبنى المحافظة في الموصل وطلب مقابلة “الشرعي” توسله وسأله وسحب صورة له ولأخيه من جيبه ومدها إليه وبكى للمرة الأولى منذ 9 أشهر، وكان رد “الشرعي”، الملثم بسؤال عمار عن فروض الإسلام وعدد الركعات ومعلوماته عن القرآن فأجاب عمار بما يعرف عن دينه وبما يكفي لإقناع “الشرعي” الذي أجابه: أخاك مرتد صدر الحكم بإعدامه وتم تنفيذ الحكم.

 

بكى عمار، ثم تجالد، وطلب رؤية الجثة رافقه شاب عراقي دله إلى المكان.. طلب عمار معولاً.. أي شيء لنبش القبر. أعطي قطعة خشبية نبش فيها التراب رأى الجثة تأكد أنها لأخيه من علامة في ظهره.. الجثة بالكاد منتفخة حملها ولفها بما تيسر من أغطية وعاد بها إلى والدته في الرقة.

 

لم تنته قصته هنا، في الرقة منعته “جماعة الحسبة” كما أسماهم، من دفن أخيه في جبانة الحي بما أنه “مرتد”، فحمله مجدداً وذهب إلى بيت عمه المهجور حفر قبراً ودفن الجثة ومعها دفن طريق العودة إلى بيت والده في الرقة.

 

يقف أهالي الرقة أمام خيارين إما البقاء وتحمل قصف الطائرات السورية وربما قريباً الأميركية والتعايش الصعب مع ضيوفهم الذين احتلوا بيوتهم ومدينتهم، وإما النزوح إلى تركيا وتحمل أعباء تبدأ بالتشرد والنوم في العراء ولا تنتهي بتفاقم العنصرية ضدهم، وبالتالي جميع الخيارات أحلاها مر.

 

تركيا تفتح حدودها للسوريين الهاربين من حصار “داعش” لقرى الأكراد

(CNN)– فتحت تركيا حدودها للاجئين السوريين الفارين من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في شمال البلاد بحسب ما أعلنت الجمعة، وكالة أنباء الأناضول شبه الرسمية.

 

وجاءت هذه التطورات بعد سيطرة “داعش” على أجزاء جديدة، في العراق وسوريا، ومحاصرتها الخميس لـ 16 قرية تقطنها غالبية كردية قرب الحدود مع تركيا.

 

وتشن الولايات المتحدة غارات على مواقع للتنظيم في شمال العراق، لدعم القوات الكردية “البيشمرغة” التي تتولى مواجهة “داعش” على الأرض إلى جانب القوات العراقية.

 

ودخلت فرنسا في التحالف الدولي الذي بعد مؤتمر باريس لمكافحة الإرهاب، وبدأت الجمعة أولى غاراتها داخل العراق باستخدام طائرات مقاتلة من طراز رافاييل، لكن باريس أحجمت عن المشاركة في أي غارات على مواقع التنظيم في سوريا.

 

ولم تشن الولايات المتحدة أيضاً وأي من الدول الأربعين التي أعلن الرئيس أوباما أنها عرضت المساعدة في هذه الحرب، أي غارات داخل سوريا.

 

وأقر الكونغرس استراتيجية أوباما لمحاربة “داعش” والتي تتضمن تدريب قوات المعارضة السورية، وقال أوباما بأن خطته حافظة على “المبدأ الرئيسي” بعدم إرسال جنود على الأرض، وأوضح بأن العسكريين الموجودين في العراق لا يشتركون في القتال المباشر على الأرض.

 

وتأتي هذه التطورات بعد أن نشر “داعش” تسجيل فيديو لرهينة بريطاني، يعمل صحفيا، يتحدث منتقدا الحكومة الأمريكية والبريطانية.

 

الأكراد السوريون يفرون من الدولة الإسلامية إلى الحدود التركية

ديكميتاس (تركيا) (رويترز) – بدأ آلاف من الأكراد السوريين عبور الحدود إلى تركيا يوم الجمعة هربا من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يتقدمون إلى قراهم مما دفع الزعماء الأكراد إلى التحذير من مذبحة.

 

وسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على قرى في شمال سوريا في اليومين الماضيين ويحاصرون بلدة عين العرب التي تسكنها أغلبية كردية على الحدود التركية. وتعرف البلدة باسم كوباني باللغة الكردية.

 

ويأتي تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية بينما تضع الولايات المتحدة خططا لتحرك عسكري في سوريا ضد الجماعة المتطرفة التي احتلت مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق وتسعى لإقامة خلافة إسلامية في قلب الشرق الأوسط.

 

وتستضيف تركيا بالفعل أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري وتخشى أن يتمكن مئات الألوف الآخرين الذين ينتظرون في الجبال على الجانب السوري من الحدود التي يصل طولها الى 900 كيلومتر من العبور مع تصاعد القتال.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرصد مجريات الحرب الأهلية السورية يوم الجمعة إن مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا على ثلاث قرى أخرى قرب كوباني ليرتفع عدد القرى التي سيطروا عليها إلى 24 قرية.

 

ودفع الهجوم على كوباني أحد الاحزاب المقاتلة الكردية إلى دعوة الشبان في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية للانضمام إلى القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية. كما جاء بعد أيام من تصريحات للجيش الأمريكي قال فيها إن الأمر يتطلب مساعدة من جانب الأكراد السوريين في مواجهة المقاتلين الإسلاميين.

 

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه أصدر أمرا للسماح بدخول اللاجئين السوريين بعد تلقيه معلومات عن وصول أربعة آلاف سوري يطلبون اللجوء إلى تركيا. وكان داود أوغلو قال من قبل إن الأولوية هي لتقديم المساعدة إلى اللاجئين ولكن على الجانب السوري من الحدود.

 

وقال للصحفيين أثناء زيارة لأذربيجان “عندما يصل إخواننا من سوريا ومن أماكن أخرى إلى حدودنا هربا من الموت… فإننا نستقبلهم دون تمييز على أساس الدين أو الطائفة وسنستمر في استقبالهم.”

 

وقال مسؤولون أتراك إن تركيا تحاول إقناع الولايات المتحدة بضرورة إقامة “منطقة عازلة” داخل سوريا لتكون ملاذا آمنا على الحدود من المرجح أن تتطلب منطقة لحظر الطيران تحرسها طائرات أجنبية يمكن تقديم المساعدات فيها للمدنيين النازحين.

 

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز “إقامة المنطقة العازلة على قدر كبير من الأهمية لكل من تركيا وللسوريين الذين أجبروا على النزوح” في إشارة إلى فكرة طرحها هذا الأسبوع الرئيس رجب طيب اردوغان.

 

وأضاف أن الاتصالات مع الولايات المتحدة مستمرة.

 

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي إنه لن يتردد في توجيه ضربات إلى الدولة الإسلامية التي استخدمت سوريا قاعدة لتنفيذ مخططها لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقا لرؤيتها.

 

وتوجه الولايات المتحدة ضربات جوية للدولة الإسلامية في العراق. كما أجاز أوباما الشهر الماضي القيام بطلعات استطلاع فوق سوريا.

 

وشكل جنود أتراك مسلحون بالبنادق حاجزا على طول الحدود للحفاظ على الأمن لكنهم سمحوا لسكان قرية ديكميتاس التركية التي تبعد 20 كيلومترا عن بلدة كوباني بإلقاء زجاجات مياه وأكياس خبز عبر الحدود إلى حشد من الأكراد السوريين.

 

وبدأ الجنود في وقت لاحق في توجيه مئات من اللاجئين معظمهم من النساء والأطفال حاملين أمتعتهم للعبور إلى تركيا.

 

وكان بالإمكان سماع دوي المدافع الرشاشة والقصف على بعد بضعة كيلومترات ونقلت امرأة إلى المستشفى بعد أن عبرت الحدود لاصابتها في انفجار لغم.

 

واستخدمت قوات الأمن التركية قنابل الغاز ومدافع المياه لتفريق مجموعة تضم حوالي 100 شخص عندما حاولوا العبور إلى سوريا يوم الجمعة في احتجاج فيما يبدو على تشديد الأمن على الحدود.

 

وأبقت تركيا حدودها مع سوريا مفتوحة خلال الحرب الأهلية السورية للسماح للاجئين بالخروج وبدخول المساعدات الإنسانية لكنها عززت الأمن في الأشهر القليلة الماضية وسط انتقادات بأن تلك السياسة هي التي سمحت للإسلاميين الأجانب بالدخول وزادت أعداد مقاتلي الدولة الإسلامية.

 

وانخفض عدد الأكراد المتجمعين عند الحدود تدريجيا من حوالي ثلاثة آلاف الليلة الماضية غير أن المزيد بدأوا يتوافدون سيرا على الأقدام يوم الجمعة.

 

وقال خليل وهو أربعيني يقف على الجانب التركي من الحدود “كان الطقس باردا خلال الليل لهذا عاد معظمهم إلى قراهم. وبدأوا يتوافدون إلى الحدود مجددا هذا الصباح.”

 

وزادت الدول الغربية اتصالاتها مع الحزب الديمقراطي الكردي السوري منذ أن استولت الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من العراق في يونيو حزيران الماضي.

 

وتقول وحدات حماية الشعب -وهي المجموعة المسلحة الكردية الرئيسية في سوريا- إنها تضم 50 ألف مقاتل وبالتالي يجب أن تكون حليفا طبيعيا في التحالف الذي تسعى الولايات المتحدة لحشده لقتال الدولة الاسلامية.

 

لكن علاقة السوريين الاكراد مع الغرب معقدة بسبب علاقتهم بحزب العمال الكردستاني المصنف كجماعة إرهابية في عدد من الدول الغربية جراء حملته العسكرية في تركيا للمطالبة بحقوق الأكراد.

 

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

منظمة الصحة: خطأ بشري ربما تسبب في موت أطفال بسوريا خلال حملة تطعيم

من ستيفاني نيبيهاي

جنيف (رويترز) – قالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إنه يبدو أن باسطا للعضلات استخدم على سبيل الخطأ بدلا من سائل تحليل مسحوق لقاح الحصبة مما أفضى إلى وفاة 15 طفلا في سوريا هذا الأسبوع ووصفت الأمر بأنه أكبر مأساة من نوعها تعيها الذاكرة.

 

ولم تستبعد المنظمة عنصر الفعل المتعمد لذا قررت تعليق حملة التطعيم إلى حين استكمال التحقيق.

 

وقال عاملو إغاثة يوم الأربعاء إن 15 طفلا توفوا بعد تطعيمهم ضد الحصبة بشمال سوريا في مأساة من المرجح أن تقوض الثقة في الخدمات الصحية بالمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

 

وقال كريستيان ليندماير المتحدث باسم منظمة الصحة إن الشركة المصنعة للقاح -دون أن يسميها- أرسلت اللقاح في صورة مسحوق ومعه سائل التحليل إلى منشأة في سوريا حيث تم تخزينه ثم إرساله إلى محافظتي دير الزور وإدلب في إطار حملة بدأت يوم الاثنين لتطعيم عشرات الآلاف من الأطفال.

 

وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف “في المنشأة -ومن خلال ما نعرفه حتى الآن- تم فيما يبدو حفظ سائل التحليل … مع باسط للعضلات في نفس المبرد (الثلاجة). وباسط العضلات هو أتراكيوريوم. وتم مزجه في بعض الحالات مع مسحوق اللقاح بدلا من مادة التحليل.”

 

وأشار إلى حدوث خطأ بشري قائلا “من الواضح أن الأفراد الذين قاموا بالتعبئة وضعوا الأمبولات الخطأ مع مسحوق اللقاح في الطرود التي تم نقلها إلى المنشأة حيث فتحت الطرود وتم المزج وكان لا بد من استخدامها في غضون ست ساعات.”

 

وتابع بقوله “لا بد وأنه حدث خطأ جسيم عند التعبئة وعند فض التعبئة.”

 

ومضى قائلا إن جرعة باسط العضلات -الذي يستخدم كمخدر في العمليات الجراحية- تؤخذ وفقا لوزن الإنسان ولهذا كان كل الأطفال المتوفين دون سن الثانية. أما الأطفال الأكبر سنا فبقوا على قيد الحياة بعد أن تعرضوا لقيء وإسهال وحساسية بالغة.

 

وقال إنه يبدو من الواضح جدا أن الخطأ ليس خطأ الشركة المصنعة وإنما خطأ أفراد تعاملوا مع اللقاح. وأكد أنه لم يعرف بعد إن كان ما حدث وقع على سبيل الخطأ أم أنه فعل متعمد.

 

وتابع قائلا إنه لم يتم بعد تحديد من كان المسؤول عن المبرد وإن التحقيقات مستمرة. وقال إن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ساندتا الحملة لكنهما لم تشاركا فيها بشكل مباشر بسبب انعدام الأمن والوضع “المشحون سياسيا” في المنطقة.

 

وأضاف أن أكثر من 50 ألف طفل تلقوا التطعيم في المحافظتين قبل تعليق الحملة.

 

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مصادر: تنظيم الدولة الإسلامية يمارس سلطاته في الرقة دون تغيير وإيقاع الحياة عادي

روما (19 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر أهلية وناشطون في مدينة الرقة شمال سورية أن إيقاع الحياة في المدينة مازال يسير بشكله السابق، منذ أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة، وأشارت إلى أن عناصر التنظيم يمارسون سلطاتهم المباشرة في كل مفاصل المدينة ولم يحدث أي تغيير ملحوظ للسكان.

ولقد وردت تقارير تؤكد على أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بدأوا بالاختفاء عن الأنظار في معقلهم بالرقة بعد إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن احتمال قصف عناصر التنظيم بسورية، وقالت إن التنظيم أخلى المباني التي كان يحتلها في المدينة وأخرج منها عوائل مسلحيه، وأعاد نشر أسلحته الثقيلة.

وفيما إن كان التنظيم المتشدد قد فقد بعضا من نفوذه وبدأ بالاختباء في مدينة الرقة بين السكان تحسباً لأي ضربة عسكرية محتملة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قال ابن مدينة الرقة، الكاتب والإعلامي السوري خلف علي الخلف، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هناك بعض الاحترازات الأمنية الاستباقية تضمنت تقليل التجمع في المراكز المعروفة لعناصر التنظيم في المدينة. ولم يلحظ نشاط عسكري” غير عادي خارج المدينة أيضاً”، وفق تأكيده.

وتقول وسائل إعلام إن التنظيم المصنّف إرهابياً سيتمترس بين المدنيين ليحتجزهم لاحقاً كدروع بشرية له في حال بدأت الضربات الجوية ضده، وحول هذه الفرضيةة، قال خلف “لا يمكن الإجابة الاستباقية على كيف سيتصرف تنظيم الدولة الإسلامية مع السكان في حال حدوث ضربات جوية أو معارك برية، لكن المعبر الوحيد مع تركيا (تل أبيض) مغلق من الجانب التركي ويُستخدم فقط للدخول إلى المدينة من تركيا ولا يُسمح بالخروج منه إلا بحالات محدودة وطارئة تقتصر عموماً على حالات طبية إسعافية”. وأضاف “كما أن الجانب التركي أغلق بشكل شبه تام المنافذ غير الشرعية التي كان يستخدمها السكان للدخول إلى تركيا، ويكاد أن يصبح العبور إلى تركيا بشكل غير شرعي مستحيلاً” وفق تأكيده.

وعن خوف السكان من استهداف التحالف الدولي للرقة، قال “الناس خائفة بشدة من أي ضربات للمدينة، ومترقبة بحذر شديد، والأهالي متخوفون من أن تكون عشوائية وتستهدف مناطق سكنية للمدنيين كما يفعل طيران النظام حين يستهدفها بالبراميل المتفجرة. وفي حال حدوث حالة طوارئ طبية نتيجة أي ضربات أو معارك فالوضع كارثي في المدينة، فالمشفى الوطني العام خارج الخدمة، وهناك مشفيين قطاع خاص أقرب للمستوصفات بإمكانيات محدودة ما زالت تعمل في مركز المحافظة التي يقدر سكانها بأكثر من مليون نسمة” وفق توضيحه.

وتعتبر الرقة معقل لتنظيم الدولة الإسلامية ومقر لها، وهي تبعد نحو 450 كم شمال شرق العاصمة دمشق، وتشهد منذ عدة أشهر قصفاً بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية من قبل قوات النظام، طال المدنيين أكثر بكثير مما طال مقرات التنظيم التي بقيت شبه سالمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى