صفحات العالم

عن تخوُّف كونيللي وكيري والكبَّة…

    الياس الديري

جمود. أول ما يتبادر الى الأذهان والى اللسان هذه الكلمة المعبِّرة. وهذا صحيح وواقعي. فالجمود موجود بكثافة، وفي السهول كما في الجرود.

أما الأسباب فلا تحتاج الى شرح يطول إذا ما أخذنا في الاعتبار عقدة قانون الانتخاب الذي يكاد يحل محل حكاية إبريق الزيت، ثم تأتيك أخبار المساعي الحميدة والمشاورات الهادئة التي تواكب عملية تأليف حكومة تمام سلام بخير وسلامة.

صحيح أن الناس ضجوا كلَّهم جميعهم، ترحيباً طبعاً، بتكيلف تمام بك. وتفاءلوا خيراً. وتوقّعوا أن تكون هذه الخطوة بداية مسيرة “الألف متر” لا الألف ميل، كفاصل مقبول ومحمول بين التكليف والتأليف و… الثقة كذلك.

ولكن، على رغم وجود الجمود غير المحمود، فإن “المناخ النفسي” للبنانيين تحسّن بدرجات ملموسة، حتى أن بيروت وأسواقها ومطاعمها بدأت تستقبل ضيوفاً وسياحاً غابوا عنها طويلاً، وإن يكن مرورهم لا يعني أن الماضي مضى… ولنبدأ من جديد.

حتى التخوُّف الذي أطلقته السفيرة الأميركية مورا كونيللي مع ابتسامة من الصعب تفسيرها، فإن اللبنانيين المسجلين في خانة الخبراء والمحللين توقفوا عند قولها إنها تتخوّف من إمكان تأجيل الانتخابات النيابية.

ومِمَّ هذا التخوّف، سعادة السفيرة؟

كان الجواب أن لبنان متأثر بالأحداث الجارية في سوريا الى حد ما… “والمهم الابتعاد قدر المستطاع عن هذه الأحداث”.

لكن الجملة التي استوقفت كبار المسؤولين، ومعهم أولئك الذين يقرأون الغيب، هي التي تأمل عَبْرها السيدة السفيرة ألا يفسّر دولياً، إذا ما أجّلت الانتخابات، “أن لبنان أصبح متورطاً جداً في النزاعات داخل سوريا”.

في الإمكان القول والتأكيد أن كلام السفيرة الأميركية، على خطورته، لا يقلقنا أكثر مما تقلقنا الصواريخ، والمدفعية، وعمليات الخطف، وقطع الطرق، وعدم احترام الحدود و”حرمة” الاستقلال. وإن يكن البعض سيؤسس عليه كل ما يصدر عادة عن طائر البوم وعرّافات دالفي.

إنما يبقى كلام السفيرة مهماً، وإن تكن قد بشّرتنا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيزور لبنان قريباً… وقد يطلب أن يتذوّق التبّولة الذائعة الصيت، ويلحّ على أن تكون الكبّة النيّة صحناً أساسياً على المائدة بعدما سمع مديح أصدقاء له في هذا الصدد.

مما يعني أن وليد جنبلاط سيضيفه الى لائحة الذين “حبّوا الكبّي النيّي كتير”…

المشجع، والمدهش في آن واحد، أن اللبنانيين ما عادت فارقة معهم…

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى