صفحات سوريةفاروق حجّي مصطفى

عن دور الأكراد


فاروق حجّي مصطفى *

من المستغرب كيف يغيب عن الأذهان أنّ الكرد يساهمون بنشاط في حالة الاحتجاجات السورية، بدءاً بالتنسيقيات وانتهاءً بطرحهم المبادرة لحل الأزمة الوطنيّة مروراً بوجودهم في محافل المعارضة، وإن كان بنسب بسيطة لا تليق بحراكهم.

وقد ذكـــر لي أحد سكرتيريي الأحزاب بأنّ الكرد هم من تنبهـــوا مـــبكراً إلى مخاطر تشرذم المعارضة، وهم من طرحوا فكرة توحيدها في الــــوقت الذي كانت تتردد في حلب قولة أحد قيادي أحزاب المعارضة العربية: «أنا ماني مستعد أحرق كوادر حزبي بمــجرد نـــزول بعض الشباب إلى الشارع».

5وكان للكرد دور كبير في التأسيس لهيئة التنسيق للتغيير الوطني الديموقراطي، حيث امتنع الكرد أنفسهم عن الظهور في إطار المعارضة الذي تم تأسيسه في حلبون (ريف دمشق) والذي ينال الشرعيّة التي تفوق شرعية كل المؤتمرات المعارضة في الخارج.

الآن يحاول الكرد جمع كــــل الأطــــر التي نشأت نتيجة للمؤتمرات في إطــــار واحد، حيــث تتفق المعارضة على لائحة ســــياسيــة للمـــستقبل السياسي السوري، وهـــذا بـــعــيداً من انحيازهم لجهة ضد الأخرى… لكن كل هذا لا ينفي أنّ سكوت الأقليات أو قبـــولها بالأمــر الواقـــع يشـــكل مــصـــدراً مــن مــصادر قــــوة السلــطــات فــي بـــلاد الــعــرب.

* كاتب سوري كردي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى