صفحات مميزة

“عن معركة حلب” مقالات مختارة

 

حلب مقبرة جماعية/ بشير البكر

ليست هناك أي بارقة أمل تلوح في الأفق لوقف المجزرة الدموية الرهيبة في حلب، ففي كل يوم يمر يكبر الإصرار الروسي الإيراني على تحويل المدينة إلى مقبرة جماعية. وفي ثاني مدن سورية، يواجه قرابة ربع مليون مدني أعزل، وبضعة آلاف من المسلحين، أحدث ما في الترسانة الروسية من أسلحة نوعية، ذات قدرة تدميرية وكثافة نارية عالية، مخصّصة لحروب الجيوش الحديثة.

باتت المعادلة واضحة. يرفض الأهالي الاستسلام وإخلاء المدينة، وموسكو مصممة على ذلك. غير مكترثة، ولا تقيم اعتباراً لحياة قرابة 300 ألف مواطن، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وهي قرّرت أن تدفنهم تحت ركام منازلهم، وسط عالم صامت، وبلا ضمير، وأمم متحدة تخلت عن دورها في حماية المدنيين من الإبادة.

في الوقت الذي كانت الأمم المتحدة تحيي مناسبة اليوم العالمي للطفل، نقلت وكالات الأنباء صور الأطفال من حلب، تدفنهم تحت الأنقاض طائرات الموت الروسية.

في اليوم العالمي للطفل الذي تحييه الأمم المتحدة في 20 من نوفمبر/ تشرين الثاني، زار العاصمة السورية مندوب الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، لكي يلتقي وزير خارجية النظام، وليد المعلم، ونقلت وكالات الأنباء أن المبعوث الدولي ذهب ليطلب من النظام وضع حلب تحت إدارة ذاتية، لكن الحكومة السورية رفضت العرض “لأنه يعني مكافأة للإرهابيين”.

طلب دي ميستورا وردّ النظام يشكلان عينةً صريحة عن المستوى الذي بلغه نفاق الأمم المتحدة وهوانها، وما وصل إليه النظام من إجرامٍ منظمٍ مع سبق الإصرار. الأمم المتحدة التي وصفت، أكثر من مرة، أن ما يحدث في حلب يرقى إلى جرائم حرب، بقيت تتصرف مع نظام بشار الأسد على نحو ناعم، ولم تزعجه منذ بداية الثورة السورية، على الرغم من أنه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لم يقم بها حاكم آخر، وبقيت تتعامل معه بمواصفات الدول ذات السيادة. ومع أنها تدرك أنه لم يعد له أي سلطة فعلية على القسم الأكبر من أراضي سورية، فهي تمتنع حتى الآن عن إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب، لأنها لا تريد خرق القانون الدولي الذي يحتم عليها الحصول على إذن رسمي من النظام.

هذا أمر صحيح من الناحية الشكلية، ولكن الأمم المتحدة تعرف أن من يحكم الأرض والجو والبحر هما روسيا وإيران، وهما من يتوليان القسط الأكبر من حرب الإبادة، ومن واجب المنظمة الدولية ليس العمل فقط على وقف قتل شعب أعزل في بلده، بل اللجوء لكل السبل لوقف التدخليْن، الإيراني والروسي، في شؤون دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة. وفوق هذا وذاك، كان على الأمم المتحدة أن تتحلى بقدر قليل من الشجاعة الأخلاقية حيال وضع إنساني غير مسبوق، وتضع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أمام مسؤولية كسر الفيتو الروسي الصيني الذي وفر مظلةً لجرائم النظام السوري ضد الشعب السوري، وإحالة الجرائم ضد المدنيين في سورية إلى مجلس الأمن، تمهيداً لرفعها إلى محكمة الجنايات الدولية. وفي وسع الأمم المتحدة العمل من خارج مجلس الأمن، كما حصل في السابق في حال كوسوفو والأكراد في العراق، وحيال جرائم كانت أقل من تلك التي تحصل في حلب، وباتت ترقى إلى حرب إبادة.

موقف الأمم المتحدة مخزٍ وعار على الإنسانية، بل هو يؤسّس لحالةٍ من الإحباط، بسبب انهيار منظومة القيم وعدم احترام حقوق الإنسان والقوانين الدولية والمواثيق التي اتفقت عليها البشرية بعد الحرب العالمية الثانية، ومثلما تم حل عصبة الأمم، بسبب فشلها في حماية السلم العالمي عشية الحرب الثانية، فإن الأمم المتحدة باتت مهدّدة بأن تواجه المصير ذاته، بسبب عدم التعامل مع المأساة السورية بمسؤولية.

العربي الجديد

 

 

 

 

وليمة حلب/ مهند الحاج علي

قبل أيام قليلة، وصف الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بـ”الحليف الطبيعي“ في حال وفى بوعوده بـ”قتال الإرهابيين“. كلام الأسد جاء في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي الحكومي. التلفزيون ذاته نقل بالوقت نفسه تصريحاً أكثر أهمية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارة رسمية للبرتغال، ربط فيه محاربة ”داعش“ بدعم الجيش السوري. أجاب السيسي على سؤال عن إرسال قوات مصرية إلى سوريا، بأن أولوية بلاده تكمن في ”دعم الجيش الوطني، على سبيل المثال في ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، ونفس الكلام في سوريا … ندعم الجيش السوري وأيضاً العراق“.

هذا التصريح لم يكن بريئاً بطبيعة الحال، بل يبدو توقيته أمنياً، إذ تلاه كشف صحيفة لبنانية موالية للنظام السوري، أن 18 طياراً مصرياً باتوا في مطار حماه العسكري.

التحول المصري البطيء باتجاه النظام السوري، يأتي أيضاً في اطار تحولات دولية بدأت ولم تنته بانتخاب ترامب، وتشمل صعود فرنسوا فيون مرشحاً شبه محسوم لليمين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وكان فيون طرح التعاون مع موسكو والأسد لمواجهة تنظيم ”داعش“، كما فعل مرشحون بارزون عن اليمين المتشدد في أنحاء أوروبا. ولو استثنينا الرئيس الحالي الفاقد للشعبية فرنسوا هولاند، تتجه فرنسا بمرشحيها الأوفر حظاً إلى موقع سياسي أقرب للأسد سياسياً. على سبيل المثال، تنتخب النمسا رئيساً الشهر المقبل في انتخابات يميل المُرشح الأوفر حظاً فيها إلى التفكير الروسي حيال الأسد. هولندا أيضاً ستحذو حذو النمسا على الأرجح في انتخاباتها العامة بعد شهور.

حتى دونالد ترامب جونيور، الابن البكر للرئيس الأميركي المنتخب، ناقش الشهر الماضي في باريس مع مجموعة من 30 ديبلوماسياً وسياسياً، مسألة التعاون مع روسيا من أجل ايجاد حل نهائي للحرب في سوريا، بما يؤشر الى جدية المرشح الجمهوري حيال التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا الملف تحديداً.

كما تحصل هذه التغييرات والصين تُعزز تدريجياً وجودها العسكري الذي يقتصر حالياً على مستشارين وخبراء أسلحة، فيما تتردد أنباء عن احتمال نشر بكين صواريخ مضادة للدروع في محافظة اللاذقية حيث يُقاتل الحزب الاسلامي التركستاني إلى جانب تنظيمات سورية وإسلامية.

وسط كل هذه التغييرات المواتية، تواصل روسيا عملياتها العسكرية، وبدأت بالتنسيق المباشر مع قياديي ”حزب الله“ في الميدان، من أجل السيطرة على الشطر الشرقي من حلب. ولم يعد القصف على حلب وحصارها في أعلى قائمة الأخبار. سيُواجه 275 ألف مدني في الشطر الشرقي المحاصر، شتاء قارساً، في ظل سوء التغذية نتيجة صعوبة دخول قوافل المساعدات اليها، رغم الوعود المتكررة. وإذا أضفنا إلى ذلك، عملية تدمير آخر مستشفيات حلب الشرقية عمر بن عبد العزيز، تبدو الأزمة الانسانية مشرعة الأبواب.

العالم كله سيُطبق على شرق حلب، سياسياً وعسكرياً، أرضاً وجواً وحتى بحراً.

عدم التكافؤ في هذه الحرب وصل حداً غير مسبوق، يستدعي التفكير أكثر بأوصاف جديدة للصراع.

في إطار الحملات الإعلامية السابقة لتجنيد مقاتلين جدد، دعا أحد القياديين الآذربيجانيين في تنظيم ”داعش“، في فيديو نُشر على موقع ”يوتيوب“، أبناء جلدته للسفر إلى سوريا. لكنه لم يحمل رأساً مقطوعاً، أو استعرض قوته وترسانته من السلاح، بل حمل سيخ كباب أعده على الطريقة الآذربيجانية، والمعروف بإسم الشيشليك. ”هنا نأكل كباب الشيشليك يومياً“.

سوريا أكثر من حرب. إنها وليمة، والدعوة مفتوحة للجميع.

المدن

 

 

 

 

حلب: الهدف تشريد 275 ألفًا!/ عبد الرحمن الراشد 

شرق حلب تعيش أيامًا حالكة مأساوية، لا تستطيع الكلمات ولا الصور وصفها، حيث تقوم المقاتلات الروسية بقصف المدينة، وقوات الأسد وميليشيات إيران تهاجم أطراف المدينة، وميليشيات حزب الله تتولى قطع طرق الإمدادات الخارجية التي تربطها. وقد دمرت خمسة مستشفيات، وآخرها مستشفى للأطفال قصفته الطائرات مستخدمة غاز الكلور، ولم تعد هناك أماكن ينقل إليها آلاف الجرحى.

معظم الهجوم يتعمد استهداف المواقع المدنية التي لا يوجد فيها مقاتلون. أما لماذا، السبب أنهم يريدون تعظيم المأساة، ولي ذراع العالم، وتشريد ما تبقى من السكان باتجاه الحدود التركية. لهذا رفضوا طلبات تمرير العون الإنساني الدولي، ورفضوا اقتراح تركيا والأمم المتحدة بمنح المدينة إدارة ذاتية، ورفضوا أي حل لوقف المأساة، وتستمر عمليات التدمير الواسعة على مدار الساعة. وكما قالت إحدى السيدات إنها تلجأ إلى النوم هربًا من المأساة.

مع هذا يقول وزير خارجية النظام، وليد المعلم: «لن نقبل بحل الإدارة الذاتية للمدينة، ولن نسمح بإيصال الإغاثة إلى المدينة، ولن نقبل بترك شرق حلب، بما تبقى من سكانها الـ275 ألف رهينة لستة آلاف إرهابي».

والحقيقة هي عكس ذلك، فقوات الأسد وحليفتاه إيران وروسيا هي من تستخدم السكان رهينة. تحاصر وتهاجم المدينة، ضمن سياسة تجويع أهلها، وتهدم المنازل وتستهدف المستشفيات، ضمن خطة لجعل حلب غير قابلة للسكن، وليس فقط للقضاء على ستة آلاف من الجيش الحر.

مذبحة حلب التي تجري أمام ناظري العالم، ولا يفعل أحد لوقفها غير النداءات الشفهية، هي الأرضية التي تمهد للمرحلة المقبلة من «حروب» سوريا، حتى لو تمكن النظام السوري من اكتساح آخر موقع يتحصن فيه المقاتلون، من الجيش الحر، والاستيلاء عليه.

الذين نتحدث عنهم مقاتلو الجيش الحر، ولا يشمل مقاتلي الجماعات الإرهابية، بما فيها «جبهة النصرة»، التي يتعمد النظام، وحلفاؤه، عدم التعرض لهم، حتى يستخدمهم مبررًا جديدًا، كما يفعل الآن، لإكمال مشروعه بالتهجير والسيطرة بحجة مقاتلة إرهابيي «داعش» و«جبهة النصرة». ومنذ اتساع القتال في العام الماضي، فإن جيش الأسد، وميليشيات حزب الله، والبقية من الجماعات الشيعية المتطرفة، مع سلاح الجو الروسي، لم يقاتلوا «داعش» كما تعهدوا، وكما دأبوا على إعلانها في بياناتهم. الذي يقاتل «داعش» في الرقة، وبقية مناطق المواجهات مع الإرهابيين، هو تحالف الولايات المتحدة، الذي سهل المهمة على تحالف إيران – الأسد، فقوى شوكة الميليشيات الشيعية المتطرفة التي تفرغت لمقاتلة أهالي مناطق، تقريبًا كلها سنية، من أجل تثبيت حكم طائفي علوي يتبع أقلية صغيرة جدًا. ما يحدث اليوم عمل مجنون حقًا، له تبعات عميقة وطويلة في المستقبل القريب.

ما هي المرحلة المقبلة بعد سقوط الأسد؟ سيضعف الجيش الحر، وقد يتشتت، الذي مثل القوة الرئيسية المقاتلة ضد النظام في السنوات الخمس الماضية، ويعبر عن غالبية السكان. وسيترك كثير من المقاتلين صفوفه لينضموا إلى جماعات إسلامية متطرفة مسلحة، مثل «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرها. وقد يتساءل البعض ما الفارق بين «الجيش السوري الحر» و«جبهة النصرة» مثلاً، ما دام أنهم جميعًا يقاتلون الأسد؟ الفارق كبير، هو في الهدف من القتال. مقاتلو «الجيش الحر» سوريون هدفهم وطني، تحرير أرضهم وبلدهم من النظام الذي يختلفون معه. أما مقاتلو «جبهة النصرة»، وغالبيتهم سوريون، بخلاف «داعش» معظمهم أجانب، فهدفهم ديني، ما يعتبرونه مقاتلة الكفار، حيث يؤمنون بأن معظم الناس كفار، بما فيهم مواطنو بلدهم من سوريين سنة، ويطمحون لإقامة خلافتهم المتطرفة و«الجهاد» في أنحاء العالم.

مذبحة حلب التي تدور اليوم، وكذلك في ريفي إدلب وحماه، ستدفع آلاف السوريين للانضمام إلى «جبهة النصرة»، لأنهم الفريق الوحيد المتبقي المستعد لمقاتلة النظام، ومن خلالهم يمكنهم الانتقام من أعدائهم السابقين والعالم كله. لا نتحدث هنا من باب استجداء الدعم للجيش الحر لكن ما يفعله اليوم الروس، والإيرانيون، وحزب الله، والنظام، لن يصبح من الماضي نتيجة التمزيق الطائفي والقتل الواسع للمدنيين والتشريد الممنهج.

شرق حلب قد تسقط خلال أيام، وقد تعقبها مدن أخرى، إنما الأزمة ستتسع، وسيتضاعف الخطر على المنطقة والعالم.

الشرق الأوسط

 

 

 

إدارة ذاتيّة للجحيم الحلبي؟!/ راجح الخوري

ما الذي جاء بستافان دو ميستورا الى دمشق حاملاً مرة جديدة الملف الذي حمله قبل عامين “جهنم حلب”؟

في المرة الأولى نهاية تشرين الاول من عام ٢٠١٤ حمل خريطة حلب واقتراحاً لوقف متدرج للنار يبدأ منها، الأحد وصل بإقتراح تركي خبيث، بعدما باتت حلب العاصمة الثانية لسوريا تشبه ستالينغراد ولكن مع فرق بسيط هو ان التاريخ سيكتب ان فلاديمير بوتين هو من صنع ستالينغراد السورية!

الإقتراح الجديد لدو ميستورا كشف عنه بداية الأسبوع في مقابلة مع صحيفة ” الغارديان” وهو يدعو الى ان تعترف الحكومة السورية، المنهمكة بتدمير ما تبقى من حلب، بقيام إدارة ذاتية يتولاها المعارضون الذين يقاتلون في الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرتهم منذ عام ٢٠١٢، في مقابل ان يغادر مقاتلو “جبهة النصرة” المنطقة التي يقطنها ٢٥٠ الفاً ويخضعون لحصار وحملة تدمير هائلة.

إقتراح غريب قيل إن موسكو تدعمه لكن النظام السوري رفضه فوراً، إلّا أن السؤال: كيف فبركوا هذا الإقتراح اذا كانت الأمم المتحدة في مرحلة إنتقال من بان كي مون العاجز الى الأمين العام الجديد أنطونيو غوتيريس، تماماً مثل مرحلة الإنتقال من باراك أوباما الأكثر عجزاً حيال الأزمة السورية الى دونالد ترامب الذي يبارك سلفاً تدمير النظام والروس حلب وغيرها من المدن السورية ؟

الروس سبق لهم ان اقترحوا هدنة مشروطة بخروج المقاتلين من شرق حلب لكنها فشلت، لهذا يبدو اقتراح دو ميستورا كأنه يهدف الى إحياء شروط هذه الهدنة، ولكن مع إضافة قد تؤدي الى قيام قتال أوسع بين المعارضة المعتدلة و”جبهة النصرة” على خلفية محاولة الفصل بين الطرفين، وهي الوصفة المستحيلة التي طالما استعملها سيرغي لافروف لإحراج جون كيري، وخصوصاً بعدما أدى القصف الوحشي والحصار الخانق الى دفع المعتدلين الى التطرف نتيجة اليأس الذي ينزل بهم على وقع دمار البراميل المتفجرة.

لم يكن من المعقول ان يوافق النظام على اقتراح دو ميستورا. وليد المعلم رفض فكرة الإدارة الذاتية قائلاً: لا حكومة في العالم تسمح بذلك، فهذه “فكرة تنال من سيادتنا الوطنية”. طبعاً لا داعي للتعليق على ما يتبقى من هذه السيادة المُدمَرة مثل ركام حلب وغيرها سوى ان المعلم أعاد طرح المقترح الروسي بخروج كل المسلحين من شرق المدينة.

فكرة الادارة الذاتية في حلب نزلت في أمكنة كثيرة كأنها أشارة ضوئية ولو عابرة للفكرة الأعمق أي التقسيم، وهو ما دفع البعض الى التذكير بتاريخ من الحديث عن دولة حلب ودولة دمشق ودولة العلويين ودولة الدروز، لكن الواقع انه ليس في حلب غير الحصرم الدموي، ولن يبقى فيها مستشفى أو حجر على حجر.

النهار

 

 

 

حلب مقبرة الأمم المتحدة؟/ علي بردى

“اللحظة الكئيبة” هي العبارة التي تستخدمها الأمم المتحدة لوصف ما يعانيه الآن زهاء ٢٧٥ ألفاً من سكان الأحياء الشرقية في حلب. يعتقد ديبلوماسيون رفيعون أن المنظمة الدولية تواجه وضعاً أكثر كآبة لإخفاقها في إنقاذ هذه المدينة بالذات، دعك من فشلها في ايجاد تسوية سلمية للأزمة في سوريا. مصير المنظمة الدولية نفسها صار على المحك.

لا يمكن أحداً أن يكون أوضح مما كتبته الأستاذة الزائرة لدى جامعة كولومبيا الأميركية ليتيسيا آتلاني – دوو والمندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر في مقال مشترك بالغ الأهمية نشرته مجلة “اللانسيت” العلمية البريطانية العريقة بعنوان “هل حلب مقبرة الأمم المتحدة؟”. يعكس هذا التساؤل خشية عميقة ليس فقط على مستقبل سوريا، التي صارت محكاً للتوازنات الدولية الجديدة، بل على مستقبل الأمم المتحدة نفسها إذا انتهت صدقيتها تحت حطام حلب. هذا ما آل اليه مصير عصبة الأمم عندما بدأت تفقد جداوها في الأربعينات من القرن الماضي.

جددت القوات النظامية السورية هجومها الواسع على المدينة المحاصرة منذ أشهر في محاولة لتطويعها بدعم منقطع النظير من الطيران الحربي الروسي ومن الحلفاء الإيرانيين. أبادت بصورة منهجية كل دفاعاتها غير العسكرية. لم تعد فيها أي مستشفيات أو مستوصفات أو منشآت طبية. قصفت المدارس والملاجىء. قطعت المياه. إذا لم يعد أطراف الحرب الى وقف الأعمال القتالية، سوف يواجه سكان المدينة خلال الأسابيع القريبة ما يرسمه الرئيس بشار الأسد لنحو عشرة آلاف مقاتل من المعارضة المسلحة، وبينهم المئات من ارهابيي “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) في طريقه لاستعادة الحصن الأخير من مناطق “سوريا المفيدة”.

حصل أخيراً غير المتوقع. ينظر الرئيس الأسد الآن الى انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة باعتباره “فرصة” إضافية. صرح بأنه يجد فيه “حليفاً طبيعياً” في الحرب على كل من يقع في تصنيفاته للجماعات الإرهابية. أضافه تلقائياً الى سلة الدعم المنقطع النظير الذي يناله أصلاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومن السلطات الإيرانية. لعله يطمع الآن الى استعادة حتى آخر شبر من المساحات الأخرى من “سوريا غير المفيدة” أيضاً.

يتفق ديبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا على أن انتخاب ترامب يجب ألا يشكل فرصة إضافية لرغبات الرئيس الأسد. يعتزمون إظهار مزيد من الدعم للأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بما يتحلى به أصلاً من مزايا قيادية وأخلاقية، على جهود بدأها بالفعل لصون حلب، وما تعنيه للأمم المتحدة. تتقاسمان المصير ذاته.

النهار

 

 

 

جرائم ضد الإنسانية في حلب/ رندة تقي الدين

سيبقى باراك أوباما الرئيس الأميركي الأكثر مهارة في الكلام والوعود على الصعيد الدولي والأقل تحركاً لمكافحة جرائم ضد الإنسانية بين سابقيه. وليست إدانة البيت الأبيض للقصف الوحشي على مدينة حلب ومستشفياتها من النظام السوري وروسيا، سوى مجرد رفع عتب من إدارة تخاذلت مع موسكو وتركتها تهيمن بوحشية، مع إيران و «حزب الله»، على سورية ولبنان والعراق.

ألا تستحق حلب الجريحة المتألمة، حيث يعيش ربع مليون شخص تحت حصار ويعانون نقص الأدوية والأطباء، وحيث عناصر الدفاع المدني عاجزون عن تغطية الجثث من قصف متواصل لنظام بشار الأسد وحاميه جيش فلاديمير بوتين، أكثر من إدانة من البيت الأبيض؟

كارثة إنسانية يرتكبها بحق شعبه رئيس ينوي البقاء على رأس بلد دمره، ويعتقد بعض القيادات الغربية أنه ينبغي إعادة فتح الحوار معه، وأحدهم رئيس حكومة فرنسي سابق هو فرانسوا فيون أحد مرشحي الحزب الجمهوري للانتخابات الأولية للرئاسة.

إن عدم مبالاة العالم بما يرتكبه النظامان السوري والروسي في سورية مريع. سمعنا سيد البيت الأبيض في العام 2013 يهدد النظام السوري إذا تجاوز «الخط الأحمر» باستخدام الأسلحة الكيماوية، وتبين أنه خط أحمر وهمي. فماذا عن الخط الأحمر للجرائم ضد الإنسانية؟ إن مواقف أوباما كما سكوت العالم العربي عما يجري في حلب وفي سورية عموماً أمر مذرٍ لمستقبل الشعوب العربية. مصر على سبيل المثال تؤيد بقاء الأسد لأنه في اعتقاد القيادة المصرية «يتصدى للإخوان المسلمين»، في حين أن جرائمه ضد الإنسانية ستقوي نشر التشدد والتطرف الإسلامي. فروسيا تركز كل ضرباتها على حلب ومدنييها وأطفالها ومستشفياتها ومدارسها. وليس صحيحاً أن روسيا والنظام السوري يركزان على «داعش»، ففي حلب ثوار أخرجوا «داعش» منها، في حين أن روسيا والنظام والتحالف ضد «داعش» تركوا الرقة معقلاً للتنظيم ولم يتعرضوا لها رغم إعلاناتهم. إن مخاوف بعض الدول العربية التي جعلتها تسكت عن هذه الجرائم هي سوء تقدير معيب، بل عجز سياسي واضح. لم نسمع صوتاً عربياً يحاول وقف جريمة الأسد وبوتين ضد الإنسانية، فكيف نتوقع أكثر من إدانة أميركية؟

دُمّرت مدن سورية وبقيت بضعة أماكن يسيطر عليها النظام. لكن ما هو مستقبل نظام يسيطر على بعض الأماكن في البلد وهجر ملايين من شعبه وما زال بعضهم يدعي أنه الأفضل لحماية مسيحيي الشرق فيه. أي مسيحيين يريدون العيش في هذا الجو من الخراب والدمار والجرح العميق والتعصب والفوضى وانهيار المؤسسات وانقسامها إلى جماعات ومافيات تتقاسم النفوذ والأموال والتهريب؟

إن الوضع السوري مزرٍ، وهيمنة بوتين في المتوسط ستكون إرث رئاسة أوباما. فصحيح أن انتخاب دونالد ترامب مثل صدمة للعالم بسبب مواقفه المتطرفة وشخصيته الشعبوية المثيرة للقلق من مستقبل ديبلوماسيته، لكن شخصية أوباما المثقفة والراقية أساءت إلى الشرق الأوسط. وتبدو صداقة دونالد ترامب مع بوتين غير مقلقة، طالما أنه لا يمكنه أن الرئيس الأميركي المنتخب لن يعطي صديقه في الكرملين أكثر مما سلمه أوباما في سورية والمتوسط.

الخلاصة أن المأساة السورية المستمرة لن تجد حلاً، لا مع بقاء الأسد ولا مع تفاهم روسي – أميركي، لأن سكوت إدارة أوباما هو تنازل عن المصالح الأميركية في المنطقة وتفاهم على ترك روسيا تهيمن عليها. المستقبل قاتم، وستبقى سورية ومدنها الباسلة جريحة ومتألمة حتى إشعار آخر، مع الأمل بيقظة عالمية تخرج الشعب السوري من هذه الكارثة الإنسانية.

الحياة

 

 

 

أسباب الحقد الإيراني على حلب والموصل/ محمد زاهد غول

ليس عبثا أن يكون لدى إيران عداء خاص لعدد من المدن العربية والإسلامية، منها اسطنبول وبغداد وحلب والموصل ودمشق ومكة والمدينة وبيروت وصنعاء والقاهرة والقدس، فهذه عواصم الحضارة الإسلامية السنية، التي كانت حاضرة بقوة في عصور الازدهار العربي والكردي والعثماني الإسلامي السني، منذ العهد الأموي والعباسي والأيوبي والعثماني.

وفي نظر الإيرانيين الفرس أن العهد الأيوبي الكردي قضى على الدولة الفاطمية في مصر، وفي نظرهم أيضاً أن مدينة حلب والموصل والقاهرة وبيروت كانت خزان الدعم العسكري البشري للدولة العثمانية في كسر العدوان الصفوي على الأمة الإسلامية، ولذلك تعمل الحملة الحربية الإيرانية الفارسية المعاصرة على احتلال كل ما تستطيع احتلاله من هذه المدن، كما فعلت في بغداد 2003، ودمشق 2012، فإن لم تستطع احتلالها بجيشها وحرسها الثوري، فإنها تضعها تحت الهيمنة الإيرانية غير المباشرة، وبأيدي ميليشيات عربية تقاتل من أجل الهيمنة الإيرانية الفارسية باسم التشيع وولاية الفقيه، كما هو الحال في بيروت وصنعاء. وما لا تستطيع احتلاله ولا وضعه تحت الهيمنة الإيرانية فإنها تسعى لمحاصرته وتوفير أسباب الهجوم عليه وتدميره تدميرا كاملاً، كما تفعل الآن في حلب والموصل، أي أن المعارك التي تخوضها إيران في حلب والموصل لا تخرج عن عدوانها الذي مارسته باحتلال بغداد مع الاحتلال الأمريكي، وشراء دمشق من بشار الأسد بعد تشريد أهلها منها، وإلا فإن الحصار والتجويع حتى الموت هو الملاذ الإيراني الأخير للسيطرة على هذه المدن أو الأرياف، كما فعلت في أرياف دمشق في المعضمية وقدسيا وداريا وغيرها، أو بالحرب التدميرية كما فعل طيران الأسد بالبراميل المتفجرة لصالح الاحتلال الإيراني.

ولتحقيق هذا الهدف عملت الحملة الإيرانية على اتباع ثلاثة محاور، وهي المحور السياسي والمحور العسكري والمحور الاقتصادي، وتخدم المحاور الثلاثة خطة إعلامية مخادعة للشعب الإيراني اولاً، وللشيعة خارج إيران ثانيا، وللرأي العام العالمي ثالثاً، بينما عجزت عن خداع الرأي العام العربي، كما فشلت في خداع الرأي العام الإسلامي، وكان يمكن أن تفشل في خداع الرأي العام العالمي لولا أن هناك دولا كبرى مستفيدة من الحرب الإيرانية على المدن العربية والإسلامية، مثل أمريكا وروسيا وبعض الدول الأوروبية، وإسرائيل بالتأكيد، فقد قدمت لها إيران ما لا تستطيع امريكا ولا إسرائيل وحدهما، وهو تشتت جهود ومشاريع الشعب العربي، وتدمير مشاريعه النهضوية لعقود مقبلة.

أما المحور السياسي الذي عملت عليه إيران فهو أنها حافظت على اسم الدول العربية ونظامها السياسي كما هو معترف به في الأمم المتحدة، فلم تعمل على إلغاء وجود دولة في الأمم المتحدة، كما هي عادة الاحتلال القديم، لأنها لا تملك ذلك أولاً، وقد يُحملها من المسؤولية الدولية ما لا تستطيع دفعه، ولذلك فهي تحتل الدول التي يتمكن جيشها من احتلالها ومن هيمنة الحرس الثوري عليها، وتبقي نظامها السياسي الخاضع لها، كما هو الحال في العراق وسوريا ولبنان تقريباً، وهذا وفر لها قدرة على المراوغة السياسية، حتى تحقق ما تريد كما فعلت في تعيين ميشال عون في لبنان بالتوافق مع أمريكا والأسد، فبقيت إيران تعترف باستقلال هذه الدول شكلياً، وتسيطر على مراكز القوة والقرار فيها، بواسطة رجالها وجنرالاتها العسكريين، وفي مقدمتهم قاسم سليمان، قائد حملة تصدير الثورة في البلاد العربية. ويمكن القول إن إيران نجحت في حربها من خلال المحور السياسي، لأنها اتبعت سياسة ناعمة، وكانت تعالج أخطاءها في هذا المحور بالاعتذار أو إخفاء الأهداف الحقيقية، إضافة إلى التظاهر بالتعاون الدولي لتحقيق اهدافها، مثل تعاونها مع أمريكا وروسيا في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها.

لم تستغن الحملة الإيرانية في العدوان على البلاد العربية والاسلامية عن المحور السياسي إطلاقاً، فهو محور عملها السري في تحقيق أطماعها، وتستخدم المصطلحات السياسية الدبلوماسية شكلياً مع المجتمع الدولي، وتستخدم له الدولة الإيرانية رجالا درسوا في الغرب وتعاملوا معه مباشرة ويحسنون لغته القومية والسياسية، من أمثال حسن روحاني السمح وجواد ظريف البشوش، ولكن الجيش الإيراني والحرس الثوري الباسيج لا يوفرون فرصة يستطيعون فيها استخدام قوتهم العسكرية القاتلة والمدمرة إلا واستخدموها، وقد استطاع المحور السياسي الإيراني خداع العالم بالمشاركة في الحرب على الإرهاب، على الرغم من وضوح ضلوعه في المشاركة في تأسيسه بطرق مباشرة وغير مباشرة، فالدعم الذي قدمته إيران لتنظيم «القاعدة» لضرب الجيش الأمريكي في العراق لا يخفى على أمريكا، وكذلك الدعم الذي قدمه بشار الاسد للمقاتلين العابرين للحدود السورية العراقية وقتل الجنود الأمريكيين والعراقيين الموالين لها لا تجهله أمريكا أيضاً، بل دفعت أمريكا نوري المالكي لتقديم شكوى ضد بشار الأسد في مجلس الامن، بذريعة تهديده للأمن العراقي ودعم الإرهابيين.

لقد استطاع المحور العسكري في الحملة العدوانية الايرانية من احتلال عدد من المدن العربية العريقة، والمؤسسة للحضارة العربية الإسلامية، التي بدأت باحتلال بغداد مع الاحتلال الأمريكي عام 2003، ثم التفرد بحكمها سياسيا وعسكريا منذ عام 2011، ولكن بالتنسيق مع أمريكا ومن دون معارضة المصالح والأطماع الأمريكية في العراق والمنطقة، فلا تعارض بين المصالح الأمريكية والإيرانية في العراق، ومن أهمها إبقاء العراق دولة ضعيفة ومتخلفة ومستنزفة بالحروب الداخلية، بالفتن القومية والطائفية والدولية، وبالأخص مع المملكة العربية السعودية وتركيا. وقد استخدم الحرس الثوري وميليشياته العربية بما فيها جيش الأسد كل أنواع القتل والتدمير للقضاء على الهوية العربية الإسلامية، وفي مقدمة ذلك التهجير القسري للسكان الأصليين العرب السنة، وتغيير الطبيعة الديمغرافية، كما فعلت إيران في الضاحية الجنوبية لمدينة دمشق، حيث أصبحت شيعية الهوية، مثل الضاحية الجنوبية لبيروت، بفعل سياسة المحور الاقتصادي، الذي تكمل به إيران خطتها في احتلال البلاد العربية وضمها للامبراطوية الفارسية الموهومة، وفي نظر الإيرانيين أن الجنرال قاسم سليماني حقق الكثير من النجاح في الحملة العسكرية الإيرانية، واستطاع احتلال أربع عواصم عربية في فترة وجيزة، واستحق أعلى الأوسمة من خامنئي، متجاهلين أن هذا النصر المخزي ما كان له أن يتحقق لولا أمريكا وروسيا وإسرائيل، ولولا الضعف السياسي في الأنظمة العربية وتركيا التي لم تتجرأ على إرسال جيوشها إلى هذه المدن العربية لحمايتها.

كما نجحت إيران في حملتها العدوانية في المحور الاقتصادي الذي تسلمه الجنرال الإيراني المتقاعد رستم قاسمي، الذي يلعب دور رجل الأعمال الإيراني في إيران وسوريا، ويقود الحملة الاقتصادية الإيرانية كما يقودها قاسم سليماني في المجال العسكري، وكما يقودها جواد ظريف في المجال السياسي، فرجل الأعمال الايراني رستم قاسمي يستخدم رجل الأعمال السوري العلوي سامر الأسعد، الذي يرأس «المجلس الأعلى السوري الإيراني»، الذي يركز جل أعماله على شراء الأراضي والمنازل من السوريين وبيعها لرستم قاسمي الإيراني، أي أن إيران تقوم وفي ظل سيطرة الأسد على دمشق بشراء أراضيها وعقاراتها لتؤول في النهاية إلى أيد إيرانية، مهما كانت الحلول السياسية للأزمة السورية في المستقبل، ظناً من الإيرانيين أن فرض الأمر الواقع قادر على التغيير الديمغرافي في دمشق وتخليد نفوذ إيراني في دمشق إلى الأبد، أي أن إيران تخوض معركتين في سوريا، معركة عسكرية ومعركة اقتصادية، والأولى والثانية لتحقيق هدف سياسي، وهو تغير مناطق النفوذ في الشرق الأوسط، وبالذات فيما تظن إيران انها تستطيع تحقيقه من خلال الأقليات الشيعية العربية العراقية والسورية واللبنانية واليمنية وغيرها، او المتطوعين من شيعة شرق آسيا، بينما هم يخربون بيوتهم بأيديهم، فالمنطقة التي تطمع إيران بابتلاعها من البلاد العربية هي لقمة صعبة أولاً، وعصية على المضغ ثانياً، وسوف تخنقها أخيرا، وهذا الأمر لا تجهله أمريكا ولا إسرائيل، ولكن من مصالحهما أن يقوم الجيش والحرس الثوري الإيراني بتفتيت الدول العربية اكثر من سايكس بيكو، وامريكا جربت نفسها في أفغانستان والعراق وكادت أن تنهار في الازمة الاقتصادية عام 2008، ومن مصلحتها أن تجد من يحقق لها أهدافها بجنود غير امريكيين، اي بجنود محليين، كما يحلو لقادة البنتاغون أن يقولوا، فهل تدرك الميليشيات الشيعية العربية بما فيها الحشد الشعبي العراقي أنهم ادوات في تخريب بيوتهم بأيديهم، وانهم كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً، فلن تستطيع إيران بعقلها الطائفي المريض نفع نفسها ولا غيرها، فما يجري أشبه بالحلم أو الكابوس الذي ينتهي مع يقظة الأمة الاسلامية، ولكن بعد خسائر كبيرة، يدفع الشعب الإيراني الشقيق الجزء الكبير منها، فهو ضحية العقل الطائفي المريض مثل باقي شعوب الأمة الاسلامية.

كاتب تركي

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى