صفحات الحوار

غسان المفلح: إيران تستخدم المال واللعب على الوتر الطائفي في دول الخليج


الدمام – الشرق

روسيا تستند إلى الموقف الإسرائيلي والتقاء مصالح إيران وإسرائيل يصب في مصلحة النظام

تسارعت الأحداث في الداخل السوري وحصلت تطورات مهمة مع انتهاء مهمة المراقبين العرب وتقديم تقريرهم إلى الوزراء العرب، وأهم ما ميز أحداث سوريا مع بداية هذا الأسبوع قرار المملكة العربية السعودية في سحب مراقبيها من سوريا وكلمة وزير الخارجية سعود الفيصل في الاجتماع الوزاري العربي، إضافة لاجتماعه مع وفد المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون، هذه الأحداث وأخرى كانت محاور للحوار مع الكاتب المعارض وعضو المجلس الوطني غسان المفلح.

– ما هي الخطوات التي سيقوم بها المجلس الوطني بعد التمديد للمراقبين؟

– رحب المجلس الوطني دوما بالجهود العربية لوقف القتل من قبل نظام الأسد، لكنه بالمقابل يرى أن تلك الجهود لاتزال غير قادرة على وقف القتل اليومي، وطالب المجلس تحويل ملف المبادرة العربية بالكامل إلى مجلس الأمن قبل صدور تقرير البعثة وقبل اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، والمجلس سيعمل على ثلاثة مسارات

الأول دعم شعبنا في الداخل من أجل استمرار التظاهرات، وتوفير له إمكانات الصمود، ودعم الجيش الحر بكل الوسائل التي تحمي جماهير الثورة.

والثاني العمل مع الأطراف العربية التي تتبنى مطالب الثورة، من أجل الإسراع باتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لوقف القتل وتدويل الملف.

والثالث هو الاستمرار في نشاط المجلس في الخارج مع المجتمع الدولي من أجل تبني قرار أممي يقضي بوقف القتل اليومي، والتدخل عبر كافة الوسائل من أجل ذلك، وتوفير الحماية للمتظاهرين ومساعدة المدن المنكوبة.

– ما هي الخطوات المقبلة من المجلس الوطني لوقف القتل في سوريا؟

– القتل لن يتوقف قبل سقوط هذا النظام، والمجلس مدرك أن النظام ليس لديه أي طريقة للاستمرار سوى بالقتل، وليس هذا خيار فقط ، بل هو عنصر بنيوي في طبيعة هذا النظام، لهذا نحن نحاول القيام بخطوات وبالتنسيق مع قوى الحراك الثوري بالداخل من أجل، البحث دوما عن أفضل الطرق، التي من شأنها استمرار الثورة السلمية وحماية الجيش الحر لها، وابتداع الوسائل الجديدة من أجل التخفيف من الخسائر في أرواح شبابنا الثائر وأهلنا، مستمرين في فضح النظام وجرائمه والضغط بكل السبل على المجتمع الدولي من أجل التدخل لوقف القتل.

ونسعى على المستوى القانوني مع المنظمات الدولية لاعتبار ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية تمهيدا لمحاكمة رموز النظام.

– كيف تنظرون إلى موقف المملكة العربية السعودية وما جاء على لسان وزير الخارجية؟

– لقد كان موقف المملكة دوما محط أنظار الشعب السوري، وجاءت كلمة الأمير سعود الفيصل لتقول لهذا النظام كف عن الاستمرار بالقتل وأنت لا تعيش في غابة، ونحن إذ نقدر للشعب السعودي الشقيق ومواقف القيادة السعودية، ونثمن أيضا فضحهم لما يدور في لجنة المراقبين العرب، من خلال سحبهم لمراقبيهم من تلك اللجنة، كما أننا ننظر بعين الأهمية للقاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري مع الأمير سعود الفيصل، والذي كان لقاء شفافا وطرحنا فيه ما نأمله من الدول العربية، وكان تفهم معالي الوزير جيدا جدا..والموقف السعودي منذ بداية الثورة كان يدعو النظام إلى وقف القتل والاستجابة لمطالب الشعب السوري.

– هل يمكن اعتبار الاجتماع بين المجلس الوطني ووزير الخارجية السعودي خطوة نحو الاعتراف بالمجلس كممثل للشعب السوري؟

– نحن كمجلس وطني نقدر تماما موقف المملكة ولا نزال ننتظر مزيدا من الدعم السياسي للثورة السورية، وبهذه المناسبة نتمنى من الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية المساعدة الفورية لمخيمات اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا والأردن وفي كردستان العراق، وأن تقوم لجنة خليجية بإيصال هذه المساعدات.. وثمن المجلس هذا الموقف من المملكة ونتمنى من جميع الدول العربية الاقتداء بالمملكة، ولكن قضية الاعتراف الرسمي أو غير الرسمي نتركها للدول ذاتها ولظروفها ورؤيتها، وإن كنا نأمل أن يتم الاعتراف الرسمي بأسرع ما يمكن.

– هل تعتقد أن مهمة بعثة المراقبين العرب فشلت خاصة بعد انسحاب المملكة منها؟

– بعثة المراقبين العرب فقدت مصداقيتها لدى شعبنا ولدى العالم أجمع منذ الأيام الأولى لتواجدها في سوريا، وخاصة بعد انسحاب المراقب أنور مالك، وفضحه لعمل هذه اللجنة، وبعدها توالت انسحابات عديدة بلغت أكثر من 22 مراقبا تخوفوا من إعلان أسباب انسحابهم، وجاء إعلان المملكة العربية السعودية بسحب ممثليها في اللجنة، تأكيدا مهما وقانونيا وسياسيا على أن هذه اللجنة كانت غطاء للقتل ليس إلا..والدليل التقرير الذي تقدم به الفريق الدابي..والذي تحدث فيه عن سحب المظاهر المسلحة لنظام الأسد من المدن وهذا لم يحدث أبدا، والدابي يعرف أنه لم يحدث.

– إيران تصعد وأعلنت بشكل سافر أنها ستدعم النظام، أي إيران متورطة في مساعدة النظام؟

– الجميع يعرف أن أحد أهم عوامل استمرار هذا النظام الآن، هو الدعم الإيراني غير المحدود له عسكريا وماليا وسياسيا واستخباراتيا، حتى أن إيران تتدخل في شؤون المعارضة السورية، وتبذل محاولات لاستقطاب بعض التيارات والأشخاص، وتنسيقيات الثورة في الداخل قدمت أدلة في أكثر من مرة ومنذ بداية الثورة على تورط إيران بالوضع السوري كداعم لاستمرار قتل شعبنا، وأوقفت تركيا عدة مرات شحنات أسلحة من طهران متوجهة إلى سوريا عبر رحلات جوية، وكذلك أوقفت شاحنات أسلحة قبل أيام متوجهة إلى سوريا.

– قال قائد الحرس الثوري الإيراني “إن الوضع في سوريا مختلف ونحن نحيطها من العراق ولبنان من خلال إخواننا”ألا ترى بذلك إعلان حرب طائفية ضد الشعب السوري؟

– نبهنا منذ زمن بعيد إلى خطورة النظام الإيراني على المنطقة، فالإيرانيون لديهم نظرة توسعية ويبحثون عن مناطق نفوذ ويحلمون بإمبراطورية فارس الجديدة، وتستخدم طهران المال واللعب على الوتر الطائفي في بلدان كدول الخليج ولبنان وسوريا والعراق… وعلى الوتر الإسلامي في بلدان أخرى كمصر والمغرب وعلى وتر القضية الفلسطينية مع حماس ولا يخفى على أحد دوره في شق الصف الفلسطيني، النظام الإيراني ليس لديه اقتصاد ينافس به أوروبا أو أمريكا أو حتى بلدان آسيا لكي يوسع نفوذه، كل ما لديه مال نفطي وطائفية وإسلام سياسي، وهو دوما في حالة إعلان حرب إما بحجة المقاومة لبنانيا، أو طائفية العراق وسوريا وغيرها، وهو شريك النظام منذ زمن بعيد وليس الآن..من خلال دعمه لنظام فاسد وقمعه الطائفي.

– تولد انطباع أن دولا عربية غير جادة بوقف القتل في سوريا؟

– هذا صحيح وهذا ليس انطباع بل هو قناعة عند شعبنا وأسوأ هذه المواقف هو موقف عسكر الجزائر، وموقف الحكومة اللبنانية، وموقف المجلس العسكري المصري الذي لايزال يحاول الاحتفاظ بالسلطة فلهذا يحاول ألا يدخل بمعمعات إقليمية كما أعتقد، لكن بعد الانتخابات المصرية لمجلس الشعب وتصريحات شيخ الأزهر أعتقد أن الوضع سيتغير.

– نبيل العربي اتهم أنه على تنسيق مع إيران، وان زيارته للعراق ودفعه بمبادرة المالكي ليست سوى تنفيذا لأجندة إيرانية ما رأيك؟

– موضوع نبيل العربي موضوع أصغر من ذلك بكثير، فهو في النهاية موظف، ويستمد موقفه هذا من موقف المجلس العسكري المصري، ولا أعتقد انه بتنسيق مع إيران، أما مبادرة المالكي فهي ولدت ميتة، وهي محاولة إيرانية بدأت وتوقفت بعد رفض المجلس الوطني بكل تياراته التعاطي معها ليس لكونها مبادرة المالكي بل لأنها مبادرة إيرانية بالأساس، والدليل أن هناك شخصيات معارضة من خارج المجلس الوطني السوري زارت إيران في تلك الأثناء والتقت قيادات إيرانية في دول أوروبية..والعراق والمالكي نفسه ليس إيرانيا تماما بل هو مقسوم السيادة إيرانيا وأمريكيا، لهذا يجب الانتباه لهذه النقطة.

– كيف تنظر إلى الموقف الإسرائيلي مما يجري في سوريا خاصة هناك من يقول إن الموقف الروسي يستند إليه؟

– هناك موقف إسرائيلي واضح يرفض التدخل الدولي في سوريا وكانت إسرائيل حتى فترة قريبة مع استمرار آل الأسد.. الآن ونتيجة لعدة عوامل أهمها ضعف الأسد وعدم قدرته على حسم الموقف والثورة ما زالت في تصاعد وانتصارها أصبح أمرا مؤكدا بالنسبة لإسرائيل، لهذا رأينا بعض التغيير في الموقف الإسرائيلي ولم يعد يعنيه استمرار آل الأسد في السلطة، وروسيا تستند إلى الموقف الإسرائيلي، وهنا أريد التأكيد على نقطة أيضا مهمة وهي التقاء مصالح إيراني إسرائيلي يصب في مصلحة النظام ومصالح هذه الدول المتشابكة.

– لماذا تأخر الاعتراف الدولي بالمجلس الوطني؟

– هناك عاملان مهمان في ذلك، الأول أن الدول الغربية لا تريد التدخل العسكري حتى اللحظة، لهذا هي تستقبل المعارضة من الطرفين الذي تعتقده معارضا لكنه ضد التدخل والذي تعتقده معارضا ومع التدخل، لكنها حسمت أمرا واحدا هو أن النظام انتهى وعليه الرحيل.. وهي تبحث مع الجميع من أجل إيجاد أفضل السبل لتحقيق ذلك..العامل الثاني بصراحة هناك توجد جهات معارضة لا تزال تريد بقاء آل الأسد بالسلطة لاعتبارات وتخوفات عديدة لا أريد الدخول في تفاصيلها، وهذا عامل أساسي منع وحدة المعارضة. لكن بالمقابل كل دول العالم تعرف ما الذي يريده الشعب السوري والمجلس أولويته في تحقيق ما يريده شعبنا..

تداخل هذين العاملين يمنع اعتراف الدول بالمجلس كممثل شرعي ووحيد.. رغم أن الاعتراف به كمحاور وممثل شرعي ولكن ليس وحيد، تم من خلال كل اللقاءات التي حدثت سابقا لكنني أعتقد ان المجلس سيشهد تغيرا في تعاطي الدول معه بعد قرار الجامعة العربية الأخير.

– هل تعتقد أن حربا أهلية دخلت فيها سوريا؟

– الحقيقة أن هناك نظاما متمردا على شعبه وعلى سوريا كلها، وليس لديه مصدر قوة إلا العنف الذي يمارسه وفقا لثقافة الجريمة المنظمة وغير المنظمة..النظام أعلن الحرب الأهلية منذ أول شهيد في حوران حيث انطلقت الثورة السورية. بهذا المعنى فإن النظام طرف والشعب طرف آخر، سوريا لن تنزلق لحرب أهلية، لسبب بسيط أن سقوط النظام، ينهي أي مبرر لمثل هذه الحرب، وهذا أمر موضوعي في سوريا هذا من جهة بحكم عوامل عديدة، أهمها أن الشعب بأكثريته الساحقة لن ينجر إلى هذه الحرب وهو يناهض نظام يحاول أن يجر طائفة معه وليست الطائفة التي تتبنى النظام، ولا أحد له مصلحة في ذلك. ربما بعض القوى الإقليمية تحاول أن تثير ذلك، والمجلس الوطني قدم رؤيته ويسعى من خلال نشاطه لقيام مؤسسات مدنية في المناطق السورية بالإضافة للجيش الحر الذي سيحفظ الأمن والسلم في حال سقوط النظام الأسد، أما قبل سقوطه فالحرب على المجتمع السوري قائمة كما قلت قبل قليل.

متظاهرات ضد بشار الأسد وفي الإطارعضو المجلس الوطني السوري غسان المفلح (أ ف ب)

الشرق السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى