صفحات العالم

فشل أنان وشعرة معاوية الروسي!


راجح الخوري

تسلّم كوفي أنان ردّ الرئيس الاسد على “المقترحات المدروسة” التي قدمها له ليتبين انها تحتاج الى “درس” ثم الى”ايضاحات جديدة” تليها “استيضاحات”، بما يعني ان عليه ان ينتظر ريثما ينهي النظام مسيرة الحل العسكري المظفرة.

ربما لهذا دعاه رجب طيب اردوغان الى”عدم السقوط في ألاعيب الايجابيات التي يقدمها الاسد لكسب المزيد من الوقت”. لكن ماذا في وسع انان ان يفعل في انتظار رد الاسد على الاستيضاحات غير القول “إن هناك حلولاً اخرى عند المجتمع الدولي”، وهذا يدعو الى الشك طبعاً في وجود “الفيتو” الروسي الذي يقف حارساً للحل العسكري!

مقترحات انان ثلاثة: سحب القوات العسكرية – السماح بالتظاهرات السلمية – اطلاق حوار جدي برعاية الجامعة العربية والامم المتحدة. لكن بعد ساعات على مغادرته دمشق بدأت المحاولات لإفشال مهمته.

اولاً: تولت موسكو الرد على البند الاول، فاشترط سيرغي لافروف ان يكون الانسحاب متزامناً “لأن انسحاب القوات الحكومية من جانب واحد غير واقعي والأمر لن يحصل شئنا ام ابينا”. اكثر من هذا، طالب لافروف بمراقبين دوليين يشرفون على الانسحاب، وواضح ان تشكيل هؤلاء يتطلب من الوقت ما يتيح للنظام المضي في الحل العسكري الى النهاية، وهو ما يسقط انتقاد لافروف للاسد امام الدوما لأنه تأخر في الاصلاحات، وقد بدا الامر مجرد محاولة لعدم قطع شعرة معاوية الروسي مع الدول العربية!

ثانياً: حاولت دمشق وموسكو شق ولاية انان الى شطرين، بما يفصل بين قسميها العربي الذي يطالب الاسد بالتنحي لصالح نائبه وفقاً لمبادرة الجامعة العربية في 22 كانون الثاني، والدولي المتصل بعجز الشرعية الدولية عن تبني قرار الجامعة المذكور بسبب “الفيتو” الروسي – الصيني. ومن خلال هذا تحديداً يمكن فهم الالتباس الذي احاط بالنقطة الخامسة بعد اجتماع لافروف مع الوزراء العرب، والتي ربطت مهمة انان بقرار الجامعة الذي يطلب تنحي الاسد!

لم يكن هذا خافياً، فمع التصعيد العسكري لتركيع المعارضة جاء الاعلان عن موعد الانتخابات النيابية ليؤكد ان مهمة انان لن تكون اكثر من سياحة على هامش حمامات الدم، فليس من الواضح ما هي الحلول الاخرى التي يقول انان ان المجتمع الدولي يملكها!

وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم يقول: “اذا كان هناك من يعتقد ان نبدأ من الصفر ونستمر اشهراً في المحادثات، فأعتقد ان لا الشعب السوري ولا العالم يستطيع ان يصبر اكثر… ان الوقت قصير وبان كي – مون يعرف ان الوقت قصير وقد اعلن ذلك”.

لكن الدبابات تتقدم، تدمر الاحياء وتسحق مهمة انان، والمعارضة تتشظى والعالم يتفرج من وراء سياج شائك هو “الفيتو” الروسي… فماذا بعد؟

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى