صفحات سوريةعمار ديوب

فورد والثورة السورية في طور الانهزام/ عمار ديوب

 

 

كتب الروائي السوري، مصطفى خليفة، في عام 2012، مقالاً تحليليّاً واستشرافيّاً للواقع السوري، وفيه بعدُ نظرٍ كبير، حيث خَبٍرَ الكاتب النظام والمعارضة، وكان سجيناً سنواتٍ طويلة في الثمانينيات، وروايته “القوقعة” عن سجن تدمر أكثر من مرعبة عن تلك الحقبة. المقال هو “ماذا لو انتصر بشار الأسد؟”. الرجل لم تأخذه الأحلام ولا الأوهام، ووضع سيناريو لمرحلتنا هذه، أي مرحلة انتصار النظام وإخفاق الثورة والمعارضة. يقول أخيرا، السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد، وفي أكثر من تصريح: إن النظام انتصر، وعلى المعارضة أن تتعاطى مع الواقع الجديد، وهو ما يُلاحظ من التصريحات الدولية والإقليمية بصدد التصالح مع النظام.

هناك تطورات كبرى على استنتاجات خليفة، والتي أكدّ فيها أنّ نهاية الثورة ستكون بتغيير المجتمع مذهبياً، وانتصار الحلف الرباعي في كل من إيران والعراق ولبنان وسورية، أي الحلف “الشيعي”. الجديد هو السيطرة الروسية على سورية واقتسام الأميركان لأنفسهم مساحات واسعة من شمال سورية وشرقها وجنوبها، مع ملاحظة أن هذه السيطرة الثنائية لا تُنهي النظام، لكنها بالتأكيد تؤسس لتغييرٍ فيه، بما يتوافق مع مصالح هذه الدول. وهنا لا يتفق صاحب هذه السطور مع الكاتب زياد ماجد، في دراسته “نحو تصفية تقنيّة روسية- أميركية للقضية السورية”، في أن روسيا أصبحت المتحكم الوحيد، وستصبح كل المقررات الدولية لاغية، ولا سيما “جنيف 1” وقرار مجلس الأمن 2254.

سيحاول النظام، وقد استقر الوضع، العمل وفق احتمالين: التحرّك بعيداً عن المحتل الروسي، وذلك لإعادة أجزاء من سلطته المنهارة. وهنا قد يحدث تناقض معين معه، يودي بتصفياتٍ

“الاستقرار في سورية سيعني إلغاء أيّ مبرر لوجود إيران فيها” معينةٍ في النظام ذاته. الاحتمال الثاني، أن يتقبل النظام شروط السيطرة الروسية والأميركية وينصاع لها. ويرجح هذا الاحتمال نظراً لبراغماتية النظام. والبراغماتية هذه يمكن متابعتها عبر كيفية تعامله مع السيطرة الروسية، وكذلك مع الأميركان، حيث حَرِصَ على عدم إغضابهم بأيّة أفعالٍ قد تُصعّد من ضغوطهم عليه، وهذا لا يتناقض مع محاولته الدائمة لإعادة تثبيت نفسه لاعبا أساسيا في السيطرة على سورية من خلال ادعائه محاربة الإرهاب أو صمته على القواعد العسكرية الأميركية في شمال سورية وشرقها.

كان القصد من التوكيل الأميركي للروس بقيادة التغيير في سورية إنهاء الثورة، والتفرّد بتشكيل نظام سياسي يناسب مصالح الدولتين، فلهذا وجدنا الروس يسحقون المناطق الثائرة، وبعد الإضعاف الشديد تمّ تركُ مناطقٍ محدّدة، وهي مناطق خفض التوتر، والتي افتتحت روسيا الحديث عنها عبر مسار أستانة، لتكون عوناً للروس في مساوماتهم مع الإيرانيين على تخفيض وجودهم في سورية. وهذا يخالف رؤية مصطفى خليفة في أن الحلف الرباعي سيفرض سيطرته الكاملة على سورية ولبنان والعراق.

لم يعد من الثورة التي تعنينا أي شيءٍ؛ فالشعب مهجرٌ وبقايا الجيش “الحر” ستكون جزءًا من النظام المقبل، وفق المخطط الروسي. الأنكى أنّه سيتم توظيف هذه البقايا مع جيش النظام في الحرب على الإرهاب، وتحت السيطرة الروسية، وبقصد تعزيز الأخيرة. الفصائل تلك، وبعد أن أصبحت مصدّرة أمراء حرب ليست لديهم مشكلة كبيرة في هذا الالتحاق، سيما وأن الثورة وأهلها صاروا خارج المعادلة لأسباب متعدّدة.

صحيح أن الثورة في طور الانهزام، ويتم تشكيل النظام وفقاً لمصالح الاحتلال الروسي وضمان مصالح الأميركان، لكن ذلك سيكون على حساب المصالح الإيرانية، وستستفيد إسرائيل من ذلك، حيث لم تتوقف زيارة مسؤوليها إلى أميركا وروسيا، من أجل هذا الهدف تحديدا، وكذلك ما يجري من نقاشاتٍ متكرّرة في القيادة الأميركية بخصوص تحجيم إيران وإعادة “احتلال” العراق، وهو ما سيؤدي إلى “قصقصة” أجنحة إيران في العراق وسورية واليمن بشكل رئيسي. وبالتالي، ستكون قوة النظام بمقدار مطواعيته للسياسة الروسية بالتحديد.

سيكون السؤال الطبيعي هنا: النظام انتصر، فكيف سيتم الإعمار، ومن سيقوم به؟ معرفتنا لغياب الموارد الروسية ستدفع بالروس للاستعانة بأوروبا وأميركا والخليج، وهذا سيكون ثمنه سياسياً، أي مصالح سياسية وليست فقط اقتصادية/ وفي إعادة تشكيل نظام الحكم، وبالتالي لا يمكن إبقاء نظام الحكم في سورية على حاله.

نصل هنا إلى تسريباتٍ انتشرت أخيراً، وتقول إن تنظيم داعش سينتهي في أواخر 2017، وسيكون هناك نظام جديد، يحافظ فيه على رأس النظام الحالي لسنواتٍ مقبلة. التسريبات مستمرة بهذا الخصوص وضمن السياق ذاته. أي ضمن إطار انتصار النظام مع تعديله، وإدخال جزء من المعارضة وإعطاء بعض الحقوق للناس، بما يشكل نظاماً جديداً وبداية مرحلة جديدة في سورية.

الإدارة المحلية، أو المجالس المحلية، ستكون ممثلة لمناطقها بالمعنى الخدمي، وستكون

“لم يعد من الثورة التي تعنينا أي شيءٍ؛ فالشعب مهجرٌ وبقايا الجيش “الحر” ستكون جزءًا من النظام المقبل، وفق المخطط الروسي” المعارضة ممثلة سياسيّةً لها في العاصمة، وبقايا الجيش الحر ستندمج بجيش النظام. هذه النتائج هي ما عملت له روسيا عبر تدمير المناطق الثائرة، ومن خلال مناطق خفض التوتر وإشراك الأميركان فيها، وسيستمر ذلك حتى الانتهاء من الرقة ودير الزور وإدلب، والبدء بمرحلة إعادة الإعمار، وهذا سيخضع لشروطٍ سياسيّةٍ إقليمية ودولية كما أوضحت.

ينصح فورد هذا، بخبث، المعارضة والأكراد مجدّداً، بأن يعترفوا بانتصار النظام الكامل. يريد القول إن الثورة انتهت ولن تتجدّد، وستعود الأوضاع إلى ما قبل 2011، ويدفع المعارضة السورية إلى الاعتراف بذلك، وبذلك يساهم بدوره في فك العزلة عن النظام وروسيا وإيران، ورفع العقوبات، وبالتالي تأمين بيئة مستقرة للمصالح الأميركية في كل من سورية والعراق؛ هذا هدفه المركزي، وستكون هذه بداية لتحجيم إيران بالضرورة.

الاستقرار في سورية والمرافق لوجود روسيا وأميركا فيها سيعني إلغاء أيّ سببٍ أو مبررٍ لوجود إيران فيها، والتصريحات المتتالية بخصوص العراق، والمتعلقة بإنصاف السنة، ورفض استفتاء الكرد وتحجيم دور إيران، تدعم فكرتنا هذه.

تنطلق الوصفات الروسية والأميركية مما شكّلوه من واقعٍ جديدٍ في هذه البلدان، أي من خلال الطائفية بالتحديد، وربما يستفيد الأكراد من ذلك في إقرار حكمٍ ذاتي لهم في سورية؛ القضية هنا بالتحديد، ربما لن يُطرح الشكل الطائفي للحكم، كما حال العراق ولبنان، نظراً لمخاطر ذلك الأمر على المصالح الروسية والأميركية تحديداً، ولكنه سيكون الأرضية “المعرفية” لشكل النظام.

رفض السوريين هذا المآل وتسييس المجالس المحلية وإعادة تفعيل العمل الوطني وكيفيه النهوض بسورية، ورفض كل ما ستسقر عليه الأوضاع الاحتلالية، يجب أن يكون الأساس بالنسبة للفاعلين السياسيين.

العربي الجديد

ماذا لو انتصر بشار الأسد/ مصطفى خليفة

يكاد يجمع الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين وحتى بعض الساسة على أن نظام آل الأسد في سوريا آيل للسقوط, وأن المسألة أصبحت الآن مسألة زمن لاغير , مع ما يرافق امتداد الزمن هذا من ارتفاع للتكلفة سواء على المستوى الانساني أم على المستويات العديدة الأخرى .

ولكن وخلافا لكل هذه التوقعات ماذا لو حدثت  » المعجزة  » التي يأمل بها النظام السوري وأعطى الحل الأمني / العسكري النتائج التي يرجوها النظام وحلفاؤه ؟ أي ماذا لو انتصر النظام السوري على شعبه مرة أخرى ؟ وما هي نتائج وانعكاسات هذا الانتصار على مستوى الداخل السوري , وكذلك على المستويين الاقليمي والدولي ؟

قبل الخوض في نتائج هذا  » الانتصار « من المفيد التطرق الى بعض السمات الأساسية لهذا النظام والتي من الممكن أن يكون لها دور ما على صعيد هذه النتائج .

أن أهم ما يمكن الحديث عنه من سمات النظام هو : القسوة الشديدة لديه واستسهال قتل الناس أو ما تطلق عليه المعارضة  » الطبيعة الإجرامية للنظام  » , وتكون هذه القسوة ممزوجة بنزعة عقابية وانتقامية حاقدة , والسمة الثانية البارزة بوضوح هي العنجهية والصلف والاستعلاء على الاخر , مما ينتج عنه عدم استعداد النظام لتقديم أي تنازل تحت الضغط مهما كان هذا التنازل جزئيا وصغيرا ومفيدا له ,وإن اضطر لتقديم أي تنازل سينظر بحقد شديد إلى الطرف الذي أجبره على هذا التنازل ويتحين الفرص المؤاتية للتراجع عن هذا التنازل  والبطش بحقد بالطرف الذي يعتقد أنه  » لوى ذراعه  » في لحظة ما                                                                   .

وبما أن  » انتصار  » النظام لن يتحقق إلا إذا ارتفع منسوب القمع إلى درجة لايكون باستطاعة  المناهضين للنظام تحملها – إبادة جماعية في بعض المناطق , أو شئ قريب من الابادة الجماعية – وهذه الإبادة إذا ترافقت مع سكوت المجتمع الدولي أو اكتفائه بالتنديد والشجب المترافق مع بعض العقوبات التي لايأبه لها النظام , فإن هذا سيفسر من قبله على أنه مطلق اليدين لفعل ما يريد في الداخل السوري دون أية عواقب أو تبعات , وطبعا سيكون محقا في تفسيره هذا  .

ولهذا السبب ولأسباب عديدة أخرى فإن النظام وبمجرد أن يتأكد أنه قد سحق الثورة وأعاد الناس إلى بيوتهم ومنافيهم وسجونهم فإنه سينتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم بهدف إعادة تشكيل المجتمع السوري بالطريقة التي تؤمن دوام نظامه و  » إلى الأبد  » .

لذلك فإن مقولة إن النظام سيخرج ضعيفاحتى لو انتصر هي مقولة غير صحبحة لأن صراعه أساساً ليس مع أي قوة خارجية وهو ليس بوارد المواجهة مع أي طرف إقليمي أو دولي , إنما مواجهته هي مع الشعب وقد خرج منتصراً والمنتصر لايكون ضعيفاً .

وحتى يستقيم أي تحليل للوضع في سوريا سواء راهناً أو مستقبلاً بعد  » انتصار  » النظام لايجب التعامي عن أهمية المسألة الطائفية , وهي مسألة حاضرة بقوة حتى لو كان الجميع ضد الطائفية , وحتى لو صرخت جميع أطراف المعارضة في الداخل والخارج أنها ضد الطائفية , فالتجييش الطائفي الغرائزي هو ركن أساسي من أركان سياسة النظام , وأي محلل غربياً كان أم عربياً مؤمناً كان أم ملحداً يحاول أن يتجاهل دور المسألة الطائفية وتوظيف النظام لها فأنه سيبتعد كثيراً عن الواقع السوري , والواقع يؤكد أن النظام قد نجح نجاحا كبيرا في استثمار هذه المسألة الأمر الذي أدى إلى التفاف قسم هام من الشارع الشعبي السوري وجميع النخب العسكرية والسياسية والثقافية – العلوية بشكل خاص وباقي الأقليات بنسبة لايستهان بها – حول النظام واستماتهم في الدفاع عنه .

أما النتائج المتوقعة لانتصار النظام على مستوى الداخل فيمكن القول أن النظام وبعد أن يتأكد أن العاصفة قد هدأت سيبادر فورا للانتقال من حالة الدفاع عن الوجود إلى حالة الهجوم الشرس لتثبيت وإدامة هذا الوجود , وهو قد حدد سلفا نقاط الضعف ونقاط القوة لديه .

أن أهم نقاط ضعف النظام هو التركيبة المذهية للمجتمع السوري , أي انتماء العائلة الحاكمة إلى الطائفة العلوية التي بالكاد تشكل عشر المجتمع , فهو بالتالي نظام أقلوي مما يطرح دائما مسألة الشرعية ككل , وكانت هذه المسألة حاضرة على الدوام وتقض مضجع حافظ الأسد حيث أضطر إبان صراعه مع الأخوان المسلمين في بداية الثمانينات إلى إعلان إسلامه في خطاب متلفز ونطق الشهادتين وفقا للأصول الدينية المطلوبة التي تؤهل أي إنسان ليصبح مسلما .

أما نقطة الضعف الثانية فتتمثل في عدم إمساكه بالقرار الاقتصادي أو بالأصح عدم سيطرته على الاقتصاد السوري بالطريقة الشمولية التي يسيطر فيها على السياسة والعسكر والأمن , فهو رغم سيطرته على اقتصاد الدولة باعتبارها الرأسمالي الأول في سوريا , وبالرغم من بروز بعض الشخصيات العلوية التي استفادت من أموال الفساد والرشوة لتتحول إلى برجوازية  , إلا أن الرأسمال الخاص في سوريا لازال – سنيا / مسيحيا – وهنا يلاحظ أن نسبة البرجوازيين المسيحيين لاتتناسب وحجم الطائفة المسيحية في المجتمع , فبعد أن كان المسيحيون يشكلون حوالي 10 % من المجتمع وأصبحوا الآن حوالي 5 % حيث هاجر قرابة نصفهم في عهد الأسد الأب  » قسم منهم لأسباب سياسية والأغلب لأسباب اقتصادية  » فإن نسبة البرجوازية المسيحية تصل إلى ما بين 15 – 20 %من البرجوازية السورية .

إذن هذه هي نقطة ضعف التظام الثانية وهي التي تجبره على تقديم التنازلات للتجار والصناعيين – رغم كرهه الشديد لتقديم أي تنازل – وذلك ضمانا لكسبهم أو تحييدهم على الأقل في ظل أي صراع داخلي يخوضه .

أما نقاط قوة النظام فهي كثيرة ومن أهمها آلة البطش والقمع بأجنحتها الثلاث : قوات النخبة في الجيش السوري بقيادة ماهر الأسد والمشكلة أساسا من لون طائفي واحد  » علوي  » ثم أجهزة الأمن وأخيرا فرق الشبيحة , ويجدر الملاحظة هنا أن هذه الأجنحة الثلاث أصبحت تتشابه كثيرا على المستوى التنظيمي وكذلك غلى المستوى المهني / الأخلاقي , فالشبيحة وبعد أن كانوا مجموعات متفرقة وكل مجموعة تتبع زعيما ما يعمل بكل ما هو خارج عن القانون , أصبحت هذه المجموعات كتلة واحدة وانتظمت فيما يشبه الميليشيا العسكرية , بينما الجناحان الآخران – القوات العسكرية وأجهزة الأمن – انحدر مستواها لتمارس القتل والنهب والسرقة , وتراخى وضعها التنظيمي لتصبح أيضا أشبه بالميليشيا .

ومن نقاط القوة أيضا لدى النظام الدعم القوي من إيران وتوابعها – العراق , لبنان – وكذلك العجز والتواطؤ الدولي , وأهم  من كل هذا التردد والعجز العربي وخاصة لدول الخليج التي ستكون المتضرر الأكبر من قيام الحلف الرباعي بقيادة إيران وعضوية العراق وسوريا ولبنان  » الهلال الشيعي الذي حذر منه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني  » .

والآن ما هي النتائج العملية على مستوى الداخل السوري بعد انتصار النظام وانتقاله من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ؟ وما هي الأهداف التي يبتغيها من هذا الهجوم ؟

طبعا سيبدأ النظام هجومه وتحت يده أكثر من – 300 – ألف مقاتل مدججين بأحدث الأسلحة الروسية والإيرانية , وسيسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المتداخلة أو التي يخدم تحقيق بعضها تحقيق الأخرى , وأهم هذه الأهداف : أولا إعادة جدار الخوف والرعب إلى نفوس الشعب السوري , وثانيا الانتقام من المتظاهرين والمحتجين وكل الأطراف التي آذت النظام أو  » أذلته  » , وثالثا السيطرة على القرار الاقتصادي على صعيد القطاع الخاص , ورابعا تغيير التركيبة المذهبية للمجتمع السوري .

كتب مصطفى طلاس وزير الدفاع في عهد حافظ الأسد كتابا حول الصراع الذ ي دار في سوريا سنة 83 – 1984 وكان شقيق الرئيس رفعت الأسد أحد أبطاله وهوالذي كان قائدا لسرايا الدفاع والتي تحولت فيما بعد إلى الفرقة الرابعة التي يقودها الآن ماهر الأسد شقيق بشار      , وسمى الكتاب ثلاثة شهور هزت سوريا , وقد أورد طلاس نصا يقول فيه :  » كانت خطة رفعت كما يلي : القيام بقصف دمشق عشوائيا لإرهاب السكان وقطع أنفاسهم , وستنفذ هذا القسم من الخطة كتائب المدفعية – م . ب 21 – التي تستطيع أن تطلق – 720 – قذيفة في دقيقة وعشرين ثانية , أما هدف القصف فهو إشعار سكان العاصمة دمشق بأن القبضة التي تسلمت الحكم قبضة فولاذية , وبعد قصف المدينة تقوم مفارز المشاة من سرايا الدفاع بعملية سلب ونهب للمدينة المنكوبة , ذلك أن العميد رفعت الأسد كان قد أبلغ ضباطه وجنوده أن المدينة ستكون حلالا زلالا لهم ثلاثة أيام بلياليها مشترطا عليهم ألا يظل فقير واحد في سرايا الدفاع بعدها , فإذا طلب جندي بعدها مساعدة أو إكرامية سيقطع يده .

حينها لم يستطع رفعت تنفيذ هذا السيناريو , ولكن إذا انتصر بشار وماهر بعد هذه الاحتجاجات القوية التي كادت أن تقتلع أسرة الأسد فإن هذا هو السيناريو المتوقع , أي سوف يتم استباحة سوريا بالكامل  » عدا بعض المناطق في جبال العلويين « وسيدأ في سوريا عصر جديد يمكن تسميته  » عصر الشبيحة  » , وسيكون أثقل وطأة على الناس من العصور المماثلة له والتي مرت سابقا مثل عصر الحرس القومي في الستينات وعصر سرايا الدفاع الذي استمر حتى 1984 , وكذلك أثقل من الاستباحات التي حدثت سابقا في حلب وحماة وبعض مناطق سوريا في بداية الثمانينات , ومن خلال الاستباحة سيحاول النظام أن يحقق عدة أهداف أهمها ترويع الناس وإخافتهم وإذلالهم عبر مداهمة البيوت والاعتقالات والنهب والسرقة – والنهب والسرقة سيكونان الحافز القوي الذي يقدمه النظام للشبيحة الذين هم في الأساس لصوص ومهربين , ومعلوم أن جزءا هاما من ثروة سوريا موجود في أيدي النساء ورقابهن على شكل حلي ذهبية , ويمكن التأكيد أن هذا الذهب سيصبح بمعظمه في حوزة الشبيحة وقياداتهم – وستتركز عمليات  النهب على الأغلب في المراكز المدينية الغنية  » دمشق , حلب , حمص , حماة , دير الزور ….. » وستترافق هذه المداهمات بعمليات اغتصاب ممنهجة للنساء والفتيات وخاصة في أوساط السنة بقصد الإذلال وإيصالهم إلى حالة من الإحباط واليأس , ويجدر التنويه هنا أن هذه الممارسات تحدث الآن ولكن الفرق أنها الآن ليست معممة ولا ممنهجة فهي تحدث في ظل المعركة , أما مستقبلا فسوف تتم والنظام وأعوانه مطمئنين بأن لاخوف عليهم ولا حساب .

هذه المداهمات سوف تتم من بيت لآخر كما جرى عام 1980 في مدينة حلب حيث قسمت المدينة إلى قسمين – كان عدد سكانها أكثر من 2 مليون – وجرى تفتيش حلب بيتا بيتا بحجة البحث عن أعضاء الأخوان المسلمين , وقد ترافقت تلك الحملة أيضا مع النهب والسرقة والإغتصاب وإن لم تكن معممة أو ممنهجة وجرى التعتيم عليها كما كل أحداث الثمانينات , واستباحة سوريا كلها سوف تتم تحت عنوان البحث عن المطلوبين من أفراد العصابات المسلحة والإرهابيين , وكان الرئيس السوري قد أعلن في بداية الأحداث أن هناك أكثر من -64000 – مطلوب , ثم عاد بعد فترة ليقول أن الرقم قد تضاعف عدة مرات , وبما أن الثورة السورية هي ثورة مصورة سواء من قبل الناشطين أنفسهم أم من قبل أجهزة الأمن وعملائها , وأن هذه الصور هي قيد التحليل الفني لدى الأجهزة الأمنية المختصة , فمن المتوقع أن يرتفع عدد المطلوبين إلى ما بين  » 1 – 1.5  » مليون شخص , وسيكون مصير هؤلاء المطلوبين واحد من ثلاثة احتمالات : القتل أو السجن أو النفي , النفي يعني أن يستطيع المطلوب الفرار خارج سوريا هو وعائلته , ويقدر بعض الناشطين ممن شهدوا  الأحداث في  الثمانينات ويتابعون ما يجري حاليا أن عدد القتلى خلال السنتين الأوليتين قد يصل إلى  » 200 أو 250  » ألف , سيقتلون رميا بالرصاص أو تحت التعذيب ,وعدد المعتقلين في معسكرات الاعتقال –على غرار سجن تدمر الشهير – ربما يصل إلى ضعف هذا الرقم , أما اللاجئون خارج سوريا فالرقم سيكون قريبا من المليون آخذين بعين الاعتبار أن أغلب اللاجئين سيصطحبون عائلاتهم خوفا من أن يبطش بها النظام , وستتوجه أكثر حركات اللجوء إلى تركيا ولبنان والأردن كمحطات مؤقتة ثم إلى الخليج ودوله الست , ومن يستطيع ستكون وجهته إحدى الدول الأوربية .

إذن خلال سنتين بعد  » الانتصار  » سيحقق النظام هدفين أساسيين : تطويع الشعب وبناء جدار الخوف والرعب أولا ثم الانتقام من المعارضين لنظامه والتنكيل بهم ثانيا , وهو في خضم هذا العمل سيلتفت إلى الأطراف التي اضطر لتقديم التنازلات لها والانتقام منها بما يتناسب وطبيعته الكارهة لهذه التنازلات ومفهومه عنها بصفتها إرغام وإذلال له , وهذه الأطراف هي :

1 – الأكراد : فبعد ما يقارب الخمسين عاما من الإقصاء والتهميش والاضطهاد والاحتقار التي مارسها النظام ضد الشعب الكردي في سوريا تحول فجأة بعد تفجر الأحداث إلى محاولة كسب ودهم في سعي منه لفصلهم وإبعادهم عن المشاركة في الاحتجاجات الأخيرة

ضده , وتجلت سياسة  » كسب الود  » بإصدار الرئيس مرسوماً يتيح لعشرات الآلاف من الأكراد المحرومين من الجنسية السورية بأن ينالوها , وكذلك في حرص النظام ألا يكون هناك قتلى بين المحتجين الأكراد تحسبا لردود الفعل الغاضبة  , فكان يواجه المظاهرات الكردية بنوع من الليونة , كل ذلك بهدف تحييدهم وإبعادهم عن حركة الاحتجاجات , لأن مشاركة الأكراد سوف تكون مؤثرة بسبب أن الساحة الكردية هي ساحة متحركة سياسياً أصلاً , وكذلك بسبب استناد ظهرهم إلى إقليم كردستان العراق بما يعني تأمين عمق استراتيجي مريح لهم وعلى كل المستويات .

هذا الأسلوب  » كسب الود  » سينقلب بعد  » الانتصار  » إلى النقيض , وسيحاول النظام أن ينكل بالأكراد وقواهم السياسية أكثر من غيرهم ليس بسبب أنهم أجبروه على تقديم التنازلات لهم فقط , وليس بسبب أن بعض زعمائهم رفض علناً تلبية دعوة الرئيس لمقابلته وهذه بحد ذاتها تعتبر أهانة قاتلة  » هؤلاء الزعماء على الأغلب لن تسلم رؤوسهم  » وإنما السبب الأهم سيكون بسبب قيام الحلف الرباعي بين إيران والعراق وسوريا ولبنان , والذي ستفرض فيه إيران رؤيتها للكثير من الأمور وفي مقدمتها المسألة الكردية , هذه الرؤية التي لاتعترف بوجود شعب كردي , وبناءً على هذا فمن نافل القول أن أكراد العراق ذاتهم سيتأثرون سلباً بهيمنة الرؤية الإيرانية تجاه قضية الشعب الكردي  .

2 – شيوخ العشائر العرب : أضطر النظام أن يرشي بعض شيوخ العشائر العربية بمبالغ مالية كبيرة لقاء تعهدهم له بالتأثير على عشائرهم ومنعها من المشاركة في الحراك الشعبي ضده , وقدم لهؤلاء الشيوخ الدعم والنفوذ مما أعاد لزعاماتهم بعض بريقها

الذي سبق للنظام أن عمل جاهدا لطمسه ومحوه لأنه لايريد زعامات أو قيادات لأي من مكونات المجتمع غير زعامته وقيادته , إذن هؤلاء أيضاً سينقلب عليهم النظام وقد يطالبهم بالأموال التي يعتبر أنهم قد ابتزوها منه , وقد يعمل على إهانتهم وإذلالهم كما فعل سابقاً حيث كان يعتقل أحد شيوخ العشائر ممن لايظهرون ولاءً كافياً فيقوم بحلق نصف شاربه فقط  » والشارب هنا رمز من رموز الشرف  » ثم يقوم بعرض الشيخ ذي النصف شارب أمام رجاله ونسائه .

3 –  الشبيحة في حلب : يوجد في مدينة حلب – ثاني أكبر مدن سوريا – بضعة آلاف من الشبيحة , وبعض التقاريرتقدر عددهم بحوالي – 25 – ألف فرد , وهم الذين يمسكون بمفاصل مدينة حلب ويهاجمون أية محاولة للتظاهر , ويختلف هؤلاء الشبيحة عن غيرهم في باقي أنحاء سوريا بأنهم جميعاً ينتمون إلى الطائفة السنية وأنهم جميعاً يعملون في عصابات تهريب المخدرات والأسلحة والدعارة , هؤلاء من المؤكد أن النظام سوف يسحقهم بعد انتصاره لانتفاء حاجته اليهم ولأنهم أصبحوا قوة منظمة كبيرة وبنفس الوقت يعلم أن ولاءهم هو لمن يدفع أكثر .

4 – البرجوازية السورية : ستتلقى البرجوازية السورية بشقيها السني / المسيحي ضربات قاتلة من قبل النظام , ليس بسبب اضطراره لتقديم التنازلات المؤلمة لها فقط , وإنما تحقيقاً للهدف الثالث  الذي سيسعى النظام لتحقيقه وهو السيطرة الشاملة على القرار الاقتصادي , وهذه السيطرة تتم وفقاً لعقلية النظام من خلال  » علونة « الرأسمال الخاص , ولذلك سيضع خطة للاستيلاء على كل المنشآت الاقتصادية التجارية منها والصناعية عبر حشد مجموعة كبيرة من أقارب آل الأسد وآلاف الضباط العلويين المتقاعدين وبعض من رموز الطائفة العلوية وهي الفئات التي راكمت خلال العقود الماضية كميات ضخمة من الأموال التي جنتها من خلال الفساد والتهريب واستغلال

النفوذ , وسيوجههم من أجل تنفيذ هدف السيطرة على المنشآت الاقتصادية سواء بالطرق الشرعية أو غير الشرعية , وسيتعرض حينها التجار والصناعيون في المدن السورية الكبرى إلى ضغوط لن يستطيعوا تحملها  » القتل , الاعتقال , الإرهاق بالضرائب , تعطيل المصالح من خلال الإجراءات الإدارية ….الخ  » وسيضطرون إما إلى بيع منشآتهم إلى أزلام النظام أو الإفلاس أو التعرض للإعتقال أو القتل , وفي أحسن الأحوال الهجرة من سوريا وهو الأمر الذي يخدم الهدف الرابع من الأهداف التي يبتغي النظام تحقيقها وهو تغيير التركيبة المذهبية للمجتمع السوري  .

وهذا الهدف الرابع يمكن اعتباره ذي طبيعة استراتيجية حيث لايمكن تحقيقه في مدى زمني قصير , وهو يقوم على شقين , الشق الأول يعتمد على تقليل الأكثرية المذهبية في المجتمع تدريجياً , أي خفض عدد ونسبة الطائفة السنية ورأينا أن الأهداف الثلاثة الأولى تؤدي إلى هذه النتيجة , فالاستباحة والقتل والاعتقال والتهجير – الهجرة السنية قد تبلغ معدلات كبيرة – كلها تؤدي إلى تقليل نسبة السنة وإفقارهم وإضعافهم  , أما الشق الثاني من الهدف الرابع فسيكون مضاعفة الجهود المبذولة لنشر المذهب الشيعي في أوساط السنة , هذه العملية التي بدأت في سوريا منذ ما يزيد على ربع قرن ولازالت ناشطة في مناطق عديدة وإن لم يكن بوتيرة تهدد بتغيير التركيبة المذهبية , ولكن النظام سيعمد إلى إزالة كافة العوائق التي كانت موجودة سابقاً وسيفتح الباب على مصراعيه أمام حملة التشيع  بما يكفل حصول التغيير المطلوب من قبل النظام بأفق زمني قد لايتجاوز عقد من الزمن .

هذه هي الخطوط العريضة للنتائج المحتملة والمتوقعة داخليابعد انتصار النظام السوري وإخماده للثورة المندلعة ضده منذ ما يزيد على العشرة شهور , أما النتائج المتوقعة على مستوى الخارج السوري وخاصة دول الجوار فيمكن الحديث عن واقع جيو سياسي جديد في المنطقة من خلال ولادة الحلف الرباعي بقيادة إيران وعضوية العراق وسوريا ولبنان  » الهلال الشيعي  » , أي أن تتحول العلاقة بين هذه الدول من مستوى التنسيق والتفاهمات السرية إلى حلف بأبعاد سياسية وعسكرية كاملة , وسيشكل هذا الحلف مركز ثقل حقيقي على المستوى الدولي ببعده الجغرافي الممتد من حدود أفغانستان في أواسط آسيا إلى شاطئ البحر المتوسط في غربها , وببعده الديموغرافي  » من 130 – 150 مليون نسمة  » وبعده النفطي حوالي – 6 – مليون برميل يومياً , وعسكرياً أكثر من مليون جندي في حالة السلم .

هذا الحلف ذو الأسنان النووية سيقلب طاولة المعادلات السياسية الدقيقة والقائمة الآن في الشرق الأوسط , وسيكون مصدراً للتوتر الدائم مع دول الجوار والعالم , كما سيكون مصدراً لإشعال الحرائق هنا وهناك  » وهذا ما يبرع به النظامان الإيراني والسوري  » ثم بعدها يحاولان قبض ثمن إطفاء هذه الحرائق .

جغرافياً إذا كان هذا الحلف يشبه الهلال فإن النجمة داخله ستكون شبه الجزيرة العربية بدولها الست مضافاً إليها اليمن والأردن وفلسطين , ولذلك سيرخي الحلف بثقله على هذه النجمة وخاصة منطقة الخليج التي تصدر أكثر من 20 مليون برميل من النفط يومياً  » والغريب أن العالم الذي لم يسمح لصدام حسين أن يجلس على نفط الخليج من خلال احتلاله الكويت يتعامل برخاوة ملفتة للانتباه مع المحاولات الإيرانية لإقامة الحلف الرباعي ومن ثم الجلوس في ذات المكان الذي أراد صدام أن يجلس فيه  » .

أما التأثيرات المباشرة على دول النجمة فهي مزيداً من الصراعات الحادة في اليمن من أجل السيطرة الإيرانية عليه بواسطة الحوثيين مباشرة وتنظيم القاعدة والتنظيمات الجهادية الأخرى بشكل غير مباشر , ولا يخفى النفوذ الإيراني والسوري الهائل داخل هذه

التنظيمات .

أما دول مجلس التعاون الخليجي فستكون عرضة لاضطرابات عنيفة بواسطة الأذرع الإيرانية الاستخباراتية والمذهبية داخل هذه الدول وليس ببعيد تفكك واحدة أو اثنتين منها , كذلك سقوط عروش بعض العائلات الحاكمة هناك .

الأردن سيبدو وكأنه ممسوك من رقبته , فأن مشى بالاتجاه الذي تريده قيادة الحلف تخفف القبضة قليلاً وإلا سيخنق دون رحمة , ومما يزيد من المخاطر على الأردن ككيان مسألتان : الأولى أن لهذا الحلف مرتكزات هامة في الداخل الأردني ذاته , وهي مرتكزات إسلامية مرتبطة بإيران وحماس وأخرى يسارية أو قومية مرتبطة بنظام دمشق , أما ثانياً فهو التقاطع الكبير بين ما يريده هذا الحلف من الأردن وللأردن كمصير وبين بعض المشاريع الإسرائيلية الرامية لتفريغ الأردن من سلطته السياسية ومؤسسات الدولة ودفعه نحو الفوضى باتجاه حل  » الوطن البديل  » .

وفي فلسطين فعلى الأغلب ووفقاً للمعطيات الحالية  سوف يسود المشهد الحمساوي بعد ابتلاع تنظيم الجهاد الإسلامي , والأكثر دراماتيكية سيكون تفكك وتحلل فتح لتصبح فصيلاً هامشياً كغيرها من فصائل منظمة التحرير , وهكذا يتم القبض بيد من حديد على القرار الوطني الفلسطيني ولتغدو القضية الفلسطينية ورقة مساومة بين إيران وإسرائيل .

أما لبنان فإننا إذ نقول أنه جزء من الحلف الرباعي فهذا ناتج عن واقع سيطرة حزب الله عليه , وبالرغم أن الحزب غير منتشر على كامل التراب اللبناني فإنه يستطيع وخلال فترة زمنية وجيزة أن يؤمن هذه السيطرة دون أن يلقى مقاومة تذكر , وقد لايكون  بحاجة للانتشار العسكري فيكفي أن تشكل غرفة أمنية ثلاثية  » ايرانية , سورية , وحزب الله  » في الضاحية أو في عنجر تكون مهمتها إشاعة الخوف واعتقال وملاحقة الرموز السياسية اللبنانية المناهضة للسياسة الإيرانية / السورية حتى تتم السيطرة تدريجياً على كامل الساحة اللبنانية , ومن نتائجها المباشرة سيكون ضرب الصيغة اللبنانية للتعايش والتقاسم  » إلغاء اتفاق الطائف , إلغاء المناصفة ….الخ  » ومن الطبيعي أن تنتهي بعض الظواهر السياسية العائلية  » الحريرية , الجنبلاطية , الجميلية .. » وقد تتدحرج الكثير من الرؤوس الكبيرة  » وليد وتيمور جنبلاط , جعجع , الحريري , فتفت , علوش , الجراح …. » هذا إذا لم يتداركوا أنفسهم وينفذوا بجلدهم .

وعلى المستوى الطائفي : السنة في لبنان لهم نفس مصير السنة في سوريا  » مضايقات جسدية واقتصادية , تهجير , تشيع  » وربما يكون المسيحيون الخاسر الأكبر , لأن حزب الله لن يعود بحاجة إلى أي غطاء مسيحي واللعب سيكون بأوراق مكشوفة , ومعروف أنه يهدف أساساً إلى إقامة جمهورية إسلامية شيعية, أو ما يشابهها إذا لم تسمح له الظروف الدولية والإسرائيلية بذلك , والحزب لن يتوجه بالهجوم المباشر على المسيحيين لحساسية المسألة اوربياً بشكل عام وفرنسياً بشكل خاص وإنما سيدفعهم للهجرة بشكل غير مباشر  » شراء أراضيهم , مضايقات اقتصادية , التضييق على الحريات الشخصية ….الخ  » .طبعاً سيكون هناك تأثيرات كثيرة أخرى  » تركيا , إسرائيل …. » وقد يكون من أهم النتائج على انتصار النظام السوري واكتمال تشكل الحلف الرباعي هو بدء المساومة بين المشروعين : الإيراني والإسرائيلي , وذلك بهدف تقاسم الهيمنة على المنطقة , خاصة إذا انتهى حكم المتطرفين الإستفزازين لدى الطرفين وجاءت حكومات معتدلة أو براغماتية .

مصطفى خليفة  – كاتب سوري

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى