صفحات الحوار

قائد “الجيش السوري الحر”: نرغب بدور لـ”ناتو” ضمن ضوابط وآلية..ونفضّل تفويض تركيا بذلك


خطف الناشطين السوريين يتم بتنسيق مع أطراف لبنانية باعت الضمير الإنساني.. ومدينون لمن يحمي أهلنا من غدر حزب الله”

“قوة الآلة العسكرية التي يستخدمها النظام تفوق التصورات ونعمل بإمكانات فردية دفاعًا عن الشعب السوري.. وأتمنى وصول الأسد للمحاكمة العادلة”

فيما تعمل جامعة الدول العربية على وضع آلية التنسيق الأنجع مع “المجلس الوطني السوري” المعارض في سبيل وقف داومة العنف في سوريا وتأمين الحماية اللازمة للشعب السوري، ومع عودة الدور التركي ليبرز في هذا المجال من خلال تماسه الجغرافي مع الأراضي السورية وقدرته تاليًا على فرض “منطقة عازلة” تؤمن الهدف المنشود عربيًا، وهو ما كان في صلب محادثات وفد المجلس الوطني السوري مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، وما سيكون محورًا أساسًا على جدول المباحثات العربية التركية في الرباط منتصف الأسبوع الجاري.. في خضم هذه الأجواء كان لا بد من استطلاع معطيات قائد “الجيش السوري الحر” المتمركز في تركيا العقيد رياض الأسعد حول مستجدات الأحداث المتصلة بالثورة السورية وآفاقها، خصوصًا في ظل الحراك العربي المتصاعد في تفاعله مع مطالب هذه الثورة والدور التركي المرتقب في هذا المجال.

العقيد رياض الأسعد وصف في حديث مطوّل لموقع

 “NOW Lebanon”

 الثورة السورية بأنها “ثورة الجبابرة العزّل”، مشددًا على كونها “لم ترتدِ ولن ترتدي البُعد المسلح، والسلاح محصور بيد الجيش السوري الحر الذي سيكون النواة التي سيتهيكل بداخلها ومنها باقي الجيش العربي السوري الذي لم تتلوث يداه بدماء السوريين”.

وإذ لفت إلى أنّ “النظام السوري وحشيّ لم يترك أسلوبًا إجراميًا لم يستخدمه ضد المتظاهرين، فهو قتّل وهجّر واعتقل وعذّب واستخدم السلاح الثقيل والغازات المحرمة دوليا”، أكد الأسعد اتساع رقعة “الانشقاقات الفردية والتهرب الكبير من أداء الخدمة الإلزامية (…) وانعدام الإرادة والعقيدة القتالية لدى أفراد الجيش لكونهم أولاً وأخيرًا من نسيج الشعب السوري”، معوّلاً في هذا السياق على “انشقاقات عسكرية عمودية كبيرة في المرحلة المقبلة عندما تتأمن الحماية الدولية المأمولة”.

الأسعد الذي أكد أنّ “الجيش السوري الحر يعمل بإمكانات لا تتجاوز الأسلحة الفردية للدفاع عن الشعب السوري”، لفت في الوقت عينه  إلى “العمل على تعزيز قدرات هذا الجيش من خلال الغنائم التي تُغنم من كتائب الأسد وشبيحته وبعض الأسلحة التي أمكن الحصول عليها من شبكات التهريب بأموال بعض المتبرعين الشرفاء من أبناء الوطن وهم كثر والحمد لله” بحسب تعبير الأسعد الذي أعلن أنّ حجم الإنشقاقات في الجيش السوري “تجاوز الخمسة عشر ألف عنصر”، إلا أنه أشار في المقابل إلى أنّ “قوة الآلة العسكرية التي يستخدمها النظام السوري في بطش الشعب تفوق التصورات”، وطالب الأسعد حيال ذلك “بتدخل حلف شمال الأطلسي “ناتو” في سوريا ولكن ضمن ضوابط وآلية محددة لا تؤدي إلى تدمير البنى التحتية للوطن أو تؤدي إلى النيل من سيادته”، وأضاف الأسعد: “أقولها بصراحة مطلقة إننا نرغب بدور لحلف الـ”ناتو” يتمثل بضربات جوية على أهداف محددة لا سواها وتتم بالتنسيق مع الجيش السوري الحر بدقه والتزام”، مفضّلاً في هذا المجال “أن تُعطى تركيا تفويضًا بهذا العمل فهي قادرة أكثر على فهم التركيبة الديموغرافية السورية والتعامل معها؛ كما أنّ الشعب السوري يثق بالحكومة التركية وتطلعاتها”، وذلك مع عدم ممانعته “دورًا للقوات البرية التركية داخل الأراضي السورية بهدف تأمين منطقة عازلة وتطبيق حظر جوي” لحماية المدنيين السوريين.

وردًا على سؤال، أكد الأسعد أنّ المعارضة السورية وصلت لمرحلة متطورة من التنسيق والانسجام، وتعمل كافة الأطياف في هذه المرحلة لإسقاط النظام والانتقال بسوريا الى الدولة المدنية الديمقراطية”، وأعرب عن ثقته في ضوء “توحّد أطياف المعارضة حول هدف إسقاط النظام” بأنّ “الرؤية صارت أوضح وتحقيق الهدف صار أقرب”.

وفي حين لاحظ أنّ الدول العربية باتت متيقة من أنّ الرئيس السوري بشار الأسد “لا يمكنه الإصلاح وأنّ أيام نظامه باتت معدودة”، أعرب الأسعد عن تطلعه إلى “دور عربي فاعل أكثر يمكّن الثوار السوريين من إسقاط هذا النظام الذي يتعارض مع رغبات الشعب وتطلعاته”.

كما وصف المواقف الدولية تجاه الأزمة السورية بأنها “سلبية، ولا زالت تقف موقف المتفرّج”، مشددًا على أنّ “الهواجس الدولية ليست مبررة أمام القتل اليومي الذي يرتكبه النظام” السوري.

وعن مواقف الأفرقاء اللبنانيين من الأزمة السورية، أسف الأسعد “لأن يكون هناك موالون في لبنان لهذا النظام السوري الذي لم يترك أثناء احتلاله لبنان طائفة أو حزب أو مدينة أو قرية إلا ونالت نصيبًا من ظلمه وإجرامه”، مؤكدًا على أنّ “اختطاف المعارضين والناشطين السوريين من على الأراضي اللبنانية يتم بالتنسيق مع أطراف لبنانية باعت الضمير الإنساني ولم تحترم واجب الضيافة على أقل تقدير”، وأضاف الأسعد مستدركًا: “لكن ما يخفف من ألمنا هو التيار اللبناني الذي احتضن أهلنا الهاربين من آلة النظام العسكري وقمعه وبطشه فقدموا لهم ما استطاعوا وأمّنوا لهم الحماية من تيارات الغدر وتحديدًا منها حزب الله”، مؤكدًا في سياق متصل “رصد العديد من الباصات الداخلة من الأراضي اللبنانية تحمل عناصر من “حزب الله” ومن تيارات أخرى وهي تعبر الحدود اللبنانية إلى سوريا، كما تم رصد بعض القناصة الذين اعتلوا الأسطح والمباني وهم يستخدمون البنادق القناصة ضد المتظاهرين العزل، وقد تم قتل البعض منهم في مواجهات مع الجيش السوري الحر”.

وعن تصوره لمصير النظام السوري الحالي، لفت الأسعد إلى أنّ “هذا النظام طبع في ذاكرة الشعب حبّه للقتل وسفك الدماء وانتهاك المحرمات، لذلك فإنّ الشعب سيعمل على إزالة كل آثاره المتمثلة في حزبه السيء الصيت وأجهزته الأمنية القمعية التي فاقت فظائعها كل وصف، وفرقته الرابعة التي ارتبط اسمها بمجزرة تدمر وبقتل الشعب على سائر تراب الوطن”، وأضاف: “إذا تمكنّا من إخراجه من الجحور التي سيلتجأ إليها، وكنا أول الواصلين إليه، أتمنى أن يصل بشار الأسد إلى المحاكمة العادلة التي ننشدها”.

 وفي ما يلي النص الكامل لحديث قائد “الجيش السوري الحر” العقيد رياض الأسعد.

ما الذي دفعكم للانشقاق عن الجيش السوري وتشكيل ما بات يعرف بالجيش السوري الحر؟

بدايةً نسأل الرحمة لشهداء ثورة الحرية والكرامه السورية والتحية المخلصة لنضال شعبنا الأبي في سبيل التحرر من الظلم والطغيان، هذا الشعب الذي يستحق منا بذل دمائنا وأموالنا وأولادنا، له منا ألف ألف تحية..

أما دوافع الانشقاق، فهي قيام هذه العائله الحاكمة (الأسد) باستباحة الوطن والشعب وتحويله إلى مزرعة، وانحراف الجيش العربي السوري عن مساره الوطني وزجه في صراع الهدف منه فقط حماية هذه العائله ومرتزقتها واستخدام أساليب ممنهجة لقمع شعبنا، فلم يتركوا وسيلة من انتهاك لحرمات البيوت وهدم للمساجد واعتقال الناس وقتل المتظاهرين والاعتداء على الأعراض وتحويل البلاد الى ساحة حرب… العالم أجمعه صار يدرك مدى إجرام هذه النظام.

ونتيجة تزايد أعداد المنشقين الأحرار من ضباط وصف ضباط وجنود، ولما يفرضه الواجب الوطني والأخلاقي علينا، حيث أننا أقسمنا على حماية الشعب وتراب الجمهورية، قررنا تشكيل الجيش السوري الحر لنقرن القول بالفعل لتحقيق هدفنا في حماية أهلنا وشعبنا ووطننا.

 كيف تصف الثورة السورية وماذا تحقق حتى الآن من الأهداف المرجوة منها على المدى القصير والمتوسط للوصول للغاية النهائية؟

ثورة الشعب السوري هي ثورة الجبابرة العزّل؛ ثورة الشعب المُصّر على التحرر من  الاحتلال الأسدي. النظام واجه المتظاهرين العزّل بآلة حربية ولم يستطع القضاء على ثورة هذا الشعب العظيم، وهذا دليل عل الصمود الأسطوري لشعبنا.

أما الأهداف المرجوة على المدى القصير، فهي تضافر كافة الجهود لتصب في خانة حماية شعبنا ومساعدته على الاستمرار بوجه هذه الحمله الشرسة من النظام، وعلى المدى المتوسط تحقيق الانسجام بين المستوىين السياسي والشعبي، ونحن كجيش سوري حر نواة لجيش سوريا المحررة، بحيث تتناغم جهودنا جميعا كل في اختصاصه لإسقاط النظام، وبعدها ندخل في مرحلة قصيرة هي ترتيب الاستقرار ووضع أسس قيام الدولة المدنية الديمقراطية التعددية.

 ماذا عن واقع المعارضة بين الداخل و الخارج؛ من يقف إلى جانب الثوار السوريين في الداخل وعلى مستوى الإنتشار السوري؟

يقف بجانب الثوار، الشعب السوري بغالبيته العظمة في الداخل، والمغتربون السوريون في مناطق الإنتشار. ولا ننسى دور الشعوب العربية في كافة الدول العربية وتعاطفهم معنا ومع قضيتنا الحقة.

وعن واقع المعارضة، فبسبب قمع النظام تأخر الربط بين معارضي الداخل والخارج وذالك لأسباب عديدة، أهمها قمع النظام للسياسيين والناشطين داخليًا وخارجيًا، ولكن بحمد الله وصلت المعارضة لمرحلة متطورة من التنسيق والانسجام، والجميع يعلم الآن أنّ صناديق الاقتراع ستكون الحكم، في حين تعمل كافة الأطياف في هذه المرحلة لإسقاط النظام والانتقال بسوريا الى الدولة المدنية الديمقراطية.

 ماذا عن الثورة السورية بين التظاهر والتعبير السلمي وبين بداية إرتدائها بُعدًا مسلحًا؟

لم ترد ولن ترتدي الثورة البُعد المسلح، والسلاح محصور بيد الجيش السوري الحر فقط. وسيكون هو الجهة والنواة التي سيتهيكل بداخلها ومنها باقي الجيش العربي السوري الذي لم تتلوث يداه بدماء السوريين.

الثورة السورية هي من أكثر الثورات سلميّة، وما من دليل أكبر على سلميّتها من مواجهة هذا النظام المجرم للناشطين والمتظاهرين الذين استعملوا الكلمة والاغنية وتظاهروا بصدورهم العارية، مواجهتهم بالقتل والتعذيب والتنكيل.

 هل من فكرة عامة عن الأساليب التي استخدمها النظام السوري ضد المتظاهرين؟

النظام السوري وحشي لم يترك أسلوبًا إجراميًا لم يستخدمه ضد المتظاهرين، فهو قتّل وهجّر واعتقل وعذّب واستخدم السلاح الثقيل والغازات المحرمة دوليا (بمواجهة المتظاهرين).

 ماذا عن أفق المعارضة السورية والثوار، هل تخشون التشققات في صفوفكم؟

أطياف المعارضة والثوار والجميع توحدوا وهدفهم واحد هو إسقاط النظام، وتسعى جميع هذه الأطياف بكافة الوسائل، وتختار المسالك التي تراها لتحقيق الهدف الذي توحدت حوله، وأعتقد أنه مع تزايد أو تنامي جذور الثورة وتوقّدها، فإنّ الرؤية صارت أوضح وتحقيق الهدف صار أقرب.

 ماذا عن واقع الجيش والأجهزة في سوريا، وماذا عن حالة الانشقاق في هذا الإطار؟

حاليًا الجيش يعاني من نقص شديد في كوادره، حيث الانشقاقات والتهرب الكبير من أداء الخدمة الإلزامية وسقوط القتلى وأعداد الجرحى المتنامي في صفوفه مع استمرار الثورة، وكذلك الإرادة والعقيدة القتالية المعدومة لدى أفراده إذ إنهم أولاً وأخيرًا من هذا الشعب.

الإنشقاقات ما زالت في إطارها الفردي لكنها تتزايد، وما جرى في جبل الزاوية وريف حماه وحمص، حيث رفض العسكريون الذين أمضوا إجازة عيد الأضحى العودة إلى وحداتهم، وعددهم يتجاوز الثمانين من مختلف الرتب، ونحن نتطلع إلى انشقاقات عمودية كبيرة في المرحلة القادمة عندما تتأمن الحماية الدولية المأمولة.

 ماذا عن الجيش السوري الحر؟ ما هي الإمكانيات؟ كيف تتفاعلون مع الشعب السوري؟ وهل من أفق معين في هذا الإطار؟

الجيش السوري الحر أصبح القوه الفاعلة الأساسية على ساحة الثورة السورية، والشعب الثائر يلتف حوله ويعقد الآمال عليه، وهو يعمل بإمكاناته التي لا تتجاوز الأسلحة الفردية للدفاع عن هذا الشعب.

نعمل على تعزيز قدرات هذا الجيش من خلال الغنائم التي تُغنم من كتائب الأسد وشبيحته وبعض الأسلحة التي نتمكن من الحصول عليها من شبكات التهريب بأموال بعض المتبرعين الشرفاء من أبناء الوطن وهم كثر والحمد لله. وعندما يستمر النظام في قتل شعبنا العظيم فإننا سنعمد بالتأكيد إلى تأمين السلاح الثقيل الذي نواجه به طائرات هذا النظام ودباباته ومدفعيته التي يستخدمها في قمع الشعب المطالب بالحرية.

 كيف تنظرون الى الربيع العربي؟

هي الحرية التي سُلبت منذ عقود خلت، وكان لغيابها التأئير الكبير في تأخّر الأمة بالسير في ركب الحضارة وتقدمها، وقد أشرقت مجددًا على أرجاء المنطقة فذاب الثلج وأزهر ربيع الحرية وعبق عطرًا في قلوب الشعوب وروحها فاهتزت طربًا تُنشد الخلاص وتدفع الدماء في سبيل كرامتها واللحاق بقطار الحضارة، وقد عبرنا عن ذلك من خلال رفضنا لواقع هذه الأنظمة.

 كيف تنظرون للمساعي العربية لحل الأزمة السورية، والقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية؟

الدول العربية باتت مقتنعة بأن الشعب الثائر ماض في طريق تحرره لا محالة، بعد أن أيقنت هذه الدول أنّ هذا الفاجر (بشار الأسد) لا يمكنه الإصلاح وأنّ ايام نظامه باتت معدودة، والمساعي التي قامت بها الأطراف العربية، وإن جاءت متأخرة، لكنّ نتائجها أتت جيدة وإن كانت دون المأمول ونتطلع إلى دور فاعل أكثر يمكننا من إسقاط هذا النظام الذي يتعارض مع رغبات الشعب وتطلعاته.

 ما هو أفق الأزمة في سورية؛ ماذا عن المواقف الدولية في هذا الإطار؟

سوريا تعيش حاليًا أزمة سياسيه كبيرة فهي تكاد تكون في عزلة دوليه تامة؛ فالنظام بات يواجه مشكلات كثيرة مع الشعب ومع الدول المجاورة، فأعداد النازحين في تركيا على الحدود تشكل له مشكلة، وكذلك في الأردن ولبنان، وما زالت آثار فظائعه الإجرامية ماثلة في لبنان؛ وكذلك آثاره في الأزمة العراقية التي تدخّل فيها هذا النظام سلبا، بالإضافة إلى علاقاته الباردة مع الدول العربية؛ والتوتر الذي أوجده مع الدول الأوروبية نتيجة لتخبطه.

وعن المواقف الدولية (تجاه الأزمة السورية) هي بنظرنا سلبية، فهي ما زالت تقف موقف المتفرّج، نحن نعلم أن هناك هواجس دولية، لكنها ليست مبررة أمام القتل اليومي الذي يرتكبه هذا النظام الفاجر.

 كيف ترون مصير النظام السوري والرئيس بشار الأسد؟

هذا النظام طبع في ذاكرة الشعب حبّه للقتل وسفك الدماء وانتهاك المحرمات؛ لذلك فإنّ الشعب سيعمل على إزالة كل آثاره المتمثلة في حزبه السيء الصيت وأجهزته الأمنية القمعية التي فاقت فظائعها كل وصف، وفرقته الرابعة التي ارتبط اسمها بمجزرة تدمر وبقتل الشعب على سائر تراب الوطن؛

إذا تمكنّا من إخراجه من الجحور التي سيلتجأ إليها، وكنا أول الواصلين إليه، أتمنى أن يصل بشار الأسد إلى المحاكمة العادلة التي ننشدها.

 ماذا تقولون في تعاطي لبنان بجناحيه الموالي والمعارض مع الأحداث في سوريا؟

من المؤسف جدًا أن يكون هناك موالون للنظام السوري في لبنان، فمن المعلوم أنّ هذا النظام أثناء احتلاله لبنان لم يترك طائفة أو حزب أو مدينه أو قرية إلا ونالت نصيبًا من ظلمه وإجرامه؛ ومن المفترض من وقع عليه ظلم من ظالم أن لا يرضاه لأحد، ولكن ربما يقومون بذلك بروح الانتقام من الشعب الذي لا علاقة له في ما وقع من اضطهاد وظلم على الأخوة اللبنانيين فهم كانوا شركاء في هذا الظلم، وما جرى من اختطاف للمعارضين والناشطين السوريين من على الأراضي اللبنانية بالتأكيد كان بالتنسيق مع أطراف لبنانية باعت الضمير الإنساني ولم تحترم واجب الضيافة على أقل تقدير. لكن ما يخفف من ألمنا هو هذا التيار اللبناني الذي احتضن أهلنا الهاربين من آلة النظام العسكري وقمعه وبطشه فقدموا لهم ما استطاعوا وأمّنوا لهم الحماية من تيارات الغدر وتحديد منها “حزب الله”. ولهؤلاء نحن مدينون لهم فهم منّا ونحن منهم.

 هل بلغت المفاوضات بينكم وبين المجلس الوطني السوري حدّ التنسيق؟

التنسيق مع المجلس الوطني يعتبر في بدايته ونتطلع إلى تنسيق أكبر، ويعود التأخير في ذلك إلى الولادة العسرة للمجلس الوطني وتأخّر تشكيل لجانه وتوحيد الرؤى لديه.

 صدرت بعض الاتهامات من قبل معارضين سوريين إلى عناصر من لبنان في المشاركة بعمليات قمع المتظاهرين في سوريا؛ هل تتبنون هذا الاتهام؛ وما هي معلوماتكم عنه؟

لقد تم رصد العديد من الباصات الداخلة من الأراضي اللبنانية تحمل عناصر من “حزب الله” ومن تيارات أخرى وهي تعبر الحدود اللبنانية إلى سوريا، كما تم رصد بعض القناصة الذين اعتلوا الأسطح والمباني وهم يستخدمون البنادق القناصة ضد المتظاهرين العزل، وقد تم قتل البعض منهم في مواجهات مع الجيش السوري الحر.

 ما حجم الانشقاقات في الجيش؛ وكيف يتم التواصل بينكم، وأنتم في تركيا، وبين العناصر المنشقة في الداخل السوري؟

الانشقاقات في الجيش باتت كبيره وقد تجاوزت الخمسة عشر ألف عنصر، وحول التواصل فإن التقنيات الالكترونية الحديثة التي أصبحت في متناول الإنسان العادي يتم استخدامها في السيطرة على وحدات الجيش السوري الحر والتي يرأسها قادة ميدانيون يستخدمون بدورهم كافة أنواع أجهزة الاتصال؛ كما يقوم أركان الجيش السوري الحر بزيارات ميدانية إلى ساحات العمل بطرق خاصة طبعا لا يمكننا البوح بها.

 هل تشجعون تدخل حلف شمال الأطلسي “ناتو” في سوريا؛ وهل تتوقعون تكرار التجربة الليبية في سوريا؟

قوة الآلة العسكرية التي يستخدمها النظام في بطش الشعب تفوق التصورات، والجيش السوري الحر بإرادته القوية وتسليحه المتواضع يفعل كل ما بوسعه للدفاع عن الشعب وإسقاط نظام الطغاة العتاة؛ وأمام تعنت هؤلاء الأوغاد المتمثل في شخص بشار الجزار والقتل المستمر يوميا بالعشرات؛ فإنّ تدخل الـ”ناتو” في سورية مرحب به ضمن ضوابط وآلية محددة لا تؤدي إلى تدمير البنى التحتية للوطن أو تؤدي إلى النيل من سيادته؛ وأقول بصراحة مطلقة إننا نرغب بدور لحلف الـ”ناتو” يتمثل بضربات جوية على أهداف محددة لا سواها تتم بالتنسيق مع الجيش السوري الحر بدقه والتزام. ونحن نفضّل أن تُعطى تركيا تفويضًا بهذا العمل فهي الجار الأقرب وتربطنا بها علاقات تاريخية وثقافية مميزة تجعلها القادرة أكثر على فهم التركيبة الديموغرافية السورية والتعامل معها؛ كما أنّ الشعب السوري يثق بالحكومة التركية وتطلعاتها، ولا مانع لدينا من دور لقواتها البرية داخل الأراضي السورية لتأمين المنطقة العازلة وتطبيق حظر جوي.

أما عن التجربة الليبية، أعتقد أنّ الأمر مختلف، فالطبيعة الديمغرافية الليبية تختلف كثيرًا عن مثيلتها في سوريا؛ وبالتالي تختلف الوسائل والسبل المتبعة لإسقاط هذا النظام، والتعاطي مع المجتمع الدولي في هذا المجال يحتاج إلى تمعّن شديد لما يمثله موقع سوريا في منطقة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى