درويش محمىصفحات سورية

كل نوروز وسورية بخير

 


درويش محمى

أكثر ما كنا نخشاه ونحن نشاهد “بن علي” وهو يرحل عن تونس، والرئيس حسني مبارك وهو يغادر القاهرة، ان تدب الحماسة في الشارع الكردي السوري، فيعيد الكرة ويقوم بانتفاضة جديدة على غرار انتفاضة 12 مارس اذار عام 2004، ولحسن الحظ “خشيتنا” لم تكن في محلها، والشارع الكردي لم يحرك ساكناً، والغضب الكردي العارم لم ينفجر، والشباب الكردي وهو السباق دائماً لم ينزل الى الشارع وكأن الامر لا يعنيه، وحسناً فعل، فالمسلم لا يلدغ من الجحر نفسه مرتين.

انتفاضة 12 اذار الكردية خلفت وراءها عشرات الشهداء، كما خلفت وراءها العديد من القوانين والاجراءات العنصرية بحق الشعب الكردي، فالنظام السوري اعتبر تلك الانتفاضة خروجاً فظاً للكرد على سلطته وطاعته، وفي غياب الشارع السوري العريض، تفرد النظام السوري المنتفضين، وتعامل مع الشارع الكردي بقسوة لا مثيل لها، لكنها لم تصل أبدا إلى قسوة وتجاهل الشارع السوري وصمته حيال انتفاضة الكرد السوريين شركائه في الوطن والمصير.

اشاطر الكثير من ابناء جلدتي، عدم ثقتهم بمواقف البعض في المعارضة السورية، فهذه المعارضة تضم في صفوفها من هو ملكي اكثر من الملك، وعفلقي اكثر من عفلق نفسه، لكن هذا لا يعني بتاتاً، ان نفقد الثقة بما هو ات، فالنظام السوري هو الاسوأ على الاطلاق، هذا النظام الذي وصل به الامر مؤخراً لقتل وتصفية الجندي الكردي وهو في خدمة العلم السوري.

كما اشاطر العديد من ابناء جلدتي من الكرد السوريين، تحفظهم على الدعوات التي قالت برفع مليون علم سوري في عيدهم القومي عيد “النوروز”، كيف لا وفي ظل هذا العلم تعرض الكرد لكل انواع وصنوف القهر والحرمان، وفي ظل هذا العلم اعتبر الكرد مواطنين من الدرجة الثانية، لا بل حرم مئات الالاف منهم من حق المواطنة، لكن ماذا عن العلم السوري القديم علم الاستقلال؟ وللكرد في استقلال سورية رواد ورواد.

اليوم وفي ظل ما يجري في البلد، لا بد لنا ان نقول: عفى الله عما مضى، فالذي جرى يوم الجمعة الماضي، في كل من دمشق ودرعا وحمص وبانياس وحلب ودير الزور، والذي سيجري يوم الجمعة القادم في كل تلك المدن، امر جلل لا يوقفه لا بطش النظام السوري ولا ضعف المعارضة السورية، والكل يعلم، ان الشعب السوري بصدد بناء دولته من جديد، دولة حرة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع بالحقوق والواجبات.

طالما قلنا ونقولها اليوم ايضاً، ان قضيتنا نحن اكراد سورية تحل في دمشق وليس في اي مكان اخر، وأذا كانت دمشق ودرعا وحمص وبانياس وباقي المدن السورية، تثور على الطغيان من اجل مستقبل افضل، فمدينة القامشلي ومدينة عفرين وكوباني وباقي المناطق الكردية، وسكانها وكما تعلمون، هم احفاد السلطان العادل صلاح الدين الايوبي والشهيد يوسف العظمة والشجاع ابراهيم الهنانو، لا شك، ان دورهم سيكون فعالاً وحاسماً ورئيسياً في عملية التغيير الجارية اليوم في سورية، وكل نوروز وسورية حرة وديمقراطية وبألف بخير.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى