صفحات العالم

كُنتم خير أمةٍ أخرِجْت للناس!!!

 


تنسيم حسون

تعاني انظمتنا العربية “التي تدّعي الديمقراطية” من داء الوقاحة، ففي الوقت الذي خرج فيه الشعب أخيراً عن صمته وثار وتمرد على القمع والظلم وطالب بحريات انسانية اساسية لا تكمتمل بدونها الطبيعة البشرية، تقوم انظمتنا العربية بعين الوقح تأثراً بمقولة “اذا لم تستح فافعل ما شئت!”، بمحاربة الشعب بكافة الوسائل المُتحاة بدء من التلاعب بالمشاعر والافكار، ونهاية بالقتل والسفك الدموي دون تمييز، طبعا مرورا بالمداهمات والاعتقالات ونشر الأكاذيب والمحاولات العديدة لحجب الاعلام  الحيادي وقتل الحقيقة بحجة الخوف على سلامة الصحافيين والاعلاميين… والخ. تلك الوسائل القمعية التي ثار الشعب بسببها ولأجل انهائِها، ها هي تُمارس عليه في خضم ثورته..

وبدل ان تنهج تلك الحكومات النهج السليم وتحاول العودة الى الطريق الصواب وتتعلم من ثورات وانتفاضات ما سبقها من أنظمة، تبدأ بالتخبط غضبا وخوفا من نهاية حتمية، فتقوم بحملة قرارات عشوائية، تزيد فيها من المداهمات والاعتقالات لشباب وشابات في مقتبل العمر وتحاول بكل غباء التعتيم على الوقائع اليومية بما فيها من مظاهرات، ثورات، اعتراضات،عنف، قتل لأبرياء…والخ، وتحاول اخفاء الحقائق التي باتت تسود العالم بثواني من خلال شبكة الانترنت، والأكثر قبحا القيام بترهيب الشعب وتخويفه من التلفظ بأي لفظ لا يوالي الحكومة ويمجدها، حجتها في ذلك المحافظة على الوطن والقضاء على المخربين الارهابين الذين يعيثون بسلامة المواطن العربي وأمنه.

ثم يقوم هؤلاء بالاعلان عن تلبية كافة مطالب الشعب والتكفل بحريته وحرية تعبيره عن رأيه، في حين يقوم احد قواتهم في نفس اللحظة بمداهمة هذا البيت واعتقال ذاك الشاب او تلك الشابة، بلا اي تهمٍ سوى محبة الوطن والرغبة بالتغيير الايجابي.

يا له من تناقض ويا له من استخفاف بالشعب وبمقدرته على فهم الخطط التي تُحاك ضده.

والأسوء من كل هذا محاولتهم ارسال رسائل مبطنة للعامة مفادها ان الطائفية ستقتلنا وستفرق شملنا، ليحشو عقولنا بالتراهات الطائفية، هدفهم في ذلك بلبلة وحدة صف الثوار والمتظاهرين الذين اجتمعوا على كلمة حق واحدة، وتكاتفو  بكل طوائفهم وانتمائتهم لدحر الظلم والاستبداد والتأكيد على أن محبة الوطن تفوق كل الأديان.

للأسف لا لم ولن تعتبر الحكومات العربية من دروس غيرها، ولم تحاول تصحيح الخطأ وادراكه قبل ان يتفشى، وهاهي الثورات تجوب الأوطان العربية، بنفس السيناريو ونفس المطالب مع تغيير طفيف في شخصيات المُثار ضدهم والذين يجمعهم حب السُلطة والثروة والتمسك الاعمى بالكرسي متناسين مصلحة الوطن.

على أمـــل…

تحيةٌ لكل الشعوب العربية…تحيةٌ تليق بالأبطال..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى