صفحات سورية

لأن في صدري نفس …. سورية : يسقط الارهاب الأمني، يتنفس الشعب، يحيى الوطن

 


من Bilal Zaiter‏

لا أنتمي و لم أنتمي لأي حزب..و لا لأية جماعة …ربما هي نعمة  حباني بها عقلي في دول تدين بدين القطيع. يحركها الانفعال أكثر ما يحركها العقل

خدام و بنوه متزلفون و كذلك تلك الدعوات التي أطلقها ثلة من السوريين الرافلين في سُندُسِ الغُربة و استبرقها مؤخراً على الفيس بوك

و في ذات السياق شعرت باشمئزاز شديد من جملة التعبيرات المنافقة التي راح يطلقها عدد ممن تصدوا بطريقة أكثر تزلفاً أو أقله لا وعياً لدعوات أولئك متهمينهم بالعمالة و الخيانة

لن يستطيع أحد استيعاب ضخامة و جلل الأحداث التي دقت تونس و مصر

لكن المؤكد هو أن على الأنظمة العربية الباقية أن تستبق الأحداث إن أرادت البقاء ..ما من معصوم اليوم

و كيف تستبق الأنظمة العربية سلوك شعبها؟

بترك مساحات للتعبير أولاً.. بتطوير التعليم و اصلاح القضاء ثانياً

بالطبع إن سورية دولة يصعب العيش فيها بشكل كبير… الفساد المستشري يقضي على شعور المواطنة. جذوره ممتدة في عمق الهوية الوطنية ..بات ملمحاً أساسياً من ملامح الهوية السورية المعاصرة

يوم سقطت بغداد كتبت أنه حين يختان شرطي المرور ضميره و الزوج عهده و المعلم علمه و القاضي قسمه تصبح خيانة الحاكم أمراً بديهياً

أدرك أن من آليات صناعة الرأي و قيادته تكريس رسائل اعلامية وفق أجندة معلومة و مقررة..ما من شك في هذا..لكن الذي لا أدركه هو مكابرة بعض الأنظمة و من بينها النظام السوري على مواجهة بعض الحقائق ومن جملة تلك الحقائق أن لا أساس من الصحة لجملة تقول أن رفع سقف التعبير سيقود إلى استهتار بمكانة أي نظام سياسي و سقوطه

على العكس من ذلك تماماً . . . السلطة الأبوية .. الأحادية .التوجه تخلق قلقاً شرعياً

نحن نحس ضغط الهواء و إن كنا لا نراه. كليشيه

اليوم جرى بيني و بين صديقة الحوار التالي: أنا أهاجم النظام الأمني القمعي السوري و هي تدافع عنه…سألتني ماذا تريد بالظبط؟؟ ثم أردفت قائلة انا أنظر لغيرنا من الدول النامية و أقول أننا بألف خير.. ماذا تريد؟؟.. قلت لها أريد حقي.. ببساطة حق التعبير .. حقي أن أتحدث بلا خوف..

صَمَتَت. ثم اسـتأنفَت ..لا أنا لم أصمت لأني اقتنعت بل لأنه لا جدوى من الحوار معك في هذا الموضوع

لقد أصابني كمونٌ ايجابي و أنا أتابع تونس و مصر..أصابني ما قد يكون أصاب كثيرين من شباب سورية أو سوريا سمها كما تشائين أو تشاء

مشيت في الشوارع.. تأملت وجوه العابرين.. التجهم يملؤ وجوهنا. و هنا أتحدث عن وجوهنا نحن

ليس لتجهمنا علاقة بتونس و مصر.. تذكرت أنها وجوه مألوفة الكآبة منذ ما قبل الثورات.. لكن بها شيئاً خالصاً خاصاً آخر لم أكن قادر على تمييز كنهه حتى وقت قصير..

إنه تعبير الشك

إننا فاقدو الثقة و فاقد الشيء لا يعطيه

تمشيت في الشوارع ..جلست في حديقة السبكي….عطرٌ ما ليس له رائحة ثورة أو دماء زكية على الاطلاق يملؤ الأجواء

الناس أعداء ما جهلوا.. الأمن السياسي ليس بعبع لأن الموت ليس بعبع..التعذيب بواسطة بساط الريح و الكهرباء و الماء ليس بعبع…. الدين ليس بعبع و كذلك الالحاد…..الأسد ليس بعبع و كذلك فقراء الصيصان…اتهامي بالخاينة ليس بعبع و كذلك كلماتي

هل أنا معارض ؟ ربما جداً

ماذا أريد؟ الحياة من خلال حقي في التعبير

العدالة الاجتماعية

العلم

برلمان حر و نزيه تقوده طليعة خبيرة و ليس طليعة توزع الخراف و تفتح المضافات في انتخابات مجلس الشعب

عندي مشكلة في أن تصبح سورية مملكة الأسد؟ إطلاقاً

عندي مشكلة في أن تصبح سورية مملكة فلان و علتان و علتان و علتان؟طبعاً

كانت حملة “منحبك” جريمة اعلامية.. اقترحتها احدى شركات السيد رامي مخلوف المختصة بالايفنتس مانجمنت..كانت كارثية على المستوى الاعلامي..اذا كنتم لا تريدون أن تسمعوا هذه الحقيقة فهذا لن يغير من كونها كذلك..لكن إليكم هي

لا يمكن لأحد أن يُقَوِل الناس عاطفة..كلمة أولها مجهول وآخرها مخاطب غير حاضر… من نحن ؟و أين أنت؟

كانت هناك اقتراحات أفضل بألف مرة لتجديد البيعة من عدة جهات و لكنها لم تلقى آذاناً صاغية

إذا كان لا بد من الحب فلا بد من سبب له

من غير المعقول أن يكون شخص أمي قادر على إهانة دكتور جامعي فقط لأن لديه سلطة المخابرات القمعية.. فقط لأن في الشيخ محي الدين و كفرسوسة قبور مظلمة و رطبة تحت الأرض

يسقط القمع الأمني …تسقط غباوات جمع المعلومات الأمنية عن الأشخاص بطرق تافهة و رخيصة و ميكانيكية يدوية.. العالم يتغير.. تعليمة واحدة على برنامج الاس بي اس اس تستطيع أن تصنف لك الناس في فئات يا سيادة رجل الأمن

موظف على باب فرع الأمن السياسي ينسى أن يأخذ مني ورقة استدعاء كُتِبَ عليها يجب تسمليها عند الباب.. و أدخل و أخرج بها

سائقو تكسي يتبارون في أنهم يحملون أكثر من هوية أمنية و يتحدثون عن تكنيك القتل بالصمت الذي يستعملونه أثناء جولاتهم التحقيقية

هذا غباء .. العالم يتغير بات في العالم ما يسمى بالفيسيل ريكوجنيشن.. أمريكا و قطر تعلمان و أسانج يلعمون هذا جيداً..كاميرات المراقبة في دبي تعلم هذا جيداً..يمكن ضبط الأمن و بث الشعور بالأمن دون قتل الناس من الخوف و القلق و الترقب

الشعب الخائف شعب أبله

الشعب الخائف شعب خامل و كسول

الشعب الخائف شعب غير قادر على العطاء

الشعب غير القادر على العطاء شعب فقير و محبط

الشعب الفقير و المحبط و الفاقد الأمل شعب ارهابي..قنبلة موقوته…خلية سرطانية نائمة

يرجى تحرير الاعلام ..ليس من حق مجد سليمان و رامي مخلوف و خلدون قطاع النعل فقط أن يمتلكوا وسائل اعلامية خاصة…فيها بعض الجد و الباقي هزل و سخف

من غير المعقول أن تعتقوا رقابنا على الفيس بوك بكبسة زر…اذا كانت حريات شباب سورية في التعبير يتم السماح بها بكبسة زر فكيف لا تتوقعون أن تكون ثورتهم بكبسة زر .. و إن كان زر عدو؟

من غير المعقول أن يتجلى نجدة أنزور بتطبيق أجندة أمنية استخبارتيه يهين فيها كينونة المسلمين بحجة أنه يحارب الشكل الارهابي للاسلام..فقط لأنه قد يكون في بعض سهراته الأمنية قد أدرك أن هناك تمدداً اسلامياً متشدداً يود أن يفرض نفسه في سورية …قليل من تحليل المحتوى لمسلسل أنزور قد يفيد في تبين السوية الهابطة للترويج لأجندات أمنية قصيرة النظر

نعم العمل الاستخباراتي عمل مشرف و مقدس لكن في سبيل ما هو أقدس و أسمى ..كرامة المواطن و شعوره بالطمأنينة..لا من أجل بث مناخ الريبة و الشك…الريبة و الشك تنجب الخيانة و ربما الطلاق

الاعلام الحر و العدل..مطلبان انسانيان قبل أن يكونا وطنيان أو حقوقيان

شباط – 2011

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى