صفحات العالم

لا جديد في خطاب نصرالله

    علي حماده

بخلاف المحاضرة في “علم” الاعلام والصدق والشفافية والموضوعية والحقيقة التي اداها في اطلالته الاخيرة لمناسبة اليوبيل الفضي لـ”اذاعة النور”، لم يخرج الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بجديد في المواقف االتي اطلقها. وكان واضحا ان كلمته كانت ردا اعلاميا على الغارات الاسرائيلية الاخيرة في دمشق ومحيطها، بعدما تبين ان لا النظام في سوريا ولا ايران ولا “حزب الله” نفسه رد مباشرة عليها، فجاء التفسير ان خير رد يكون استراتيجيا لا تكتيكيا. اكثر من ذلك، واستنادا الى معلومات مستقاة من عواصم اوروبية كبرى جرى اطلاعها على تفاصيل الغارات الاسرائيلية، فإن الطائرات الاسرائيلية استهدفت عشرات الاهداف دفعة واحدة. وبالفعل، تركزت على مخازن اسلحة ومعدات “حساسة” ايرانية مخزنة في سوريا ووجهتها النهائية المفترضة “حزب الله”. اما الخسائر في المعدات فكبيرة، واما في الارواح فالاعداد غير معروفة وغير مهمة، وخصوصا ان الاسرائيليين ما شنوا غارات لتحقيق ارقام عالية في عدد قتلى النظام او “حزب الله” او الايرانيين. وعلى هذا الاساس تلقى بشار الاسد تطمينات اسرائيلية بواسطة موسكو انه غير مستهدف لا هو ولا قواته. والدليل على ما تقدم ان الغارات الاسرائيلية التي طالت العديد من الاهداف المحيطة بالقصر الجمهوري فوق جبل قاسيون استثنت حامية القصر ودمشق التابعة للحرس الجمهوري وقوات النخبة التي تدافع عن النظام في دمشق. وقد كانت التقارير الاولى التي اشارت الى استهداف الوية تابعة للفرقة الرابعة مبالغاً فيها، إذ جرى تفادي كل المواقع التي تحتوي على سلاح تقليدي وقوات مشاة.  تقول المعلومات انه جرى افهام الاسد انه غير مستهدف، وفي الوقت عينه انه ليس خارج دائرة الاستهداف ساعة يجتاز الخطوط الحمر، واولها نقل معدات وصفت بأنها “كاسرة للتوازن”.  لم يأت نصرالله بجديد في اطلالته الاخيرة حين برر قتاله في سوريا بأنه “دفاع” عن القضية الفلسطينية، والمقدسات الاسلامية والمسيحية، ومنعا لسقوط سوريا بيد اسرائيل واميركا متى جرى اخراجها من معادلة “المقاومة”. و بهذا اعاد نصرالله تأكيد التورط الكامل في القتال في سوريا.

على صعيد آخر، أتى الاعلان عن ان النظام في سوريا سيسلم “حزب الله” سلاحا “كاسرا للتوازن” بمثابة رد ايراني مباشر موجه لاسرائيل على ضربها هذا النوع من السلاح، بما معناه ان طهران ستواصل العمل على نقل هذا النوع من الاسلحة الى ذراعها في لبنان. والسؤال: كيف يضمن الايرانيون عدم اختراق المخابرات الاسرائيلية والغربية عموما جميع حلقات النظام الأمنية والعسكرية والسياسية؟ فثمة رواية لا تستبعد فرضية “بيعة” سورية في مكان ما.

النقطة الاخيرة المتعلقة بفتح جبهة الجولان امام ما يسمى “مقاومة شعبية ” وتورط “حزب الله” فيها غامضة في ظل اهتراء النظام وتمدد حروب “حزب الله” من حمص الى ريف دمشق. فسوريا تغيرت كثيراً، وقد “نجح “الحزب في كسب احقاد لعقود مقبلة بين ملايين السوريين الذي لا يفرقون بين اسرائيل و”حزب الله”.

لقد بدا خطاب نصرالله تطمينيا لكوادره اكثر من اي شيء آخر.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى