بيانات الانتفاضة

لا للعنف.. نعم للتغيير: نداء من أجل التغيير، ووقف العنف في سورية

 


تمر سورية اليوم بلحظات عصيبة وحاسمة تضعها على مفترق طرق، فإما أن تتجاوز محنتها وتمضي مرفوعة الرأس نحو مستقبل يضمن الحرية والديمقراطية والمواطنة لجميع فئاتها بغض النظر عن العرق والدين والجنس.. أو أنها ستدفع ثمنا غاليا جدا سيجعل من انتقالها هذا مترعا بالدم، ومحفوفا بالمخاطر من تجييرها وتجييشها لمصالح لا ترضي أحدا، ولا تخدم وطننا.

وسواء اتفقنا أو اختلفنا على أهداف وشعارات المتظاهرين في الشوارع السورية، فإن المسألة الآن تكتسب طابعا مختلفا بسبب رد الفعل العنيف جدا من السلطات السورية، والتي دفعت إلى الساحات المزيد والمزيد من السوريين والسوريات ممن لا يرضون أن يلوث بلدهم/ن ومستقبلهم/ن بالعنف والدم.

إن حق التظاهر السلمي، وحق الاعتصام السلمي، متضمنان رفع أي مطالب لا تتضمن العنف والطائفية، هو حق مصان لكل إنسان وكل مجموعة. وواجب السلطات في هذه الحالات هو أن تحمي المتظاهرين والمعتصمين، لا أن تستخدم القوة والعنف.

إن العنف هو دائرة مغلقة لن ترحم أحدا، وسوف لا تمزق وطننا فحسب، بل ستدفع المزيد والمزيد من أبناء وبنات شعبها إلى نعوش الموت. وحينها لا ينفع أحدا أن يتباكى على الوقت الذي كان بإمكانه أن يفعل فيه شيئا. ولا أن يحمل المسؤوليات لأي جهة كانت.

إن ما يجري اليوم سيفتح الباب واسعا لبعض الأصوات الناشزة التي تحاول الاستقواء بالخارج، وهي أصوات مرفوضة كليا من كل السوريين والسوريات، وقد عبر الشعب السوري عن رفضه هذا في كل مكان، ضمنا الأشخاص المتظاهرون في الشارع الذي أكدوا وطنيتهم والتزامهم بأمن واستقلال سورية، والتزامهم بالتغيير وليس الانقلاب.

الفرصة الآن قائمة، رغم كل ما جرى. والوعود التي قدمت من قبل د. بثينة شعبان، هي مؤشر مبدئي جيد. لكنه لا يشكل مبادرة واضحة ومحددة تؤدي إلى حل الأزمة.

ومن هذه القناعة نوجه اليوم نداءنا إلى السلطات السورية بصفتها الطرف الذي يمتلك القوة، وفي يديه مفاتيح المبادرة لإنهاء هذا الوضع، مطالبين بـ:

1- إصدار أوامر واضحة وقاطعة، تحت طائلة المحاسبة العلنية الفورية، بوقف أي إطلاق للنار على الناس العزل تحت أي ظرف كان.

2- إنشاء لجنة مستقلة تتضمن أسماء حقوقية معروفة بنزاهتها لتحقق بما جرى في درعا بشكل خاص، وفي أي مكان جرى فيه إطلاق نار، تتمتع بالحصانة والاستقلالية، وتنشر نتائج عملها علنا.

3- المحاسبة الفورية لمن اعتقل الأطفال وعذبهم في درعا. وإعلان ذلك في وسائل الإعلام.

4- إطلاق سراح كافة معتقلي الرأي في سورية، سواء منهم من اعتقل على خلفية الأحداث الدامية اليوم، أو على خلفية تعبير سابق عن رأيه.

5- تثبيت تعهد قاطع وصريح بعدم اعتقال أو ملاحقة أي شخص شارك في المظاهرات التي خرجت في أي مكان من سورية.

6- الإلغاء الفوري لقانون الطوارئ.

7- البدء فورا بوضع خطة زمنية محددة لإقرار قانوني أحزاب وجمعيات ديمقراطيين وعصريين.

8- تشكيل هيئة مستقلة تضم مهنيين من خارج الحكومة والأحزاب السياسية تعمل فورا على فتح ملفات الفساد، وتعتمد الشفافية والعلنية في عملها ونتائجها.

 

ومن جهة أخرى، فإننا نوجه نداء إلى كافة المواطنين والمواطنات في سورية الالتزام بالقواعد التالية:

1- رفض أي شعار يحمل تمييزا قوميا أو دينيا أو طائفيا.

2- قيام المتظاهرين والمعتصمين بتنظيم أنفسهم بشكل حضاري بعيدا عن أي شغب أو تخريب.

3- الابتعاد عن دور العبادة جميعا، واعتماد الشارع والساحات للتعبير عن آرائهم ومواقفهم.

4- عدم الرد على أي عنف يصدر عن أي جهة كانت، ضمنا السلطات السورية.

5- التعاون مع الشرطة المدنية في كل ما يخل بأمن أماكن التظاهر والاعتصام.

 

إن طموحات الشعب السوري تتجاوز الإجراءات الترقيعية التي يفكر البعض بأنها قادرة على حل الوضع المتأزم اليوم. وهذا الحال يفتح الباب واسعا لاستغلال أطراف كثيرة لما يحدث خدمة لأجنداتها الخاصة البعيدة كل البعد عن هموم وطموحات الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والعدالة.

إن سورية وطنا لجميع من فيها على قدم المساواة، دون أي تمييز قانوني أو مؤسساتي أو عملي، تتمتع بالحرية والديمقراطية، هي ما تشكل حلمنا جميعا الذي يمكن اليوم، في حال توفرت الشجاعة والجرأة الكافيتين لاتخاذ القرار، أن تكون واقعا ملموسا نفتخر بإنجازه بأقل قدر من الخسارات.

فلنعمل اليوم على تحقيق ذلك، قبل أن يفوت الأوان. ولنحمل جميعا شعارا واحدا لا نحيد عنه لكي نسحب البساط من تحت أي جهات تحاول استغلال الوضع القائم لمصالح أجنداتها الخاصة: ”سورية ديمقراطية لكل من فيها“

دعو كل من نعرفه إلى هذا النداء، عبر الانترنت بكافة أشكاله، ومباشرة مع الناس.. لنجعل صوتنا أعلى..

للتوقيع على هذا البيان.. الرجاء إضافة التوقيع على شكل تعليق أدناه..

*- هذه الصفحة خاصة بالتوقيع مع الموافقة مع الاسم الصريح الثنائي. كل توقيع بغير ذلك، أو تعليق يتضمن آراء من أي نوع.. سوف يجري إهماله.

لإضافة توقيعك.. الرجاء النقر هنا… (التوقيع هو من خلال إضافة اسمك وتعليقك في نظام التعليق)

لا للعنف.. نعم للتغييرنداء من أجل التغيير، ووقف العنف في سورية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى