أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 06 كانون الأول 2015

مؤتمر الرياض لن يشكّل بديلاً لـ «الائتلاف»

الدمام – منيرة الهديب؛ لندن، باريس، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أكد معارضون سوريون أن المؤتمر الموسّع للمعارضة الذي ستشارك فيه أكثر من مئة شخصية سياسية وعسكرية في الرياض يومي الأربعاء والخميس المقبلين، يرمي إلى الخروج بـ «وفد تفاوضي موحّد ورؤية مشتركة» من دون أن يعني ذلك تشكيل «جسم سياسي جديد» بديل لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، في وقت سار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على خطى نظيره الأميركي جون كيري بقوله إن تنحي الرئيس بشّار الأسد ليس شرطاً مسبقاً لتشكيل حلف من عناصر النظام والمعارضة لقتال «داعش» الذي خسر ثلاث قرى بهجوم شنّه التركمان في ريف حلب الشمالي قرب حدود تركيا.

وإذ استمرت أمس الاستعدادات لترتيب مؤتمر الرياض بدءاً من الثلثاء المقبل، قال الرئيس السابق لـ «الائتلاف» أحمد جربا في بيان أمس إن السعودية «قبلت استضافة المؤتمر على أراضيها وتأمين الدعم اللوجستي له بحيث تجتمع غالبية أطراف الثورة السورية، بشقيها العسكري والسياسي، للتوصل إلى رؤية مشتركة حول آليات الحل السياسي ومرحلة الحكم الانتقالي». وتابع أن المؤتمر السوري – السوري سيعقد «من دون تدخل خارجي» ومشاركة «أوسع تمثيل ممكن لأطياف الشعب… مؤمنة بحتمية الانتقال السياسي وإن كانت تختلف حول سبل تحقيق ذلك».

واعتبر مشاركة الفصائل العسكرية والإسلامية «ذات الثقل والتي تؤمن بإمكانية الحل السياسي توفّر لقاء متكاملاً بين العسكريين والسياسيين» بهدف الخروج «برؤية موحّدة ووفد تفاوضي موحد يمثّل تطلعات الشعب»، الأمر الذي «يزيل ذرائع بعض الدول والقوى العالمية حول تشرذم أطراف المعارضة وعدم وجود رؤية مشتركة». وأكد: «لا يهدف المؤتمر للخروج بأجسام سياسية جديدة تُلغي أي تنظيم قائم»، في نفي لأنباء ترددت عن تشكيل جسم بديل من «الائتلاف» بوصفه ممثل الشعب السوري.

وأكد رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة أحمد طعمة لـ «الحياة»: إن الأمور تسير حثيثة، «من أجل مناقشة وثيقة تصدر باسم المعارضة، تكون بمثابة خريطة طريق، للتفاوض مع النظام حول مستقبل سورية»، موضحاً أن الأمور «إيجابية، وللدول الصديقة دوراً كبيراً في حل الخلافات والعُقَد التي قد تحصل بين الممثلين»، لافتاً إلى أن لدى السعودية القدرة على الوصول إلى «نتائج مميزة في حل الاعتراضات والعُقَد، برعايتها الأخوية والأبوية للسوريين، ومكانتها في نفوسهم، ودعمها اللامحدود للمعارضة».

وأكد أن هناك «مجموعة من النقاط التي لا يمكن التنازل عنها أثناء المفاوضات، وهي: رحيل بشار الأسد، وألا يكون له أي دور في المرحلة الانتقالية أيضاً، ووحدة سورية حكومة وشعباً، والتمسك بمرجعية بيان جنيف، وتشكيل جسم الحكم الانتقالي والانتقال بسورية إلى الديموقراطية»، مؤكداً عدم وجود خلافات «حادة» بين «الائتلاف» و «هيئة التنسيق الوطنية». وقال: «يمكن تذليل جميع الخلافات بين هيئة التنسيق الوطنية والائتلاف، إذا اتفقا معاً في مسألة رحيل الأسد ووحدة سورية والخروج بوثيقة واحدة». وقال أن الأكراد «مكوّن أساسي من المكونات السورية، ولكن لهم توجّهات مختلفة»، لافتاً إلى مشاركة «المجلس الوطني الكردي» وشخصيات وطنية كردية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لصحيفة «لوبروغريه دو ليون» أمس إن «مكافحة داعش لن تكون فعالة تماماً إلا إذا اتحدت كل القوى السورية والإقليمية»، متسائلاً: «كيف يكون ذلك ممكناً طالما بقي الأسد الذي ارتكب كل هذه الفظائع ويقف ضده جزء كبير من شعبه؟». ثم أضاف أن الوصول إلى «سورية موحدة يتطلب انتقالاً سياسياً. هذا لا يعني أن الأسد يجب أن يرحل قبل الانتقال لكن يجب أن تكون هناك ضمانات للمستقبل». وكان كيري دعا الخميس في بلغراد إلى تدخل قوات برية عربية وسورية لمحاربة «داعش»، وأوضح: «اذا تمكنا من تنفيذ عملية انتقال سياسي، سيكون في الامكان جمع الدول والكيانات معاً: الجيش السوري مع المعارضة (…)، الولايات المتحدة مع روسيا، وغيرهم سيتوجهون لمحاربة داعش».

إلى ذلك، جدّد رئيس «الائتلاف» خالد خوجة تأكيده أن «العدوان الروسي ما زال يستهدف الجيش الحر ويغض الطرف عن تنظيم داعش». وأضاف أن المقاتلات الروسية «قتلت حوالى 600 مدني منذ بدء غاراتها في سورية نهاية ايلول (سبتمبر) الماضي».

ميدانياً، سيطر مقاتلون تركمان على ثلاث قرى شمال سورية، في أولى المعارك التي يتولون قيادتها ضد «داعش» في المنطقة الحدودية مع تركيا، ما تسبب بمقتل 13 منهم على الأقل، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأوضح أن عناصر من لواء «السلطان مراد» تمكنوا من السيطرة في الساعات الأخيرة على ثلاث قرى كانت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في ريف حلب الشمالي، وهي براغيدة والخربة وغزل. وأفيد بتفجير «داعش» سيارة في ريف حلب ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين.

 

شوارع دمشق ومؤسساتها خالية من الشباب… عدا عناصر النظام وميليشياته

لندن، دمشق – «الحياة»

يتزايد حالياً، انحسار هروب شريحة الشباب في أحياء دمشق وشوارعها الرئيسية، بعد إطلاق النظام حملة هي الأكبر من نوعها منذ اندلاع الثورة في البلاد قبل نحو خمس سنوات، لأخذ الشباب إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية في الجيش النظامي، إضافة الى هجرة الشباب بحثاً عن فرص عمل. والشباب الوحيدون الموجودون في دمشق، هم من العناصر المسلّحة من قوات النظام وميليشياته.

ووفق مجموعة شبان سوريين قصدوا تركيا، شمال سورية، بهدف الهجرة الى الدول الغربية، فإن غالبية المارة في شوارع العاصمة الرئيسية وأحيائها والمناطق المحيطة بها هم من النساء والفتيات، وممن تجاوزوا سن الخدمة الاحتياطية من الرجال وطلاب المدارس والجامعات والمسنين، إضافة إلى المتطوعين في «قوات الدفاع الوطني»، فيما يندر وجود شبان ممن هم في سن الخدمة الإلزامية أو مطلوبين لخدمة الاحتياط.

ويهرب معظم من هم في سن الخدمة الإلزامية الى خارج البلاد خوفاً من إلحاقهم بالجيش لتأدية هذه الخدمة، التي بات من غير المعروف موعد انتهائها ومصير من يلتحق بها، خصوصاً أن غالبيتهم يتم الزجّ بهم في الصفوف الأمامية للجبهات الساخنة في القتال ضد مقاتلي المعارضة، وغالباً ما ينتهي مصيرهم الى الموت، فيما يمتنع كثر من المنتسبين الى «قوات الدفاع الوطني» عن الذهاب الى تلك الجبهات، بحجة أنهم انتسبوا الى هذه القوات لحفظ الأمن في أحيائهم والدفاع عنها. وبدا الثراء السريع في صفوف هؤلاء من طرق غير مشروعة، وهو ما ظهر جلياً عليهم، من خلال امتلاكهم سيارات فارهة، والبذخ الذي يقومون به على حياتهم المعيشية.

وقال نشطاء معارضون، أن أحياء مدينة دمشق تشهد منذ أكثر من أسبوع حملات مكثّفة لسوق الشباب إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية في جيش النظام، ذلك على خلفية النقص الحاد في المقاتلين الذي يعاني منه الجيش، بعد فرار قسم كبير منه، وتخلّف أعداد ضخمة من الشباب عن أداء الخدمتين خوفاً من الموت على جبهات القتال. وأفيد بصدور قرار بجمع مئة ألف مقاتل، وبأن لائحة ضمت أسماء 80 ألف شاب، أُعدت من جانب وزارة الدفاع.

وتشمل الحملات، عمليات تفتيش يقوم بها عناصر الأمن للمنازل في الأحياء بحثاً عن المتخلفين عن الخدمتين، وعمليات «تفييش» لبطاقات الهوية تقوم بها عناصر الجيش والأمن على الحواجز المنتشرة في المدينة، إضافة الى تفتيش الحافلات والأماكن العامة من ملاه وحدائق. إذ يتم تجميع من يُحتجزون من المطلوبين للخدمتين أمام حواجز الجيش والأمن ومن ثم نقلهم بحافلات كبيرة الى مراكز السوق.

وقالت مصادر أن خمسة في المئة من الذين وردت أسماؤهم في لوائح الحكومة، موجودون في البلاد. وقال أحد الشباب: «البلاد باتت فارغة من الشباب… الغالبية هاجرت… معظم محال المهن منذ فترة بعيدة تضع يافطات على واجهات الدكاكين تتضمن عبارات عن الحاجة الى عمال دون سن الـ15». كما أشار الى أن مؤسسات الحكومة والخدمات العامة والخصوصية تعاني من نقص العاملين فيها.

وقدّر تقرير سوري عدد المهاجرين خلال السنوات الأربع الأخيرة، بأكثر من مليون شخص، فيما قالت مصادر الأمم المتحدة أن جداولها تضم 4.3 مليون سوري في خمس دول مجاورة، إضافة الى 800 ألف لاجئ في أوروبا، معظمهم سوريون. وتحدّث التقرير عما يزيد عن مليوني عامل فقدوا وظائفهم، وهذا ما عرض حياة ومعيشة أكثر من 6.4 مليون نسمة للخطر وأدخل معظمهم دائرة الفقر المدقع.

ويلجأ بعض المتنفذين الى إدراج أسماء أبنائهم في قوائم الجيش النظامي، مع بقائهم في منازلهم من دون المشاركة في العمليات العسكرية التي يشارك فيها الفقراء، وفق نشطاء.

 

المعارضة تطرد «داعش» من قرى في ريف حلب…. وتوقف هجوماً في درعا

لندن – «الحياة»

عاودت فصائل المعارضة السورية التقدم في ريف حلب الشمالي أمس ونجحت – على رغم تكبدها خسائر كبيرة – في استعادة قرى استولى عليها تنظيم «داعش» في هجوم مفاجئ شنّه قبل أيام. وجاء ذلك في وقت توقّف هجوم أطلقته فصائل معارضة ضد قاعدة عسكرية للنظام في جنوب البلاد، بعد مقتل وإصابة عشرات من المهاجمين. وتواصلت، في غضون ذلك، المعارك بين قوات النظام والمعارضة في أنحاء مختلفة من البلاد، وسط مزيد من الغارات التي تقوم بها الطائرات الروسية.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير أمس، إلى مقتل ما لا يقل عن 13 عنصراً من «لواء السلطان مراد» في اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي وذلك خلال «تقدّم اللواء مدعماً بفصائل أخرى ومحاولته استعادة مناطق كان التنظيم قد سيطر عليها في وقت سابق». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس أن «لواء السلطان مراد» هو «فصيل يضم مقاتلين تركمان» ويخوض إلى جانب الفصائل المقاتلة اشتباكات ضد «داعش» في ريف حلب الشمالي في محاولة لاستعادة السيطرة على عدد من البلدات والقرى التي تمكن التنظيم من السيطرة عليها في وقت سابق. وتتركز الاشتباكات بين الطرفين، وفق عبدالرحمن، في المناطق الواقعة شرق مدينة اعزاز، قرب الحدود السورية – التركية. وتمكنت الفصائل في الساعات الأخيرة من السيطرة على قرى حدودية عدة من التنظيم أبرزها براغيدة والخربة وغزل، وفق عبدالرحمن. ولم يتمكن المرصد من تحديد حصيلة القتلى في صفوف «داعش»، لكنه أكد وجود خسائر بشرية في صفوفه. وأفاد عبدالرحمن، من جهة أخرى، بأن طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن أغارت بعد منتصف الليل على سيارة تابعة لـ «داعش» في منطقة الاشتباكات شرق اعزاز، ما أدى إلى تدميرها بالكامل. وقال عبدالرحمن إنه لم يُعرف هل كانت السيارة محملة بالذخائر أو بعناصر من التنظيم.

وفي الإطار ذاته، أوردت «الدرر الشامية» أن عناصر المعارضة شنّوا هجوماً مضاداً في ريف حلب الشمالي واستعادوا السيطرة على قرية الخربة ومزارعها بعد طرد عناصر «داعش» منها. وأضافت أن المعارضين اقتحموا أيضاً بلدة غزل وسيطروا عليها بعدما كان تنظيم «داعش» سيطر عليها أخيراً. ولفتت إلى أن المعارضين «تمكنوا خلال الأيام الماضية من استعادة السيطرة على قرية براغيدة شرق مدينة إعزاز، إضافة إلى قريتَيْ حرجلة ودلحة اللتين يقطنهما التركمان».

وفي مدينة حلب، قال المرصد إن «الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة قصفت مناطق في حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، ما أدى إلى سقوط جرحى».

وفي ريف حلب الشرقي، دارت بعد منتصف ليلة الجمعة – السبت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط مطار كويرس العسكري «وسط تقدم لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة»، وفق المرصد. وقالت مواقع موالية للنظام إن القوات الحكومية سيطرت على قرية «نصرالله» القريبة من كويرس.

وفي محافظة اللاذقية على الساحل السوري، قال المرصد إن مقاتلين اثنين من الفصائل الإسلامية أحدهما مسلم الشيشاني القائد العسكري لـ «كتائب أنصار الشام»، قُتلا في «الاشتباكات المستمرة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط منطقة عرافيت بمحور جب الأحمر في ريف اللاذقية الشمالي». وأورد معلومات عن استعادة قوات النظام السيطرة على برج زاهي، في وقت «دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة وعناصر من الحزب الاسلامي التركستاني من جهة أخرى، في محيط تلة الزيارة بقمة النبي يونس بريف اللاذقية الشمالي، ومعلومات عن تقدم لقوات النظام وحزب الله اللبناني في المنطقة، ومقتل عنصر من قوات النظام». وأوردت مواقع موالية للنظام أن قواته سيطرت أمس على قمتي جبلين في ريف اللاذقية الشمالي.

وفي محافظة حماة (وسط)، تحدث المرصد عن تنفيذ طائرات حربية يُعتقد أنها روسية 6 غارات على بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بالريف الشمالي، بينما قصفت قوات النظام قريتي العنكاوي والقاهرة بسهل الغاب في الريف الشمالي الغربي. أما في محافظة حمص المجاورة، فقد أشار المرصد إلى اشتباكات بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش» في منطقة البيارات غرب مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ترافقت مع تنفيذ طائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» غارات على مناطق الاشتباكات. ولفت إلى معلومات عن تفجير «داعش» عربة مفخخة في منطقة البيارات.

وفي درعا بجنوب البلاد، قال المرصد إنه «ارتفع إلى 18 على الأقل عدد مقاتلي الفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة الذين استشهدوا ولقوا مصرعهم خلال هجومهم… على قرية جدية وكتيبتها، والذي أسفر أيضاً عن إصابة أكثر من 35 آخرين بجروح، وأسر قوات النظام مقاتلين آخرين من الفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة». ونشر «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله»، من جهته، أن 13 فصيلاً مسلحاً شارك في معركة الهجوم على كتيبة جدية بريف درعا لكنّ المهاجمين اضطروا إلى وقف عمليتهم بعد سقوط 48 قتيلاً في صفوفهم بينهم «12 قائداً ميدانياً».

وكان المرصد أشار الجمعة إلى مقتل أكثر من 50 مدنياً بينهم 16 طفلاً في غارات وقصف لقوات النظام في أنحاء مختلفة من سورية لا سيما شرق دمشق. وقال المرصد ان «طائرات النظام قصفت بلدتي جسرين وكفربطنا في غوطة دمشق الشرقية ما أسفر عن 35 قتيلاً على الاقل بينهم ستة أطفال إضافة إلى إصابة العشرات». وفي منطقة دوما شرق دمشق أيضاً قتل ستة أشخاص بينهم طفلان بسقوط صواريخ.

وفي شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت من منطقة الجسرين يظهر شخص قائلاً «لحم سوري للبيع».

وحمل الائتلاف السوري المعارض القوات الروسية مسؤولية الهجوم على الجسرين، وكتب على موقع «تويتر» أن «الطيران الروسي استهدف سوقاً شعبية في الجسرين ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة خمسين آخرين».

وفي وسط البلاد، قتل 11 شخصاً بينهم أربعة أطفال في قصف للطيران استهدف مدينة تلبيسة في محافظة حمص، وفق المرصد.

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، قتل 14 على الأقل في «داعش» في غارة جوية – يرجح أن يكون شنها الائتلاف الدولي – استهدفت مدرسة يتمركز فيها التنظيم المتطرف.

 

معركة «كسر العظم» في جبل التركمان.. روسيا تكثف قصفها الجوي وتركيا تزيد إمدادات الأسلحة

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تتواصل معركة «كسر العظم» بين النظام السوري والميليشيات الشيعية المدعومة بغطاء جوي روسي وبين المقاتلين التركمان والثوار السوريين المدعومين من تركيا في جبل التركمان في ريف اللاذقية، وسط توقعات بتصاعد الاشتباكات في ظل تنامي الأزمة بين موسكو وأنقرة منذ حادثة إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة السوخوي الروسية على الحدود مع سوريا نهاية الشهر الماضي.

المعركة التي تحولت إلى ما يشبه الحرب بالوكالة بين القوتين الكبيرتين باتت ساحةً لتصفية الحسابات بين تركيا وروسيا التي تهدف إلى دعم قوات الأسد في السيطرة على المنطقة لتوسيع دائرة نفوذ حليفها السوري على الشريط الحدودي مع تركيا التي ترى في ذلك تهديداً كبيراً لأمنها القومي وتدفع بقوة باتجاه منع سقوط هذه المناطق بيد قوات الأسد. وتتركز جهود الطرفين على إحكام السيطرة على أعلى قمة في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي (جبل زاهية) الواقعة على بعد خمسة كيلوا مترات عن الحدود التركية، ويقول خبراء إن السيطرة عليها تعني أنّ جبل التركمان بما فيها الحدود التركية، ومعبر اليمضية، ومخيمات الحدود ستصبح في مرمى نيران هذه الجهة.

والجمعة، كثفت الطائرات الحربية الروسية غاراتها على مناطق متفرقة في جبل التركمان لا سيما قمة جبل الزاهية التي تتمتع بأهمية إستراتيجية وتبادل الطرفان السيطرة عليها طوال الفترة الماضية، حيث أسفرت الغارات الأخيرة عن مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين السوريين التركمان، كما اتهمت المعارضة الطائرات الروسية باستخدام القنابل الفراغية والعنقودية بالغارات الأخيرة.

وبحسب مصادر من المنطقة، فإن الطيران الروسي شن خلال أقل من 48 ساعة أكثر من 300 غارة على قرى جبلي الأكراد والتركمان، مشيرةً إلى أن القصف الذي شهده ريف اللاذقية في الأيام الثلاثة الماضية ترافق مع موجة نزوح كبيرة من الأهالي باتجاه الحدود التركية.

في سياق متصل، أعلنت فصائل تابعة للجيش السوري الحر وفصائل تركمانية مسلحة مقتل وإصابة العشرات من قوات النظام السوري خلال صد هجمات متواصلة للنظام الذي يحاول التقدم لإتمام سيطرته على باقي المناطق في جبل التركمان.

وفي مؤشر آخر على أهمية المعركة للأسد وداعمه الروسي، أعلنت هذه الفصائل أنها قتلت وأصابت عسكريين إيرانيين وآخرين من حزب الله وميليشيات شيعية أخرى زجت بها روسيا لحسم المعركة وتحقيق نصر على الأطراف المدعومة من أنقرة التي يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصفها بالجماعات الإرهابية متوعداً بالقضاء عليها.

وفي الوقت الذي تقول فيه تركيا إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت أكثر من مرة قوافل شاحنات للمساعدات الإنسانية في ريف حلب ومناطق متاخمة للحدود التركية السورية، تقول موسكو إن الغارات استهدفت قوافل أسلحة ترسلها أنقرة لفصائل من المعارضة السورية لا سيما الفصائل التركمانية التي تقاتل في ريف اللاذقية، لكن صور ومقاطع فيديو أظهرت قوافل مساعدات ومدنيين تمزقت أجسادهم بفعل الغارات الروسية.

وقبل أيام اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأول مرة بأن بلاده ترسل مساعدات عسكرية للمقاتلين التركمان، وشدد مع رئيس وزراءه أحمد داود أوغلو في أكثر من تصريح على أن بلادهم لن تترك التركمان لوحدهم في مواجهة الغارات الروسية وهجوم قوات الأسد.

وتسود تكهنات حول تطورات سير هذه المعارك، مع ورود أنباء غير مؤكدة عن نية أنقرة إمداد المقاتلين التركمان بأسلحة متطورة وربما صواريخ مضادة للطائرات لتعديل موازين القوى التي تسير لصالح قوات الأسد المدعومة بغطاء جوي كثيف وغير مسبوق من الغارات الروسية. وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي لمزيد من التدهور في العلاقات الروسية التركية في حال حصوله.

وأعلن فصيل مسلح في الساحل السوري عن امتلاكه لـ»منظومة دفاع جوي أرض ـ جو جديدة تم تصنيعها محلياً من قبل خبراء عسكريين ومهندسين وضباط منشقين عن نظام الأسد، لتتمتع بكامل الصفات التقنية المطلوبة لإسقاط الطائرات العسكرية»، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن «المنظومة قادرة على إطلاق عدة صواريخ بسرعات كبيرة للمناورة مع الطائرات العسكرية، فضلاً عن إمكانية توجيه الصاروخ بعد القذف، ويصل مدى الصاروخ إلى ما يزيد عن ثمانية كيلو مترات متمكناً بذلك من إسقاط الطائرات الحربية والمروحية».

وعلى الرغم من إعلان موسكو المتكرر أن قواتها تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، تنفي أنقرة بشدة أن يكون هناك أي تواجد للتنظيم أو لجبهة النصرة في منطقة جبل التركمان، ويرى مراقبون أن من ضمن أهداف روسيا والنظام السوري في تكثيف جهودهم للسيطرة على هذه المنطقة هو إفشال مخطط أنقرة لإقامة منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع سوريا.

 

الائتلاف الوطني السوري: الاتحاد الديمقراطي الكردي يمارس التعذيب

أربيل ـ العربي الجديد

انتقد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، خالد خوجة، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بسورية PYD، بسبب تشكيل إدارات ذاتية في عدد من المناطق، متهماً إياه بممارسة التعذيب ضد المناوئين لسياساته.

 

وقال خوجة في تصريح صحافي بأربيل في إقليم كردستان العراق الذي وصله على رأس وفد للائتلاف الوطني السوري المعارض، إن نظام الإدارات الذاتية التي قام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بتشكيلها في مناطق يتواجد بها الأكراد بسورية وأطلق عليها “كانتونات”، هو نظام سيئ وغير صحيح، مبيناً أن “ما يقوم به الاتحاد الديمقراطي في سورية عمل سيئ، حيث يتعرض المواطنون في ظله إلى التعذيب، وقد قام المجتمع الدولي بنشر تقارير عدة حول تعرض المواطنين إلى ضغوط كبيرة لجهة دفعهم للانخرط في التشكيلات المسلحة”.

 

وتابع قائلاً “الكانتونات محاولة لإثارة الفوضى في المنطقة وتقسيم للأراضي السورية، وهو ما نرفضه ونؤكد على التمسك بوحدة الأراضي السورية، مع ضمان حقوق كافة المكونات فيه”.

 

وقلل خوجة من أهمية “ادعاءات”، حزب الاتحاد الديمقراطي حول كونهم “القوة الوحيدة التي استطاعت الانتصار على داعش”، قائلا “هذا غير صحيح، الجيش الحر استطاع هو الآخر دحر داعش، والانتصارات في سورية ليست للاتحاد الديمقراطي وحده، بل هي للمجلس الوطني الكردي في سورية وللشعب الكردي، ولم يشارك الاتحاد الديمقراطي وحده في القتال بل هناك 70 الفاً من المكونات المختلفة شاركت في القتال ضد النظام”.

 

وعن سبب زيارتهم إلى إقليم كردستان العراق، لفت رئيس الائتلاف الوطني السوري إلى أن “وفد الائتلاف يزور أربيل بهدف الاطلاع على رأي رئيس الإقليم مسعود البارزاني حول الأزمة السورية ومستقبل البلد، مضيفاً أن آراء البارزاني “هامة وخاصة في المرحلة الانتقالية السياسية، واللقاء معه كان إيجابياً وله نتائج جيدة”.

 

وحول مؤتمر الرياض لفصائل المعارضة السورية، قال خوجة، إن هناك اتفاقاً مسبقاً حول المؤتمر، الذي يهدف لتنظيم وتوحيد الأطراف والأحزاب السورية حول المرحلة الانتقالية.

 

وحول الحقوق الكردية بسورية، قال خوجة إن هناك آراء مختلفة حول الموضوع، لكن الكرد مكون أساسي ويجب تثبيت حقوقه في مستقبل سورية.

 

وكشف في موضوع متصل، عن حصول تقدم بالمحادثات الرامية لانضمام آلاف المقاتلين الكرد السوريين للجيش الحر، وأن المحادثات وصلت مرحلتها النهائية.

 

تركيا تبحث عن أسواق بديلة لتعويض وارداتها من روسيا

إسطنبول ـ الأناضول

بدأت العديد من القطاعات في تركيا، البحث عن أسواق بديلة، لتعويض الخسائر المحتمل حدوثها نتيجة إعلان موسكو عن جملة عقوبات اقتصادية ستفرضها بحق تركيا، إثر حادثة إسقاط مقاتلتها التي انتهكت الأجواء التركية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ووفقاً لمعلومات نشرتها وكالة “الأناضول”، فإنّه: “من المحتمل أن تكون دول أوروبا والشرق الأقصى، وأفريقيا وأميركا الجنوبية، أسواقاً جديدة لتركيا”.

وأعلنت روسيا أنها ستفرض اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، حظراً على عدد من أنواع الخضار والفواكه الطازجة التي تستوردها من تركيا، وعلى رأسها الطماطم والبصل والبروكولي والقرنبيط والخيار، إضافة إلى البرتقال والتفاح والإجاص والفراولة والعنب.

ويزيد إجمالي قيمة المواد التي سُيحظر استيرادها من تركيا، عن 750 مليون دولار، فيما تبلغ قيمة الصادرات التركية إلى روسيا من الخضار والفواكه الطازجة، ملياراً و270 مليون دولار، حيث ستطرح تركيا هذه المنتجات في أسواقها الداخلية، وعدد من أسواق أوروبا الشرقية ودول الشرق الأقصى.

وذكر مسؤولون أتراك في قطاع إنتاج اللحوم البيضاء، أنّ: “السوق الروسية لا تُعدّ من الأسواق الهامة بالنسبة لهم، وأنّه بإمكان قطاعات الملابس والجلود والنسيج، تعويض خسائرها، عن طريق التصدير إلى بلدان أخرى”.

وفي ما يخص قطاع المقاولات، أوضح القائمون على هذا القطاع أنّ: “تركيا لديها استثمارات تقدر بمليارات الدولارات في روسيا، وأنّ أكثر من 10 آلاف عامل تركي يعملون في روسيا”، لافتين في هذا السياق، إلى أنّه: “بإمكان قطاع الإنشاءات، التوجه نحو الأسواق في أفريقيا، وإيران وأميركا الجنوبية”.

وأوضح مسؤولو القطاع، أن: “سيتم الاستفادة من أسواق قطر والمملكة العربية السعودية وشمال العراق والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، في مجال المقاولات وتصدير المواد الزراعية إلى أسواق هذه البلدان”.

ومن المنتظر أنّ يتم تفادي الخسائر المحتملة عن تراجع توافد السياح الروس إلى تركيا، من خلال التركيز على السياح القادمين من أوروبا، حيث أوضح المسؤولون في هذا القطاع، أنّ إلغاء تأشيرة الدخول بين تركيا ودول الاتحاد، سيساهم في زيادة عدد السياح الأوروبيين القادمين إلى تركيا.

وقال رئيس مجلس إدارة العلاقات الاقتصادية الخارجية، عمر جهاد فاردان، أنّ: “الإجراءات الاقتصادية التي ستتخذها روسيا ضدّ تركيا، ستعود بالضرر إلى كلا الطرفين”.

وأوضح فاردان، أنّ: “الصادرات التركية إلى روسيا تراجعت بنسبة وصلت إلى حدود 40 بالمئة خلال العام الجاري، وذلك نتيجة للمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الأسواق الداخلية في روسيا”.

وأضاف أن: “الخسائر المحتملة في قطاع السياحة، مقارنة مع قيمة الصادرات التركية، لا تعادل 1% من الناتج القومي الإجمالي للبلاد.. تركيا ستعمل على تعويض هذه الخسارة، عبر الانفتاح على الأسواق الأخرى مثل أفريقيا أو أميركا الجنوبية أو إيران.. تركيا تعوّل كثيراً على الدول الأوروبية لتعويض هذه الخسارة”.

بدائل في ما يخص الواردات

وفي ما يخص المواد التي تستوردها تركيا من روسيا، فإنّ مادة زيت بذور عبّاد الشمس، تأتي في مقدمة المواد التي تستوردها تركيا من روسيا، فقد بلغت قيمة الصادرات الروسية إلى تركيا من هذا الصنف خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، 601 مليون دولار، ويعادل هذا الرقم 41% من إجمالي المستوردات التركية من الزيوت النباتية الحيوانية البالغة قيمتها الإجمالية مليارا و465 مليون دولار.

وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية مصانع الزيوت النباتية، طاهر بويوك هلواجي غيلر، إنّ: “روسيا ليست الدولة الوحيدة التي يمكن استيراد الزيوت النباتية منها”، مشيراً إلى أنّ الممارسات الروسية ضد رجال الأعمال الأتراك مؤخراً، لا تتوافق مع القيم الإنسانية.

وذكر أن: “إنتاج تركيا من مادة الزيوت النباتية، يبلغ 1.2 مليون طن.. نستهلك سنوياً ما يقارب 2.5 مليون طن، ونعلم أنّ روسيا وأوكرانيا من البلدان المهمة بالنسبة لاستيراد هذه المادة، لكن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي يمكننا استيراد الزيوت النباتية منها، ويمكننا أن نؤمّن احتياجاتنا من هذه المادة من أوكرانيا وبلغاريا ورومانيا ومولدافيا والأرجنتين”.

ويحتل قطاع الحبوب حيزاً مهماً في العلاقات التجارية بين تركيا وروسيا، فقد بلغت قيمة الصادرات الروسية إلى تركيا من هذه المادة حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، 718 مليون دولار، أي ما يعادل نصف قيمة المستوردات التركية الإجمالية من الحبوب، والبالغة مليارا و446 مليون دولار.

وأفادت رئيسة جمعية موردي الحبوب، غولفم أرن، أنّ: “تركيا تشتري القمح والذرة بأسعار مخفضة من روسيا، وأنّ تركيا ستضطر للتوجه إلى أسواق أخرى في حال أوقفت روسيا تصدير هذه المواد إلى تركيا”، مشيرةً في الوقت ذاته، إلى أنّ أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي، ستكون على رأس الأسواق البديلة لروسيا في ما يخص استيراد الحبوب.

 

منظومة “إس 400” في سورية: ضرب لمشروع المنطقة الآمنة؟

رامي سويد

لم تنتظر روسيا أكثر من يومين على إسقاط طائرتها من قبل القوات التركية حتى أعلنت عن نشر نظام الدفاع الجوي الأحدث في العالم حالياً والمعروف باسم “إس 400″، في مطار حميميم العسكري بريف اللاذقية، في رسالة روسية واضحة مفادها بأنها لن تتوانى عن الرد بالمثل ضد أي طائرة تركية قد تخترق الأجواء السورية، وخصوصاً مع عودة حديث القيادة التركية عن ضرورة إنشاء منطقة آمنة شمال سورية تمتد من مدينة جرابلس في ريف حلب، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط شمال اللاذقية.

تسمح منظومة الدفاع الجوي الصاروخية التي نشرتها روسيا في ريف اللاذقية، لموسكو بإسقاط أي هدف جوي على بُعد 400 كيلومتر من مكان وجود المنظومة في مطار حميميم الذي يبعد نحو 23 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة اللاذقية. ويعني ذلك أن روسيا قد فرضت عملياً حظراً جوياً على الطائرات غير المرغوب بها في دائرة نصف قطرها 400 كيلومتر، ومركزها في مطار حميميم. وبالتالي يشمل هذا الإجراء كامل الأجواء السورية باستثناء مناطق محدودة شرق سورية وجنوبها وأجواء كامل لبنان وشرق البحر المتوسط وقبرص ومناطق شمال إسرائيل وجنوب تركيا.

وتتميّز منظومة “إس 400” التي نشرتها روسيا بمواصفات فنية جعلتها من أفضل منظومات الدفاع الجوي في العالم حالياً، إذ ذكرت مصادر صحافية روسية إبان نشر المنظومة في سورية أنها نظام دفاع جوي قادر على رصد وتدمير الأهداف من على بُعد 400 كيلومتر من مكان وجوده. وتشمل تلك الأهداف الطائرات والصواريخ البالستية وصواريخ كروز، ويصل مدى المنظومة إلى 3.500 كيلومتر وبسرعة 3 أميال في الثانية فضلاً عن تمكّنها من كشف الطائرات الشبحية. كما أنها يمكن أن تتابع 300 هدف في وقت واحد، وتستطيع ملاحقة الأهداف التي يراوح ارتفاعها بين 100 متر و27 كيلومتراً. كما تتميّز المنظومة بسرعة نشرها من مخابئها، حيث يمكن أن توضع في الخدمة خلال خمس دقائق فقط.

ويجعل كل ذلك من منظومة “إس 400” التي تم تطويرها في نهاية التسعينات قبل أن تدخل الخدمة في الجيش الروسي في العام 2001، متفوّقة بأشواط على منظومة “إس 300” السوفييتية التي دخلت الخدمة نهاية السبعينات ومنظومة “باتريوت” الأميركية التي دخلت الخدمة في الجيش الأميركي في بداية الثمانينات وتم بيعها في ما بعد إلى عدد كبير من الدول الحليفة للولايات المتحدة الأميركية.

ولا يزال استخدام منظومة “إس 400” للدفاع الجوي مقتصراً على روسيا التي تملك 112 وحدة منها موزعة على سبعة أفواج للدفاع الجوي، فيما يتوقع أن تحصل الصين على هذه المنظومة بعد ما بين 12 و18 شهراً من توقيع الصفقة مع روسيا.

ولا يشكل إدراج روسيا لهذه المنظومة المتطورة أي إضافة في حملتها الجوية التي تشنّها ضد المعارضة السورية، إذ إن قوات المعارضة السورية لا تملك أصلاً أي قوات جوية أو صواريخ بالستية. وبالتالي فإن نشر هذه المنظومة يستهدف إيصال رسائل سياسية لعدد من الدول، بينهم تركيا بالدرجة الأولى.

وفي السياق، يعتبر الملازم محمد العمر، الذي يعمل مع قوات المعارضة السورية شمال سورية، أن نشر هذا النوع المتطوّر من أنظمة الدفاع الجوي في سورية سيؤدي إلى دعم موقف قوات النظام السوري وقوات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بشكل كبير وبشكل غير مباشر، فضلاً عن تأخيره مشروع إنشاء منطقة آمنة خالية من التنظيمات المتطرفة ومحمية من هجمات النظام السوري الجوية لتستقبل هذه المنطقة المدنيين الهاربين من الحرب في سورية، ذلك أن الطيران التركي لن يتمكن من دخول الأجواء السورية تحسباً لاستهدافه من قبل الروس بصواريخ “إس 400” ذات الفعالية العالية.

كما يرى العمر أن نشر روسيا لهذه المنظومة سيقدّم مزيداً من الدفع لحلفاء روسيا الميدانيين في سورية ليشنّوا مزيداً من الهجمات على قوات المعارضة السورية في شمال البلاد.

 

داعش والنصرة: حرب القلمون تبدأ بالتخوين والتكفير!

منير الربيع

وجّهت الطائرات الروسية غاراتها الأولى على القلمون الغربي ليل السبت، فأعادت تسليط الضوء عسكرياً على القلمون بعد إنجاز صفقة التبادل بين الدولة اللبنانية وجبهة النصرة. حققت النصرة بعض المكاسب من جراء الصفقة، إن لجهة المواد الغذائية والطبية أو لناحية تأمين العلاج لجرحاها. من بعيد راقب تنظيم داعش في القلمون ما يحصل، أغاظته الصفقة، واتهم النصرة بالخيانة والكفر. تتركّز الأنظار حالياً على كيفية تكون المشهد العسكري الجديد في المنطقة، في ضوء تهديدات داعش للنصرة، وتحرّكات التنظيم في بعض المناطق، لا سيما أن تعرّض مواقع التنظيم للقصف الروسي سيدفعه أكثر إلى البحث عن مناطق أخرى تقيه القصف، وقد يتجه أنصاره إلى بعض مواقع النصرة وهي عبارة عن مغاور تحمي قاطنيها من قصف الطائرات.

 

بذور إشتباكات جديدة بين التنظيمين، تبدو كثيرة، وقد تندلع في أي لحظة، لا سيما في ضوء التكفير والتكفير المضاد في ما بين الطرفين، وبالتزامن مع التهديدات التي يوجهانها لبعضهما البعض. يصعّد “داعش” من تهديده للنصرة على خطين متوازيين، الأول في شمال القلمون، والثاني في جنوبه، في هذه المعركة بالنسبة إلى التنظيمين، يختلف التصنيف الجغرافي المعروف للقلمون، بمعنى أنه لا يعود مجالاً للتمييز بين القلمون الشرقي والغربي، بل ينقسم إلى القلمون الجنوبي والشمالي، حيث يسيطر داعش على أطراف القلمون من جهة الشمال امتداداً لريف حمص، ومن الطرف الجنوبي في مضايا وسرغايا. وما بين الطرف الجنوبي والشمالي ينتشر عناصر جبهة النصرة وفصائل من الجيش الحرّ المنضوين تحت لواء جيش الفتح.

 

من الناحيتين، الشمالية والجنوبية، بوادر الإشتباك متوافرة، حرب التكفير والتهديد بين الطرفين قائمة منذ فترة، تعززت من جهة الشمال بعد إنجاز صفقة العسكريين لدى النصرة، وبعد القصف الروسي على معابر يستخدمها تنظيم داعش في الزمراني، ومربية والروميات في الجرود القلمونية المقابلة لرأس بعلبك. أما من جهة الجنوب فحرب البيانات التهديدية بدأت بين الطرفين، وكذلك لا يمكن فصل وسط القلمون عن ما يجري في طرفيه، إذ أشارت مصادر قلمونية لـ”المدن” إن عناصر من تنظيم داعش، هاجموا مقراً للنصرة في وادي موسى، وهو الوادي المنحدر من تلّة موسى الشهيرة، قبل يومين، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الاشتباكات في المنطقة”. ووفق ما تلفت المصادر فإن داعش يريد السيطرة على المواقع هناك، لأن فيها مغاور تقيه قصف الطائرات، لا سيما أن التنظيم يعتبر أن القصف الروسي سيطاوله في تلك المنطقة على حدّ تعبير المصادر.

 

شهدت مناطق القلمون منذ سنتين إلى اليوم إشتباكات عديدة ومتقطعة بين تنظيم داعش وجبهة النصرة، لكن غالباً ما كان الطرفان يعودان إلى التهدئة، أما اليوم فالأمر يبدو مختلفاً لأن داعش أصبح يهدد النصرة وجودياً، وقد استبق أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلّي مسألة تحرير العسكريين بتوجيه نداء صوتي إلى داعش وصف بالنداء الأخير، طالب فيه عناصر التنظيم بالإنشقاق عنه والالتحاق بالنصرة، لأن التنظيم خائن وهدر دم المسلمين، وسلّم المناطق للنظام السوري إن في ريف حلب أو في ريف حمص من دون قتال، ووفق ما تشير مصادر لـ”المدن” فإن النصرة تعتبر أن داعش قد يسلّم بعض المناطق التي سيطر عليها في ريف حمص للنظام، والتوجه إلى مراكز النصرة في القلمون للسيطرة عليها من ثم تسليمها للنظام، على غرار ما جرى في حلب وحمص.

 

أما من الجهة الشمالية للقلمون، فأيضاً بدأت حرب التكفير والتهديد ببيانات متبادلة بين الطرفين، إذ علمت “المدن” أنه صدر عن تنظيم داعش بيان موجّه إلى جبهة النصرة، في منقطة سرغايا، يطالب فيه النصرة بالإفراج عن أسراه لديها، وإعادة السلاح الذي غنمه مقاتلو النصرة من التنظيم، والتعهد بتوفير العلاج لمقاتلي التنظيم، وفي ما بعد حضورهم إلى مقراته للإستماع إلى وجهة نظره في قتاله، ويلقوا السلاح وعليهم الأمان، وتختم الرسالة المكتوبة بخطّ يد مسؤول التنظيم في المنطقة، أنه بحال رفض النصرة لهذه الشروط فإن تنظيم داعش سيقتل كل الأسرى لديه ويعلن الحرب.

 

في المقابل، أكدت مصادر “المدن” أن النصرة، ردّت ببيان مماثل صادر عن مسؤولها في المنطقة المدعو أبو سارية، أكد فيه أن النصرة مستعدة للإفراج عن أسرى داعش لديها مقابل إطلاق سراح أسراها لدى داعش، ومستعدة لإعادة غنائمها من التنظيم مقابل إستعادة ما غنمه منها، كما أكد البيان استعداد النصرة للتحاور مع داعش لتبيان الحق من الباطل، لكن عند طرف ثالث وتكون جلسة التحاور مسجّلة، وقد حمل البيان تهديداً لداعش، بأنه إذا ما أقدم التنظيم على قتل الأسرى لديه فإن النصرة ستردّ بالمثل.

 

تنذر الأمور بتفاقم الصراع بين الطرفين في القلمون، وفي وقت تجد النصرة أنها أصبحت محاصرة، فهي تريد فك الحصار عبر قتال داعش، وهنا لا بد من الإشارة إلى تصاعد لدور الجيش السوري الحرّ في المنطقة، وخصوصاً ما يعرف بسرايا أهل الشام، وقد يؤشر ذلك إلى زيادة التنسيق مع النصرة لقتال داعش وإخراجه من المنطقة أو إجبار عناصره على تركه، ووسط هذه المعمعة، يترقب لبنان تبعات ما سيجري، خصوصاً ان أول من فتح معارك القلمون هو حزب الله، اليوم يقف الحزب متفرجاً على كيفية قتال النصرة وداعش لبعضهما البعض.

 

سوريا: مقتل 7 إعلاميين الشهر الماضي.. و”داعش” يعدم صحافيين

وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرها الشهري الصادر الاحد، مقتل 7 إعلاميين في سوريا خلال تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في إطار نشاطها لتوثيق الانتهاكات بحق الإعلاميين وحرية التعبير في البلاد منذ 2011.

 

وأكدت الشبكة أن قوات النظام المدعومة بميليشات أجنبية كانت مسؤولة عن مقتل 4 إعلاميين اثنان في كل من ريف حماة وريف دمشق، فيما قتلت القوات الروسية الإعلامي هاني الشيخ بقصف لصواريخ روسية في ريف حلب الجنوبي، بينما قتلت الإعلامية في إذاعة دمشق الرسمية بتول الورار في حرستا ومصور قناة المنار اللبنانية محمد علي عبد الرضا نور الدين في ريف حلب، علي يد مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة.

 

وأطلقت جهات مجهولة الهوية سراح الإعلامي تامر أكر الذي اختفى في ظروف غامضة الشهر الماضي، فيما اعتقلت قوات الإدارة الذاتية الكردية الإعلامي أزاد جمكاري مراسل قناة “روداو” الفضائية في مدينة الحسكة شمال شرق البلاد، والناشط الإعلامي كولال لياني في ريف المحافظة دون تبيان سبب الاعتقال.

 

سجل التقرير أيضاً 20 إصابة مختلفة تعرّض لها إعلاميون خلال قيامهم بأعمالهم، تقاسمتها قوات النظام السوري (14) والقوات الروسية (1) وفصائل المعارضة المسلحة (4)، فيما لم تتمكن الشبكة من تحديد الجهة التي اعتدت بالضرب على مراسل قناة الجسر الفضائية في ريف حمص أنس أبو عدنان.

 

ورغم انخفاض مستوى العنف تجاه الإعلاميين الشهر الماضي، لفتت الشبكة أن “العمل الإعلامي في سوريا يسير من سيئ إلى أسوأ في ظل عدم رعاية واهتمام الكثير من المنظمات الإعلامية الدولية لما يحصل في سوريا وتراجع التغطية الإعلامية بشكل كبير في السنة الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية”.

 

في سياق منفصل، أعدم تنظيم “داعش” إعلاميين اثنين في محافظة دير الزور شمال شرق البلاد أمس، حسبما أكد الناشط الإعلامي مجاهد الشامي، مؤسس حملة “دير الزور تذبح بصمت”، في تصريحات صحافية لوسائل إعلام سورية معارضة.

 

وأعدم “داعش” الإعلامي مصطفى الحاس (ستيف) عبر رميه بالرصاص، والإعلامي سامي الرباح (أبو إسلام) بوضعه داخل برج وتفجيره بعبوة ناسفة، علماً انهما عضوان ناشطان في “مركز ديرالزور الإخباري”، وهما اثنان من عشرة إعلاميين اختطفهم التنظيم المتشدد مؤخراً وأعدم منهم ناشطاً آخر الأسبوع الماضي.

 

تصريحات فابيوس وكيري.. هل تغيّر الموقف من الأسد؟

تطرح التصريحات الأخيرة لوزيري خارجية فرنسا والولايات المتحدة، العديد من الأسئلة، إذ إنها تبدو تراجعاً في الموقف الرسمي للبلدين من مسألة مصير الرئيس السوري بشار الأسد، والعملية الانتقالية في سوريا بشكل عام.

 

ذريعة الموقفين، كما يُظهر لوران فابيوس، وجون كيري، هي الأولوية التي يفرضها قتال تنظيم “الدولة الإسلامية”. وفي ذلك رضوخ للنهج الروسي، بعدما دأبت موسكو بشكل مستمر على دعوة باريس وواشنطن إلى تغيير أولوياتهما في سوريا، والتركيز على قتال تنظيم “داعش”، لما يشكّله من خطر كبير على استقرار المنطقة، وبعض الدول الأوروبية.

 

الموقف الفرنسي الذي كشف عنه فابيوس، جاء خلال حوار أجرته معه صحيفة “لوبروغريه دو ليون” الفرنسية، قال فيه إنه الموقف الفرنسي لم يعد متمسكاً برحيل الأسد قبل عملية الانتقال السياسي في سوريا. وأضاف “إن مكافحة داعش تعتبر أمراً حاسماً، لكنها لن تكون فعالة تماماً إلا إذا إتحدت كل القوى السورية والإقليمية”. وتساءل “كيف يكون ذلك ممكناً طالما بقي في الرئاسة بشار الأسد، الذي ارتكب كل هذه الفظائع ويقف ضده جزء كبير من السكان؟”. وتابع “الوصول إلى سوريا موحدة يتطلب انتقالاً سياسياً. هذا لا يعني أن الأسد يجب أن يرحل قبل الانتقال”، لكنّه أكد على وجوب “تكون هناك ضمانات للمستقبل”.

 

وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري قد أدلى بتصريحات مشابهة لتصريحات فابيوس، قبل 24 ساعة. وقال كيري إنه ليس من الواضح بعد إن كان يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل أولاً كي يتحقق قيام تعاون يجمع الجيش النظامي من جهة، وقوات المعارضة السورية من جهة ثانية، في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وأكد كيري خلال لقائه بنظيره اليوناني أليكسيس تسيبراس، في أثينا الجمعة، على  أن جميع الأطراف الرئيسية في الأزمة السورية متفقة على الحل السياسي. واعتبر أن حل أزمة اللاجئين سيتيح وضع حد للحرب الدائرة في سوريا.

 

حلب: دفاعات “داعش” تنهار على الحدود السورية-التركية

خالد الخطيب

سيطرت فصائل “غرفة عمليات مارع”، فجر السبت، على قرى وبلدات براغيدة، قره كوبري، الخربة، محطة الغاز، الغزل، قره مزرعة في ريف حلب الشمالي، بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا، بعد هجوم مفاجئ شنته المعارضة ضد معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” وخطوطه الدفاعية الأولى من أربعة محاور، مهدت له بالمدفعية والصواريخ محلية الصنع، وبمساندة جوية من قبل طيران التحالف، الذي ضرب أهدافاً نوعية للتنظيم وعطل خطوط إمداده.

 

وتقدمت كتائب المقتحمين خلف المدرعات، بالتزامن مع تغطية نارية وفرتها المحاور الثابتة للمعارضة في محيط البلدات المستهدفة، لتنتقل الاشتباكات في ما بعد إلى داخل المواقع التي يتحصن فيها التنظيم، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصره وأسر آخرين، بينما لاذ الباقون بالفرار باتجاه الشرق.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، لـ”المدن”، إن المعارك أسفرت عن مقتل ثلاثين عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” وأسر خمسة آخرين، كما تم تدمير عدد من السيارات رباعية الدفع والمدافع الرشاشة، وسيطرت “غرفة عمليات مارع” على كميات من الذخيرة والأسلحة، التي تركها عناصر التنظيم الفارين وراءهم.

 

وأكد العقيد الأحمد أنه بمجرد تقدم المعارضة وسيطرتها على بلدة الخربة، والمزارع المحيطة بها، تمت السيطرة على ثلاثة مواقع وبلدات جديدة إلى الشمال والجنوب والشرق، حيث كانت خط الدفاع الأكثر تحصيناً عن هذه البلدات، والذي جهزه التنظيم بحقول من الألغام الأرضية ليعيق أي تقدم للمعارضة، حيث تمكّنت من تفكيكها وإبطال فاعليتها هذه المرة، بخلاف المرات السابقة، والتي كانت سبباً بمقتل العشرات من مقاتليها في حقول الألغام التي اشتهر بها التنظيم.

 

وما أن أتمت المعارضة تمشيطها للقرى التي سيطرت عليها فجراً، حتى أضحت نيران رشاشاتها ومدفعيتها الثقيلة تستهدف مواقع جديدة للتنظيم، في الطوقلي إلى الجنوب من الغزل،  ودوديان شرقاً، وهي تشهد اشتباكات مستمرة بدأت نهار السبت، حيث تسعى المعارضة للسيطرة عليهما باعتبارهما بوابة الدخول إلى صوران وإحتيملات الواقعتين تحت سيطرة “داعش”، وإذا ما تمت السيطرة عليهما فعلاً حينها يمكن القول إن تواجد التنظيم بدأ ينحسر بشكل متسارع بالقرب من الشريط الحدودي شمال حلب.

 

قائد لواء “السلطان مراد” العقيد أحمد العثمان، أكد لـ”المدن”، أن العمليات العسكرية مستمرة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي، وستشهد تصعيداً عملياتياً خلال الأيام القليلة المقبلة، على مختلف الجبهات. فخسائر التنظيم كبيرة في ظل الضربات العسكرية المنظمة التي تشنها المعارضة على مواقعه. وأوضح العثمان أن العمليات العسكرية ضد التنظيم لن تقتصر على مناطق الشريط الحدودي، بل ستمتد نحو المحاور الداخلية في محيط مارع على جبهات حربل وتلالين وصوران.

 

تعول المعارضة كثيراً على “غرفة عمليات مارع”، التي أنشئت أصلاً لمقاتلة التنظيم في ريف حلب الشمالي بدعم من تركيا ومن التحالف الدولي، الذي بدا أكثر فاعلية هذه المرة، بعد أن غاب عن الأجواء بشكل شبه كامل خلال الأسبوع الماضي على خلفية هيمنة المقاتلات الروسية على أجواء المناطق الحدودية شمال حلب، وما رافقها من توترات على الجبهات الغربية مع “قوات سوريا الديموقراطية” التي فرضت نفسها كطرف معاد للمعارضة.

 

يشار إلى أن المقاتلات الحربية الروسية استمرت في تنفيذ غاراتها على حلب وريفها، حيث قصفت قرى وبلدات زمار وطلافح وتل ممو وحوير العيس وخان طومان وخلصه والعزيزة وتل حدية في ريف حلب الجنوبي، وتزامنت الغارات مع معارك بين المعارضة وقوات النظام المدعومة بحشد الميليشيات الأجنبية على أكثر من محور، فيما استهدفت شمال وغرب حلب بأكثر من عشر غارات جوية، تركزت بشكل رئيسي على طرق المواصلات، واستهدفت سيارات الشحن وخزانات الوقود ما تسبب بمقتل خمسة مدنيين وجرح عشرة آخرين.

 

الجيش الحر يتهم أحد الضباط بالتواصل مع الإستخبارات السورية

أصدر بيانا رد فيه على كلام حسام العواك عن تركيا وقطر

جواد الصايغ

إتهمت رئاسة الأركان العامة في الجيش السوري الحر، حسام العواك الذي يقدم نفسه على أنه عميد منشق عن الجيش السوري، بالتنسيق مع الإستخبارات السورية والتعاون معها.

 

جواد الصايغ: نفى الجيش السوري الحر، اي علاقة له، بالعميد حسام الدين العواك، الذي أعلن قبل ايام وجود مستندات وعقود وقعها الجانب التركي لشراء النفط من تنظيم داعش.

 

وقالت رئاسة الأركان العامة في الجيش السوري الحر، “إنها تنفي أي علاقة مع المدعو (حسام العواك) معلنة براءتها عن كل ما يصدر عنه من تصريحات تخص تجمع الضباط الاحرار، بعد عدد من التصريحات المثيرة للجدل من العواك، حيث يقدّم نفسه للإعلام على أنه يمثل تجمع الضباط الأحرار وعلى أنه ضابط منشق برتبة عميد.”

 

عقود النفط بين تركيا وداعش

العواك كان قد أشار في مقابلة مع الإعلام الروسي، “إلى إنه ومنذ بداية الأزمة في سوريا في العام 2011، تقوم تركيا بدعم المتشددين الإسلاميين والإرهابيين في سوريا، بكل أنواع الدعم ضد الجماعات المعتدلة”، وبسؤاله عن حقيقة قيام تركيا بشراء النفط من تنظيم “داعش”، قال: “لدينا صور عن عقود موقعة من الجانب التركي بخصوص شراء النفط من داعش، ولدينا صور فيما يتعلق بدخول سيارات تويوتا اشترتها قطر، وتحمل لافتة مكتوب عليها الغانم دخلت سوريا عن طريق تركيا، وكذلك سيارات مصفحة يتنقل بها قادة التنظيم المتشدد”.

 

مسرح وليس منشقا

وأضافت رئاسة اركان الحر في بيانها، “العواك يدعي أنه على علاقة بالجيش الحر، وقد سبق للعقيد رياض الأسعد أن نفى ذلك وفضح مسيرته وبين تاريخه المليء بالشوائب،”، وتابعت، “يدعي العواك انه عميد، وهو مسرّح برتبة رائد عام 2002 لأسباب أخلاقية، وانتقل إلى الإمارات وطرد منها لنفس الأسباب، ما يؤكد ان له سوابق في الكذب والتضليل.”

 

كما أشار البيان، “إلى أن العواك يدّعي انه نائب قائد تجمع الضباط الأحرار، إلا أن الأخير أصدر عدة بيانات تنفي أي علاقة أو صلة به”.

 

التواصل مع الإستخبارات السورية

واتهمت، العواك، “بأنه على تواصل مع المخابرات الجوية، التي كان يخدم بها، ويعمل الآن كمنسق بين المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري، ونظيرتها التابعة للنظام المصري، وعن طريقه تم بيع صفقة صواريخ مصرية للنظام السوري”.

 

العواك يرد

حسام العواك رد عبر صفحته على موقع فايسبوك على البيان الصادر عن الجيش الحر، معتبرا،” ان تعرضي لهجوم الاخوان يزيدني قوه ومصداقيه، وهم اختاروا مصالحهم مع اردوغان على حساب دماء الشعب السوري واقاموا في فنادق الخمس نجوم ويحاولون اطالة امد الصراع في سوريا لان المال يتدفق عليهم من داعميهم فالسرقات واضحه وضوح النهار في كافه هيئاتهم، وعندما ينتهي الصراع سيقطع المال وسيسقطون، وهذه المرحلة الافضل بالنسبه لهم”.

 

وفي موضوع الوثائق والعقود، قال، “لا نوجه اتهامات الا بدليل وبالوثائق والصور واذا كان هناك اي شخص يمللك دليل ضدي فليتفضل ويبرزه. الافتراءات لا تزعجني”.

 

اجتماع في نيويورك حول الأزمة السورية

نصر المجالي: استباقًا لمفاوضات محتملة بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة في كانون الثاني (يناير) 2016، تعقد في نيويورك في وقت لاحق من الشهر الحالي، جولة محادثات ثالثة حول الأزمة السورية.

 

 

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كلمة له خلال مشاركته في مؤتمر لمعهد “بروكينغز” في واشنطن، مساء السبت، أن “حكومات الدول المعنية ستلتقي خلال كانون الأول (ديسمبر) الحالي،  في نيويورك، لدفع عملية المفاوضات نحو الأمام”.

 

وأوضح كيري أن الهدف هو “تسهيل العملية الانتقالية التي تدعمها جميع الأطراف”، كما تهدف المفاوضات تشكيل حكومة انتقالية في خلال ستة أشهر، قبل إجراء انتخابات في خلال 18 شهرا.

 

يذكر، أنه قد عُقد اجتماعان في العاصمة النمساوية فيينا لحل الأزمة السورية، في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين، وشارك فيهما ممثلون عن 17 دولة.

 

موعد يناير

 

وفي الشهر الماضي، اتفقت 19 دولة، ومنها حلفاء للأسد، على تحديد الأول من كانون الثاني (يناير) موعدا نهائيا لبدء محادثات السلام.

 

ووقعت هذه الدول بيانا للأمم المتحدة يدعو إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بحلول 14 (مايو) ايار 2016، وإجراء انتخابات حرة بعد ذلك بعام.

 

ولم تتم دعوة الحكومة السورية أو قوى المعارضة للمشاركة في الاجتماع الذي جرى في العاصمة النمساوية فيينا. ومن الأمور الشائكة في المحادثات مصير الرئيس السوري.

 

وترى روسيا وإيران أن الأسد ينبغي أن يكون ضمن أي حكومة انتقالية، وأن الشعب السوري ينبغي أن يقرر من يحكمه. بالمقابل، ألمحت الولايات المتحدة أنها قد تقبل فقط بدور وجيز للأسد في فترة انتقالية، على أن يتنحى بعدها عن السلطة.

 

إدارة موثوقة

 

وكانت الأطراف المشاركة في اجتماع فيينا الأخير حول سوريا، اتفقت على إقامة إدارة موثوقة وشاملة، وغير تابعة لأي مذهب خلال ستة أشهر، والبدء بمرحلة صياغة مسودة دستور جديد، وإجراء انتخابات حرة وعادلة خلال 18 شهراً بشكل متوافق مع الدستور الجديد، بحسب ما جاء في البيان المشترك للاجتماع الذي وافقت عليه الأطراف المجتمعة.

 

وأشار البيان إلى موافقة الأطراف على البدء، بوقف إطلاق نار في سوريا، وعملية سياسية متوافقة مع بيان جنيف 2012.

 

وأكد البيان أنه تم التوافق على البدء بمفاوضات رسمية بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة تحت مظلة الأمم المتحدة في إطار بيان جنيف، وقرارات الاجتماع الثاني في فيينا 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

 

ووفقاً للبيان، فقد تمت المصادقة على إجراء انتخابات شاملة وبالمعايير الدولية، وبمشاركة كافة السوريين الموجودين في الشتات فيها، تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

مستقبل الأسد يُشكل عقبة أساسية أمام توحيد المعارضة

على وقع تعقيدات كثيرة وتوجهات متبايبة

إيلاف- متابعة

ينطلق مؤتمر جمع المعارضة السورية في الرياض على وقع تعقيدات كثيرة تتعلق بالحل السياسي ومستقبل الرئيس بشار الأسد، وفيما تشارك غالبية أطياف المعارضة في هذا اللقاء، تبرز وجهات نظر مختلفة حول طروح أساسية ومركزية، ما يجعل المهمة صعبة وشاقة.

 

إيلاف – متابعة: تبدأ اطياف المعارضة السورية في مؤتمر مقرر الثلاثاء بالرياض “مهمة صعبة” للتوصل الى رؤية مشتركة حول مصير الرئيس بشار الاسد في اي مرحلة انتقالية، وهي نقطة خلاف رئيسية بين المعنيين بالنزاع.

 

وتدفع السعودية من خلال المؤتمر الاول، الذي يشارك فيه مناهضو النظام السياسيون والعسكريون، لتوحيد صفوف المعارضة قبل الاول من كانون الثاني (يناير)، الموعد الذي وضعته الدول الكبرى كهدف لجمع طرفي النزاع المستمر منذ 2011.

 

مهمة صعبة

 

وستدعى الى المؤتمر قرابة مئة شخصية، ابرزها ممثلون للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي المقبولة من النظام و”مؤتمر القاهرة”، الذي يضم تيارات وشخصيات معارضة من الداخل والخارج.

 

وسينضم اليهم ممثلو فصائل مسلحة غير مصنفة “ارهابية”، كالجبهة الجنوبية المدعومة من الغرب و”جيش الاسلام” ابرز فصائل المعارضة في ريف دمشق، وذكرت صحف سعودية ان دعوة وجهت ايضًا الى حركة احرار الشام.

 

وتوصلت دول ابرزها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وايران وروسيا المؤيدتان للنظام، في فيينا الشهر الماضي، الى اتفاق لتشكيل حكومة انتقالية خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرًا، بمشاركة سورييّ الداخل والخارج.

 

لكن، ورغم الاتفاق، لا يزال مصير الاسد موضع تجاذب يعرقل اي حل للنزاع الذي أودى بأكثر من 250 ألف شخص.

 

ويقول عضو الائتلاف سمير نشار لوكالة فرانس برس، ان مؤتمر الرياض سيكون “امام مهمة صعبة محفوفة بالمخاطر”، موضحًا ان أبرز أهدافه التوصل الى “موقف مشترك ورؤية سياسية واضحة حول سوريا المستقبل، بالإضافة إلى المرحلة الانتقالية والموقف من بشار الاسد”.

 

وإزاء “الخلاف الجوهري” حول “دور ومستقبل” الاسد، يتخوف نشار “من ان تطالب بعض الفئات المحسوبة على بعض الدول التي تؤيد النظام السوري، ببقاء بشار الاسد في المرحلة الانتقالية، وهذا يضع المؤتمر امام تحديات خطيرة تؤثر على امكانية نجاحه”، فيما تطالب المعارضة وداعموها برحيل الاسد، بينما يدعو حلفاؤه لتقرير مصيره من قبل “الشعب السوري”.

 

مستقبل الأسد

 

وبعد اعوام من التشديد على اولوية رحيل الاسد، صدرت مؤخرًا عن مسؤولين غربيين تصريحات تلمح الى امكان قبول بقائه لمرحلة انتقالية، ورأى هؤلاء ان حل النزاع يسهم في القضاء على تنظيم داعش، الذي تبنى مؤخرا هجمات دامية، ابرزها في باريس.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة نشرت السبت، ان “مكافحة داعش امر حاسم، لكنها لن تكون فعالة تمامًا، الا اذا اتحدت كل القوى السورية والاقليمية”، وسأل: “كيف يكون ذلك ممكنا طالما بقي في الرئاسة بشار الاسد الذي ارتكب كل هذه الفظائع ويقف ضده جزء كبير من السكان؟”، مؤكدا ان الوصول الى “سوريا موحدة يتطلب انتقالًا سياسيًا، هذا لا يعني ان الاسد يجب ان يرحل قبل الانتقال، لكن يجب ان تكون هناك ضمانات للمستقبل”.

 

وكان نظيره الاميركي جون كيري دعا الشهر الماضي الامارات والسعودية الى تشجيع المعارضة للموافقة على التفاوض، مؤكدًا ان ذلك سيساهم في عزل التنظيم، الا ان المعارضة المدعومة من الغرب، تتمسك بمبدأ رحيل الرئيس السوري.

 

ويقول عضو الائتلاف احمد رمضان “المعارضة متشبثة برحيل الاسد مع بداية الفترة الانتقالية، ولا يمكن بدء تفاوض الا اذا اتفقنا على مبدأ رحيل الاسد ومتى يرحل الاسد”، مؤكدًا أن الجميع يريد وقف القتل في سوريا “لكن هذا لا يعني ان نقبل ببشار الاسد في المرحلة الانتقالية اذا توقف عن القتل”.

 

في المقابل، دعا مسؤولون في معارضة الداخل الى ترك مصير الاسد للسوريين، وقال رئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم لفرانس برس بعيد تلقيه دعوة للمشاركة في المؤتمر: “في ما يتعلق بالرئيس بشار الاسد، هناك نوع من التوافق الدولي على ان هذا موضوع يقرره السوريون”.

 

واستثني من الدعوة الى المؤتمر المقاتلون الاكراد، وعلى رأسهم وحدات حماية الشعب، احدى اكثر القوة فاعلية ضد الجهاديين، وقال مسؤولون في الائتلاف ومقره اسطنبول، انه تحفظ على مشاركة الوحدات لانها “لم تقاتل قوات النظام”، ويرفض الاكراد الذين تجمعهم علاقة متوترة بتركيا، هذا الاتهام.

 

وشهدت المعارضة خلال الاعوام الماضية تجاذبات نفوذ بين دول داعمة لها، خصوصا السعودية وقطر وتركيا، ما انعكس صراعًا على السلطة وخلافات بين مختلف مكوناتها.

 

لمعارضة موحدة

 

الا ان السعودية تدفع من خلال المؤتمر باتجاه توحيد صفوف المعارضة، وهو ما اكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير انه ضروري لتؤدي المعارضة “دورا اكثر فاعلية في المحادثات”.

 

ويقول المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي ان الرياض تريد الوصول الى “معارضة سورية موحدة، والحؤول دون ادعاء الروس وغيرهم الا وجود” لمعارضة كهذه، معتبرًا ان تحقيق ذلك “سيسهل عملية التخلص من الاسد”، ورغم توقعه “وجود خلافات” خلال المؤتمر، اكد ان “معظم الوفود تتفق على امر واحد: يريدون خروج بشار”.

 

وحتى في حال نجاح المؤتمر، لا يخفي معارضون عدم تفاؤلهم بالتوصل الى حل بين طرفي النزاع، خصوصا بعدما فشلت مفاوضات مماثلة في تحقيق تقدم، ويقول رمضان ان “المشكلة هي في ما بعد (مؤتمر) الرياض، فلا يتوفر حتى الآن شريك سياسي في سوريا يمكن ان يدخل عملية سياسية تفضي الى مرحلة انتقالية”، وأضاف: “الجو الدولي قد لا يبدو بعد مهيأ لفكرة الحل السياسي في سوريا”.

 

كيري: دعم روسيا للأسد دعم لحزب الله وإيران  

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن روسيا -بدعمها النظام السوري- تدعم أيضا حزب الله وإيران، وهذه ليست معادلة جيدة إذا أرادت الحفاظ على علاقاتها مع العالم السني، وفق تعبيره، مؤكدا إجراء مباحاثات في نيويورك هذا الشهر لحل الأزمة السورية.

 

وأضاف كيري أنه على روسيا وإيران أن تدركا أنه لا مجال لوقف المعارضة السنية في سوريا من مهاجمة النظام السوري.

 

وأوضح أن إيران وروسيا ستشاركان في مباحثات سياسية حول مستقبل سوريا بنيويورك في وقت لاحق من الشهر الحالي.

 

وأشار كيري في كلمة له أثناء مشاركته في مؤتمر لمعهد بروكنغز في واشنطن أمس السبت، إلى مواصلة المجتمع الدولي بذل جهوده من أجل حل الأزمة السورية.

 

وأضاف أن كافة الأطراف تسعى لوقف إطلاق النار كمرحلة أولى قبل بداية العملية السياسية التفاوضية لوقف الحرب في سوريا.

 

يشار إلى أنه عقد اجتماعان في العاصمة النمساوية فيينا لحل الأزمة السورية في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، وشارك فيهما ممثلون عن 17 دولة.

 

وكانت الأطراف المشاركة في اجتماع فيينا يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اتفقت على إقامة إدارة موثوقة وشاملة، غير تابعة لأي مذهب خلال ستة أشهر، والبدء بمرحلة صياغة مسودة دستور جديد، وإجراء انتخابات حرة وعادلة خلال 18 شهرا بشكل متوافق مع الدستور الجديد، بحسب ما جاء في البيان المشترك للاجتماع الذي وافقت عليه الأطراف المجتمعة.

 

وأشار البيان إلى موافقة الأطراف على البدء بوقف إطلاق نار في سوريا، وعملية سياسية متوافقة مع بيان جنيف 2012.

 

مستشار لخامنئي: مستقبل الأسد خط أحمر  

قال أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي اليوم الأحد إن الشعب السوري وحده هو الذي يحدد مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفا أن هذا الأمر يمثل “خطا أحمر” بالنسبة لطهران.

 

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عن مستشار خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي قوله إن “الرئيس السوري (بشار) الأسد يعتبر الخط الأحمر للجمهورية الإسلامية، فهو الذي انتخبه الشعب السوري”.

 

وأضاف “الشعب السوري وحده من يجب أن يقرر مصيره ولا أحد آخر خارج الحدود السورية يمكنه الاختيار بدلا من الشعب السوري”.

 

وليست هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها مسؤول إيراني بمثل هذا التصريح، إذ ما انفكت طهران تؤكد على لسان العديد من المسؤولين أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل الأسد.

 

ويُعد مستقبل الأسد إحدى النقاط العالقة في المفاوضات الجارية بين القوى العالمية الكبرى والتي تهدف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا. وتريد إيران وروسيا بقاء الأسد في السلطة لحين إجراء انتخابات، في حين تطالب دول غربية وعربية بضرورة تنحيه.

 

ونسبت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) لولايتي القول في برنامج بث مساء السبت من القناة الثالثة للتلفزيون الإيراني “إن إيران لن تترك الرئيس السوري بشار الأسد في ميدان الحرب ولا في ميدان السياسة”، لافتا إلى حضور طهران في المفاوضات السياسية بشأن سوريا.

 

وأضاف مستشار خامنئي “إننا سنشهد قريبا التحاق بعض الدول على مستوى القوى الكبرى بمحور المقاومة.. على سبيل المثال الصين التي تخشى توغل الفكر الوهابي في المناطق التي يقطنها المسلمون”.

 

وقال ولايتي -الذي شغل منصب وزير خارجية بلاده في السابق- إن إيران ستسعى لتهدئة التوتر بين تركيا وروسيا، الذي أعقب إسقاط أنقرة طائرة سوخوي 24 روسية الشهر الماضي بعد انتهاكها الأجواء التركية.

 

وأوضح “ليس من المصلحة تأجيج التوترات في المنطقة. لا ينبغي لنا أن ننحاز لأي من الطرفين، ويتوجب علينا تخفيف حدة التوتر بين هاتين الدولتين”.

 

مستشار خامنئي: لولا إيران لسقط #نظام_الأسد

دبي – قناة الحدث

أعلن كبير مستشاري السياسة الخارجية للمرشد الإيراني، علي خامنئي، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد يمثل “الخط الأحمر” بالنسبة لطهران، وذلك مع تحديد موعد انعقاد جولة المباحثات حول سوريا في نيويورك.

واعتبر المسؤول الإيراني، علي أكبر ولايتي، أن الشعب السوري وحده هو الذي سيحدد مستقبل الأسد، مشيراً إلى أنه لولا الدعم الإیراني لسقط النظام السوري.

كما جدد ولايتي التأكيد أن “إیران لن تترك الأسد لا في میدان الحرب، ولا في میدان السیاسیة”.

 

واشنطن توقف توسيع مشاركة تركيا بسبب أزمتها مع موسكو

دبي – قناة العربية

أعلن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة أوقفت طلبا لها منذ فترة طويلة بأن تقوم تركيا بدور أكثر فاعلية في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا، وذلك بسبب الأزمة الأخيرة بين تركيا وروسيا.

وبررت واشنطن قرارها بضرورة إعطاء وقت كافٍ لتهدئة حدة التوتر بين تركيا وروسيا، علما أن وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، طالب أخيرا بدور أكبر للجيش التركي في الحرب ضد داعش، خصوصا مع دخول بريطانيا على خط الغارات، وتصعيد فرنسا حملتها الجوية.

وتلعب تركيا دورا فاعلا في الحرب السورية، خصوصا في تأمين حدودها الجنوبية مع سوريا، حيث ينصب قلق دولي من استخدام داعش خطوط إمداد على الحدود السورية التركية لتهريب المقاتلين.

وفيما اتُهمت تركيا بأن أغلب عملياتها الجوية تنصب على حزب العمال الكردستاني وليس داعش، سرب مسؤولون أميركيون معلومات تشير إلى أن الطائرات التركية من طراز اف 16 شاركت في عملية جوية لدعم المعارضة السورية في استعادة قريتين من داعش.

من جانبها، أكدت أنقرة أن جيشها شارك في ما لا يقل عن نصف العمليات الجوية ضد داعش، وساهم في تحديد أهداف وتوفير مساعدات لوجيستية لواشنطن.

والأهم أن تركيا فتحت قواعدها الجوية، بما فيها قاعدة إنجرليك، أمام طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن لشن غارات ضد داعش.

وفيما لم تتأثر ضربات التحالف بالتوتر بين أنقرة وموسكو، تأمل واشنطن أن تنتهي الأزمة فورا، وبالتالي تفعيل دول تركيا بشكل أكبر في الحملة الجوية في سوريا.

 

كيري: ندعم الانتقال السلمي للسلطة في #سوريا

العربية.نت

تتراجع المواقف الدولية إزاء مرحلة انتقالية في سوريا من دون الأسد، عشية لقاء مرتقب للقوى العالمية والإقليمية في نيويورك.

أفصح عن اللقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كلمةٍ له أمام منتدى سابان لدراسات الشرق الأوسط.

وقال كيري: “هناك حاجة لتحديد شكل الانتقال السياسي في سوريا… سنجتمع في نيويورك هذا الشهر للمضي قدماً وتسهيل انتقال سياسي يدعمه جميع الأطراف من أجل سوريا موحدة وغير طائفية تختار قياداتها في المستقبل من خلال انتخابات شفافة بإشراف الأمم المتحدة”.

كما أشار كيري إلى وجودِ انقسامات حادة في المجتمع الدولي بشأن دَورِ ومستقبل بشار الأسد، لافتا إلى ظهور وحدة دولية غيرَ مسبوقة بشأن الحاجة لمرحلة انتقالية تـنهي الأزمة السورية.

ودعا إلى تسهيل انتقال سياسي تدعمه جميعُ الأطراف.

واكب ذلك تصريح فرنسي على لسان وزير الخارجية لوران فابيوس، كان أكثر وضوحا لجهة الوصول إلى الحل مع إعلانه أنه لا يمانع بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية.

في غضون ذلك، جرى اتصال بين رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي هولاند ناقشا ضرورة المضي في الانتقال السياسي دون الإشارة للأسد.

وعلم من مصادر أن موفد الأمم المتحدة سينقل في اجتماعات مع المعارضة قبيل وبعد اجتماع الرياض بأن أغلب المجتمع الدولي لن يتوقف عند مصير الأسد في المرحلة الانتقالية.

ويرى مراقبون أن تراجع المواقف يعود لاستشعار الغرب خطر تمدد داعش داخل عواصمهم، والذي لا يرون حلا لدحره دون حل الأزمة السورية.

وهو حل تعرف الجهات الدولية أنه لن يمر من دون ضمان تأييد روسيا وامتثال نظام الأسد له.

يأتي ذلك فيما تواصل المعارضة مع حلفائها الإقليميين رفض أي حل يبقي الأسد في المرحلة الانتقالية.

 

الصليب الأحمر: لاجئو #سوريا بظروف صعبة مع الشتاء

العربية.نت

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تدهور الوضع الإنساني في سوريا مع اقتراب حلول فصل الشتاء، واصفة أوضاع اللاجئين في الأردن ولبنان بأن ظروفهم “رهيبة”.

وقال روبرت مارديني، المدير الإقليمي لمنطقتي الشرق الأوسط والشرق الأدنى في اللجنة،: “إن الوضع الإنساني في سوريا كارثي ويتدهور يوماً بعد يوم. وسيواجه الناس في الأيام القادمة شتاء شديد البرودة وهم لا يملكون سوى النزر القليل من الموارد. ونحن بحاجة إلى تحسين إمكانية الوصول إليهم بحيث يمكن تقديم المساعدات لأشد الفئات ضعفا. وأقل ما يقال عن الوضع السائد إنه خطير بالنسبة للكثيرين من الناس”.

ووفق اللجنة فإنه يحتاج أكثر من ١٢ مليون سوري، بمن فيهم ٥,٥ مليون طفل، إلى المساعدة الإنسانية العاجلة. وقد فر أكثر من ٤ ملايين شخص إلى خارج البلد وتشرد حوالي ٨ ملايين شخص داخلياً؛ وأجبر الكثيرون على الرحيل لمرات عدة.

وأضاف مارديني قائلاً: “يعيش الكثير من اللاجئين في الدول المجاورة، مثل الأردن ولبنان، في ظروف رهيبة، ومع انخفاض درجات الحرارة، فهم يسعون جاهدين للعثور على مكان دافئ. كما أنهم في حيرة بسبب عدم معرفة ما سيحمله الغد لهم، أو ما إذا كانت ستتاح لهم إمكانية العودة إلى ديارهم في يوم الأيام”.

ومنذ بداية هذا العام، وزعت اللجنة الدولية، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، مواد غذائية على أكثر من ٧ ملايين شخص. واستفاد ١٥ مليون شخص من برامج توفير المياه في جميع أنحاء البلاد ، وفق ماذكر بيان اللجنة .

 

سوريا.. بدء تطبيق اتفاق حي الوعر في مدينة حمص

دمشق – فرانس برس

دخلت أولى المساعدات الإغاثية، يوم السبت إلى حي الوعر، آخر نقاط سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة في مدينة حمص في وسط سوريا، وذلك تنفيذاً لاتفاق تم التوصل إليه بين ممثلين عن الحكومة والمقاتلين، وفق ما أكد محافظ حمص طلال البرازي.

وقال البرازي: “بدأت المنظمات الدولية يوم السبت بتسيير قوافل الإغاثة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري إلى حي الوعر”، مؤكدا أن “أجواء التهدئة التي بدأ فيها اتفاق الوعر انعكست بشكل إيجابي على انسياب المواد الإغاثية والصحية”.

وتوصلت الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في حي الوعر يوم الثلاثاء إلى اتفاق بإشراف الأمم المتحدة ينص على خروج المسلحين على مراحل من الحي، على أن يبدأ تطبيق المرحلة الأولى منه السبت.

وأشار البرازي إلى أنه “من المتوقع أن يكون هناك خروج للدفعة الأولى من المسلحين يوم الثلاثاء المقبل”.

وبحسب بنود الاتفاق، من المقرر خروج نحو 200 إلى 300 مقاتل من الحي على دفعات، وكذلك خروج بعض عائلات المسلحين، وتسليم القسم الأول من السلاح الثقيل والمتوسط، وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بتسليم سلاحهم.

كما ينص الاتفاق على الحفاظ على التهدئة ووقف العمليات العسكرية من أجل خلق ظروف ملائمة لتنفيذ الاتفاق.

وحي الوعر في غرب مدينة حمص، هو آخر الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المدينة، ويتعرض باستمرار لقصف من قبل قوات النظام التي تحاصره بالكامل. وفشلت محاولات سابقة عدة لإرساء هدنة فيه.

وقال البرازي يوم السبت إن الحكومة “بدأت يوم الخميس بزيادة كميات المواد التموينية والفواكه والخضار والطحين” التي تسمح بإدخالها إلى السكان، بعد يومين من التوصل إلى الاتفاق.

ويقيم في الحي حاليا، وفق البرازي، حوالي 75 ألف نسمة مقابل 300 ألف قبل بدء النزاع في سوريا في مارس عام 2011.

وأطلق لقب “عاصمة الثورة” على حمص التي كانت من أول المدن التي شهدت تظاهرات احتجاجية شعبية ضد النظام، تحولت إلى نزاع مسلح اسفر عن مقتل اكثر من 250 الف شخص منذ مارس 2011 ودفعت نحو نصف السكان الى الفرار من منازلهم.

وتسيطر قوات النظام السوري على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومدينة تدمر الاثرية الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش منذ 21 مايو.

 

تركمان يطردون “داعش” من 3 قرى سورية حدودية مع تركيا

بيروت – فرانس برس

سيطر مقاتلون تركمان على ثلاث قرى في شمال سوريا، في أولى المعارك التي يتولون قيادتها ضد تنظيم داعش في المنطقة الحدودية مع تركيا، ما تسبب بمقتل 13 منهم على الأقل، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن مقاتلين من لواء “السلطان مراد” تمكنوا من السيطرة في الساعات الأخيرة على ثلاث قرى كانت تحت سيطرة التنظيم في ريف حلب الشمالي على الحدود مع تركيا، وهي براغيدة والخربة وغزل”.

وبحسب عبدالرحمن، يضم هذا الفصيل “مقاتلين تركمان يشكلون للمرة الأولى رأس الحربة في الاشتباكات ضد تنظيم “داعش” في ريف حلب الشمالي، في محاولة لاستعادة السيطرة على عدد من البلدات والقرى التي تمكن الجهاديون من السيطرة عليها في وقت سابق”.

وأضاف “لطالما شكل التركمان جزءا من عمليات جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والفصائل الإسلامية والمقاتلة في المنطقة، لكنها المرة الأولى التي يتصدرون فيها الهجمات”، مضيفا أن ذلك يأتي بعد “تلقيهم دعما مباشرا من تركيا”.

وتتركز الاشتباكات المستمرة بين الطرفين وفق المرصد، في المناطق الواقعة شرق مدينة أعزاز، قرب الحدود السورية التركية.

وقتل جراء الاشتباكات 13 مقاتلا تركمانيا على الأقل، بحسب المرصد الذي لم يتمكن من تحديد حصيلة القتلى في صفوف تنظيم داعش، لكنه أكد وجود خسائر بشرية في صفوفه.

وتعتبر تركيا الأقلية التركمانية الناطقة بالتركية في سوريا حليفاً لها، ويرى محللون أن تركيا تود أن يتولى المقاتلون التركمان مواجهة تنظيم “داعش” قرب حدودها.

وتعتبر أنقرة “وحدات حماية الشعب الكردية” وهي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كمنظمة “إرهابية”.

 

الرقة.. أصوات من مدينة الرعب

أهداف التحالف استهدفت معاقل داعش داخل مدينة الرقة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقابلات سرية مع مدنيين من مدينة الرقة والمحاصرين بين وحشية تنظيم داعش الذي يسيطر على المدينة والضربات الجوية التي تستهدف عناصر التنظيم في المدينة.

ويصف أبو هادي وهو أحد الذين قابلتهم صحيفة الحياة في الرقة بالجحيم قائلا “هذه هي عيشتنا اليومية، تستيقظ باكرا في الصباح على وقع أصوات القصف، أو هدير الطائرات الحربية التي تخترق جدار سرعة الصوت.”

 

ويستطرد أبو هادي الذي يسكن على بعد كيلومترين من وسط المدينة “أنظر إلى السماء وأولي وجهي قبل وجهة الطائرات التي تقتحم الغيوم، وأدعو أن تعود أو أن تأتي عاصفة هوجاء.”

 

إلا أن اضطراب الأحوال الجوية يحول دون قيام التحالف الدولي بطلعات جوية ضد المدينة التي أصبحت معقلا للتنظيم في سوريا، الذي أجبر مئات الآلاف من المدنيين من سكان المدينة من المغادرة.

 

لكن إحدى الطرق التي يتمكن أولئك من الفرار هو بإثبات حالة مرضية تتطلب علاجا لا تتمكن مستشفيات المدينة وعياداتها من معالجتها.

 

وتحدث أبو هادي للصحيفة عن طريق وسيلة اتصال عبر الإنترنت، لا تستخدم إلا سرا في جوف الليل كبقية الذين تمت مقابلتهم من الرقة.

 

وحشية داعش

 

وأشار أبو هادي إلى مدى الوحشية التي يتعامل بها التنظيم ضد خصومهم دون رأفة أو شفقة، متحدثا عن مشهد للدراجات النارية تقوم بسحب الجثث المشوهة خلفها بينما هو وابنه في طريقهم صباحا إلى المدرسة.

 

ويشدد تنظيم داعش الخناق على استخدام الإنترنت، فلا سبيل لأقارب أهالي الرقة الذين يقطنون خارجها لملمة أخبارهم من الرسائل التي يتم إرسالها عبر الإنترنت.

 

ويقول سليم الذي فر مؤخرا إلى تركيا إنه لا يعرف كيف يتواصل مع والديه الذين تخلفوا عنه في الرقة، وإن تم التواصل عبر الإنترنت فإن تفاصيل الحصول على تلك الوسيلة تحاط بسرية تامة.

 

ويقول سليم” إنها مسألة حياة أو موت؛ القلق يساور الجميع بشأن تلك العملية ومن يقوم بها” فوالدته تترك له رسالة على تطبيق واتساب يوما إلا أنها تمكث أياما دون أن ترسل أي شيء.

 

وتتحدث أم سليم عن الأوضاع في الرقة وكيف أن المدنيين يستخدمون كدروع بشرية أو في حملات دعائية للتنظيم. وآخر رسالة بعثت بها كانت قبل أسبوع تقول فيها: “لقد منعنا من مغادرة المدينة- حتى للأسباب الطارئة! فداعش يريد أن نموت حتى نستخدم في حملتهم الدعائية في أشرطة الفيديو التي ينشرونها.”

 

ويتحدث سكان الرقة عن الرعب الذي يسببه هدير الطائرات الحربية لحظة اختراقها أفق السماء، وصوت انطلاق الصواريخ من على المقاتلات ووقع انفجارها، ويخمنون ضربا بالكهانة لمن تعود تلك الطائرات.

 

ويقول أبو هادي “لا ينبغي للتحالف أن يقصف الرقة بتلك الكثافة فكل ما يجري تدميره هو البنية التحتية ليس إلا!”

 

ويستطرد “ليس لنا أي يد في الحوادت الإرهابية في فرنسا، فمن غير المعقول أن نصبح هدفا لغارات مكثفة للتحالف الدولي منذ هجمات باريس ومنفذوها جاءوا من بلجيكا.”

 

في غضون ذلك، تتزايد حالة الإحباط من سقوط المدنيين ضحية الإرهاب. فالجمعة الماضية نشر التنظيم شريط فيديو يظهر قطع يد سارق دراجة نارية في ميدان عام في مدرسة حطين في المدينة.

 

وبعد ساعات، استهدف طيران التحالف المنطقة 11 مرة على الأقل، مما أسفر عن مقتل نحو 12 شخصا من بينهم 5 أطفال.

 

المدنيون وشح الغذاء

 

ورغم تقاطر المواد الغذائية للرقة بشكل متواصل سابقا، إلا أنها قلت بشكل كبير مع تكثيف الضربات الجوية، حيث يتردد التجار السوريون من تركيا أو المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من الاستمرار بشحن المواد الغذائية إلى المدينة.

 

كما يشتكي سكان الرقة، بحسب أبو هادي، من معاناة ارتفاع أسعار الوقود الذي ينتجه داعش، خاصة بعد استهداف مقاتلات التحالف في غاراتها الجوية للصهاريج في المدنية. فقد تضاعف سعر برميل وقود الديزل إلى نحو 40 ألف ليرة سورية أي نحو 390 دولارا أميركيا خلال الأسبوع الماضي.

 

ورغم انقطاع سبل الاتصال بأهليهم من العالم الخارجي في الرقة، ينتظر أبو هادي اللحظات القليلة للتواصل من ابنته في تركيا ويساوره القلق بشأن مستقبلهم. “أحيانا أرى الخوف في عيون أطفالي،” كما يقول أبو هادي “أرى اللوم أيضا. لماذا لا تلحق بنا إلى تركيا؟”

 

حياة مستمرة

 

رغم هذا وذاك، الحياة مستمرة في الرقة… فخلف إحدى الأبواب المغلقة التي يطرقها هدير الطائرات المقاتلة، تجمعت ثلة من النسوة للغناء والرقص على وقع ألحان موسيقية خافتة حتى لا تسمع، يمازجها زمجرات للمقاتلات الحربية في سماوات الرقة.

 

قد يعيش أهل الرقة لحظات عصيبة، لكن العوائل ترغب في الاحتفال في خطبة فتاة لأحد أقاربها، حسبما تقول أم أحمد في رسائلها لأقاربها وكما تورد الصحيفة على لسانها.

 

فدبيب الحياة مستمر رغم داعش ورغم أزيز المقاتلات الحربية، في تحد أمام الحياة، فأهل الرقة يتحدون الموت ومصممون على الحياة.

 

الدفاع الروسية: عدم رصد الأمريكيين صهاريج “داعش” لنقل النفط من سوريا إلى تركيا “غطاء مباشر” للتهريب

موسكو، روسيا (CNN)- وجهت السلطات الروسية اتهامات ضمنية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتوفير ما وصفته بـ”غطاء مباشر” لعمليات تهريب النفط، التي يقوم بها مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف باسم “داعش”، من سوريا إلى تركيا.

 

وأعربت وزارة الدفاع الروسية، في تصريحات للمتحدث الرسمي باسمها، اللواء إيغور كوناشينكوف، عن اندهاشها من تصريحات المسؤولين الأمريكيين بأنهم “لا يرون كيف يتم تهريب النفط المسروق من قبل تنظيم داعش الإرهابي، إلى تركيا.”

 

وقال كوناشينكوف، بحسب ما أورد تلفزيون “روسيا اليوم” السبت: “عندما يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يرون كيف يتم نقل النفط المهرب من قبل الإرهابيين إلى تركيا، فإن ذلك أكثر من مكر بسيط، لأنه يشبه توفير غطاء مباشر.”

 

ولفت التلفزيون الروسي إلى أن متحدثاً باسم الخارجية الأمريكية كان قد ذكر، في وقت سابق، أن الصور التي عرضتها موسكو، والتي تظهر “مئات من صهاريج النفط التابعة لداعش”، هي “صور أصلية”، إلا أنه ذكر أنه “لم ير صوراً للمعابر التي تعبر من خلالها الصهاريج الحدود.”

 

كما نقلت وسائل إعلام روسية عن مسؤول شؤون الطاقة الدولية في الخارجية الأمريكية، آموس هوشتاين، أن “هناك كميات من النفط يتم تهريبها إلى تركيا، من مناطق سورية خاضعو لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي”، إلا أنه وصف تلك الكميات بأنها “ضئيلة جداً.”

 

وعرضت وزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، ما قالت إنها “معلومات استخباراتية وأدلة فوتوغرافية”، تؤكد مشاركة أشخاص مقربين من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في صفقات نفطية مع “داعش” في سوريا والعراق.

 

من جانبه، طالب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في تصريحات أوردتها وكالة “الأناضول” السبت، روسيا بالابتعاد عن “الاتهامات والأكاذيب” التي تطلقها ضد عائلة الرئيس أردوغان، مؤكداً على “استمرار الجهود الدبلوماسية للخروج من الأزمة” الراهنة بين البلدين.

 

وعن لقائه مع نظيره التركي، سيرجي لافروف، في العاصمة الصربية بلغراد، قال: “شاركته أفكارنا بشكل ودي وصريح، ونأمل أن تتخذ روسيا موقفاً مشابهاً لموقفنا”، وأضاف: “نرفض التصريحات الروسية التي لا تمت للحقيقة بصلة، ونحن لا نرد عليهم بنفس أسلوبهم”، على حد قوله.

 

الأسد: الضربات الجوية البريطانية ضد تنظيم الدولة في سوريا “غير مشروعة

وصف الرئيس السوري بشار الأسد الضربات الجوية البريطانية على تنظيم “الدولة الإسلامية” في بلاده بأنها “غير مشروعة”.

وفي مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية، قال الأسد إن الهجمات ستساعد فقط في نشر ما سماه بـ “سرطان الإرهاب”.

وقال الأسد “لا يمكن استئصال جزء من الورم السرطاني. يجب القضاء عليه تماما. هذا النوع من العمليات يشبه استئصال جزء من الورم السرطاني. هذا ما سجعله ينمو بصورة أكبر”.

وأضاف ” لا يمكنك التغلب على تنظيم الدولة الإسلامية بالهجمات الجوية فقط. يجب استئصاله تماما. لا يمكنك التغلب عليهم إذا لم تحظى بدعم الشعب والحكومة”.

وقال الأسد إنهم “سيفشلون”.

وقارن الأسد بين توجه بريطانيا وتوجه روسيا، التي بدأت هجماتها الجوية في سوريا في سبتمبر / أيلول. وقال إن “ما تقوم به روسيا يحمي أوروبا”.

واستبعد الرئيس السوري التغلب على تنظيم “الدولة الإسلامية” بالهجمات الجوية وحدها دون تنسيق مع القوات على الأرض.

وتنسق روسيا هجماتها الجوية مع دمشق على النقيض من التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة، التي وصفها الأسد بأنها غير فعالة.

وأوضحت بريطانيا أنها تريد إبعاد الأسد عن السلطة، بينما ينظر إلى الهجمات الروسية على أنها لدعم الأسد.

وبدأت المقاتلات البريطانية في شن هجمات في سوريا الخميس بعد موافقة البرلمان البريطاني على شن هجمات جوية على أهداف تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.

وزاد زخم الانضمام للحملة الجوية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات في باريس الشهر الماضي راح ضحيتها 130 قتيلا ومئات المصابين.

 

تركيا “مندهشة” من اتهامات إيرانية لإردوغان بالتجارة مع تنظيم “الدولة الإسلامية

قالت تركيا إنها “مندهشة” من اتهامات إيرانية لأنقرة بدعم تنظيم “الدولة الإسلامية”، وضلوعها في صفقات نفط مع المسلحين الإسلاميين في العراق وسوريا.

وقال تانجو بيلغيتش المتحدث باسم الخارجية التركية في بيان له إن اتهامات إيران “لا تؤخذ على محمل الجد”.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الخميس إنه حذر نظيره الإيراني حسن روحاني من تقارير أوردتها مؤسسات إعلامية إيرانية تتهم إردوغان وعائلته في التورط بتجارة النفط مع تنظيم الدولة.

وقال إردوغان إنه تحادث مع روحاني هاتفيا وقال له: “سوف تدفع الثمن باهضا إذا استمر ذلك”.

وزعم أن الإيرانيين أزالوا تلك الأخبار من مواقعهم الإلكترونية لاحقا.

وأكد المتحدث باسم الخارجية التركية المحادثة الهاتفية بين الرئيسين، وقال إن أي محاولة لتحريف فحواها يعد “لا أخلاقيا ومحاولة لحجب الحقيقة عن الشعب الإيراني الجار”.

وفي رد على تصريحات إردوغان، دعت الخارجية الإيرانية يوم الجمعة إلى “التحلي بالأدب المتبادل، واحترام العلاقات”، حسب وسائل إعلام إيرانية.

ونقلت وكالة آيرنا الإخبارية الإيرانية عن حسين جابر أنصاري، المتحدث باسم وزير الخارجية الإيراني قوله إن “استمرار السياسات والمواقف التي أدت إلى دعم الإرهاب في سوريا والعراق، ستزيد من الأزمة في المنطقة وتزيد المشكلات للدول التي تستمر في تلك السياسات”.

وتدعم إيران وروسيا نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفي المقابل تدعم تركيا المسلحين المناوئين للرئيس السوري، وانضمت إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.

وتشهد العلاقات الروسية التركية توترا شديدا بعدما أسقطت أنقرة مقاتلة روسية فوق سوريا في الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن إسقاط تركيا للطائرة الروسية “يبعث برسالة خاطئة للإرهابيين” في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى