الحرية لرزان زيتونة، الحرية لمخطوفي دوماصفحات مميزةكمال اللبواني

لماذا اختطفت رزان؟/ د. كمال اللبواني

يقولون أن الثورة تأكل أبناءها ، وحسب تعبير ايريك شوفالييه السفير الفرنسي (لولا رزان زيتونة لما كان في سوريا ثورة )، طبعا من يشبه شخص رزان وقيمها هي من قصد شوفالييه في هذه الثورة، ثم وجه دعمه المطلق لهم وحدهم … ويقولون أيضا أن المال يفسد الثورة .. لذلك كان هذا الدعم وبالاً على الناشطين الذين تمسكوا بمصادر هذا الدعم وحاولوا تسييه واستعماله لبسط نفوذهم وتحكمهم وتزعمهم.

أغلب الظن أن رزان اختطفت لأحد أمرين : الأول سياسي وعندها يكون النظام قد استخدم إحدى الحيل ، أو اخترق إحدى المجموعات التي سلمته الناشطة .. وهذه مصيبة لأن النظام يحقد عليها ويريد ازالتها من هذا الوجود . وهو ما يستبعده المقربون من رزان حتى الآن …. الذين يرجحون أنها اختطفت من قبل المجموعات الاسلامية ويتهمون الجبهة الاسلامية لخلافها السياسي مع المحامية .. وهذا تفسير غير منطقي بالنسبة لهذه الجبهة التي أنكرت ببيان رسمي . لأنها من القوة السياسية بما يكفي ويزيد ، ولا تشكل المحامية الليبرالية اليسارية التي تعيش في عزلة خانقة بعد التحول الجارف للمزاج العام باتجاه الأيديولوجيا الاسلامية في منطقة محافظة اصلا أي ازعاج للجبهة الاسلامية الواسعة النفوذ . وفي كل الاحوال من وجهة نظرهم لا يبرر هذا الخلاف فعل الاختطاف ،كان يكفي منعها من النشاط ، أو مصادرة تجهيزاتها او التضييق عليها لدفها للخروج الذي كانت تفكر فيه اصلا ، وعن طريق الهيئة القضائية التابعة لهم والتي تحكم في قضايا أكبر وأخطر بكثير ..

المسألة الأقرب للمنطق إذن … هو السبب الثاني وهو المادي أي أن مجموعة صغيرة على عداء مع شديد مع الناشطة اختطفتها ، ربما بسبب الحرمان من الدعم الذي يأتي عن طريقها شخصيا للغوطة الشرقية ، خاصة بعد الحصار واستخدام الكيمياوي ، وهي قد حرمت بسبب تسييس هذا الدعم ،وعدم وجود مؤسسة مقنعة ، أو شبكات تواصل فعالة ومتوازنة ، و غالبا لأسباب شخصية أو أيديولوجية ، وعلى ما يبدو أن توزيع هذا الدعم كان يحرم مجموعات تكاد تهلك من الجوع والفاقة … مما ولد لديهم الرغبة في الانتقام ممن يتحكم بمقدراتهم ووسيلة بقائهم ..

نعم … الغرب والكثير من العرب يحصرون دعمهم ببعض الأشخاص ، وبهذه الأقنية ( المعتدلة؟؟؟؟ ) ويسيسون هذا الدعم الانساني بهدف زيادة نفوذ هؤلاء على الأرض . وهنا الكارثة التي لم ينتبه اليها نشطاء الثورة .. لاحظوا أن شيئاً مشابها يجري في وحدة تنسيق الدعم التي تتعرض للكثير من الهجوم والكراهية لذات السبب ولذات السلوك .

وهكذا يتوجب علينا أن نقيم السبب الحقيقي ، ونتابع التحقيق والعمل لأن مصير المحامية وزملائها موضوع أكثر من هام ، وأن نضع مكافأة مالية لمن يعمل على تحريرها .. إذا كنا ميالين لقبول السبب المادي .. ونطلب من كل النشطاء والرموز السياسيين أن يبتعدوا عن العمل الإغاثي والمالي لأنه محرقة ومفسدة وضياع ، وأن نطور المؤسسات الوطنية الناظمة والمراقبة والتي تستطيع تحمل المسؤولية ، وأن نكف عن تسييس الدعم ، واستعماله لشراء الولاءات والنفوذ والزعامة ، فكما ترون النتيجة سيئة على الجميع وعلى الثورة . وهو درس يجب أن نتعلم منه . وكلنا أمل بالوصول لنتيجة سليمة لقضية رزان لأنها من الناشطين القليلين الذين رسموا مسار الحرية قبل اندلاع الثورة ، ومن مثلها لا يكافأ بهذه الطريقة ، كما نأمل من بقية الناشطين والناشطات الكف عن هكذا سلوك استحواذي لمصادر الدعم، و احتكاري لسلالم الشهرة لأنه مدمر لهم وللعمل … وأخير نأمل ممن يريد دعم الشعب السوري أن يتعامل معه كشعب ولا يتدخل في تفاصيله الداخلية … فهذا ليس دعما خالصا بل أيضا هو أداة تخريب وتفرقة وهيمنة . والله المفرج .

كلنا شركاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى