صفحات المستقبل

لماذا لا أثق بما يسمى ” ثورة سوريا “

 


في الفترة الأخيرة , على ما أعتقد أن السوريين لما يبارحوا أجهزة التلفاز أو مواقع الأخبار أو غيرها من الوسائل التي تعطيهم الخبر عما يجري في سوريا

أصبح كلاً منا محلل سياسي و كل منا ناشط حقوقي

حتى منا من لم يكمل تعليمه العالي أو حتى لم يدرس و ليس له علاقة بأي شيء في علم السياسية أو الحقوق أصبح الآن سياسياً , لا بل سياسياً مخضرماً فكل منهم بات يبدي بتحليلاته و تفسيراته و قناعاته لا بل أصبح يرسم خططا للمستقبل

فجأة و بشكل غريب أصبحنا كلنا سياسيين , فحديثنا كله عن الوضع الحالي و إلى أين يتجه

فذاك مع و أخر ضد و هذا يريد و ذالك لا يريد و هو مقتنع أما هي فلا

تخالفت الآراء كثيراً و أصبحنا و في البيت الواحد منقسمين ” سياسياً ” على بعضنا

حتى أيضا في حارة واحد أنقسم الجيران بين موالين و معارضين و الكل يريد أن يثبت الآن أنه على حق و لا أحد يريد أن يسمع الأخر فهو متأكد و مقتنع بفكره و بما سيحدث غداً

أصبحنا في كل حديثنا نتحدث أنه في سوريا لا يوجد طائفية و كأن الطائفية هي السبب الأساسي في ما يسمى ” ثورة سوريا ” و لا يكاد يخلو ريبورتاج أو فيديو إلا و يبرز ملاحم التآخي الديني في سوريا

يا أخي من قال أن الطائفية هي سبب من أسباب ما يحصل في سوريا ؟ لا بل متى كانت الطائفية عائق في حياة سوريا ؟ إن الحديث عن الطائفية هو ما سيجلب الطائفية أما هي فبعيدة كلياً عنا

صراحة يا أصدقائي أنا أريد أن أقوم بثورة على الشعب

نعم على هذا الشعب

أريد لهذا الشعب على الأقل أن يسمع و أن يرى و أن يتكلم

أريد أن يكون شعباً موضوعياً في فكره

لا دينيا في تصرفاته

مفكراً في أفعاله

أن يأتي شخص و يقول و يفتخر أني كنت في مظاهرة في جمعة العشائر فهذا عار يا أصدقائي

نعم عار بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

فهذا عبارة عن تأييد لمفهوم القبلية و العشائرية لا بل محرك و داعم لها

كيف سأثق في شخص يأتي لي و يقول أن هنا عشيرة فلان و عشيرة علتان قد قامتا ليحرضا عشيرة مدري مين

كيف سأثق و أعطي رأي و قراري لهذا الشخص

كيف سأثق في شخص يخرج للتظاهر في جمعة يعنونها بالجمعة العظيمة في محاولة لاستجرار المسحيين إلى الثورة

كيف سأثق في شخص يأتي لي و يقول أنه على الإسلام السنّة تولي السلطة في سوريا

لما علي أن أثق في شخص يقول لي الإسلام هو الحل للخلاص من الفساد و أنا بالأساس غير مقتنع بالفكر الديني السلطوي

لماذا علي أن أثق بشخص يحاول أستجرار المسيحية بلعبة قذرة

لماذا و نحن أصبحنا في القرن 21  نريد دوما أن نرى أن الدين سيحكم الدولة

لماذا علي أن أثق بشخص يتحدث عن الفكرة العشائري و سبل كسبهم لصالحه و أن أشد الأشخاص كرهاً لهذا الفكرة فأنا أكره كل شي يتعلق بالفكر العشائري و القبلي لأنه باختصار فكر إلغاء الأخر و ليس قبوله

لماذا علي أن أثق بشخص يلغي مفهوم العقل و الفكر

لماذا ؟

إذا لم نكن موضوعين و لادينين و لا طائفيين و لا عشائرين و لا سلطوين و لا أنتهازيين فلن نصل لشيء

يا أصدقائي إذا لم نسعى للفكر ……………………. لن نصل

إذا لم تكن الثورة هي سبب لجعل سوريا أفضل و أجمل فهي لن تنجح أبداً

لأني أرى الثورة الآن نقم على سوريا فهي و لا بأي شعار أو عنوان لها تسعى لتجعل سوريا أفضل أنما هي تسعى لترجع سوريا لمفاهيم قد أكل عليها الدهر و شرب

http://www.syrian-k.co.cc/

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى