صفحات الحوار

لمى الأتاسي: بشّار الأسد سيبيدنا قبل أن يرحل


روشن قاسم

فيما تستمر المباحثات الماراثونية للمعارضة لتوفير البديل، الذي يضمن استقرار سوريا، بعد سقوط النظام، بخاصة عقب اعلان فرنسا وعلى لسان وزير خارجيتها الان جوبيه بأن الغرب واميركا سيطوران اتصالاتهما بالمعارضة في سوريا.

الناشطة السورية لمى الأتاسي، ابنة عبد الحميد الأتاسي، عضو “إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي” المعارض في باريس، ترى ان فرنسا ملتزمه بقرارات المجتمع الدولي و القانوني الدولي وقالت في حوار مع “المجلة”: “إنني افهم جيدا موقف ساركوزي، ففي الوقت الذي تدين فيه فرنسا نظام الاسد انطلاقا من تفهمها لمطالب الشارع السوري، الا انها ملتزمه بانتمائها للامم المتحدة و مجلس الامن”.

والأتاسي التي بدأت نشاطها في باريس بإنشاء تجمع عاجل من أجل دعم الشعب السوري، وحشد تأييد شعبـي وإعلامي ونيابي فرنسي لدعم ثورة 15 آذار/مارس، اشارت الى ان على المعارضة ان تسعى الى اقناع الدول في مجلس الامن بممارسة ضغط على الأسد للسماح بمراقبين دوليين، وإدخال الاعلام العالمي إلى سوريا ليطلع العالم على ممارسات النظام الوحشية ضد الشعب السوري، حسب تعبيرها، مشددة في الوقت نفسه على رفضها اي لقاء يجمع المعارضة مع مسؤولين ايرانيين. كما اعتبرت الاتاسي انه لا يمكن الجمع بين المولاة للنظام الايراني والدعوة الى الديمقراطية، وفيما يلي نص الحوار..

[2]

المجلة: كيف تصفين التحرك الفرنسي في ما يخص الثورة السورية وماهي مدايات هذا التحرك؟

– ان فرنسا ملتزمه بالمجتمع الدولي و الاطار القانوني الدولي و ما ينصه، بمعنى انها لا تريد ان تقلل دور الامم المتحدة، وان تتصرف بمفردها على رغم صعوبة العمل ضمن المجموعة الدولية و فرض القرارات العادلة على الدول الاعضاء، الا انني افهم جيدا موقف ساركوزي، ففي الوقت الذي تدين فيه فرنسا نظام الاسد انطلاقا من تفهمها لمطالب الشارع السوري، الا انها ملتزمه بانتمائها للامم المتحده و مجلس الامن.

المجلة: في ظل ممانعة روسيا والصين والبرازيل والهند اتخاذ مجلس الامن قرارات ضد النظام السوري، ما مدى فعالية الحراك الفرنسي مع شركائه (امريكا وبريطانيا وألمانيا) لتمرير قرار دولي حاسم ضد بشار الاسد؟

– هناك تيار جديد في المفهوم القانوني الدولي انبثق بعد مجازر رواندا نهاية التسعينات من القرن المنصرم، وادت الى انشاء محكمة الجنايات الدولية في عام 2002، في ما بعد تم اعتماد قانون مسؤولية حماية المدنيين في 2005، بعد ان فهم العالم ان هناك احيانا ضروره للتدخل في حال تعرض شعب ما لخطر الابادة او الجرائم ضد الانسانيه، و ان كانت حكومة هذا البلد هي المجرمة فهذا يعطي الحق لمجلس الامن بالتدخل لتطبيق هذا القانون، و لقد طبق هذا القانون في ليبيا، اما بالنسبه لسوريا فالوضع معقد اذ هناك كما تفضلتي الصين و روسيا مصممتان على عرقلة قرار الامم المتحدة باستعمال حقهما بالفيتو ما يعني الغاء حق الشعب السوري في الحرية.

المجلة: دور الحلف الاطلسي بدأ يتصدر واجهة الثورة السورية بين مؤيد ومعارض، ما احتمالات عسكرة الثورة السورية؟

– هناك تحركات من قبل دول الحلف الاطلسي، سأكون في البرلمان الاوروبي في جلسة مصغره لطرح الموضوع ومناقشته من الناحية القانونية، وهذا لا يعني ان الموضوع سيتحرك بالسرعة التي نتمناها، ولكن سنعمل لتحريك الراي العام و اسماع صوت الشعب السوري الذي لا يفهم حتى الان لماذا لا يتحرك العالم لانقاذه. واريد ان اوضح بان حماية المدنيين ليست بالضرورة من خلال التدخل الاجنبي العسكري. ان التدخل في ليبيا كان ناجحا لانه كان بقرار دولي عليه اجماع و حصل بطريقة لم تمس سيادة الشعب الليبي، فالليبيين هم الذين كانوا ابطال المعركة، ولدينا تصورات سوف ننقلها الى الثوار في الداخل للاتفاق على الية موحدة، ففي النهاية هم لهم القرار الاخير، و لكنني متفائلة باننا ان اتحدنا ممكن ان يرحل بشار، لكن لن يرحل سلميا بل سيبيدنا.

المجلة: حددت فرنسا ضغطها على النظام بخطوات منها الاتصال مع المعارضة، ما نوع هذا الدعم وشروط تقديمه ؟

– ان هناك اطرافا عديدة للمعارضة و اتصور ان دول الغرب على اتصال بالجميع، بالنسبة لفرنسا لا اطرح اي نوع من الدعم الا بعد الرجوع الى الثوار في الداخل، كما ان الشعب السوري يثق بان فرنسا لديها المقدرة ان تقوم بدور محوري و ان تتلافى اخطاء رأيناها من اميركا في العراق و لم نرها في ليبيا.

اما شروط دعم الغرب او فرنسا على حد سواء، هي وجود خط حقيقية وواقعية للمعارضة، ورؤية تمثل كل الشارع السوري لما بعد الثورة، وهناك مسألة مهمة انهم يبدون حرصهم على ضمان حقوق الاقليات.

المجلة: ما جدوى حظر استيراد النفط السوري، والحجر على اموال بعض المسؤولين السوريين وفرض حصار اقتصادي ما دامت ابواب دول اخرى مفتوحة على مصراعيها امام النظام السوري؟

– من ناحية المبدأ هو يمثل بدايه ادانة للنظام السوري، طبعا ليست كافية بالنسبة للشعب السوري، لكن اتمنى ان تكون بداية التضييق على النظام، فالامور تبدأ دائما هكذا.

المجلة: اذن انت توافقين رأي من يقول انه فات في سوريا وقت تغيير النظام من الداخل؟

– طبعا فات الأوان و حاليا و بعد كل الارهاب الذي يمارسه ضد شعب اعزل من قتل عشوائي و اعتقالات و انتهاك للاعراض و اساليب تعذيب سادية، من غير الممكن ان يكون له اي نية في الاصلاح. ان سياسة الاحتكار الاقتصادي و الفساد و تحريك الطائفية منذ بداية حكم الاسد الاب، اوصلت الاسد الابن لطريق مسدود فهو اليوم بالطاقم الذي معه غير قادر على الاصلاح حتى و ان شاء هو ذلك.

[3]

تعثر المبادرات

المجلة: بعد مرور اكثر من ستة اشهر على الثورة السورية، رفض خلالها الاسد كل المبادرات على سبيل المثال التركية وأخيرا الجامعة العربية، الا يعتبر هذا دلالة على ثقة النظام بوجود دعم اكبر له داخليا واقليميا قادر على اخراجه من ازمته الحالية؟

– قوة النظام في الداخل يستمدها بالطبع من الجيش و الأجهزة الامنية و المنتفعين من كل الطوائف، و رغم ان العلويين معه الا انهم ليسوا معه عن قناعة، بل نتيجة اشاعة الخوف بينهم وأنهم مستهدفون من قبل السنّة، وانا على قناعة انهم بعد ان يأخذوا الضمانات سينضمون للثورة.

وفي الخارج ما زالت اسرائيل تفضل بقاء حكم نظام الاسد، وهناك للاسف من يعمل على اتفاقية تركية ايرانية على اكتاف الثورة، بحجه انقاذ البلد و هي في النهايه انقاذ للنظام، كل ما نتمناه ان لا تنجر تركيا لهذا النوع من الاتفاقيات.

المجلة: وماذا عن الدول العربية؟

– الدول العربية ليس لها موقف موحد تجاه ما يجري في سوريا، لبنان و الجزائر لا نعول عليهما، لكن دول مهمه مثل دول الخليج العربي هي دول انسانية في مساندتها و تعاطفها مع الشعب السوري، و اعتقد انها متفهمة لمعاناة الشعب و ارادته في التغيير واسقاط النظام، ولكن تحركها يبقى بطيئا مقارنة مع الغرب.

خيارات ايران

المجلة: كان هناك حديث عن لقاء جمع شخصيات من العارضة السورية في اوروبا مع مسؤولين ايرانيين مدى صحة هذه الانباء؟

– سمعت عن هذا اللقاء السري و من غير الممكن ان اكون في هكذا اجتماع لوضوح موقفي، وانا ادين هذا النوع من الاجتماعات، وهي ضد توجهات الثورة، فالبعض من اصحاب الحوار يعملون على محور اخر يتنافى مع ارادة الثورة في اسقاط النظام و تحقيق ديمقراطية حقيقية.

لنكن واضحين، من الصعب ان نكون الحليف الاقرب لايران وفي نفس الوقت نكون ديمقراطيين و انسانيين.

المجلة: برأيك هل بدات ايران تبحث عن بدائل للاسد في سوريا؟ ومدى استعداد المعارضة السورية للعب دور هذا البديل بالنسبة لأجندات ايران في المنطقة؟

– انا احترم الاختلاف و ممكن ان افهم ان يكون لأناس مواقف موالية لايران، ولم يعلن احد من المعارضة عن موضوع اتصالاتهم مع ايران، لكن ممكن ان نقول ان من يخفي مواقفه فهو بالتأكيد ليس فخورا بها، و ليس لديه ما يقوله للدفاع عنها، هناك شيء غير واضح.

الخط الأحمر

المجلة: رحب نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام بالتدخل العسكري الذي ما يزال العديد من القوى المعارضة ترفضه هل توافقين الرأي بتكرار سيناريو ليبيا في سوريا؟

– ان الشعب هو الذي يطلب الحماية و هناك الكثير ممن يطالبون بالتدخل لكن الموضوع اعقد من هذا بكثير كما شرحت منذ قليل يعني مجلس الامن لا ينتظر راينا لكي يتدخ ، في المطلق انا ممّن يؤيدون حماية مدنية.

المجلة: وجهت إليك انتقادات عدة بعد مشاركتك في التحضير لمؤتمر باريس الذي حضرته شخصيات معروفة بصداقتها لاسرائيل كالفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي ووزير الخارجية السابق برنار كوشنير وغيرهما، و اعتبره البعض بانه خطأ كبير وقعت فيه المعارضة الخارجية، بماذا تردين؟

– ان هدفنا هو ازاحة الاسد، لاقامة دولة ديمقراطية تحترم حقوق الانسان، لهذا قمت بتاسيس جمعية فرنسا – سوريا للديمقراطية كوني في فرنسا، هدفها العمل لمساندة الثورة و تحريك الراي العام اولا في مكان اقامتي. من هنا لم اتردد في المشاركة في الامسية و لم يكن مؤتمرا كما اشيع، وتداولته وسائل الاعلام ، و حضرها رجال سياسة و فنانون، منهم السيدة فضيلة عمارة الوزيرة السابقة من اصل جزائري و هي مسلمة، كذلك المغنية جين بركين و كثيرون ألقوا كلمات مساندة و محبة للشعب السوري. وكان الهدف هو الحضور الفرنسي لكي يتحركوا معنا و الحمد لله توفقنا لولا التشويش، و التلفيق الذي حصل.

و انا متاكدة ان امسيات كهذه و المواقف المنفتحة تؤثر على موقف فرنسا و العالم تجاهنا، ان العمل اللوبي لا نعرفه في مجتمعاتنا و انا بمشاركتي كنت اتوجه لمجتمع فرنسي والكل يعرف جيدا طبيعة العقلية السياسية الغربية و تواجد اليهود بقوة في كل الاحزاب و الجمعيات.

المجلة: اذا ما الخطوط الحمر امام المعارضة في الخارج؟

– مثلا اعلان مجلس انتقالي من دون علم الداخل مثلا او وضع اسماء اناس من الداخل من دون استشارتهم او عدم احترام ظروف المعتقلين و زج اسمائهم هذا مثلا خط احمر.

يعني بالاجمال يجب عدم استغباء مناضلي الداخل و التحدث باسمهم من دون استشارتهم و اجراء اتصالات سرية مع حكومات دون اطلاعهم و استشارتهم. ان على الذين يعملون في الخارج واجب العمل في الضوء وفي العلن.

المجلة: هل حجج النظام السوري في ربطكم بأجندات خارجية ومؤامراتية، سارية المفعول بالنسبة للشارع السوري؟

– لا، لأن الشارع السوري اذكى من النظام و من المعارضة وهو يتمتع بوعي سياسي نتيجة المعاناة والتفكير بأساليب االنصر، ثم ان الشارع السوري فهم انني لم اخبئ عليه شيئا فكل ما اقوم به موجود على العلن.

انا احترم الناس و اعامل بالمثل. ان التخوين و الاهانات تأتيني من ديكتاتوريين عموما و انا اجيبهم لماذا تتكلمون عن الديمقراطية و تتطالبون بها اذا كنتم ستعدمون بتهمة الخيانة كل من يرى الامور من زاوية اخرى.

[4]

عدو شرس

المجلة: من المسؤول عن انقسام المعارضة السورية؟

– النظام اولا فهو يعمل و له لوبي مهم بين اطراف المعارضة في باريس خصوصا بين هؤلاء الذين كانوا من اصدقائه و مستشاريه السريين و اصبحوا الان معارضة، ان هؤلاء يعملون على محور فرق تسد، اضرب كل من يمكن ان يزعج النظام و شجع صف الكلام، انهم ممكن ان يصفقوا او ينتقدوا النظام و ممكن ان يسبوه أيضا في التلفزات العربية فقط لكن عند الجد لا يبيعوا النظام، ان هؤلاء مخترقون للمعارضة و ليس لنا مقدرة على كشفهم او ابعادهم. ان الاسد عدو شرس و اهل الداخل ادرى بأساليبه.

المجلة: ماهي خطة المعارضة في الفترة المقبلة لاسيما انه كانت هناك دعوات للحوار ترفضها المعارضة ودعوات اخرى للتدخل الخارجي. ماهو الخط الأوضح الذي يجب ان تتبناه المعارضة؟

– الاستماع لصوت الشارع و هو واضح.. لا للحوار، الموت و لا المذلة، الله سوريا حرية و بس. اننا يجب ان نفتح اذاننا جيدا لكل ما يقال هناك لانهم في خطر وواجبنا ان نزيل عنهم هذا الخطر و ان نحترم ارادتهم.

المجلة: ماحقيقة ان تأسيس المجلس الانتقالي جاء تحت ضعط تركي؟

– هناك ضغط من دول المنطقة التي ليست من مصلحتها ازالة النظام، تركيا ممكن ان تكون منهم و معها ايران و اسرائيل، و معارضة تعمل في الخفاء و لا نعرف ماذا تريد، اسقاط ام حوار ام مصالحة جزئية.

المجلة: برايك ماهي الآلية التي يجب على المعارضة ان تتبعها في تشكيل مجلس يلبي طموحات المحتجين والمعارضين على حد سواء في اسقاط نظام بشار؟

– المفروض ان يتم تشكيل مجلس الثورة و لقد تم، هذا المجلس عليه ان يدمج و يدرس طبيعة الاختلافات السوريه لكي يقودها، اقصد اننا يجب منذ الان ان نواجه مشكلة الاقليات و الطوائف و لا ننكر وجودها رغم اننا نحن السنّة و العرب غالبية، لكن يجب ان نفهم اننا لن نحقق الامن و الديمقراطية، ان نعيش بعدل مع الاخرين الذين عندهم شعور تاريخي بالاقصاء.

انا متمسكة بخريطة سوريا واعتبر ان سوريا لن تكون سوريا من دون الاكراد و الشركس و الارمن و الاشوريين.. و لا نريد لاخواننا العلويين ان يعانوا من الاقصاء.

ان الطرح الواقعي للامور نسيناه منذ اكثر من ٥٠ عاما وركضنا وراء نظريات شمولية، منها الوحدة العربية و اخرى الاممية السوفيتية، والحل يأتي بمواجهة المشاكل و ليس تجاهلها.

المجلة: في النهاية كيف تقيمين دور المرأة في الاحتجاجات السورية؟

– المرأه في العمل السياسي و في الثورة ليست امرأة بل مواطن سوري و انا ارى انه تحجيم لها عندما نفرق بينها و بين الرجل في هذا المجال، ان المرأة السورية اقل تواجدا في المظاهرات هذا ما نراه، لكن المعلومات التي عندي تقول انها لها دور فعال في التنسيق و العمل النضالي الميداني.

حوار: روشن قاسم

روشن قاسم

كاتبة سورية كردية. عملت في فضائية الحرية. ومحررة في المعهد البريطاني لصحافة الحرب والسلام. واعدت تحقيقيات لعدة صحف دولية، ومجلة الأسبوعية. كما عملت مساعدة مخرج في فيلم وثائقي حول تاريخ الحركة التحررية الكردية في العراق وفي 2010 أعدت وأخرجت فيلما وثائقيا حول دور المرأة في مركز القرار تحت عنوان المرأة والسياسة، ولها كتابات عديدة حول الشأن السوري في عدة صحف دولية.

Article printed from المجلة: http://www.majalla.com/arb

URL to article: http://www.majalla.com/arb/2011/09/article4024

URLs in this post:

[1] Image: http://www.majalla.com/arb/2011/09/article4024/lama-alatasi1

[2] Image: http://www.majalla.com/arb/2011/09/article4024/gn13205c

[3] Image: http://www.majalla.com/arb/2011/09/article4024/bhl_fabius_kouchner_01

[4] Image: http://www.majalla.com/arb/2011/09/article4024/france-nicolas-sarkozy-2008

[5] روشن قاسم: http://www.majalla.com/arb/author/rouchen-kasem

Click here to print.

2011 © جميع الحقوق محفوظة لمجلة المجلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى