درويش محمىصفحات سورية

لم اتابع خطابه


درويش محمى

لم اتابع الخطاب الاخير لبشار الاسد، ليس استهتارا بالرجل ودوره ومكانته، لا ابداً، معاذ الله، فلا خطاب يعلو فوق خطابه، ولا موقف اكثر اهمية من موقفه في هذه الايام الحرجة من التاريخ السوري، فالاسد هو الكل في الكل، وهو اسم على مسمى، وباشارة منه يمكن ان تنحل كل الامور او تتعقد، واذا كان البعض يركعون له، فانا لا الومهم، فهو وليس غيره، من يقرر اعداد القتلى وارقام الجرحى والمعتقلين، والاسد وليس غيره من يملك قرار الموت والحياة في البلاد وبين العباد.

قد يظن البعض، اني اعتكفت عن متابعة خطابه لاني لا احب طريقته في فلسفة الامور والاحداث، لا مطلقاً، صحيح ان اسلوبه في القاء الخطابة ممل ومقرف، وهو يجمع ويطرح ويفصل ويفسر ثم يحلل ويركب، لكن والحق يقال، طالما كدت اختنق من شدة الضحك وانا استمع لخطاباته، فقط لانه لا يلفظ بعض الاحرف كما يجب.

وقد يعتقد البعض ويظن، اني حاقد وحانق وغاضب منه، لذا لم اتابع خطابه الاخير، وهذا صحيح، فانا والله اكاد انفجر من شدة الغضب، ففي ظل قيادة هذا الطاغية وخلال عشرة اشهر من عمر الثورة السورية، قتل خيرة شبابنا، فقط لانهم يحلمون بغد افضل اكثر حرية، ويحملون في صدورهم قلوبا بيضاء مفعمة بالامل.

انها ضحكته، بل مجموعة ضحكاته التي اطلقها في خطابه قبل الاخير، هي التي منعتني من متابعة خطابه الاخير، ولا تزال تلك الضحكات المستهترة تنخر رأسي كل يوم، وهي تذكرني بوجوه واسماء خمسة الاف شهيد، وصورة قاتل محترف لا ضمير له ولا ذاكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى