صفحات سوريةغسان المفلح

ليكن الرئيس القادم سورياً مسيحياً

 


غسان المفلح

سورية الآن على مفترق طرق، فإما أن يعيدها النظام- العصابة للعصر الحجري، كما يفعل الآن ولا يترك فيها شيئا، ولن يترك من يحكمه، كما صرح في السابق وحاليا أكثر من ضابط  أمن” انهم لن يسلموا سورية كمزرعة ورثوها إلا خرابا” أو لن نسلمهم سورية إلا أرض محروقة” يقصد الأكثرية السنية بالطبع، لا ينظرون للأمور إلا من هذا المنظار الطائفي التقسيمي بين أبناء الوطن الواحد، فقد استخدم حافظ الأسد الطائفية، حتى أصبحت جزء من المحرك الشعوري واللاشعوري عند كثر من أكثرية أبناء الطائفة العلوية، والنظام يحاول الآن ومعه كل أبواقه، اللعب على وتر أن الثورة السورية هي لأناس سلفيين وأنه يواجه الارهابيين، يحتجون أبواق النظام تحت مختلف المسميات، أن هنالك إرهاب، ,انا لدي سؤال لهم وخاصة الذين يحسبون أنفسهم على الفكر المعارض أو العلماني كما يدعون، ولضميرهم إن تبقى منه شيئا” هل أطفال درعا الذين اعتقلوا واقتلعت أظافرهم قبل الثورة بأسبوعين، كانوا إرهابيين وهل التظاهرات الأولى التي خرجت بدرعا كانت تظاهرات مسلحة؟ أعتقد أنه من باب قلة الضمير ان يبدأوا مع النظام بترديد نغمة الارهاب، ومع ذلك كان هنالك مئات من الشهداء، ولم نسمع صوتهم، إلا عند حدوث حوادث فردية كردة فعل، على فرض أنها حصلت من قبل شباب الثورة في بعض المناطق. وبدأوا الآن يكتبون عن وجود إرهابيين ومسلحيين. مع ذلك طالما أن هنالك إرهابيين كما تدعون، لماذا لا يسمح لوكالات الأنباء العالمية أن تدخل إلى سورية؟ عندها الماء تكذب الغطاس كما يقال.

وكي نتخلص من هذه اللعنة التي أصابت سورية وكتبت تاريخها بالدم، اقترح من باب الحس الثقافي!! أن يجرب أكثرية أبناء الطائفة العلوية الذين يلتفون حول هذه العصابة، أن يكونوا لوحدهم تحت حكم آل الأسد وآل مخلوف، فلن يتحملوا سنة واحدة، كما يحاول آل الأسد تهديد المجتمع الدولي وسورية بأنه سيقسم سورية ويقيم دولة العلويين. رغم أنني متأكد أن الشعب السوري بكل اطيافه لن يسمح له بتحقيق هذا السيناريو، ولا حتى أبناء الطائفة أنفسهم، لأن قسم مهم منهم يدركون جيدا ويعرفون جيدا من هم آل الأسد؟

والآن هنالك أسباب سياسية جعلت بعض فعاليات الأقليات تقف موقف الحياد الذي يخدم النظام، وكنا كتبنا عن هذا الأمر، وحجتهم في ذلك الخوف من مجيء إمارة إسلامية، أيضا نقول لهم عندما الضمير يخون ذاكرته فقد أعلن الحرب على الحق والحقيقة، فهل سورية قبل آل الأسد كانت قامعة للأقليات؟

إن الوضع الآن في سورية، حيث أقسم آل الأسد على القيام بأبشع المجازر، وأنا كتبت أكثر من مرة، بأنني لاأزال أرى أن هنالك كتلة لا يستهان بها تلتف حول سلطتهم ومن كل الأديان والطوائف، لكن اكثرية الشعب السوري قد عبر عن موقفه عبر ثورة شبابه أنه يريد الحرية. الشعب السوري سيحمي سورية من التفكك على يد هؤلاء المرتزقة، حتى لو وقف معهم سيد المقاومة” حسن نصر الله” وأية مقاومة يكون هذا سيدها؟

حيث أنه اتضح في النهاية بأنه ليس سوى مخبر صغير عند آل الأسد ومخبر كبير عن سلطة الملالي في طهران.

الخوف عند الأقليات يحتاج لضمانات كما يقولون” وعلى هذا الأساس أقول: ليأتي رئيسا سوريا مسيحيا أو سوريا درزيا أو سوريا علويا، من غير آل الأسد لفترة انتقالية من سنتين إلى أربع سنوات، وليذهب آل الأسد إلى طهران، ويعيشون هناك، لأنني أعتقد أنه لم يعد هنالك دولة في العالم تستقبلهم، وأظن في حال سقطوا وهم في سورية لن تستقبلهم حتى طهران نفسها. يمكن لشباب الثورة أن يطرحوا أسماء لهذه الفترة الانتقالية، أسماء لها وزن تستطيع تحمل هذه المسؤولية التاريخية والوطنية من أجل نقل سورية لدولة مدنية ليبرالية مثلها مثل بقية دول العالم. يتم خلالها إعادة بناء مؤسسات الدولة بما هي دولة حريات عامة وفردية ودولة قانون، وتجري انتخابات حرة ونزيهة وتنافسية بإشراف قضائي سوري وحقوقي دولي. أتمنى  أن أجد من يدعم هذا الاقتراح.

هذا اقتراحي على شباب التنسيقيات والثورة، وهم أدرى مني بواقع يعيشونه هم بدماءهم واجسادهم العارية على الأرض السورية، وأعتقد ان الشباب السوري سيكون داعما لمثل هذا الاقتراح. وحتى أنهم في حال اقتنعوا بذلك واقترحوا أسماء لا مانع من أن يرفعوا صورهم.

وفي هذه الحال تبقى القوات المسلحة نظيفة من آل الأسد فقط، وتعود لثكناتها ومهمتها الأساس وهي فقط الدفاع عن حدود الوطن، وهذا الاقتراح يحتاج لدعم المجتمع الدولي لكي يفرضه مع شباب الثورة على الطغمة الحاكمة.

فترة أنتقالية يتم فيها عقد مؤتمرات وطنية ومؤتمرات من أجل إزالة آثار الجريمة والأحقاد التي خلفتها هذه الطغمة، هذا الاقتراح هو لكي نري العالم ما هي ثورتنا ونريه حقيقتها، أعتقد أنها فترة كافية زمنيا من أجل تحقيق هذه الغاية، وببساطة للذين يعلقون آمال على استمرار آل الأسد، حتى وإن استمروا سورية باتت لا تتحمل ما زرعوه من أحقاد، وما سجلوه باسمهم كعلامة مميزة، بأنهم أول من كان لهم شرف القيام بمجازر في تاريخ سورية.

لهذا علينا التفكير جديا بما بعد آل الأسد.

من المعيب على من ينتقد الثورة، أن يكون انتقاده مبني على استمرار آل الأسد في حكم سورية انتقدوا الثورة ولكن اطرحوا بديلا للشعب السوري، بديلا عن هذه الطغمة، ألسنا مثل بقية شعوب العالم من حقنا أن ننتخب رئيسا جديدا كل أربع سنوات؟

ايلاف

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى