صفحات الناس

70 دولة ضاقت ذرعاً ببراميل النظام السوري

 

أدانت 70 دولة، إلقاء قوات النظام السوري براميل متفجرة على المدنيين، في رسالة موجهة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حول الوضع في سوريا. واعتبرت الرسالة أن “شهر أيار/مايو 2015  كان الأكثر دموية في سوريا”، وأدانت “القصف المتكرر الذي تنفذه مروحيات سلاح الجو السوري على المناطق المكتظة بالسكان”. وقال الموقعون إن “القانون الدولي يحظر الاستخدام الأعمى لأسلحة مثل البراميل المتفجرة”، وأضافوا أنه يتوجب “على السلطات السورية أن توقف هذه الهجمات الجوية التي تنفذ عشوائياً”.

وكان سفراء بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ قد صاغوا الرسالة، ووقعت عليها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولم توقع عليها روسيا والصين.

وأضافت الرسالة أن هجمات الأسابيع الماضية بالبراميل المتفجرة على حلب هي الأخيرة في سلسلة طويلة من الغارات المخيفة بالأسلحة الجوية من قبل القوات الجوية السورية على مناطق المدنيين المكتظة، مثل الأسواق والصفوف أمام المخابز والمستشفيات والمؤسسات الطبية والمدارس ودور العبادة ومحطات النقل والمباني السكنية طوال الأزمة السورية، الأمر الذي خلف آلاف القتلى.

ووفقاً لدبلوماسيين، فقد بدأت فرنسا مشاورات مع شركائها في مجلس الأمن، لوضع مشروع قرار محدد حول البراميل المتفجرة، لزيادة الضغط على النظام السوري.

من جانب آخر، أشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيانٍ لها الخميس، إلى تجاهل مجلس الأمن الدولي لانتهاكات النظام السوري الصارخة لقرارات المجلس، ودعته إلى فرض عقوبات على النظام لقصفه المناطق المدنية بالبراميل المتفجرة، في حين دعت منظمة “آفاز” الدولية، الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى فرض منطقة حظر طيران في سماء سوريا من أجل خلق أجواء آمنة للمدنيين السوريين. وجاء ذلك في إعلان كبير على صفحة كاملة لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية بعنوان “الرئيس أوباما.. ماذا تنتظر؟”. وحمل الإعلان صورة لطفل سوري نجا من قصف كيماوي شنه النظام. وأشارت المنظمة إلى أن مليوناً و93 ألفا و775 شخصاً في العالم وقّعوا على عريضة تدعو الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة من أجل حماية المدنيين السوريين.

من جهتها قالت “منظمة أطباء بلا حدود” إن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على مرافق صحية في البلاد، كان بينها مستشفى في جنوب البلاد. حيث أدى قصفٌ بالبراميل المتفجرة، خلال الأسابيع الماضية، إلى تدمير مستشفى بصرى الواقع في محافظة درعا. ويعتبر هذا المستشفى، عاشر مرفق طبي يتعرض للاستهداف خلال الشهر الفائت. وقد كان المركز الطبي الوحيد الذي يوفر رعاية لحديثي الولادة وخدمات غسيل الكلى في درعا.

وقال رئيس بعثة “منظمة أطباء بلا حدود” في سوريا كارلوس فرانسيسكو: “ندعو مرةً أخرى الأطراف المتحاربة إلى احترام المدنيين والمرافق والطواقم الطبية بموجب القانون الإنساني. إن هذه الهجمات الجديدة على المرافق الطبية غير مقبولة”.

وقالت المنظمة، عن تدمير مستشفى آخر بحلب: “في 10 حزيران/يونيو، انفجر برميل خارج المركز الطبي وألحق أضراراً بالمعدات الطبية والصيدلية وجميع النوافذ والأبواب. كما أن غرفة الرعاية التالية للجراحة في المستشفى قد خرجت عن الخدمة جراء القصف”.

وقد تلقت “منظمة أطباء بلا حدود” تقاريراً تفيد بوقوع هجمات على تسعة مرافق طبية في حلب، منذ أيار/مايو 2015. وبين تلك المرافق، تضررت ستة مستشفيات تشكل 40 في المئة من المستشفيات التي تعمل حالياً شرق حلب.

من جهتها، وصفت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، الخميس، أحوال المعيشة في معضمية الشام بريف دمشق التي تحاصرها قوات النظام، بأنها “رهيبة” وذلك بعد أن قامت بتسليم معونات هناك، قبل أيام، للمرة الأولى منذ ستة أشهر. ودخل موظفو اللجنة بلدة المعضمية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، والتي تقع إلى الجنوب الغربي من دمشق مع “الهلال الأحمر العربي السوري” وسلموا أدوية للأمراض المزمنة لعلاج نحو خمسة آلاف مريض. وقدمت اللجنة أيضاً أدوية للأطفال ومعدات طبية لمساعدة الحوامل عند الوضع. لكن المنظمة قالت إن نحو 40 ألف شخص داخل البلدة ما زالوا في حاجة ملحة إلى الخدمات الأساسية ومنها المياه والكهرباء.

وقالت رئيسة اللجنة في سوريا ماريان جاسر، في بيان لها: “الوضع الإنساني بائس”. وأضافت أن الشوارع خالية والمتاجر مغلقة في بلدة لا يوجد فيها كهرباء منذ عامين. وقالت: “لا يوجد ماء تقريباً ويتعذر الحصول على الغذاء، ولا سبيل تقريباً للحصول على الرعاية الصحية اللائقة”.

وكانت مديرة مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا، في دمشق، خولة مطر، قد زارت مدينة المعضمية، مطلع حزيران/يونيو الجاري، وأعلنت أنها “لا تستطيع إدخال ولو حبة دواء أو رغيف خبز إلى داخل المدينة”، بحسب ما أكدته وكالة “السورية نت”.

في السياق، أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من 53 في المئة من اللاجئين في العالم هم من سوريا. وقال تقرير أممي، إن عدد النازحين السوريين بلغ 7.6 مليون، منهم 3.88 مليون لاجئ خارج البلاد، وإن تركيا هي أكثر بلد استضاف طالبي الحماية في العالم. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيريس، إن الحكومة التركية أنفقت من ميزانيتها ستة مليارات دولار على اللاجئين السوريين.

من جانب آخر، أصدرت حملة “نامه شام”، الخميس، تقريراً بعنوان “التطهير الطائفي الصامت: الدور الإيراني في التدمير والتهجير في سوريا”. ويتهم التقرير نظام الرئيس السوري بشار الأسد وداعميه الإيرانيين واللبنانيين، بالتهجير الممنهج للمدنيين السوريين وبتدمير ممتلكاتهم والاستيلاء عليها في مناطق معينة من سوريا، مثل دمشق وحمص. ويجادل التقرير بأن هذين النوعين من الجرائم الدولية يشكلان معاً ما يبدو أنه سياسة تطهير طائفي رسمية، يقودها مزيج من تجّار حرب من الحلقة الضيقة للنظام السوري، وبرنامج تشييع يدفعه ويموله النظام الإيراني. ويخلص التقرير إلى أن “تطهيراً طائفياً صامتاً” يحدث في سوريا، بينما يراقب العالم ما يحدث بصمت.

وقال مدير فريق البحوث والاستشارات في “نامه شام” شيار يوسف، إن “الهدف من خطط هدم وإعادة إعمار مناطق معينة في سوريا هو معاقبة الجماعات الأهلية التي تدعم الثورة أو الفصائل المسلحة، والتي حدث أن غالبيتها تنحدر من أصول سنّية”. وأشار إلى أن الهدف هو تطهير هذه المناطق من جميع “العناصر غير المرغوب بها ومنعهم من العودة إلى منازلهم في المستقبل، واستبدالهم بعلويين سوريين وأجانب من أصول شيعية يدعمون النظام”. وأضاف يوسف أن “سياسة التطهير الطائفي الصامت هذه تؤدي شيئاً فشيئاً إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لهذه المناطق من سوريا”، موضحاً أن “الهدف الأساسي من هذه الخطة هو تأمين شريط دمشق-حمص-الساحل على الحدود اللبنانية من أجل تأمين استمرارية جغرافية وديموغرافية للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وفي الوقت نفسه تأمين وصول شحنات السلاح الإيراني إلى حزب الله في لبنان”.

المدن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى