صفحات الثقافة

لَيسَ للأخضَرِ معنَى سِوى الحَيَاة/ غي غوفِّيت

 

 

غي غوفيت Guy Goffette شاعر وكاتب بلجيكي ولد في 18 نيسان (إبريل) عام 1947. ممَّا قاله:

-الشِّعر نافورة مهملة.

– الشٍّعر دفتر حميميٌّ لكائن بحريّ على الأرض يمثل راغبا في الطَّيران.

– ما الذي هو أثقل من الرّصاص؟ إنَّه الخجل ، سيّدي.

– الشَّاعر سَمعٌ أوَّلا ثمَّ حمَّال أصوات. إنَّه ينقل ما يُملى عليه من قبل الكلمات التي تصله ، و الصُّور التي يراها، و الموسيقى التي تقوده، والقصيدة هي البيت الذي يشيِّده بتلك الكلمات.

– كنت أعتقد أنَّه يكفي الرَّحيل للتَّخلُّص من الماضي. كنت تسرَّعت في نسيان أنَّه يستحيل على المرء أن يفلت تماما من تلك الغُولة الرَّاعية، من تلك الغابة حيث قلب الطِّفل الخجول بقوَّة نبض.

– هنالك، خلف بؤبؤ العين، شخص ما يقول دوماً: أنا. شخص نحن لا نعرفه. شخص ينظر  ويغنِّي، لكنَّنا لا نرغب أن نسمعه. هكذا يظلُّ الشُّعراءُ يصرخون في الصحراء والرسَّامون يكلِّمون الطُّرشان، بينما نحن نثابر على إلقاء الأسئلة باعتماد العقل عوض الاستماع باعتماد الحواسِّ كلِّها و التَّلقِّي عبر القلب الذي ينخرط و يصمتُ.

– كلُّ طفولة، مهما كانت جهنَّميَّة، لها فردوسها، الذي يبقى ماثلا كما المنديل في الجيب، البعض يمسح به دموعه، و البعض يحتفظ بعطره، و البعض يحشره كما تحشر السَّناجب ذخائرها الطَّفيفة: حصاة ، ذيل سحليَّة، بعض الشَّفرات العشبية، وهو ما يلقي بثقله على ذاكرة المرء أكثر من الكتب، و الكاتدرائيَّات، و كلِّ متاحف العالم.

– نحن لا نعرف ما نرسم، ما نكتب. نحن نجهل السرَّ سلفاً. نحن نثق في الألوان، في الخطوط، في الكلمات، لكنَّ ما نرغب أن نقوم به يظلُّ متخفِّياً. بعد فترة طويلة ينبجس المعنى فجأة.

– ماذا يكون البيت الذي لا نضحك داخله، ولا نغنِّي، و لا نقبِّل بعضنا؟ ماذا يكون البيت الذي لا يقول المرء داخله يا طفلي، يا شمسي، يا حبِّي، أحبُّك؛ ماذا يكون البيت الذي داخله لا نقرأ شيئا عدا الجريدة و الورق الملوَّن، الذي لا نقرأ فيه أبدا كتابا هو بالفعل كتاب؟ ماذا يكون؟ إذا هو أجمة خاوية … إذا هو فضاء مغلق حيث الجدران لا تصلح إلاَّ للارتطام؟

– لا يتعلَّق الأمر برسم الحياة، الأمر يتعلَّق بجعل الرَّسم حيًّا.

– إنَّ التِّرحال الحقيقي، في الواقع، ثابت و لا نهائي، و كتوم. إنَّه ، غالبا، يبدأ في غرفة حيث نُسجن لأنَّها تمطر أو لأنَّنا مرضى مجبرون على ملازمة الفراش.

– لقد قام أسلافنا بما استطاعوا وبما أتيح لهم. أنت الذي تطلب منهم أكثر، وعلى الدَّوام أكثر. في هذا أنت تذكِّرُني بالبقرة التي تجرح جلدها بالأسلاك الشَّائكَةِ لتلتهم أعشاب جيرانها.

– الحياة تلَّة، ما دمنا نصعدها فنحن إلى القمَّة ننظر ونحسُّ أنَّنا سعداء؛ لكنَّنا إذ نصل القمَّة، فجأة نلمح الحدود والنِّهاية، التي هي الموت.

“شاعر، حتَّى في كتاباته النَّثرية، بدأ مدرِّساً، ثمَّ صاحب مكتبة، ثمَّ ناشراً، جاب عديد البلدان الأوروبيَّة، ثمَّ حطَّ الرِّحال بمدينة باريس. يعمل الآن عضواً بلجنة القراءة بإحدى دور النَّشر”.

من أعماله

في الشِّعر:

-ترحُّل / فاتحة لبيت بلا حيطان / النَّائم قرب السَّقف / مديح لمطبخ ريفي / طريق الورود / الحياة الموعودة / صيَّاد الماء / على خطِّ الهضاب / ماريانا / قلامات ضئيلة لنهارات جميلة /…

في الرِّواية:

صيف حول الرَّقبة / طفولة كالمرأة البيَّاضة / قبر الجدي /…

في القصَّة:

رحيل / كانت، لحسن الحظِّ دوما عارية / فرلين الآخر /…

في المقاربة:

الشَّاعر أشيل شافي / نصب الرقَّة التِّذكاري / الشَّاعر أُودن أو عين الحوت / …

ممَّا قيل عن أشعاره:

إنَّ كلَّ ما يستوقف المرء، أو يغريه، يضعه غي غوفيت في حماس بالغ: القصائد التي يكتبها أو التي يحلم أن يكتبها، والشُّعراء الذين يقرأ لهم، والذين يكتب عنهم، والنُّصوص التي ينشرها. إنَّه بالتَّأكيد مفتون، و أيضا قلق ، يرتجُّ، و يعيش بعمق، و يهب ذاته بالكامل لما يقوم به. إنَّ شعره يمضي  من طرقات الثَّورة إلى تعمُّق الذَّات و تأصيل كيانها البشري . إنَّ شعره ديناميكيٌّ يدفق بالحياة، منفتح مرَّ بأعمق التغيُّرات. (جورج جاكومين).

إنَّ أعمال الشَّاعر المعاصر غي غوفيت، المقيمة تحت مظلَّة فرلين ورامبو، تسائل، أو هي بالأحرى تجوب الفضاء المتروك خاوياً بفعل رفض هيمنة موضوع مدرَك كماهية وهُويَّة،  ومُنضوٍ في الدَّائرة السَّايكولوجيَّة الفردانية. أعمال تختار، وهي تستدي الواقع اليومي، البسيط والمبتذل، اللَّذين يؤسِّسان عندئذ فضاء قابلاً للإقامة … إنَّ شعره يعرض علينا حميميَّة، حميميَّة الأمكنة وحميميَّة القراءات، حيث الموضوع يعرض ذاته على أنَّه مجهول في تجلٍّ نحويٍّ عبر كلِّ الإمكانات البيانيَّة للغة. إن إثبات ” الكوجيتو” (أنا أفكِّرُ فإذن أنا موجود) استُبدِل عند الشَّاعر بالسُّؤال الأنطولوجي: من أكون؟ صار بالأحرى ماذا أقول؟ وإنَّ هذا السُّؤال دون جواب عن أصل الكلمة يجعل من الذَّات حضوراً، حيث الشِّعر هو الشَّاهد، في وضوحه الأكثر بساطة …( إيزابيل شول).

للكتابة عند غي غوفيت شفافية الماء، جليٌّ ووضَّاء، يمضي باتِّجاه الماء. إنَّ شعره يرفع الكلفة في الحال بينه و بين القارئ، إنَّه مخترق بلون خريفي و بحسرة طفولة جعلاه مألوفا. إنَّ شعره يطيل الوقفة عند اليومي و البسيط، كأنَّه غطاء الخِوان على طاولة من خشب نهار الأحد. إنَّ الاندهاش و الحميَّة يشيران لنا بأن نتبعهما في كلمات شعره التي تجفُّ على حبل غسيل اليومي. بالطَّبع هنالك إلى جانب ذلك جرح نحن لا نراه ، لكنَّه جرح يسيل منه الدَّم، دم الاستياءات المذكورة بصوت خفيض، كما نعود بالكلاب إل المنزل، كما نعود بالكلمات حين يكون اللَّيل مفرطا في العنف داخلنا. إنَّ موسيقاه الخفيضة التي أتقن استعارتها من الشَّاعر فرلين ، كما لم يقدر على ذلك أحد، إنَّ موسيقاه هي وقع الأمطار العذبة فوق النَّافذة المغشَّاة بضباب الطُّفولة. نحن لا نقارب شعره نقديًّا، نحن نتنفَّسه، و عديدة هي قصائده التي تحتوي على سحريَّة العذوبة المفقودة حتَّى الأبد. إنَّ نصوصه تسمح له أن يواصل حوارا عميقا مع ذاته. لقد استطاع عبر نصوص موجزة أن يحبس مشاعر كانت تدفق. (جيل برسنتزير).

 

مختارات شعريّة

الحياة الموعودة

I

كنت أقول في نفسي أيضاً: العيش شيء آخر

غير ذلك النِّسيان للوقت الذي يرحل،

ولدمار الحبِّ، و للتَّلف- وهو ما نقوم به

منذ الصَّباح حتَّى الظَّلام: نَمخرُ البحرَ،

نَصدعُ السَّماءَ، نَفلحُ الأرضَ، وكذلك نفعل

بالتَّداول مع الأطيار، والسَّمك، والخلد، وباختصار:

نتلهَّى بمزج الهواء بالماء والثِّمارِ والغُبار؛

نتلهَّى كما لو أنَّنا، نخترق كما، نمضي إلى..، نجني

ماذا؟ الدُّودة في التُفَّاحة ، الرِّيح في القمح،

بما أنَّ كلَّ شيء بلا انقطاع يسقط،

وأبداً لا شيء يشبه

ما كان، لا أردأ ولا أفضل،

لا شيء كفَّ عن أن يكرِّرَ : العيش شيء آخر.

II

في الوقت الذي نحن حقًّا ننهض ، ونُطري

من أخمص القدمين حتَّى قمَّة الجمجمة،

نُطري على ذاك النَّهار المُهمَلِ

في سلَّة الزَّمن ، في ذلك الوقت: تُمطر.

يا للصورة الدَّقيقة عن الكائن ، لفظتان

تنغرزان في أعيننا

كما الأظافرُ في اللَّحم: إنَّها تُمطر.

دمُ العشب أخضر بما لا يطاق و إنَّها

داخلنا تُمطر، داخلنا الحاجزُ المكسورُ

يرى خلف الزُّجاج و بين القلوع،

بطيَّات من الحسرات القديمة،

و التَّرقُّب المُرهَق، يرَى دواعي الرَّحيلِ

و تغطيةَ البردِ بالتَّدريج تنهدمُ.

III

كذلك، إذا النَّار كانت بشكل رديء تزحفُ،

إذا المصباح كان يغزل عسلا مرًّا ، فبإمكانك أن تقول:

أحسُّ بالبرد، و أن تسرق قلبَ الجوزة القرعاء،

قلبَ حصان الحراثة الذي ما عاد له أين يمضي

والذي من طرف للمطر يمشي إلى طرَفٍ

كما أنتَ في البيت، تفتح كتاباً،

وأبواباً، وتغلقها: أرضاً محروقة، مدينةً

مفتوحة حيث الجوع ينتشر ويصرخُ

كما عناقيدُ الثِّمار الحمراء الموضوعة فوق الطَّاولة،

حياة غريبة، راهن لا يُدرَك

للذي ما عاد مذَّاك يعرف

عدا أن يدوس في ذات الأخدود

طينَ الإرهاقات الأسودَ والثَّقيل.

IV

لعلَّه وجبَ سحبُ السِّتارِ،

وتركُ كاملِ الجسد في الإعياء يدفق،

وتداخلِ الأفكار ينفكُّ،

وعناقِ الطَّحالبِ المُعتم في حدَّة يحسم

مع موتك الشَّخصي، ما كان وما عاد كائنا،

مع ما سوف يأتي، مع المدِّ الحتمي

للأصوات والصُّور التي، يقولون، لا يجرفها الغرقى،

لعلَّه وجب تركُ الوقتِ

كما الأمطارُ يَسوط جبهتكِ

إلى أن يصير الكلُّ مجدَّداً أتربةً

في غرفة الميِّت: نفرغ الأدراج،

ونكنس، وعبر الباب المفتوحِ

لحظةٌ تصير جسداً و ترتعدُ.

V

يقولون: الشَّمسُ بعد المطرِ،

البحرُ خلف الجبلِ، بعد ذلك الحبُّ

والرّحيلُ، ثمَّ الرّحيل. غدًا،

متى كلُّ شيءٍ يكون، متى كلُّ شيء يحصُل.

وعودُ أموات إذا كان العيش أفضَلَ

من الانتظار أو من الأملِ. رماد أمواتٍ منشورٍ

على النَّار التي تُعلن العصيانَ قليلا ثمَّ تنكتمُ

دونما تعزية: اللَّيل يُقبِلُ،

الفجر يَنهض، صَيف مضَى،

بعدُ أدخنةُ القريةِ قالت،

بينما الحيوانات تواصل دونما غضَب

تجميعَ تبرِ الزَّمن،

تبرِ أعيننا النَّهمةِ والتي سرعان ما تَنغلِقُ.

VI

وأخيراً  تضعُ الكتاب في موضعه الصَّحيح،

هناك في الأعلى، في ذلك الجوف الصَّغير من الظلِّ

والنِّسيان كما قطعةُ الأرض الصَّغيرة التي تعودُ

مُلكيَّتُها إليكَ، أنتَ أيضاً تعود

إلى مكانك، أمام النَّافذة، وتلك الطَّاولةِ،

وذاك المربَّعِ من الثُّلوج الذي لا أحد بعدُ فتَحه قَسراً

والذي يمضي في كلِّ اتِّجاهٍ

كما حياتك بين الكلمات و الأموات.

أنتَ تعلم جيِّداً أنَّه لا حرف يشفي من الغيابِ،

كما أنَّ الشُّحرور إذ يقع لا يعكس محور كوكب الأرضِ،

لكنَّك تثابر، أيُّها المخطاط،

على ارتشاء الملائكةِ:

قليل من التِّبر في الطِّين، قلتم، على اللَّيل أن يظلَّ منفتحاً.

VII

إن كنتُ سعيتُ – وهل قمتُ بشيءٍ آخرَ -؟

فقد كنتُ كمن ينزل الشَّارع المنحدِرَ

أو لأنَّ الطُّيور فجأةً كفَّت عن الغناء.

تلك الحفرة في الفضاءِ

بين الأشجار، لا طول  نفسي طمَرها

ولا عيناي – وغالباً ما كنت أصرخُ

وسط الأعشاب، وما كنتُ أنتظرُ

شيئاً، كنت أقول في نفسي: هناكَ

أنا في العالم، السَّماء زرقاء، سحابٌ

هو السَّحاب وما همَّ صُراخ التفَّاحِ الكتومِ

فوق الأراضي الصَّلبة: الجمال، هو أنَّ كلَّ شيء

سوف يندثر، و أنَّ كلَّ شيء

يظلُّ، عالِمًا بذلك، يتسكَّع.

VIII

صَوب الغرب، مع آخر الأشعَّة الورديَّة

مُتَّبعين السَّهم فوق الجورب المفرِط

في التَّمدُّد للعتمة التي انحنَت

كي تضع الطَّائرةَ في جيبها،

ذاك ما يُبقي المرءَ واقفا، و العينُ نحو السَّماء،

على المرآب حيث تُنسِّل في الرَّماديِّ

أشرعتك الكولمبيَّة[1]، وطرقاتك

إلى الحرير والملح والعُزلَة[2] منتظراً

أن ينتهي الكلُّ ( تقول الكلَّ

كمن يُصفِّر كي يبقي ظلَّه

إلى جانبيه في الزُّقاق المُعتم) الكلُّ:

تلك القبلةُ-بالكاد-قبلةُ الغروب على

شفتيِّ التي تمضي تاركة لكَ الرَّصيف.

IX

ما رغبتُه أجهله. قطار

يَذرع الأرضَ في المساء: لا أنا داخله

و لا خارجه. كلُّ شيء يَحدث

كما لو أنَّني كنتُ أُقيم في ظُلمة

يلفُّها اللَّيل كالشَّراشفِ

ويرمي بها أسفلَ المُنحدَرِ . ما رغبتهُ

في الصَّباح، أن أحرِّر الجسَدَ ، ساعدا

فآخر صحبة الوقت في المعصم النَّابض،

ما رغبتُه ، قطار يجرُّه:

كلُّ نافذة تُبِينُ

عن مسافر آخر هو داخلي،

هو غير الذي حين أَفِيقُ

أزيح عنه العبوسة، و حازمة النَّافذة ، و الموت.

X

كنتُ أقول في نفسي: لا بدَّ أيضا، لا بدَّ،

والكلماتُ كانت أمامي تَركض،

كانت تَنشُق الطَّريقَ، والسَّماءَ، والسَّرخسَ،

وباطنَ الهضاب رديء البراعمِ،

ثمَّ كانت تعود مُرجعة إليَّ عَلامةَ بُشرةٍ

مَحروقةٍ، شظيَّةً عظميَّةً:

ذاك السُّؤالُ القديمُ و دائم الوخزِ،

سؤالُ: لماذا، أنا، هُنا، لمَ؟

ذهابٌ وإيَّابٌ وانتظارٌ كما المأمُورُ

عند المحطَّاتِ ، يفتح الأفق و يُغلِقهُ

وآخرَ المسافرين ينتظرُ

قبل أن يَقلب اللَّوحةَ، قبل أن يَكتُب:

مُغلق بسبب الكسلِ.

مديح المطبخ الرِّيفي.

أشْيَاءٌ عدِيدَة

تركتَ في العشب والطِّين

شتاءً بأكمله يُعاني المظلَّة الحمراءَ الجميلةَ

ويُصدِئُ نتوءاته، تركتَ الشَّمألَ

تهدم أعشاش الأطيارِ

في صمتٍ ، تركتَ أحواض الورود مُهمَلة

ودون رعاية تركتَ شجرةَ التفَّاحِ

التي تثري الأرضَ . عن حاجة

أو عن شرود

تركتَ أشياءً عديدة حواليكَ تموت

إلى حدِّ أنَّه ما بقي لكَ حتَّى ترِيحَ عينيكَ

عدَا مجرى هواءٍ يَعبر بيتَكَ.

و مازلتَ مُنذهلاً

مِن البرد يقبض عليكَ في أوج الصَّيف.

صيّاد الماء

 

المترجم: محمد بن صالح

ضفة ثالثة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى